تاريخ الإرسال (5-5-2021)، تاريخ قبول النشر (12-06-2021)

دور المعلم في الفلسفات التربوية ومدى الاستفادة منها في النظام التربوي التعليمي الفلسطيني

The role of the teacher in educational philosophies and the extent to which they are used in the Palestinian educational system

اسم الباحث الأول:                                                                                 

 

د. حسام الدين رفعت حرز الله Dr.. Hossam El-Din Rifaat Harzallah

1 اسم الجامعة والبلد (للأول)

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:

 

       E-mail address:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جامعة طرابلس – لبنان University of Tripoli - Lebanon

hussam.r.herzallah@gmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 



جسم البحث:

مقدمة البحث :

العلم أساس الحياة ونور مجدها، وأول ما حث الإسلام حث على العلم فقال تعالى : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يحث على العلم ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً الى الجنة ) .

فالتربية والتعليم لم تخف أهميتهما على المفكرين في أي عصر من العصور وليس أدل على ذلك من أن كل فيلسوف فكر في خلق جيل جديد قد وجد نفسه في حاجة للدعوة إلى تربية جديدة تلائم ملامح المجتمع الذي ينشده . والتربية والتعليم معاً الضرورة الرابعة للإنسان بعد الهواء والماء والغذاء فالتربية واسطة العقد في صرح الحضارة ، والعمود الفقري لبناء التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، والتعليم أداة هامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيقها يقع على عاتق القوي البشرية والسواعد الشابة وتعليم هذه القوى هو المنطق الأساس لدفع عجلة التنمية وتحقيق التقدم ( أحمد ، 1992: 160 )

المعلم هو سيد الموقف التعليمي ينقل المعارف للمتعلمين بأقصر الطرق وأيسرها وأقربها فهو الذي ينصح ويرشد ، فهو القدوة الحسنة  لذلك يجب تدريبه وتأهيله ،  فالمعلم هو أمة في واحد فهو ( أب- مرشد– مرب – مجدد – جسر بين الأجيال – قدوة – باحث- إنسان- يطلب المزيد من المعرفة – ناصح أمين –خبير– الخ )." (عليان، 2014: 2)  

 فكان لا بد أن نسلط الضوء على هؤلاء الذين ينيرون الطريق بمشاعل العلم أمام الناس ،  ويضيئون الدنيا بنور المعرفة في كل زمان ومكان ، إنهم الطاقة التي توجه كوامن النفس البشرية إنهم صناع العقول وبناة البشر في كل العصور يعطون أكثر مما يأخذون ،العلماء ورثة الأنبياء ، وهم في الحضارة الإنسانية الآليات الحقيقية للنهوض بالمجتمع وتنظيم المعرفة والعقلانية في الإنسان وتدعيم العدالة الاجتماعية ومنهم المصلحون والمفكرون .  لقد حظي المعلم والتعليم بمكانة مرموقة ورفيعة في صدر الإسلام على يد النبي صلى الله عليه وسلم : حيث شجع على العلم وكان يحتفي حفاوة بالغة بطلاب العلم ( إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا ) ورياض الجنة في مجالس العلم ولقد اهتم التعليم في صدر الاسلام في البداية بالقرآن الكريم والسنة النبوية ثم بعد ذلك بالقراءة والكتابة ولقد كان لعلماء المسلمين نفس الرأي وذلك حيث ركز الكثير منهم على تعلم القرآن وحفظه لدى الصبيان ومن هؤلاء العلماء ابن خلدون والغزالي ،  حيث يقول ابن خلدون في مقدمته ومن أحسن مذاهب التعليم  ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده محمد الامين فقال ( يا أحمر إن أمير المؤمنين دفع اليك مهجة نفسه وثمرة قلبه فصّير يدك عليه مبسوطة وطاعته لك واجبة فكن له حيث وضعك أمير المؤمنين أقرئه القرآن ، وعرفه الأخبار وروه الأشعار ،  وعلمه السنن وبصره بمواقع الكلام ، وامنعه من الضحك الا في أوقاته (ابن خلدون ،1992 : 623 ) .

وبعد ذلك تطور العلم وازدادت اعداد الناس وأصبحت الحياة أكثر تعقيداً وتفرعت العلوم ، وازداد طلاب العلم فأصبحوا بحاجة لمكان واسع ، ووقت منظم ومعلم مرتبط بهم ومسئول عنهم .

لقد أدرك العرب والمسلمون أهمية المعلم وقيمته حيث أدركوا أن التعليم الذي يتم عن طريق المعلم أفضل بكثير من الذي يتم عن طريق الكتب والحفظ ، يقول الامام الشافعي ( الطالب الذي يعتمد كلية على مطالعة الكتب يضل الطريق ومن تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام )

 يقول قورة ( لا نستطيع أن ننكر أن المعلم له من التأثير في الموقف التربوي يجعله سيداً بحق فهو الذي يعطي من نفسه لتلاميذه وهو الذي يهيئ السبل بالانتفاع من الفرص التعليمية والحقائق التربوية التي يتضمنها المنهج وهو الذي يهدي المتعلم اذا ضل ويقومه اذا زل ويكمل شخصيته الناقصة ويصقل معارفه ويسلمه الى حياته ومستقبله يعتز به وطنه بما يمد من يد العون والبناء والتعمير( قورة 1995 ، 112) 

اننا نؤمن أن المعلم في ظل المنظومة التعليمية يستحق مكاناً يليق بمكانته ويرفع من سوية عمله لتنفيذ المنهاج وعلى عاتقه يقع غرس القيم وبناء الذات وإنتاج السلوك وتنمية المهارات والاتجاهات والميول فقد صدق الشاعر حين قال : أرأيت أعظم وأجل من الذي يبني أنفساً وعقولا . لقد كان عمالقة الفلاسفة مثل ديكارت وكانط وغيرهم كانوا علماء أو مهتمين على الاقل بأحدث النظريات العلمية وأيضا عمالقة العلم مثل جاليلو ونيوتن كانوا فلاسفة  فالفلسفة هي الضوء الذي ينير للعلماء طريقهم نحو اكتشافاتهم .

كانت التربية عملية اجتماعية تعكس التيارات المؤثرة في المجتمع وانطباعاته السياسية والاقتصادية والثقافية تأخذ منه وتعطيه وتنفعل بتياراته المختلفة وتتفاعل معها فان فلسفة التربية الوجه المستنير للتربية نحو تحقيق أهداف المجتمع الواعي بتغيرات العصر وتحدياته  لان العالم أصبح واعي على يقين أن العلم وحده القادر على حل مشكلات الجوع والفقر والبطالة والعادات والتقاليد البالية فسار يلتمس العون في كل أمر من العلم لذا ذهب الى الاعتقاد بانه لا وجود الى المستقبل الا بالعلم ولكل من يناصر العلم ومن هنا أصبح جعل التربية في الألفية الثالثة فلسفة علمية وتمنحهم المنهج السليم في البحث و الجرأة على تناول المشاكل العلمية كما أن العلم هو روح الفلسفة فأي فلسفة لا تستند للعلم حلقت في سماء الخيالات ، وتحولت إلى قضايا فكرية عقيمة . فالعلم والفلسفة  نشأ معاً وقد تبادلا التأثير الإيجابي بينهما فهما توأمان متفاعلان تكونا في مشيمة واحدة وهي عقل الفلاسفة الأوائل وأصبح هناك فلاسفة علماء حيث أنه لولا التفكير الميتافيزيقي عن الظواهر الكونية التي كانت بالأمس بعيدة عن الواقع ما توصل اليها العلم اليوم إذ لا وجود للعلم بلا فلسفة فهي أداته والنور الذي يهديه كما لا وجود للفلسفة بدون علم فهو روح الفلسفة وواقعتيها .

 فالفلسفة هي نشاط عقلي معرفي يقع على كل موضوعات الحياة حتى يكسبها توضيحاً وتفسيراً ودقة ليرفع درجة الخبرة الإنسانية لذا تصبح الفلسفة حاجة إنسانية لحاجات الفرد والجماعة ولا يستغنى عنها في أي نظام اجتماعي ، و هي النظرة الأساسية للكون والحياة وهي التطبيق للنظرة الفلسفية على ميدان العمل التربوي من هنا أصبح جعل فلسفة التربية في الألفية الثالثة فلسفة علمية تربوية ضرورية ملحة لتغلغل العلم وسيطرته على شتى جوانب الحياة وميادينها المختلفة واذا كان نجاح التعليم يبدأ بفلسفة التربية وينتهي بالإعداد الجيد للمعلم فإن تربية المعلم تشكل حجر الزاوية في بنية التقدم لذا كان اهتمام اليابان بالتربية و بالإعداد الجيد للمعلم حيث تم إعداد المعلمين تحت مظلة جامعة تربوية الأمر الذي جعل إعادة النظر في فلسفة إعداد المعلم بشكل خاص .

حيث أنه في غياب الفلسفة قد يتعرض المعلم إلى اضطرابات كثيرة كما حدث في مصر حينما غابت الفلسفة الوطنية الواعية بمتغيرات العصر العلمية التي تعبر عن حاجات المجتمع لذا اصبحت هناك دراسات كثيرة في إعداد المعلم وقد أوصت احداها بالمبادئ العامة الموجه لسياسة إعداد المعلم المرحلة الثانية ( إعدادي وثانوي ) ينبغي أن تنص سياسة إعداد المعلم العلوم على ضرورة تحقيق مبدأ تأصيل  مهنة التعليم على أرض الواقع ( محمد كتش ، 2001 ) .

لقد أعلنت مصر استراتيجية تطور التعليم سنة 1987 م بناء على خطاب القيادة السياسية في المؤتمر القومي لتطوير التعليم المنعقد في 14 يوليو 1987م والذي يظهر في قولها دعونا نضع نصب أعيننا دائماً أنه لا تنمية اجتماعية واقتصادية بغير تنمية علمية .

فالفلسفة  التربوية تنبثق من فلسفة المجتمع وليس أدل على ذلك من محاولة أفلاطون حين وضع أول فلسفة للتربية عبرت عن مبادئ فلسفته ، فقد حول هيجل بفلسفة التربية  هزيمة ألمانيا إلى نصر

وفي مصر توجد أنماط فلسفية مختلفة للتربية فنجد البراجماتية والمثالية والاشتراكية الديمقراطية والرأسمالية الليبرالية وهذا ناتج عن الحركة الجدلية بين الفلسفة والتربية وهي نقطة التحول في تاريخ الشعوب والأمم مثل المانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي وأمريكا واليابان والنمور الأسيوية ، ولنتذكر ما كان يركز عليه شمعون بيرس عن حسم الصراع في منطقة الشرق الأوسط لصالح اسرائيل عن طريق فلسفتها في التربية والتعليم وإعداد القوى البشرية من خلال مقولته عن الاهتمام الكبير في المناهج والتعليم ( نستطيع قيام دولة يهودية في غياب الثروات الطبيعية وحسم الصراع لصالحنا من خلال التعليم )

  ، وهي تطبيق للنظرة الفلسفية والفكر الفلسفي على التربية والإنسان . وهي فلسفة خاصة تعني بالقضايا التربوية ومعالجتهاو هي الخبرة التي ينبغي أن تخالط التربية والعالم والتاريخ، وهي النظرية التربوية التي تنبثق عن النظريات والأفكار الفلسفية التي تظهر في إطار حضارة معينة.

لهذا كان هذا البحث الذي يقوم على معرفة وجهة نظر الفلسفات التربوية المعاصرة في المعلم وكيف ترى المعلم وماذا تريد من المعلم ومقارنتها مع الفلسفة الإسلامية السمحة لأنه لا بد من وجود فلسفة للمعلمين في ميدان العمل التربوي فوجود فلسفة تربوية للنظام التعليمي تتيح للمعلمين الفرصة لتطبيق مبادئ منظمة تساعدهم على حل المشكلات التي تواجههم في المدرسة، وتوضح الطريق أمامهم لفهم العلاقات المتبادلة بين المدرسة والمجتمع كما تقدم وجهة نظر فلسفية نحو القضايا التربوية التي يتفاعل معها المعلمون في الميدان، وتشجعهم على التفكير المنطقي المنظم و تعزز الثقة عند المعلمين بالعملية التعليمية، وتزيد من وعيهم لذواتهم وما يقومون به من أعمال.

وتساعدهم في فهم  مفاهيم ومبادئ العملية التربوية وتساعدهم في اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتتيح لهم الفرصة لتطبيق هذه المبادئ وتشجعهم على التفكير المنطقي وتعمل على تطوير ثقافتهم في عمليات التطور والوصف والإرشاد والقيام بعمليات التفسير والنقد للنظام التربوي .

لم تخف أهمية التربية لحياة المجتمع على المفكرين في أي عصر من العصور وليس أدل على ذلك من أن كل فيلسوف فكر في خلق مجتمع جديد قد وجه نفسه في حاجة للدعوة إلى تربية جديدة تلائم ملامح المتجمع الذي تنشده والتعلم أداة هامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيقها يقع على عاتق القوى البشرية والسواعد الشابة وتعلم هذه القوى هو المنطق الأساسي لدفع عملية التنمية وتحقيق التقدم ( احمد ، 1992: 160 ) .

مشكلة الدراسة وأسئلتها  

إن وجود فلسفة تربوية واضحة عند المعلمين في الميدان التربوي بشكل عام وعند المعلم بشكل خاص مؤشر ايجابي على مستوى الوعي التربوي عند المعلم شرط أساسي لنجاحه في عمله وفي غياب مثل هذه الفلسفة يسير المعلم على غير هدى يتخبط بممارساته ويخمن في تحديد أولوياته في العمل ولربما ينعكس سلباً على مستوى دافعيته للعمل وعلى مستوى ولائه وانتمائه لعمله التربوي كمهنة لذا هدفت هذه الدراسة لمعرفة نظر الفلسفات التربوية للمعلم وماذا تريد منه وماذا يجب أن يكون أي كيف تكون فلسفته في ميدان عمله للوقوف على مدى الافادة في الواقع التعليمي .

في ضوء ما سبق يمكن أن تتحدد مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي : ما دور المعلم في الفلسفات التربوية وما مدى الاستفادة منها في النظام التربوي التعليمي الفلسطيني؟

ويتفرع من هذا السؤال  التساؤلات الفرعية التالية :

1-    ما ماهية المعلم ؟

2-    ما دور المعلم في الفلسفات التربوية  ؟

3-    ما تأثير الفلسفات التربوية على المعلمين في الوطن العربي ؟

4-    ما موقف التربية الاسلامية من الفلسفات التربوية في  نظرتها للمعلم ؟

5-    ما وجه التشابه والاختلاف بين الفلسفات التربوية في نظرتها للمعلم ؟

6-     ما مدى الاستفادة من الفلسفات التربوية في نطرتها للمعلم في واقعنا الفلسطيني .

أهداف الدراسة :

 هدفت الدراسة إلى:

1-    الكشف عن نظرة الفلسفات التربوية  للمعلم .

2-    معرفة مدى تأثير الفلسفات التربوية على معلمين الوطن العربي . 

3-    معرفة موقف التربية الاسلامية من نظرتها الفلسفات التربوية للمعلم .

4-    إبراز أوجه التشابه والاختلاف بين نظرة الفلسفات التربوية للمعلم  .

5-    الوقوف على مدى الاستفادة من الفلسفات التربوية في نظرتها للمعلم في واقعنا الفلسطيني.

 

أهمية الدراسة :

 تكمن أهمية البحث في النقاط التالية :

1-     يستفيد من هذا البحث المدراء والمشرفون الإداريون العاملون في ميدان التربية والتعليم  لوضع فلسفة تربوية في تعاملهم مع المعلم وكيفية بناء نظرة تربوية سليمة حول المعلم .

2-     تتيح الفرصة للمعلمين في معرفة دورهم الحقيقي في العملية التعليمية وخاصة أنه عنصر هام .

3-     قد تسهم في إفادة  المعلمين العاملين في المؤسسات الخاصة مثل رياض الأطفال .

4-     يتوقع أن يستفيد من هذا البحث العاملين مع الطلاب في الأنشطة اللامنهجية وخاصة المراكز غير الحكومية مثل مركز القطان للطفل  .

5-     يستفيد من هذا البحث أولياء الأمور في تعاملهم مع أبنائهم في البيت خلال تدريس أبنائهم .

 

منهج الدراسة :

استخدم الباحث المنهج الوصفي الذي يصف الظاهرة وصفاً دقيقاً كما هي في الواقع الذي يساعد على فهمه والاسهام في تطويره ويرتبط المنهج الوصفي ارتباطاً وثيقاً بدراسة المشكلة التربوية ومن خلال هذا المنهج يمكن تعميم الظاهرة على المجتمع.

ويعد أكثر المناهج العلمية المستخدمة في العالم العربي وخاصة في الدراسات الانسانية .

والمنهج الوصفي التحليلي يتناول دراسة ظواهر وممارسات قائمة وموجودة ومتاحة للدراسة والقياس بوصفها وتحليلها دون التدخل في اجراءاتها ( الأغا ، 1997 : 41 )

والاسلوب المتبع في المنهج الوصفي يسعى إلى تنظيم البيانات والمعلومات التي يجمعها من أدوات القياس بحيث يمكن التعبير عنها كمياً وكيفياً بمعنى تحويل البيانات الكيفية المتضمنة بأدوات القياس إلى بيانات كمية يمكن معالجتها إحصائياً .

 

مصطلحات الدراسة  :

المعلم :

 هو الذي يتلقى الناس عنه العلم والمعرفة والمهارة والتوجيه والإرشاد والنصح والوعظ والاتجاهات والقيم والعادات والتقاليد .
أو هو الذي يعلم في المدرسة أو المعهد العلمي والأدبي ومن خلاله يتم بناء شخصيات أبناء الوطن .

 

الفلسفة :

 لغة : كلمة يونانية تعني حب الحكمة

اصطلاحاً : هي العلم الذي يبحث فيه عن حقائق الأشياء ومبادئها على ما هي عليه يقدّر الطاقة البشرية والعمل بما هو أصلح ( الخوالدة ، 2013: 25 )

 

الفلسفة التربوية :

 تصور عام شامل ومتكامل للعملية التربوية مبني على مجموعة من المفاهيم والمبادئ والافتراضات التي تساعد على فهم وتحليل وتفسير وتوجيه العلاقات والتفاعلات بين كافة جوانب وعناصر العملية التربوية ( ماهية التربية وأهدافها ، المعلم ، المتعلم  ، المنهاج  ، الخ ) ( عفيفي ، 1980: 32 )

 

النظام التربوي التعليمي : جميع الأساليب والإجراءات التي يتخذها مجتمع ما لتعليم أفراده مختلف حقول النشاط الإنساني والقيم الاجتماعية .

أو هو مجموعة من القواعد والتنظيمات والإجراءات التي تتبعها الدولة في تنظيم وتسيير شئون التربية والتعليم  من جميع الجوانب . ( عليان ، 1997 : 14 )    

 

الدراسات السابقة :

 1- دراسة شبير ( 2010) بعنوان  دراسة ناقدة للفلسفة البراجماتية في ضوء المعايير الإسلامية .

هدفت الدراسة الى الكشف عن موقف التربية الإسلامية من بعض مبادئ الفلسفة البراجماتية ومنها الطبيعة الإنسانية الديمقراطية القيم الحرية والمعرفة ، وبعض عناصر العملية التعليمية كالمنهاج والمعلم والمتعلم وأخيراً رأي التربية الإسلامية الخيرة ، واستخدم الباحث المنهج الوصفي ، وذلك لملائمته لهذه الدراسة ، وأظهرت الدراسة أن هناك نقاط قبول لبعضها من قبل التربية الإسلامية حول هذه المبادئ ورفض لبعضها الأخر .

فقد ناقضت وجهة نظر التربية الإسلامية الفلسفة البراجماتية حول موضوع الطبيعة الإنسانية والتي لم تمنح الانسان ما منحه المنهج الإسلامي له من تكامل ووسطية وازدواجية ، ورفضت التربية الإسلامية الديمقراطية التي اعتبرت الحاكمية للبشر وليس لله تعالى . واستبدلت هذا المصطلح الفاسد بمصطلح الشورى . كما وآمنت الفلسفة البراجماتية  بنسبية القيم وعدم اطلاقها واعتبرت الخبرة مصدر هذه القيم وركزت على جانب التفع المادي للقيم دون الجاني الروحي وهو ما كان مرفوضاً من قبل التربية الإسلامية حيث عن القيم في الإسلام نسبية ومطلقة ومصدرها القرآن والسنة النبوية المطهرة والتي اهتمت بالجانب الروحي وبالنفع المادي والمعنوي من أجل الفرد والمجتمع وأظهرت الدراسة رفض التربية الإسلامية اقتصار مصدر المعرفة في الفلسفة البراجماتية على كل من الخبرة والنشاط الإنساني والتجربة ولكنها اعتبرت الخبرة شيء إيجابي في تحصيل المعرفة حيث أن مصدر المعرفة الأول هو الوحي وتوافقت الفلسفة البراجماتية مع التربية الإسلامية  في حرية التفكير والرأي التي منحتها هذه الفلسفة للإنسان ولكنها رفضت الحرية المطلقة وظهرت إيجابية الفلسفة البراجماتية في الجانب التربوي حيث كان لها آراء واضحة منسجمة في معظمها مع منهاج التربية الإسلامية كما وأظهرت الدراسة إيجابية الخبرة في الفلسفة البراجماتية في إعداد الفرد تربوياً وبشكل جيد ولكنها رفضت اعتبارها الحياة اذ لا تعد كونها إلا إعدادا للحياة وأوصت الدراسة بضرورة تعزير مبدأ نفع الاخرين في الحقل التربوي لما يتناسب مع تعاليم الدين الإسلامي وإظهار معنى الإنسانية من وجهة نظر الانسان من خلال لقاءات مفتوحة ومناظرات بين العلماء المتخصصين وأرباب التيارات الأخرى ترسيخ مبدأ الانفتاح الفكري لدى الأجيال من منطلق الحكمة ضالة المؤمن واستثمار تكنولوجيا العصر في ذلك .

 

  2- دراسة عيسى (2000)   تأثير التربية المثالية على التربية في الوطن العربي  :

هدفت هذه الدراسة إلى النظرية التي تقصي مظاهر وأسباب ونتائج تأثير التربية المثالية على التربية في الوطن العربي وقد بينت النتائج أن ثمة تأثير للتربية المثالية على التربية العربية ظهرت مظاهرة على الأهداف التربوية والمناهج وطرق التدريس والتقويم وأوضحت الدراسة أيضاً أن من أهم أسباب ذلك التأثير تأثر الفلسفة الإسلامية بالفلسفة اليونانية وخاصة المثالية وتأثر التربية العربية بالتربية الغربية والمكانة الفكرية المرموقة لرائد الفلسفة المثالية أفلاطون وخضوع أجزاء كبيرة من الوطن العربي للاستعمار وأخيرا أشارت الدراسات إلى أن أهم نتائج التأثير غلبه الطابع الأكاديمي على التعليم في الوطن العربي وضعف المواءمة بين مخرجات التعليم وحاجات التنمية وطبيعة التعليم واستخدام العقاب البدني .

 

3-   دراسة جيدوري ( 2011)  في فلسفة التربية : 

هدفت الدراسة إلى التعرف على تصور فلسفة "كانت" المثالية لبعض جوانب التربية اللازمة لإنماء الشخصية الإنسانية، والمتمثلة في القيم الأخلاقية ودور كل من المعلم والمتعلم في العملية التعليمية من جهة، والمنهج والأنشطة المدرسية من جهة ثانية، ولتحقيق هذا الهدف سعت الدراسة – من خلال استخدامها طريقة تحليل المحتوى بصورتها الكيفية – إلى إبراز أهم الأفكار الفلسفية التي قامت عليها مثالية "كانت" مما شكل أرضية فلسفية واسعة استطاع من خلالها الباحث أن يوضح كيف ارتبط مذهب "كانت" الفلسفي ببعض الجوانب التربوية، حيث توصل إلى أن القيم الأخلاقية في مثالية "كانت" مطلقة، وأن هدف التربية يتمثل بترسيخ ما هو قائم في المجتمع من قيم، وأن التجربة لا يمكن أن تكون مصدراً للقيم أو وسيلة لإدراكها. وفيما يتصل بالمعلم والمتعلم، فقد أكدت مثالية "كانت" أن المعلم هو النموذج (المثال)، ومهمته تشكيل المتعلم وفق القواعد والأصول الأخلاقية الكانتية، في حين أن مهمة المنهج هي التركيز على الطبيعة الروحية للفرد، من خلال توظيفه للأنشطة المدرسية التي تسهم في توسيع مدارك المتعلم، وتنمية مهارات التفكير المنطقي لديه. (الملخص المنشور) 

  4- دراسة الجرجاوي(2005) فلسفة إعداد المعلم المسلم : 

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع الفلسفة التربوية الموضوعة لاعداد المعلم المسلم، وللوصول الى هذا اله دف قام الباحث بالرجوع إلى بعض الدراسات السابقة حول هذا الموضوع وللإجابة عن تساؤلات الإجابة المطروحة في مشكلة الدراسة اعتمد الباحث على المنهج الأصولي ، والمنهج الوصفي التحليلي . هذا وقد بدأ الباحث دراسته بالمقدمة ، ثم مشكلة الدراسة، عرض فيها معاناة المعلم ، وأزمة إعداده ، ثم تحدث عن أهمية الموضوع من الناحية التربوية ، ثم عرض أهداف الدراسة التي وصلت إلى ستة أهداف ، بعدها مصطلحات الدراسة ، بيّن خلالها المصطلحات الصعبة ، كما تتناول حدود الدراسة ومناهجها ،ثم قام الباحث بالإجابة عن أسئلة الدراسة الستة ، وتبع ذلك خلاصة وخاتمة جمع خلالها موضوع الدراسة ، ثم وضع التوصيات ، والمقترحات ، وكان من أبرزه ا: ضرورة إعادة صوغ فلسفة إعداد المعلم وتأصيلها إسلاميا على ضوء الكتاب والسنة والاستفادة مما توصلت إليه البحوث والدراسات العربية والأجنبية في مجال إعداد المعلم بشرط عدم مخا لفتها للعقيدة الإسلامية ، وكذلك ضرورة إعداد المعلم المسلم الداعية إلى الله في كافة التخصصات العلمية

 

 

 

 

   5- دراسة العمري ( 1991م )  الفلسفة التربوية للمعلم الاردني

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على الفلسفة التربوية للمعلم الأردني واختبار علاقة امتلاك المعلم لفلسفة تربوية واضحة وعدد من المتغيرات الذاتية للمعلم وقد توصلت الدراسة أن 44،2 يحملون فلسفة تربوية تقدمية و55،8 لا يحملون فلسفة تربوية محددة .

 

التعقيب على الدراسات السابقة :

تتفق جميع الدراسات أن المعلم جزء لا يتجزأ من عناصر العملية التعليمية وأنه من الضروري وجود فلسفة تربوية للمعلم ولكن اختلفت الفلسفات التربوية في  نظرتها للمعلم فمن الفلسفات جعلته محوراً للعملية التعليمية مثل المثالية ومنها نظرت أنه موجهاً فقط ليس محور العملية التعليمية  مثل البراجماتية ولكن رغم هذه الدراسات إلا  انها قليلة جداً لا تلبي طموح الباحث في جمع معلومات حول تلك الفلسفات في نظرتها المعلم على وجه الخصوص .

 

حدود الدراسة :

اقتصرت هذه الدراسة على الفلسفة البراجماتية والواقعية والاسلامية والمثالية من خلال نظرتها للمعلم و ذلك من خلال الرجوع لمصادر مختلفة . 

 

إجابة السؤال الأول الذي ينص على:

1-   ما ماهية المعلم :

المعلم هو الركن الأساسي في العملية التعليمية فهو الذي يستثمر جميع الخبرات التربوية المناسبة لتلاميذه في قاعة الدرس ، وهو الذي يقوم بتنفيذ العمل التربوي ابتداءً بتحديد الأهداف واختيار

الخبرات والأنشطة وتحديد الطرق والوسائل المناسبة لتلك الأهداف وانتهاءً بتقويم عمله وأدائه ومحاولة تحسينه وتطويره باستمرار . ( عفانة ، 1996 : 412 )

والمعلم هو صانع قرار ، يفهم طلبته ويتفهمهم ، قادر على إعادة صياغة المادة الدراسية وتشكيلها بشكل يسهل على الطلبة استيعابها يعرف ماذا يعمل ويعرف متى يعمل وهو رجل إجرائي لأنه ينجز عدة أعمال إجرائية في الصف كل يوم ( عدس ، 1996 : 35 )

فالمعلم نموذج يحتذى به لذلك فهو مطالب بأن يكون مثالاً ونموذجاً طيباً لتلاميذه في اتجاهاته وسلوكياته ، فعلى سبيل المثال لو كان المعلم لديه قناعة  بأهمية الوقت وقيمته بحيث يكون حريصاً على أن يعكس هذا الاتجاه في ممارساته أمام طلابه ويتمثله بشكل مستمر فإن هذا الأمر بدون شك سيتمثله التلاميذ ويصبح جزءً من تكوينهم وممارساتهم داخل المدرسة وخارجها لذا صدق من قال أعطيني معلماً أعطيك دولة .

والمعلم في فصله ومع طلبته كالربان في سفينته يستطيع أن يوجهها كما يريد فإن أراد أن يبحر بها بمهارة يوصلها إلى الشاطئ سالم تمنكن من ذلك  وإن أراد أن يسلمها لقاع اليم أسلمها وأغرقها ( اللبدي : 84 )

والمعلم يلعب دور كبير في المدرسة فدوره يتجاوز حدود وعرض الدرس والحصة المدرسية فهو القيّم على نقل التراث الثقافي إلى أبنائه من الأجيال الصاعدة وهو الإنسان الذي يبحث فيه الطلاب عن كثير من المعاني التي تساعدهم على فهم العالم الخارجي والتوافق معه ( الهندي ، 2001: 46 )

والمعلم الفعال له خصائص منها البشاشة الحيوية والحماسة والعدالة والأمانة والذكاء والتحلّي بالأخلاق الحميدة وغيرها والمعلم له أدوار متعددة فهو ناقل للمعلومات ، وموجه ومرشد ، وعضو في المجتمع ، وعضو في هيئة التدريس ، وهو يلعب دور كبير جداً في الإدارة التعليمية منها دراسة الأهداف العامة للمناهج التي  من خلالها يجهز الأهداف الخاصة ويدونها في كراسة التحضير ثم يقوم بإعداد الدروس .

 

إجابة السؤال الثاني الذي ينص على:

2-    كيف تنظر الفلسفات التربوية للمعلم :

أولاً :  الفلسفة المثالية :

المثالية : مأخوذة من المثال وتعني في اللغة الاغريقية الصورة أو الفكرة ويعتبر أفلاطون أب لها 

التربية المثالية هي التطبيق التربوي العملي للأفكار والمفاهيم والنظريات والمبادئ للفلسفة المثالية .

والمثالية هي الاتجاه الذي يرجع كل وجود إلى الفكر بالمعنى الأعم للكلمة وقد نظرت المثالية للعالم وللإنسان نظرة ازدواجية .

اهتمت الفلسفة المثالية بالمعلم اهتماماً بالغاً فهو يحتل مكانة عظمى في الفلسفة ووضع في مرتبة سامية وأعتبر أهم عنصر في العملية التربوية لأنه القدوة التي يقتدي به التلاميذ ، لذا يجب أن يكون المعلم متصفاً بالأخلاق الحميدة الصالحة صاحب شخصية جذابة ذو تحصيل عالي ودراية علمية كافية وقائداً أكاديمياً متنوعاً الناصح الحكيم مكتشف المجهول لديه القدرة على توصيل المعرفة ، قدوة للمثل الأعلى، لكي تؤثر شخصيته في تلاميذه من الناحية العقلية والخلقية- في مكان الأب وله نفس القوة والمسؤولية-  فضلاً عن أنه يولد المعاني والأفكار في عقل الطالب إذ أن الأفكار والمعاني كامنة في الإنسان " عليان ، 2010م  : 121 "

والمعلم في منظور هذه الفلسفة هو الوسيط بين عالمين , عالم النمو الكامل وعالم الطفل, وإن عمل المعلم تقديم الإرشاد له لأنه يضل بحاجة إليه                          

والمعلم في نظر المثالية ينبغي أن يكون فيلسوفاً مفكراً كسقراط ،  في حين نظرت للمتعلم نظرة سلبية وتركز المثالية على دور المعلم في التربية فهو الذي يهيئ البيئة المناسبة لنمو الطفل من أجل مساعدته للوصول إلى الكمال وكثيراً ما يشبه المثاليون المعلم بأنه بستاني ناجح يبذل كل ما في جهده لتنمية أزهاره وتفتحها وصولاً بها الى الكمال والسلطة بيده وهو المسيطر الوحيد في غرفة الصف ويحق له استخدام القسوة لتدريب ملكاتهم في الصبر والتحمل والإرادة ( عبد الرحمن ، 1997 : 39 ) .

  والمعلم المثالي يتقن المواد الدراسية ويختار افضلها ويقدمها للتلاميذ مستخدماً خطوات محددة تساعده في تلقين التلاميذ وحشو أذهانهم بالمعلومات

المعلم المثالي يسعى إلى تعزيز عقل تلاميذه في جوانب روحية فيختار الأسئلة الطويلة المعقدة كتلك التي تبدأ ( اشرح- ناقش – انقد-) فبالتالي يبدأ الطالب بالإنشاء فتبرز ذاتيته وتتميز شخصيته. ( عبد العزيز ، 1965 : 436 )  

و المعلم يعمل على حشو عقول التلاميذ ويستخدم التلقين والمحاضرة والإلقاء وليس له دور في وضع المنهاج وهو يركز فقط على تنمية الجوانب العقلية بمستوى الحفظ والتذكر .

ورغم هذا الدور الجيد للمعلم للمثالية في تجسيم الشخصية الإنسانية وإبراز ذاتية الإنسان والوصول للكمال غير أنه يعمل على نقل التراث عبر الأجيال مما جعل التربية مقتصرة على ذلك مهملة حاجات المتعلمين ومشكلاتهم الراهنة .

ورغم أن هناك بعض الأمور الايجابية في نظرة المثالية للمعلم إلا أن المعلم يقوم بعملية التلقين وبهذا لا يكسب الطالب خبرة شخصية لأن الخبره تفاعل مثمر بين الطالب والبيئة التي لا يتأثر بها بنفسه ويدرك بنفسه العلاقات بين الأشياء إذا لا يكون هناك ثمرة مجدية .

خلاصة المثالية :

 

المعلم في المثالية

 

قائداً أكاديمياً

 

ذو مهارة عالية

 

فيلسوف وأب

 

يعاقب

 

وسيط بين عالمين

 

له مرتبة سامية

 

 

محور العملية التعليمية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


ثانياً : الفلسفة البراجماتية : البراجماتية : مشتقة من الكلمة اليونانية وتعني عمل أو نشاط أو فعل

نشأتها : نشأت في أمريكا من المهاجرين اليها من كافة بقاع العالم وانتشرت في مطلع القرن العشرين  .

المعلم مهمته تكوين الحياة الاجتماعية الصحية بصرف النظر عن طبيعتها وموافقتها لمنهج الله ، وليس مجرد تدريس من شأنه أن يفرض آراء معينه على التلميذ أو تكوين عادات معينة عنده لكن مهمته أن يختار الخبرات التي سوف تقدم للطفل ليتفاعل معها وليساعده في إتباع أسلم الطرق لمواجهة المشكلات وحلها ومن صفاته أنه وسيلة لتيسير العملية التربوية ، فهو ليس محور العملية التعليمية التربوية ووظيفته تكوين الحياة الاجتماعية للأفراد والمعلم البرجماتيي يتصف بالعطف والقدرة على تفسير الأشياء تفسيراً جيداً لذلك فالعلاقة بين المعلم والمتعلم في ظل التربية الإسلامية علاقة وثيقة مميزه جمعت إلى جانب الصحبة الحب حيث بادر صلى الله عليه وسلم : بالإفصاح وهو يخاطب تلاميذه يا معاذ إني أحبك  وأن يكون ملماً بمادته مهتماً بمن يدرسهم لأن التدريس عملية مشاركة وتفاعل بين الطرفين ، ودر المعلم البراجماتي إنسان يشارك في الموقف التعليمي وهو صاحب خبرة ومرشد يسهل عملية التعليم وهنا تظهر ايجابية التعليم في الفلسفة البراجماتية حيث أنه مرشد للعملية التعليمية وهذا يتوافق مع معايير الإسلام حيث كان هديه صلى الله عليه وسلم : نصح المتعلمين وإرشادهم إلى كل عمل صالح وسلوك حسن كما قال لأبو بكر رضي الله عنه ( اتق الله حيثما شئت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )  ويطبق المعلم البراجماتي قوانين المدرسة من خلال ممارسة الديمقراطية المتمثلة في الاجتماعات التي تعقد بين المعلمين والطلبة ولا يقتصر البراجماتي على تعليم القوانين للطلبة وإنما يعلمهم صنع القوانين وفهم الانطباعات الشخصية الاجتماعية لأؤلئك الذين يخافون القوانين والمعلم البراجماتي يبدي للطلبة الرغبة في التعلم والمشاركة في النشاطات المدرسية وأن يكونوا مسئولين عن تصرفاتهم وأفعالهم وأن يتعلموا أو يكتسبوا الخبرة ويجربوا الأفكار .

والمعلم البراجماتي يفضل الطلبة الذين لديهم مهارة التواصل الاجتماعي وقوة الشخصية خلال تبادل العطاء في مناقشات الصف وحل المشكلات بشكل فردي مع الآخرين

والطالب الذي يحتاج المكافئة والثواب هو الذي يملك القدرة على المبادرة واقتراح الحلول السليمة لحل المشكلات ويؤمن البراجماتيون بأن برامج التدريب المهني والتقني ولكن أعداد المعلمين تلبي حاجات طلبة التعلم الخاص وتراعي الفروق الفردية من خلال التكيف الاجتماعي في المنهاج

دور المعلم موجهاً يستثير طلابه ويشجعهم على النشاط الذاتي ويؤكد فلاسفة البراجماتية على أهمية دور المعلم في العملية التربوية فالمنهاج الممتاز يموت بين يدي معلم ضعيف والمنهاج الميت يحيه  المعلم الممتاز وأدوار المعلم تتغير باستمرار في زيادة فاعلية العملية التعليمية فقد تغيرت أدواره بتغير أنماط التربية من تقليدية إلى تقدمية فبعد أن كان ناقلاً للمعرفة ومحافظاً عليها أصبح موجهاً للنشاط وبعد أن كان هو السلطان في الفصل تعقدت أدواره وأصبحت أكثر اتساعاً وأصبح المعلم الجيد هو الديمقراطي وله أدوار محددة من أهمها :

أ‌.       يخطط للموقف التعليمي والنشاط الذي يتطلبه بهدف إتاحة الفرصة لاستخدام واستثمار ذكاء الطلاب 

ب‌.    يعتبر عضواً في المجتمع ومسئولاً عن تحديد قدرات ومواهب وميول التلاميذ .

 

المعلم في البرجماتية

 

صاحب خبرة ومرشد

 

ليس محور العملية التعليمية

 

لا يعاقب

ينوع في طرق التدريس

 

 

ديمقراطي

 

يشجع النشاط الذاتي

 

 


 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثالثاً : الفلسفة الطبيعية  : دور المعلم تزويد الطلاب بالمعلومات والمهارات ، وأنه أيضاً يجب أن يكون    

شاهداً محايداً معاوناً للطفل ويهيئ له فرصاً لتنمية طبيعته الخيرة ، يشجع الطفل على تربية نفسه بنفسه ولا يؤثر عليه ويجب أن يتصف المعلم بالإخلاص ، والصبر والصدق ، وأن يكون حميماً غير متسرع في الحكم على الطفل وعلى المعلم أن لا يستخدم العقاب بل يدع العقاب للطبيعة كما لو كان نتيجة طبيعية لسوء فعلتهم فإذا كسر المتعلم زجاج النافذة دعه يحس بالبرد كنوع من العقاب الطبيعي له على سلوكه ، وله دور في المنهاج وهو يجعل الطالب محور العملية التعليمية ولا يغرس القيم ويتجاهل التربية الدينية ويهتم بالأنشطة اللاصفية والمعلم يعمل على توجيه النمو الطبيعي للطفل فلا يدفع التلميذ للتعليم أو جبره عليه . والمعلم  يشجع الطفل على تربية نفسه بنفسه ويجب أن يكون حريصا فلا يتدخل في عمل الطفل ولا يؤثر عليه فهو شاهد محايد يعمل من وراء ستار كما بينا من قبل ، بل إن بعض المربين الطبيعيين يغالي أكثر من ذلك فيقلل من قيمة المربي ويجعل وظيفته إعداد المسرح فقط .وأن يكون (شاباً حكيماً- مخلصاً- صابراً- صادقاً- لا يتسرع في الحكم على الطفل- ألا يستخدم العقاب) (إبراهيم،2001،304).


 

رابعاً :  الفلسفة الواقعية :الواقعية :

تعني الأحداث أو الأشياء الموضوعية والعالم بما فيه من روابط وعلاقات وعمليات وكذلك الأقوال تثبت صحتها مثل النحاس ناقل للكهرباء

 وهي تنظر للمعلم أنه مفتاح التربية باعتباره ناقلاً للتراث الثقافي يعترف بكل متطلبات الطالب ويشعر في الوقت نفسه أن كل مظهر من مظاهر التدريس ينبغي أن تسوده الواقعية وعليه وضع المعرفة الواضحة والمميزة أمام التلاميذ بمنهج علمي وبطريقة موضوعية باعتباره وحده رعاية المعرفة وهو متعاون مع تلاميذه يقف بجوار الحق والحقيقة ، مسئول عن التعليم والنشاطات التعليمية ، يستبعد الخوف والقلق من نفوس الطلاب ، يدعم التعلم الذاتي ، قادر على التنبؤ بسلوك الطلاب ، ويهدف المعلم الواقعي إلى مساعدة التلاميذ للحصول على المعلومات والحقائق بطريقة منظمة ومحدودة وذلك بتقسيم عناصر الدرس إلى مجموعة من الأسئلة والمواقف التي يسميها المعلم مثيرات ومجموعة من الإجابات والمسماة استجابات ومن ثم مساعدة التلاميذ لكشف العلاقة بين كل مثير واستجابة المناسبة له ويعتمد أسلوب المكافأة ليرسخ العلاقة في الأذهان ويستخدم أسلوب التكرار لأجل التثبيت لهذه الفكرة فلا بأس عنده لفظ الدرس مراراً أو استنساخه لأكثر من مرة وهو يحاول إشاعة الطمأنينة والهدوء والنظام لتركيز الأفكار في النفوس وجعلها مركز التنبه لدى الطلاب . ( نزال : 43 )

كما أنه يجب يعترف أن يقوم بكل متطلبات الطالب ويشعر في الوقت نفسه أن كل مظهر من مظاهر التدريس ينبغي أن تسوده الواقعية.

والمعلم الواقعي يستخدم الأسئلة الموضوعية كاختيار من متعدد وأسئلة المتقابلات وإكمال العبارات والإجابة بنعم أو لا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 


خامساً : الفلسفة الوجودية :

 

الوجودية من أحدث المذاهب الفلسفية وأكثرها سيادةً في الفكر المعاصر، والوجودية بمعناها العام: هي إبراز قيمة الوجود الفردي للإنسان، وقد ظهرت الوجودية نتيجة لحالة القلق التي سيطرت على أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، واتسعت مع الحرب العالمية الثانية، وسبب هذا القلق هو الفَناء الشامل الذي حصل نتيجة الحرب.

تنظر الفلسفة الوجودية إلى المعلم أن علاقته بطلبته شخصية تفاعلية وهذه العلاقة هامة في التربية ويرى سارتر أن هذه العلاقة اذا كانت ديكتاتورية فإن المعلم والطالب يكونان في موقف العداوة فالمعلم يلقن الطالب والطالب ينظر للمعلم أنه عائق لحريته لذلك تركز التربية الوجودية على أن تكون مهمة المعلم الأساسية تشجيع الطالب على أن يفحص كل فروع العلم والمعرفة حتى يصبح ذا قيمة حقيقة بالنسبة له شخصياً

وأن يجعل الطالب يدرك بوضوح أن كل ما يفعله يترتب عليه نتائج لا يمكن تجنبها وهذه النتائج لا بد من قبولها باعتبارها نتيجة للاختيار الحر الخالص له وهذا لا يتحقق الا لمعلم ديمقراطي ومتعمق غي مادته وبذلك يصبح دور المعلم في فلسفته الوجودية يمتد إلى تهئة المناخ التربوي المناسب وتشجيع طلابه على ممارسة العملية التربوية بدافع من ذاتهم وبما يتفق مع ميولهم واشباع حاجاتهم من خلال جعل الأهداف التربوية هي أهدافهم التي يسعون للوصول اليها . وهذه الفلسفة تدعو أيضاً المعلم إلى عدم التدخل في الإرادة الذاتية للمتعلم وعليه احترامها .

وترى الوجودية  أن المعلم يسعى إلى أن يتصف طلابه بالقدرة على المبادرة، والسعي وراء الرُّقي والتقدم الشخصي من جميع النواحي، سواء أكانت جسمانية أم عقلية أم نفسية! وفهم أنفسهم أولًا، ثم نفوس الآخرين، والقدرة على تقرير مسار حياتهم، والطالب الذي يستحق المكافأة والثواب هو من لديه المبادرة والرغبة في التعلم، ويريد أن يبحث عن ذاته، ويحاول إبراز ذوات الآخرين، والبحث عن الخِبرات المربية التي تسهم في بناء الوجود الذاتي . 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


سادساً  الفلسفة الإسلامية :

نظر الإسلام للمعلم نظرة احترام وتقدير وإذا بحثنا في تراثنا الثقافي الإسلامي نجد أن الإسلام أولى اهتماماً كبيراً بالمعلم لما له من أثر فعال في إنجاح العملية التعليمية .

  وهو في نظر الفلسفة الإسلامية  المعلم محور العملية التعليمية  وقد ظهر ذلك من خلال الأحاديث النبوية للرسول صلى الله عليه وسلم : عندما قال النبي للغلام يا غلام إني معلمك كلمات احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده اتجاهك ،  اذا سألت فأسأل الله ،  وإذا استعنت فاستعن بالله ،  واعلم انه لو اجتمع الجن والانس على أن يضروك بشيء لن يضروك بشيء الا ما كتبه الله ،  لك ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك بشيء قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف .

 من خلال الحديث كان النبي هو المعلم ويمثل محور العملية التعلميمة .

يقول الغزالي فمن علم وعمل فهو الذي يدعى عظيماً في ملكوت السموات فإنه كالشمس تضئ لغيرها ومن اشتغل بالتعلم فقد تقلد أمراً عظيماً وقد اشترط الإسلام في المعلم أن يكون متديناً صادقاً في عمله وحليماً يتحلى بالوقار والرفعة والتواضع وعليه أن يقصد بتعليمه مرضاة الله تعالى قبل أي شئ آخر يقول ابن سينا ينبغي أن يكون مؤدب الصبي عاقلاً حلو لينا.

والمعلم في نظر الفلسفة الإسلامية أيضاً  ركن هام من أركان العملية التعليمية حيث يبين الشافعي أن الطالب الذي يعتمد على المطالعة يضل الطريق " من تفقه من بطون الكتب ضيع الأحكام " وفي مجال إعداد المعلم حسن الخلق حياته وشعاره ولا يمكن بلوغ الغاية من غيره من منظور الشافعي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


إجابة السؤال الثالث الذي ينص على :

ما هو تأثير التربية المثالية على المعلمين في الوطن العربي ؟

1-   لقد لعبت المثالية دوراً كبيراً في التأثير على التربية في الوطن العربي خاصة في الأهداف التربوية والمنهاج والتقويم وطرق التدريس وكان لذلك انعكاسه على المعلم خاصه فالمعلم هو الذي يلقن الدروس وهو الذي يعمل على تدريب الملكات العقلية عن طريق المعارف والنظريات وهذا ما يقوم به المعلم من خلال المحاضرة وأسلوب الإلقاء التي تبنتها المثالية وتأثر بها الوطن العربي وأضحى المعلم الناجح هو القادر على ملء عقول تلاميذه بالحقائق والمعلومات وبالتالي تجاهل المعلم طرق تدريس كثيرة قد تكون هي الأفضل في العملية التعليمة مثل التجارب العملية والعمل الزمري والبنائية والاكتشاف والاستكشاف والتفكير الجماعي والبحث العلمي والتعلم الذاتي  ونحوها فأصبح المعلم في اغلب الوطن العربي قاهر فهو الذي  يعلم والطلاب يتلقون ، هو يعرف كل شئ والطلاب لا يعرفون هو  يفكر والطالب لا يفكر هو  يتكلم والطالب لا يتكلم هو يختار المحتوى والطالب يتألم معه وهذا ما عرفه باولوفرايري انه المعلم البنكي الذي يتبع سياسة القاهرين .

2- ما هو تأثير التربية البراجماتية على المعلمين في الوطن العربي ؟

لقد تأثر العالم العربي والغربي وخاصة أمريكا من الفلسفة البراجماتية ،  التي أسسها جون ديوي وخاصة في جعل المدرسة مجتمعاً جنينياً ، ومؤسسة اجتماعية .

واستفادوا من ذلك في جعلوا المعلم موجهاً ومرشداً ، ويحث على الأنشطة اللامنهجية ، وأن يعمل على تحقيق الإندماج الاجتماعي ويستخدم أساليب علمية ومنهج الذكاء المنظم .

فليس مهمة المعلم التلقين للدروس فحسب ،  بل  دوره يتعدى ذلك فهو المربي لغرس الأخلاق الديمقراطية في أذهان الأطفال وسلوكهم ،  وعليه أن يكسب الفرد أنماط السلوك العقلي والعاطفي لتؤهل الطالب بان يصبح نشاطه ملائم لنشاط الجماعة لذا أصبح المعلم العربي يعمل جاهداً على المزج بين النظرية والتطبيق العملي .

2- ما هو تأثير التربية الطبيعة على المعلمين في الوطن العربي ؟

على مستوى الشعب الفلسطسني فإنه يحب الأخذ بالفلسفة الطبيعية ذات الاتجاه الواقعي في التربية ، الذي يجب أن ينهجه رجال التربية الفلسطينية لكي تحقق التربية أهدافها في تطوير مجتمعنا دفعة نحو الحضارة المعاصرة واستثماره المعرفة والمعلومات التي تحصل الطلبة لخدمة واقعهم ومستقبل حياتهم وبتدعيم هذا الاتجاه بمراعاة سيادة الروح  العلمية والعمل كفريق متعاون الأكاديميين التربويين واتباعهم المنهج العلمي في البحث والتفكير والاعتماد على التعليم كأسلوب للتنوير والتطوير للمجتمع الفلسطيني .

 

إجابة السؤال الرابع الذي ينص على :

  .** كيف تنظر الفلسفة الاسلامية للفلسفة المثالية في نظرتها للمعلم ؟

المثالية جعلت للمعلم مكانة مرموقة سامية والفلسفة الاسلامية تؤكد فالعلماء هم ورثة الانبياء لكن ما تأخذه الفلسفة الاسلامية أن المثالية تقتصر في طرق تعليمها على المحاضرة وكل ما يحشو العقل من معلومات والفلسفة الاسلامية استخدمت طرق كثيرة في التعليم مثل الحوار والقصة والاستقساء والبنائية في تعديل السلوك  ونحوها .

و لكن لا يمكن لعامة البشر أن يكونوا مثاليين أي على أعلى درجة من الطهر والكمال إن الكمال يكون في السلوك والفكر معاً فهل يمكن للسلوك أن يكون على صواب دائماً وهل يمكن للعقل أن يكون على صواب دائماً في تصوراته هذا ضرب من المستحيل

فالعقل وهو الجزء الروحاني في ماهية الإنسان لا يمكنه التخلص من سلطان الغرائز وحكم الهوى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ألا إن في الجسد  مضغه إذا صلحت صلح المجتمع وإذا فسدت فسد المجتمع ألا وهي القلب " فالقلب يكون مرادفاً للعقل وقد يكون مستودعاً لنشاط العقل لذا فالنظرة إلى المعلم للوصول للكمال والمثالية المطلقة أمر غير مرغوب فيه فالارتقاء للمثالية ليس على سبيل الإلزام وإنما على سبيل الاختيار فالإسلام قد فرض الصيام لشهر وجعل للاختيار النوافل وقد فرض الزكاة وحث على الإنفاق وأمر الناس أن يأخذوا بالثار ولكن حبب إليهم العفو وهكذا وعلى المعلم أن ينظر إلى الطالب نظرة واقعية فلا يعطي البعض ولا يحتقر الآخرين

 

 

 

.** كيف تنظر الفلسفة الاسلامية للفلسفة البراجماتية في نظرتها للمعلم :

تشجع الفلسفة الإسلامية بعض بنود الفلسفة البراجماتية وخاصة عملية التربية المستمرة التي تدعو لها البراجماتية وهذا يؤيده الاسلام " وقل ربي زدني علماً " وهذا هو دور المعلم الذي لا يقف عند حد معين بل هو يربي في كل وقت وكل زمان ،  كما أن البراجماتية تدعو المعلم أن يجعل الطالب محور العملية التعليمية ويمارس أنشطة لا صفية ،  ويجتهد في بناء شخصية الطفل ، وكل هذه الأمور يدفع بها الإسلام ويدعو لها إلا أن الفلسفة الإسلامية تعيب على البراجماتية أن لا يكون للمعلم بعد ديني ، وينكر القيم ولا يعطي اهتمامًا للتراث الثقافي في المناهج .

 

* كيف تنظر الفلسفة الإسلامية للفلسفة البراجماتية في نظرتها للمعلم :

تعيب الفلسفة الإسلامية على الفلسفة البراجماتية أن المعلم ينكر القيم ، وتعيب عليه الإلحاد ، وأن يعطى الحرية المطلقة . فالفلسفة الوجودية سرطانًا ينخر في المجتمعات الغربية من خلال الانحلال الخُلقي الذي أصاب مجتمعهم بسبب فقدان المعيار أو المقياس  .

 

إجابة السؤال الرابع :

مقارنة بين نظرة الفلسفات التربوية للمعلم

المعلم في الفلسفات

المثالية

البراجماتية

الواقعية

الطبيعية

دوره

محور العملية التعليمية وله مكانة عظيمة

ومثل يقتدى به

ليس محور العملية التعليمية بل هو موجه ومرشد ودوره يتمثل في تحقيق الديمقراطية ويجب أن يتجنب حشو المعلومات لأن هذه الطريقة عديمة الجدوى

يدعم التعلم الذاتي والاستقلالية في التفكير فهو ليس محور العملية التعليمية

ليس محور العملية التعليمية

بل هو مراقب

المنهاج

ليس له علاقة بالمنهاج عليه أن يعلم ما وضعه الحكماء والفلاسفة

له علاقة بالمنهاج لأن من يضعه الخبراء و المتخصصين

ليس له علاقة بل عليه أن يوجه الطلاب نحو كتاب الطبيعة ككتاب مفتوح

له علاقة في وضع المنهاج حسب خصائص الطلاب النمائية

طرق التدريس

يستخدم المحاضرة والالقاء وكل طريقة تعمل على حشو الدماغ بالمعلومات

تستخدم الأسلوب العلمي في حل المشاكل والاكتشاف والاستقصاء والرزم التعليمية والتعلم الذاتي

 

عليه أن يوجه الطلاب نحو التعلم الذاتي والاكتشاف والتعليم المبرمج

يستخدم التعلم الذاتي والاكتشاف والعمل المخبري

العقاب البدني

يعاقب

لا يعاقب

يعاقب

لا يعاقب

التقويم

يقيم بالامتحانات الرسمية وأن يحكم المعلم على انجاز الطالب وفق مقاييس تقررها جهات خارجية أو المعلم .

 

يستخدم الامتحانات التشخيصية والعلاجية، والاختبارات المقننة 

يستخدم اختبارات مقننة

ويستخدم اختبارات علمية قائمة على إتقان المهارات

يستخدم اختبارات التقييم الذاتي التي تدل على مستوى التعلم

الأنشطة اللاصفية

ليس له دور فيها لأنها تعتبرها عقبة امام تدريب العقل وتزويده بالحقائق

يشجع المشاركة فيها لإشباع ميول ودوافع الطلاب

 

له دور في توجيه الطالب نحو الأنشطة اللاصفية

له دور في توجيه الطالب نحو الأنشطة اللاصفية

 

إجابة السؤال الخامس الذي ينص على:

ما مدى الاستفادة من الفلسفات التربوية في نظامنا التعليمي الفلسطيني  ؟

أولاً  : الفلسفة المثالية

1- الاهتمام  بالمعلم لما له من مكانة مرموقة سامية في المجتمع .

2- يستخدم المعلم أسلوب المحاضرة التي لها فوائد عديدة وخاصة في الجامعات .

3- يهتم المعلم بالطلبة المتفوقين ويعطيهم قدر من الاهتمام ولكن دون أن يهمل ضعاف التحصيل أي النظر بواقعية للطلاب أي مراعاة الفروق الفردية .

4- استخدام أسلوب العقاب ولكن دون مبالغة بما يوافق شريعتنا الإسلامية .

7-    مساعدة التلاميذ على تحقيق أهدافهم في الحياة.

8-    تنمية عقل وروح التلاميذ والتأكيد على الأنشطة العقلية .

 

ثانياً : الفلسفة البراجماتية  :

1-   أن يكون موجه ومرشد وملم بمادته يتفهم طبيعة طلابه

2-   يتجنب حشو المعلومات ويشجع على الأنشطة اللامنهجية

3-   يجتهد في بناء شخصية الطالب

4-   يجعله محور العملية التعليمية ويعمل على إحياء الديمقراطية والعمل الجماعي

5-   يستخدم طرق تدريس متنوعة مثل التعلم النشط والرزم التعليمية والاكتشاف والاستقصاء

6-   الفلسفة البراجماتية تدعو إلى التربية المستمرة وهذا يؤيده الإسلام وهذا هو دور المعلم الذي لا يقف عند حد معين .

7-   أن يجعل المعلم المدرسة وسيلة اصلاح اجتماعي لغرس الأخلاق الديمقراطية في أذهان الأطفال وسلوكهم

8-   أن يجعل المعلم المدرسة مكاناً ليس للتلقين فحسب بل مدرسة اجتماعية جنينية تعمل على بناء الديمقراطية

9-   أن يوظف التعلم باللعب لما له أهمية كبرى في تحقيق التوازن للطفل .

10-              على المعلم أن يعمل على جعل الطالب يتكيف مع عصر التكنولوجيا والتصنيع لتحقيق فرديته وحريته

11-              أن يجعل المدرسة مؤسسة اجتماعية جنينية تنعكس فيها صورة الديمقراطية لتصبح نموذجاً حيوياً لتجربة الطفل

12-              يستخدم المنهج العلمي أثناء ممارسة النشاطات المهنية .

 

ثالثاً : الفلسفة الواقعية 

1-   إتاحة الفرصة للتلميذ بأن يغدو شخصاً متوازناً فكرياً وجيد التوافق مع بيئته المادية والاجتماعية.

2-    تعليم الطفل دائماً- يهتم بالشئون العالمية-  أن يحافظ على روحه في حالة النعمة، وأن تكون مملوءة بالنعمة الإلهية.

3-   تبصير التلميذ ومساعدته على اتخاذ قرارات مفيدة في أن يحيا حياة ناجحة سارة.

4-   عدم كبت الميول الطبيعية وأنشطة الطفل (إبراهيم،2001،259).

5-   التنويع بالمواد الدراسية بحيث تغطي جميع المطالب الاجتماعية والعلوم.

6-    يمكن التوصل للمعارف من خلال التجربة ، فنحن نولد من دون أفكار سابقة وتكون عقولنا كالصفحة البيضاء تخط عليها التجربة كل ما نتوصل إليه بإتباع الأسلوب العلمي والمشاهدات المنطقية العلمية . " عليان 123: 2010م

 

رابعاً : الفلسفة الوجودية

1-    يشجع المعلم الطالب على المبادرة والسعي وراء الرقي والتقدم الشخصي .

2-    يساعد الطالب على تقرير مسار حياته .

3-    أن يكافئ الطالب المبادر الذي لديه رغبة في التعلم .

4-    أن تكون علاقته بالطلبة علاقة تفاعلية .

5-   أن تكون مهمة المعلم الأساسية تشجيع الطالب على أن يفحص كل فروع العلم والمعرفة حتى يصبح ذا قيمة حقيقة بالنسبة له شخصياً .

 

توصيات البحث :

يوصي الباحث بالآتي :

1-  لا بد من وجود فلسفة تربوية فلسطينية واضحة للعاملين في ميدان التربية والتعليم وخاصة  للمعلمين لكونهم القناة الشرعية لتوطين العلوم وما يقوم عليها من صناعات وثورات علمية .

2- تطوير وإعادة صياغة تأهيل المعلمين في الجامعات الرسمية حتى تتغير دور المعلم التلقيني الذي يخالف طبيعة العلم إلى دور عصري يكون فيه المعلم مرشداً وموجهاً للطلاب في كيفية استخدام البحث العلمي وبناء عقل علمي يعتمد على التفكير والوصف والتحليل والتنبؤ والنقد .

3  - يجب أن يتمتع المعلمين الفلسطينيين بمكانة مرموقة في المجتمع ومن قبل الحكومة بالذات على أن يتوفر له كل سبل الراحة المادية والمعنوية ليتمكن من الابداع والتطوير وبناء الجيل .

4- توفير الإمكانيات والوسائل اللازمة التي تعين المعلم في أداء عمله .

5-عقد اللقاءات والندوات للمعلمين من قبل وزارة التربية والتعليم لشرح وتوضيح الفلسفة التربوية الفلسطينية وملاءمتها للواقع الفلسطيني .

 

 

 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

المصادر : القرآن الكريم

1-   جعنيني ،  نعيم (2004)، الفلسفة وتطبيقاتها التربوية، دار وائل للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن.

2-   جيدوري، صابر(2011) ، المثالية الكانتية وأبعادها التربوية : دراسة في فلسفة التربية، مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية والنفسية. مج. 27، ع. 1-2، 2011 ص ص. 445-487.

3-   الحولي ، عليان    (1996) الأصول الاجتماعية والفلسفية للتربية ، افاق للطباعة والنشر والتوزيع ،غزة ( فلسطين ).

4-   الخطيب ، عامر( 2001) ، فلسفة التربية : قضايا - اعلام فكر،  الطبعة الثانية ، دار الإعلام للنشر والثقافة ، غزة ، فلسطين.

5-   سورطي ، يزيد ( 2000 ) تأثير التربية المثالية على التربية في الوطن العربي   مجلة كلية التربية، جامعة الإمارات العربية المتحدة،  العدد 17 ، ص1-27.

6-   شبير، محمد ( 2010) دراسة ناقدة للفلسفة البراجماتية في ضوء المعايير الإسلامية، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الإسلامية غزة، فلسطين.

7-   عبد الرحمن ، هاني  ( 1967) فلسفة التربية ، مطبعة الجيش العربي، عمان ، الأردن.

8-   عبد العزيز ، صالح ( 1965) التربية وطرق التدريس، دار المعارف ، القاهرة، مصر .

9-   عفانة ، عزو ( 1996 ) تخطيط المناهج وتقويمها الطبعة الثالثة، الجامعة الإسلامية غزة ، فلسطين  

10-    العمري، خالد( 1991م )  الفلسفة التربوية للمعلم الاردني ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان، الأردن.

11-    كتش،محمد( 2001م  )، فلسفة اعداد المعلم في ضوء التحديات المعاصرة ،الطبعة الأولى، مركز الكتاب ، القاهرة .     

12-    الكيلاني ، ماجد(  1988    ) ، فلسفة التربية  الاسلامية : دراسة مقارنة بين فلسفة التربية الاسلامية والفلسفات التربوية المعاصرة ، دار القلم للنشر والتوزيع ، دبي ، الإمارات العربية المتحدة.

13-    مجلة اليونسكو ( 1999 ) المعلم / الطالب العدد الثالث والرابع

14-    مجلة جامعة دمشق ( 2007 ) الفلسفة المثالية 42، الاصدار العدد الأول والعدد الثاني

15-    نزال ، شكري (1995) ، الوجيز في التربية العملية التعليمية ، دار البشير ، عمان ، الأردن .

16-    الهندي ، أحمد( 2001 ) دور المعلم في تنمية القيم الاجتماعية لدى طلبة الصف الثاني عشر بمحافظات غزة من وجهة نظرهم، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الإسلامية غزة فلسطين.

17-    : http://www.alukah.netj


 

المراجع العربية الإنجليزية

The Holy Quran (in Arabic)

1- Jaenini, N. (2004), Philosophy and its Educational Applications, (in Arabic), Dar Wael for Publishing and Distribution, Amman, Jordan.

2- Gidori, p. (2011), Kantian Idealism and Its Educational Dimensions: A Study in the Philosophy of Education, (in Arabic) Damascus University Journal of Educational and Psychological Sciences. Mg. 27, p. 1-2, 2011 p.p. 445-487.

3- Al-Hawali, P (1996) Social and Philosophical Fundamentals of Education, (in Arabic), Horizons for Printing, Publishing and Distribution, Gaza (Palestine).

4- Al-Khatib, P. (2001), Philosophy of Education: Issues - Media of Thought, (in Arabic), second edition, Dar Al-Ilam for Publishing and Culture, Gaza, Palestine.

5- Surti, Y (2000) The Impact of Ideal Education on Education in the Arab World. (in Arabic) Journal of the College of Education, United Arab Emirates University, Issue 17, pp. 1-27.

6- Shabeer, Muhammad (2010) A Critical Study of Pragmatic Philosophy in the Light of Islamic Standards, (in Arabic) unpublished master's thesis, Islamic University of Gaza, Palestine.

7- Abdul Rahman, H (1967) Philosophy of Education, (in Arabic) Arab Army Press, Amman, Jordan.

8- Abdel Aziz, p. (1965) Education and Teaching Methods, (in Arabic) Dar Al-Maarif, Cairo, Egypt.

9- Afana, P (1996) Curriculum Planning and Evaluation, Third Edition, (in Arabic) Islamic University of Gaza, Palestine

10- Al-Omari, K. (1991 AD), Educational Philosophy for the Jordanian Teacher, (in Arabic), Dar Al-Shorouk for Publishing and Distribution, Amman, Jordan.

11- Ketch, M (2001 AD), the philosophy of teacher preparation in the light of contemporary challenges, (in Arabic), first edition, Book Center, Cairo.

12- Al-Kilani, M. (1988), The Philosophy of Islamic Education: A Comparative Study between the Philosophy of Islamic Education and Contemporary Educational Philosophies, (in Arabic), Dar Al-Qalam for Publishing and Distribution, Dubai, United Arab Emirates.

13- UNESCO Magazine (1999) Teacher / Student Issues 3 and 4 (in Arabic)

14- Damascus University Journal (2007) Ideal Philosophy (in Arabic), Issue 1 and Issue 2

15- Nazzal, Sh. (1995), Al-Wajeez in Educational Practical Education, (in Arabic), Dar Al-Bashir, Amman, Jordan.

16- Al-Hindi, A (2001) The role of the teacher in developing social values among the twelfth grade students in the governorates of Gaza from their point of view, (in Arabic), an unpublished master's thesis, the Islamic University of Gaza, Palestine.

17-: http://www.alukah.netj