) لاستعمال هيئة التحرير ) تاريخ الإرسال (05-08-2024)، تاريخ قبول النشر (28-09-2024)

التفكير الإيجابي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام في محافظات فلسطين الجنوبية _دراسة ميدانية على طلبة معهد الأمل للأيتام غزة - فلسطين

اسم الباحث الأول باللغتين العربية والإنجليزية

د.محمد حسن أبورحمة

Dr.mohammed hasan Aburahma

اسم الباحث الثاني باللغتين العربية والإنجليزية:

د.حسين عبد الكريم أبو ليلة

Dr.hussein Abdulkarem Abu Leila

اسم الباحث الثالث باللغتين العربية والإنجليزية:

هنادي عبد الرحمن عرفات

Hanadi Abdulrahman Arafat

the degree of positive thinking and its relationship to psychological and social compatibility among orphan students in the southern governorates of Palestine

1 اسم الجامعة والدولة (للأول) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية فلسطين

The Palestinian Ministry of Education and Higher Education-Palestine

2 اسم الجامعة والدولة (للثاني) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية فلسطين

The Palestinian Ministry of Education and Higher Education-Palestine

3 اسم الجامعة والدولة (للثالث) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية فلسطين

The Palestinian Ministry of Education and Higher Education-Palestine

Doi: لاستعمال هيئة التحرير

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:       E-mail address:

aburahma2009@hotmail .com

 

الملخص:

 

 

هدفت الدراسة إلى الكشف عن درجة التفكير الإيجابي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام بمحافظات فلسطين الجنوبية، واستخدم الباحثون المنهج الوصفي التحليلي وتكونت عينة الدراسة من الطلبة الأيتام بمعهد الأمل، واستخدم الباحثون الاستبانة كأداة للدراسة، ومن أهم نتائج الدراسة أن متوسط الدرجة الكلية للتفكير الإيجابي لدى الطلبة الأيتام بلغ (2.387) بوزن نسبي( 79.6) بدرجة تقدير كبيرة حسب المقياس المعتمد، كما أظهرت النتائج أن متوسط درجتي التوافق النفسي والاجتماعي للطلبة الأيتام بلغ (2.35) و (2.40) على التوالي وبوزن نسبي (78.42)،  و(80.08) للتوافق النفسي والاجتماعي على التوالي وبدرجة تقدير متوسطة وكبيرة ، كما أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسط الاستجابات لدرجة التفكير الإيجابي والتوافق النفسي والاجتماعي تعزى لمتغيرات الدراسة ( الجنس، سبب اليتم)، وأوصت الدراسة بأن يتبنى المعهد إقامة الدورات والبرامج التدريبية لتنمية التفكير الإيجابي لدى الطلبة الأيتام، كما أوصت بضرورة أن تتبنى وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المعهد برنامجاً توعوياً يهتم بالصحة النفسية العامة للأطفال الأيتام وبرامج التعويض والدمج المجتمعي.

 

 

  كلمات مفتاحية:  (التفكير الإيجابي، التوافق النفسي والاجتماعي، الطلبة الأيتام)

 

 

Abstract:

 

 

The study aimed to reveal the degree of positive thinking and its relationship to psychological and social compatibility among orphan students in the southern governorates of Palestine. The researchers used the descriptive analytical method and the study sample consisted of orphan students at Al-Amal Institute،and the researchers used the questionnaire as a study tool. Orphan students reached (2.387) with a relative weight (79.6) with a grade large ،and the results also showed that the average levels of psychological and social compatibility for orphan students reached (2.35) and (2.40)،respectively،and relative weight (78.42) and (80.08) for psychological and social compatibility،with medium grade. And the results also showed that there were no statistically significant differences in the average responses to the degree of positive thinking and psychological and social compatibility attributed to the study variables (gender،the reason for the orphan)،and the study recommended that the institute adopt courses and training programs to develop positive thinking among orphan students،also recommended that The Ministry of Education،in cooperation with the Institute،is adopting an educational program concerned with the general mental health of orphaned children and compensation and community integration programs.

 

 

Keywords: (positive thinking،psychological and social harmony،orphan students)

 

 

 

مقدمة:

كرم الله عز وجل الإنسان بالعقل، وجعل التفكير والإبداع أعلى درجات الإدراك، حيث أن العقل هو ما يساعد الإنسان في حل مشكلاته الشخصية والعامة، وهو ما يميزه عن غيره من المخلوقات.

وإن مما يمكّن الإنسان من الوصول إلى مراده أن يقوم بادئ ذي بدء بتحسين مستوياته الفكرية وذلك بتبني منهج فكري سليم عن نفسه وعن مجتمعه وعن الحياة بصفة عامة، وأن يدرب نفسه على التخلي عن الأفكار السلبية التي تحد من قدراته، والتي تضيع جهوده في سبيل تحقيق ما يصبو إليه من أهداف في حياته. (السر، 2014: 3)

وتتميز عملية التفكير بأنها عملية إنسانية تتطلب تنميتها وتعلمها جهوداً متميزة من أطراف عديدة في مراحل العمر المختلفة، وهي ذات صلة بالنواحي البيئية والوراثية من حيث المجالات المختلفة الجسمية والانفعالية والاجتماعية والثقافية والحضارية، والإنسان يولد ولديه آلة التفكير، وهذا العقل بفطرته السوية يركز على النجاح وإلغاء الفشل ويتجه للتفكير بالسعادة ومحاولة البحث عنها، لذا لا بد من تدريبه على مهارات التفكير الإيجابي لتتحول أفكار الإنسان وأحاسيسه لخدمة مصالحه بدلاً من أن تكون عكسها. (ناصر، 2018: 252)

وليست صدفة أن يكون الأطفال هم أكثر الفئات قدرة على تعلم التفكير الإيجابي بسبب عدم اكتمال تطورهم النفسي والاجتماعي والجسدي، وقدرتهم في هذه المراحل من عمرهم على الاستذكار لصفاء أذهانهم وخلوها مما يعكر صفوها ويشغلها من هموم ومشاكل الحياة، حيث إن تعليم التفكير وتنميته لدى الطفل يفتح باب الاستزادة من العلم واكتساب مهارات الحياة.

ولكن فقدان الطفل لأحد أبويه أو كلاهما قد يؤثر على التوافق النفسي والسلوك الاجتماعي لديه، سواء كان هذا الفقدان ناتجاً عن وفاة أو تفكك أسري واضطراب العلاقة بين الوالدين، وجميع ذلك يقود إلى تكوين خبرات مؤلمة لدى الطفل تشعره بعدم الأمن والطمأنينة، وتكون له مفهوماً ذاتياً سيئاً، يجعله مشوشاً، شارداً، غير صافي الذهن، يفكر في أمور سلبية قد تحدث له نتيجة غياب الوالدين أو أحدهما.

ولقد حث الدين الإسلامي الحنيف على الاهتمام باليتيم ورغب في ذلك في غير موضع من القرآن الكريم والسنة المطهرة، وجعل درجة عالية في الجنة لكافل اليتيم والمحسن إليه، ومن هذا الإحسان تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لليتيم، ومحاولة تعويضه عن فقدان والديه، وتعليمه أساليب الحياة وأساليب التفكير الإيجابي والمحاولة الدائمة للخروج به دائرة الأفكار السلبية والتوتر والقلق الذي يقود إلى الانحراف والجريمة.

ولقد قامت بعض المؤسسات والجمعيات باحتضان الطلبة الأيتام وتقديم خدمات الرعاية الشاملة لهم من الكساء والدواء والتعليم والصحة والدعم النفسي والاجتماعي، ومن أبرز هذه المؤسسات جمعية معهد الأمل للأيتام في مدينة غزة، التي أنشئت في العام (1949) م بعد النكبة مباشرة، وتقدم الجمعية الرعاية الشاملة لليتيم من سن (5 سنوات _18) سنة، وتمكنه اقتصادياً بعد تخرجه من المعهد من أجل المساهمة في توفير حياة كريمة له خارج أسوار المعهد.

ولقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أهمية بين التفكير الإيجابي للفرد كما أشارت إلى دور الشخصية السوية المتوازنة في نمو المجتمع وحضارته وتقدمه ومن هذه الدراسات دراسة أبو عاذرة (2017) ودراسة السر (2014) ودراسة القريشي (2012) التي أظهرت حاجة ماسة لتعليم التفكير الإيجابي للأطفال لما لذلك من أهمية ودور كبيرين للفرد والمجتمع.


 

مشكلة الدراسة:

تعد فئة الأطفال الأيتام من أهم الفئات المجتمعية التي قد تعاني من ظروف خاصة او مرت بأحداث ضاغطة ولها متطلبات خاصة مختلفة عن غيرهم من حيث الظروف البيئية والأسرية، الأمر الذي قد ينعكس على مشاعرهم وطريقة تفكيرهم وفهمهم الصحيح لحقائق الامور، ولقد أثرت الظروف الاقتصادية والحروب المتعاقبة على الأطفال الأيتام، من حيث التوازن النفسي لديهم، واندماجهم في المجتمع وتكيفهم وقدرتهم على الاستفادة من كل المصادر النفسية والبيئية المتاحة لهم، ولقد واكب الباحثون ذلك عن كثب من خلال عملهم في مجلس إدارة جمعية معهد الأمل للأيتام لفترة سابقة، شاهدوا من خلالها ما يعانيه الأطفال من آثار نفسية واجتماعية صعبة نتيجة الأفكار السلبية التي تسيطر عليهم، نتيجة الأسباب التي جعلتهم أيتاماً.

وبعد العرض السابق يرى الباحثون أن مشكلة الدراسة تتحدد في السؤال الرئيس التالي:

ما علاقة التفكير الإيجابي بالتوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام في محافظات فلسطين الجنوبية؟

ويتفرع منه الأسئلة التالية:

1.      ما درجة التفكير الإيجابي لدى الطلبة الأيتام بجمعية معهد الأمل للأيتام؟

2.      ما درجة التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام بجمعية معهد الأمل للأيتام؟

3.      هل توجد علاقة ارتباطية بين مستوى التفكير الإيجابي وبين التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام؟

4.      هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α 0.05) بين متوسطات استجابات أفراد العينة لدرجة التفكير الإيجابي لدى الطلبة تبعاً لمتغيرات (الجنس، سبب اليتم)؟

5.      هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة α 0.05)) بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة التوافق النفسي والاجتماعي لديهم تبعاً لمتغيرات (الجنس، سبب اليتم)؟

أهداف الدراسة:

سعت الدراسة إلى تحقيق الأهداف التالية:

1.      الكشف عن درجة التفكير الإيجابي لدى الطلبة الأيتام بجمعية معهد الأمل للأيتام

2.      الكشف عن درجة التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام بجمعية معهد الأمل للأيتام.

3.      الكشف عن العلاقة الارتباطية بين درجة التفكير الإيجابي وبين التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام.

4.      الكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين استجابات أفراد العينة على مقياس التفكير الإيجابي تبعاً لمتغيرات الدراسة (الجنس، سبب اليتم).

5.      الكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين استجابات أفراد العينة على مقياس التوافق النفسي والاجتماعي تبعاً لمتغيرات الدراسة (الجنس، سبب اليتم).

أهمية الدراسة:

إن التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام يعد من الموضوعات الهامة التي تستحق الدراسة فلقد أوصى النبي الأكرم بالمسح على رأس اليتيم وقرن كفالته والإحسان إليه بمرافقته في الجنة صلى الله عليه وسلم.

           كما تكمن أهمية هذه الدراسة في ندرتها في البيئة الفلسطينية حسب علم الباحث، حيث لم تقع يد الباحث علي بحث كتب في هذا المجال، يتناول العلاقة بين التفكير الإيجابي والتوافق النفسي والاجتماعي للطالب اليتيم، كما قد توفر الدراسة مرجعاً للدارسين، وقد تسد الدراسة ثغرة علمية في مجال التوافق النفسي والاجتماعي وعلم النفس من خلال إثراء المكتبة العربية بشكل عام والفلسطينية بشكل خاص بالإطار النظري الذي تقدمه الدراسة، وقد يفتح آفاق بحوث مستقبلية أمام الباحثين، وقد يعين البحث المسؤولين عن الجمعيات الخيرية للأيتام في محافظات غزة في تكوين رؤية واضحة مبنية على أسس علمية في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للطلبة الأيتام.

حدود البحث:

اقتصرت هذه الدراسة على الحدود التالية:

حد الموضوع: اقتصرت هذه الدراسة على موضوع التفكير الإيجابي والتوافق النفسي والاجتماعي.

الحد المكاني: تم تطبيق هذه الدراسة في جمعية معهد الأمل للأيتام بمحافظات غزة.

الحد البشري: تم تطبيق الدراسة على الطلبة الأيتام من سن (10 إلى 18) سنة.

الحد الزماني: تم تطبيق هذه الدراسة في الفصل الدراسي 2019-2020 م.

منهج الدارسة:

استخدم الباحثون في هذا الدارسة المنهج الوصفي التحليلي، _المنهج المسحي الشامل-وحاول الباحثون من خلاله وصف (درجة التفكير الإيجابي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي للأطفال الأيتام) في جمعية معهد الأمل للأيتام بمحافظات فلسطين الجنوبية وتحليل بياناتها وبيان العلاقة بين مكوناتها والآراء التي تطرح حولها والعمليات التي تتضمنها والآثار التي تحدثها.

مصطلحات الدراسة:

التفكير الإيجابي اصطلاحاً: هو الطريقة التي يفكر بها الشخص وينعكس إيجابياً على تصرفاته على الأشخاص والأحداث، ويرتقي بالفرد ويساعده على استثمار عقله، ومشاعره وسلوكه واكتشاف قواه الكامنة ويساعده على تغيير حياته نحو الأفضل وبالتالي هو اندماج بالحياة وتوجه دائم نحو استنباط الحلول لأي                                                مشكلة (جودة وآخرون، 2013: 22).

التعريف الاجرائي: يتمثل في مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب من اجابته على مقياس التفكير الإيجابي المستخدم في هذه الدراسة.

التوافق النفسي والاجتماعي اصطلاحاً: عرفه الجموعي (2013) بأنه اشباع الفرد لحاجاته النفسية وتقبله لذاته واستمتاعه بالحياة الخالية من التوترات والصراعات والامراض النفسية، واستمتاعه بعلاقات اجتماعية حميمة ومشاركته في الأنشطة الاجتماعية، وتقبله لعادات وتقاليد وقيم مجتمعية(الجموعي،  8:2012).

التعريف الاجرائي للتوافق النفسي والاجتماعي: هو الدرجة التي يحصل عليها الطالب عند استجابته على الأداة المستعملة في البحث الحالي لقياس التوافق النفسي والاجتماعي .

محافظات فلسطين الجنوبية: هي جزء من السهل الساحلي تبلغ مساحته (365) كم مربع ويمتد على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط بطول 45 كم وبعرض يتراوح ما بين 6 إلى 12 كم طبقاً للوضع الحالي                      للمحافظات (وزارة التخطيط الفلسطينية،1997: 1).

الطلبة الأيتام: هم الأطفال الذين لم يبلغوا سن البلوغ وفقدوا آباءهم ويدرسون في المدارس الحكومية ويقيمون في معهد الأمل للأيتام بمدينة غزة.

الإطار النظري:

يمثل التفكير الإيجابي أبرز جوانب الاقتدار الإنساني، إذا أنه بلا شك الأداة الأكثر فاعلية في التعامل مع مشكلات الحياة وتحدياتها، فالعقبات والصعوبات والمعوقات السلبية على اختلافها لا تحل عملياً إلا من خلال التفكير الإيجابي الذي وحده يوفر المخارج ويستكشف إمكانات الحلول ن التفكير الإيجابي بالتالي ليس مجرد مقارنة منهجية بل هو توجه يعبئ الطاقات ويستخرج الظاهر منها كما الكامنة من أجل حل المشكلات (حجازي، 2005: 329).

ولقد استخدم الباحثون أوصافاً متعددة للتمييز بين نوع وآخر من تعريفات التفكير، وربما كان تعدد أوصاف التفكير وتسمياته أحد الشواهد على مدى اهتمام الباحثين بدراسة موضوع التفكير.

يتكون مصطلح التفكير الإيجابي من كلمتين هما (التفكير)، و(الإيجابي)، ولكل منهما دلالته اللغوية والاصطلاحية، كما ان لمصطلح التفكير الإيجابي مفهوما يدل عليه، على النحو التالي:

مفهوم التفكير الإيجابي:

هو قدرة الفرد الإرادية على تقويم أفكاره ومعتقداته، والتحكم فيها وتوجيهها تجاه تحقيق ما توقعه من النتائج الناتجة وتدعيم حل المشكلات، ومن خلال تكون أنظمة وأنساق عقلية منطقية ذات طابع تفاؤلي تسعى للوصول لحل المشكلة ( علة وبوزاد، 2016: 132).

وتعرفه إبراهيم (2009: 112) بأنه توقع النجاح في القدرة على معالجة المشكلات بتوجيه من قناعات عقلية بناءة، وباستخدام استراتيجيات القيادة التي تزيد من إمداد الفرد بثقته في أدائه وسيطرته وإدارته لعمليات التفكير لديه.

ومن خلال الاطلاع على عدة تعريفات للتفكير الإيجابي يمكن للباحثين تعريف التفكير الإيجابي على انها مدى ما يمتلكه الفرد من قناعات وتوقعات إيجابية متفائلة حول الذات والآخر والمستقبل، بحيث يظهر ذلك في سلوكه وتصرفاته في الحياة.

أهمية التفكير الإيجابي:

لخصت (السر,2014: 19-22) في دراستها أهمية التفكير الإيجابي في التالي:

1.      أنه الباعث على استنباط الأفضل، وهو سر الأداء العالي، ويعزز بيئة العمل بالانفتاح والصدق والثقة.

2.      إعداد الأنسان إعداداً صالحا لمواجهة ظروف الحياة العملية التي تتشابك فيها المصالح، وتزداد المطالب، ليتاح له المجال لاكتساب المهارات التي تجعله قادراً على التفكير في تلمس الحلول للمشكلات التي تطرأ على حياته.

3.      التغير الإيجابي البناء يجريه البناء الذي يجريه الفرد داخل نفسه فيكون له الأثر النافع في شخصيته وكافة الأنشطة.

4.      يبحث التفكير الإيجابي عن القيمة والفائدة، وهو تفكير تصدر منه مقترحات ملموسة وعملية، حيث يجعل الأشياء تعمل، وهدفه هو الفاعلية والبناء.

5.      عند التفكير بطريقة إيجابية تنجذب الينا المواقف الإيجابية، والعكس يحدث عندما نفكر بطريقة سلبية فإننا نجذب الينا المواقف السلبية.

بعض النظريات التي فسرت التفكير الإيجابي:

1.      نظرية العلاج العقلاني الانفعالي (ألبرت اليس): تنص هذه النظرية على علاج اللامعقول بالمعقول وتبني فلسفة للحياة أكثر عقلانية، او هي علاج مباشر موجه يستخدم فنيات معرفية وانفعالية لمساعدة المريض على تصحيح معتقداته غير العقلانية التي يصاحبها خلل انفعالي وسلوكي إلى معتقدات عقلانية يصاحبها ضبط انفعالي وسلوكي، ويقرر ألبرت اليس ان كل المشاعر المضطربة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بواحد أو أكثر من الأفكار غير المنطقية السلبية فيما يتعلق بالذات والآخرين والظروف المحيطة.

2.      نظرية التفاؤل المتعلم: يؤكد (د. مارتن سليجمان) مؤسس علم النفس الإيجابي ان التفاؤل وكذلك التشاؤم يعلمان، فقد طور سليجمان وكل من (بيترسن وستين) من بعده نظرية التفاؤل والتشاؤم، وانهما اسلوبان في التفكير وتفسير الوقائع والاحداث، وهي الفكرة التي نكونها عن القيمة العامة التي نعطيها لأنفسنا وفرصنا ولمكانتنا في الحياة، كذلك طور سليجمان وزملاؤه أسلوب التفسير المتفائل والمتشائم انطلاقا من اعماله حول العجز المكتسب. والدراسات الحديثة تؤكد ان التكرار والتركيز والأنشطة التي يختارها الانسان في حياته سواء كانت ذهنية او عملية، كلها تؤثر في الدماغ تأثيرا عجيبا في انها تعيد تركيبه وتكوينه وطريقة عمله، فعلى قدر ما تحدث عقلك حديثا إيجابيا على قدر ما ينشط ويعاد تشكيله ليعطيك أفكارا إيجابية ونشاطا وطاقة، والعكس صحيح (الشمري، 2018: 1105).

العوامل المؤثرة في التفكير الإيجابي:

هناك عدة عوامل تؤثر في التفكير بشكل عام، وعملية التفكير الإيجابي بشكل خاص، لأن جميع المشاعر والمعتقدات والمعارف تبنى أساساً على الأفكار الموجودة في داخل العقل سواء ما كان منها في الشعور أو اللاشعور الكامن داخلياً، وأهم هذه العوامل ما يلي:

-        النظرية الشاملة والتحرك بالمحيط الشامل.

-        الضبط بشكل عام والالتزام بالمشاركة في العمل، والضبط الداخلي بالخصوص عند المرء.

-        النية الدماغية وطبيعة الجينات الوراثية في البنى العقلية.

-        الانتباه والممارسة الواعية وتشجيع الاكتشاف.

-        التنشئة الاجتماعية والأسرية ومستوى البيئة الثقافية في محيط الفرد.

-        امتلاك الفرد لمفهوم ذاتي إيجابي يجعله أكثر ميلاً للارتباط بالأفكار المتنوعة والمخالفة لوجهات نظر الآخرين، أما الذي يتبنى مفهوماً ذاتياً سلبياً فهو غير آمن وغير مطمئن وأقل ميلاً لتحدي الأفكار.

-        قدرة الفرد على الاستيعاب اللفظي وتنظيم الأفكار والتنظيم الإدراكي (علة وبوزاد، 2016: 132).

التوافق النفسي والاجتماعي:

إن عملية التوافق بأبعادها وأشكالها المختلفة تعد من أهم العمليات الهامة في حياة الفرد، فإذا تمكن الفرد أن يحقق رغباته ويشبعها في حدود قدراته وإمكاناته فهذا الشخص له قدرات عالية من التوافق بين نفسه ومجتمعه، أما عجزه من ذلك الانسجام وعدم تحقيقه لرغباته وعدم إشباع حاجاته فهذا الشخص غير متوافق نفسياً واجتماعياً، والأخير يؤدي إلى ظهور مجتمعات يعاني أفرادها من أزمات وأمراض نفسية واجتماعية.

يعد التوافق النفسي من المفاهيم المهمة والأساسية المتصلة بشخصية الفرد وبصحته النفسية وعلاقته التكيفية مع الوسط البيئي والمجتمعي، إذ يختلف الافراد من حيث قدراتهم الجسمية والعقلية وامكانياتهم الشخصية  لمبدأ الفروق الفردية في مختلف المجالات، كما أن التوافق النفسي من الموضوعات الحيوية التي استهوت الكثير من العلماء والباحثين في مجال علم النفس وعلم الاجتماع إذ أنه يهتم بمعرفة ودراسة العلاقات الاجتماعية واشباع الرغبات والحاجات الشخصية المنسجمة مع متطلبات الموقف. حسين ، عبد أليمة ، 2011، 1).

مفهوم التوافق النفسي والاجتماعي:

هو قدرة المراهق على تحقيق التوازن بين دوافعه ورغباته الذاتية وفقاً لقواعد اجتماعية وكذلك مواجه مختلف المواقف الجديدة من أجل تحقيق أهدافه المنشودة بما فيها التعليمية (جعرير: 52،2017).

هو قدرة الفرد على تحقيق التوازن بين رغباته ورغبات ومتطلبات المجتمع، في مواجهة المشكلات التي يتعرض لها في مواقف محددة وكذلك تكوين علاقات جديدة في المجتمع الذي يعيش فيه مما يؤدي إلى الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة (مختار: 100،2016).

هو حالة تكون فيه حاجات الفرد من ناحية ومتطلبات البيئة من ناحية أخرى مشبعة تماماً من خلال علاقة منسجمة بين الفرد وبيئته الاجتماعية (مجاهد، 56:2016).

يعني التوازن والتوافق السليم للفرد سواءً مع نفسه أو مجتمعه الذي يعيش فيه، فهو يتضمن العملية التي بواسطتها يحاول الفرد أن يتعامل ويسيطر على القوى المختلفة في الحياة، وهو عمل إيجابي يحاول الفرد من خلاله التعديل في نفسه وفي الظروف الخارجية معاً (إبراهيم، 156:2014).

من خلال الاطلاع على عدة تعريفات وتفسيرات للتوافق النفسي والاجتماعي، وجد الباحثون ان التوافق النفسي والاجتماعي هو عبارة عن حالة من التالف والانسجام بين الفرد ونفسه وبين الفرد وبيئته الاجتماعية، بحيث يكون ذلك الفرد قادر على اشباع حاجاته النفسية والمادية والاجتماعية بشكل مرضي إيجابي .

أبعاد التوافق:

  1. التوافق النفسي (الشخصي): ويتضمن السعادة مع النفس والرضا عنها وإشباع الدوافع والحاجات الداخلية الأولية والفطرية والثانوية، ويعبر عن سلم داخلي حيث يقل الصراع الداخلي، ويتضمن كذلك التوافق لمطالب النمو في مراحله المتتابعة.
  2. التوافق الاجتماعي: ويتضمن السعادة مع الآخرين والالتزام بأخلاقيات المجتمع ومسايرة المعايير الاجتماعية والامتثال لقواعد الضبط الاجتماعي وتقبل التغير الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي السليم مما يؤدي إلى تحقيق الصحة الاجتماعية.
  3. التوافق المهني: ويضم الاختيار المناسب للمهنة والاستعداد علماً وتدريباً لها والدخول فيها والإنجاز والكفاءة والإنتاج والشعور بالرضا والنجاح ويعبر عنه العامل المناسب في العمل المناسب (أبو موسى، 13:2008).

العوامل المؤثرة على التوافق النفسي والاجتماعي:

1.     العوامل النفسية: الانفعالات الشديدة والغير مناسبة للمواقف حيث يكون لهذه الانفعالات الغير متوازنة أثرها السيء من الناحية الجسمية والنفسية والاجتماعية، وعدم فهم المرء لذاته أو التقدير السالب للذات وضعف مشاعر الكفاية يمكن أن تكون سبباً لسوء التوافق كما يمكن أن تعوق قدرة الفرد على تحديد أهداف مناسبة مما يعني الفشل في تحقيق هذه الأهداف وهذا يمكن ان يضاعف من سوء التوافق النفسي والاجتماعي والتعرض لمزيد من الاضطرابات، وكذلك صراع الأدوار إذ يلعب الفرد أدواراً متعددة تبعا لما يتوقعه المجتمع، والاضطرابات النفسية بكافة أنواعها حيث سوء التوافق مظهراً من مظاهرها.

2.     العوامل الوراثية وجسمية: للوراثة أثرها في سلوك الفرد فإذا كانت الوراثة سليمة، وكذلك التربية والبيئة فإننا نتوقع أن يكون الفرد حسن التوافق، إلا أن بعض الاضطرابات الوراثية والتي يمكن أن ترتبط ببعض الإعاقات العقلية أو الجسمية تكون سبباً لسوء التوافق، وقد تكون العاهة نتيجة أسباب خارجة عن إرادته ومع ذلك فإنه في كلتا الحالتين سواء كان السبب وراثياً أو بيئياً فإن النفص الجسمي والعاهات قد تؤدي إلى سوء التوافق وتتفاوت الإعاقات في تأثيرها على مدى التوافق لدى الفرد حسب جسامتها، وكذلك بناءً على نظرة المجتمع فكلما كانت الإعاقة كبيرة كلما قل التوافق النفسي والاجتماعي وكلما ساءت نظرة المجتمع والإهمال والاحتقار والعطف الزائد زاد شعور الفرد بأنه عاجز وعالة وبالتالي ذلك يزيد من سوء توافقه النفسي والاجتماعي.

3.     عوامل بيئية واجتماعية: للفرد حاجات لابد من إشباعها ليكون متوافقاً إلا أن إشباعها لابد أن يكون بصورة اجتماعية، ولا شك في أن الظروف الاجتماعية والأسرية السيئة كالتفكك الأسري والظروف الاقتصادية السيئة والتغيرات السريعة تمثل عوامل لسوء التوافق (قوارح، والهلي، 2018: 134).

مؤشرات التوافق النفسي والاجتماعي:

  1. إشباع الإنسان لدوافعه وحاجاته: يعد مؤشراً مهماً للتوافق النفسي والاجتماعي حيث أن إشباع الإنسان لحاجاته الأساسية وطريقة مواجهته لتلك الحاجات، هو الذي يحدد مدى تمتعه بدرجة عالية من التوافق.
  2. القدرة على ضبط الذات وتحمل المسؤولية: أن الشخص الصحيح هو الذي يستطيع أن يتحكم في رغباته، وأن يكون قادراً على إرجاء بعض حاجاته، وكذلك الشخص المتوافق هو الذي يعتبر نفسه مسؤولاً عن أعماله ويتحمل هذه المسؤولية عن طيب خاطر.
  3. القدرة على المواجهة: يشير هذا المؤشر إلى قدرة الفرد على مواجهة الاحباطات والصراعات والأزمات والشدائد التي يتعين على الفرد مواجهتها (زكار، 392:2013).
  4. النظرة الواقعية للحياة: قدرة الأفراد على تقبل الواقع المعاشي ونظرته للحياة بكل ما فيها من أفراح وأتراح تشير إلى مدى توافق الفرد نفسياً واجتماعياً.
  5. مستوى طموح الفرد: الفرد المتوافق نفسياً واجتماعياً تكون طموحاته المشروعة في مستوى إمكاناته وسعى لتحقيق هذه الطموحات المشروعة في ضوء مقدرته على تحقيقها ويشير هذا إلى توافق الفرد، بينما نجد الفرد الغير متوافق يحلق بطموحاته بعيداً عن إمكاناته وقد يلجأ إلى المقامرة والمضاربة لتحقيقها مما يسبب له انهيار وعدائية للحياة وللآخرين (الداهري، والعبيدي: 56،1999).

 نظريات التوافق النفسي والاجتماعي:

  1. المدرسة السلوكية: يرى أصحاب المدرسة بأن الشخصية السوية تتطلب الكفاية والسيطرة على الذات والقدرة على الحد من التصرفات وقمع ما يعيق توافق الفرد مع البيئة وتعلم التصرفات الفاعلة في بلوغ الأهداف المقبولة، ويتحقق هذا التوافق إذا تمكن الفرد اكتشاف القوانين الكامنة في الطبيعة والمجتمع والتي يستطيع الفرد بموجبها سد احتياجاته وتجنب الخطر.
  2. مدرسة التحليل النفسي: يرى أصحاب هذه المدرسة بأن الشخصية تتكون من ثلاث أجهزة نفسية وهي (الهو، والانا، والانا الأعلى)، ولا بد أن تعمل هذه الأجهزة جميعها في تعاون وانسجام فيما بينها لكي يتحقق التوافق النفسي والاجتماعي، فيما يرى فرويد أن أسباب التوافق النفسي والاجتماعي من وجهة نظره ترجع إلى مرحلة الطفولة الأولى التي تؤثر على شخصية الفرد المستقبلية وهذا هو الرأي السائد للمدرسة منذ القدم، إلا أن أصحاب المدرسة الجديدة يميلوا إلى عدم التركيز على الأثار السلبية للمجتمع على الفرد، ويهتمون بالآثار الإيجابية لتلك العلاقة، كما وأنهم يؤكدوا على أن الأنسان يحتاج إلى الإحساس بالانتماء لأخيه الأنسان وبالإحساس بالقدرة على الإبداع والابتكار، وكذلك يرو بأن لم يحقق الأنسان نوعاً من الإشباع للحاجات بغض النظر عن الثقافة والمجتمع الذي يعيش فيه فأنه سيعاني من اضطرابات في درجة التوافق النفسي والاجتماعي.
  3. مدرسة علم النفس الإنساني: يرى أصحاب هذه المدرسة بأن سوء التوافق يعبر عن الجوانب التي تقلق الفرد فيما يتعلق بسلوكه غير المتسق مع مفهومه عن ذاته، وأن معايير التوافق تكمن في الإحساس بالحرية، والانفتاح على الآخرين والثقة بالمشاعر الذاتية، كما ويرو أن الدافع الأساسي للتوافق النفسي والاجتماعي هو الرغبة في تحقيق الذات، وأن المشاكل النفسية تأتي من عدم التلاؤم بين الذات والذات المثالية والذات العملية ويمكن تلافي عدم التلاؤم عن طريق التربية (قويدري، 72:2008).

الدراسات السابقة:

المحور الأول: التفكير الإيجابي:

1.      دراسة لشهب (2019): هدفت الكشف عن مستوى التفكير الإيجابي لدى تلميذ التقني الرياضي بمرحلة التعليم الثانوي وعلاقته بمستوى شعوره بالرضا عن الحياة، وقد تكونت عينة الدراسة من (63) تلميذاً ثانوياً تم اختيارهم بطريقة طبقية عشوائية، وقد أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية  موجبة وقوية بين درجات التفكير الإيجابي ومستوى شعور التلميذ بالرضا عن حياته، وكذلك كشفت عن عدم وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطي درجات التفكير الإيجابي والرضا عن الحياة تعزى لمتغير الجنس، وقد أوصت الدراسة بأهمية التركيز على أساليب التفكير لدى المراهق، وإعداد برامج إرشادية لتنمية التفكير الإيجابي لما له من أهمية في تعزيز الصحة النفسية وحمايته من الوقوع في العديد من المشكلات والاضطرابات النفسية والسلوكية.

2.      دراسة رحماني (2019): هدفت التعرف إلى العلاقة بين المناخ الأسري والتفكير الإيجابي لدى تلاميذ مرحلة التعليم الثانوي، وقد تكونت عينة الدراسة من (80) تلميذاً وتلميذة، وقد أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً على مقياس التفكير الإيجابي يعزى لمتغير الجنس لصالح الذكور والتخصص لصالح التخصص العلمي، وقد أوصت الدراسة إلى وضع برامج إرشادية تهدف إلى رفع مستوى التفكير الإيجابي لدى التلاميذ الذكور من أجل رفع قدرتهم على مواجهة المواقف الضاغطة في حياتهم.

3.      دراسة أبو العطا (2017): هدفت التعرف إلى فاعلية الذات والتفكير الإيجابي وعلاقتهما بالدعم النفسي الاجتماعي لدى الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية في محافظات غزة، وقد تكونت عينة الدراسة من (316) من ذوي الإعاقة الحركية، وقد أظهرت النتائج أن مستو التفكير الإيجابي لدى أفراد العينة مرتفع وكذلك وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين التفكير الإيجابي والدعم النفسي والاجتماعي لأفراد العينة، كما بينت النتائج عن عدم وجود فروق دالة إحصائياً على مقياس التفكير الإيجابي تعزى لمتغير الجنس والفئة العمرية، وقد أوصت الدراسة بعقد دورات تثقيفية لأسر الأطفال لزيادة الدعم النفسي والاجتماعي ولتبادل الخبرات.

4.      دراسة بن عيشوبة وكركوب (2016): هدفت الكشف عن طبيعة العلاقة بين نمط التفكير الإيجابي وجودة الحياة عند المراهق المتمدرس، وقد تكونت عينة الدراسة من (180) تلميذ، وقد أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية موجبة بين أنماط التفكير الإيجابي وجودة الحياة، وقد أوصت الدراسة بضرورة إجراء المزيد من البحوث والدراسات حول الخصائص النفسية والاجتماعية للتلاميذ التي يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على أنماط التفكير لديهم.

5.      دراسة سلمان (2016): هدفت الكشف عن العلاقة الارتباطية بين جودة الحياة والتفكير الإيجابي وتقدير الذات لدى عينة من فاقدي أحد الوالدين والكشف عن دلالة الفروق في التفكير الإيجابي، وقد تكونت عينة الدراسة من (100) ذكر وأنثى، وقد أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين جودة الحياة والتفكير الإيجابي لدى المحرومين من أحد وكشفت كذلك عن عدم وجود فروق دالة إحصائياً تعزى لمتغير الجنس بين فاقدي الأم وفاقدي الأب في درجة التفكير الإيجابي، وقد أوصت الدراسة بأهمية التركيز على أساليب التفكير الإيجابي لدى الأيتام، وإعداد برامج دعم نفسي لهم لتوجيههم نحو أنماط التفكير الإيجابي وتجاوز الشعور بالنقص والعجز عن أقرانهم.

المحور الثاني: التوافق النفسي والاجتماعي:

1.      دراسة جعرير (2017): هدفت التعرف إلى علاقة التوافق النفسي والاجتماعي بدافعية الإنجاز لدى تلاميذ السنة الثالثة والرابعة متوسط، وقد تكونت عينة الدراسة من (150) تلميذ من تلاميذ مرحلة التعليم المتوسط، وقد أظهرت النتائج وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين التوافق النفسي والاجتماعي ودافعية الإنجاز، وكذلك وجود فروق ذات دلالة إحصائية على مقياس التوافق النفسي والاجتماعي لمتغير الجنس لصالح الإناث، وقد أوصت الدراسة بضرورة زيادة استثارة دافعية التلاميذ في المدرسة لضمان زيادة التوافق نفسي واجتماعي من خلال توفير بيئة أسرية مشجعة وداعمة.

2.      دراسة مجاهد (2016): هدفت الكشف عن أثر استخدام بعض أساليب التدريس الحديثة في تنمية التوافق النفسي والاجتماعي لتلاميذ السنة أولى ثانوي، وقد تكونت عينة الدراسة من (40) تلميذاً تم اختيارهم عشوائياً، وقد أظهرت النتائج وجود أثر إيجابي لكلاً من أسلوب التدريبي والتبادلي في تنمية التوافق النفسي والاجتماعي لتلاميذ السنة أولى ثانوي وكذلك أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً لصالح الأسلوب التبادلي، وقد أوصت الدراسة بضرورة زيادة تبادل الأدوار بين التلاميذ وتبادل التغذية الراجعة فيما بينهم لتكوين علاقات اجتماعية متينة فيما بينهم.

3.      دراسة جودة (2016): هدفت التعرف إلى مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لدى أمهات الأطفال الأيتام وأطفالهم، وكذلك الكشف عن العلاقة بين الخبرات الصادمة لأمهات الأيتام وأطفالهم والتوافق النفسي والاجتماعي لديهم، وقد تكونت عينة الدراسة من(76) من أمهات الأيتام وأطفالهن، وقد أظهرت النتائج أن مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لدى أمهات الأطفال بعد حرب (2014) بلغ بوزن نسبي (53.5%) أي بمستوى متوسط، في حين بلغ الوزن النفسي لأطفالهن (61.1%) أي بدجة أعلى من المتوسط بقليل، وقد أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالنمو النفسي والاجتماعي للأمهات الأيتام وأطفالهن، وتخصيص برامج إرشادية ترشدهم على تحمل أعباء تربية الأبناء.

4.      دراسة عباد (2016): هدفت الكشف عن العلاقة بين الولدين واتجاهات التوافق النفسي والاجتماعي لدى المراهقين المتمدرسين، وقد تكونت عينة الدراسة من(302) مراهق ومراهقة متمدرس، وقد أظهرت النتائج وجود علاقة قوية موجبة بين محاور مقياس التوافق النفسي والاجتماعي والاتجاهات نحو الدراسة، وكذلك كشفت عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير الجنس، وقد أوصت الدراسة بضرورة تعزيز احترام المرهق وتقديره والاعتراف بكيان شخصيته من أفراد الأسرة والأساتذة والزملاء وحتى الجيران لأن ذلك يبعث فيه الشعور بالسعادة ويساعده على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي على الصعيدين الأسري والمدرسي.

5.      دراسة أبو سكران (2009): هدفت التعرف إلى مستويات التوافق النفسي والاجتماعي لدى المعاقين حركياً، وكذلك التعرف إلى الفروق في مستوى التوافق النفسي والاجتماعي تعزى لمتغيرات الدراسة، وقد تكونت عينة الدراسة من(361) معاقاً حركياً، وقد أظهرت النتائج أن مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لدى الأطفال المعاقين حركياً جاءت متباينة ولكن أعلاها التي كانت بمرافقة الأهل والأسرة، وكذلك وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لدى الأطفال المعاقين حركياً تعزى لمتغيرات الدراسة لصالح الذكور، وقد أوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالتربية الأسرية والتنشئة الاجتماعية التي تغذي الشخصية الإنسانية من خلال الوالدين الأسرة لينمو السلوك السوي.

التعقيب على الدراسات السابقة:

يتضح من الدراسات السابقة أن منها من كشف عن مستوى التفكير الإيجابي كدراسة لشهب (2019)، ومنها من تناول علاقة التفكير الإيجابي بجودة الحياة كدراسة سلمان (2016)، وبن عيشوبة وكركوب (2016)،  بينما هناك دراسات تناولت التوافق النفسي والاجتماعي من حيث تحديد مستواه كدراسة جودة (2016)، وأبو سكران (2009)، ومنها من كشف عن فاعلية التفكير الإيجابي وعلاقته بالدعم النفسي والاجتماعي كدراسة أبو العطا (2017)، وقد اتفقت الدراسة الحالية من حيث الموضوع مع الدراسات السابقة في تناول موضوع التفكير الإيجابي والتوافق النفسي والاجتماعي، كما ويتضح أيضاً أن الدراسة الحالية تتفق مع جميع الدراسات السابقة من حيث تناولها للأطفال كعينة للدراسة وخاصة دراسة جودة (2016) حيث تشابهت معها في الأطفال الأيتام، وتختلف مع باقي الدراسات في خصائص العينة حيث تناولت بعض الدراسات طلبة الثانوية كدراسة رحماني (2019) وذوي الاحتياجات الخاصة كدراسة أبو سكران (2009).


 

إجراءات الدراسة

أولاً: منهج الدارسة:

من أجل تحقيق أهداف الدراسة قام الباحثون باستخدام المنهج الوصفي التحليلي وهو "المنهج الذي يدرس ظاهرة أو حدثا أو قضية موجودة حالياً يمكن الحصول منها على معلومات تجيب عن أسئلة البحث دون تدخل من الباحث فيها (أبو رحمة، 2012: 77).

ثانياً: مجتمع الدراسة:

          يتكون مجتمع الدراسة من جميع الطلبة الأيتام في معهد الأمل للأيتام في محافظات فلسطين الجنوبية والبالغ عددهم (180) طالباً وطالبة.

ثالثاً: عينة الدراسة:

العينة الاستطلاعية للدراسة: تكونت من (20) طالباً وطالبة من معهد الأمل للأيتام، تم اختيارهم بالطريقة العشوائية لغرض تقنين أداة الدراسة والتحقق من صدقها وثباتها وبعد التأكد من سلامة وصدق الاستبانة للاختبار ثم توزيعها، وتم استبعادهم من عينة الدراسة.

العينة الفعلية للدراسة: تكونت عينة الدراسة الفعلية من (70) طالب وطالبة وقد تم اختيارهم بالطريقة العشوائية البسيطة والجداول التالية توضح ذلك:

جدول رقم (1): يوضح التوزيع الكلي لعينة الدراسة تبعاً لمتغير (والجنس)

المتغير

الجنس

العدد

 

العدد الاجمالي

الطلبة الأيتام

ذكر

45

64.3

70

أنثى

25

35.7

جدول رقم (2): يوضح التوزيع الكلي لعينة الدراسة تبعاً لمتغير (المؤهل العلمي)

المتغير

المؤهل

العدد

 

العدد الاجمالي

سبب وفاة الوالدين

وفاة طبيعية

25

35.7

70

استشهاد في عدوان

30

42.9

أخرى

15

21.4

 

رابعاً: أداة الدراسة: 

استخدم الباحثون الاستبانة لتحقيق أهداف الدراسة.

وصف الاستبانة: بعد الاطلاع على الأدب التربوي، وفي ضوء الدراسات السابقة، المتعلقة بمشكلة الدراسة، واستطلاع آراء عينة من المتخصصين، عن طريق المقابلات الشخصية، قام الباحثون باستخدام مقياس التفكير الإيجابي لرعد ورزوقي (2018) ومقياس التوافق النفسي والاجتماعي للديب (1988) الدراسة على النحو الآتي:

القسم الأول من الاستبانة: تتكون المعلومات الشخصية وتحتوي على المتغيرات (الجنس، سبب وفاة الوالدين).

القسم الثاني: وتتكون من

1.        مقياس التفكير الإيجابي ويتكون من (26).

2.        مقياس التوافق النفسي ويتكون من (23).

3.       مقياس التوافق الاجتماعي ويتكون من (17).

صدق الاستبانة:

أولاً: صدق المحكمين: استناداً إلى التوجيهات التي أبداها المحكمون، قام الباحث بإجراء التعديلات التي اتفق عليها معظم المحكمين، وعلى ضوء تلك الآراء تم استبعاد (3) فقرات من الاستبانة لتصبح ما هي عليه (66) فقرة.

ثانياً: صدق الاتساق الداخلي: جرى التحقق من صدق الاتساق الداخلي للاستبانة بتطبيق الاستبانة على عينة استطلاعية، وتم حساب معامل ارتباط بيرسون بين فقرات كل مجال من مجالات الاستبانة والدرجة الكلية للاستبانة وتراوحت معاملات الارتباط بين فقرات الاستبانة ما بين (0.964) و(0.309) وهي دالة إحصائيا عند (0.01 و0.05) ويؤكد ذلك أن الاستبانة تتمتع بدرجة عالية من الاتساق والجدول رقم (3) الاتساق الداخلي للاستبانة:

جدول رقم (3) يوضح الاتساق الداخلي للاستبانة

التفكير الإيجابي

التوافق النفسي

التوافق الاجتماعي

الفقرة

الارتباط

الفقرة

الارتباط

الفقرة

الارتباط

1

.309*

1

.663**

1

.741**

2

.719**

2

.354**

2

.624**

3

.439*

3

.674**

3

.719**

4

.462*

4

.663**

4

.745**

5

.662**

5

.737**

5

.681**

6

.626**

6

.654**

6

.685**

7

.619**

7

.658**

7

.639**

8

.689**

8

.723**

8

.734**

9

.741**

9

.667**

9

.658**

10

.730**

10

.732**

10

.642**

11

.470**

11

.732**

11

.730**

12

.402*

12

.730**

12

.402*

13

.483*

13

.768**

13

.730**

14

.645**

14

.309**

14

.470**

15

.520**

15

.719**

15

.660**

16

.483**

16

.765**

16

.826**

17

.366*

17

.964**

17

.670**

18

.746**

18

.364**

 

19

.451*

19

.658**

20

.439*

20

.723**

21

.462*

21

.667**

22

.429*

22

.663**

23

.408*

23

.369**

24

.369*

 

25

.408*

26

.667**

 

الصدق البنائي: الجدول رقم (4) يوضح الاتساق البنائي لمحاور والاستبانة والدرجة الكلية

المجال

الارتباط

التفكير الإيجابي

.872**

التوافق النفسي

.889**

التوافق الاجتماعي

.865**

ثبات الاستبانة:

أجرى الباحثون خطوات التأكد من ثبات الاستبانة وذلك بعد تطبيقها على أفراد العينة الاستطلاعية بطريقتين وهما التجزئة النصفية ومعامل ألفا كرونباخ.

·         طريقة التجزئة النصفية: تم استخدام درجات العينة الاستطلاعية لحساب ثبات الاستبانة بطريقة التجزئة النصفية حيث يتم تجزئة فقرات الاستبانة إلى جزأين، فحصلت نتائج الفقرات الفردية على درجة (.928)، ونتائج الفقرات الزوجية على الدرجة (.964) ومن ثم حساب معامل الارتباط (r) بين درجات الأسئلة الفردية ودرجات الأسئلة الزوجية فكانت الدرجة (.930) ثم تصحيح معامل الارتباط بمعادلة بيرسون براون وحصل على درجة (.916)، وهذا يدل على أن الاستبانة تتمتع بدرجة عالية من الثبات تطمئن الباحث إلى تطبيقها على عينة الدراسة.

1.     طريقة ألفا كرونباخ: استخدم الباحث طريقة ألفا كرونباخ، وذلك لإيجاد معامل ثبات الاستبانة، حيث حصل على قيمة معامل الثبات للتفكير الإيجابي على (873.) ومقياس التوافق النفسي على معامل ثبات (.891) ومقياس التوافق الاجتماعي على معامل ثبات (.911) وقد كانت الدرجة الكلية للمقياس (.899) وهذا يدل على أن الاستبانة تتمتع بدرجة عالية من الثبات.

التوزيع الطبيعي للبيانات

جدول رقم(5) يوضح معادلة Shapiro-Wilk للتوزيعات الطبيعية لأداة الدراسة

الاستبانة

Statistic

Df

القيمة الاحتمالية

الاستنتاج

التفكير الإيجابي

.894

30

0.264

دالة

التوافق النفسي

.964

30

0.210

دالة

التوافق الاجتماعي

.974

 

0.186

دالة

يتضح من جدول رقم (5) يوضح أن القيمة الاحتمالية جاءت أكبر من (0.05) وبهذا فهي تتبع التوزيعات الطبيعية. وعلى إثر ذلك سيتم استخدام الاختبارات المعلمية.

المعالجات الإحصائية المستخدمة في الدراسة:

تم إدخال البيانات إلى الحاسب الآلي من قبل الباحثين باستخدام برنامج التحليل الإحصائي (SPSS) وقد تم تحليل البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية المناسبة لمعالجة بيانات الاستبانات التي وزعت، وذلك للإجابة على أسئلة الدراسة، وتم استخدام المعالجات الإحصائية التالية للتأكد من صدق وثبات أداة الدراسة:

أ‌-       معامل ارتباط بيرسون: التأكد من صدق الاتساق الداخلي للاستبانة، وذلك بإيجاد معامل ارتباط بيرسون بين كل محور والدرجة الكلية للاستبانة.

ب‌-   معامل ارتباط سبيرمان براون للتجزئة النصفية المتساوية، ومعادلة جتمان للتجزئة النصفية غير المتساوية، ومعامل ارتباط ألفا كرونباخ: للتأكد من ثبات أداة الدراسة.

تم استخدام المعالجات الإحصائية التالية لتحليل نتائج الدراسة الميدانية:

·           معادلة (Shapiro-Wilk) للتوزيعات الطبيعية للمتغيرات الدراسة.

·           اختبار (T.test) لعينتين مختلفين.

·           أسلوب تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA).

نتائج الدراسة وتفسيرها:

وتتضمن عرضاً لنتائج الدراسة، وذلك من خلال الإجابة عن أسئلة الدراسة، واستعراض أبرز نتائج الاستبانة، والتي تم التوصل إليها من خلال تحليل فقراتها.

·         المحك المعتمد:

 لتحديد المحك المعتمد في الدراسة، فقد تم تحديد طول الخلايا في مقياس ليكرت الثلاثي من خلال حساب المدى بين درجات المقياس (3-1=2)، ومن ثم تقسيمه على أكبر قيمة في المقياس للحصول على طول الخلية أي (2/3=0.67)، وبعد ذلك تم إضافة هذه القيمة إلى أقل قيمة في المقياس (بداية المقياس وهي واحد صحيح (وذلك لتحديد الحد الأعلى لهذه الخلية، وهكذا أصبح طول الخلايا كما هو موضح في الجدول الآتي (ملحم، 2000: 42):

الجدول رقم (9): يوضح المحك المعتمد في الدراسة

طول الخلية

الوزن النسبي المقابل له

درجة الموافقة

من 1.67 – 1

من %55.7- %33.3

ضعيفة

أكبر من 2.34 - 1.67

أكبر من %78 -%55.7

متوسطة

أكبر من 3 – 2.34

أكبر من 100 -%78 %

كبيرة

 

أولاً: عرض وتفسير النتائج:

التساؤل الأول من أسئلة الدراسة: وينص على: ما درجة التفكير الإيجابي لدى الطلبة الأيتام بجمعية معهد الأمل للأيتام؟ وللإجابة على هذا التساؤل استخدم الباحثون (المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، والوزن النسبي) كما موضح في جدول رقم(13)

 

 

الجدول رقم (6): يوضح المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والوزن النسبي للمجالات

الدرجة الكلية لمستوى التفكير الإيجابي

المتوسط

الانحراف المعياري

الوزن النسبي

2.387

0.24977

79.56667

يتضح من جدول رقم (6) ان الدرجة الكلية لاستبانة التفكير الإيجابي هي (79.56667%) بدرجة تقدير كبيرة أي أن غالب الطلبة الأيتام في المعهد تفكيرهم إيجابي حسب المحك المعتمد في الدراسة، ولتفسير ذلك سيستعرض الباحثون فقرات الاستبانة على حسب كل مجال وهي على النحو التالي: -

الجدول رقم (7): يوضح الوزن النسبي وترتيب فقرات مقياس التفكير الإيجابي

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعياري

الوزن النسبي

الترتيب

2.       

2.5714

0.57914

85.71333

3

3.       

2.4

0.71017

80

8

4.       

2.6286

0.48668

87.62

1

5.       

2.5571

0.65132

85.23667

4

6.       

2.5571

0.58075

85.23667

4

7.       

2.5857

0.55149

86.19

2

8.       

2.4429

0.65132

81.43

6

9.       

2.4571

0.62983

81.90333

5

10.   

2.3571

0.59064

78.57

10

11.   

2.2286

0.70549

74.28667

15

12.   

2.1571

0.60519

71.90333

17

13.   

2.2857

0.64026

76.19

14

14.   

2.3

0.62206

76.66667

13

15.   

2.3

0.70915

76.66667

13

16.   

2.1857

0.62073

72.85667

16

17.   

2.3857

0.72817

79.52333

9

18.   

2.3

0.7293

76.66667

13

19.   

2.4429

0.67321

81.43

6

20.   

2.4571

0.55653

81.90333

5

21.   

2.4

0.59952

80

8

22.   

2.3

0.62206

76.66667

13

23.   

2.4286

0.6272

80.95333

7

24.   

2.3

0.70915

76.66667

13

25.   

2.3429

0.72002

78.09667

11

26.   

2.3623

0.66357

78.74333

9

27.   

2.3286

0.73665

77.62

12

يتضح من الجدول رقم (7) أعلى فقرتين في هذا المقياس كانتا:

-        الفقرة رقم (3)، والتي نصت على " أملى كبير في المستقبل."احتلت المرتبة الأولي بوزن نسبي قدره (87.6%) وهي بدرجة تقدير (كبيرة) ويعزو الباحثون ذلك إلى: أن الطلبة في المعهد يعتقدون أن المعهد سوف يوفر لهم فرص الالتحاق بالجامعات وبالتخصصات التي سيطلبونها، كما أن الطلبة يعتقدون أن المجتمع لن يتخلى عنهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بهم وبكفالتهم، وهذا يتفق مع دراسة بن عيشوبة وكركوب (2016) التي أكدتا على أن التفكير الإيجابي يزيد من جودة الحياة والأمل الكبير للمستقبل.

-        والفقرة رقم (6)، والتي نصت على " أتوقع تزايد الشعور بالأمن والطمأنينة في المستقبل فاحتلت المرتبة الثانية بوزن نسبي قدره (86.19%) ويعزو الباحثون ذلك إلى: الأعوام الماضية شهدت جولات من التصعيد الصهيوني واستهداف الإنسان الفلسطيني ومقدراته، ونتيجة لذلك يعتقد الطلبة أن الأعوام المقبلة ربما تشهد هدوء يزداد فيه شعورهم بالأمن والطمأنينة، كما أن المعهد يبث في الطلبة روح التفاؤل والأمل بالمستقبل من خلال تثقيفهم وتنمية وعيهم الديني.

كما يتضح من الجدول رقم (6) أن أدنى فقرتين في هذا المحور كانتا:

-        الفقرة رقم (16) والتي نصتا على " أستمتع بحياتي رغم قلة المادة." فاحتلت المرتبة قبل الأخيرة بوزن نسبي متساوي قدره (72.85%) ويعزو الباحثون ذلك إلى: الطلبة محرومون من حنان آبائهم ومن مصروفهم اليومي الذي اعتادوا أن يوفره لهم والدوهم، كما أن عدم وجودهم بين أهلهم يفقدهم الكثير من الحاجات التي توفرها الأسرة، كما أنهم يشعرون أن هناك أشياء تنقصهم وهم بحاجة للمزيد من الأموال شأنهم شأن بقية الأطفال ممن هم في عمرهم وهم بحاجة للعب والمرح مع أهلهم، وهذا يتفق مع دراسة سليمان (2016) التي أكدت على أن جودة الحياة والاستمتاع فيها يزيد مع وجود الآباء ويقل مع فقدان أحدهم.

-        والفقرة رقم (11)، والتي نصت على " ليس من عادتي أن أنفعل حتى وان أراد أحد استثارتي."، فاحتلت المرتبة الأخيرة بوزن نسبي قدره (71.90%) ويعزو الباحثون ذلك إلى: الظروف التي يحياها الطلبة الأيتام والآثار التي تركها فقد الوالدين أثرت في حياتهم وجعلتهم بالكاد يسيطرون على مشاعرهم وانفعالاتهم، كما أن الطفل في هذه المرحلة العمرية يكون سهل الاستثارة لعدم اكتمال النمو النفسي له.

التساؤل الثاني من أسئلة الدراسة: وينص على ما درجة التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام بجمعية معهد الأمل للأيتام؟ ولإجابة على هذا التساؤل استخدم الباحث (المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، والوزن النسبي) كما موضح في جدول رقم(7)

الجدول رقم (7): يوضح المتوسط الحسابي والانحراف المعياري والوزن النسبي للمجالات

الدرجة الكلية لمستوى التوافق النفسي

المتوسط

الانحراف المعياري

الوزن النسبي

2.3528

.30061

78.42744

الدرجة الكلية لمستوى التوافق الاجتماعي

2.4025

.29465

80.08403

يتضح من جدول رقم (7) ان الدرجة الكلية لاستبانة التوافق النفسي هي (78.42%) بدرجة تقدير متوسطة، كما ويظهر من الجدول أن الدرجة الكلية لفقرات التوافق الاجتماعي (80.08%) بدرجة تقدير كبيرة ولتفسير ذلك سيستعرض الباحثون فقرات الاستبانة على حسب كل مقياس وهي على النحو التالي: -

أولاً: التوافق النفسي:

الجدول رقم (8): يوضح الوزن النسبي وترتيب فقرات استبانة التوافق النفسي

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعياري

الوزن النسبي

الترتيب

1.       

2.4714

.67505

82.38095

5

2.       

2.5000

.60792

83.33333

3

3.       

2.6143

.59692

87.14286

1

4.       

2.4857

.60775

82.85714

4

5.       

2.5286

.55746

84.28571

2

6.       

2.3571

.72303

78.57143

10

7.       

2.4000

.68947

80

8

8.       

2.3286

.69619

77.61905

12

9.       

2.4143

.71207

80.47619

6

10.   

2.2429

.66889

74.7619

16

11.   

2.4143

.62538

80.47619

6

12.   

2.2857

.64026

76.19048

14

13.   

2.3857

.62073

79.52381

9

14.   

2.2429

.64686

74.7619

16

15.   

2.1857

.68721

72.85714

18

16.   

2.2429

.69022

74.7619

16

17.   

2.3286

.69619

77.61905

12

18.   

2.2286

.72575

74.28571

17

19.   

2.3429

.75921

78.09524

11

20.   

2.1429

.78548

71.42857

19

21.   

2.3143

.79021

77.14286

13

22.   

2.2571

.77433

75.2381

15

23.   

2.4058

.75379

80.19324

7

يتضح من الجدول رقم (8) أن أعلى فقرتين في هذا المحور كانتا:

-        الفقرة رقم (3)، والتي نصت على " إنني حساس أكثر من اللازم.". احتلت المرتبة الأولي بوزن نسبي قدره (82.85%) ويعزو الباحثون ذلك إلى: الطفل اليتيم يعيش خارج أسرته ومحروم من حنان أخوته ووالديه ولا يتصرف بالحرية المطلقة كما لو كان يعيش في منزله وبالتالي هو حساس لتعرضه إلى مواقف مُرتبطة بعوامل خارجية كالبيئة المحيطة أو بعوامل داخلية تحدث له.

-        والفقرة رقم (5)، والتي نصت على "أنا سعيد في حياتي فاحتلت المرتبة الثانية بوزن نسبي قدره (84.28%) ويعزو الباحث ذلك إلى: الصفة الخيرة في المجتمع وهي كفالة اليتيم والاهتمام به والمعاملة الحسنة التي يجدها ممن حوله تولد له الشعور بالسعادة، حيث أن الأشخاص في المعهد مؤهلين وعلى قدر عال من الكفاءة والالتزام والاهتمام مما يولد لدى الطفل مثل هذا الشعور الجيد، وهذا ما أكدت عليه دراسة رحماني (2019) التي أكدت على أن المناخ الأسري يزيد من درجة التفكير الإيجابي لدى الأطفال وهذا ما يوفره مركز الأمل للأيتام حيث يعد بمثابة الحاضنة الأسرية للأطفال الأيتام.

كما يتضح من الجدول رقم (8) أن أدنى فقرتين في هذا المحور كانتا:

-        الفقرة رقم (15) والتي نصتا على " أحياناً تعاودني رغبة شديدة في الهروب من المنزل." فاحتلت المرتبة قبل الأخيرة بوزن نسبي متساوي قدره (72.85%) ويعزو الباحثون ذلك إلى: بحث الطفل عن الحرية وعن المتعة طوال الوقت ربما هما الدافعان وراء رغبته في الهروب من المعهد، ومحاولة قضاء أكبر وقت ممكن في اللعب والفسحة، كما أن القيود الصارمة في المعهد والمتعلقة بمواعيد النوم والخروج ربما تبعث على الملل في بعض الأحيان، وربما رغبة الطفل في الخروج من بعض المشكلات مع زملائه أو معلميه هي التي تدفعه للتفكير في الهروب، وهذا ما يؤكد عليه سليمان (2016)، حيث أكد على ضرورة إعداد برامج دعم نفسي للأطفال الأيتام لتوجيههم نحو أنماط التفكير الإيجابية التي تساعدهم على تجاوز الشعور بالنقص والعجز.

-        والفقرة رقم (20)، والتي نصت على " أشعر في معظم الأوقات بالحزن فاحتلت المرتبة الأخيرة بوزن نسبي قدره (71.421%) ويعزو الباحث ذلك إلى: ربما أن تذكر الطفل لوالديه من فترة لأخرى تبعث في نفسه الحزن، وربما رؤية الزملاء في المدرسة واهتمام الأهل بهم وإعطائهم المصروف وشراء الحاجيات والمستلزمات تذكر الطفل بوالديه فيحزن لذلك.

ثانياً: التوافق الاجتماعي:

الجدول رقم (9): يوضح الوزن النسبي وترتيب فقرات استبانة التوافق النفسي

الفقرة

المتوسط

الانحراف المعياري

الوزن النسبي

الترتيب

1.       

2.5571

.55523

85.2381

2

2.       

2.5429

.60638

84.7619

3

3.       

2.4000

.68947

80

9

4.       

2.4143

.64814

80.47619

8

5.       

2.5143

.67551

83.80952

5

6.       

2.5429

.62983

84.7619

4

7.       

2.6000

.62322

86.66667

1

8.       

2.4286

.69306

80.95238

7

9.       

2.4143

.62538

80.47619

8

10.   

2.2857

.70491

76.19048

13

11.   

2.4714

.60724

82.38095

6

12.   

2.1429

.74767

71.42857

16

13.   

2.3714

.64091

79.04762

10

14.   

2.2286

.76464

74.28571

15

15.   

2.2571

.75538

75.2381

14

16.   

2.3143

.75264

77.14286

12

17.   

2.3571

.70270

78.57143

11

يتضح من الجدول رقم (9) أن أعلى فقرتين في هذا المحور كانتا:

-        الفقرة رقم (7)، والتي نصت على " لا أمانع مقابلة الغرباء." احتلت المرتبة الأولي بوزن نسبي قدره (86.66%) ويعزو الباحث ذلك إلى: الطفل لديه الفضول للتعرف إلى أكبر قدر من الناس ليبحث فيهم عن قدوة تذكره بوالديه وربما يبحث عن شخص فيه من صفات أمه وأبيه، يتقمص شخصيته ويحاول التعويض عن فقدان والديه، كما أن المنع من مقابلة الغرباء والتحدث إليهم هي من وصايا الوالدين، وكل ممنوع مرغوب لدى الطفل، وهذا يوافق ما جاءت به دراسة عياد (2016) التي أوصت بضرورة تعزيز ثقة الأطفال من أنفسهم ودفعهم نحو تحقيق ذاتهم.

-        والفقرة رقم (1)، والتي نصت على " أشعر أن زملائي في العمل يسرهم أن أكون معهم." فاحتلت المرتبة الثانية بوزن نسبي قدره (85.23%) ويعزو الباحث ذلك إلى: الطفل اليتيم يجد دائماً من الأصحاب من يحنو عليه فمجتمعنا الإسلامي يزرع في الأطفال منذ صغرهم عادات العطف على الأيتام والحنو عليهم ومساعدتهم وربما يوصي بعض الآباء أبناءهم بإعطاء اليتيم من مصروفه ومقاسمته حاجياته، وكل ذلك مبعث على أن يسر الأطفال من زميلهم اليتيم، وهذا يتوافق مع دراسة مجاهد (2016) والتي أكدت بأن زيادة التواصل وتبادل الأدوار بين الأطفال يزيد من درجة التوافق النفسي والاجتماعي لديهم.

كما يتضح من الجدول رقم (9) أن أدنى فقرتين في هذا المحور كانتا:

-        الفقرة رقم (15) والتي نصتا على " أشعر بالحرج عندما أتطوع للاشتراك في بعض الألعاب أو نواحي النشاط الأخرى." فاحتلت المرتبة قبل الأخيرة بوزن نسبي متساوي قدره (74.28%) وهي ويعزو الباحثون ذلك إلى: ربما يحرج الطفل لأن الألعاب أو نواحي الأنشطة قد يكون فيها الآباء مع أبنائهم وهو ما لا يجده اليتيم، فيولد ذلك شعوراً بالحرج لديه، أو أن الأنشطة تحتاج إلى الدعم المادي الذي قد يفتقده الطفل اليتيم ولا يقوى على دفع الرسوم المقررة إن وجدت، كما أن قوانين المعهد قد تحد من خروج الطلبة للمشاركة في الأنشطة الخارجية في جميع الأوقات.

-        والفقرة رقم (12)، والتي نصت على أشعر بالحرج عند التعرف على أناس لأول مرة."، فاحتلت المرتبة الأخيرة بوزن نسبي قدره (71.42%) ويعزو الباحثون ذلك إلى: ربما لأن الطفل في المعهد منغلق أو انطوائي نتيجة تواجده بشكل دائم في المعهد وعدم خروجه إلى أماكن كثيرة يولد لديه شعوراً بالحرج عند تعرفه على الناس لأول مرة، كما أن التعريف بالطفل بأنه يتيم دائماً يولد لديه شعوراً بالنقص عند مقابلته للأشخاص، وهذا ما أكدت عليه دراسة جعرير (2017) بأن الضمان الذي يجنب الأطفال مثل هذه المشاعر ويزيد من توافقهم الاجتماعي هو توفير بيئة أسرية داعمة ومشجعة.

التساؤل الثالث من أسئلة الدراسة: وينص على " هل توجد علاقة ارتباطية بين مستوى التفكير الإيجابي وبين التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام؟" وللإجابة على هذا التساؤل استخدم الباحثون معامل ارتباط (Pearson) كما موضح في جدول رقم (10)

الجدول رقم (10): يوضح معامل ارتباط بيرسون بين التفكير الإيجابي والتوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام

 

 

العدد

Pearson

القيمة الاحتمالية

الاستنتاج

التفكير الإيجابي

التوافق النفسي

70

.245*

.002

دالة

التوافق الاجتماعي

.367**

.041

دالة

يتضح من جدول رقم (10) وجود علاقة دالة إحصائياً وهي علاقة ارتباطية موجبة بين التفكير الإيجابي وكل من التوافق النفسي حيث كانت قيمة sig. (.002) والتوافق الاجتماعي وقد كانت قيمة sig. (.041) وقد كانت النتائج دالة عند مستوى دلالة (0.05) وتتفق هذه النتيجة مع دراسة الشمري (2018) التي أظهرت وجود علاقة ارتباطية موجبة التفكير الإيجابي والتوافق النفسي والاجتماعي.


 

التساؤل الرابع من أسئلة الدراسة: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة α 0.05 بين متوسطات استجابات أفراد العينة لمستوى التفكير الإيجابي لدى الطلبة تبعاً لمتغيرات (الجنس، سبب اليتم)؟ وللإجابة على هذا التساؤل استخدم الباحثون الاختبارات التالية

أولاً: اختبار (T.test) للكشف عن الفروق بحسب متغير الجنس والجدول رقم (11) يوضح ذلك

الجدول رقم (11): يوضح اختبار (T.test) للكشف عن الفروق بحسب متغير الجنس وسبب اليتم

المتغير

العدد

المتوسط

الانحراف المعيار

t

df

sig.

الدلالة

التفكير الإيجابي

ذكر

45

2.3687

.25337

-.821-

68

.704

غير دالة

أنثى

25

2.4200

.24475

-.829-

51.189

يتضح من جدول رقم (11): عدم وجود فروق دلالة احصائية في التفكير الإيجابي بحسب متغير الجنس حيث حصلت قيمة (sig.) على مستوى دلالة (.704) ويعزو الباحثون ذلك إلى: طلبة المعهد وبغض النظر عن الجنس فإن لديهم تفكيراً إيجابياً لأنهم يعيشون نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية ويخضعون لنفس شروط المعهد، وهذا يتفق مع دراسة أبو العطا (2017)، وسلمان (2016).

ثالثاً: أسلوب تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA) للكشف عن الفروق في متغير سبب اليتم والجدول رقم (12) يوضح ذلك

الجدول رقم (12): أسلوب تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA) بحسب متغير سبب اليتم

مجموع المربعات

df

متوسط المربعات

F

Sig.

الدلالة

سبب اليتم

بين المجموعات

.100

2

.050

.798

.454

غير دالة

داخل المجموعات

4.204

67

.063

المجموع

4.305

69

يتضح من جدول رقم (12): عدم وجود فروق دلالة احصائية في التفكير الإيجابي بحسب متغير سبب اليتم حيث حصلت قيمة (sig.) على مستوى دلالة (.454) ويعزو الباحثون ذلك إلى: أن طلبة المعهد وبغض النظر عن سبب اليتم فإن لديهم تفكيراً إيجابياً لأنهم يعيشون نفس الظروف المجتمعية والاقتصادية ويخضعون لنفس ظروف معهد الأمل.

التساؤل الخامس من أسئلة الدراسة: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة α 0.05 بين متوسطات استجابات أفراد عينة الدراسة لمستوى التوافق النفسي والاجتماعي لديهم تبعاً لمتغيرات (الجنس، سبب اليتم)؟ وللإجابة على هذا التساؤل استخدم الباحثان الاختبارات التالي:

أولاً: اختبار (T.test) للكشف عن الفروق بحسب متغير الجنس والجدول رقم (13) يوضح ذلك

الجدول رقم (13): يوضح اختبار (T.test) للكشف عن الفروق بحسب متغير الجنس وسبب اليتم

المتغير

العدد

المتوسط

الانحراف المعيار

t

df

sig.

الدلالة

التوافق النفسي

ذكر

45

2.3073

.26105

-1.724-

68

.237

غير دالة

أنثى

25

2.4348

.35210

-1.585-

38.917

التوافق الاجتماعي

ذكر

45

2.4052

.29203

.102

68

.996

غير دالة

أنثى

25

2.3976

.30532

.101

47.853

يتضح من جدول رقم (13): عدم وجود فروق دلالة احصائية في التوافق النفسي والاجتماعي بحسب متغير الجنس حيث حصلت قيمة (sig.) على مستوى دلالة (.237/ .996) ويعزو الباحثون ذلك إلى: أن طلبة المعهد وبغض النظر عن الجنس فإن لديهم مستوى عال من التوافق النفسي والاجتماعي لأنهم يعيشون نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر عليهم، وهذا يتفق مع دراسة عباد (2016)، وقد اختلفت النتائج الحالية مع دراسة جعرير (2017) التي أظهرت فروق لصالح الإناث ويعزو الباحثون هذه النتيجة إلى أن تلك البنات آبائهم على قيد الحياة وزيادة الاهتمام والرعاية الوالدية للبنات الذي يزيد من مستوى التوافق النفسي والاجتماعي لديهن.

ثالثاً: أسلوب تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA) للكشف عن الفروق في متغير سبب اليتم والجدول رقم (14) يوضح ذلك

الجدول رقم (14): أسلوب تحليل التباين الأحادي (One Way ANOVA) بحسب متغير سبب اليتم

مجموع المربعات

df

متوسط المربعات

F

Sig.

الدلالة

التوافق النفسي

بين المجموعات

.053

2

.027

.288

.751

غير دالة

داخل المجموعات

6.182

67

.092

المجموع

6.235

69

التوافق الاجتماعي

بين المجموعات

.381

2

.191

2.277

 

.110

 

غير دالة

داخل المجموعات

5.609

67

.084

المجموع

5.991

69

 

يتضح من جدول رقم (14): عدم وجود فروق دلالة احصائية في التوافق النفسي والاجتماعي بحسب متغير سبب اليتم حيث حصلت قيمة (sig.) على مستوى دلالة (.7510 و. 1100) ويعزو الباحثون ذلك إلى: طلبة المعهد وبغض النظر عن سبب اليتم فإن لديهم مستوى عال من التوافق النفسي والاجتماعي لأنهم يعيشون نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية ويخضعون لنفس قوانين المعهد.


 

ملخص النتائج:

1.      أظهرت نتائج الدراسة أن متوسط الدرجة الكلية للتفكير الإيجابي لدى الطلبة الأيتام بلغ (2.387) بوزن نسبي(79.6) بدرجة تقدير كبيرة حسب المحك المعتمد في الدراسة.

2.       أظهرت النتائج أن متوسط درجتي التوافق النفسي والاجتماعي للطلبة الأيتام بلغ (2.35) و (2.40) على التوالي وبوزن نسبي (78.42) و (80.08) للتوافق النفسي والاجتماعي على التوالي. بدرجتي تقدير متوسطة وكبيرة حسب المحك المعتمد في الدراسة.

3.       أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسط استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة التفكير الإيجابي تعزى لمتغيرات الدراسة (الجنس، سبب اليتم).

4.      أظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في متوسط استجابات أفراد عينة الدراسة لدرجة التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام تعزى لمتغيرات الدراسة (الجنس، سبب اليتم).

التوصيات:

في ضوء النتائج السابقة للدراسة يوصي الباحثون بما يلي:

1.      ضرورة رعاية الطلبة الموهوبين والمبدعين في الجمعيات الخيرية.

2.      الاستمرارية في إقامة الدورات والبرامج التدريبية وتدريب العاملين على وضع خطط لتنمية التفكير الإيجابي لدى الطلبة الأيتام.

3.      أوصت بالاستفادة من المقاييس التي تم اعتمادها في هذا البحث بهدف تشخيص التفكير الإيجابي للإسهام في إعادة النظر في الجوانب التي تحتاج إلى رعاية.

4.      إشراك الطلبة في المعهد في حل المشكلات التي يتعرضون لها وحثهم على تطوير هذه المعالجات لاكتشاف المشكلات المستقبلية والتعامل معها.

5.      أوصت الدراسة بتضمين المنهاج المدرسي أساليب واستراتيجيات التفكير الإيجابي بحيث تراعي الكشف عنه والاهتمام به لدى الأطفال بشكل عام.

6.      توفير الجو النفسي الملائم داخل المعهد من خلال الأنشطة الهادفة والمناهج الدراسية التي تواكب متطلبات العصر.

7.      زيادة الاهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم والمديريات بالعمل على تشجيع البرامج المقدمة للطلبة الأيتام في المدارس الحكومية وكل ما من شأنه أن يعزز التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام بشكل خاص.

8.      تتبنى وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المعهد برنامجاً توعوياً يهتم بالصحة النفسية العامة للأطفال الأيتام وبرامج التعويض والدمج المجتمعي.

9.      تفعيل دور وسائل الإعلام المحلية بكافة أشكالها في ترسيخ وتعزيز التفكير الإيجابي والتوافق النفسي والاجتماعي لدى الطلبة الأيتام في المعهد.


 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

إبراهيم، سليمان. (2014). علم النفس الاجتماعي ومتطلبات الحياة المعاصرة )ط1). الوراق للنشر والتوزيع.

أبو العطا، منذر. (2017). فاعلية الذات والتفكير الإيجابي وعلاقتهما بالدعم النفسي الاجتماعي لدى الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية في محافظات غزة (رسالة ماجستير غير منشورة). كلية التربية، فلسطين.

أبو سكران، عبد الله. (2009). التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بمركز الضبط (الداخلي_الخارجي) للمعاقين حركياً في قطاع غزة (رسالة ماجستير غير منشورة). الجامعة الإسلامية، كلية التربية، فلسطين.

أبو موسى، سمية. (2008). التوافق الزوجي وعلاقته ببعض سمات الشخصية لدى المعاقين (رسالة ماجستير غير منشورة). الجامعة الإسلامية، كلية التربية، فلسطين.

بن عيشوبة، بلال، & كركوش، فتيحة. (2016). التفكي 0

م الإيجابي وعلاقته بجودة الحياة لدى المراهق المتمدرس. مجلة آفاق لعلم الاجتماع، 6(1)، 63-77.

جعرير، سليمة. (2017). التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بالدافعية للإنجاز لدى تلاميذ السنة الثالثة والرابعة متوسط. مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية، 5(11)، 46-66.

جودة، منيرة. (2016). الخبرات الصادمة لدى أمهات الأيتام وعلاقتها بالتوافق النفسي والاجتماعي لدى الأم والطفل رسالة ماجستير غير منشورة). الجامعة الإسلامية، كلية التربية، فلسطين.

حجازي، مصطفى. (2005). الإنسان المهدور (ط1). المركز الثقافي العربي.

الداهري، صالح، & العبيدي، ناظم. (1999). الشخصية والصحة النفسية. دار الكندي للنشر والتوزيع.

رحماني، جمال. (2019). المناخ الأسري وعلاقته بالتفكير الإيجابي لدى تلاميذ السنة الأولى ثانوي. مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، 9(2)، 245-259.

زكار، زاهر. (2013). سيكولوجية الشخصية والصحة النفسية. مركز الإشعاع الفكري للدراسات والبحوث.

السر، حنان. (2014.(  دور معلمي المرحلة الثانوية في تنمية منهاج التفكير الإيجابي لدى طلبتهم في ضوء الكتاب والسنة وسبل تفعيلها (رسالة ماجستير غير منشورة). الجامعة الإسلامية، غزة.

سلمان، سهير. (2016)). جودة الحياة وعلاقتها بالتفكير الإيجابي وتقدير الذات لتلاميذ المرحلة الابتدائية المحرومين من أحد الوالدين بمملكة البحرين (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة البحرين، كلية الآداب.

الشمري، منتهى. (2018). التفكير الإيجابي وعلاقته بالتوافق النفسي والاجتماعي لدى طلبة المرحلة المتوسطة. Route Educational and Social Science Journal, 5(7)، 1095-1121.

عباد، محمد. (2016). علاقة الاتصال بين الوالدين بتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي لدى المراهق المتمدرس. مجلة الأسرة والمجتمع، 4(2)، 2-11.

قوارح، محمد، & الهلي، مصباح. (2018). مستوى التوافق النفسي لدى التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة. مجلة العلوم النفسية والتربوية، 6(2)، 129-145.

قويدري، لطيفة. (2008). التوافق النفسي والاجتماعي وعلاقته بعمل الأم (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة الجزائر، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الجزائر.

لشهب، أسماء. (2019). التفكير الإيجابي وعلاقته بالرضا عن الحياة لدى تلميذ التقني الرياضي. مجلة الشامل للعلوم التربوية والاجتماعية، 2(1)، 8-22.

مجاهد، مصطفى. (2016). أثر استخدام بعض أساليب التدريس الحديثة في تنمية التوافق النفسي الاجتماعي لتلاميذ السنة أولى ثانوي. مجلة علوم وممارسات الأنشطة البدنية الرياضية والفنية، 5(1)، 53-62.

مختار، علياء. (2016). المساكن الذكية وعلاقتها بالتوافق النفسي والاجتماعي الأسري. مجلة أنسنة للبحوث والدراسات، 7(2)، 86-142.

ثانياً : المراجع العربية الإنجليزية

  1. Ibrahim, S. (2014). Social psychology and the requirements of contemporary life (1st ed.) (in Arabic). Al-Waraq Publishing and Distribution.
  2. Abu Al-Ata, M. (2017). Self-efficacy, positive thinking, and their relationship to psychosocial support among individuals with physical disabilities in the Gaza governorates (Unpublished master's thesis) (in Arabic). Faculty of Education, Palestine.
  3. Abu Sukran, A. (2009). Psychological and social adjustment and its relation to the locus of control (internal-external) among physically disabled individuals in Gaza (Unpublished master's thesis) (in Arabic). Islamic University, Faculty of Education, Palestine.
  4. Abu Mousa, S. (2008). Marital adjustment and its relationship to some personality traits among the disabled (Unpublished master's thesis) (in Arabic). Islamic University, Faculty of Education, Palestine.
  5. Ben Aishouba, B., & Karkoush, F. (2016). Positive thinking and its relationship to quality of life among school-going adolescents. Afak Journal of Sociology, 6(1), 63-77 (in Arabic).
  6. Jareer, S. (2017). Psychological and social adjustment and its relationship to achievement motivation among third- and fourth-grade students. Al-Hikma Journal for Educational and Psychological Studies, 5(11), 46-66 (in Arabic).
  7. Joudah, M. (2016). Traumatic experiences of mothers of orphans and their relationship to the psychosocial adjustment of the mother and child (Unpublished master's thesis) (in Arabic). Islamic University, Faculty of Education, Palestine.
  8. Hegazi, M. (2005). The wasted human (1st ed.) (in Arabic). Al-Markaz Al-Thaqafi Al-Arabi.
  9. Al-Dahiri, S., & Al-Ubaidi, N. (1999). Personality and mental health (in Arabic). Dar Al-Kindi Publishing and Distribution.
  10. Rahmani, J. (2019). Family climate and its relationship to positive thinking among first-year secondary school students. Journal of Social and Human Sciences, 9(2), 245-259 (in Arabic).
  11. Zakaar, Z. (2013). The psychology of personality and mental health (in Arabic). Al-Ishra’a Al-Fikri Center for Studies and Research.
  12. Al-Sar, H. (2014). The role of secondary school teachers in developing a positive thinking curriculum for their students in light of the Quran and Sunnah and ways to activate it (Unpublished master's thesis) (in Arabic). Islamic University, Gaza.
  13. Salman, S. (2016). Quality of life and its relationship to positive thinking and self-esteem among primary school children deprived of one parent in the Kingdom of Bahrain (Unpublished master's thesis) (in Arabic). University of Bahrain, College of Arts.
  14. Al-Shammari, M. (2018). Positive thinking and its relationship to psychological and social adjustment among middle school students. (in Arabic). Route Educational and Social Science Journal, 5(7), 1095-1121
  15. Abad, M. (2016). The relationship between parental communication and achieving psychological and social adjustment among school-going adolescents. (in Arabic). Journal of Family and Society, 4(2), 2-11
  16. Qwareh, M., & Al-Hali, M. (2018). The level of psychological adjustment among students with special needs. (in Arabic).Journal of Psychological and Educational Sciences, 6(2), 129-145
  17. Quidri, L. (2008). Psychological and social adjustment and its relationship to the mother's work (Unpublished master's thesis) (in Arabic). University of Algiers, Faculty of Social and Human Sciences, Algeria.
  18. Lacheb, A. (2019). Positive thinking and its relationship to life satisfaction among technical sports students. Al-Shamil Journal of Educational and Social Sciences, (in Arabic). 2(1), 8-22
  19. Mujahid, M. (2016). The effect of using some modern teaching methods on developing psychosocial adjustment among first-year secondary school students. (in Arabic). Journal of Physical, Artistic, and Recreational Activities, 5(1), 53-62
  20. Mokhtar, A. (2016). Smart homes and their relationship to family psychosocial adjustment. (in Arabic).Humanizing Journal for Research and Studies, 7(2), 86-142