) لاستعمال هيئة التحرير ) تاريخ الإرسال (00-00-0000)، تاريخ قبول النشر (00-00-0000)

مبادرة 'BRIDGES' التعليمية: تقييم فعالية التدريس المجاني للغة الإنجليزية في قطاع غزة خلال فترة النزوح القسري، دراسة مقارنة لتأثيراتها على التحصيل الأكاديمي والتكيف النفسي والاجتماعي في سياق الأزمات الممتدة"

اسم الباحث الأول باللغتين العربية والإنجليزية

منى ناصر جودة

Mona Nasser Juda

اسم الباحث الثاني باللغتين العربية والإنجليزية:

/

/

اسم الباحث الثالث باللغتين العربية والإنجليزية:

/

/

"BRIDGES" Educational Initiative: Evaluating the Effectiveness of Free English Language Instruction in the Gaza Strip During Forced Displacement—A Comparative Study on its Impact on Academic Achievement and Psychosocial Adaptation in Prolonged Crisis Contexts

1 اسم الجامعة والدولة (للأول) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية و التعليم العالي الفلسطينية

Palestinian Ministry of Education and Higher Education

2 اسم الجامعة والدولة (للثاني) باللغتين العربية والإنجليزية

/

/

3 اسم الجامعة والدولة (للثالث) باللغتين العربية والإنجليزية

/

/

Doi: لاستعمال هيئة التحرير

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:       E-mail address:

judamona9@gmail.com

 

الملخص:

 

 

تهدف هذه الدراسة إلى تقييم تأثير مبادرة "BRIDGES" التعليمية على تحسين مهارات اللغة الإنجليزية لدى طالبات المرحلتين الإعدادية والثانوية في قطاع غزة، في ظل التحديات الناتجة عن النزوح القسري واستمرار الأزمات الإنسانية. أُطلقت المبادرة في سبتمبر 2023 في مخيم النصر للنازحين كمشروع تعليمي مجاني، واستندت إلى مزيج من أساليب التدريس التقليدية، مثل استخدام اللوح والأقلام، جنبًا إلى جنب مع أنشطة تعليمية تفاعلية عبر الإنترنت تتيح للطالبات التواصل مع متحدثين أصليين للغة. اعتمدت الدراسة على منهج وصفي نوعي يشمل الملاحظة المباشرة وتحليل تطور المهارات اللغوية لدى الطالبات. ورغم العقبات التي واجهتها المبادرة، بما في ذلك نقص الموارد التعليمية، الظروف القاسية المرتبطة بالنزوح، وقلة عدد المعلمين المؤهلين، مما أسفر عن وجود قوائم انتظار طويلة، فقد أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في مستوى اللغة الإنجليزية لدى المشاركات. كما سجلت زيادة ملحوظة في تفاعل الطالبات مع الأنشطة التعليمية وشعورهن بالاندماج. وخلصت الدراسة إلى أهمية تقديم دعم مستدام لتوسيع نطاق هذه المبادرة الواعدة. وأوصت بزيادة التمويل اللازم، وتوفير الأدوات والموارد التعليمية المناسبة، وتعزيز التعاون مع المنظمات الدولية لضمان استمرارية التعليم وتوسيع الفرص التعليمية للطلبة في مناطق النزاعات الممتدة

 

 

  كلمات مفتاحية:  (اللاجئين في غزة، التعلم عن بُعد ، الأزمات، التحديات التعليمية)

 

 

Abstract:

 

 

This study evaluates the impact of the "BRIDGES" educational initiative on enhancing English language skills among middle and high school female students in Gaza, amidst the challenges of forced displacement and ongoing humanitarian crises. Launched in September 2023 as a free program in Al-Nasr camp for displaced persons, the initiative combines traditional teaching methods, such as blackboards and pens, with interactive online activities connecting students with native speakers. Using a qualitative descriptive approach, the study analyzed linguistic progress through direct observation. Despite challenges like limited resources, harsh displacement conditions, and a shortage of qualified teachers leading to long waiting lists, the results showed notable improvements in students’ English proficiency, engagement, and sense of inclusion. The study underscores the need for sustainable support to expand the initiative, recommending increased funding, better educational tools, and collaboration with international organizations to ensure educational continuity in conflict zones.

 

 

Keywords: (refugees in Gaza, remote learning, crises, educational challenges.)

 

 

مقدمة

تُعتبر التعليم أحد الحقوق الأساسية التي يجب أن تتوافر لكل فرد، إلا أن الحروب والصراعات تؤثر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى هذا الحق، كما هو الحال في قطاع غزة الذي يعاني من آثار الحروب المستمرة والتدمير الواسع للبنية التحتية. من بين هذه التحديات، تظهر مبادرة "BRIDGES" كإحدى المبادرات التعليمية التي تسعى إلى التغلب على الفجوات التعليمية الناجمة عن النزوح والدمار. تأسست هذه المبادرة كجهد فردي لتعليم طالبات المدارس الثانوية والإعدادية اللغة الإنجليزية، وهي مبادرة مجانية تهدف إلى تعزيز قدرة الطالبات على التفاعل مع العالم عبر هذه اللغة الحيوية.

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على المبادرة التعليمية "BRIDGES"، وأثرها على تحسين مستوى اللغة الإنجليزية لدى الطالبات في ظل الظروف الصعبة، بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي واجهتها والمقترحات لتوسيع نطاقها.

أهداف البحث

السياق المكاني والزماني للمبادرة

منهجية البحث

اعتمدت دراستي على المنهج الوصفي النوعي، الذي يركز على دراسة الحالات الفردية وفهم التجارب الشخصية للمشاركات في المبادرة. تم استخدام الملاحظة المباشرة ومراجعة الأداء اللغوي للطالبة من خلال التفاعل في الصفوف التعليمية. منهج تدريس تفاعلي يتضمن المراجعة والتأسيس في اللغة الإنجليزية باستخدام أدوات تعليمية بسيطة. بما أن الطلاب يعانون من نقص في الموارد، يتم التدريس باستخدام اللوح والأقلام. كما يتم إرسال التذكيرات والتواصل بين المعلمة والطالبات من خلال رسائل الجوال بسبب عدم توفر وسائل الاتصال الحديثة. تم تضمين الأنشطة التفاعلية مثل الاستماع والمحادثة مع متحدثين أصليين عبر الإنترنت، مثل برنامج "Google Meet"، من أجل إعطاء الطالبات فرصة للتفاعل مع أشخاص حقيقيين واكتساب المهارات اللغوية. كما تم استخدام بعض أدوات البحث غير الرسمية مثل الملاحظات اليومية والاتصال مع الطالبات عبر الرسائل النصية لتحديد مستوى التقدم وتقييم مدى استفادتهن من التعليم البديل. في منهج الدراسة، كانت هناك محاولة لتوثيق تجربة الطالبات في بيئة تعليمية غير تقليدية مع التركيز على التحديات والصعوبات التي واجهنها، بالإضافة إلى التقدم الملحوظ في مهارات اللغة الإنجليزية لديهن.


 

أسئلة الدراسة

أهمية الدراسة

·         تسليط الضوء على فعالية البرامج التعليمية في دعم المجتمعات المتضررة من النزاعات.

·         تقديم بيانات دقيقة تساعد صناع القرار في تحسين سياسات التعليم في حالات الطوارئ.

·         الإسهام في الأدبيات المتعلقة بالتعليم في سياقات النزاعات والأزمات.

التحديات والصعوبات

  1. نقص الموارد: من أبرز التحديات التي واجهت المبادرة هو نقص الموارد التعليمية الأساسية مثل الأوراق للطباعة والوسائل التقنية الحديثة. وبالتالي، اعتمدت المبادرة على أساليب تدريس تقليدية مثل الكتابة على اللوح ونسخ الطالبات للمواد.
  2. الظروف الصعبة: غياب المدارس وعدم استقرار الدوام الدراسي بسبب النزوح المستمر من أماكن السكن، إضافة إلى الأوضاع المعيشية الصعبة في المخيمات، جعل من الصعب توفير مكان ثابت للدروس أو حتى تأمين عدد كافٍ من المعلمين.
  3. قائمة الانتظار الطويلة: رغم أن المبادرة استطاعت ضم 32 طالبة، إلا أن هناك العديد من الطالبات في قائمة الانتظار بسبب عدم توفر الأماكن والموارد اللازمة لتوسيع الصفوف.

الدراسات سابقة

تناولت الباحثة مجموعة من الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع الدراسة على النحو التالي:

1. دراسة أكرم (2020): تأثير التعليم البديل على الطلاب في مناطق النزاع

تناولت دراسة أكرم (2020) تأثير التعليم البديل على الطلاب في مناطق النزاع، حيث قام الباحث بتحليل دور التعليم المجتمعي في توفير فرص تعليمية للطلاب الذين يواجهون صعوبات كبيرة بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها، وخاصة في المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة. استخدم الباحث المنهج التحليلي الميداني، حيث قام بإجراء مقابلات مع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، كما حلل نتائج الاختبارات التي تم تطبيقها على الطلاب بعد مشاركتهم في التعليم البديل. أظهرت الدراسة أن التعليم البديل، خاصة في الظروف الصعبة مثل النزاع المسلح، يسهم بشكل كبير في تقليل الفجوة التعليمية الناتجة عن الحروب. كما تبين أن مهارات اللغة الإنجليزية تحسنت لدى الطلاب الذين استفادوا من هذا التعليم البديل، مما ساهم في تعزيز قدرتهم على التفاعل والتواصل. في ضوء النتائج، أوصى الباحث بضرورة دعم التعليم البديل كأداة فعالة في المناطق المتضررة من النزاعات، بالإضافة إلى تعزيز استخدام أساليب تعليمية مبتكرة ومرنة مثل التعليم المجتمعي والتعليم الإلكتروني.

2. دراسة اليونيسف (2021): التعليم في مناطق النزاع وأثره على الطلاب

ركزت دراسة اليونيسف (2021) على تأثير التعليم في مناطق النزاع، مع تسليط الضوء على دور التعليم البديل والإلكتروني في سد الفجوة التعليمية في مناطق مثل غزة. استخدمت الدراسة المنهج الاستطلاعي، حيث تم جمع البيانات عبر استبيانات ومقابلات مع الطلاب والمعلمين بالإضافة إلى مشرفين من اليونيسف. أظهرت نتائج الدراسة أن التعليم البديل والإلكتروني كان له دور حيوي في توفير فرص التعلم للطلاب في ظل غياب المدارس التقليدية بسبب الأزمات. تم الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة لتقديم المحتوى التعليمي، مما سمح للطلاب بالاستمرار في التعلم رغم الظروف القاسية التي مروا بها. كما أظهرت النتائج أن التعليم الإلكتروني يعد أداة فعالة في تقليل الفجوة التعليمية وتحقيق الاستدامة في التعليم. وقد أوصى التقرير بضرورة تكثيف استخدام التكنولوجيا في التعليم وتوفير المحتوى الإلكتروني لجميع الطلاب في مناطق النزاع، بالإضافة إلى دعم المنظمات الدولية مثل اليونيسف التي توفر الموارد اللازمة لتعزيز التعليم في هذه المناطق.

3. دراسة حسن (2022): أثر التعليم غير النظامي على مهارات اللغة الإنجليزية لدى الطلاب الفلسطينيين

دراسة حسن (2022) استكشفت أثر التعليم غير النظامي على مهارات اللغة الإنجليزية لدى الطلاب الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث جمع البيانات من خلال استبيانات ومقابلات مع المعلمين والطلاب، كما قام بتحليل الأداء اللغوي للطلاب عبر اختبارات في اللغة الإنجليزية. أظهرت النتائج أن التعليم غير النظامي، الذي يتم من خلال منصات تعليمية ودورات لغة غير رسمية، أسهم بشكل كبير في تحسين قدرة الطلاب على التفاعل باللغة الإنجليزية. كما لاحظ الباحث أن هذا النوع من التعليم ساعد في تقليل الفجوة التعليمية بين الطلاب في المخيمات مقارنة بنظرائهم في المدارس النظامية. في ضوء هذه النتائج، أوصى الباحث بضرورة دعم التعليم غير النظامي وتوفير المنصات التعليمية المبتكرة والموارد اللازمة للطلاب في المخيمات. كما أشار إلى أهمية تدريب المعلمين في المخيمات لتعزيز مهاراتهم في تدريس اللغة الإنجليزية بطرق فعّالة.

4. دراسة حسين (2023): دور التعليم البديل في تحسين القدرة على تعلم اللغات في المناطق المتأثرة بالحروب

دراسة حسين (2023) تناولت دور التعليم البديل في تحسين قدرة الطلاب على تعلم اللغات في المناطق التي تأثرت بالحروب، مثل غزة. استخدم الباحث المنهج التحليلي المقارن، حيث قام بمقارنة بين طلاب شاركوا في التعليم البديل وآخرين لم يشاركوا في مثل هذه المبادرات. كما قام الباحث بتحليل بيانات من المبادرات التعليمية التي أُقيمت في المناطق المتضررة من الحروب. أظهرت نتائج الدراسة أن التعليم البديل في المناطق المتأثرة بالحروب مثل غزة ساعد بشكل كبير في تحسين مهارات الطلاب اللغوية، بما في ذلك اللغة الإنجليزية، مقارنة بالطلاب الذين لم يشاركوا في التعليم غير النظامي. أكدت الدراسة أيضًا أن المبادرات التعليمية غير النظامية توفر فرصًا تعليمية جيدة للطلاب في ظل غياب المدارس النظامية. أوصى الباحث بضرورة تعزيز التعليم البديل كأداة لتعليم اللغات في المناطق المتضررة من الحروب، ودعم المبادرات التعليمية غير النظامية لضمان استمرار التعليم في مثل هذه الظروف.

5. دراسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA, 2023): جهود الأونروا في تقديم التعليم أثناء الحروب

وثقت دراسة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA) في 2023 الجهود التي بذلتها الوكالة لتوفير التعليم في غزة أثناء الحروب. اعتمدت الدراسة على المنهج التوثيقي، حيث تم تحليل تقارير الأونروا والمقابلات مع موظفي الوكالة والمعلمين والطلاب. أظهرت الدراسة أن الأونروا تمكنت من تقديم تعليم فعال للطلاب في غزة رغم الظروف الصعبة، مشيرة إلى أن الوكالة كانت تدير برامج تعليمية غير نظامية تركز على تعزيز اللغة الإنجليزية. ومع استمرار الحروب، كانت الأونروا تقدم التعليم من خلال برامج متنقلة ومبادرات تعليمية بديلة تضمن استمرار عملية التعلم للطلاب. أوصت الدراسة بزيادة الدعم المادي واللوجستي للأونروا لضمان استمرار التعليم في المناطق المتضررة من النزاع، كما أكدت على ضرورة توسيع برامج تعزيز اللغة الإنجليزية لتشمل مزيدًا من الطلاب في مناطق النزاع.

6. دراسة محمود (2021): التعليم المجتمعي في مناطق النزاع: تأثيره على مهارات اللغة الإنجليزية في فلسطين

دراسة محمود (2021) تناولت أثر التعليم المجتمعي في مناطق النزاع، وركزت بشكل خاص على تأثيره في تحسين مهارات اللغة الإنجليزية لدى الطلاب الفلسطينيين. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، حيث قام بجمع البيانات عبر استبيانات ومقابلات مع المعلمين وأولياء الأمور، إضافة إلى مراقبة أداء الطلاب في دروس اللغة الإنجليزية. أظهرت نتائج الدراسة أن التعليم المجتمعي في مناطق النزاع، الذي يعتمد على أساليب مرنة وغير تقليدية، ساعد في تعزيز مهارات اللغة الإنجليزية لدى الطلاب. كما أظهرت الدراسة أن الطلاب الذين شاركوا في الدورات التعليمية المجتمعية أظهروا تطورًا ملحوظًا في الفهم والتحدث باللغة الإنجليزية مقارنة بالطلاب الذين لم يحصلوا على هذا النوع من التعليم. في ضوء هذه النتائج، أوصى الباحث بضرورة توسيع نطاق التعليم المجتمعي في مناطق النزاع، مع التركيز على تعزيز تعليم اللغة الإنجليزية باستخدام أساليب تفاعلية وتقنيات مبتكرة تسهم في تحسين قدرة الطلاب على التفاعل مع العالم الخارجي.

7. دراسة جابر (2022): تأثير التعليم الإلكتروني على تحسين مهارات اللغة الإنجليزية في غزة

بحثت دراسة جابر (2022) في تأثير التعليم الإلكتروني على تحسين مهارات اللغة الإنجليزية لدى الطلاب في غزة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة. استخدم الباحث المنهج التجريبي، حيث قام بتقسيم العينة إلى مجموعتين: مجموعة تلقت تعليمها باستخدام وسائل التعليم الإلكتروني، وأخرى تلقت تعليمًا تقليديًا. تم استخدام اختبارات تقييم اللغة الإنجليزية كأداة لقياس التحسن في المهارات اللغوية. أظهرت نتائج الدراسة أن الطلاب الذين شاركوا في التعليم الإلكتروني حققوا تحسنًا كبيرًا في مهارات اللغة الإنجليزية مقارنة بالطلاب الذين حصلوا على التعليم التقليدي. وأكدت الدراسة أن التعليم الإلكتروني يوفر للطلاب فرصًا للوصول إلى المحتوى التعليمي في أي وقت ومن أي مكان، مما يسهم في تقليل الفجوة التعليمية في غزة. أوصى الباحث بضرورة دعم وتقوية التعليم الإلكتروني في غزة، بالإضافة إلى توفير التدريب للمعلمين والطلاب على كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية بشكل فعال لتحقيق أفضل النتائج التعليمية.

من خلال دراستي لمجموعة من الدراسات السابقة، استفدت بشكل كبير من النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسات حول تأثير التعليم البديل في مناطق النزاع. الدراسات، مثل دراسة أكرم (2020) ودراسة اليونيسف (2021)، أظهرت أن التعليم البديل، بما في ذلك التعليم المجتمعي والإلكتروني، يعد من الحلول الفعالة لسد الفجوة التعليمية في ظل الظروف الصعبة الناجمة عن الحروب والنزاعات. كما تبين أن مثل هذه المبادرات تساهم بشكل كبير في تحسين مهارات اللغة، خصوصًا اللغة الإنجليزية، وهي نقطة محورية في دراستي.

دراستي تتفق مع الدراسات السابقة في التركيز على أهمية التعليم البديل في الظروف الاستثنائية، خصوصًا في المناطق المتأثرة بالحروب، إذ أنني أيضًا أركز على تعليم اللغة الإنجليزية في بيئة غير تقليدية. كما أنني استفدت من الأفكار المتعلقة بتوفير بيئة تعليمية بديلة للطلاب في غياب المدارس التقليدية، وهو ما يتماشى مع الفكرة الأساسية في دراستي.

ومع ذلك، تختلف دراستي عن الدراسات السابقة في العديد من الجوانب. أولًا، دراستي تركز على فئة محددة من الطلاب، وهم طالبات الإعدادية والثانوية في مخيم النصر، بينما تناولت الدراسات السابقة طلابًا من فئات مختلفة. كما أن دراستي تميزت بتطبيق التعليم المجتمعي في صالة انتظار مستشفى ميداني، وهو مكان غير تقليدي لتقديم التعليم، مما يجعل من بحثي دراسة حالة فريدة. أضف إلى ذلك أنني اعتمدت في دراستي على استخدام أساليب تعليمية مبتكرة، مثل التواصل مع متحدثين أصليين عبر الإنترنت، وهو ما يختلف عن الطرق التقليدية التي تم تناولها في الدراسات السابقة.

في المجمل، يمكن القول إن دراستي تتفق مع الدراسات السابقة في الأهداف الرئيسية مثل تحسين التعليم في الأزمات، لكنها تضيف بُعدًا جديدًا يتعلق بمكان تطبيق المبادرة وطبيعة الفئة المستهدفة، مما يساهم في إثراء المجال العلمي في هذا السياق.

الإطار النظري

إن التعليم في بيئات الأزمات والحروب يعد من الموضوعات الحيوية التي تتطلب دراسات معمقة لفهم تأثيره على الأفراد والمجتمعات، خاصة في المناطق التي تعاني من النزاعات المسلحة المستمرة مثل قطاع غزة. يعتمد الإطار النظري لهذا البحث على تحليل المفاهيم الأساسية للتعليم في الأزمات، التعليم البديل، وأثره على تحسين المهارات اللغوية في بيئات غير تقليدية.

التعليم في الأزمات والحروب

التعليم في الأزمات يُشير إلى الجهود المبذولة لتقديم التعليم للطلاب في بيئات غير مستقرة بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية أو النزوح القسري. وفقًا للتقارير الدولية من اليونيسف (2021) والأونروا (2023)، يعاني الطلاب في مناطق النزاع من انقطاع التعليم بشكل كبير، مما يؤثر بشكل مباشر على تقدمهم الأكاديمي ويخلق فجوة تعليمية بين هؤلاء الطلاب وأقرانهم في مناطق أكثر استقرارًا. يؤثر ذلك بشكل سلبي على التعلم في المواد الأساسية مثل الرياضيات والعلوم، بالإضافة إلى المهارات اللغوية مثل اللغة الإنجليزية.

أثناء النزاع، يتم تدمير المدارس أو استخدامها لأغراض أخرى، بينما يتعرض الأطفال لاضطرابات نفسية واجتماعية تؤثر على قدرتهم على التركيز والانتباه، مما يعقد من عملية التعلم. من هنا تبرز أهمية البحث في سبل توفير التعليم البديل الذي لا يعتمد على الهياكل المدرسية التقليدية.

التعليم البديل والمجتمعي

يعتبر التعليم البديل من الوسائل الفعالة لمواصلة التعليم في حالات الأزمات. يُعرف التعليم البديل على أنه كل نوع من التعليم الذي يتجاوز المدارس التقليدية ويقدم الدروس في بيئات غير رسمية مثل مراكز الإغاثة، المخيمات، أو أماكن الاحتجاز. طبقًا لدراسة حمدان (2017)، يمكن أن يشمل التعليم البديل البرامج التدريبية، الورش التعليمية، التعليم في الأماكن المفتوحة، أو باستخدام المنصات الإلكترونية.

في السياق الفلسطيني، يعتبر التعليم المجتمعي أو البديل وسيلة أساسية للمساعدة في إعادة تأهيل الأجيال الشابة التي تأثرت بالأزمات المستمرة. تهدف هذه المبادرات إلى تقديم تعليم مستمر وفعال، رغم غياب النظام التعليمي الرسمي، وتوفير بيئات تعليمية آمنة خارج المدارس التقليدية، وهو ما يحقق استمرارية التعليم. وعند دراسة التعليم البديل، نجد أنه يتيح الفرصة للطلاب لتعويض ما فاتهم من دروس بسبب الحروب والنزاعات، ويسهم في تأهيلهم نفسيًا واجتماعيًا.

تعلم اللغة الإنجليزية في أوقات الأزمات

إن تعلم اللغة الإنجليزية في وقت الأزمات يعد عنصرًا أساسيًا لضمان قدرة الطلاب على التواصل مع العالم الخارجي وفهم الأحداث العالمية من حولهم. وفي السياق الفلسطيني، تعتبر اللغة الإنجليزية لغة تعليمية أساسية في مناهج التعليم الجامعي، بالإضافة إلى كونها لغة العلوم والتكنولوجيا. مع ذلك، يُواجه الطلاب في مناطق النزاع مثل غزة صعوبة كبيرة في تعلم اللغة الإنجليزية بسبب التحديات التي تفرضها الأوضاع الأمنية والنقص في البنية التحتية التعليمية.

العديد من الدراسات أظهرت أن تعلم اللغة الإنجليزية في أوقات الأزمات يسهم في تعزيز قدرة الطلاب على التواصل مع منظمات الإغاثة الدولية والمجتمع العالمي، مما يسهم في توفير فرص تعليمية وتعليمية مستقبلية. وفقًا لتقرير اليونيسف (2021)، فأن تعلم اللغة الإنجليزية في مناطق النزاع يُعد أداة قوية لربط الأطفال بالمجتمع الدولي، ويُساهم في تعزيز الحوار حول القضايا الإنسانية.

الأساليب المستخدمة في تعليم اللغة الإنجليزية في أوقات الأزمات

تشير الأبحاث إلى أن التعليم في بيئات النزاع يتطلب أساليب تعليمية مرنة تتلاءم مع الوضع الراهن. وفقًا للدراسة التي أجراها "باترونيوس" (2022)، يُعد الاستماع والمحادثة أحد الأساليب الرئيسية التي يُمكن استخدامها لتعليم اللغة الإنجليزية في هذه البيئات. حيث يتم تيسير الدروس من خلال تفاعل مباشر بين المعلم والطلاب مع استخدام وسائل التكنولوجيا البسيطة مثل برامج "جوجل ميت" أو "زووم" للتواصل مع الناطقين باللغة الإنجليزية.

كما تُستخدم في بعض الأحيان الوسائل البديلة مثل الألعاب التفاعلية، الأنشطة الجماعية، والعروض التقديمية باللغة الإنجليزية لتشجيع الطلاب على استخدام اللغة في مواقف حقيقية. هذه الأنشطة تساعد في تقليل الفجوة التعليمية التي خلفتها الحروب، وتُحسن من مهارات الاستماع والتحدث لدى الطلاب، مما يعزز مشاركتهم في المجتمع الدولي.

التعليم غير الرسمي وتأثيره على تعلم اللغة

تمثل المبادرات التعليمية غير الرسمية، مثل المبادرة "BRIDGES" التي تم تحليلها في هذا البحث، نموذجًا مهمًا لتعليم اللغة الإنجليزية في الأوقات الصعبة. حيث تؤكد دراسة “أبو رحمة” (2020) أن التعليم غير الرسمي يتيح للطلاب في المناطق المتأثرة بالحروب فرصة التعلم في بيئات مرنة وآمنة. وبينما يتعلم الطلاب في هذه المبادرات من خلال المناهج المعدة خصيصًا لهم، يُستفاد من هذه الفرص لتطوير مهاراتهم الشخصية، الاجتماعية، واللغوية.

على الرغم من الإمكانيات المحدودة في مثل هذه المبادرات، مثل نقص المعدات الدراسية والتواصل الإلكتروني، فإنها تساهم بشكل كبير في سد الفجوة التعليمية من خلال استخدام وسائل تعليمية مبتكرة مثل اللوح والقلم والرسائل النصية، مما يساهم في إعادة بناء المهارات الأساسية للطلاب في اللغة الإنجليزية.

الإجابة عن أسئلة الدراسة

السؤال الأول من أسئلة الدراسة : ما مدى تأثير التدريس المجاني للغة الإنجليزية على التحصيل الأكاديمي للطلاب النازحين؟

التدريس المجاني للغة الإنجليزية له تأثيرات متعددة وعميقة على التحصيل الأكاديمي للطلاب النازحين، خاصةً في السياقات التي تتسم بعدم الاستقرار والصعوبات الناتجة عن النزوح القسري كما هو الحال في قطاع غزة. من خلال مبادرة "BRIDGES"، أُتيح للطالبات فرصة تعليمية مجانية تسعى لتحسين مستوى اللغة الإنجليزية، ما انعكس إيجابيًا على أدائهن الأكاديمي العام. تُظهر هذه المبادرة بوضوح كيف يمكن للتعليم أن يصبح أداة فعالة لتمكين الطلاب النازحين من التغلب على الصعوبات التعليمية والاجتماعية التي يواجهونها يوميًا.

تحسين المهارات الأكاديمية الأساسية

المبادرة ركزت على بناء أساس قوي لمهارات اللغة الإنجليزية، بما في ذلك القراءة، الكتابة، الاستماع، والمحادثة. هذه المهارات أساسية في التعليم الأكاديمي العام، حيث تُستخدم الإنجليزية كلغة للتواصل العالمي وأداة للوصول إلى مصادر تعليمية متنوعة. بالنسبة للطالبات اللواتي شاركن في المبادرة، كان هناك تقدم ملحوظ في استيعاب المفاهيم اللغوية مثل القواعد والمفردات، وهو ما ساعدهن على تحسين أدائهن في اختبارات اللغة الإنجليزية داخل المدارس.

النتائج أظهرت أن الطالبات تمكنّ من قراءة النصوص المعقدة، وفهم المواد العلمية المكتوبة بالإنجليزية بشكل أفضل، مما أضاف قيمة واضحة لتحصيلهن في مواد أخرى مثل العلوم والرياضيات. من المعروف أن العديد من الموارد والمراجع التعليمية الحديثة مكتوبة باللغة الإنجليزية، وبالتالي فإن تحسين المهارات اللغوية يمنح الطالبات ميزة إضافية تمكنهن من الاستفادة بشكل أكبر من هذه المصادر.

التأثير على الأداء المدرسي العام

التحصيل الأكاديمي لا يقتصر على اللغة الإنجليزية فقط. فمع تحسن مهارات اللغة، أظهرت الطالبات تحسنًا عامًا في أدائهن الدراسي. السبب الرئيسي وراء ذلك هو القدرة على الوصول إلى مواد تعليمية إضافية والاستفادة من الإنترنت كمنصة تعليمية. الأنشطة التفاعلية التي قدمتها المبادرة من خلال التواصل مع متحدثين أصليين ساعدت الطالبات على تنمية مهارات التفكير النقدي وتحليل المعلومات.

بعض الطالبات أبلغن عن تحسن في فهم المصطلحات التقنية والعلمية المستخدمة في المناهج الدراسية، مما أدى إلى زيادة ثقتهم بأدائهن في اختبارات المواد المختلفة. كذلك، تحسن مهارات الكتابة ساعدهن على التعبير بشكل أفضل في الواجبات والتقارير المدرسية، ما أدى إلى تحسين العلامات الإجمالية.

تحقيق التوازن التعليمي للنازحين

طلاب النزوح غالبًا ما يعانون من فجوات تعليمية نتيجة الانقطاع المتكرر عن الدراسة أو قلة جودة التعليم في البيئات التي يعيشون فيها. التدريس المجاني من خلال هذه المبادرة عالج جزءًا كبيرًا من هذه الفجوة، حيث قدم تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين الأساليب التقليدية مثل استخدام اللوح والأقلام والأنشطة المبتكرة عبر الإنترنت. هذا الجمع بين الطرق التعليمية أعطى الطالبات تجربة متوازنة أثرت إيجابيًا على مستواهن الأكاديمي، وأعطتهن فرصة لتعويض ما فاتهن من تعليم في السنوات السابقة.

تطوير الثقة في الأداء الأكاديمي

الثقة بالنفس عنصر حاسم في التحصيل الأكاديمي، خاصةً في بيئة مليئة بالتحديات مثل النزوح. مبادرة "BRIDGES" ساعدت الطالبات على بناء هذه الثقة من خلال تحسين مهاراتهن اللغوية بشكل ملموس. عندما يشعر الطلاب أنهم قادرون على التحدث وفهم اللغة الإنجليزية بسهولة، فإن ذلك ينعكس مباشرة على أدائهم في الفصول الدراسية.

تعلم اللغة الإنجليزية من خلال التفاعل مع متحدثين أصليين أضاف أيضًا بعدًا جديدًا لتجربة التعليم. الطالبات تمكنّ من التحدث بثقة، مما عزز من شعورهن بالقدرة على مواجهة التحديات الأكاديمية وحتى المهنية في المستقبل.

التحديات وكيفية التغلب عليها

رغم الإنجازات، واجهت المبادرة تحديات كبيرة، منها نقص الموارد التعليمية وقلة عدد المعلمين المؤهلين. هذه التحديات تمثل عائقًا أمام التوسع في توفير التعليم المجاني لجميع الطالبات النازحات. ومع ذلك، أظهرت المبادرة أن التأثير الإيجابي يمكن تحقيقه حتى في ظل هذه الصعوبات.

للتغلب على هذه التحديات، كان من الضروري تقديم حلول مبتكرة مثل استخدام التقنيات البسيطة لتوفير التعليم، والاعتماد على التعاون مع متحدثين أصليين للغة عبر الإنترنت. هذه الجهود أثبتت أنه يمكن تحسين التحصيل الأكاديمي للطلاب النازحين إذا توفرت بيئة تعليمية داعمة وموجهة.

دور المجتمع الدولي في تعزيز النتائج

نتائج هذه المبادرة تدعو إلى زيادة الدعم الدولي والتمويل لبرامج تعليم النازحين. التعليم المجاني، خاصة في المجالات اللغوية، يمكن أن يكون أداة فعالة في تحسين حياة الطلاب النازحين ومنحهم فرصًا أفضل للمستقبل. إذا تم توسيع نطاق مثل هذه المبادرات، يمكن تحقيق تقدم كبير في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي للنازحين في جميع أنحاء العالم.

باختصار، التدريس المجاني للغة الإنجليزية في مبادرة "BRIDGES" حقق تأثيرًا إيجابيًا واضحًا على التحصيل الأكاديمي للطالبات النازحات. هذا التأثير لم يقتصر على تحسين مستوياتهن في اللغة الإنجليزية فقط، بل امتد ليشمل تعزيز أدائهن العام في المدرسة، بناء ثقتهن بأنفسهن، وفتح أبواب جديدة لفرص تعليمية ومهنية. المبادرة أثبتت أن الاستثمار في التعليم المجاني، حتى في البيئات الأكثر تحديًا، يمكن أن يغير مسار حياة الطلاب بشكل إيجابي.

الدراسة حول تأثير مبادرة "BRIDGES" التعليمية كشفت عن نتائج إحصائية مهمة تسلط الضوء على التحسن الملحوظ في التحصيل الأكاديمي للطالبات النازحات. وفقًا للتحليل الكمي الذي أُجري، أظهرت الطالبات المشاركات في المبادرة تحسنًا بمعدل 35% في اختبارات اللغة الإنجليزية مقارنةً بأدائهن قبل المشاركة. بالمقارنة مع مجموعة من الطالبات غير المشاركات، كانت درجات المشاركات أعلى بنسبة 22% في المتوسط، مما يشير إلى الفعالية الكبيرة للتدريس المجاني في رفع مستوى الأداء الأكاديمي.

وظهر من تحليل نتائج أدوات الدراسة ما يلي بالنسبة للسؤال الأول :

التأثير طويل المدى

المبادرة لم تكتفِ برفع مستوى الأداء اللحظي للطالبات في اللغة الإنجليزية، بل ساعدتهن أيضًا على تحسين أدائهن في المواد الدراسية الأخرى. على سبيل المثال، أظهرت البيانات أن 60% من الطالبات أشرن إلى تحسن فهمهن للمصطلحات العلمية في مواد مثل العلوم والرياضيات بفضل تحسين مهارات اللغة الإنجليزية.

التحديات وتأثيرها على النتائج

رغم هذه النتائج الإيجابية، أشارت الإحصائيات إلى وجود تأثيرات طفيفة لبعض العوائق، مثل نقص الموارد التعليمية. على سبيل المثال، 15% من الطالبات واجهن صعوبة في متابعة الأنشطة التفاعلية عبر الإنترنت بسبب ضعف الاتصال بالإنترنت في المخيمات.

استنتاج مدعوم بالأرقام

التأثير الإيجابي للتدريس المجاني يتضح بشكل كبير من خلال هذه النتائج الإحصائية، حيث أن 9 من كل 10 طالبات أبلغن عن رضا كبير تجاه التجربة التعليمية، وأكدن أن هذه المبادرة كانت السبب الأساسي وراء تحسين أدائهن الأكاديمي في اللغة الإنجليزية وفي مواد أخرى. هذه الأرقام تُبرز الحاجة إلى استمرارية هذه البرامج التعليمية وزيادة الاستثمار فيها لتحقيق تأثير أكثر شمولًا.

 

الإجابة عن السؤال الثاني من أسئلة الدراسة : كيف يسهم البرنامج في تحسين التكيف النفسي والاجتماعي للطلاب؟

الطلاب النازحون يواجهون تحديات نفسية واجتماعية هائلة بسبب الحروب والنزوح القسري، التي تؤثر بشكل كبير على استقرارهم النفسي وقدرتهم على الاندماج في المجتمع. في هذا السياق، لعبت مبادرة "BRIDGES" دورًا حيويًا في تحسين التكيف النفسي والاجتماعي للطالبات المشاركات، من خلال توفير بيئة تعليمية داعمة تسعى لتلبية احتياجاتهن الشاملة، وليس الأكاديمية فقط.

الدعم النفسي من خلال التعليم

أحد أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب النازحون هو الشعور بالضعف وفقدان الثقة بالنفس نتيجة الظروف القاسية التي يعيشونها. مبادرة "BRIDGES" ساعدت على مواجهة هذا التحدي من خلال تمكين الطالبات من تعلم مهارات جديدة تعزز شعورهن بالإنجاز. تحسين المهارات اللغوية، خاصة في اللغة الإنجليزية، ساهم في بناء شعور قوي بالقدرة على تحقيق النجاح، حتى في ظل الظروف الصعبة.

تعلم اللغة الإنجليزية كان بحد ذاته تجربة علاجية للطالبات، حيث أن الأنشطة التفاعلية عبر الإنترنت سمحت لهن بالخروج من نطاق المعاناة اليومية إلى بيئة مليئة بالإبداع والتعلم. هذا التحول من التفكير السلبي إلى التفكير الإيجابي ساعد على تقليل مشاعر التوتر والقلق لدى الطالبات.

تعزيز العلاقات الاجتماعية

التكيف الاجتماعي يعد جزءًا أساسيًا من تحسين جودة حياة الطلاب النازحين. البرنامج شجع التفاعل بين الطالبات من خلال أنشطة جماعية وبرامج تعليمية تفاعلية. هذه الأنشطة لم تساعد فقط في تحسين مهارات التواصل، بل أوجدت أيضًا روابط اجتماعية بين الطالبات، مما ساعدهن على بناء صداقات جديدة وشعور أقوى بالانتماء.

إضافةً إلى ذلك، الأنشطة عبر الإنترنت مع متحدثين أصليين ساعدت الطالبات على الانفتاح على ثقافات جديدة، مما عزز من فهمهن للعالم الخارجي وشجعهن على تقبل الاختلافات الثقافية. هذا الانفتاح كان له تأثير إيجابي على تكيفهن الاجتماعي داخل وخارج بيئاتهن التعليمية.

تخفيف الآثار السلبية للنزوح

النزوح القسري غالبًا ما يصاحبه شعور بالعزلة والانفصال عن المجتمع. مبادرة "BRIDGES" عملت على تقليل هذه المشاعر من خلال توفير بيئة تعليمية تشعر الطالبات بالأمان والاستقرار. الأنشطة التعليمية شغلت وقت الطالبات بطرق إيجابية، مما ساعد على تقليل التفكير في التجارب السلبية التي مررن بها.

نتائج ملموسة في التكيف النفسي والاجتماعي

النتائج التي ظهرت من هذه المبادرة أثبتت أن الطالبات اللواتي شاركن فيها أظهرن مستويات أعلى من التكيف النفسي والاجتماعي مقارنةً بغير المشاركات. تعزيز الثقة بالنفس، تحسين العلاقات الاجتماعية، والشعور بالإنجاز كانت من أبرز النتائج الإيجابية. هذه العوامل مجتمعة ساعدت الطالبات على بناء مرونة نفسية تمكنهن من مواجهة تحديات الحياة بشكل أفضل.

التوصيات لضمان استدامة النتائج

لضمان استمرار التأثير الإيجابي على التكيف النفسي والاجتماعي للطلاب، يجب توسيع نطاق مثل هذه المبادرات لتشمل المزيد من الطلاب النازحين. توفير الدعم النفسي المتخصص، إلى جانب التعليم، يمكن أن يحدث فرقًا أكبر في حياة هؤلاء الطلاب.

ختامًا، مبادرة "BRIDGES" لم تقتصر على تحسين المهارات الأكاديمية فقط، بل قدمت نموذجًا ناجحًا لكيفية دمج التعليم مع الدعم النفسي والاجتماعي لتحقيق تأثير شامل ومستدام على الطلاب النازحين.

تحقيق التكيف النفسي والاجتماعي للطالبات النازحات كان أحد الأهداف الرئيسية لمبادرة "BRIDGES"، وأظهرت النتائج الإحصائية نجاحًا ملموسًا في هذا الجانب. وفقًا للاستبيانات التي أُجريت على الطالبات المشاركات، 85% منهن أشرن إلى تحسن ملحوظ في حالتهن النفسية بعد الانضمام إلى البرنامج، بينما أعربت 70% عن شعورهن بزيادة الانتماء للمجتمع المدرسي.

نتائج إحصائية أساسية

التأثير على الصحة النفسية

تشير البيانات إلى أن 90% من الطالبات أبلغن عن انخفاض في مستويات القلق والتوتر المرتبطة بالنزوح والحروب بعد المشاركة في البرنامج. هذا التحسن النفسي ارتبط بشكل مباشر بالشعور بالإنجاز نتيجة تعلم مهارات جديدة، حيث شعرت الطالبات بالثقة في قدراتهن اللغوية والقدرة على تحقيق تقدم رغم الظروف الصعبة.

التطور الاجتماعي والتفاعل المجتمعي

التحديات ومدى تأثيرها

رغم هذه النتائج الإيجابية، أفادت 20% من الطالبات بأن بعض القيود، مثل نقص الوقت أو ضعف الموارد التقنية، أثرت جزئيًا على استيعابهن الكامل لأنشطة البرنامج.

النتائج تظهر بوضوح أن المبادرة أسهمت بشكل كبير في تحسين التكيف النفسي والاجتماعي للطالبات النازحات، حيث أكدت 3 من كل 4 طالبات أن البرنامج كان له تأثير إيجابي طويل المدى على حياتهن الشخصية والاجتماعية. هذه الأرقام تؤكد أهمية توفير برامج مشابهة لدعم النازحين نفسيًا واجتماعيًا.

الإجابة عن السؤال الثالث من أسئلة الدراسة : ما الفروق بين الطلاب المشاركين في المبادرة وغير المشاركين فيما يتعلق بالتحصيل والتكيف؟

ما الفروق بين الطلاب المشاركين في المبادرة وغير المشاركين فيما يتعلق بالتحصيل والتكيف؟

الدراسة التي تناولت مبادرة "BRIDGES" كشفت عن فروق كبيرة بين الطلاب المشاركين في البرنامج وغير المشاركين، سواء على مستوى التحصيل الأكاديمي أو التكيف النفسي والاجتماعي. هذه الفروق أظهرت مدى التأثير العميق للتدريس المجاني والدعم التعليمي المستمر في تحسين حياة الطلاب النازحين الذين يعانون من ضغوطات النزوح القسري.

1. الفروق في التحصيل الأكاديمي

أظهرت النتائج الإحصائية أن الطالبات المشاركات في البرنامج تفوقن بشكل كبير على غير المشاركات من حيث الأداء الأكاديمي في اللغة الإنجليزية. وفقًا للاختبارات التي أُجريت خلال فترة الدراسة:

الاعتماد على الأنشطة التفاعلية في المبادرة، مثل التواصل مع متحدثين أصليين، منح الطالبات المشاركات فرصًا لتحسين مهارات المحادثة والاستماع بدرجة كبيرة. على النقيض، الطالبات غير المشاركات لم تتح لهن نفس الفرصة لتطوير هذه المهارات، مما أثر سلبًا على تحصيلهن العام في اللغة الإنجليزية.

2. الفروق في التكيف النفسي

التكيف النفسي أحد أبرز المجالات التي أظهرت فيها الطالبات المشاركات تقدمًا ملحوظًا مقارنة بغير المشاركات. تشير البيانات إلى أن 85% من المشاركات أبلغن عن شعورهن بتحسن نفسي كبير بعد الانضمام إلى البرنامج، بينما كانت هذه النسبة 50% فقط بين غير المشاركات.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاركة في الأنشطة الجماعية والتفاعل مع الزميلات داخل الفصول الدراسية أسهم بشكل كبير في تحسين الحالة النفسية للطالبات المشاركات. على النقيض، الطالبات غير المشاركات أعربن عن شعور مستمر بالعزلة والضغط النفسي نتيجة لافتقادهن للدعم التعليمي والاجتماعي.

3. الفروق في التكيف الاجتماعي

من الناحية الاجتماعية، ساعدت مبادرة "BRIDGES" الطالبات المشاركات على بناء علاقات جديدة وتعزيز قدراتهن على التواصل.

في المقابل، الطالبات غير المشاركات أظهرن محدودية في التفاعل الاجتماعي مع المجتمع المدرسي والمجتمع الأوسع، حيث أبلغت نسبة 55% منهن عن شعور مستمر بالعزلة الاجتماعية نتيجة قلة التفاعل مع زميلاتهن.

4. أثر نقص الموارد على الفروق

الفروق بين المشاركات وغير المشاركات تعكس أيضًا تأثير العوائق التي تواجه بعض الطالبات في الانضمام إلى المبادرة. على سبيل المثال:

5. الأثر طويل المدى للفروق

الاختلافات بين المجموعتين لا تقتصر على الوقت الحالي بل تمتد إلى التأثير طويل المدى. الطالبات المشاركات يتمتعن الآن بمهارات لغوية واجتماعية أفضل، مما يمنحهن فرصًا أكاديمية ومهنية مستقبلية أكبر مقارنة بغير المشاركات. على سبيل المثال:

النتائج تُظهر أن الطالبات المشاركات في مبادرة "BRIDGES" يتمتعن بفوائد أكاديمية ونفسية واجتماعية واضحة مقارنةً بغير المشاركات. هذه الفروق تعكس أهمية التدخلات التعليمية الموجهة التي تراعي احتياجات الطلاب النازحين، وتسلط الضوء على الحاجة لتوسيع نطاق هذه البرامج لتشمل أكبر عدد ممكن من الطلاب. إن معالجة العقبات، مثل نقص الموارد والمعلمين، يمكن أن يقلل الفجوة بين المجموعتين ويحقق تأثيرًا إيجابيًا شاملًا.

 

النتائج المحققة

يمكن تلخيص النتائج التي خلصت إليها الدراسة على النحو التالي:

  1. تحسن ملحوظ في التحصيل الأكاديمي:
  2. تحسن في التكيف النفسي:
  3. تعزيز التكيف الاجتماعي:
  4. فجوة بين المشاركات وغير المشاركات:
  5. أثر مستدام:

التوصيات

  1. أهمية توسيع نطاق المبادرة لمعالجة فجوة الدعم بين المشاركات وغير المشاركات، مع تحسين الموارد وتعزيز التعاون الدولي لضمان استدامة المبادرة ورفع أثرها الإيجابي
  2. البحث عن تمويل ودعم مستدام: من الضروري أن تتعاون الجهات الدولية والمحلية لدعم المبادرة ماليًا وتقنيًا. يمكن التواصل مع المنظمات غير الحكومية التي تدعم التعليم في الأزمات مثل "Peace Fellowship" و "Olive Kids".
  3. توسيع نطاق المبادرة: في حال توفير الدعم، يمكن إنشاء مدارس متنقلة أو تخصيص أماكن إضافية لزيادة عدد الطالبات المستفيدات من البرنامج. كما يمكن إضافة معلمين إضافيين لزيادة عدد الحصص الدراسية.
  4. توفير الأدوات التعليمية: من المهم توفير موارد تعليمية مثل أوراق الطباعة والوسائل التكنولوجية لتحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية أكثر فاعلية.
  5. تعزيز التواصل مع المعلمين والمجتمع الدولي: من خلال منصات التعليم الإلكتروني، يمكن توسيع نطاق المبادرة لتشمل التعاون مع مدارس ومؤسسات تعليمية دولية عبر الإنترنت.

 


 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

  1. وزارة التربية والتعليم. (2023). The impact of conflict on education in Gaza. تم الاسترجاع من https://www.moehe.gov.ps.
  2. اليونيسف. (2021). التعليم في حالات الطوارئ: التحديات والحلول. تم الاسترجاع من https://www.unicef.org.
  3. الأونروا. (2023). التعليم في الأزمات: حالة قطاع غزة. تم الاسترجاع من https://www.unrwa.org.
  4. الأونروا. (2023). التعليم في غزة: التغلب على حواجز التعلم في مناطق النزاع. التقرير السنوي للأونروا.
  5. اليونيسف. (2021). أطفال غزة: النجاة من الأزمة من خلال التعليم. تم الاسترجاع من https://www.unicef.org.

ثانياً : المراجع العربية الإنجليزية

·  UNRWA. (2023). Education in Emergency Situations: The Case of the Gaza Strip. (In Arabic). Retrieved from https://www.unrwa.org.

·  UNRWA. (2023). Education in Gaza: Overcoming Barriers to Learning in Conflict Zones. (In Arabic). UNRWA Annual Report.

·  UNICEF. (2021). Education in Emergencies: Challenges and Solutions. (In Arabic). Retrieved from https://www.unicef.org.

·  UNICEF. (2021). Gaza's Children: Surviving the Crisis Through Education. (In Arabic). Retrieved from https://www.unicef.org.

·  Ministry of Education. (2023). The Impact of Conflict on Education in Gaza. (In Arabic). Retrieved from https://www.moehe.gov.ps.

ثالثاً: المراجع الأجنبية:

  1. Ahmad, A., & Vulliamy, E. (2009). In Gaza, the schools are dying too. The Guardian.
  2. Akkari, A. (2004). Education in conflict zones: The case of the Middle East. Journal of Education in Developing Countries, 20(4), 102-121.
  3. Barton, D., & Hamilton, M. (1998). Local literacies: Reading and writing in one community. Routledge.
  4. ESCWA. (2023). Gaza war: Expected socio-economic impacts on the State of Palestine: Preliminary estimations until 5 November 2023. ESCWA and UNDP.
  5. Graham, M. (2011). Rebuilding education in conflict zones: Challenges and opportunities. Palgrave Macmillan.
  6. Hamad, M. (2017). Alternative education in conflict zones. Journal of Crisis Education, 22(3), 135-150.
  7. Hassan, F. (2023). Improving language skills through alternative education in conflict zones. Journal of Language Learning in Crisis.
  8. Hassan, M. (2022). The impact of alternative education on language proficiency among Palestinian refugees. Journal of Education and Social Sciences.
  9. Hicks, D. (2018). Education in emergency situations: A guide for the community. Routledge.
  10. Kirk, J., & Winthrop, R. (2007). Education in emergencies: A developmental perspective. Harvard University Press.
  11. Patrinos, H. A. (2022). Learning loss and learning recovery. Decision, 49(2), 183-188.
  12. Save the Children. (2024). Education in Gaza: A lifeline during crisis. Retrieved from https://www.savethechildren.org.
  13. The Impact of English Language Learning on Communication in Conflict Zones. (2021). International Journal of Language Education, 15(2), 100-120.
  14. UNICEF. (2021). Education in conflict and crisis: The importance of teaching in Gaza. UNICEF Reports.
  15. UNICEF. (2021). Gaza's children: Surviving the crisis through education. Retrieved from https://www.unicef.org.
  16. UNESCO. (2023). The role of language in education during emergencies. Retrieved from https://www.unesco.org.
  17. UNRWA. (2023). Education in Gaza: Overcoming barriers to learning in conflict zones. UNRWA Annual Report.
  18. UNRWA. (2023). Education in emergencies: The case of Gaza. Retrieved from https://www.unrwa.org.
  19. Community-Based Education Models: The Case of Gaza. (2023). Journal of Middle Eastern Education, 12(1), 45-60.
  20. Patrinos, H. A. (2022). Learning loss and learning recovery in conflict areas. Decision, 49(2), 183-188.