"رعاية الموهوبين والمبدعين
وتنمية قدراتهم الإبداعية" Doi: اسم
الباحث الأول:
اسم
الباحث الثاني (إن وجد): اسم
الباحث الثالث (إن وجد): أمل
أحمد أبو حنيش Amal
abu hunessh - 1 اسم الجامعة والبلد (للأول) 2 اسم الجامعة
والبلد (للثاني) 3 اسم الجامعة
والبلد (للثالث) * البريد
الالكتروني للباحث المرسل: E-mail address: وزارة التربية
والتعليم- فلسطين - - amal-abu-hanesh@hotmail.com
جسم البحث:
المقدمة:
يعد الاهتمام بالموهوبين والمبدعين ركنا
أساسيا في استثمار وصناعة مستقبل أي مجتمع، فهم أمل المستقبل ومفكروه، وصانعو
حضارته، خاصة ونحن نعيش في عصر التقنيات والاختراعات العلمية التي ظهرت من خلال
التفوق العقلي والتميز الفكري، فالمجتمعات المتحضرة تسعى جاهدة لاكتشاف الموهوبين
والمبدعين من أبنائها مهيأة لهم الفرص العديدة والمناخ الملائم للتفوق، حتى يستفاد
من مواهبهم وإمكاناتهم العقلية والعلمية. وهؤلاء
المبدعون والموهوبون من أكثر الفئات المعرضة للخطر إذا لم تجد الرعاية الكافية
التي تلبي احتياجاتهم، وتطور طرق تعليمهم، وإرشادهم نفسيا، نظرا للحالة الوجدانية
التي تميزهم عن أقرانهم.
لذلك يتعين على المسؤولين والمختصين
إعداد الأدوات المناسبة للكشف عن المواهب، وتوفير البرامج التربوية والتدريبية
اللازمة لتنميتها واستثمارها والاستفادة منها، فغالبا ما توجد تلك القدرات
والمواهب لدى التلاميذ كاستعدادات وطاقات كامنة، وإمكانيات محتملة، قد تنمو
وتتبلور مع نموهم عبر مراحل حياتهم إذا توافرت الظروف والعوامل البيئية المناسبة
لتنميتها وتحقيقها، وإلا فإن تلك المواهب قد تضمحل وتخبو ومن ثم تضيع فائدتها على
الفرد والمجتمع.
1: مشكلة
البحث
تكمن
مشكلة البحث في امتلاك كثير من التلاميذ في مراحل التعليم العام قدرات إبداعية
عظيمة، الكثير منها لا يكتشف، وإن اكتشفت قد لا يلتفت إليها. بالإضافة
إلى أن مناهج الدراسة العادية، وطرائق التعليم التقليدية المستخدمة لا تناسب
الموهوبين والمبدعين ولا تلبي احتياجاتهم، إلى جانب عدم توفر كفاءات تربوية مؤهلة
للكشف عن المواهب والتعامل معها.
2: أهداف
البحث
يهدف هذا البحث إلى التعرف إلى أهم ما
توصلت إليه الأدبيات المتعلقة برعاية الموهوبين والمبدعين في الكتب والأبحاث
التربوية باللغة العربية، من أجل تعريف الموهبة والإبداع وتوضيح أهمية البحث
عنهما، بالإضافة إلى الإجابة عن الأسئلة التالية للاستفادة منها في رعاية التلاميذ
الفلسطينيين في مراحل التعليم العام:
1*
ما دور الرعاية الاجتماعية للموهوبين والمبدعين، وما
أهميتها لهم؟
2* ما أهمية الرعاية الصحية والنفسية للموهوبين
والمبدعين؟
3*ما دور البيئة التعليمية والتربوية في
رعاية الموهوبين والمبدعين؟
4*
ما هي أبرز البرامج التعليمة المستخدمة لرعاية الموهوبين والمبدعين؟
5* ما هي أهم الاستراتيجيات المستخدمة
لتقديم البرامج التعليمية والتربوية للموهوبين والمبدعين.
3: أهمية
البحث
تأتي أهمية هذا البحث من أهمية
الموهوبين والمبدعين ودورهم في الحياة، فهم ثروة يستحقون لأجلها رعاية اجتماعية
ونفسية وبرامج تربوية وطرائق تدريس تلبي احتياجاتهم، وتتناسب مع قدراتهم
واهتماماتهم، فهم قادة المستقبل في جميع مجالات الحياة، وهم العدة نحو التطور
والرقي، وتهيئتهم بصورة جيدة نصل بالمجتمع إلى بر الأمان.
4: حدود
البحث
اقتصر
البحث على أهم ما توصل إليه التربويون في الكتب والأبحاث التربوية باللغة العربية
في مجال رعاية الموهوبين والمبدعين.
5: مصطلحات
البحث
*الموهبة:
هي ما وهبه الله للفرد من
استعداد فطري وعقلي تمكنه من إظهار براعته في مجال معين.
*الإبداع: يعني
إيجاد الشيء من العدم، أو بمعنى الإنشاء والاختراع، ويوجد
عند جميع الناس بدرجات متفاوتة.
* التعليم
العام: هو نظام التعليم الشامل من رياض الأطفال
حتى انتهاء الصف الثاني عشر.
* الإثراء
التعليمي: تزويد التلاميذ الموهوبين والمبدعين
بخبرات متنوعة وعميقة في موضوعات ونشاطات تفوق ما يقدم للطالب العادي، أفقيا
وعموديا بهدف إثراء حصيلته المعرفية.
*
الإسراع التعليمي: إنهاء الطلبة الموهوبين والمبدعين فترة تعليمية في وقت أقل مما هو متعارف عليه.
6: منهجية
البحث
اعتمد
البحث على المنهج التاريخي
بغية التعرف على أهم
ما توصل
إليه التربويون في مجال رعاية الموهوبين والمبدعين في
الكتب والأبحاث التربوية باللغة العربية، للاستفادة منها في التجربة الفلسطينية.
كما اعتمد على المنهج الاستقرائي لتلمس احتياجات التلاميذ الموهوبين
والمبدعين في مراحل التعليم العام في فلسطين، من خلال عمل الباحثة في قطاع التعليم العام، وتعاملها اليومي
مع الطلبة.
7: أداة البحث
مراجعة تاريخية
للأدبيات المتعلقة برعاية الموهوبين والمبدعين، واستقراء
حاجات الطلبة الموهوبين والمبدعين في مراحل التعليم العام.
الفصل
الثاني
أولا:
تعريف الموهبة والإبداع وأهمية البحث عنهما
1- الإبداع والمبدعون
الإبداع
لغة: بمعنى الإنشاء والاختراع على غير مثال: تقول العرب: بدعه، يبدعه، بَدْعا أي
أنشأه على غير مثال، وأبدعه أي اخترعه وأحدثه، والإبداع إيجاد الشيء
من العدم(المعجم الوسيط،ج1،
د.ت)،
ومن المصطلحات المرادفة له الابتكار والمبتكرون، والإبداع يوجد عند جميع الناس
بدرجات متفاوتة، ولا يقتصر على المتفوقين عقليا، بل يظهر في أعمال كثيرة يقوم بها
أشخاص عاديون في الذكاء، فقد يبتكر فنان آنية جميلة، أو موسيقار قطعة موسيقية
رائعة(الميلادي،2003).
ويتميز المبدع
بصفات وخصائص انفعالية اجتماعية، وعقلية، كالجد والمثابرة، والثقة في النفس،
والقدرة على تحمل المسئوليات، لا يقبل الأسلوب الروتيني في العمل، لديه حب
الاستطلاع ومعرفة لكل ما هو جديد ومثير، يمارس ألعاب الكبار، خاصة المعقدة منها،
والتي تحتاج إلى كثير من التفكير، يرفض التدخل في شؤونه الخاصة، وفي أساليب تفكيره وآرائه،
وهذه الصفات ليست بالضرورة متوافرة جميعها في شخص واحد(جهاد، والهويدي، 2003)
2- الموهبة والموهوبون
الموهبة
لغة: بمعنى اتساع الشيء والقدرة عليه، وهي من وهب بمعنى أعطى دون مقابل، والموهبة
هي ما وهبه الله للفرد، وتجمع على مواهب(المعجم الوسيط،ج2، د.ت) واصطلاحا: هي قدرة
خاصة موروثة كالمواهب الفنية، أو هي استعداد للتفوق في مجالات غير أكاديمية كالرسم
والموسيقى والشعر(زغلول، 2010،الميلادي،
2003)
وتكون
الموهبة نتيجة ذكاء مرتفع وخبرات سابقة تشير إلى قدرات خاصة لدى الفرد، وتعرف
الموهبة أيضا(Talent) على أنها قدرة
خاصة موروثة كالرياضة أو الفنون العامة، والموهوب هو من يمتلك بعض القدرات الخاصة بشكل
مميز.
وقد عرف العالم (تاننبوم)
الأطفال الموهوبين بأنهم الأطفال الذين يتوفر عندهم استعدادات فطرية وعقلية خاصة
تمكنهم من إظهار مستوى أداء مرتفع وزائد عن المألوف عند أقرانهم من الأطفال
العاديين في أي مجال من مجالات النشاط الإنساني، وهذه القدرات تنمو وتتبلور مع نموهم
عبر مراحل حياتهم، إذا ما توفرت لهم ظروف الرعاية التربوية المتكاملة والمتواصلة
في الأسرة والمدرسة والمجتمع، وإلا فإن قدراتهم ومواهبهم قد تضمحل وتخبو ومن ثم
تضيع فائدتها على الفرد والمجتمع(عبد الكافي، 2009، زغلول، 2010).
ويمكن
الكشف عن الموهبة وتحديدها لدى الطفل الصغير حتى قبل المدرسة، عكس الابتكار
والإبداع الذي يظهر في ابتكار شيء جديد وليد ظروف خاصة، وإن كانت الموهبة ترتبط
عادة بالتفوق والإبداع في هذا المجال(عبد الكافي، 2009)
فالإبداع له دوافع ذاتية، أو بيئية
كالتصدي للمشكلات، أو دوافع معنوية كالحصول على مكافأة مالية أو الشهرة أو المكانة(عبد
الكافي، 2009).
ويرى
كثير من العلماء أمثال (رينزولي Renzuli ) أن الابتكار والإبداع وجهان لعملة واحدة، وأن سمات الموهوبين هي
سمات المتفوقين المبدعين (زغلول، 2010)
فهم مفكرون أنشط ذهنيا من أقرانهم، أكثر انتباها وحبا لاستطلاع ما حولهم، أكثر
قدرة على القراءة والكتابة في وقت مبكر، وأكثر طرحا للأسئلة التي تفوق عمرهم
الزمني. لديهم القدرة على الإلمام بكثير من المواضيع واسترجاعها.
قادرون على اكتشاف أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء. لا
يترددون في مواجهة
المواقف الصعبة والمعقدة، ويبدون نجاحا في حلها. يمتازون بالقدرة على التركيز والانتباه والفهم والإدراك العام أكثر من أقرانهم. يمتلكون
مهارات قيادية وقدرات فنية وحركية مقارنة مع الأطفال في فئتهم العمرية. لديهم حافز
داخلي على التعلم والبحث، ورغبة في فحص الأشياء الغريبة، يحملون أفكارا جديدة وغير
تقليدية لم يقدمها أحد من قبلهم، نتيجة خيالهم الخصب، وقدرتهم على التخيل، يفكرون
في أشياء وقضايا مستقبلية بعيدة عن ذهن الآخرين، يثبت الزمن بعد ذلك أنها جادة
وذات أهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات(زغلول،2010،
الميلادي، 2003)
فالذكاء والفكر الابتكاري الذي يتميزون به
يجعلهم ثروة يستحقون لأجلها رعاية اجتماعية وصحية ونفسية، وبرامج ومناهج تربوية
تعمل على تلبية احتياجاتهم، وتتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم واستعداداتهم، وتختلف
في محتواها عن برامج الطلبة العاديين ومناهجهم، كما أنهم بحاجة إلى طرق تدريس
تختلف في طبيعتها عن طرق التدريس التقليدية المتبعة للطلبة العاديين، لأن هذه
البرامج قد تخفق في اكتشاف وتنمية ما لديهم من طاقات ومواهب، مما يجعلهم عرضة
للتجاهل والإهمال، ومن ثم يفقد المجتمع تلك القدرات التي تعد بمثابة عدته للرقي
والتطور. وهناك أمثلة توضح ذلك على سبيل المثال لا الحصر المخترع الأمريكي(توماس
أديسون)الذي التحق في صغره بإحدى المدارس الأمريكية التي تركز على الحفظ والتلقين،
مع محاسبة قاسية للذين يخفقون في حفظ ما درسوا، فانتهى به الأمر إلى ترك المدرسة،
ليخوض معركته في الحياة من بائع جرائد إلى إصدار جريدة صغيرة من تحريره، إلى البحث
العلمي الذي أسفر عن تقديم كثير من المخترعات القيّمة التي أفادت البشرية، مثل:
المصباح الكهربائي، والفونغراف، ومسجل الصوت...(صالح،
2006).
الفصل
الثالث
أولا: الرعاية الاجتماعية والصحية
والنفسية للمبدعين والموهوبين وأهميتها.
يتميز الأطفال الموهوبون والمبدعون بصفات تميزهم
عن أقرانهم العاديين، فلديهم رغبة قوية في تعلم الأشياء، والمثابرة والصبر على
رؤية التفاصيل الدقيقة، وعدم الملل، ومحاولة الانجاز، فإذا انطفأ الحماس والرغبة
فجأة لدى الطفل المبدع علينا أن نبحث عن الأسباب، فقد يكون السبب في نقص أدائه هو
المرض، أو سوء التغذية، أو تدني المستوى المعيشي، أو بعض المشاكل الأسرية التي
تستنفذ طاقته الايجابية، كالطلاق، أو كثرة التنقل من مكان إلى آخر، الأمر الذي
يمنع الطفل من تشكيل صداقات دائمة، قد يكون في أمس الحاجة إليها. فكيف نساعد هؤلاء
الأطفال على صقل مواهبهم وعلى التفوق والإبداع
والاستمرار فيه؟.
1- دور الأسرة في رعاية الموهوبين
والمبدعين وأهميتها
تحتل الأسرة مركزا رئيسيا ومهما في
تكوين الاتجاهات الرئيسية أثناء التنشئة الاجتماعية ابتداء من مرحلة الطفولة وحتى مراحل
الدراسة المختلفة، ولكي ينشأ الطفل تنشئة اجتماعية سليمة على الأسرة أن توفر له
جوا من الهدوء والاستقرار،لأن الروابط الأسرية المفككة والمستوى الاقتصادي المتدني،
يؤدي إلى القلق وعدم الاستقرار، فعوامل القلق النفسي عوامل هدامة تجعل الفرد يعيش
في صراع دائم، وبتحول القلق إذا استبد بالفرد إلى حالة مرضية تحطم مقومات استقراره
النفسي، وتكيفه السوي مع الواقع (الهاشمي، 1993).
لذا
لا بد من الوقوف على الظروف المعيشية والأسرية للموهوبين والمبدعين، والتي تحول
دون تفوقهم وإبداعهم، للأخذ بأيديهم وإعدادهم للمهام الجسيمة الملقاة على عاتقهم، فهم
طاقات فذة، تمتلك قدرات خاصة تفوق ما يملكه غيرهم من الناس، ووجود المبدع أو
الموهوب في أسرة محدودة الدخل، أو مثقلة بأعباء مالية، إلى جانب سلبية بعض أولياء
الأمور وعدم اهتمامهم بأطفالهم وانشغالهم في أمور حياتهم المعيشية قد يؤدي إلى تفكك
الأسرة، وشعور الطفل بالحرمان والإهمال والقسوة، والقلق وعدم الطمأنينة، واضطراب
سلوكه والحد من تفوقه وإبداعه، لأن فكره سينصرف إلى تلبية ما ينقصه من احتياجات.
من هنا تأتي أهمية الرعاية المالية والاجتماعية
للمتفوق والمبدع الذي يعيش في نطاق هذه الأسرة، من خلال إيجاد حلول تخدم استقراره
المادي والاجتماعي داخل أسرته، فالعامل المادي والاجتماعي يشكلان ركنين أساسيين في
استمرار التفوق والإبداع، فكيف نطلب من طالب مجد أن يتفوق ويبدع، وأسرته غير قادرة
على توفير متطلبات الحياة من مأكل وملبس، فما بالك بشراء ما يتطلبه التفوق
والإبداع. فالأسرة هي مصدر الرعاية الأول، فهي التي تحتضن الموهبة وتوفر لها
حاجاتها الأساسية، وتدفعها إلى الإنتاج، وتحوطها بالحرية وتشجعها وتزيل العقبات
التي تعترضها (عبد الحميد، 2008).
إذن لا بد من التعاون بين كافة
القطاعات(الأسرة والمدرسة والمجتمع والدولة)لإيجاد أفضل السبل في الرعاية الشاملة،
لتنمية الإنسان وتطويره وتشجيع المواهب وتكريمها،ويمكن
تلخيص دور الوالدين في رعاية أطفالهم الموهوبين والمبدعين في:
· تنمية
مهارات أطفالهم الاجتماعية، لحدوث التفاعل الجيد مع الآخرين، كالتعاون والعمل في
فريق، والتسامح والعفو عند المقدرة، والمرونة وتقبل الرأي الآخر واحترامه، والتحكم
في النفس عند الغضب، ومعرفة الأدوار الاجتماعية والتفاعل معها (الفرح، الحزن...).
· تنمية حب القراءة والاطلاع في المجالات
العلمية والثقافية المختلفة، وتشجيعهم على الاعتماد على النفس، وإعطائهم الحرية
والفرصة للمناقشة والاختلاف، والثقة في قدرتهم على الانجاز، وتضاؤل العقاب.
· حل المشاكل الأسرية والاقتصادية حتى لا
ينعكس أثرها على الأطفال.
· الاهتمام
بانتقاء الألعاب التي تنمي الخيال، وتعليمهم من خلال الأنشطة خاصة في مرحلة ما قبل
المدرسة، لأن ذلك يمنح الطفل الفرصة الحقيقة للابتكار.
· تشجيع الاختلاف البناء، وتقبل العمل تحت
أي ظرف ومع أشخاص مختلفين في الجنس أو الفكر أو الثقافة(صالح،
2006 ، زغلول، 2010).
2- دور الرعاية الصحية والنفسية وأهميتها
الفرد
هو رأس المال والثروة الحقيقية، ولا يمكن لأي مجتمع الاستفادة من موارده الأخرى
إلا من خلال موارده البشرية السليمة نفسيا وصحيا، فكلما كان المجتمع سليما كان لدى
أفراده القدرة على تحقيق أهدافه والنهوض به. والرعاية الصحية والنفسية مطلب رئيسي
وأساسي في الحياة، وهي مكملة لعوامل الرعاية الأخرى، ولا تقل أهمية عنها، وهي عمل
بناء هادف للقضاء على الأمراض والمشاكل التي تهدد حياة الناس بالتوعية والعلم، وهي
الدعامة الأساسية لخلق كفاءات وقدرات بشرية تتمتع بكامل الصحة النفسية والجسدية،
ولها القدرة على الخلق والإبداع، لأن العقل السليم في الجسم السليم.
كما أن الرعاية النفسية تسهم في تقويم الطرق
والأساليب التربوية الخاطئة التي تؤثر في النمو النفسي للفرد، وتهدف إلى تحسين سلوك
الأفراد وعاداتهم،"والاتجاه الحديث في التربية يرى أن المدرسة التي لا توجه
اهتمامها بصفة أساسية إلى التكوين الانفعالي للتلميذ تفقد مقوماتها كمؤسسة تربوية
تهدف إلى تحقيق التوافق الاجتماعي بين الدارسين ومجتمعهم"(الهاشمي،1993،
ص108). لذا يجب توفير الحماية والأمان
والاستقرار النفسي للطلبة الموهوبين والمبدعين بتأسيس علاقات صداقة بينهم وبين
أشخاص يحظون بقبولهم واحترامهم، ويشعرون معهم بالأمان والاطمئنان، فشخصية الموهوب
والمبدع تتميز بدرجة عالية من الحساسية، والقدرة على التفكير التباعدي أي التفكير
بأكثر من حل لمسألة ما بشكل إبداعي، في حين التفكير التقاربي
هو التفكير بحل واحد فقط، وهذا يؤدي عادة إلى شعورهم بالدهشة والحيرة من ردود
أفعال الآخرين اتجاههم، وهنا يظهر دور الرعاية النفسية لمساعدتهم في فهم أنفسهم
وطبيعة اختلافهم عن الآخرين، وكذلك مساعدتهم في التعبير عن أفكارهم ومناقشتها،
فالمبدع بحاجة إلى من يسمعه ويحترم أفكاره ويقدرها، ولا يهزأ بها حتى يتمكن من
الاستمرار في عمليات التفكير المبدع، وإلا فإنه سيشعر باليأس من عدم فهم الناس له ويتجه
للعزلة والانطواء(صالح،2006).
وعلينا
أيضا أن نراعي أحاسيس الطفل المبدع ومشاعره، فالطفل المبدع يجب أن يكون مدفوعا
بحاجاته النفسية لا بحاجات غيره، فقد ينسحب الطفل وينطوي على نفسه ويقاوم ما يريده
الآخرون. لذا علينا تفهم مشاعره وتوجيهه وتوضيح الخطأ
الذي يقع فيه دون أن يدري، فالطفل الذي يعاند سلطة الأهل ويتحداهم، يعتبر نفسه في
معركة ويكون مستعدا دائما لرفض رغباتهم(الميلادي،
2003).
وفي
تعاملنا مع الطفل المبدع يمكننا الاستفادة من الدوافع الإنسانية الخمسة التي وضعها
العالم(ماسلو)- ورتبها على شكل هرمي من البسيط إلى
المعقد- ، وهي الدوافع الفسيولوجية والبيولوجية كالجوع والعطش والتعب، والحاجة إلى
الحماية والأمان، والحاجة إلى الحب والانتماء، والحاجة إلى التقدير، والحاجة إلى
تحقيق الذات. وإذا عرفنا العوامل والأسباب التي تفقد الطفل الموهوب والمبدع
فاعليته، وأن الطفل مدفوع بحوافزه وبحاجاته، وجب علينا مساعدته وجعله يثق فينا من
خلال إقناعه بأن هدفنا هو الاهتمام به، وأننا نفهم مشاعره واهتماماته وميوله
ورغباته، وبهذا نصل به إلى ثلاثة ركائز هي النجاح المتتالي، وتحديد الأهداف،
والعلاقات الشخصية. فالنجاح المتتالي- ركيزة تفيدنا في تحويل الطفل إلى الاتجاه
الصحيح ليحصل على الثناء والتشجيع، وبالتالي الوصول إلى
السلوك المرغوب فيه. لذا يجب تشجيع الطفل المبدع والموهوب حتى لو كانت انجازاته
ليست ذات قيمة، وأن نوضح له أن انجازاته البسيطة هي لصالحه هو.
وحتى
نصل به إلى السلوك المرغوب فيه لا بد من المكافأة، لكن المهم أن يكون عمله بدافع الرغبة
وليس بدافع الحصول على المكافأة، ولكن أحيانا من الضروري تقديم المكافأة والتشجيع،
مع الملاحظة أن المكافأة المعنوية ربما تكون أفضل وأهم من المكافأة المادية. لذا
يجب أن تكون المكافأة المعنوية متتالية حتى يظهر الأسلوب المرغوب فيه، كما أن
المكافآت الصغيرة المتتالية أفضل من المكافأة الواحدة الكبيرة، مع مراعاة عدم
الانقطاع عن تقديم المكافآت لفترة طويلة حتى لا يتراجع أداء الطفل المبدع
والموهوب، كما أن المكافأة يجب أن تقدم في الوقت المناسب من تأديته انجازات بسيطة
غير مرهقة حتى نتيح له فرصة النجاح، فالمكافآت تشكل جزءا مهما في حياة الطفل
المبدع والموهوب، خاصة إذا أدى عملا يتطلب قدرا كبيرا من التركيز والفهم ودقة
الأداء(الميلادي، 2003).
ثانيا: دور
البيئة التعليمية والتربوية في رعاية الموهوبين والمبدعين وأهميتها
1- دور المدرسة
وأهميته
تعد المدرسة نواة
المجتمع، ومصدر إشعاع دائم، فهي الدعامة الأولى في تكوين شخصية الفرد وتطوير
إمكاناته ومواهبه، فإذا ما تلقفته الأيدي الواعية من المربين سرعان ما يجتاز الصعاب الجديدة من خلال التكيف مع الجو المدرسي
والنظم المدرسية، وتصبح المدرسة مجتمعا يربطه باهتمامات لا تقل قوتها عن اهتماماته
الأسرية. فالمدرسة يقع على عاتقها مهمة إعداد الأجيال الناشئة بصفة عامة والمبدعين
والموهوبين منهم بصفة خاصة ضمن إطار عملها التربوي، ليجدوا طريقهم إلى الحياة (الهاشمي،1993).
ويمكن تلخيص دورها في رعاية الموهوبين والمبدعين في:
· توفير برامج وكوادر
مؤهلة قادرة على اكتشاف الموهوبين والمبدعين، ووضع الخطط التعليمية الخاصة بمناهج
الموهوبين.
· خفض كثافة الطلاب
في الصفوف، والمرونة في استخدام المنهاج، وعدم تقديس المادة في حد ذاتها،
والاهتمام بشخصية الطالب ونمو قدراته واستعداداته وميوله بدلا من الاهتمام
بحشو ذهنه بالحقائق العلمية المكدسة.
· انفتاح المدرسة على
البيئة الخارجية ومعرفة المشكلات، وتشجيع الطلبة الموهوبين والمبدعين بالمشاركة في
إيجاد الحلول لها.
· الاهتمام
بإنشاء النوادي العلمية والأدبية، وإقامة المعارض للموهوبين والمبدعين من الطلاب،
لتقديم إنتاجهم ومبتكراتهم، ووضع حوافز مادية وأدبية لهم.
·
توظيف
التكنولوجيا في العملية التعليمية، وتوفير المكان المناسب لممارستهم أنشطتهم،
وتوفير الوسائل والمواد اللازمة لبعض الأنشطة، كي يقوموا بإجراء التجارب
والاختبارات، وتطوير المكتبة المدرسية كما ونوعا، بتزويدها بالكتب الحديثة والقصص
الخيالية التي تنمي التفكير الإبداعي لدى الطلبة (عبد الكافي، ،2009).
2- دور
المعلم وأهميته
للمعلم
المبدع دور كبير في اكتشاف الموهوبين والمبدعين، وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم، لذا
عليه أن يكون ملما بالحقائق النفسية والعقلية لهؤلاء الطلبة. وفي
هذا يرى غالبية المتخصصين في الموهبة والتفكير الإبداعي أن تنمية المواهب لا تتم
في ظروف صفية لا يتوافر فيها التدريس الإبداعي(عبد الحميد، 2008).
"فالحجرة الدراسية في المدارس يجب أن تكون مكانا
يفيض بالحيوية، ويسوده جو من المودة والعمل والنشاط الهادف الذي يخلقه المعلم
ويرعاه"(الهاشمي،
1993، ص115).
لذا من يريد اللحاق بركب الثورة العلمية والتكنولوجية، ينبغي أن يكون اهتمامه
منصبا على التعليم لتفجير طاقات الأفراد، ولا يتم ذلك إلا بوجود معلم مختص صاحب
كفاءة علمية، قادر على تحمل الأعباء، يحترم المواهب، ويؤمن بقدرتها وفعاليتها،
متفهم للمشاكل والظروف والعقبات التي تعترض مراحل نموهم، يستمع إلى أفكارهم
وآرائهم ويوجههم التوجيه السليم. قادر على
استخدام أساليب وطرائق تدريس تنمي قدرات التفكير الإبداعي عند الطلبة الموهوبين
والمبدعين، ويمكن تلخيص هذا الدور في:
· انتقال المعلم من دور
الملقن إلى دور المستمع المناقش الموجه للنشاطات.
· تقديم الموضوعات على
صورة مشكلة، تفجر طاقات الطلاب الإبداعية، وتقديم أسئلة مفتوحة النهاية لا تتطلب
إجابة صحيحة واحدة فقط، وإنما إجابات متعددة.
· تشجيعهم
على طرح أفكارهم بعيدا عن أية محاولات لتسخيف أفكارهم أو التقليل من شأنها، وتقديم
عدد كبير من الأنشطة التي تشجع على التفكير الإبداعي والابتعاد عن
الأنشطة التي تعتمد على الحفظ غيبا.
· إتاحة الفرصة لهم
لاكتشاف البيئة من حولهم، وتشجيعهم على القيام بمجموعة من الأنشطة، كزيارة المكتبات
العامة، ومعارض الكتب، والمتاحف، وحضور الندوات.
· تنمية الثقة بالنفس
وبالعقلية العربية وقدرتها على الابتكار والإبداع من خلال الاستشهاد بتجارب
العلماء العرب، وتشجيعهم على التعلم الذاتي والبحث عن المعلومة، وجمعها من خلال
تكليفهم بواجبات منزلية تظهر إبداعهم ومواهبهم.
· التحرر من جمود الكتاب
المدرسي، وإعادة ترتيب الموضوعات والنشاطات وفق المناسبات والأحداث، والمرونة في
الالتزام بمنهج التعليم، لإتاحة الفرصة للطلبة المبدعين والموهوبين لينغمسوا في
المجال الذي يميلون إليه.
· تدريبهم
على المرونة الفكرية والاستعداد لتغيير اتجاهاتهم وآرائهم وعدم التمسك الأعمى بها،
وتنمية سمة الصبر والتحمل والاعتماد على النفس، وبث روح التعاون مع وأقرانهم من
الطلبة العاديين، والمبدعين والموهوبين(عبد الكافي،2009 ).
الفصل
الرابع
دور
البرامج التعليمية وأساليب التدريس في رعاية الموهوبين والمبدعين
تلعب البرامج
التعليمية دورا كبيرا في رعاية المبدعين والموهوبين، وهناك أشكال مختلفة وتطبيقات
متنوعة لهذا التعامل، بالإضافة إلى الكثير من الأساليب التي تساعد على رعايتهم، فالطلبة
الموهوبون والمبدعون يتمتعون بقدرات خاصة تفوق أقرانهم من الطلبة العاديين، وتعد
طرق التعليم التقليدية تبديدا لمواهبهم وإبداعاتهم، واستخفافا بعقولهم، ما يؤدي
إلى انعزالهم، وعدم اكتراثهم بالدرس، بسبب الفجوة بين ما يقدم والقدرات العقلية
والوجدانية والسمات الشخصية لديهم. لذا يحتاج هؤلاء الطلبة
إلى برامج تعليمية خاصة ترتقي بمستواهم، وتنمي ما لديهم من موهبة وإبداع، ويمكن
تحقيق ذلك من خلال طريقة الإثراء التعليمي، والإسراع التعليمي، وهما اتجاهان
رئيسيان من الاتجاهات العالمية المعاصرة لرعاية الموهوبين والمبدعين.
أولا: الإثراء
التعليمي Learning Enrichment
يقصد بالإثراء
إغناء البرنامج التربوي أو التعليمي، أي تزويد الطفل الموهوب والمبدع بنوع جديد من
الخبرات التعليمية، تعمل عل زيادة المهارات والاتجاهات والمعارف المكتسبة لديه،
ويتم ذلك أفقيا من خلال إضافة موضوعات جديدة إضافية إلى جانب تلك التي يدرسها مع
الطفل العادي لتتلاءم مع الطفل الموهوب، أو رأسيا عن طريق التعمق في بعض الموضوعات
التي يدرسها مع أقرانه
(زغلول، 2010).
وتعد برامج الإثراء من أكثر برامج رعاية
الموهوبين والمبدعين انتشارا لما لها من مميزات، فهي تحدد المعلومات والمهارات
التي يجب أن يتعلمها الطفل الموهوب والمبدع، ولا يتسنى له تعلمها مع الأطفال
العاديين، بحيث يختار الطفل الموهوب والمبدع المنهج الإثرائي
الملائم لموهبته علميا،أو فنيا، أو رياضيا...، ومن مميزاته أيضا يسمح له بمتابعة
دراسته بعمق أكبر من زملائه العاديين، فهذه الأنشطة تساعده على تنمية مهاراته
العقلية ومواهبه، من خلال ابتكار أفكار جديدة، وربط المفاهيم المختلفة والمناقشات،
واستخدام أسلوب حل المشاكل، كما يسمح لهم
بالتفاعل مع أقرانهم من الطلبة العاديين، والطلبة الموهوبين والمبدعين، مما يحقق
لهم مزايا نفسية واجتماعية إلى جانب المزايا الأكاديمية، كتنمية روح التعاون،
وممارسة أدوار قيادية على زملائهم من الطلبة العاديين، والتنافس مع أقرانهم من الطلبة
الموهوبين والمبدعين .
1- أساليب
تطبيق برنامج الإثراء التعليمي(زغلول، 2010):
· زيادة
المنهاج أو تعميق محتواه
يتم الإثراء
بزيادة البرنامج العادي أو تعميق محتواه بزيادة عدد وحدات الأنشطة والخبرات
التربوية، وإتاحة الفرصة للأطفال الموهوبين والمبدعين بممارسة هذه الأنشطة داخل
المدرسة أو خارجها، لإكسابهم المزيد من الخبرات والمعلومات.
·
إضافة مناهج
تتعلق بالمواهب المتعددة للأطفال
تقديم مناهج
إضافية للمبدعين والموهوبين في جميع المجالات إلى جانب المناهج العادية، لتنمية
مواهبهم وقدراتهم، حيث يختار الطفل المنهج الإثرائي الملائم
لموهبته علميا، أو فنيا، أو رياضيا...
·
تنمية المهارات
المختلفة للطلبة الموهوبين والمبدعين
أ- مهارات
أسلوب حل المشكلة
يتم تنمية هذه
المهارة من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة تتناول عددا من المشكلات التي تتطلب حلا،
ويقوم المعلم بتوجيه الطلاب الموهوبين والمبدعين لتقديم عدد من الحلول المقترحة
لحل هذه المشكلات، بعد أن يمتلك الطالب مهارات التفكير الإبداعي، كالتعرف على
المشكلة وجمع المعلومات والبيانات حولها وتحليلها، وصياغة الفروض،
أو التخمينات لحل المشكلة والتحقق من النتائج للوصول إلى النتيجة الصحيحة.
ب- مهارات التعلم الذاتي
يجب إتباع
استراتيجيات خاصة تساعد على تنمية مهارات التعلم الذاتي لدى الطلبة الموهوبين
والمبدعين مثل مهارة الإحساس بالمشكلات والتخطيط لحلها والحصول على المعلومات،
وتقويم النتائج بصورة تتناسب مع قدراتهم المختلفة.
ج- مهارات التفكير
التفكير هو صورة عملية للذكاء، والذكاء عبارة عن
مجموعة من مهارات التفكير والتعلم التي تستخدم في حل مشكلات الحياة اليومية، وهناك
أنواع من هذه المهارات التي يحتاجها إليها المبدع والموهوب(جهاد، والهويدي، 2003،
زغلول، 2010)،
ولا بد من تنميتها وتشجيعه على استخدامها، منها: التفكير الابتكاري (زغلول، 2010)،
ومهارات التفكير الناقد، ومهارات التفكير المعرفية، ومهارات التفكير فوق المعرفية.
د- المهارات الاجتماعية
تعد
هذه المهارات ذات أهمية كبيرة للمبدعين والموهوبين، لأنهم مرشحون لقيادة المجتمع في
المستقبل، وهي ضرورية لحدوث التفاعل الجيد بين الأشخاص، وتتضمن السلوكيات
اللفظية(طريقة الكلام مع الآخرين)، وغير اللفظية كالمظهر، والاتصال بالابتسامة، أو
العين...، وبمعنى آخر هي كل الأشياء التي يجب أن نقولها،
أو نفعلها عندما نتعامل مع الآخرين، وتمكنا من إنجاح المهام الاجتماعية التي نقوم
بها.
ولتنمية هذه
المهارات لابد من تعليمهم احترام الذات وتقديرها، واحترام الآخرين وتقديرهم، إلى
جانب احترام الأشياء. ومن المهارات الاجتماعية التي يجب
أن ننميها لدى الموهوبين والمبدعين، أخذ الدور في الحديث، والثناء على المتحدث،
واستخدام الوسائل التي تسهل الاتصال(وسائل سمعية، وسائل بصرية...)، وطلب المساعدة بأدب. استخدام الصوت
الهادئ والمناسب في الاتصال، وعدم الخروج عن الموضوع الأساسي، والتذكير به دائما.
عدم أخذ الوقت كله في الحديث، وإفساح المجال للآخرين للمشاركة في الحديث، وقول الكلام
الطيب والابتعاد عن الكلمات البذيئة، واستخدام الأسماء والألقاب المحببة للآخرين
أثناء الحديث معهم، وعدم التقليل من قدرهم، وتشجيعهم على المشاركة في الحديث
والأنشطة، وقبول الاختلاف واحترام رأي الآخرين، حل الخلافات وعدم تصعيد التوتر،
واستغلال القضايا المشتركة لتقريب وجهات النظر،وتقويم النقاش أو الحوار بعد
انتهائه للتعرف على جوانب الضعف والقوة فيه. القدرة على
فهم تعبيرات الوجه، تعبيرات الفرح، الحزن، الغضب...، والقدرة
على فهم الإشارات والإيماءات، فهي أحيانا تدل على شخصية المتحدث، فالحركات السريعة
تدل على التوتر، كما أن عدم الاستقرار في الجلسة، أو طريقة الجلوس تدل على عدم
الانسجام في الجلسة والحوار.
2-
أساليب
تجميع التلاميذ الموهوبين والمبدعين لتنفيذ الإثراء التعليمي:
هناك عدة
أساليب مختلفة لتجميع الأطفال الموهوبين والمبدعين، لتنفيذ برامج الإثراء
التعليمي، وهذه الأساليب والاستراتيجيات يمكن الجمع بين بعضها حسب قدرات واهتمامات
الأطفال الموهوبين والمبدعين واحتياجاتهم وهي:
أولا: أسلوب العزل الجزئي:
* دمج المبدعين
والموهوبين في فصول الطلبة العاديين، مع العزل الجزئي في جزء من اليوم
الدراسي، بعد أن يكونوا قد مارسوا يومهم مع الأطفال العاديين، وذلك لممارسة بعض
أنشطة الإثراء التعليمي، التي تشبع حاجاتهم وتنمي قدراتهم، لما تتضمنه من العمق في
المحتوى التعليمي، ومن زيادة في المفاهيم الممتدة للمفاهيم الرئيسة المقدمة لجميع
الطلبة، وتمتاز هذه الإستراتيجية بأنها تتيح لهم ممارسة أدوار قيادية نتيجة
احتكاكهم مع الطلبة العاديين، وتنمي فيهم روح التعاون، وتبعد عنهم الشعور
بالأنانية.
ويرى بعض
الخبراء بضرورة ملائمة البيئة التعليمية لنظام الإثراء في المدارس العادية، من
خلال تعيين معلم خاص بكل مدرسة مهمته التعرف على الطلبة المبدعين والموهوبين،
والمساعدة في اختيار المناهج الإضافية والواجبات والأنشطة لهم، وتنظيم الفصل الخاص
بما يتناسب وميول ومواهب الأطفال المشتركين فيه.
* تدرسيهم ساعات
إضافية: بعد انتهاء اليوم الدراسي يتم تقديم مقررات إثرائية في مجالات مختلفة،
يقسم الطلبة المبدعين والموهوبين في مجموعات كل حسب المجال الذي يتفوق فيه، ويلبي
ميوله واهتماماته المختلفة، مع مراعاة اختيار معلمين مؤهلين للعمل مع الطلبة
الموهوبين والتفاعل معهم، وهذه الطريقة تتيح لهم فرصة حقيقية للفهم والنمو، وتحسين
معلوماتهم ومهاراتهم.
* فصول
متعددة الأعمار للطلبة الموهوبين والمبدعين
تحوي هذه
الفصول أطفال من أعمار مختلفة(Multi-Age)،ويسمح لكل طفل أن يتقدم في أي مادة وفق قدراته، وتفوقه، فقد يكون
عمره خمس سنوات ويتواجد مع أطفال عمرهم ثمان سنوات في دراسته للعلوم، ثم ينتقل
مثلا لفصل آخر مع أطفال عمرهم ست سنوات لدراسة الرياضيات... وهكذا، وهذا النظام
يسمح للطفل الموهوب بالتسريع في أي مادة دراسية أو مقرر حسب قدراته، كما يسمح له
بالاحتكاك مع الطلبة العاديين، وتلبية احتياجاته المختلفة التي يريدها والمرتبطة
بأي مجال من مجالات التعليم.
* الذكاءات المتعددة
يرى
أصحاب هذا الاتجاه أن كل طفل لديه تفوق في مجال ما، فقد يكون لديه ذكاء رياضي،
وآخر ذكاء لفظي لغوي، وآخر ذكاء حركي، وآخر ذكاء موسيقي...، لذلك يجب أن تكون هناك
برامج إثرائية طبقا لاتجاهات الذكاء، فكل مجموعة من الأطفال تشترك في ذكاء عال في
مجال ما، ويتم الاعتناء بتلك الذكاءات من خلال النوادي
النوعية التي تهتم بالمواهب مثل: النوادي الرياضية أو العلمية أو الموسيقية، أو
الرياضيات...(
زغلول، 2010).
ثانيا: العزل الكلي ويتم بطريقتين:
يفضل خبراء
التربية أسلوب العزل الكلي للطلبة الموهوبين والمبدعين، من بداية مرحلة رياض
الأطفال وحتى الثانوية العامة، بعد اجتيازهم مجموعة من الاختبارات التي تميزهم عن
أقرانهم العاديين، وهذا الأسلوب يهيئ للموهوبين فرصة التفاعل مع أقرانهم من نفس
الاهتمامات والميول والقدرات، والحصول على الدعم من بعضهم البعض،لأن
الفصول العادية بما فيها من إمكانات وبرامج وجداول لا تلبي احتياجاتهم، ويكن ذلك
من خلال:
· إنشاء
مدارس خاصة بالموهوبين والمبدعين
يتم تجميع الطلبة الموهوبين والمبدعين في مدارس
خاصة، يستخدم فيها المنهاج العادي مع التوسع الرأسي والأفقي لبعض الموضوعات
المهمة، إلى جانب إضافة بعض الأنشطة التي تتسم بالعمق وكثرة التفاصيل، وتتحدى
قدراتهم، وتثير فيهم القدرة على التحليل والتركيب والنقد، إلى جانب استخدام طرق
تدريس تنمي مهارات التفكير الإبداعي، وأسلوب حل المشكلات، والعصف الذهني، واستخدام
طرق تشجع على التعلم الذاتي والقيام بالأبحاث والتجارب، والرحلات وتعلم اللغات،
والكتابات العلمية والأدبية. وتمتاز هذه المدارس بقلة عدد الطلاب في الصف الواحد،
وبتوفير المعلم المختص، والسماح بالسير بالدراسة بالسرعة التي تناسب هذه الفئة من
الطلاب، وهناك تجارب في بعض البلدان العربية والغربية مثل مدرسة اليوبيل في الأردن،
ومدرسة(هنتر) في مدينة نيويورك في أمريكا، وفيها يقبل
الأطفال الموهوبين والمبدعين من كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية دون أي
تمييز(زغلول،
2010،الميلادي، 2003)....
· إنشاء
فصول خاصة بالموهوبين والمبدعين
تكون
هذه الفصول ملحقة بالمدارس العادية، وفيها يتم اختيار الطلبة الموهوبين وفق نفس أسس
اختيارهم للمدارس الخاصة، ويتم تجميعهم في فصول للدروس التي تحتاج إلى مجهود ذهني،
أي عزلهم عن سائر الأطفال عزلا تاما. وفي بعض الدول يتم الأخذ بنظام التسريع لهذه
الفصول، وبعضها يأخذ بأسلوب الإثراء حيث يدرسون نفس منهاج الطلبة العاديين
بالإضافة إلى البرامج الإثرائية التي تشبع احتياجات الطلبة الموهوبين والمبدعين،
ويمكن أن تستمر هذه الفصول طول الوقت ويكون التعليم فيها على غرار ما هو متبع في
المدارس الخاصة من حيث عمق المحتوى وطرق التدريس المستخدمة فيها، أو أن تكون هذه
الفصول الخاصة لبعض الوقت، والتعليم فيها بعد نهاية اليوم الدراسي.
ولكن رغم ما في
العزل الكلي للطلبة الموهوبين والمبدعين من ايجابيات، فإن سلبياته كبيرة، فهو يؤدي
إلى تعميق شعور الموهوبين والمبدعين بالأنانية، وزيادة روح المنافسة مع أقرانهم،
والرغبة بالتفوق والانتصار على الآخرين
بكل الوسائل، كما يؤدي إلى شعورهم بالتميز والاستعلاء على الضعفاء بدلا من
مساعدتهم والتعاون معهم، وهؤلاء من المفترض أننا نعدهم ليقودوا المجتمع، فكيف نربي
فيهم هذا وهم معزولون عن المجتمع الذي من المفترض أن يقوده في المستقبل (زغلول، 2010) .
ثانيا: الإسراع التعليمي Learning
Acceleration
هي برامج تهدف
إلى مساعدة الطلاب المبدعين والموهوبين في إنهاء فترة تعليمية في وقت أقل من
المتعارف عليه، وتعد هذه البرامج من أهم الأشكال المعروفة في رعاية الموهوبين
والمبدعين، ومبررات استخدام هذه البرامج، يعود إلى اختلاف الأطفال المبدعين
والموهوبين عن أقرانهم العاديين في الخصائص الاجتماعية والعاطفية والعقلية
والمعرفية، وفي الاهتمامات والميول والحاجات. ويلبي نظام الإسراع التعليمي هذه
الخصائص والحاجات، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الأطفال المبدعين الموجودين في برامج
الإسراع التعليمي أقل عرضة للمشاكل والاضطرابات السلوكية والنفسية والاجتماعية،
لأن برامج الإسراع تسمح باستغلال طاقات الأطفال، كما يسمح بمراعاة الفروق الفردية
بين الطلبة المبدعين والموهوبين، كل حسب قدراته في اختبار الصفوف والمراحل
التعليمية المختلفة، وإن ظهرت بعض مظاهر القلق عند بعضهم، فإن الرعاية النفسية
تساعدهم على تجاوزها.
1_ الأساليب والإستراتيجيات
المستخدمة لتنفيذ برنامج الإسراع التعليمي
·
الالتحاق المبكر
برياض الأطفال
أثبتت بعض
الدراسات أن الأطفال المبدعين والموهوبين الذين دخلوا مبكرا مرحلة الروضة، أظهروا
إفادة أكثر بالنسبة للقدرات الأكاديمية والنمو الاجتماعي والعاطفي، فالالتحاق
المبكر برياض الأطفال يعني قبول الطفل على أساس عمره العقلي وليس عمره الزمني،
لأننا لو تمسكنا بسن القبول في مرحلة رياض الأطفال وهو سن الرابعة، فإن الطفل
الموهوب يكون قد تخطى السن المناسبة للالتحاق بهذه المرحلة (زغلول، 2010).
· تخطي
الصفوف الدراسية
يسمى هذا القفز
في صفوف الدراسة، حيث يسمح بانتقال الطلبة المبدعين والموهوبين إلى مستويات، أو
صفوف أعلى في المراحل الدراسية التالية، كلما اجتاز هؤلاء الأنشطة والموضوعات
الموجهة لهم بنجاح في المستوى الذي يتواجدون فيه، كأن ينتقل الطفل المبدع الموجود
في المستوى الأول من رياض الأطفال(4-5 سنوات) إلى الصف الأول الابتدائي مباشرة
بدلا من نقله إلى المستوى الثاني من رياض الأطفال(5-6 سنوات)، بشرط ألا يفوته أي
جزء من المعلومات الأساسية التي تقدم لأقرانه خلال الأنشطة التربوية بالمستوى الذي
تخطاه وقفز عنه. وما يؤكد أهمية هذا الأسلوب الدراسة التي قام بها(مكدانيل Mcdaniel)، وكان من أهم نتائجها أن الفرق في العمر العقلي بين أعلى وأدنى
أعمار الأطفال الذين يدخلون الصف الأول الابتدائي يبلغ أربع سنوات عقلية تقريبا (زغلول، 2010) .
· ضغط
كل مستويين دراسيين في عام واحد
في هذه
الإستراتيجية يسمح للطفل المبدع بدراسة جميع مقررات العاميين في عام واحد، مع
إزالة الحواجز بين العامين حتى يتاح له أن يجتاز مقررات العاميين في عام واحد حسب
قدراته العقلية العالية، أو يتم ضغط المنهاج أي دمجه، وهي إستراتيجية تعليمية يمكن
للمعلم استخدامها عن طريق إزالة الحواجز بين المواد وحذف المكرر منها في الصفوف
والمراحل المختلفة، بحيث يستطيع الطفل التقدم فيها حسب إمكاناته وقدراته، وقد
أثبتت دراسة قام بها (ريس وآخرون Reis and Other ) أن ضغط المنهج كان له آثار ايجابية على كل من الأطفال الموهوبين
والمبدعين إذ زادت دافعيتهم للتعلم وإتقانه، وكذلك على معلميهم الذين أبدوا مهارة
عالية في دمج وضغط المناهج المختلفة. كما أثبتت دراسة أخرى أن درجات الأطفال
المبدعين لم تنخفض بسبب دمج المقررات، وإنما زادت هذه الدرجات، وأرجعت السبب في
ذلك إلى أن معلمي الأطفال المبدعين لديهم القدرة على التنبوء
بما يعرفه هؤلاء الأطفال مسبقا، لذلك لم يكن ما حذفوه ذا تأثير على تحصيل الأطفال،
كما أن قدرتهم في دمج المقررات كانت عالية بصورة جعلت موضوعاتها مترابطة ومتناسقة(زغلول، 2010).
وعليه يتميز
برنامج الإسراع التعليمي بأنه الأسهل من الناحية الإدارية، فالطالب المبدع يلتحق
بصف دراسي متقدم موجود بالفعل، وهذا يعد أقل إرباكا بالنسبة لأنشطة المدرسة
والعاملين فيها، غير مكلف ماديا، إضافة لكونه يضمن تلبية احتياجات المبدعين
والموهوبين العقلية، ويضمن خروجهم المبكر إلى الحياة العملية (الحوراني، 1999).
النتائج:
· أظهرت نتائج البحث أن الموهبة ترتبط
عادة بالتفوق والإبداع، وأن الأطفال الموهوبين والمبدعين لديهم استعدادات فطرية
وعقلية خاصة تمكنهم من إظهار مستوى أداء مرتفع وزائد عن المألوف عن أقرانهم من
الأطفال العاديين في أي مجال من مجالات النشاط الإنساني، وأظهرت أيضا أن هذه
القدرات والمواهب تنمو وتتبلور مع نموهم عبر مراحل حياتهم، إذا ما توفرت لهم ظروف
الرعاية التربوية المتكاملة والمتواصلة في الأسرة والمدرسة والمجتمع، وإلا فإنها
قد تضمحل وتخبو.
· كذلك
أظهر البحث أهمية الموهوبين والمبدعين في المجتمع، وحاجتهم إلى برامج تعليمية خاصة
ترتقي بمستواهم وتنمي ما لديهم من موهبة وإبداع، لأن البرامج العادية وطرائق
التدريس التقليدية، قد تخفق في اكتشافهم وتنمية ما لديهم من مواهب وطاقات، ما
يجعلهم عرضة للتجاهل والإهمال، ومن ثم يفقد المجتمع تلك القدرات التي تعد بمثابة
عدته للتطور والرقي.
· وأظهرت
النتائج أن الاستقرار المادي والاجتماعي هما
أساس استمرار التفوق والإبداع، لأن الأسرة تحتل مركزا رئيسا في تكوين الاتجاهات
الرئيسة أثناء التنشئة الاجتماعية، فهي الحض الأول الذي تنمو فيه المواهب، لذا لا
بد لها أن توفر للطفل الموهوب والمبدع جوا
من الهدوء والاستقرار العائلي والمادي، لأن العلاقات الأسرية المفككة والمستوى الاقتصادي المتدني يحطم
مقومات استقراره النفسي وتكيفه السوي مع الواقع، لأن ذهنه سينصرف لتلبية ما ينقصه
من احتياجات.
· وفيما
يتعلق بدور الأسرة أظهرت النتائج أن على الأسرة واجبات أخرى ينبغي القيام بها تجاه
أطفالها الموهوبين والمبدعين أهمها: تنمية مهاراتهم الاجتماعية والإبداعية، من
خلال انتقاء الألعاب التي تنمي الخيال والقدرة على الابتكار، وتنمية حب القراءة،
والثقة بالنفس والاعتماد على الذات، والتعاون والتسامح، وتقبل الرأي الآخر.
· وأظهرت
أيضا أهمية الرعاية النفسية والصحية لخلق كفاءات وقدرات بشرية تتمتع بكامل الصحة
الجسدية والنفسية، ولها القدرة على الخلق والإبداع، كما أظهرت مدى حاجة الموهوب
والمبدع لرعاية نفسية تشجعه على التعبير عن نفسه وأفكاره، وتساعده على فهم اختلافه
عن الآخرين، لحمايته من العزلة والانطواء بسبب تفكيره التباعدي.
· كما أظهرت النتائج
أن للبيئة التعليمية والتربوية دور كبير في رعاية الموهوبين والمبدعين، لأن
المدرسة والمعلمون هم الدعامة الأولى في تكوين شخصية الفرد، وعلى عاتقهم تقع مهمة
إعداد الأجيال الناشئة بصفة عامة، والمبدعين والموهوبين منهم بصفة خاصة ضمن إطار
عملهم التربوي. إذ يقع على عاتقهم توفير بيئة تربوية تتيح للتلاميذ الموهوبين
والمبدعين إبراز قدراتهم وتنمية مواهبهم. فالمعلم المؤهل
والمدرب والملم بالحقائق العلمية والنفسية للطلبة الموهوبين والمبدعين قادر على
اكتشاف مواهبهم وجوانب إبداعهم، وقادر على تفهم مشاكلهم والظروف والعقبات التي
تعترض نموهم، وقادر على استخدام أساليب وطرائق تدريس تنمي قدرات التفكير الإبداعي
عندهم.
· كما أظهرت حاجة
التلاميذ الموهوبين والمبدعين إلى برامج تعليمية خاصة ترتقي بمستواهم وتنمي ما
لديهم من موهبة وإبداع، لأن مناهج الدراسية العادية وحدها، وطرائق التدريس
التقليدية قاصرة عن تلبية احتياجاتهم. وفي هذا الجانب أظهرت النتائج أن برامج
الإثراء التعليمي والإسراع التعليمي هما من أفضل البرامج التعليمية في رعاية
الموهوبين والمبدعين، وهذه البرامج يمكن تطبيقها وفق استراتيجيات وطرق مختلفة،
فالإثراء التعليمي يمكن تطبيق أنشطته من خلال إستراتيجية دمج الطلاب المبدعين
والموهوبين مع الطلبة العاديين، مع العزل الجزئي في جزء من اليوم الدراسي لممارسة
بعض الأنشطة.أو من خلال العزل الكلي للطلبة الموهوبين والمبدعين من مرحلة الروضة
حتى انتهاء الثانوية العامة، وذلك بإنشاء مدارس خاصة بالموهوبين والمبدعين، أو
إنشاء فصول خاصة لهم.
· وفي
سياق الاستراتيجيات المستخدمة لتقديم البرامج التعليمية أظهرت النتائج أن العزل
الجزئي يحقق للموهوبين والمبدعين مزايا نفسية واجتماعية، إلى جانب المزايا
الأكاديمية، لأنه ينمي لديهم روح التعاون، ويسمح لهم بممارسة أدوار قيادية مع
أقرانهم العاديين، والتفاعل والتنافس مع أقرانهم الموهوبين والمبدعين، وهذه
الإستراتيجية يمكن الاستفادة منها وتطبيقها في مراحل التعليم العام في فلسطين. في
حين أن العزل الكلي على ما فيه من إيجابيات تلبي حاجات ومواهب الطلبة الموهوبين
والمبدعين وميولهم، إلا أن سلبياته كبيرة، لأنه يؤدي إلى تعميق الشعور بالأنانية،
والشعور بالاستعلاء على الضعفاء بدلا من مساعدتهم والتعاون معهم، وهؤلاء من
المفترض أنهم قادة المجتمع في المستقبل، وتربيتهم بعيدا عن الآخرين لا يحقق الهدف.
· أما
بالنسبة لبرنامج الإسراع التعليمي فقد أظهرت النتائج أنه البرنامج الأسهل في رعاية
الموهوبين والمبدعين من الناحية الإدارية،لأن الطالب المبدع يلتحق بصف دراسي متقدم
موجود بالفعل، كما أنه البرنامج الأقل كلفة من الناحية المادية، والأقل إرباكا بالنسبة
للأنشطة والعاملين، وهذا البرنامج في رعاية الموهوبين والمبدعين يمكن الاستفادة
منه وتطبيقه في مراحل التعليم العام في فلسطين .
التوصيات:
1* ضرورة التعاون بين كافة
الجهات(الأسرة والمدرسة والمجتمع والدولة) لإيجاد أفضل السبل لرعاية الطلبة الموهوبين
والمبدعين،
وتوفير الحماية والأمان والاستقرار النفسي، والرعاية المالية والاجتماعية لهم.
2* العمل على تطوير المناهج المدرسية
الفلسطينية بما يتناسب مع مستويات النمو العقلي والمعرفي للطلبة الموهوبين
والمبدعين، والاستفادة من برامج الإثراء التعليمي، وبرامج الإسراع التعليمي،
واستخدام أساليب وطرائق تدريس تنمي قدرات التفكير الإبداعي لدى طلبتنا الموهوبين
والمبدعين في مدارسنا الفلسطينية.
3* توفير معلمين من ذوي الكفاءة العلمية
والخبرات الخاصة في مدارسنا الفلسطينية، وتدريبهم لاكتشاف المواهب وجوانب الإبداع
لدى الطلبة والعمل على تنميتها وصقلها.
4* وضع برامج تدريبية لإعداد وتأهيل معلمين للموهوبين والمبدعين.
5* توفير بيئة تربوية في مدارسنا الفلسطينية تتيح للموهوبين
والمبدعين إبراز قدراتهم وتنمية مواهبهم، من خلال:
·
تقليص أعداد الطلبة في
الصفوف، والمرونة في استخدام المنهاج، وتشجيع أساليب البحث العلمي، والاهتمام
بشخصية التلاميذ ونمو قدراتهم ومواهبهم.
· تطوير البيئة
المدرسية وتزويد المكتبات بالكتب كما ونوعا، واستخدام التكنولوجيا في عملية
التعليم، وتزويد المختبرات بالأدوات والمواد لإجراء التجارب واستكشاف الظواهر
المختلفة.
وضع
حوافز مادية وأدبية للطلبة المبدعين والموهوبين، وإقامة المعارض لتقديم إنتاجهم
ومبتكراتهم، وإقامة النوادي العلمية والأدبية ، وتنظيم
الرحلات لتبادل الخبرات والتجارب .
الهوامش:
[1] مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط ،ج1،ط3، تركيا: المكتبة الإسلامية،ص43.
[1] انظر:الميلادي،عبد المنعم(2003)،المتفوقون.المبدعون.المبدعون"آفاق
الرعاية والتأهيل،الإسكندرية:مؤسسة شباب الجامعة، ص6.
[1] انظر:جهاد، محمد،
والهويدي، زيد(2003)،أساليب الكشف عن المبدعين والمتفوقين وتنمية التفكير
والإبداع،الأمارات العربية المتحدة: دار الكتاب العربي، ص97-100.
[1] مجمع اللغة
العربية، المعجم الوسيط ،ج2،ط3، تركيا: المكتبة
الإسلامية،ص1059.
[1] انظر:
-
زغلول،
عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم-
تنمية مواهبهم"، القاهرة: مصر العربية للنشر والتوزيع،
ص17.
-
الميلادي، عبد
المنعم(2003)، المتفوقون.المبدعون.المبدعون"آفاق
الرعاية والتأهيل"، ص5.
[1] انظر:
- زغلول، عاطف حامد(2010)،الأطفال
المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"،ص17.
- عبد الكافي، إسماعيل عبد الفتاح (2009)،
اختبارات ومقاييس الموهبة والإبداع"اختبارات تربوية ونفسية واجتماعية للأطفال والشباب والنساء
والرجال"،الإسكندرية: مركز الإسكندرية للكتاب، ص9. نقلا عن الطفل العربي
الموهوب:اكتشافه، تدريبه، رعايته(1997)، القاهرة:
المؤتمر العلمي الثاني لكلية رياض الأطفال بالقاهرة، الهيئة العامة للاستعلامات،
ص76-80.
-
الشخص، عبد العزيز السيد،أساليب التعرف على المتفوقين عقليا والموهوبين
ورعايتهم وتنمية قدراتهم الابتكارية المؤتمر الدولي الثاني للموهوبين والمتفوقين:
نحو إستراتيجية وطنية لرعاية المبتكرين، جامعة الإمارات: كلية التربية،19-21 مايو
2015.
[1] انظر: عبد الكافي، إسماعيل عبد الفتاح (2009)، اختبارات
ومقاييس الموهبة والإبداع"اختبارات تربوية ونفسية واجتماعية للأطفال والشباب
والنساء والرجال"، الإسكندرية: مركز الإسكندرية للكتاب، ص10. نقلا عن الحروب،
أنيس (1999)، نظريات وبرامج في تربية المتميزين والموهوبين،عمان:
دار الشروق، ص18.
[1] انظر: عبد
الكافي، إسماعيل عبد الفتاح (2009)، اختبارات ومقاييس الموهبة
والإبداع"اختبارات تربوية ونفسية واجتماعية للأطفال والشباب والنساء والرجال" ، ص12.
[1] انظر: زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون
والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص17-19.
[1] لمزيد من المعلومات حول سمات الموهوبين والمبدعين انظر:
- زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال
المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص27-30.
- الميلادي، عبد المنعم(2003)،
المتفوقون.المبدعون.المبدعون"آفاق الرعاية والتأهيل"،
ص45.
- جهاد، محمد، والهويدي، زيد(2003)،أساليب
الكشف عن المبدعين والمتفوقين وتنمية التفكير والإبداع، ص240.
[1] انظر: صالح،
ماهر(2006)، مهارات الموهوبين ووسائل تنمية قدراتهم الإبداعية، عمان: دار أسامة
للنشر والتوزيع، ص128.
[1] انظر:الهاشمي،
الشريف محمد بن فيصل(1993)،الأساليب العلمية لرعاية
الموهوبين في الوطن العربي، بيروت: دار النصر، ص104.
[1] انظر: عبد
الحميد، صلاح(2008)،رعاية الموهوبين"نفسيا- ثقافيا-
اجتماعيا"، القاهرة: هبة النيل العربية للنشر والتوزيع، ص127.
[1] لمزيد من
المعلومات حول دور الوالدين في رعاية أطفالهم الموهوبين
والمبدعين انظر:
-
صالح، ماهر(2006)،مهارات
الموهوبين ووسائل تنمية قدراتهم الإبداعية، ص78.
-
زغلول، عاطف
حامد (2010)، الأطفال المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية
مواهبهم"، ص62.
[1] الهاشمي، الشريف محمد بن فيصل(1993)،الأساليب العلمية لرعاية الموهوبين في الوطن العربي، ص108.
[1] انظر: صالح،
ماهر(2006)،مهارات الموهوبين ووسائل تنمية قدراتهم
الإبداعية، ص69.
[1] انظر: الميلادي، عبد المنعم(2003)،
المتفوقون.المبدعون.المبدعون"آفاق الرعاية والتأهيل"،
ص26.
[1] انظر: الميلادي، عبد المنعم(2003)،
المتفوقون.المبدعون.المبدعون"آفاق الرعاية والتأهيل"،
ص25-30.
[1] انظر: الهاشمي،
الشريف محمد بن فيصل(1993)،الأساليب العلمية لرعاية
الموهوبين في الوطن العربي،ص113.
[1] لمزيد من
المعلومات حول دور المدرسة في لرعاية الموهوبين
والمبدعين انظر:
-
عبد
الكافي، إسماعيل عبد الفتاح (2009)، اختبارات ومقاييس الموهبة
والإبداع"اختبارات تربوية ونفسية واجتماعية للأطفال والشباب والنساء والرجال"، ص17.
-
عبد
الحميد، صلاح(2008)،رعاية الموهوبين"نفسيا- ثقافيا-
اجتماعيا"، ص129-131.
[1] انظر: عبد
الحميد، صلاح(2008)،رعاية الموهوبين"نفسيا- ثقافيا-
اجتماعيا"، القاهرة: هبة النيل العربية للنشر والتوزيع،ص132.
[1] الهاشمي، الشريف
محمد بن فيصل(1993)،الأساليب العلمية لرعاية الموهوبين
في الوطن العربي، ص115.
[1] لمزيد من
المعلومات حول دور المعلم في رعاية الموهوبين والمبدعين:
-
انظر: عبد الكافي، إسماعيل عبد الفتاح (2009)، اختبارات ومقاييس الموهبة
والإبداع"اختبارات تربوية ونفسية واجتماعية للأطفال والشباب والنساء
والرجال"،ص48-50.
-
انظر:الهاشمي،الشريف محمد بن فيصل(1993)،الأساليب
العلمية لرعاية الموهوبين في الوطن العربي،ص111-122.
-
انظر: صالح، ماهر(2006)،مهارات الموهوبين ووسائل تنمية
قدراتهم الإبداعية،ص68-72.
-
انظر: زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون
والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص111-113.
[1] من تعريفات الإثراء التعليمي:
·
يرى
جاليجر(Gallagher) إن الإثراء
التعليمي هو أي نشاط يمارسه الطفل لتنمية مهاراته العقلية، وفق إمكاناته الخاصة،
وتتضمن برامج الإثراء أنشطة تهدف إلى تنمية المفاهيم والربط بينها، وتنمية قدرات
التفكير الابتكاري( الأصالة،والمرونة، والطلاقة، وتوليد الأفكار)، وتنمية القدرة
على حل المشكلات، والتعامل مع المواقف المختلفة.
·
ويرى
فرنون(Vernon ) الإثراء على أنه تقديم لبعض الخبرات الإضافية التي هي امتداد
للأنشطة النظامية بحيث ينجزها الطفل بدقة وكفاءة، فالبرنامج الإثرائي
يحدد المهارات والموضوعات التي يجب أن يتعلمها الأطفال الموهوبين والمبدعين ولا
يتسنى لهم تعلمها مع الأطفال العاديين، ولذلك لا بد من وجود أساس يشتركون فيه مع
الأطفال العاديين، ويكون الإثراء امتداد لهذا الأساس، ويركز على عمليات التفكير
العليا كقدرات التفكير الابتكاري، كما يجب أن يتضمن أنشطة مفتوحة تدفع الطفل للبحث
والاستكشاف.
·
ويرى كامرون(Cameeron) أن الإثراء
للموهوبين والمبدعين هو زيادة الخبرات التربوية المقدمة لهم من حيث الكمية
والكيفية بما يتناسب مع ميولهم وقدراتهم واستعداداتهم، عن طريق تقديم أنشطة خصبة
تتحدى قدراتهم حتى يروا أنفسهم أفرادا متميزين ينتمون إلى جماعة الأقران.
·
ويرى
كمال أبو سماحة أن الإثراء يسمح للأطفال المبدعين والموهوبين بمتابعة دراستهم بعمق
أكبر مع زملائهم العاديين، ويتم اختيار الأنشطة التي يمارسونها بعناية حتى تساعدهم
على تنمية مهاراتهم العقلية ومواهبهم بكفاءة.
انظر:
زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون
والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص49
[1] لمزيد من المعلومات حول الإثراء التعليمي وأساليب تطبيقه،
انظر: زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب
رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص49-61.
[1] أنواع مهارات
التفكير التي يحتاج إليها الموهوبون والمبدعون:
*التفكير
الابتكاري Critical Thinking::عند تقديم
الأنشطة على المعلم أن يعلم الأطفال الموهوبين كيف يفكرون، لا كيف يحفظون
ويسترجعون. وذلك بتدريبهم على التخيل، وإضافة التفاصيل لفكرة ما، وإنتاج أكبر عدد
من الأفكار المتنوعة لحل مشكلة ما، وتنمية مهارات التعاون في أداء المهام
المختلفة، من خلال تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة وتشجيع الموهوبين والمبدعين على
قيادتها والتنسيق بين أفرادها لإتمام نشاط ما، وهناك عدة طرق تدريس تساعد في نمو
قدرات التفكير الابتكاري.
*
مهارات التفكير الناقد Critical Thinking
Skills:
هو تفكير تأملي لفحص الحلول وإظهار نقاط الضعف والقوة، وتقييم الأدلة والبراهين،
يتطلب هذا التفكير استخدام مستويات المعرفة العليا: التحليل، والتركيب، والتقويم.
ويتميز
صاحبه بانفتاحه على الأفكار الجديدة، لديه حصيلة لغوية كبيرة تمكنه من فهم الآخرين
ونقل أفكاره لهم. لا يجادل في أمر لا يعرفه، دائما يبحث عن الأسباب والبدائل،
يعتمد على مصادر علمية موثوقة، يفصل التفكير العاطفي عن التفكير المنطقي، لديه
مرونة في تغير مواقفه إذا ثبت عدم صحتها.
وهناك
أساليب يمكن للمعلم من خلالها تنمية هذه المهارات لدى طلابه الموهوبين والمبدعين،
أهمها: تشجيعهم على طرح أسئلة التفسير والتعليل التي تدور حول المشاهدة، وتدعو
لعقد المقارنات التي يمكن استنتاج إجاباتها من مصادر المعلومات المتنوعة.أيضا تدريبهم على تصنيف الأفكار وتنظيمها واستخدامها في
القضايا الحياتية والعلمية والاجتماعية المختلفة، كذلك تنمية القدرة على التنبؤ
والتخمين في ضوء الخبرات السابقة، بالإضافة للتدريب على الموضوعية في ضوء الفهم
والمعايير الصحيحة.
*
مهارات التفكير المعرفية Cognitive Thinking
Skills:
وتشمل هذه المهارات مهارة التركيز والتذكر، والقدرة على التساؤل، وجمع المعلومات
وتنظيمها من خلال المقارنة بين أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء، وتصنيفها وفق
خصائص مشتركة، ومهارة تحليل الموضوعات
والأشياء إلى خصائصها ومكوناتها، وطرق الربط بينها، ومهارة التلخيص عن طريق سرد
الموضوع أو كتابته بصورة مختصرة، وأيضا مهارات التقويم من خلال وضع معايير لإصدار
الأحكام وتقديم البراهين والتعرف على الأخطاء وعلاجها.
*
مهارات التفكير فوق المعرفية Metacognitive
Thinking Skills:
يتم هذا النوع من التفكير عن طريق العصف الذهني للأطفال، وتشجيع الأسئلة حول
المعارف الموجودة في الأنشطة التي يمارسونها، ويمكن تعليمهم ذلك من خلال تفكير
المعلم بصوت عال أمامهم أثناء التعامل مع مشكلة أو موضوع ما، لأن التفكير فوق
المعرفي هو الحديث مع الذات، وبالتالي تدريبهم على التفكير بصوت عال مع أنفسهم
وزملائهم عند التعامل مع مشكلة ما أو موضوع معين.أيضا التعليم المباشر لمهارات
التفكير فوق المعرفية وهي التخطيط ووضع الأهداف والأسلوب المقترح للوصول إلى
الحل،والصعوبات المتوقعة وطرق علاجها، والمراقبة والـتأمل والرصد لنقاط الضعف
والقوة، ووضع الملاحظات عند تعديل خطوات الحل، والتقييم من خلال القدرة على تحديد
الأهداف المتحققة والتي لم تتحقق وأسباب ذلك. ولمزيد من
المعلومات حول أنواع مهارات التفكير، انظر:
-
جهاد، محمد، والهويدي، زيد(2003)، أساليب الكشف عن المبدعين والمتفوقين وتنمية
التفكير والإبداع، ص187-195.
- زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال
المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص55-62.
[1] هناك
عدة طرق للتدريس تساعد على تنمية التفكير الابتكاري، وهذه الطرق تعد من أساليب
الإثراء الهامة في البرامج المقدمة للأطفال المبدعين والموهوبين، وأهمها:
·
طريقة
العصف الذهني Brain-Storming: تقوم على أساس
الفصل بين إنتاج الأفكار من جهة، وتقويمها ومحاكمتها من جهة أخرى، وتستند على
الترابطات والتداعيات الحرة، وتتم على ثلاث مراحل: الأولى : يتم فيها عرض المعلم
المشكلة، والثانية: يعرض الأطفال أفكارهم
دون مقاطعة أو نقد من المعلم، مع إعطاء الأطفال الوقت الكافي لعرض أفكارهم، حتى لو
بدت غير ذات قيمة، والثالثة: اختبار أفكار الأطفال بعد سردها، للوصول إلى الأفكار
ذات الصلة بالموضوع.
·
طريقة
حل المشكلات الابتكاري Creative Problem-Solving: تحفز هذه
الطريقة الطلاب الموهوبين على النشاط والفعالية والشغف بدراسة المشكلة والبحث عن
حلول لها. ويتم ذلك من خلال طرح مشكلة، ثم جمع الحقائق المتعلقة بها، ثم طرح
الحلول المتعددة للمشكلة من قبل جميع الأطفال، مع عدم تقييم أفكارهم أو نقدها، ثم
اختبار البدائل لحل المشكلة، ثم إيجاد معيار للحكم على صحة بدائل حل المشكلة،
وأخيرا قبول الحل المناسب مع إعطاء مبررات قبوله.
·
طريقة
التأليف بين الأشتات: أي الربط بين عناصر مختلفة، لا يبدو بينهما صلة ما. ويتم هذا النشاط من خلال جعل ما هو غريب مألوفا عن طريق تحليل
الشيء إلى عناصره وتفهم طبيعته. أو من خلال جعل ما هو
مألوف غريبا، ويتم عن طريق محاولة الفرد أن يرى الأشياء بصورة جديدة، وتغيير طرقنا
المعتادة في إدراك هذا العالم، أي إتاحة الفرصة للعقل للانطلاق في التفكير،
والتحرر من أي قيد أو منطق.
·
طريقة
التقصي والاكتشاف Discovery and Inquiry: تعليم الأطفال
الموهوبين والمبدعين على تجميع المعلومات ووضع الفروض واختبارها، والتوصل إلى
الفرض الصحيح وتنظيم المعلومات حول الأشياء موضع الاختبار، وهذا الأسلوب يزيد قدرة
الطفل المبدع على التنبؤ والتفكير، ويسمح له بالتفكير بصوت عال والتجريب لاختبار
فروضه.
·
طريقة
الأسئلة مفتوحة النهاية Open-End Questions : للأسئلة
المفتوحة تأثير قوي على التفكير الابتكاري لدى الأطفال، لأن الأسئلة المفتوحة
النهاية لا تطلب إجابة صحيحة واحدة فقط، وإنما تطلب إجابات متعددة للسؤال مما يسمح
بالتفكير المنطلق عند الأطفال الموهوبين.
·
طريقة
الأنشطة مفتوحة النهاية Open-End Activities: تتميز هذه
الأنشطة بأن النتائج والإجابات عن المشكلة المدروسة ليست معروفة للطفل الذي يحاول
حلها، وأن هذه الأنشطة تقود إلى مشكلات أخرى جديدة
للتقصي والبحث عنها. كما أن الأنشطة المفتوحة النهاية تسمح بتعميق المعرفة لدى
الطفل، وتشبع فضوله في الإجابة عن كثير من الأسئلة التي تدور في ذهنه، كما تسمح له
بممارسة أنشطة كثيرة غير تلك المفروضة عليه في المنهاج- أي أنشطة ممتدة للأنشطة
التي كان يقوم بها .
·
طريق
الألعاب العلمية Scientific Game: للعب فوائد كثيرة خاصة في الجانب العقلي، فهو يعطي فرصا كثيرة
للتفكير والابتكار، ويزيد القدرة على التذكر وسرعة البديهة وحسن التصرف في مواجهة
المشكلات والعمل على حلها. فالمعلم عليه أن يتيح الفرص للعب الأطفال حتى يشعر
الطفل بكيانه وموهبته، وتفوقه أمام أقرانه، فالألعاب ذات الطابع العلمي تنشط العقل
وتحسن الابتكار، وتتيح لهم البحث والتنقيب، وإيجاد علاقات متشابهة أو متناقضة بين
الأشياء. لمزيد من المعلومات انظر: زغلول،عاطف (2010)،الأطفال
المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب
رعايتهم-تنمية مواهبهم"،ص91-94.
[1] انظر: زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون
والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص68-71.
[1] حول إنشاء المدارس الخاصة بالموهوبين والمبدعين عربيا وغربيا
انظر:
-
زغلول،
عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون
والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص70.
-
الشخص،
عبد العزيز السيد،أساليب التعرف على المتفوقين عقليا والموهوبين ورعايتهم وتنمية
قدراتهم الابتكارية، المؤتمر الدولي الثاني للموهوبين والمتفوقين: نحو إستراتيجية
وطنية لرعاية المبتكرين، جامعة الإمارات: كلية التربية19-21 مايو 2015.
-
جهاد،
محمد، والهويدي، زيد(2003)، أساليب الكشف عن المبدعين والمتفوقين وتنمية التفكير
والإبداع، ص285-292.
-
الميلادي،
عبد المنعم(2003)، المتفوقون.المبدعون.المبدعون"آفاق
الرعاية والتأهيل"، ص72-86.
[1] انظر: زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون
والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص63-68.
[1] أجريت دراسة
لبرنامج إسراعي لأحد الأطفال الموهوبين الذين دخلوا رياض الأطفال مبكرا، وهذا
الطفل يدعى توني، وقد أظهر تفوقا في المراحل التالية، حيث وصل الجامعة في سن
الحادية عشر، وحصل على ميدالية الحكومة لأعلى الدرجات، حيث حصل على الأول على دفعته،
وحصل على الدكتوراه في عمر يناهز أربعة عشر عاما. انظر: زغلول،
عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم-
تنمية مواهبهم"، ص72.[1] انظر: زغلول، عاطف حامد (2010)، الأطفال المتفوقون
والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص73.
[1] انظر: زغلول، عاطف (2010)، الأطفال المتفوقون والمبدعون
"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"، ص73.
[1] انظر: الحوراني،
محمد (1999)،تجارب عالمية في تربية الإبداع وتشجيعه، الكويت:مكتبة الفلاح، ص32.
المصادر والمراجع
·
جهاد،
محمد، والهويدي، زيد(2003)،أساليب الكشف عن المبدعين والمتفوقين وتنمية التفكير
والإبداع،الأمارات العربية المتحدة: دار الكتاب العربي.
·
الحروب،
أنيس(1999)، نظريات وبرامج في تربية المتميزين والموهوبين،عمان:
دار الشروق.
·
الحوراني،
محمد ، (1999)،تجارب عالمية في تربية الإبداع وتشجيعه، الكويت:مكتبة الفلاح.
·
زغلول، عاطف (2010)،
الأطفال المتفوقون والمبدعون"اكتشافهم-أساليب رعايتهم- تنمية مواهبهم"،
القاهرة: مصر العربية للنشر والتوزيع.
·
الشخص،
عبد العزيز (2015)،أساليب التعرف على المتفوقين عقليا والموهوبين ورعايتهم وتنمية
قدراتهم الابتكارية المؤتمر الدولي الثاني للموهوبين والمتفوقين: نحو إستراتيجية
وطنية لرعاية المبتكرين ، من19-21 مايو ، جامعة الإمارات: كلية التربية.
·
صالح، ماهر(2006)، مهارات
الموهوبين ووسائل تنمية قدراتهم الإبداعية، عمان: دار أسامة للنشر والتوزيع.
·
عبد
الحميد، صلاح(2008)، رعاية الموهوبين"نفسيا- ثقافيا- اجتماعيا"،
القاهرة: هبة النيل العربية للنشر والتوزيع.
·
عبد
الكافي، إسماعيل(2009)، اختبارات ومقاييس الموهبة والإبداع"اختبارات تربوية ونفسية
واجتماعية للأطفال والشباب والنساء
والرجال"،الإسكندرية: مركز الإسكندرية للكتاب.
·
مجمع
اللغة العربية في القاهرة، المعجم الوسيط،ج1-2،ط3،
تركيا: المكتبة الإسلامية.
·
الميلادي، عبد
المنعم(2003)، المتفوقون، المبدعون. "آفاق الرعاية والتأهيل"، الإسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة.
·
الهاشمي،
الشريف، (1993)،الأساليب العلمية لرعاية الموهوبين في
الوطن العربي، بيروت: دار النصر.
المراجع
العربية الإنجليزية
• Jihad, M., and Al-Huwaidi, Z. (2003), Methods for Detecting Creative and
Outstanding Students and Developing Thinking and Creativity, (in Arabic),
United Arab Emirates: Dar Al-Kitab Al-Arabi.
Al-Hroub, A (1999), Theories and Programs in Education
of the Distinguished and Talented, (in Arabic). Amman: Dar Al Shorouk.
Al-Hourani, M. (1999), international experiences in
raising and encouraging creativity, (in Arabic), Kuwait: Al-Falah Library.
• Zaghloul, P. (2010), Outstanding and Creative
Children, "Discovery - Their Care Methods - Developing Their
Talents", (in Arabic) Cairo: Misr Al Arabiya for Publishing and Distribution.
• Person, P. (2015), methods of recognizing the
mentally gifted and gifted, caring for them and developing their innovative
capabilities, The Second International Conference for the Gifted and Talented:
Towards a National Strategy for Nurturing Innovators, (in Arabic) from May
19-21, UAE University: College of Education.
• Saleh, M. (2006), Skills of Gifted People and Means
of Developing Their Creative Abilities, (in Arabic), Amman: Dar Osama for
Publishing and Distribution.
• Abdel-Hamid, p. (2008), Caring for the Gifted
"Psychologically - Culturally - Socially", Cairo: Hebat El-Nil Arabia
for Publishing and Distribution.
• Abdel Kafi, A (2009), Tests
and Measures of Giftedness and Creativity "Educational, Psychological and
Social Tests for Children, Youth, Women and Men", (in Arabic) Alexandria:
Alexandria Book Center.
• The Arabic Language Academy in Cairo, Al-Mu'jam Al-Waseet, (in Arabic)
Part 1-2, Edition 3, Turkey: The Islamic Library.
• Gregorian, P. (2003), The
Outstanding. The Creators. "Prospects of Care and
Rehabilitation", (in Arabic) ,Alexandria:
University Youth Foundation.
Al-Hashemi, A, (1993), Scientific Methods for Caring
for the Gifted in the Arab World, (in Arabic)
Beirut: Dar Al-Nasr.