كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام -دراسة تحليلية |
اسم الباحث الأول باللغتين العربية والإنجليزية |
أسماء
عبد الرحيم محمود حمد |
||
Asma Abdul Rahim Mahmoud Hamad |
||||
اسم الباحث الثاني باللغتين العربية والإنجليزية: |
/ |
|||
/ |
||||
اسم الباحث الثالث باللغتين العربية والإنجليزية: |
/ |
|||
/ |
||||
"Mughni al-Labeeb 'An Kutub
al-A'rabeeb" by Ibn Hisham- An Analytical Study |
1 اسم الجامعة والدولة
(للأول) باللغتين العربية
والإنجليزية |
ماجستير آداب لغة عربية - الجامعة الإسلامية- غزة
-فلسطين |
||
Master of Arts in Arabic Language - Islamic
University - Gaza - Palestine |
||||
2 اسم الجامعة والدولة (للثاني) باللغتين العربية والإنجليزية |
/ |
|||
/ |
||||
3 اسم الجامعة والدولة
(للثالث) باللغتين العربية
والإنجليزية |
/ |
|||
/ |
||||
Doi: لاستعمال هيئة التحرير |
* البريد
الالكتروني للباحث المرسل: E-mail
address: |
Asmaahd94@gmail.com |
||
|
الملخص: |
|
||
|
تناولت
هذه الدراسة كتاب مغني اللبيب، فهو من الكتب القيمة والمشهورة، فهو كتاب حافل
بالمسائل والشواهد والمناقشات وحكايات الخلاف بين المذاهب النحوية، وبين
النحويين أنفسهم، وقد كثر الإقبال عليه، وحظي باهتمام بعد وفاة مؤلفه، فكثرت
عليه الحواشي والشروح، وانتشر بشكل واسع، فقد آثرت أن تكون الدراسة عن كتاب له
عظيم النفع جليل الفائدة، للإمام ابن هشام الأنصاري ألا وهو كتاب (مغني اللبيب
عن كتب الأعاريب) كما أسماه هو، قد اشتمل البحث على ثلاثة فصول، الفصل الأول
التعريف بابن هشام، وقد تناولت فيه اسمه ولقبه وشهرته ومولده ونشأته وشيوخه
وآثاره ومؤلفاته، والفصل الثاني تناول التعريف بكتاب المغني، وقد تناولت فيه
عنوان الكتاب وسياق تأليفه ومنزلة الكتاب وقيمته ومقدمته ومنهج ترتيب الموضوعات
وجهود العلماء في خدمته، والفصل الثالث وقد تناول فيه منهج ابن هشام في كتاب
المغني والأصول التي اعتمد عليها وتناوله للشواهد وعبارته وأسلوبه والاستطراد في
الكتاب، وقد اعتمد البحث في عرضه على المنهج الوصفي القائم على وصف المسألة
وتحليلها، وقد توصل البحث إلى بعض النتائج منها: يعد كتاب مغني اللبيب لابن هشام
كتاب تعليمي وكتاب تفسير في نفس الوقت، وقد نهج ابن هشام في ترتيبه لمواضيع كتاب
المغني نهجاً مختلفاً عن كتبه الأخرى، فهو ترتيب جديد قائم على المعنى وجاء
اعتماد ابن هشام بالدرجة الأولى على السماع في إبداء الأحكام ثم القياس ثم
الإجماع. |
|
||
|
كلمات مفتاحية: (اللبيب – مغني –
الأعاريب – ابن هشام) |
|
||
|
Abstract: |
|
||
|
This
study examines the book Mughni al-Labeeb, one of the valuable and well-known
works in Arabic grammar. It is a comprehensive text filled with issues,
examples, discussions, and accounts of disagreements between grammatical
schools and scholars. The book gained significant popularity and attention
after the author's death, with many commentaries and explanations published,
making it widely spread. The focus of this study is on a work of considerable
utility and importance, authored by Imam Ibn Hisham al-Ansari, titled Mughni
al-Labeeb 'An Kutub al-A'rabeeb. The research is divided into three chapters:
the first chapter introduces the author Ibn Hisham, covering his name, title,
fame, birth, upbringing, teachers, influences, and works; the second chapter
is dedicated to introducing the book Mughni al-Labeeb, discussing the title,
context of its writing, its status and value, the preface, the methodology of
organizing topics, and the efforts of scholars in serving the book; the third
chapter explores Ibn Hisham's methodology in Mughni al-Labeeb, examining the
principles he relied upon, his approach to examples, his phrasing and style,
and his digressions within the book. The study follows a descriptive
methodology, which involves describing and analyzing each issue. Among the
conclusions drawn are that Mughni al-Labeeb is both an educational and an
interpretative book, Ibn Hisham adopted a different approach in organizing
the topics of this book compared to his other works—this organization is
based primarily on meaning, and Ibn Hisham’s judgments were primarily based
on hearing, followed by analogy, and then consensus. |
|
||
|
Keywords:
(Al-Labeeb, Mughni, Al-A'rabeeb, Ibn Hisham) |
|
||
مقدمة
الحمد
لله بجميع المحامد جملة وتفصيلاً، هو المغني بنعمه المتوالية بكرة وأصيلاً،
والهادي كل من نحا نحوه سبيلاً، والموفق من اعتمد عليه واتخذه وكيلاً، والصلاة
والسلام على أفضل رسول وأكرم نبي، خير من أعرب عن لغة الضاد بأفصح لسان عربي،
وأصدق من دافع عنها دفاع الغيور الأبي، وآله وصحبه وبعد:
فإن
لكل علم من العلوم المختلفة محوراً أساساً يقوم عليه، وأصلاً ترجع إليه فروعه، فإن
محور اللغة وركيزتها ووسيلتها الهامة هو النحو العربي، الذي هو مفتاح كل العلوم
العربية كافة، والذي لقي العناية الفائقة، والاهتمام البالغ من قبل علمائنا
الأقدمين، والمحدثين، العربي منهم والأعجمي، فأوسعوه بحثاً ودراسة، ورسموا معالمه
وحدوده، وأرسَوا قواعده وضوابطه، لأنهم أدركوا أن النحو هو دعامة العلوم العربية،
وقانونها الأعلى الذي به تسير وتمضي، وإليه ترجع في عظيم مسائلها، وفروع تشريعاتها.
ومن
هؤلاء العلماء ابن هشام الذي يعد أحد أئمة علم العربية الذين أثروا الدراسات
النحوية بمؤلفاتهم الفذة، فقد خلف الكثير من الآثار التي شغلت الباحثين عبر تاريخ
طويل، وكان لبعضها من الشأن ما جعله في طليعة التراث العربي الخالد، وقد ظل عدد من
مؤلفاته معتمد المؤسسات التعليمية في دراسة العربية منذ قرون خلت حتى عصرنا هذا.
لذا،
فقد آثرت أن يكون بحثي عن كتاب له عظيم النفع جليل الفائدة، للإمام ابن هشام
الأنصاري ألا وهو كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) كما أسماه هو.
إن
كتاب مغني اللبيب كتاب قيم ومشهور، فهو كتاب حافل بالمسائل والشواهد والمناقشات
وحكايات الخلاف بين المذاهب النحوية، وبين النحويين أنفسهم، وقد كثر الإقبال عليه،
وحظي باهتمام بعد وفاة مؤلفه، فكثرت عليه الحواشي والشروح، وانتشر بشكل واسع.
خطة
البحث:
قد قسمت بحثي إلى 3 فصول على هذا النحو:
الفصل الأول: التعريف بابن هشام، وقد تناولت فيه (اسمه ولقبه- كنيته وشهرته- مولده
ونشأته- شيوخه- تلاميذه- آثاره ومؤلفاته- شعره- مكانته العلمية- وفاته).
الفصل الثاني: التعريف بكتاب المغني، وقد تناولت فيه (عنوان الكتاب- سياق تأليفه-
منزلة الكتاب وقيمته- مقدمته- منهج ترتيب الموضوعات- جهود العلماء في خدمته).
الفصل الثالث: وقد تناولت فيه (منهج ابن هشام في كتاب المغني- الأصول التي اعتمد
عليها- تناوله للشواهد- عبارته وأسلوبه- الاستطراد في الكتاب- وضوح الجانب
التعليمي فيه).
المنهج
المتبع:
وقد
اعتمدت في بحثي هذا على المنهج الوصفي التحليلي.
أما عن
الدراسات السابقة التي ساعدتني في بحثي، أذكر منها:
-
منهج ابن هشام من خلال كتابه المغني، عمران شعيب، ليبيا، الدار الجماهيرية
للنشر، ط1، 1986م.
-
ابن هشام الأنصاري آثاره ومذهبه النحوي، علي فودة نيل، الرياض، عمادة
شؤون المكتبات- جامعة الملك سعود، ط1، 1985.
-
ابن هشام النحوي، سامي عوض، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، ط1،
1987م.
الفصل الأول
التعريف
بابن هشام الأنصاري:
اسمه ولقبه:
هو عبد
الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام جمال الدين أبو
محمد النحوي الأنصاري المصري[1].
ويعرف ابن هشام بنسبته إلى الأنصار، فيقال له ابن هشام الأنصاري.
واشتهر
أيضاً بلقب (جمال الدين)، وقد ذكر هذا اللقب في أغلب مصنفاته.
كنيته
وشهرته:
يكنى
بأبي محمد[2]،
ولكنه اشتهر بابن هشام، ويشاركه في هذه الشهرة كثيرون منهم:
ولده
محب الدين محمد بن عبد الله بن يوسف بن هشام[3]، وحفيده شهاب الدين أحمد بن
عبد الرحمن، وحفيده الآخر جمال الدين عبد الله بن محمد[4].
مولده
ونشأته:
ولد في
القاهرة سنة (708هـ) (1309م)[5]، نشأ
ابن هشام نشأة عادية في أسرة متواضعة لم يكن لأفراده الكثير من الغنى والجاه.
طلب
العلم في سن مبكرة، ونشأ نشأة الطلاب النابهين، فبدأ طفولته بتعلم القراءة
والكتابة في مساجد مصر وكتاتيبها كغيره من طلاب العلم في عصره، ثم اهتم بدراسة
العربية والعلوم الدينية منذ صغره، حفظ القرآن الكريم ولازم كبار الشيوخ، فتلقى
عنهم مختلف العلوم، وقد أهلته هذه النشأة العلمية إلى أن تكتمل له شخصية العالم
الفذ والمؤلف الذي لا يشق له غبار، فذاع صيته ونال شهرة لم يحزها غيره من معاصريه[6].
شيوخه:
تتلمذ
ابن هشام على يد مشاهير علماء عصره الذين عاشوا في مصر قبلة العلماء وطلاب العلم
آنذاك من المشرق والمغرب، ومن أشهر شيوخه:
-
شهاب الدين عبد اللطيف بن المرحل، الذي كان يعتز
ابن هشام به وبعلمه اعتزازاً كبيراً، وكان يفضله على معاصره أبي حيان، وغيره من
العلماء، توفي سنة(744هـ).[7]
-
تاج الدين الفاكهاني عمر بن علي، ولد سنة 654هـ،
وهو أيضاً من أجل شيوخ ابن هشام، وقد قرأ عليه بعض كتبه في النحو، وأفاد منه فائدة
جليلة، توفي سنة(731هـ)[8].
-
تاج الدين علي بن عبد الله التبريزي، ولد سنة
(667هـ) كان جل اشتغاله بالحديث، وله فيه مصنفات ومختصرات وحواش جليلة، وقد انتفع
ابن هشام كثيراً بعلمه ومصنفاته، توفي سنة(746هـ)[9].
-
شمس الدين أبو بكر محمد بن السراج، ولد سنة
(670هـ)، وكانت له عناية بالقراءات وتعليم القرآن، وأفاد منه كثير من الطلاب، توفي
سنة (747هـ)[10].
تلاميذه:
من
أشهر تلامذته الذين أفادوا من علمه وصاروا بعده من أفذاذ الرجال، وقد تبوؤوا بعده
منزلة علمية رفيعة:
-
نجله محب الدين، محمد بن عبد الله بن يوسف بن
هشام، ولد سنة (750هـ)، ويقول عنه السيوطي إنه كان أوحد أهل عصره في تحقيق النحو،
وكان أنحى من أبيه.[11]
-
ابن الملقن، سراج الدين عمر بن أبي الحسن
المصري، ولد سنة(723هـ)، أخذ العربية عن ابن هشام وأبي حيان، برز في علوم كثيرة،
تفقه وأفتى ودرس وحدث، له مصنفات كثيرة، ذكر صاحب الضوء اللامع أنها بلغت ثلاثمائة
مصنف، توفي سنة (804هـ)[12].
-
عبد الخالق بن الفرات، تتلمذ على ابن هشام في
العربية، وكان محدثاً وبارعاً في فقه المالكية، توفي سنة (794هـ)[13].
آثاره
ومؤلفاته:
أكب
ابن هشام طيلة حياته على الكتابة والتصنيف في مختلف العلوم، فكتب كثيراً من
المصنفات بلغت الخمسين مصنفاً في النحو والصرف والتفسير واللغة وغيرها، لكن أهم
كتبه هي تصانيفه في النحو، نذكر منها:
أولاً:
كتبه المطبوعة:
-
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب:
ألف ابن هشام كتابه بمكة المكرمة عام 749هـ،
وفقده وهو في طريقه إلى مصر ثم عاد إلى الحرم، فأعاد تأليفه بهذا الاسم، وهذا
الكتاب هو قمة كتبه، ولقد حظي باهتمام كثير من العلماء في مصر وغيرها، ومن مظاهر
هذا الاهتمام الشروح والحواشي التي تدور في فلكه، ومن أهم هذه الشروح:
-
شرح الشيخ محمد بن أبي بكر الدماميني(828هـ)،
ويتسم هذا الشرح بكثرة نقده لابن هشام وتعقبه إياه.
-
شرح القاضي مصطفى بن حسن الأنطاكي(1100هـ) وقد
استفاد في شرحه من شروح سابقيه فجاء شرحه شاملاً مفيداً.
-
شرح وحي زاده(1018هـ) وقد وصفه صاحب كشف الظنون
بأنه شرح مفيد جامع في ستة مجلدات، سمَاه (مواهب الأديب في شرح مغني اللبيب) وهو
من الشروح المخطوطة[14].
وللمؤلف نفسه شرحان لشواهد المغني هما: شرح
الشواهد الصغرى، شرح الشواهد الكبرى.
حواشي المغني:
من أهمها:
-
حاشية الشمني(872هـ) وهي حاشية مطبوعة سماها (المنصف
من الكلام على مغني ابن هشام).
-
حاشية الأمير(1232هـ) وهي حاشية طبعت طبعتين
بالقاهرة، وهي من أجل حواشي المغني وقد وصفت بأنها أشهر كتبه.
-
حاشية الدسوقي(1230هـ) وهي حاشية مطبوعة مع
المغني في مجلدين[15].
ترى
الباحثة أن هذا الاهتمام الكبير بكتاب المغني إنما يدل بوضوح على القيمة الكبيرة
التي يأخذها هذا الكتاب بين كتب النحو، فلقد حظي بعدد كبير من الشروح والحواشي
والتصنيفات والمختصرات، وهذا ما يدل على ما فيه من قدر واف من العلم الذي انفرد به
هشام الأنصاري دون سواه من النحاة.
-
كتاب الإعراب عن قواعد الإعراب: وهو كتاب صغير مطبوع في نحو عشرين صفحة من
الحجم الصغير طباعة قديمة، بدون علامات أو ترقيم أو تعليقات أسفل الصفحة، كتب بلغة
شبيهة بلغة المتون في اختصارها.
يختلف
مضمون الكتاب عن كتب النحو المعروفة، حيث جعله في أربعة أبواب:
الباب
الأول: في الجملة وأحكامها[16].
الباب
الثاني: في الجار والمجرور[17]
الباب
الثالث: في تفسير كلمات يحتاج إليها المعرب[18].
الباب
الرابع: في الإشارة إلى عبارات محررة مستوفاة موجزة، يشير فيه إلى أوليات دقيقة في
كيفية الإعراب[19].
-
كتاب شرح قطر الندى وبل الصدى:
مقدمة أو متن صغير يقع مطبوعاً في تسع وعشرين
صفحة من الحجم الصغير، ألفه ابن هشام للمبتدئين في النحو بعبارة موجزة مركزة جعلته
صالحاً للاستظهار، جامعاً للمبادئ الأساسية. إلا أن ما به من إيجاز وتركيز أكسبه
صعوبة في اجتلاء بعض معانيه، وقصوراً في اكتمال بعض مباحثه[20].
وهذا ما جعل صاحبه يشرحه بكتابه (شرح قطر الندى
وبل الصدى) الذي يقول في مقدمته: " فهذه نكت حررتها على مقدمتي المسماة بقطر
الندى وبل الصدى رافعة لحجابها، كاشفة لنقابها، مكملة لشواهدها، متممة لفوائدها،
كافية لمن اقتصر عليها، وافية ببغية من جنح من طلاب علم العربية إليها"[21].
-
كتاب شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب:
كتبه
ابن هشام بأسلوب مركز دقيق كما هو الشأن في المتون، وقد شعر صاحبنا بحاجة إلى ما
يكشف غوامضه، ويكمل فوائده، فألف شرح شذور الذهب.
قيمته
العلمية:
ترجع
قيمة هذا الكتاب إلى: منهجه المبتكر في كتابه.
اشتماله
على عدد من المباحث المستوفاة التي لا نجد بصورتها هذه في كتاب آخر لابن هشام[22].
-
كتاب أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك:
هو شرح
للألفية اشتهر باسم (التوضيح) حسبما ذكر المؤلف في مقدمته، وهذا الشرح من أهم شروح
الألفية، فقد وضح به معانيها وحلل تراكيبها، وقد سلك في منهجه مسلكاً لم يأل معه
جهداً في ترتيب أبوابه وتفصيل ما أجمله الناظم أو إضافة ما أغفله.
وهذا
الشرح غير ممزوج بأبيات الألفية بل هو شرح مستقل، وقد وجد هذا الكتاب عناية كبيرة
من العلماء، فقد شرحه محمد محيي الدين عبد الحميد الذي حققه وسماه ( عدة السالك
إلى تحقيق أوضح المسالك)، ومحمد عبد العزيز النجار في شرحه ( ضياء السالك إلى أوضح
المسالك)، كما شرحه الأشموني شرحاً ينقل عنه الصبان أحياناً في حاشيته[23].
ثانياً: أهم كتبه المخطوطة:
-
تخليص الشواهد وتلخيص الفوائد أو شرح الشواهد.
-
الجامع الصغير في النحو.
-
شرح اللمحة البدرية.
-
رسالة في إعراب بعض الكلمات.
-
رسالة في مسألة (إن رحمة الله قريب من
المحسنين).
-
أسئلة وأجوبة في النحو[24].
شعره:
لم
يثبت أن ابن هشام قد كان له حظ من الشعر والأدب، وإن كان قد شرح بعض القصائد
الشعرية مثل بردة كعب والبوصيري.
وما
ورد له من أبيات هي أقرب للنظم منها إلى الشعر، ما يمكن أن نطلق عليه شعر العلماء،
ومن شعره:
ومن
يصطبر للعلم يظفر بنيله ومن يخطب
الحسناء يصبر على البذل
ومن لم
يذل النفس في طلب العلا يسيراً يعش
دهراً طويلاً أخا ذل[25]
مكانته
العلمية:
كان
ابن هشام الأنصاري شغوفاً بالعلم، يتمتع بذاكرة عظيمة، وحافظة مستقيمة، فاق أقرانه
وشيوخه وكافة علماء عصره علماً ومعرفةً، لم يقتصر على الجوانب اللغوية فحسب، ولشدة
شغفه بالعلم طاف المشرق والمغرب، ولم يكتف بالمكوث في مصر، كان لمؤلفاته الأصداء
الواسعة في النحو واللغة وخاصة كتابيه: مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، وأوضح
المسالك إلى ألفية ابن مالك، عرف بالتحنبل آخر أيام حياته[26].
وقد
ذكر الصفدي كلاماً يبين فيه مكانة ابن هشام العلمية بين النحاة واللغويين، حيث
يقول:" الشيخ الإمام العالم العلامة حجة العرب، أفضل المتأخرين، جمال الدين
أبو محمد الأنصاري الحنبلي المصري، شيخ النحو، ومن قام في أمره بالإثبات والمحو،
أظهر فيه الإبداع وصنف، وقرط الأسماع وشنف، ونظر ودقق، ورجح الأضعف، وأوهى الأقوى
من الأقوال، وسهل المتعقد، وصد عن الباطل، وأطرب لما صدح، وناقض شيخنا أثير الدين
وحجه، وعدل بمذاهبه عن المحجة، وكاد يميت ذكر أبي حيان، ويردي كل من جاء من جيان،
فلو عاصره سيبويه لحاكم الكسائي إليه، وفصل أمر المسألة الزنبورية بين يديه، أو
الفارسي لأجلب عليه بخيله ورجله، أو ابن جني لما كتم سر الصناعة من أجله، أو ابن
مالك لكان له مملوكاً"[27].
وقال
عنه ابن خلدون:" ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية يقال
له ابن هشام، أنحى من سيبويه"[28]،
وقال عنه مرة أخرى: "إن ابن هشام على علم جم يشهد بعلو قدره في صناعة النحو
وكان ينحو في طريقته منحاة أهل الموصل الذين اقتفوا أثر ابن جني واتبعوا مصطلح
تعليمه، فأتى من ذلك بشيء عجيب دال على قوة ملكته واطلاعه"[29].
من
خلال ما سبق، يمكنني أن أصف شخصية ابن هشام العلمية بما يلي:
-
سعة اطلاعه على العلوم والمعارف لتتلمذه على
كبار علماء عصره.
-
تعمقه في مناقشة الأفكار والآراء.
-
الدقة العلمية.
إذن
مكانة ابن هشام في مجال النحو أشهر من أن يشار إليها، فقد برزت منذ نبوغه في عصره
وبين معاصريه، ثم انتشرت فيمن جاء بعدهم إلى حاضرنا.
وفاته:
لقي
ابن هشام ربه بعد حياة حافلة بالشاط العلمي المتميز عظيم النفع، سنة (761هـ)[30]،
ولمنزلته العلمية الجليلة، وما عرف به من خلق، وما امتاز به من شخصية فذة، فقد
أثرت وفاته على من حوله، فقد رثاه بعض من عرف فضله، كمحمد بن الحسن الفارقي المصري
المعروف بابن نباتة قائلاً:
سقى ابن هشام في الثرى نوء رحمة يجر على مثواه ذيل غمام
سأروي
له من سيرة المدح مسنداً فما زلت أروي سيرة ابن هشام[31]
الفصل الثاني
التعريف
بكتاب مغني اللبيب:
من أهم
كتب ابن هشام، ولعل شهرة ابن هشام في النحو إنما جاءت بعد تأليفه لهذا الكتاب الذي
دوَى ذكره، وطار صيته بين الناس، فكان له من الشهرة كما كان لكتاب سيبويه.
عنوان
الكتاب:
من
خلال التمعن في عنوان الكتاب، يمكننا استجلاء بعض مقاصد ابن هشام من هذا المصنف:
-
أن يكون فيه غنية عن غيره، أي كفاية ووفاء
بالمباحث المنثورة في غيره من الكتب.
-
أن المغني يتسم بتركيز العبارة إلى درجة
الاستحكام في بعض المواضيع، مما يحوج لزاماً إلى بسط وبيان للمقصود، وربما هذا
الذي أدى به إلى أن يعنون كتابه ب(مغني اللبيب)، فهو لا يغني إلا من كان لبيباً
عاقلاً يحسن فك العبارة وفهم المقاصد[32].
سياق
تأليف كتاب مغني اللبيب:
1- السياق
التاريخي لتأليف المغني: يحدد ابن هشام في مقدمة المغني تاريخاً دقيقاً لزمن وضع كتابه كما بين
الدواعي والأسباب التي جعلته يشتغل بتأليفه، حيث يقول:" وقد كنت في عام تسعة
وأربعين وسبعمائة، أنشأت بمكة زادها الله شرفاً كتاباً في ذلك منوراً من أرجاء
قواعده كل حالك، ثم إنني أصبت به وبغيره في منصرفي إلى مصر، ولما منَ الله علي
بمعاودة حرم الله والمجاورة في خير بلاد الله، شمرت عن ساعد الاجتهاد ثانياً،
ووضعت هذا التصنيف..."[33]
نعلم من قوله أن ابن هشام شرع في تأليفه بعد سنة
(750هـ) بعد ضياع الكتاب الأول الذي ألفه في مكة المكرمة خلال المجاورة الأولى،
حيث اجتهد في تأليف المغني ليعوض الكتب الضائعة منه.
2- دواعي
التأليف:
يرى الدكتور فخر الدين قباوة أن المغني هو
الحلقة الثالثة في سلسلة جهود ابن هشام في التأسيس لعلم الإعراب، بعد الحلقة
الأولى وهي (القواعد الصغرى)، والحلقة الثانية وهي (القواعد الكبرى) وهو الكتاب
الذي كان ضياعه سبباً لتأليف المغني.[34]
أما ابن هشام فيذكر لنا في مقدمة المغني دوافع
تأليف كتابه:
الدافع الأول: تعويض الكتاب الذي ضاع منه أثناء عودته لمصر.
الدافع الثاني: تعليم الطلاب وتوجيههم إلى عدد من النكت
الإعرابية، حيث يقول:" ومما حثني على وضعه، أنني لما أنشأت في معناه المقدمة
الصغرى المسماة بالإعراب عن قواعد الإعراب، حسن وقعها عند أولي الألباب وسار نفعها
في جماعة الطلاب، مع أن الذي أودعته فيها بالنسبة إلى ما ادخرته عنها كشذرة من عقد
نحر، بل كقطرة من قطرات بحر"[35].
الدافع الثالث: صرح به في قوله:" لأني وضعت الكتاب لإفادة
متعاطي التفسير والعربية جميعاً"[36]، أي رغبته في توجيه المفسرين
إلى عدد من الآليات التي تشكل أدوات في توجيه معاني النص القرآني، والوصول إلى فهم
مراد الله تعالى.
منزلة الكتاب وقيمته:
يعد المغني لابن هشام من بين الكتب المهمة التي
شكلت فتحاً جديداً في عالم ما صنف من كتب خدمة للقرآن الكريم، فهو كتاب طريف
ومفيد، ألفه ابن هشام في أواخر حياته، فبين وفاة مؤلفه وتأليفه أربع سنوات، ولا
غنى لمن يفسر القرآن الكريم عن هذا الكتاب، ومما يدل على أهميته في هذا الأمر أن
ابن هشام لما سئل: لم لم تؤلف تفسيراً للقرآن أو لإعرابه؟ قال: أغناني المغني عن
ذلك[37].
فالمغني جاء مطعماً بالشواهد القرآنية والنبوية
والشعرية، مليئاً بالنكت النحوية، حيث يقول ابن هشام:" وضعت هذا التصنيف على
أحسن إحكام وترصيف، وتتبعت فيه مقفلات مسائل الإعراب فافتتحتها، ومعضلات يستشكلها
الطلاب فأوضحتها ونقحتها، وأغلاطاً وقعت لجماعة المعربين وغيرهم، فنبهت عليها
وأصلحتها"[38].
إذن فالمغني كتاب أوعى وجمع عدداً من المسائل
والأمور التي لا توجد في غيره من مؤلفات ابن هشام، ففيه الإيضاح والتنقيح،
والتنبيه والإصلاح، بل إنه موضوع على أحسن إحكام وترصيف.
مقدمة
الكتاب:
-
افتتح المقدمة حامداً لله وشاكراً له ومصلياً
على رسوله.
-
ثم ذكر دوافع تأليف كتابه وهي: تيسير فهم
القرآن، والاستشهاد بالحديث الشريف، وفتح باب المسائل النحوية والصرفية المغلقة وتسهيلها،
وتوضيح بعض المعضلات النحوية للطلاب، وكيفية الإعراب الصحيح.
-
ثم وضح الأبواب الثمانية للكتاب وعناوينها.
-
وبعد هذا فإن ابن هشام يفخر بمصنفه هذا. وليس
ذلك بغريب فكتاب المغني يعتبر مرجعاً لكل دارس للغة العربية.
-
وأخيراً فإن المقدمة امتازت بأسلوب السجع من البداية
إلى النهاية.
منهج ترتيب الموضوعات:
لقد جرى ابن هشام في أغلب مؤلفاته النحوية على الطريقة والمنهج الذي عهد
في الدراسات النحوية العامة، القائمة على أساس الوظيفة النحوية أو ما يعرف بطريقة
الأبواب، أما في كتاب (المغني) فقد سلك فيه مسلكاً جديداً في عرض المادة وتقسيمها،
وهذا ما جعل الكتاب قبلة للدارسين المعاصرين، من أجل فهم القصد والغرض وراء ذلك.
إن المتأمل في المنهج الذي اتبعه ابن هشام في ترتيب المادة وتبويب
الكتاب، وبالنظر في أبواب الكتاب الثمانية يجد أن ابن هشام ينتقل بنا من مرحلة
الإجابة عن سؤال (ماذا نعرب؟) من خلال الأبواب الأربعة الأولى التي يقدم لنا فيها
مادة لغوية غزيرة في إطار توظيفها الإعرابي، إلى مرحلة الإجابة عن سؤال (كيف
نعرب؟) من خلال الأبواب الأربعة المتبقية[39].
فقد نهج فيه منهاجاً لم يسبقه إليه أحد، فلم يقمه على مناهج النحاة
المعروفة (المرفوعات- المنصوبات- المجرورات...) لكنه قسمه إلى قسمين كبيرين، قسماً
جعله لمفردات حروف المعاني (الأدوات) ورتبه على حروف المعجم، موضحاً وظيفة كل
أداة، وطرق استخدامها بصورة علمية إحصائية مكنته من جمع آراء النحاة في كل مفردة
ونقاشها بتفصيل.
أما القسم الثاني فجمع فيه أحكام الجمل وأنواعها وأحكام الظرف والجار
والمجرور وخصائص الأبواب النحوية وصور المشكلات الإعرابية والإشارة إلى كتب إعراب
القرآن كلها، وفي القسمين نلاحظ انتشار الآيات القرآنية بغزارة ووفرة.[40]
فالباب الأول مخصص للمفردات والأدوات وحروف المعاني.
والباب الثاني مخصص للجمل وأقسامها.
والباب الثالث مخصص لأشباه الجمل.
والباب الرابع مخصص لأحكام يكثر ورودها ويقبح بالمعرب جهلها.
أما الباب الخامس فهو في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها.
والباب السادس في التحذير من أمور اشتهرت بين المعربين والصواب خلافها.
والباب السابع في كيفية الإعراب.
والباب الثامن في ذكر أمور كلية يتخرج عليها ما لا ينحصر من الصور الجزئية.
إذن فالأبواب الأربعة الأولى بحث في المسائل والمواد الموظفة في الإعراب،
والابواب الأربعة الأخرى بحث في المناهج، أي أنها تأسيس علمي لعملية الإعراب باعتبارها
آلية من آليات الدراسة والتوجيه.
ترى الباحثة أن منهج ابن هشام في تبويب وترتيب
كتاب المغني يدل على استقلال شخصيته عن غيرها من النحاة المتقدمين.
جهود
العلماء في خدمة المغني:
تهافت
الشراح والمعلقون والنظام على كتاب المغني، فشكل محوراً لحركة علمية تجسدت في
عشرات الأعمال، بين شرح وحاشية ونظم وغير ذلك، ولعل الدافع الأساس وراء هذه
العناية القصوى بهذا الكتاب الجليل أنه كان محور حلقات الدرس اللغوي في المعاهد
التعليمية والزوايا وغيرها، ما استلزم إنشاء شروح توضح مشكلاته وتشرح شواهده. ومن
أهم ما ألف حول المغني من الشروح:
1-
تحفة الغريب في الكلام على مغني اللبيب: ويعرف بالحاشية الهندية لأن
الدماميني ألفه في الهند[41].
2-
تنزيه السلف عن تمويه الخلف: لشمس الدين ابن الصائغ الزمردي[42].
3-
الشرح الصغير: لبدر الدين الدماميني[43].
4-
شرح مغني اللبيب: للشيخ نور الدين العسيلي المقرئ[44].
5-
شرح المغني: للقاضي مصطفى ابن الحاج حسن الأنطاكي[45].
6-
شرح مغني اللبيب: لأحمد بن محمد الرومي[46].
7-
فتح القريب: لجلال الدين السيوطي[47].
الحواشي:
1-
حاشية مصطفى بن بير محمد المعروف بعزمي زادة
2-
حاشية على مغني اللبيب: للسيد إبراهيم بن أحمد بن محمد العيالي اليمني.
3-
حاشية على المغني: للشيخ محمد عرفة الدسوقي[48].
المختصرات:
1-
ديوان الأريب مختصر مغني اللبيب: لمحمد بن عبد المجيد الشافعي.
2- قراضة
الذهب في علمي النحو والأدب: لأحمد المشهور بالنائب.
3- مختصر
المغني: لشمس الدين محمد بن إبراهيم البيجوري[49].
الفصل الثالث
منهج
ابن هشام في كتاب المغني:
مذهب
ابن هشام يقوم على الاختيار والانتخاب من المدارس النحوية السابقة، فلم يكن مقلداً
لمذهب من المذاهب، إنما كان يعرض آراء الأئمة السابقين على اختلاف مذاهبهم
ومدارسهم، ويوازن بينها، لكن مع ميله إلى الاتجاه البصري، فإنه لم يغمض الكوفيين
حقهم عندما يظهر له صواب رأيهم.[50]
من
الأمور التي كان يرى فيها صوابية المنهج البصري:
-
إهمال (أن) المصدرية حملاً على أختها (ما)، كما
في قراءة ابن محيصن:" لمن أراد أن يتم الرضاعة". وكقول الشاعر:
أن تقرآن
على أسماء ويحكما مني
السلام وألا تشعرا أحداً[51]
-
نصب الفعل المضارع بعد (حتى) ب(أن) مضمرة لا
بنفسها كما يقول الكوفيون[52].
-
أيد البصريين بأن النصب ب (أن) مضمرة بعد لام
التعليل، لا باللام بطريق الأصالة خلافاً لأكثر الكوفيين[53].
ولقد
كان يكثر الأخذ عن أعلام المدرسة البصرية، ويقف معهم في أغلب اختياراتهم، فمما
أخذه عن الخليل قوله:" إن العطف على التوهم كما وقع في المجرور يقع في
المجزوم"[54].
كما
كان يكثر من الأخذ عن سيبويه، حيث يقف معه في أغلب اختياراته، ومن ذلك:
-
أنَ (أما) بالفتح والتخفيف مركبة من كلمتين
(الهمزة للاستفهام) و(ما) اسم بمعنى شيء، وذلك الشيء حق، فالمعنى (أحقاً).[55]
-
اختار رأي سيبويه في أن المرفوع بعد (لولا)
بالابتداء[56].
-
(أي) الموصولة مبنية إذا
أضيفت وحذف صدر صلتها[57].
-
(عسى) في (عساي، عساك،
عساه) أجريت مجرى لعل في نصب الاسم ورفع الخبر، كما أجريت (لعل) مجراها في اقتران
خبرها بأن[58].
ومما
أخذ فيه برأي الكوفيين:
-
إنكارهم أن التفسيرية[59].
-
وقوع أن) شرطية، مثل: (إن) بالكسر[60].
-
وافق الكوفيين في قولهم بعدم وجوب كون (أم)
المنقطعة بمعنى بل والهمزة جميعاً[61].
-
رجح ما ذهب إليه الكوفيون من أن المصدر المؤول
بعد (لو) فاعل بفعل محذوف مقدر بعد لو[62].
ومما
خالف فيه الكوفيين:
-
ما ذهب إليه الكوفيون أن (عسى) فعل قاصر
بمنزلة(قرب)، وأن والفعل بدل اشتمال من الفاعل في (عسى زيد أن يقوم)، حيث يقول ابن
هشام:" ويرده أنه حينئذ يكون بدلاً لازماً تتوقف عليه فائدة الكلام وليس هذا
شأن البدل"[63].
-
ما ذهب إليه الكوفيون أن الفاء ناصبة في نحو (ما
تأتينا فتحدثنا) فقد ذكر والصحيح أن النصب ب(أن) مضمرة[64].
-
خالف الكوفيين فيما ذهبوا إليه أن النصب بعد
الواو الداخلة على المضارع المنصوب المعطوف على اسم صريح أو مؤول هو بهذه الواو،
فقد قال: "والحق أن هذه واو العطف"[65].
وعلى
نحو ما كان يختار من المدرستين البصرية والكوفية، كان يختار أيضاً من المدارس
البغدادية والأندلسية والمصرية. ومما اختاره من آراء أعلام المدرسة البغدادية
ما ذكره عن أبي علي الفارسي:
-
أن معنى
(إذن) الجواب والجزاء في الأكثر وقد تتمحض للجواب[66].
-
أن (حيث) تقع مفعولاً به، كما في قوله
تعالى:" الله أعلم حيث يجعل رسالته".[67]
وقد خالفه فيما ذكره أن (سيما) بالتخفيف وحذف
الواو نصب على الحال، فإذا قيل: (قاموا لا سيما زيداً) فالناصب قام.[68]
كما ينقل بعض الآراء عن ابن جني وقد اتفق معه أن
الجملة قد تبدل من المفرد كقول بعض الشعراء:
إلى الله أشكو بالمدينة حاجة وبالشام أخرى كيف
يلتقيان[69].
وقد أكثر ابن هشام من النقل عن الزمخشري، إلا
أنه كثيراً ما عارضه ورد رأيه، ومما استحسن فيه ابن هشام رأي الزمخشري:
-
جواز وقوع الجملة مفسرة للقول على تأويله بالأمر[70].
أما عن
نحويي المدرسة الأندلسية، فنجد الكثير من الأحكام المنسوبة إلى الأعلم الشنتمري،
وابن السيد البطليوسي، وابن الطراوة، وابن طاهر، والسهيلي، وابن خروف، والشلوبين.
ومما
نقله عن ابن عصفور:
-
جواز الفصل بين (إذن) والفعل المضارع بالنداء[71].
-
وقوع الجملة مفسرة بعد صريح القول.[72]
أما عن
ابن حيان فقد كان ابن هشام كثير المخالفة له والرد عليه، من ذلك:
-
مخالفته له في وصل (أن) المصدرية بفعل الأمر،
بينما ذهب ابن هشام إلى جوازه[73].
-
ما ذكره من قول أبي حيان أن جواب (إذا) الظرفية
المتضمنة معنى الشرط ورد مقروناً ب(ما) النافية نحو" إذا تتلى عليهم آياتنا
بينات ما كان حجتهم" وما النافية لها الصدر. فكان رد ابن هشام بأن هذا ليس
بجواب، وإنما الجواب محذوف[74].
أما
المدرسة المصرية والذي يعتبر ابن هشام من أبرز أعلامها، فنجد الكثير من آراء
شيوخها، مثل ابن بابشاذ الذي يقول بجواز الفصل بين (إذن) والفعل المضارع بالنداء
والدعاء مع بقاء نصبه[75].
كما
نقل الكثير عن ابن الحاجب، مع أن ابن هشام كان كثير المخالفة له، ومن ذلك ما ذهب
إليه أن (إنْ) تزاد بعد لما الإيجابية وهو سهو، وإنما هي أن المفتوحة[76].
أما
ابن مالك فهو يمثل مدرسة مصر والشام النحوية، فنجد ابن هشام قد اختار بعض آرائه،
مثل:
-
ما ذهب إليه من زيادة الباء في الحال المنفي
عاملها[77].
-
إجراء (ثم) مجرى الفاء والواو في جواز نصب
المضارع المقرون بها بعد الطلب، وذلك بإعطاء ثم حكم واو الجمع.[78]
-
استحسن ما ذهب إليه ابن مالك أن (حتى) إذا عطفت
على مجرور أعيد الخافض فرقاً بينها وبين الجارة[79].
ومما
خالفه فيه:
-
ما ذهب إليه ابن مالك أن (ما) استفهامية، و(ذا)
زائدة في نحو (ماذا صنعت)[80].
-
جواز استعمال (عل) بمعنى فوق مضافاً[81].
-
أن الفعل قد يجزم بعد (لعل) عند سقوط الفاء وعلق
عليه بقوله: "وهو غريب".[82]
فابن
هشام ليس مقلداً لمذهب من المذاهب، أو ناقلاً للآراء السابقة فحسب، بل يحاول
تخريجها والكشف عما وراءها من أوهام.
وتتجلى
مقدرة ابن هشام في عرض الآراء المتعددة والمتنوعة في اتجاهاتها وموازنته بين هذه
الآراء جميعاً، ثم الأخذ بالرأي الذي يرتاح له، ويأنس إليه، بعد بحث ومناقشة
مستفيضة وموازنة دقيقة، فنراه يحلل هذه الآراء ثم يبين ما يراه من صواب أو خطأ،
وكثيراً كان يشتق لنفسه رأياً جديداً.
ومن
أهم الآراء التي تفرد بها ابن هشام:
-
وقوع(عن) مرادفة ل(من) نحو " وهو الذي يقبل
التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات".[83].
-
عدم إفادة (قد) التوقع أصلاً مع الماضي، أو مع
المضارع[84].
-
محاولته تعديل المصطلحات النحوية نحو قولهم: "الفاء
جواب الشرط" والصواب أن يقال رابطة لجواب الشرط.[85]
-
قوله:" قولهم في السين وسوف حرف تنفيس،
والأحسن حرف استقبال لأنه أوضح، ومعنى التنفيس التوسيع، فإن هذا الحرف ينقل الفعل
عن الزمن الضيق إلى الزمن الواسع وهو الاستقبال.[86]
-
ذهب إلى أن (حاشا) اسم، حيث يقول:" والدليل
على اسميتها قراءة بعضهم حاشاً بالتنوين".[87]
الأصول
التي يعتمد عليها في الاستدلال والحكم:
أولاً:
السماع:
نظراً
لأهمية السماع باعتباره الأصل الأول من الأصول النحوية، نجد أن ابن هشام استند
عليه واستدل به في تأسيس الأحكام النحوية، والتنبيه على ما هو مسموع بأنه مسموع
ليعطيه توثيقاً خاصاً، حتى لو لم يكن مشهوراً أو أغفله بعض كبار الأئمة كسيبويه أو
غيره، ومن الأمثلة على ذلك:
-
حكمه على رأي النحاة بالصحة والفساد بمدى
مطابقته لكلام العرب أو عدم مطابقته، حيث يقول:" وأما قول الزمخشري: إذا قلت
(الله رحمن) أتصرفه أم لا؟ وقول ابن الحاجب: إنه اختلف في صرفه، فخارج عن كلام
العرب".[88]
-
وفي حذف المستثنى يذكر أنه يكون بعد إلا وغير
المسبوقين بليس، ثم يحكي أن بعضهم أجاز ذلك بعد لم يكن، فيصف هذا القول بأنه غير
مسموع[89].
-
في أحد المواضع التي يعود الضمير فيها على ما
تأخر لفظاً ورتبة، وهو أن يجر برب مفسراً بتمييز ولكنه يلزم التذكير، فيقال ربه
امرأة، لا ربها، ينقل عن الكوفيين جواز مطابقته للتمييز في التأنيث والتثنية
والجمع، ولكنه لا يوافقهم عليه لعدم السماع.[90]
ثانياً:
القياس:
كثيراً
ما يستخدم ابن هشام القياس في مناقشاته، وفي عرضه للآراء، فيجعله معياراً يصف به
بعض مذاهب النحاة وآرائهم، ومن الأمثلة على ذلك:
-
في مبحث (ما) عند الحديث عن قراءة الرفع في قوله
تعالى: "إن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها" حيث يقول
إن الأكثرين على أن ما موصولة، أي الذي هو بعوضة، وذلك عند البصريين والكوفيين على
حذف العائد مع عدم طول الصلة، وهو شاذ عند البصريين قياس عند الكوفيين".[91]
-
وعند كلامه في القلب، وقوله: إن أكثر وقوعه في
الشعر كقول حسان:
كأن سبيئة من بيت رأس
يكون مزاجها عسل وماء
فيمن
نصب المزاج، فجعل المعرفة الخبر، والنكرة الاسم، نجده بعد هذا يقول: وأما قول ابن
أسد: إن كان زائدة فخطأ، لأنها لا تزاد بلفظ المضارع بقياس.[92]
ثالثاً:
الإجماع:
يعتبر
ابن هشام الانفراد برأي يجافي ما أجمع عليه النحاة خرقاً للإجماع، فكثيراً ما كان
يستند إلى الإجماع في تبني رأي أو إصدار حكم، ومن الأمثلة على ذلك:
-
عند حديثه عن (أي) بفتح الهمزة وتشديد الياء،
يذكر أن من أوجهها أن تكون موصولاً نحو:" لننزعن من كل شيعة أيهم أشد"،
وخلال حديثه وعرضه للآراء ومناقشتها نراه يقول:" وزعم ابن الطراوة أن (أياً)
مقطوعة عن الإضافة، فلذلك بنيت، وأن (هم أشد) مبتدأ وخبر، وهذا باطل بالإجماع على
أنها إذا لم تضف كانت معربة"[93]،
فهو يستند إلى الإجماع في إبطال هذا الرأي.
تناوله
للشواهد في المغني:
أولاً:
الشواهد القرآنية:
نجد
الشواهد القرآنية عند ابن هشام كثيرة جداً لأنه أشار أن كتابه كتاب للنحو
وللتفسير، فلا يكاد يمر بضعة أسطر في كتابه إلا ويتخللها شاهد قرآني أو أكثر، كما
نجد الآية الواحدة مستفاداً بها في مواطن كثيرة من الكتاب، فهي تقارب ثلاثة آلاف
شاهد، ما لا نجده في كتاب نحوي مثل حجمه، أو أضعاف حجمه حتى، وهذا يوائم ما هو
معروف من اتجاه ابن هشام وهدفه من تأليف كتابه.[94]
ومن
الأمثلة على استشهاده بالآيات القرآنية:
-
قوله في مبحث إلا[95]: إن
من معانيها الاستثناء نحو{فشربوا منه إلا قليلاً}[96] ونحو{ ما فعلوه إلا قليل
منهم}[97]. فنلاحظ
أنه ذكر الشواهد دون أن يقدم لها بعبارة( قوله تعالى) أو ما شابه.
-
قوله في مبحث إذا الفجائية[98]:
ولم يقع الخبر معها في التنزيل إلا مصرحاً به نحو{ فإذا هي حية تسعى}[99]،
{فإذا هي شاخصة}[100].
وفي
بعض الأحيان نجد ابن هشام يقتصر على محل الشاهد فقط دون ذكر الآية كاملة، ولو كان
كلمة واحدة أو كلمتين، من ذلك:
-
تمثيله لما سكن لتوالي الحركات[101]
نحو {يأمركم}[102]
و{يشعركم}[103] في
بعض القراءات.
كما
ونجد ابن هشام يستدل بالقراءات المتواترة والشاذة،
-
فمثال
الأول: قراءة الحرميين (نافع وابن كثير): {أمن هو قانت آناء الليل}[104]
على أن الهمزة للنداء، وقراءتهما {وإن كلاً لما ليوفينهم ربك أعمالهم}[105]
على أن (إن) مخففة من الثقيلة[106].
ومثال
الثاني:
-
قراءة سعيد بن جبير:{ إلا أنهم ليأكلون الطعام}[107]،
ويستدل بها ابن هشام على دخول اللام الزائدة في خبر أنَ[108].
شواهد
الحديث:
كان
الاتجاه السائد لدى علمائنا القدامى الإقلال من الاستشهاد بالحديث، ككتاب سيبويه
الذي لا يحوي سوى بضع أحاديث، لكن موقف ابن هشام من الاستشهاد بالحديث كان
مختلفاً، وهذا ما نجده بشكل واضح في كتبه عامة وفي كتاب المغني خاصة، فقد بلغ عدد
شواهد الحديث في المغني ثلاثاً وستين حديثاً.[109]
ومن
الأمثلة على استشهاده بالأحاديث:
-
في حديثه عن (بلى) أنه قد يجاب بها الاستفهام
المجرد بقوله صلى الله عليه وسلم:" أترضون أن يكون لكم ربع الجنة" قالوا
بلى.[110]
-
في حذف الفاء من جواب الشرط أورد جزءاً من حديث
اللقطة" فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها".[111]
الشواهد
الشعرية:
هذا
النوع من الشواهد عند ابن هشام يلي الشواهد القرآنية في كتاب المغني من حيث
الاهتمام بها، فقد بلغ عددها سبعة وثلاثين وألف بيت أو شطر غالباً أو جزء من شطر
في بعض الأحيان"[112]
قد
يكتفي ابن هشام بذكر الشطر الأول من البيت أو الشطر الأخير، مثل:
...................... وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي[113]
وقد
يكتفي بأقل من شطر من البيت، مثل:
شربن بماء البحر[114].........
.................................
ويذكر
ابن هشام البيت كاملأً، فعند حديثه عن (ربَ) يقول: والدليل على صحة استقبال ما
بعدها قوله:
فإن أهلك فرب فتى سيبكي علي مهذب رخص البنان[115]
الأمثال
والأقوال المشهورة:
ومن
الأمثلة على استشهاده بالأمثال:
-
قوله إن (لو) خاصة بالفعل وقد يليها اسم مرفوع
معمول لمحذوف يفسره ما بعده... كقولهم:" لو ذات سوارٍ لطمتني"[116]،
وقول عمر- رضي الله عنه- " لو غيرك قالها يا أبا عبيدة"[117].
عبارته
وأسلوبه:
من
يقرأ في كتاب المغني لابن هشام يلاحظ سهولة أسلوبه ووضوحه، فأسلوبه هو أسلوب
الكتابة العلمية البعيدة عن البيان والبديع وأنواعهما. ولعل السبب في ذلك أنه يكتب
لطلاب العلم والمبتدئين الذين يحتاجون لتناول جوانب الموضوع بالشرح والبيان.
كما
نجده يهتم بالإيجاز في عبارته، ويدعو إليه، حيث يقول: "ينبغي للمعرب أن يتخير
من العبارات أوجزها وأجمعها للمعنى المراد، فيقول في نحو ضُرب، فعل ماض لم يسم
فاعله، ولا يقول: مبنى لما لم يسم فاعله، لطول ذلك وخفائه"[118]
أما
عبارة ابن هشام فنلاحظ أنه يتوخى فيها الدقة والسلامة، ومن دقته مثلاً أن بعض
النحاة يطلقون الأحكام مع المبالغة فيها تساهلاً، كقولهم عن الصحيح وقصدهم الرجحان
مثلاً، لكن الصحيح عند ابن هشام هو ما يجب اتباعه، أو الحمل عليه.[119]
الاستطراد
في الكتاب:
عند
قراءة كتاب المغني لابن هشام نجده أحياناً يستطرد خلال عرضه للمادة النحوية، فقد
يخرج عن المعنى الأصلي إلى معان أخرى تتصل به من قريب أو بعيد، ثم يعود إلى أصل
الموضوع، ومن أمثلة ذلك:
عندما
تحدث ابن هشام في المعنى الخامس من معاني الباء المفردة، وهو المصاحبة، أورد
الخلاف في الباء في قوله تعالى:" فسبح بحمد ربك"[120]
فحكى القول فيها بالمصاحبة والاستعانة، وبعد ذلك استطرد من الخلاف في معنى الباء
إلى الخلاف في " سبحانك اللهم وبحمدك" هل هي جملة واحدة أو جملتان بناء
على نوع الواو زائدة أو عاطفة.[121]
وضوح
الجانب التعليمي في منهجه:
يقول
ابن هشام في مقدمة المغني:" وتتبعت فيه مقفلات مسائل الإعراب فافتتحتها،
ومعضلات يستشكلها الطلاب فأوضحتها ونقحتها" ثم يقول:" وأضع فرائده على
طرف الثمام لينالها الطلاب بأدنى إلمام"[122]
ومما
يؤكد ذلك أسلوب المحاورة التي تقوم على التساؤلات والاعتراضات ثم الإجابة عنها،
وإزالة ما يكتنفها من غموض.[123]
ومن
أمثلة ذلك:
عند
الحديث عن (أمَا) بالفتح والتشديد يقول: إنها شرطية بدليل لزوم الفاء بعدها نحو
قوله تعالى:" فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا
فيقولون"[124]
ولو كانت زائدة لصح الاستغناء عنها.
فإن
قلت: قد استغنى عنها في قوله:
فأما القتال
لا قتال لديكم[125]
قلت:
هو ضرورة، كقول عبد الرحمن بن حسان:
من يفعل
الحسنات الله يشكرها[126]
فإن قلت:
حذفت في التنزيل في قوله تعالى: "فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد
إيمانكم"[127]،
قلت: الأصل فيقال لهم أكفرتم، فحذف القول استغناء عنه بالمقول، فتبعته الفاء في
الحذف.[128]
والأهم
من ذلك أنه خصص الباب السابع لتعليم الطلاب كيفية الإعراب، وقد صرح بذلك عندما
قال:" والمخاطب بمعظم هذا الباب المبتدئون".
فالملاحظ بوضوح الاتجاه التعليمي عند ابن هشام في المغني بصورة لم تظهر عند غيره.
الخاتمة:
وبعد
دراستي لكتاب مغني اللبيب لابن هشام، توصلت إلى النتائج الآتية:
-
يعد كتاب مغني اللبيب لابن هشام كتاب تعليمي
وكتاب تفسير في نفس الوقت.
-
تتسم شخصية ابن هشام العلمية بسعة الاطلاع
والدقة والتعمق في مناقشة الآراء.
-
ابن هشام ليس ناقلاً للآراء أو مقلداً بل يمتلك
قدرة على مناقشة الآراء وموازنتها واشتقاق آراء جديدة.
-
نهج ابن هشام في ترتيبه لمواضيع كتاب المغني
نهجاً مختلفاً عن كتبه الأخرى، فهو ترتيب جديد قائم على المعنى.
-
يتميز أسلوب ابن هشام بسهولة والوضوح أثناء
شرحه.
-
أكثر ابن هشام من الاستشهاد بالآيات القرآنية.
-
يقتصر ابن هشام أحياناً على ذكر موطن الشاهد فقط
من الآية الكريمة.
-
جاء استشهاد ابن هشام بالشواهد الشعرية بالدرجة
الثانية بعد الشواهد القرآنية.
-
استشهد ابن هشام بالأحاديث الشريفة كثيراً على
العكس من النحاة القدماء.
-
جاء اعتماد ابن هشام بالدرجة الأولى على السماع
في إبداء الأحكام ثم القياس ثم الإجماع.
-
أكثر ابن هشام من الأخذ عن أعلام المدرسة
البصرية.
-
يميل ابن هشام في الكثير من آرائه للمدرسة
البصرية.
المصادر والمراجع
المصادر:
-
القرآن الكريم
أولاً: المراجع العربية:
-
مغني اللبيب،
ابن هشام، تحقيق: د. مازن المبارك، محمد علي حمد الله، مراجعة سعيد الأفغاني.
الطبعة الثانية، دار الفكر، 1969م.
-
الدرر الكامنة
في أعيان المائة الثامنة، ابن حجر العسقلاني، بيروت، دار الجيل، ج2.
-
بغية الوعاة، السيوطي،
تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهر، مطبعة الحلبي، ط1، ج1.
-
الضوء اللامع
لأهل القرن التاسع، السخاوي، بيروت، دار مكتبة الحياة، ج5.
-
منهج ابن هشام
من خلال كتابه المغني، عمران شعيب، ليبيا، الدار الجماهيرية للنشر، ط1، 1986م.
-
شذرات الذهب،
ابن عماد الحنبلي، بيروت، مطبعة المكتب التجاري، ج6.
-
كشف الظنون عن
أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة، بغداد، مكتبة المثنى، ط1، ج2.
-
الإعراب عن
قواعد الإعراب، ابن هشام، تحقيق: رشيد العبيدي، بيروت، دار الفكر، 1959م.
-
ابن هشام
الأنصاري آثاره ومذهبه النحوي، علي فودة نيل، الرياض، عمادة شؤون المكتبات- جامعة
الملك سعود، ط1، 1985.
-
شرح قطر الندى
وبل الصدى، ابن هشام، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، مطبعة السعادة،
ط12.
-
أعيان العصر
وأعوان النصر، الصفدي، تحقيق: علي أبو زيد وآخرون،بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، ج3.
-
مقدمة ابن
خلدون، عبدالرحمن بن محمد بن خلدون، بيروت، دار الارقم بن ابي الارقم.
-
ملامح تعليمية
في مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري، عباس عبد الرؤوف، مجلة علوم اللغة العربية
وآدابها، م11، ع1، 20019م.
-
شرح قواعد
الإعراب، الكافيجي، تحقيق: فخر الدين قباوة، دمشق، طلاس للدراسات والترجمة والنشر،
ط2، 1993.
-
أسئلة وأجوبة
في إعراب القرآن، ابن هشام، مقدمة المحقق، محمد نغش، المجلس العلمي بالمدينة
المنورة، ط1، 1403هـ.
-
إيضاح المكنون،
إسماعيل البغدادي، طهران، المكتبة الإسلامية، ج4،ط3، 1967م.
-
ابن هشام أنحى
من سيبويه، صالح الأشتر، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، 1965.
-
ابن هشام
النحوي، سامي عوض، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، ط1، 1987م.
-
جهود ابن هشام
في خدمة القرآن الكريم، أسماء موسى، مجلة العلوم القانونية والاجتماعية، جامعة
زيان عاشور بالجلفة، ع10، 2018م.
ثانياً :
المراجع العربية الإنجليزية
[1] الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ابن حجر
العسقلاني، بيروت ، دار الجيل، ، ج2.، ص308.
[2]بغية الوعاة، السيوطي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهر،
مطبعة الحلبي، ط1، ج1،ص 293.
[3] السابق، ص62.
[4] الضوء اللامع لأهل القرن
التاسع، السخاوي، بيروت، دار مكتبة الحياة، ج5.،ص 56-57.
[5] بغية الوعاة، السيوطي، ص68.
[6] منهج ابن هشام من خلال كتابه
المغني، عمران شعيب، ليبيا، الدار الجماهيرية للنشر، ط1، 1986م، ص21-22
[7] الدرر، ابن حجر العسقلاني، ج2، ص407.
[8] بغية الوعاة، السيوطي، ص262.
[9] الدرر، ابن حجر العسقلاني، ج3،
ص72.
[10] بغية الوعاة، السيوطي، ص 101.
[11] السابق، ص62
[12] الضوء اللامع، السخاوي، ج6، ص100.
[13] شذرات الذهب، ابن عماد
الحنبلي، بيروت، مطبعة المكتب التجاري، ج6، ص333.
[14] كشف الظنون عن أسامي الكتب
والفنون، حاجي خليفة، بغداد، مكتبة المثنى، ط1، ج2، ص 1751-1752.
[15] منهج
ابن هشام، عمران شعيب، ص33
[16] الإعراب عن قواعد الإعراب، ابن
هشام، تحقيق: رشيد العبيدي، بيروت، دار الفكر، 1959م، ص108-113.
[17] الإعراب عن قواعد الإعراب، ابن هشام، ص 114.
[18] السابق، ص115-123.
[19] السابق، ص124-126.
[20] ابن هشام الأنصاري آثاره ومذهبه النحوي، علي فودة
نيل، الرياض، عمادة شؤون المكتبات- جامعة الملك سعود،ط1، 1985، ص95.
[21] شرح قطر الندى وبل الصدى، ابن
هشام، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد،
القاهرة، مطبعة السعادة، ط12،ص4.
[22] ينظر، ابن هشام آثاره ومذهبه النحوي، علي فودة
نيل، ص 74-75.
[23] ينظر منهج ابن هشام، ص30-31، عمران شعيب.
[24] ابن هشام الأنصاري آثاره ومذهبه، علي فودة نيل،
ص217-245-276.
[25] ينظر منهج ابن هشام، عمران شعيب، ص41-42.
[26] بغية الوعاة، السيوطي، ج2، ص69.
[27] أعيان العصر وأعوان النصر،
الصفدي، تحقيق: علي أبو زيد وآخرون، بيروت، دار الفكر المعاصر، ط1، ج3، ص5.
[28] بغية الوعاة، السيوطي، ص66.
[29] مقدمة ابن خلدون، عبدالرحمن بن
محمد بن خلدون، بيروت، دار الارقم بن ابي
الارقم.، ص547.
[30] الدرر، ابن حجر العسقلاني، ج2، ص 309.
[31] السابق، نفس الصفحة.
[32] ملامح
تعليمية في مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري، عباس عبد الرؤوف، مجلة علوم اللغة
العربية وآدابها، م11، ع1، 20019م. ص 126.
[33] مغني اللبيب، ابن هشام، ص13.
[34] شرح
قواعد الإعراب، الكافيجي، تحقيق: فخر الدين قباوة، دمشق، طلاس للدراسات والترجمة
والنشر، ط2، 1993، ص8-9.
[35] مغني اللبيب، ابن هشام، ص 14
[36] مغني اللبيب، ابن هشام، ص853.
[37] أسئلة
وأجوبة في إعراب القرآن، ابن هشام، مقدمة المحقق، محمد نغش، المجلس العلمي
بالمدينة المنورة، ط1، 1403هـ.
[38] مغني اللبيب، ابن هشام، ص1.
[39] ينظر جهود ابن هشام في خدمة القرآن الكريم، أسماء
موسى، مجلة العلوم القانونية والاجتماعية، جامعة زيان عاشور بالجلفة، ع10، 20018م،
ص 354-355.
[40] ينظر منهاج بن هشام الأنصاري في كتاب مغني
اللبيب، يحيى ومختار، 2004م، ص14-15.
[41] بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة،
السيوطي، ص67.
[42] كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة،
ص1752.
[43] ابن هشام النحوي، سامي عوض، ص145.
[44] كشف الظنون، حاجي خليفة، ص1754.
[45] السابق، نفس الصفحة.
[46] إيضاح المكنون، إسماعيل البغدادي، طهران، المكتبة
الإسلامية، ج4،ط3، 1967م، ص519.
[47] ابن هشام أنحى من سيبويه، صالح الأشتر، مجلة مجمع
اللغة العربية بدمشق، 1965، ص307.
[48] كشف الظنون، حاجي خليفة ج2، ص1747، 1753.
[49] السابق، ص 1747.
[50] ابن هشام النحوي، سامي عوض، دار طلاس للدراسات
والترجمة والنشر، ط1، 1987م، ص87-88.
[51] مغني اللبيب، ابن هشام، ص28.
[52] السابق، ص133.
[53] السابق، ص231.
[54] السابق، ص529.
[55] السابق، ص56.
[56] مغني اللبيب، ابن هشام، ص56.
[57] السابق، ص 81.
[58] مغني اللبيب، ابن هشام، ص 164.
[59] السابق، ص29.
[60] السابق، ص34.
[61] السابق، ص45.
[62] السابق، ص299.
[63] السابق، ص163.
[64] السابق، ص 173.
[65] السابق، ص 399.
[66] السابق، ص15.
[67] مغني اللبيب، ابن هشام، ص140.
[68] السابق، ص149.
[69] السابق، ص 475-476.
[70] السابق، ص 30.
[71] السابق، ص20.
[72] السابق، ص 30.
[73] السابق، ص26-27.
[74] السابق، ص 104.
[75] مغني اللبيب، ابن هشام، ج1، ص16.
[76] السابق، ص22.
[77] السابق، ص 117.
[78] السابق، ص127.
[79] السابق، ص136.
[80] السابق، ص334.
[81] السابق، ص166.
[82] السابق،
ص167.
[83] مغني اللبيب، ابن هشام، ج1،
ص159.
[84] السابق، ج1، ص187.
[85] السابق، ج2، ص 728.
[86] السابق، ج2، ص 738.
[87] السابق، ج2، ص 758-759.
[88] السابق، ص 514.
[89] مغني اللبيب، ابن هشام، ص706.
[90] السابق، ص544.
[91] السابق، ص348..
[92] السابق، ص 776.
[93] مغني اللبيب، ابن هشام، ص82.
[94] ينظر، منهج ابن هشام، عمران شعيب، ص315.
[95] مغني اللبيب، ابن هشام، ص 73.
[96] سورة البقرة: 249.
[97] سورة النساء: 66.
[98] مغني اللبيب، ابن هشام، ص92.
[99] سورة طه: 20.
[100] سورة الأنبياء: 97.
[101] مغني اللبيب، ابن هشام، ص300
[102] من قوله تعالى: {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء}،
سورة البقرة: 169.
[103] من قوله تعالى: {وما يشعركم أنها إذا جاءت لا
يؤمنون}، سورة الأنعام: 109.
[104] سورة الزمر: 9.
[105] سورة هود:111.
[106] مغني اللبيب، ابن هشام، ص20.
[107] سورة الفرقان: 20.
[108] مغني اللبيب، ابن هشام، ص257.
[109] منهج ابن هشام، عمران شعيب، ص332.
[110] السابق، ص 121.
[111] السابق، ص 178.
[112] ينظر، منهج ابن هشام، عمران شعيب، ص338.
[113] مغني اللبيب، ابن هشام، ص 342،
البيت للفرزدق، انظر ديوانه ص 153.
[114] السابق، ص119، البيت لأبي ذؤيب الهذلي.
[115] مغني اللبيب، ابن هشام، ص146.
[116] السابق، ص296.
[117] السابق، نفس الصفحة.
[118] السابق، ص 740.
[119] مغني اللبيب، ابن هشام، ص78.
[120] سورة النصر: 3.
[121] مغني اللبيب، ابن هشام، ص109.
[122] السابق، ص1.
[123] منهج ابن هشام، عمران شعيب، ص 296.
[124] سورة البقرة: 26.
[125] تمامه" ولكن سيراً في عراض المواكب"
وهو للحارث بن خالد. انظر الخزانة 1/ 217.
[126] تمامه" والشر بالشر عند الله مثلان" وهو
لعبد الرحمن بن حسان. انظر الخزانة4/ 547.
[127] آل عمران: 106.
[128] مغني اللبيب، ابن هشام، ص58.