) لاستعمال هيئة التحرير ) تاريخ الإرسال (02-05-2024)، تاريخ قبول النشر (13-06-2024)

مقترح لتطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السّلم الاجتماعي -الجامعة الإسلامية دراسة حالة-

اسم الباحث الأول باللغتين العربية والإنجليزية

د.محمد حسن أبورحمة

Dr.mohammed hasan Aburahma

اسم الباحث الثاني باللغتين العربية والإنجليزية:

د.حسين عبد الكريم أبو ليلة

Dr. Hussein Abdel Karim Abu Laila

اسم الباحث الثالث باللغتين العربية والإنجليزية:

 

 

A proposal to develop the role of higher education institutions in achieving social peace - the Islamic University, a case study -

1 اسم الجامعة والدولة (للأول) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية

Palestinian Ministry of Education and Higher Education

2 اسم الجامعة والدولة (للثاني) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية

Palestinian Ministry of Education and Higher Education

3 اسم الجامعة والدولة (للثالث) باللغتين العربية والإنجليزية

 

 

Doi: لاستعمال هيئة التحرير

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:       E-mail address:

Aburahma2009@hotmail.com

 

الملخص:

 

 

هدفت هذه الدراسة إلى وضع مقترح لتطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي من خلال الكشف عن دور أعضاء هيئة التدريس ودور المناهج الدراسية ودور إدارة الجامعة ودور المجالس الطلابية في تحقيق السلم الاجتماعي، لغرض وضع مقترح لتطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي ،قام الباحثان باختيار عينة قصدية من الخبراء التربويين مكونة من (10) من أعضاء هيئة التدريس ممن يحملون رتبة أستاذ مشارك وأستاذ دكتور من العاملين في كلية التربية بالجامعة الإسلامية، ومن أجل تحقيق أهداف الدراسة قام الباحثان باستخدام المنهج الوصفي التحليلي المسحي، كانت أداة الدراسة مقابلة مع عينة قصدية من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بغزة، وأظهرت نتائج المقابلات أن مؤسسات التعليم العالي يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في مجال تعزيز السلم الاجتماعي، وهذا يترتب عليه أن يهتم القائمون بالتخطيط لسياسات التعليم العالي في مجتمعنا بتطوير هذا الدور حتى تحقق الجامعات أهدافًا طموحة في هذا المجال، وفي ضوء ذلك أوصى الباحثان بتضمين الخطة الاستراتيجية للجامعة أهدافاً مفصلة تتعلق بدورها في تحقيق السلم الاجتماعي وأوصى الباحثان بوضع خطة من قبل كل كلية لجدول زمني لعقد الندوات والمؤتمرات بشكل مستمر في قاعات المؤتمرات في الجامعات وتبادل المعلومات حول تعزيز حرية التعبير وأسس الحوار البناء وأسس بناء مجتمع موحد متماسك آمن.

 

 

  كلمات مفتاحية:  (مقترح ، السلم الاجتماعي ، التعليم العالي)

 

 

Abstract:

 

 

This study aimed to develop a proposal to develop the role of higher education institutions in achieving social peace by revealing the role of faculty members, the role of curricula, the role of university administration, and the role of student councils in achieving social peace. For the purpose of developing a proposal to develop the role of higher education institutions in achieving social peace, The researchers selected a purposive sample of educational experts consisting of (10) faculty members who hold the rank of associate professor and professor who work in the College of Education at the Islamic University. In order to achieve the objectives of the study, the researchers used the descriptive analytical survey method. The study tool was an interview with A purposive sample of faculty members at the Islamic University of Gaza. The results of the interviews showed that higher education institutions can play a major role in the field of promoting social peace. This entails that those responsible for planning higher education policies in our society should be interested in developing this role so that universities can achieve ambitious goals in this regard. field, and in light of this, the researchers recommended that the university’s strategic plan include detailed objectives related to its role in achieving social peace. The researchers recommended developing a plan by each college for a timetable for holding seminars and conferences on an ongoing basis in conference halls in universities and exchanging information about promoting freedom of expression, the foundations of constructive dialogue, and the foundations of constructive dialogue. A united, cohesive, and secure society.

 

 

Keywords: (Proposal, social ladder, higher education)

 

 


جسم البحث:

مقدمة

أظهرت الأحداث التي مر بها المجتمع الفلسطيني خلال السنوات السابقة بصورة خطيرة حالة العجز والتدهور في السلم المجتمعي وسيادة ثقافة العنف في التفكير والممارسة والتي أوصلتنا إلى انقسام أفقي وعمودي في المجتمعي أدى فيما أدى إليه إلى تهتك للنسيج الاجتماعي و تراجع قيم الحوار والتضامن والتكافل والتسامح وسيادة القانون ، لحساب شريعة الغاب والصالح الخاص والفئوية والعصبية القبلية والفئوية وعقلية الانتقام، لتصبح حياة المواطنين في المجتمع الفلسطيني حياة مأساوية على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والتربوية تحدق بها كل المخاطر ومفتوحة على احتمالات المستقبل الأسوأ (عبد العاطي ، 2010 : 1)

وتعد التربية إحدى أدوات تصحيح المسار للإنسان والمجتمعات في التي تضع معايير السلم الأهلي و حقوق الإنسان، التي وردت في الإسلام والإعلانات والمعاهدات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والقوانين الفلسطينية موضع التطبيق، وذلك بهدف مساعدة الناس على فهم نظرية حقوق الإنسان وإدماجها في حياتهم اليومية، ولعب دور في حماية حقوقهم والتحرك من أجل الدفاع عن حقوق الآخرين وبالتالي تربية من اجل تعزيز التضامن والسلم المجتمعي.(صلاح ، 2015: 10)

وبما أن الجامعة من أهم التنظيمات الاجتماعية التي تلعب دوراً بارزا تربوياً في صقل شخصية شباب المجتمع وتربيته لم يغفل معظم التربويين عن أهميتها وخطورة دورها لكونها الرافد لكل التنظيمات الموجودة في المجتمع، فهي التي تعد أفراداً مؤهلين ومدربين على مختلف المهن والتخصصات التي تحتاجها التنظيمات الأخرى, وهي المؤسسة العلمية والأكاديمية التي تمد سوق العمل بالتخصصات والموارد البشرية اللازمة للمجتمع، وبالإضافة لكونها عملية مستمرة .

كما أن الجامعة هي الأساس الأول لتطوير أي مجتمع ، لأنها تتصل بتكوين النفوس وبناء العقول، فالتعليم الجامعي يتميز بأهمية خاصة، إذ أنها الدعامة الثابتة التي تقوم عليها نهضة الأمم، فنشاط الجامعة اليوم لم يعد قاصراً على التعليم النظري وحده، بل امتد إلى الدراسات التطبيقية العالية، ومهمة الجامعة لم تعد تقتصر على تطوير العلم من أجل العلم والوصول إلى الحقائـق العلمية، إنما امتدت لتشمل تطوير المجتمع والنهوض به في جميع جوانبـه، والمســاهمة في حل مشكلاتـه وتحقيـــق الرخـاء والسلم الاجتماعي والتوافـق بين المجتمـــع وحاجـــاته(صباح, 2014 : 53).

وقد تحدثت العديد من الدراسات مثل دراسة ناجي (2017) ودراسة علو(2015)  ودراسة شلدان وأبو ليلة (2015)  بالموشي (2014) ودراسة الزيان (2012) ودراسة عبد العاطي (2010) عن دور المناهج التعليمية ودور المثقفين والمؤسسات التربوية ودور مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية في تعزيز السلم الاجتماعي وأبرزت الدراسات أهمية دور التربية والمثقفين والمناهج التعليمية في تعزيز السلم الاجتماعي كما تحدثت عن أبرز مقومات السلم الاجتماعي وأركانه، وبالرغم من ذلك فقد لاحظ الباحثان ضعفاً في دور مؤسسات التعليم العالي تجاه نشر ثقافة السلم الاجتماعي والمساعدة في تحقيقه، تجلت مظاهر هذا الضعف في الانقسام السياسي بين فئات المجتمع الشبابية وغياب ثقافة الحوار ، وظهور التعصب الحزبي ، وانتشار البطالة والميل للهجرة خارج الوطن ، وارتفاع معدل الجريمة .

 

مشكلة الدراسة

لقد عاش المجتمع الفلسطيني على القيم الانسانية والأخلاقية على طول مراحل نضاله وتاريخه الزاخر بدماء الشهداء وصمود الأسرى والتعاون والتكافل في المحن والنكبات، ولكن بعد الانقسام الفلسطيني ، يعيش المجتمع الفلسطيني الآن اكثر المراحل حرجاً وحساسية في تاريخ نضاله الممتد عبر سنوات طويلة، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﻟﻠﻐﻤﻭﺽ ﻭﺍﻟﺨﻁـﺭ ﺍﻟـﺫﻱ ﻴﻬﺩﺩ ﻨﻅﺎﻤﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻭﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ، ونتيجة للحصار والانقسام السياسي بين شطري الوطن تدهورت الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في القطاع،  حيث أشارت العديد من التقارير منها تقرير لشبكة الجزيرة الاعلامية (2015) الذي أشار إلى أن ثلث الشباب الفلسطيني يفكر بالهجرة خارج فلسطين، وأشار تقرير لوكالة سما الاخبارية(2017)  نقلاً عن النائب الدكتور جمال الخضري إلى أن معدل البطالة بين الشباب الفلسطيني في غزة بلغ 60%،ـ وأشار تقرير للشرطة الفلسطينية (2017) إلى ارتفاع معدل جرائم القتل بنسبة 10.3% وذلك نتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانتشار البطالة والفقر، خاصة بعد تكرار الحروب والحصار المفروض على القطاع كل ذلك دفع الباحثين إلى التساؤل عن دور مؤسسات التعليم العالي في نشر وتحقيق السلم الاجتماعي وتوعية الشباب الفلسطيني، لما لهذه الجامعات من دور في النهضة والتقدم وتحقيق طموحات أبناء الشعب الفلسطيني ومن هنا يتطلع الباحثان إلى الدور المأمول للجامعات والنخب العلمية فيها في إعادة الاعتبار للسلم المجتمعي

وبناء على ما تقدم يمكن تحديد مشكلة الدراسة في الاسئلة الآتية:

1-                ما تعريف السلم الاجتماعي ؟

2-                ما أهمية السلم الاجتماعي ؟

3-                ما أركان السلم الاجتماعي ؟

4-                ما هي مقومات السلم الاجتماعي ؟

5-                ما الأدوار التربوية لمؤسسات التعليم العالي الفلسطينية ؟

6-                ما المقترح لتطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي من وجهة نظر بعض الخبراء التربويين ؟

أهداف الدراسة

تهدف الدراسة إلى الكشف عن تعريف السلم الاجتماعي، والتعرف إلى أهمية السلم الاجتماعي، كما تهدف إلى التعرف إلى أركان السلم الاجتماعي، كما تهدف الدراسة إلى وضع مقترح لتطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي من خلال الكشف عن دور أعضاء هيئة التدريس ودور المناهج الدراسية ودور إدارة الجامعة ودور المجالس الطلابية في تحقيق السلم الاجتماعي.

أهمية الدراسة

تكمن أهمية الدراسة في أهمية موضوع الدور التربوي لمؤسسات التعليم العالي في تحقيق  السلم الاجتماعي، كما تظهر أهمية الدراسة في قلة الدراسات التي تناولت هذا الموضوع على حد علم الباحثين، كما يمكن أن يستفيد من نتائج وتوصيات هذه الدراسة الجامعات والمهتمين والباحثين.

 

مصطلحات الدراسة

دور مؤسسات التعليم العالي

يعرف الباحثان دور مؤسسات التعليم العالي إجرائياً بأنه جميع الإجراءات والأنشطة والقوانين التي تصدر للطلبة عن أحد مكونات المؤسسات الفلسطينية التي تقدم تعليماً أكاديمياً بعد مرحلة الثانوية العامة من إدارة أو أعضاء هيئة تدريسية أو مجلس طلبة.


 

تحقيق السلم الاجتماعي

يعرف الباحثان تحقيق السلم الاجتماعي إجرائياً بأنه جميع الإجراءات والخطوات التي من شأنها أن تحافظ على النسيج المجتمعي والتعددية الحزبية وتحقيق أقصى درجات العدل والمساواة والتكافل الاجتماعي بين أفراده

حدود الدراسة

الحد الموضوعي: اقتصرت هذه الدراسة على موضوع دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي. وسيتناول الباحثان مفهوم السلم الاجتماعي ومقوماته وأركانه.

الحد الزماني: تم تطبيق هذه الدراسة في الفصل الدراسي الثاني من العام 2017-2018م

الحد المكاني: تم تطبيق المقابلة على عينة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية غزة 

الإطار النظري للدراسة

مفهوم السلم الاجتماعي

السلم لغة هو الخلو من ما هو معيب أو غير مرغوب فيه. والمعنى الشائع أو المتبادر للذهن من لفظ السلم هو تجنب الحرب وقد يتسع هذا المعنى عند البعض ليشمل تجنب أيّ اعتداء مسلح أو بدني. (باللموشي، 2014 : 328)

أما (طنش و عبابنة 2016 : 108 ) فيعرفان السلم الاجتماعي  "بأن يعيش الناس في حياتهم المدنية والاجتماعية باستقرار وأمان على دينهم وأنفسهم وأعرضهم وأموالهم بعيداً عن الخو والقلق والرعب وكل ما يهدد أمنهم واستقرارهم ويشمل هذا السلم الحياة الأسرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والغذائية والدينية وكل ما يتعلق بحياة الإنسان مما يتعذر مع فقدانه استمرار الحياة واستقرارها".

يمكننا أن نعرف السِّلم الاجتماعي بأنه : توافر الاستقرار والأمن والعدل, الكافل لحقوق الأفراد في مجتمع ما , أو بين مجتمعات أو دول(البديوي ، 2011 : 11)

 

أهمية السلم الاجتماعي

ترى (الأحمد 2017 : 1 )أن أهمية السلم الاجتماعي تكمن في أنه سبب رئيس لوحدة الوطن، وتوفير مناخ جيد للانطلاق بفضاءات التنمية، وخلق الروح الجيدة للإبداع”، مبيّنًا أن وجود السلم الاجتماعي يحفّز على حرية الرأي المسؤولة.

وتضيف مصطفى (2016 : 1) أن أهمية السلم الاجتماعي تكمن في حماية حقوق الإنسان، كما تكمن أهميته في قُدرة الشباب على تحديد خياراتهم، واتخاذ القرارات الُمتعلّقة بمستقبلهم، كما ترى أن السلم الاجتماعي يعمل  على إطلاق المُبادرات المُختلفة والتنافس في الابتكارات التي تُساهم في تنمية المُجتمع بمُختلف القطاعات، كما أنه سبب لتحقيق تنمية الحقيقيّة والمُستدامة وتنمية اقتصادية.

أركان السلم الاجتماعي

ترى (الكيلاني وتفاحة ، 2012 : 23-27 ) أن أركان السلم الاجتماعي تتمثل في مجموعة من النقاط أبرزها :

§         الإدارة السليمة للتعددية: حيث أن الإدارة السليمة تحفظ للجماعات المتنوعة التي تعيش مع بعضها بعضا مساحة للتعبير عن تنوعها في أجواء من الاحترام المتبادل.

§         الاحتكام الى القانون: يمثل القانون في المجتمع أحد اهم عوامل تحقيق المساواة والعدالة في العلاقات بين الافراد والجماعات فيعني حكم القانون جميع الأفراد متساوون امام القانون بصرف النظر عن اختلافهم في اللون او الجنس او الدين او العرق او موقعهم الاجتماعي.

§         الحكم الرشيد : ويتضمن هذا المفهوم تفعيل مجموعة من المبادئ هي :  المساءلة والشفافية والتمكين والمشاركة ومحاربة الفساد

§          حرية التعبير: تعد حرية التعبير من مستلزمات عملية بناء السلم الاجتماعي في أي مجتمع ولا يتحقق السلم الاجتماعي دون ان تتمتع كل مكونات المجتمع بمساحات متساوية في التعبير عن آرائها وهمومها وطموحاتها في مناخ عقلاني يسوده الانفتاح

§         اعلام المواطنة: وهذا يعني أن تجد هموم المواطن مساحة في وسائل الاعلام المختلفة في وطنه

§         العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي : حيث تقتضي أن يحصل كل شخص على فرصة حياتية يستحقها بجهده وعرقه مما يعني انتفاء أشكال المحسوبية والواسطة.

مقومات السلم الاجتماعي

تعددت آراء التربويين حول مقومات السلم الاجتماعي ويلخص الباحثان أهم مداخل مقومات السِّلم الاجتماعي التي لا يتحقق السِّلم إلى بها:

§         وجود السلطة والنظام

لا يمكن الحديث عن سلم اجتماعي في حال غياب الدولة كما أن الضبط الاجتماعي هو من ضمن أهم الوسائل لتحقيق الأمن الاجتماعي على سبيل الأفراد وعلاقاتهم الاجتماعي .(أم الخير ، 2016 : 13 )

§         تحقيق العدل الاجتماعي والمساواة، وضمان الحقوق والمصالح المشروعة لفئات المجتمع, وكل المجتمعات البشرية لا تستغني عن وجود سلطة حاكمة ونظام سائد يتحمل إدارة شؤون المجتمع لتعيش القوى تحت سقف هيبته, وإلا سيكون البديل هو الصراعات والفوضى بين فئات المجتمع المختلفة. (البديوي ، 2011 : 12)

ويضيف البخاري (2016 : 2 ) أن من مقومات السلم الاجتماعي:

§         الإيمان بالله عز وجل : فالسلم والتمكن في الأرض ارتبطا بضرورة الإيمان بالله تعالى، ولا شك أن المؤمن لن يكون أبدا مصدر تخويف وترهيب للآخر؛ لأنه يخاف الله تعالى ويرجو مغفرته، كما أن الإسلام حرم أذية الغير بأي شكل من الأشكال.

§         العلم : فبه يعرف الإنسان حقوقه وواجباته تجاه نفسه وتجاه مجتمعه، وهو الذي إذا أخذ من مصدره ومن أهله وبشروطه يحصن المسلم، ويربي فيه خلق الرقابة الذاتية التي تمنعه من ارتكاب المحظور؛ لأنه يعلم يقينا أن الله جل جلاله يراقبه.

الأدوار التربوية لمؤسسات التعليم العالي الفلسطينية ؟

نشأة مؤسسات التعليم العالي:

نشأت مؤسسات التعليم العالي في ظل الاحتلال الإسرائيلي وبمبادرات محلية وطنية، ونمت وتطورت بسرعة بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي في فلسطين أكثر من(49) مؤسسة ينخرط فيها حوالي (214) ألف طالب وطالبة ، موزعين جميعاً على تخصصات يقرب عددها من حوالي (1000) تخصص وبرنامج أكاديمي. (وزارة التربية والتعليم العالي ، 2017)

ويرجع أبو لغد (1993 : 3) نشأة مؤسسات التعليم العالي في فلسطين إلى رغبة الشعب الفلسطيني الأكيدة وإصراره على تحصيل العلم محلياً بدل السفر إلى الدول العربية المجاورة  والثاني إدراك القيادات الفلسطينية بأن احتياجات الشعب الفلسطيني وأولوياته التعليمية تحت الاحتلال تحتم إيجاد مؤسسات وطنية للتعليم الجامعي على الأرض الفلسطينية.

أهداف مؤسسات التعليم العالي

يصنف الباحثان أهداف مؤسسات التعليم العالي إلى:

أهداف علمية: تتمثل في تنمية شخصية الطالب بما يجعله قادرا على الابتكار والتحدي والتعلم الذاتي والعمل الجماعي والمنافسة إقليميا وعالمي، والارتقاء بالبحث العلمي ودعم التعاون مع الجامعات الأخرى ومراكز البحث العلمي، المحافظة علي الشعور القومي بالهوية ورفع الحس الوطني والوازع الأخلاقي للفرد .

أهداف مجتمعية: تنمية وتطوير الرصيد الثقافي والاجتماعي والخدمي للمجتمع المحلى والإقليمي مع إعداد كوادر متخصصة للمهن المختلفة وتدعيم التخصصات التي تتميز بها كليات الجامعة،  انتاج وتطبيق واستغلال المعرفة لصالح المجتمع من خلال تقوية الشراكة المجتمعية.

أهداف ربحية ومالية: تحقيق أرباح مادية لمجالس بعض الجامعات، دعم اقتصاد الدولة من خلال رفد السوق بالخبرات المؤهلة وتوفير تكاليف تدريب الشباب عند التحاقهم بسوق العمل.

الدور التربوي للمؤسسات التعليمية

دور الإدارة في مؤسسات التعليم

تسعى الإدارة إلى لعب دور الوسيط المنظم الذي يساعد على تنمية شخصية الفرد من جميع جوانبه الشخصية والانفعالية والروحية بشكل متكامل ومتوازن وتعمل على إكسابه القيم والاتجاهات وأنماط السلوك التي تجعل منه فردا سوياً في المجتمع بالإضافة إلى حمايته من الانحراف والفساد والخلل القيمي الذي تسببه عوامل الهدم في المجتمع (العاجز ، 2006 : 399 )

كما يضيف الباحثان أن من أدوار الإدارة في مؤسسات التعليم العالي هي سن القوانين والتشريعات التي تنظم العمل وتشكيل المجالس الفرعية والهيئات وعقد الاتفاقيات مع المؤسسات المحلية والأجنبية ، كما أن من أدوارها أيضاً وضع الخطط الاستراتيجية وخطط التدريب ومنح الدرجات والحوافز والمكافآت ورسم السياسيات ، و إقرار خطط النشاط اللامنهجي للجامعة، والإشراف على مناهج الجامعة والتأكد من أنها تحتوي على القيم المجتمعية الصحيحة.

دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات

يعد عضو هيئة التدريس الجامعي، العنصر الأساسي والجوهري في العملية التعليمية لأنه يقود العمل التربوي والتعليمي، ويتعامل مع الطلاب مباشرة فيؤثر في تكوينهم العلمي والاجتماعي، ويعمل على تقدم المؤسسات وتطويرها وحمل أعباء رسالتها العلمية والعملية في خدمة المجتمع وتحقيق أهدافه ، وفي ضوء ذلك يجب الاهتمام بالأستاذ الجامعي من حيث التطوير والتقويم، ليواكب المستجدات العلمية في حقل تخصصه والجوانب التربوية وتكنولوجيا التعليم (النعيمي ، 1985:  289).

يرى الباحثان أن دور أعضاء هيئة التدريس يعد من أهم الأدوار التي تعزز السلم الاجتماعي لدى الطلبة الجامعيين، بما يملكونه من قدرات ومهارات جيدة، وفيما يلي جملة من الخطوات التي تبين دور أعضاء هيئة التدريس في ذلك:

1.      أن يتحرر عضو هيئة التدريس من التعصب أو التحيز الفكري، أو الحزبي أو القبلي أو العائلي، حتى يستطيع أن يؤدي دوره بشكل إيجابي.

2.      أن يكون قدوة لطلبته فلا يتلفظ بألفاظ، أو يمارس أي سلوكيات تظهر إلتفافه نحو فكرة معينة، أو اتجاه معين.

3.      يفسح المجال للطلبة لمناقشة الأفكار السيئة التي تنتشر بينهم، ويبين لهم خطورتها عليهم، وعلى مجتمعهم، وتوجيههم نحو الأفكار الحسنة.

4.      التعرف على مشكلات الطلبة، وتحديد السبل المناسبة لعلاج كل مشكلة بحكمة، وبأسلوب منطقي مقنع.

5.      الإلمام بأحوال الطلبة، والمتابعة المستمرة لتصرفاتهم، والتقرب منهم، وتقصي أفكارهم، وتوجيهها باعتدال، حتى تصبح في اتجاهها الصحيح.

دور مجالس الطلبة

      تتحمل مجالس الطلبة في مؤسسات التعليم العالي المسؤولية عن جزء مهم في تثقيف الطلبة، بما تقدمه من برامج وأنشطة متنوعة، تسهم بشكل أو بأخر في توجيه الفكر الطلابي نحو الوسطية الفكرية، وفيما يلي دور مجالس الطلبة في تعزيز السلم الاجتماعي:

استثمار اللوحات الإعلانية في نشر الفكر السليم، وبيان مخاطر الفكر الضال المنحرف على الفرد والمجتمع. واستضافة الدعاة والمفكرين من ذوي الفكر السليم لتوجيه الطلبة نحو الوسطية الفكرية. وتوزيع النشرات والكتيبات التي تتناول الأفكار الصحيحة على الطلبة، والتشجيع على قراءتها. تنظيم المسابقات الثقافية والعلمية، التي تساهم في تصحيح الفكر الخاطئ، وتثبيت الوسطية الفكرية لدى الطلبة. وتوظيف المناسبات الوطنية والدينية لمناقشة المتناقضات الفكرية لدى الطلبة، بالاعتماد على القرآن الكريم والسنة النبوية. ومتابعة الطلبة من ذوي الأفكار المنحرفة، والتعرف إلى أفكارهم، وعلاجها بالوسائل المقنعة. شلدان ، وأبو ليلة (2015: 8)

دور المنهاج الدراسي

تمثل المناهج الدراسية وسيلة مهمة لتغذية العقل بالأفكار والخبرات المتنوعة، وكلما كانت المناهج الدراسية تحمل أفكاراً سليمة ومنطقية؛ كلما كان الفكر منصفاً ووسطياً، ولا يقبل التسليم بأي فكرة تخالف الصواب، وفيما يلي دور المناهج الدراسية في تعزيز السلم الاجتماعي كما يلخصها شلدان وأبو ليلة (2015 : 6)

1.      تحديد مساقات دراسية (متطلبات الجامعة) لجميع الطلبة دون استثناء تتمحور حول قضايا سياسية أو وطنية أو دينية أو اجتماعية.

2.      أن يتضمن المنهاج الدراسي الموضوعات التي تعزز مفاهيم الوسطية الفكرية لدى الطلبة الجامعيين، مما قد يترك أثراً إيجابياً على تصرفاتهم وأفكارهم.

3.      تقديم معلومات تعتمد على التفكير والتأمل والتحليل والتركيب والنقد، بدلاً من اعتمادها على الحفظ والتلقين، وحشو الذهن بالمعلومات، واسترجاعها عند الحاجة، حتى لا يتعود العقل على التسليم بأي معلومة دون تمحيص لها ونقدها.

4.      ربط المقررات الدراسية بواقع الطلبة، للحد من مشكلاتهم الاجتماعية كالبطالة، والحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني.   

إجراءات الدراسة

منهج الدراسة

من أجل تحقيق أهداف الدراسة قام الباحثان باستخدام المنهج الوصفي التحليلي المسحي وهو المنهج الذي يدرس الظاهرة أو القضية الموجودة بشكل فعلي ليحصل منها على معلومات تساعده في الإجابة عن أسئلة البحث وتطوير الواقع قيد الدراسة، والتعرف على جوانب القوه والضعف فيه من أجل معرفة مدى صلاحية هذا الوضع او مدى حاجته الى احداث تغييرات جزئية او أساسية .

مجتمع الدراسة

يتكون مجتمع الدراسة من جميع أعضاء هيئة التدريس الحاصلين على رتبة أستاذ مشارك فما فوق بكلية التربية بالجامعة الإسلامية غزة والبالغ عددهم (24) حسب إحصائية الشئون الأكاديمية بالجامعة 2018 ، والجدول رقم (1) يوضح توزيع مجتمع الدراسة حسب القسم:

جدول (1) توزيع مجتمع الدراسة حسب القسم

المتغير

العدد

قسم أصول التربية

6

قسم المناهج وطرق التدريس

11

قسم الإرشاد النفسي وعلم النفس

7

المجموع

24

عينة الدراسة

لغرض وضع مقترح لتطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي ،قام الباحثان باختيار عينة قصدية من الخبراء التربويين مكونة من (10) من أعضاء هيئة التدريس ممن يحملون رتبة أستاذ مشارك وأستاذ دكتور من العاملين في كلية التربية بالجامعة الإسلامية بغزة.، والجدول رقم (1) يوضح توزيع عينة الدراسة حسب القسم:

جدول (1) توزيع مجتمع الدراسة حسب القسم

المتغير

العدد

قسم أصول التربية

2

قسم المناهج وطرق التدريس

4

قسم الإرشاد النفسي وعلم النفس

4

المجموع

10

 

أداة الدراسة:

 المقابلة

قام الباحثان بإجراء مقابلة مع عينة قصدية من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بغزة، للوقوف على دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي ، ولأن المقابلات تزودنا باستجابات أعمق لتطوير الأفكار، وتساعد على الوقوف على سبل التطوير لهذا الدور بصورة أكبر لذلك كان استخدامها لفائدة عظيمة. وقد قام الباحثان بإعداد أسئلة المقابلة متبعين الخطوات التالية:

1.       تم وضع الأسئلة المقترحة انظر ملحق رقم (2) ومن ثم تم عرضها على بعض المحكمين

2.       تم اختيار الزمان والمكان المناسبين لكل لإجراء المقابلات، وتم اختيار العينة التي سيتم إجراء المقابلة معها قصدياً وعددها ( 10 ) من أعضاء هيئة التدريس من كلية التربية من الذكور الإناث مع عدم ذكر الأسماء أو الإشارة إليها.

ثبات المقابلة

للتحقق من ثبات المقابلة ، قام الباحثان  بإجراء المقابلة على اثنين من أعضاء هيئة التدريس كعينة استطلاعية بحيث كان أحدهما من الذكور والآخر من الإناث وكانت نتائج المقابلة لهما متشابهة وهذا يدل على الثبات، حيث أورد عبد المؤمن ( 2008 ،ص260) أن ثبات أداة المقابلة يمكن أن يتم من خلال تطابق حكم شخصين أو أكثر بالنسبة لتقدير المعلومات.

 صدق المقابلة

تم التأكد من صدق المقابلة من خلال صدق المحكمين حيث تم عرضها على هيئة المحكمين انظر ملحق رقم (3) كما تم التأكد من صدق المقابلة بإجراء مقارنة بين مجموعتين من الأفراد المختلفين في الخصائص الشخصية التي تقيسها المقابلة ( عبد المؤمن ، 2008 : 261) وهي الذكور والإناث وقسم أصول التربية والمناهج وتم إجراء المقابلات مع أفراد العينة حيث راعى الباحثان أثناء إجرائها ما يلي:

         قام الباحثان بإعطاء أرقام لأعضاء هيئة التدريس الذكور من 1 إلى 6 ، والإناث من  7 إلى 10

         تقديم الباحثين أنفسهم، وبيان مدى أهمية الدراسة والمقابلة.

         التأكيد على سرية البيانات والمعلومات.

         تحديد كيفية الإجابة على أسئلة المقابلة.

النتائج المتعلقة بالإجابة عن السؤال الذي ينص على: "ما مقترح تطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي من وجهة نظر بعض الخبراء التربويين" ؟

قام الباحثان وضع مقترحات لتطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي واستعان الباحثان بنتائج المقابلة التي تم أجراؤها مع بعض الخبراء التربويين من الجامعة الإسلامية بغزة ، حيث تم مناقشة السبل والطرق الممكنة وطرح الأفكار، من خلال نموذج المقابلة الشخصية لاحظ ملحق رقم( 1) وكان المقترح على النحو التالي:

أولا- المرتكزات الأساسية للمقترح

تم بناء المقترح في ضوء العديد من المرتكزات، ومن أهم هذه المرتكزات:

1.      إن الدين الإسلامي الحنيف حث على تعزيز السلم المجتمعي والأهلي.

2.      أهمية موضوع السلم المجتمعي الذي أجمع الخبراء والمختصون على أهمية السير فيه لضمان أمن المجتمع وتماسكه.

3.        أهمية مؤسسات التعليم العالي في فلسطين؛ كونها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع وشبابه، حتى يكونوا قادرين على مواجهة المشكلات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، وتحقيق التطلعات المستقبلية التي وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

4.        ضرورة تبني مفهوم السلم المجتمعي من قبل المسئولين في الجامعات واقتناعهم بأهميته ووضع سياسيات وقوانين لنشره في الجامعات في المدارس انطلاقاً من مسئولياتهم في تحسين التعليم وتطويره.

أهداف المقترح

يهدف المقترح إلى المساهمة في تطوير دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلم الاجتماعي، وتزويد المسئولين في الجامعة بأهم الإجراءات التي يمكن من خلالها تحقيق السلم المجتمعي من خلال العرض التفصيلي لدور كل مكون من مكونات الجامعة ، كما يهدف إلى تحديد أهم المعوقات التي تحول دون تطوير هذا الدور.

ثانياً : محاور المقترح

يستهدف هذا الجزء عرض مجموعة من الأدوار المتعلقة بمكونات الجامعة التي استخلصها الباحث من خلال عمل مقابلة مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية غزة، في ضوء ما أسفرت عنه نتائجها النظرية والميدانية.

المحور الأول: دور أعضاء الهيئة التدريسية في تحقيق السلم الاجتماعي

من أهم الأدوار التي يجب أن يقوم بها أعضاء هيئة التدريس في تحقيق السلم الاجتماعي:

§        على صعيد القدوة الشخصية والتعامل مع الطلبة والزملاء

1-     التسامح مع الزملاء والطلبة والإدارة في أمور تتعلق بالعمل

2-     البعد عن العتاب المتكرر واللوم

3-     تجنب الحقد على الطلبة وزملائه من العاملين.

4-     التأني في إصدار الأحكام التي تتضمن عقوبات للطلبة.

5-     الابتعاد عن الحديث في أمور تؤدي إلى زيادة الفرقة بينه وبين طلابه وبين زملائه العاملين

6-     تجاهل تصرفات الطلبة الغير المرغوبة وعدم اتباع الزلات

7-     الحديث دوماً عن قصص التسامح في الإسلام مع الطلبة والزملاء

1-     تحية الطلبة والزملاء ومناداتهم بأحب الأسماء إليهم.

2-     الاحساس بمشكلات الزملاء والطلاب ومشاركتهم همومهم

3-     إيثار الزملاء العاملين والطلبة على نفسه.

4-     إدخال السرور والفرح على قلوب الطلبة والزملاء بالكلمة أو الأفعال.

5-     استخدام عبارات تمني النجاح والخير لزملائه وطلابه.

6-     تقديم يد العون والمساعدة لطلابه وزملائه

7-     المبادرة إلى السلام والحديث حال حدوث الخصومة

8-     التماس الأعذار للطلبة والعاملين في جميع المواقف

9-     حسن الظن بالآخرين.

10- قبول الاعتذار من الطلاب والزملاء.

11- التعامل بحسن نية وعدم التشكيك في نوايا الزملاء والطلبة.

12- عدم نقل الكلام بين الزملاء بقصد أو بدون قصد

13- عدم الإسهام في نشر الإشاعات وعدم قبولها

14- الإنصات للطلبة والزملاء

15- تقبل الرأي الآخر بصدر رحب

16- ترك الجدال وحين الضرورة الجدال بالحسنى

17- يتمتع بالهدوء واللباقة أثناء الحديث مع الطلبة والزملاء .

18- امتلاك مهارات الاقناع وجذب الانتباه وفن طرح الأسئلة

19- اعطاء حرية للطلبة للتعبير عن آرائهم واحترامها.

§        على صعيد التوعية بأهمية السلم الاجتماعي

1-    يضع عضو هيئة التدريس خطة فصلية لنشر قيم السلم الاجتماعي بين الطلبة

2-    يعقد اللقاءات مع الطلبة للتعريف بالسلم الاجتماعي وأهميته

3-    تخصيص وقت بسيط من أوقات المحاضرات للحديث عن بعض القيم المتعلقة بموضوع السلم الاجتماعي.

4-    يتجنب الحديث في موضوعات قد تثير المشكلات بين الطلبة وتساعد في تقليص السلم الاجتماعي بين الطلبة.

5-    استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر موضوعات تتعلق بالسلم الاجتماعي وتحقيقه

6-    تخصيص واجبات بيتية وأنشطة حول مبادرات طلابية لتحقيق السلم الاجتماعي

7-    تنظيم أيام دراسية ومؤتمرات يشارك فيها الطلبة تتمحور حول السلم الاجتماعي

8-    عمل المناظرات بين الطلاب بإشراف الأساتذة للحديث حول بعض المفاهيم الخلافية

9-    نشر ثقافة الحوار من خلال الملصقات والنشرات.

10-تطوير عضو هيئة التدريس لقدراته في مجال الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات لاستخدام وسائل أكثر تأثيراً وانتشاراً في تفعيل وتعزيز وتحقيق السلم الاجتماعي

المحور الثاني : دور مجلس طلبة الجامعة في تحقيق السلم الاجتماعي

1.      يخصص مجلس الطلبة أوقاتاً للمناقشة الحرة من خلال الأنشطة غير المنهجية يعرض فيها الطلاب مشكلاتهم وخبراتهم ووجهات نظرهم في الأحداث التي يمرون بها.

2.      يستضيف مجلس الطلبة القيادات السياسية التي تقرب وجهات النظر بين الطلبة وتساعد في تعزيز السلم الاجتماعي.

3.      يقوم المجلس بعمل دورات تدريبية للطلبة على الحوار البناء والمناقشة الهادفة والعصف الذهني وطرق حل المشكلات

4.      تنظيم المجلس لرحلات لمؤسسات المجتمع المدني لدراسة سبل تعزيز السلم الاجتماعي

5.      تنظيم الزيارات الميدانية للسجون وإقامة ندوات ودروس للأشخاص المنحرفين فكرياً وعقائدياً.

6.      يعقد المجلس مسابقات متنوعة في أفضل ممارسات لتحقيق السلم الاجتماعي.

7.      ينظم المجلس أنشطة رياضية ترفيهية داخل الجامعة تكون جامعة للكل الطلابي

8.      ينظم المجلس زيارات لجامعات أخرى بهدف تبادل الخبرات حول مفهوم السلم الاجتماعي.

9.      مشاركة مجلس الطلاب في الفعاليات الوطنية الجماهيرية التي تدعم المصالحة الوطنية والوفاق.

10.  إيجاد آلية للتواصل مع الأسرة والمسجد والمجتمع بغية القيام بأنشطة مشتركة تساهم في تحقيق السلم المجتمعي.

 

المحور الثالث: دور المناهج الدراسية في تحقيق السلم الاجتماعي

1-    تزويد المقررات الدراسية بأهداف تحقق مضمون السلم الاجتماعي من خلال توجيهات ، وإرشادات . 

2-    تضمين محتوى المناهج التعليمية ما يساعد على تأهيل الطلاب ، للمشاركة ، والتفاعل مع القضايا الاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية ، المحلية  والدولية.

3-    أن تتضمن المناهج موضوعات تتعلق بتعزيز ثقافة الحوار وأسسه .

4-    وجود أنشطة منهجية تتعلق بالقيم المجتمعية وطرق تعزيزها.

5-    تركز مناهج اللغة العربية على الحس الإنساني والاجتماعي .

6-    تضمين المنهاج سور قرآنية وأحاديث نبوية تعزز السلم الاجتماعي .

7-    أن تشارك مؤسسات المجتمع المدني في وضع أهداف عامة طويلة الأمد وقصيرة الأمد حول تعزيز السلم الاجتماعي في المناهج الجامعية للطبة.

8-    إدراج أساليب تقويم جديدة في المنهاج تساعد في نشر التعاون والمحبة والألفة بين الطلبة من ناحية وبين الطلبة والعاملين من ناحية أخرى

9-    احتواء المناهج الدراسية على مقاييس لتقدير نمو الجوانب الوجدانية بما فيها السلم الاجتماعي ومفاهيمه

10-إقامة مسابقات ثقافية متعلقة بتعزيز السلم الاجتماعي

11-تركز مناهج التربية الإسلامية والثقافة الدينية على متطلبات نبذ العنف والكراهية والآراء الشاذة.

المحور الرابع : دور إدارة الجامعة في تحقيق السلم الاجتماعي

1.     ضرورة إعداد دورات إرشادية لكل أعضاء الهيئة التدريسية، بحيث تزيد وعيهم ، وفهمهم ، وإدراكهم لجميع أبعاد السلم الاجتماعي .

2.      عقد دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس يتم خلالها إكسابهم المهارات،  والاتجاهات اللازمة؛ لتحقيق السلم الاجتماعي.

3.      تشكل إدارة الجامعة لجنة لدراسة المناهج التعليمية بحيث تقوم اللجنة بدراسة الكتب الجامعية ودرجة احتوائها على مواضيع قد تعكر السلم الاجتماعي

4.      تفعل إدارة الجامعة الرقابة على الأنشطة الطلابية للأحزاب داخل الجامعات بحيث تحد من الإجراءات والممارسات التي يمكن أن تضعف السلم الاجتماعي في نفوس الطلبة والعاملين

5.      تقف إدارة الجامعة على مسافة واحدة من كل الأطر الطلابية داخل الجامعة ولا تظهر انحيازاً لإطار.

6.      تسن إدارة الجامعة القوانين التي تجرم وتعاقب كل الممارسات التي قد تعصف بالسلم الاجتماعي والتي يمكن أن تصدر من العاملين أو من الطلبة

7.      تصدر إدارة الجامعة التعليمات لوسائل إعلامها المختلفة كالفضائية والإذاعة ووسائل التواصل لبث موضوعات تعزز وتحقق السلم الاجتماعي.

8.      تشرف إدارة الجامعة على الندوات السياسية وتضع محددات وضوابط للمشاركة فيها بما يخدم تعزيز ثقافة السلم الاجتماعي.

9.      تخصص إدارة الجامعة جزءاً من تقويم أعضاء الهيئة التدريسية على مقدرتهم على التوظيف الابداعي لثقافة السلم الاجتماعي في مناهجهم الدراسية.

10.  تشكل إدارة الجامعة هيئة دائمة من أعضاء هيئة التدريس والطلبة ومجلس الطلبة لوضع الخطط الاستراتيجية لتعزيز السلم الاجتماعي

11.  تشكيل لجنة لتفعيل المسرح الجامعي الذي يسهم في نشر السلم الاجتماعي بين الطلبة.

12.  تشكيل لجنة للإرشاد والوعظ من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ومؤسسات المجتمع المدني والمدارس بهدف تنفيذ أنشطة لتعزيز السلم الاجتماعي خارج أسوار الجامعات.

13.  تشكيل لجنة جامعية من أعضاء هيئة التدريس والطلبة وموظفي المكتبة المركزية للإشراف على الكتب الجامعية في مكتبة الجامعة وتنقيحها من الأفكار المنحرفة والشاذة الداعية لهدم السلم المجتمعي .

14.  عمل جائزة لأفضل بحث نوعي للطلبة والعاملين يعزز السلم المجتمعي.

15.  تشكل إدارة الجامعة هيئة حكماء بغرض تقريب وجهات النظر السياسية والتخلص من آثار الانقسام الفلسطيني على كافة الصعد، بحيث تستضيف القيادات السياسية وتوضح لهم آثار هدم السلم المجتمعي من وجهة نظر الخبراء التربويين

نتائج وتوصيات الدراسة

قدمت الدراسة مقترحاً تضمن مجالات متعددة لأدوار مؤسسات التعليم العالي في تحقيق السلام الاجتماعي (دور عضو هيئة التدريس ، ودور المناهج التعليمية ، ودور مجالس الطلبة ، دور إدارة الجامعة) وأظهرت نتائج المقابلات أن مؤسسات التعليم العالي يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في مجال تعزيز السلم الاجتماعي، وهذا يترتب عليه أن يهتم القائمون بالتخطيط لسياسات التعليم العالي في مجتمعنا بتطوير هذا الدور حتى تحقق الجامعات أهدافًا طموحة في هذا المجال، وفي ضوء ذلك يوصي الباحثان بما يلي

·         بتضمين الخطة الاستراتيجية للجامعة أهدافاً مفصلة تتعلق بدورها في تحقيق السلم الاجتماعي

·         وضع خطة من قبل كل كلية لجدول زمني لعقد الندوات والمؤتمرات بشكل مستمر في قاعات المؤتمرات في الجامعات وتبادل المعلومات حول تعزيز حرية التعبير وأسس الحوار البناء وأسس بناء مجتمع موحد متماسك آمن.

·         وضع خطة تفصيلية لتفعيل دور الإعلام الجامعي في تحقيق السلم الاجتماعي ووضع البرامج الاعلامية التي تحقق ذلك بالاستعانة بخبراء من كليات الإعلام والتربية.

·         تشكيل لجنة مختصة من الخبراء بهدف مراجعة المناهج الجامعية وتنقيحها لتطوير هذه المناهج وتدعيمها بثقافة السلم الاجتماعي وتنقيتها من الشوائب التي تكدر هذا السلم وتؤدي لنشر التطرف والفرقة بين الطلبة.

·         تخصيص جزء من الخطة الدراسية لساعات عمل تطوعي يقوم به الطلبة تسهم في تعزيز السلم الاجتماعي.

·         بتدريس مساق مهارات حياتية كمتطلب اجباري لجميع طلبة الجامعة يتضمن موضوعات تتعلق بالسلم الاجتماعي وأنشطة عملية وواجبات وتقارير متعلقة بسبل نشر هذا الدور

·         تخصيص جزء من تقييم أعضاء هيئة التدريس لموضوعات تتعلق بتعزيز قيم التسامح الاجتماعي وتعزيز السلم بين طلبتهم.

·         عمل جائزة أفضل بحث نوعي في مجال السلم الاجتماعي يلتزم فيه الباحثون بإجراءات عملية من شأنها تحقيق السلم الاجتماعي بين أفراد المجتمع .


 

المصادر والمراجع

أولا : المراجع العربية

1.      القرآن الكريم

2.      باللموشي، عبدالرزاق (2014) ، دور المناهج التعليمية في تحقيق ثقافة السلم الاجتماعي ، أعمال المؤتمر الدولي الرابع: التربية على القانون الدولي الانساني - مركز جيل البحث العلمي – الجزائر  322 – 330 )

3.      إبراهيم أبو لغد  (1991  ):"الجامعة والمجتمع الفلسطيني"، ملخصات أبحاث المؤتمر الأكاديمي الفلسطيني لنقابة العاملين بجامعة بيرزيت بعنوان: نحو تفعيل العلاقة بين الجامعة والوطن، جامعة بيرزيت، فلسطين

4.      أم الخير ، نعيمي (2016 ) : السلم الاجتماعي و أزمة الدولة الريعية -حالة الجزائر ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة قاصدي مرباح  ورقلة ، الجزائر

5.      البخاري ، محمد (2016) : مقومات تحقيق السلم الاجتماعي في الإسلام، مجلة المحجة ، العدد 450 ص 1-10

6.      البديوي ، خالد ،(2011):  الحوار وبناء السلم الاجتماعي ، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، الرياض.

7.      بسيسو ، مؤمن (2015) : ثماني سنوات على الانقسام الفلسطيني، تقرير لقناة الجزيرة الاخبارية ، http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2015/6/

8.      سما الاخبارية (2017) :الواقع المأساوي للشباب الفلسطيني ، تقرير لوكالة سما الاخبارية ، على الرابط  http://samanews.ps/ar/post/310383 

9.      شلدان ، فايز ، وأبوليلة ، حسين (2016): مقترحات لتعزيز الوسط الفكري لدى الشباب الجامعي في محافظات غزة، ورقة عمل مقدمة في مؤتمر لأننا نستحق الحياة ، غزة .

10.  طنش ، خلود وعبابنة (2016)  الفقر والبطالة وأثرهما فى تهديد السلم المدنى : آليات المعالجة فى ضوء الهدى النبوى، تقدير اقتصاد اسلامي، المجلة العلمية للاقتصاد والأعمال - رفاد للدراسات والابحاث - الاردن , مج1, ع3 102 - 135

11.  العاجز ، فؤاد (2006) دور الجامعة الاسلامية في تنمية بعض القيم من وجهة نظر طلبتها ، مجلة الجامعة الإسلامية سلسلة الدراسات الإنسانية ، مجلد 15 ، العدد الأول ، ص 371 -410 الجامعة الإسلامية فلسطين .

12.  الكيلاني ، سري و تفاحة ، ليلى (2012 ) : دور الصلح العشائري في تحقيق الصلح الاجتماعي، بحث مقدم لمؤتمر كلية الشريعة الثاني في الفترة ما بين جامعة النجاح الوطنية ،  فلسطين .

13.  مصطفى ، رندا 2016 : أهمية السلم والسلام ، مجلة موضوع الإلكترونية على الرابط http://www.mawdoo3.com

14.  النعيمي، طه( 1985) : الإعداد المهني والتقني لأعضاء هيئة التدريس والإداريين، وقائع الندوة الفكرية الثانية لرؤساء ومديري الجامعات في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج، جامعة الملك عبد العزيز بجدة، 1985م .

 

ثانياً : المراجع العربية الإنجليزية

1. Belmouchi, A. (2014), The role of educational curricula in achieving a culture of social peace, (in Arabic), Proceedings of the Fourth International Conference: Education on International Humanitarian Law - Generation Center for Scientific Research - Algeria 322-330)

2. Abu Lughod, E. (1991): “The University and the Palestinian Society,” (in Arabic), summaries of the research of the Palestinian Academic Conference of the Workers’ Union at Birzeit University entitled: Towards activating the relationship between the university and the nation, Birzeit University, Palestine.

3. Umm Al-Khair, N. (2016): Social peace and the crisis of the rentier state - the case of Algeria, (in Arabic), unpublished master’s thesis, Kasdi-Merbah University, Ouargla, Algeria.

4. Al-Bukhari, M. (2016): Elements of Achieving Social Peace in Islam, (in Arabic), Al-Mahaja Magazine, No. 450, pp. 1-10

5. Al-Budaiwi, K.H. (2011): Dialogue and Building Social Peace, (in Arabic), King Abdulaziz Center for National Dialogue, Riyadh.

6. Bseiso, M. (2015): Eight Years of Palestinian Division, (in Arabic), Al Jazeera News Channel Report, http://www.aljazeera.net/knowledgegate/opinions/2015/6/

7. Sama News (2017): The tragic reality of Palestinian youth, a report by Sama News Agency, (in Arabic), at the link http://samanews.ps/ar/post/310383

8. Shaldan, F., and Abulila, H. (2016): Proposals to strengthen the intellectual community among university youth in the Gaza governorates, (in Arabic), a working paper presented at the Because We Deserve Life conference, Gaza.

- 135

10. Al-Ajez, F. (2006) The role of the Islamic University in developing some values ​​from the point of view of its students, (in Arabic), Journal of the Islamic University, Human Studies Series, Volume 15, Issue One, pp. 371-410, Islamic University of Palestine.

11. Al-Kilani, S. and Tuffaha, L. (2012): The role of tribal reconciliation in achieving social reconciliation, (in Arabic), research presented to the second conference of the Faculty of Sharia in the period between An-Najah National University, Palestine.

12. Mustafa, R. 2016: The importance of peace and peace, (in Arabic), Mawdoo3 electronic magazine at the link http://www.mawdoo3.com

13. Al-Naimi, T. (1985): Professional and technical preparation for faculty members and administrators, (in Arabic), Proceedings of the Second Intellectual Symposium for Presidents and Directors of Universities in Member States of the Arab Bureau of Education for the Gulf States, King Abdulaziz University in Jeddah, 1985 AD.