الممارسات
الإسرائيلية
الممنهجة ضد
النظام
التعليمي
الفلسطيني:
قراءة
تحليلية ضمن
سياقات
الهيمنة
الجيوسياسية
والبنائية |
اسم
الباحث الأول
باللغتين
العربية
والإنجليزية |
د.
أمل أحمد أبو
حنيش |
||
Dr. Amal Ahmad Abu hanesh |
||||
اسم
الباحث
الثاني
باللغتين
العربية
والإنجليزية: |
/ |
|||
/ |
||||
اسم
الباحث
الثالث
باللغتين
العربية
والإنجليزية: |
/ |
|||
/ |
||||
Israeli Systematic
Practices Against the Palestinian Education System: An Analytical Reading
Within the Contexts of Geopolitical and Structural Hegemony |
1 اسم
الجامعة والدولة
(للأول) باللغتين العربية
والإنجليزية |
وزارة
التربية
والتعليم
العالي
الفلسطينية-فلسطين |
||
Palestinian ministry of education and higher
education |
||||
2 اسم
الجامعة والدولة (للثاني) باللغتين
العربية
والإنجليزية |
/ |
|||
/ |
||||
3 اسم
الجامعة والدولة
(للثالث) باللغتين
العربية
والإنجليزية |
/ |
|||
/ |
||||
Doi: لاستعمال
هيئة
التحرير |
*
البريد
الالكتروني
للباحث
المرسل: E-mail
address: |
amal-abu-hanesh@hotmail.com |
||
|
الملخص: |
|
||
|
تهدف
هذه الدراسة
إلى تسليط
الضوء على
الممارسات
الإسرائيلية
الممنهجة ضد
النظام التعليمي
الفلسطيني،
من خلال
تحليلها في
سياق
الهيمنة الجيوسياسية
والبنائية.
يعتبر
التعليم في السياق
الفلسطيني
أداة مقاومة
أساسية، إلى
جانب كونه
وسيلة
لتطوير
الهوية
الوطنية
والثقافية.
بدأت
إسرائيل
تنفيذ
سياساتها
تجاه التعليم
الفلسطيني
منذ قيامها
واحتلالها
للأراضي
الفلسطينية،
حيث سعت إلى
تقويض قدرة
النظام التعليمي
الفلسطيني
على تعزيز
الوعي
الاجتماعي والسياسي.
باستخدام
المنهج
الوصفي
التحليلي،
تسعى
الدراسة إلى
فهم أبعاد
هذه
السياسات وتأثيراتها
على التعليم
والمجتمع
الفلسطيني
ككل. وتوصلت
الدراسة إلى
عدة نتائج
رئيسية،
أبرزها أن
إسرائيل
تهدف من خلال
هذه
السياسات
إلى إضعاف
التعليم
الفلسطيني،
مما يعزز
سيطرتها على
الفلسطينيين
ويحرمهم من
بناء طبقة
تعليمية
قادرة على
قيادة
المجتمع نحو
التحرر. كما تهدف
إلى تفكيك
المؤسسات
التعليمية
الفلسطينية
وتشتيت
جهودها
بدلاً من دعم
تطويرها. في ختام
الدراسة،
يُوصى
المجتمع
الدولي
بضرورة دعم
التعليم
الفلسطيني
وحمايته،
وضمان استمراريته،
كما يُوصى
المسؤولون
عن التعليم
في فلسطين
بتطوير
استراتيجيات
لتعزيز
النظام التعليمي
لمواجهة هذه
التحديات. |
|
||
|
كلمات
مفتاحية: (التعليم
الفلسطيني،
السياسة
الإسرائيلية،
الهيمنة
الجيوسياسية،
المؤسسات
التعليمية) |
|
||
|
Abstract: |
|
||
|
This
study aims to shed light on the systematic Israeli practices against the
Palestinian education system, analyzing them within the contexts of
geopolitical and structural hegemony. Education in the Palestinian context is
not only a tool for resistance but also a means of developing national and
cultural identity. Israel has been implementing its policies against
Palestinian education since its establishment and occupation of Palestinian
territories, seeking to undermine the educational system's ability to foster
social and political awareness. Using a descriptive-analytical approach, the
study seeks to understand the dimensions of these policies and their impact
on education and Palestinian society as a whole. The study reached several
key findings, most notably that Israel aims, through these policies, to
weaken Palestinian education, thereby reinforcing its control over the
Palestinians and preventing the creation of an educated leadership capable of
guiding the society towards liberation. It also seeks to dismantle
Palestinian educational institutions and scatter their efforts instead of
supporting their development. In conclusion, the study recommends that the
international community support and protect Palestinian education, ensuring
its continuity. It also recommends that education authorities in Palestine
develop strategies to enhance the educational system to face these challenges. |
|
||
|
Keywords:
(Palestinian education, Israeli policy, geopolitical hegemony,
educational institutions) |
|
||
مقدمة
يعد
التعليم من
أهم أدوات
التنمية
البشرية والمجتمعية،
فهو يلعب
دوراً حيوياً
في بناء القدرات
الشخصية
وتعزيز الوعي
الاجتماعي والسياسي.
وفي السياق
الفلسطيني،
يعد التعليم أكثر
من مجرد وسيلة
لتحقيق
التنمية
الاقتصادية؛
فهو أداة
مقاومة تهدف
إلى تعزيز
الهوية
الوطنية
والثقافية،
وترسيخ
الانتماء
الوطني،
وتشكيل حاجز
منيع في وجه
التهويد والتخريب
الأخلاقي
الذي حاول
الاحتلال ايجاده.
والنظام
التعليمي
القوي يساعد
في تمكين الأجيال
الشابة،
وزيادة فرص
العمل،
وتحقيق الاستقلال
الاقتصادي،
والمساهمة في
تعزيز السلام
والتفاهم من
خلال نشر قيم
التسامح
والاحترام المتبادل.
ومن هذا
المنطلق، فإن
تأثير سياسة
إسرائيل على
التعليم في
فلسطين يشكل
قضية جوهرية
تستحق
الدراسة
والتحليل
لفهم أبعادها
وتأثيراتها
على المجتمع
الفلسطيني
ككل.
فقد بدأ
الصراع العربي
الإسرائيلي، الذي
يعد واحد من
أطول
الصراعات في
التاريخ
الحديث، مع بدايات
القرن
العشرين، وتصاعد
التوترات بين
اليهود
والفلسطينيين
في فلسطين
التاريخية، وبعد
احتلال
العصابات
الصهيونية
للأراضي الفلسطينية،
وإعلان قيام
دولة إسرائيل
عام 1948، وتهجير
مئات الآلاف
من
الفلسطينيين
عن أرضهم
ووطنهم.
وبعد
حرب حزيران عام
1967 واحتلال
اسرائيل لما
تبقى من أراضي
فلسطين
التاريخية (الضفة
الغربية
وقطاع غزة)
زاد الوضع
تعقيدا، حيث
بدأت إسرائيل
في بسط
سيطرتها
ونفوذها على
الأراضي
الفلسطينية،
وبناء
المستوطنات
وفرض قيود
صارمة على
حركة الفلسطينيين،
مما أثر بشكل
كبير على جميع
جوانب
حياتهم، بما
في ذلك التعليم.
التعليم
العربي في
الأراضي
المحتلة عام48
تأثر
التعليم
العربي في
الأراضي
الفلسطينية
المحتلة
كثيرا عام48،
بسبب
الاضطهاد
القومي
والتفرقة
العنصرية،
وبمحاولة
إسرائيل
تجهيل الطلاب
الفلسطينيين،
وتحويل
التعليم إلى
أداة للسيطرة
عليهم،
ومحاربة
هويتهم الوطنية
والقومية
العربية،
وتشكيكهم
بتاريخهم وتراثهم،
وفرض المناهج
الإسرائيلية
في المدارس
العربية التي
تقع تحت سيطرتها
الإدارية
المباشرة،
وتهويد لغة التعليم،
وتشويه
المناهج
الفلسطينية
في المدارس
العربية
الأخرى
وتحريفها، ومنع
بناء مدارس
جديدة، أو
توسيع
القديمة وترميمها.
وفي نظرة
مقارنة بين
أعداد الطلاب
اليهود
والعرب، نرى
أن عدد الطلاب
اليهود يفوق
أعداد الطلاب
العرب بسبب
الإهمال
المتعمد[i].
التعليم
في الأراضي
الفلسطينية
المحتلة عام67
وبعد
حرب حزيران
عام 1967،
واحتلال
إسرائيل للضفة
الغربية
وقطاع غزة،
بسطت إسرائيل
سلطتها وسيطرتها
على كافة
نواحي حياة
الفلسطينيين
ومنها التعليم.
وقد قامت
سياستها تجاه
التعليم
الفلسطيني
على محورين،
الأول منع كل
ما له علاقة
بتحسين أوضاع
الفلسطينيين،
والثاني
إبعاد
الفلسطينيين
عن هويتهم
التاريخية
والوطنية
لجعل القبول
بدولة
إسرائيل أمر
حتمي[ii].
وقد تولى
الجيش
الإسرائيلي
إدارة الضفة
الغربية
وقطاع غزة،
وتم تعيين
حاكم عسكري
لإدارة شؤون
الفلسطينيين،
وبدوره فوض
ضابطا من
الجيش للقيام
بمهام وزير
التربية
والتعليم حسب
القوانيين
المعتمدة في
الضفة وغزة
قبل
احتلالها، مع
منحه صلاحيات
بإدخال كل ما يراه
مناسبا من
التعديلات على
هذه
القوانيين.
لذا أبقت
إسرائيل على
البنية
الهيكلية
والإدارية
التي كانت
معتمدة سابقا،
بينما وضعت
المدارس
والميزانيات
الخاصة
بالتعليم تحت
سيطرتها. وقد
أبقت على
المناهج
الأردنية
التي كانت
تدرس في الضفة
الغربية،
والمناهج
المصرية التي
تدرس في قطاع
غزة، مع اتباع
سياسة الردع
بحزم وتشدد،
حيث أصدر
الحاكم
العسكري
الإسرائيلي
عددا من
الأوامر
الإدارية
بلغت (1100) أمر إداري
عسكري تضيف أو
تلغي أو تعدل
بعض القوانين
السابقة في
مجال التربية
والتعليم.
وبهدف
إحكام السيطرة
الإسرائيلية على
التعليم قسمت
المناطق
المحتلة إلى
إدارات
تربوية يرأس
كل منها موظف
عربي يكون
مسؤولا أمام
ضابط الجيش
الصهيوني
الذي تعود له
صلاحيات وزير
التربية
والتعليم،
والذي يمثل
سياسة
إسرائيل تجاه
التعليم
الفلسطيني
وهو مسؤول عن
التعديلات على
الكتب المدرسية،
وعن كل ما
يتعلق بمضمون
التعليم
وسياسة القمع
والردع لكل
الأنشطة
الطلابية
والتحركات
التي تمس أو
تتعارض مع
مصالح
إسرائيل
واستمرت هذه
السياسة حتى
قدوم السلطة
الفلسطينية[iii]
.
التعليم
زمن السلطة
الفلسطينية
حاولت
السلطة
الفلسطينية
النهوض
بالعملية
التعليمة في
فلسطين، وبناء
نظام تعليمي
يتناسب مع
الواقع
والتغيرات المطلوبة،
إذ عملت على
تأسيس مركز
لتطوير المناهج
الفلسطينية
بإشراف
اليونسكو،
وتطوير
البنية
التحتية في
التعليم،
لتغطي النقص
الكبير في عدد
المدارس التي
لم تشهد أي
تطور يذكر زمن
الاحتلال
بسبب الإهمال
المتعمد. إلا
أن النظام
التعليمي
الفلسطيني ما
زال يواجه
العديد من المعيقات
والتحديات، بسبب
استمرار إسرائيل
في سياستها
الممنهجة
لإضعاف
التعليم
الفلسطيني، بشتى
الطرق
والوسائل، إذ
عمدت إسرائيل على
التدخل في
المناهج
الفلسطينية
بحجة منع التحريض
على كراهية
إسرائيل. فقد تم
حذف وتعديل
مناهج الضفة
الغربية
وقطاع غزة بما
يتفق وأهدافها.
من خلال تزييف
الحقائق
والتاريخ
العربي،
والترويج للرواية
الصهيونية في
مواجهة
الرواية الفلسطينية.
وشطب كل ما
يتعلق بقضية
العودة
والمخيمات
واللاجئين
وظروف
تهجيرهم
وطردهم. وكل
ما ينمي لدى
الطالب
الفلسطيني حب
الوطن ومقاومة
الأعداء [iv].
سياسة
إسرائيل الممنهجة
تجاه التعليم
الفلسطيني
تقوم
إسرائيل منذ إنشائها
ومن خلال
سياسة
حكوماتها
المتعاقبة
بمحاربة
التعليم
الفلسطيني، بهدف
تقييده
وتدميره، وتتخذ
لذلك إجراءات
ووسائل متنوعة
لتحقيق أهداف
استراتيجية
وسياسية
طويلة الأمد.
أولا:
سياسة
السيطرة على
المناهج
الفلسطينية
حين
احتلت إسرائيل
الضفة
الغربية
وقطاع غزة بعد
حرب حزيران 1967،
سيطرت على
كافة مناحي
حياة
الفلسطينيين
وعلى رأسها
التعليم. فقد
دعا وزير
الدفاع
الصهيوني
آنذاك إلى تطبيق
المناهج
الصهيونية في
القدس، وحذف
وتعديل مناهج
الضفة
الغربية
وقطاع غزة بما
يتفق وأهداف
إسرائيل[v].من
أجل تربية
العرب على
الولاء لدولة
إسرائيل، وإثبات
أحقية اليهود
في فلسطين[vi].
ففي
مدينة القدس
مارست
إسرائيل
سياسة تربوية
تنسجم مع
سياستها
الصهيونية
الهادفة إلى
ضم مدينة
القدس
وتهويدها،
وذلك بفرض
المناهج
الإسرائيلية
في المدارس
العربية التي
تقع تحت سيطرتها
الإدارية
مباشرة،
والتهديد
بسحب ترخيص
المدارس
الأهلية التي
ترفض تدريس
المنهاج
الإسرائيلي. كما
قامت باستبدال
اللغة
العبرية
باللغة
العربية تماشيا
مع سياسة
تهويد
التعليم، وتزييف
الحقائق
والتاريخ
العربي،
بوصفه سلسلة
من
الانقلابات
وعمليات
القتل والسلب
والنهب، في
مقابل تعظيم
التاريخ
اليهودي،
والغرس في
نفوس الأطفال
أن هذه البلاد
يهودية في
الأصل وتم
تحريرها من
الدخلاء،
لجعل القبول
بإسرائيل أمر
حتمي[vii].
أما
سياستها تجاه المنهاج
الفلسطيني، فقد
حاولت
إسرائيل
خلخلة الهوية
والانتماء
لدى الأطفال
المقدسين من
خلال الاستبدال
والطمس
والتغيير في
المتن والتحريف،
ويطال ذلك كل
ماله علاقة
بتعميق
الهوية
الوطنية،
كأناشيد
وقصائد حب
الوطن
والشهادة
والفداء،
وطمس مفاهيم
النكبة والنكسة
وحائط البراق
والمسجد
الأقصى، واسم
فلسطين واستبداله
بما يتناسب مع
الرواية
الصهيونية،
كحائط المبكى
والهيكل.
وطالت أيضا كل
ما يتعلق بقضية
اللاجئين
والمخيمات
وحق العودة.
وكل ما يتعلق
بتاريخ
اليهود في عصر
الرسول، كقصة
بني قريظة
وبني النضير.
وفي نسخ
المنهاج
الفلسطيني المحرفة
ظهر مصطلح
إسرائيل إلى
جانب فلسطين
ونصوص أخرى
وصفوها بأنها
تشجع على
التعايش بين
اليهود
والعرب[viii].
وفي
الضفة
الغربية
وقطاع غزة أخضعت
إسرائيل جميع
الكتب
والمصادر
التعليمية
للرقابة الشديدة.
فقامت بإجراء
تغيرات
أساسية في
المناهج
والكتب المدرسية،
وقد شملت
التعديلات
المحتوى
التعليمي
لإزالة كل ما يتعلق
بالهوية
الوطنية
الفلسطينية
والتاريخ الفلسطيني،
والنضال
الوطني
ومقاومة
الاحتلال،
وقضية
اللاجئين وحق
العودة، خاصة
في كتب
التاريخ
والتربية
الوطنية
والجغرافيا
وكتب الأدب[ix].
وفي
حملتها على
المناهج
الفلسطينية اتهمتها
إسرائيل
بأنها تحتوي
على مواد
تحريضية تبث
الكراهية
وتشجع العنف،
وقد تجاوب مع
هذه الحملة
الاتحاد
الأوروبي
متجاهلا حق
الفلسطيني
المشروع في
مقاومة
الاحتلال[x].
ثانيا: تدمير
وإغلاق مؤسسات
التعليم
الفلسطينية
وتخريب
محتوياتها.
**
إغلاق المدارس
والجامعات
تتعرض
مؤسسات
التعليم
الفلسطينية منذ
قيام إسرائيل
وحتى الآن لاعتداءات
على يد جيش
الاحتلال أو
المستوطنين،
أو إلى إغلاقها
لفترات طويلة
مما يلحق بها
أضرارا كبيرة،
ويعطل
التعليم فيها،
ويخلق بيئة
غير آمنة
للطلاب
والعاملين
فيها[xi].
كما حصل في
الانتفاضة
الأولى عام1987،
حيث قامت
إسرائيل عدة
مرات بإغلاق جماعي
لكل المؤسسات
التعليمية في
الضفة وقطاع
غزة، واعتبرت
كل تجمع من
أجل التعليم
أمرا خارجا عن
القانون،
ويعاقب عليه، وقد
أغلقت
الجامعات
الفلسطينية واعتبرتها
مناطق عسكرية
مغلقة، وشمل
الإغلاق (1174)
مدرسة في
الضفة الغربية.
وقد
واجهت إسرائيل
ضغوطات دولية
كبيرة بسبب الإغلاق
المستمر
لمؤسسات
التعليم
الفلسطيني، الأمر
الذي دفعها
لفتح هذه
المؤسسات
أواخر عام
1989بعد إغلاق
استمر لمدة ستة
شهور، وبعد
ثلاثة أشهر
ونصف عادت
إسرائيل
وأغلقتها
ثانية لمدة
شهرين، ثم
أعادت فتحها
بالتدريج في
كانون الثاني
من عام 1990[xii].
وقد كان لهذه
الإجراءات
التعسفية
والعقاب الجماعي
الأثر الكبير
على مستوى
التحصيل والأداء
الأكاديمي
للشعب
الفلسطيني[xiii].
وفي
تقرير صدر عن
وزارة
التربية
والتعليم
الفلسطينية عام
2011، وثق أشكال
الانتهاكات
الإسرائيلية
ضد المدارس
الفلسطينية في
الضفة
الغربية
والقدس، ومن
هذه المدارس مدرسة
الساوية
الثانوية
جنوب نابلس التي
تتعرض
للإغلاق
والاقتحام
المتكرر من جنود
الاحتلال
والمستوطنين،
إلى جانب تعرض
الطلاب
والمعلمين
باستمرار
للاعتقال والاعتداء
عليهم[xiv].
* تدمير
المدارس
والجامعات.
تنتهج
إسرائيل منذ
قيامها سياسة
عدائية ضد مؤسسات
التعليم
الفلسطيني، ففي
الضفة
الغربية
والقدس
استولت سلطات
الاحتلال
ودمرت العديد
من المدارس
على أثر عدوان
حزيران 1967، بعد
أن دمرت قرى
بأكملها بما
فيها من مساجد
وكنائس مثل
مدارس عمواس
وبيت نوبا
ويالو[xv].
ولاحقا دمرت
إسرائيل
العديد من
المدارس بحجة
عدم وجود
التراخيص، أو
لكونها في
مناطق عسكرية،
تحديدا في
المناطق النائية
ذات التجمعات
السكانية
الصغيرة،
والمصنفة (c) وفق اتفاق
أوسلو. لتحرم
الطلاب
الفلسطينيين
من حقهم في
التعليم الذي
كفلته
الشرائع
السماوية
والقوانين
الدولية. كما
في مدرسة أبو
نوارة في
ضواحي القدس، ومدرسة
طانا في
محافظة
نابلس، ومدرسة
المالح في
الأغوار، ومدرسة
مسافر يطا في
الخليل،
ومدرسة زنوتة
الأساسية
جنوب الخليل
التي أصر
طلابها على حقهم
في التعليم
رغم بطش
الاحتلال
والظروف القاسية
ليتعلموا في
العراء وفي
خيام وتحت ألواح
من الصفيح في
ظلال جدران
مدرستهم
المهدمة[xvi].
وفي تقرير
لوكالة وفا
هدمت سلطات
الاحتلال (11
مدرسة) منذ
عام 2016-2023، كما أن
هناك ما يقارب
من (32مدرسة) من
مدارس التحدي
التي أقامتها
وزارة
التربية
والتعليم
الفلسطينية
في المناطق
المهمشة التي
لا تسمح سلطات
الاحتلال
بالبناء فيها
في مناطق c مهددة
بالهدم[xvii].
وهذا التدمير
يأتي ضمن
سياسة
إسرائيل
للضغط على
السكان
الفلسطينيين
في تلك المناطق
للرحيل عن
تجمعاتهم
السكانية، في
محاولة
للاستيلاء
على الأرض
وإفراغها من
أصحابها.
وفي
قطاع غزة تبدو
سياسة
إسرائيل
كارثية تجاه
مؤسسات
التعليم
الفلسطينية
فالحصار والحرب
الدموية
المستمرة
عليه أثرت على
التعليم بكل
جوانبه. فقد
ألحقت الحرب
الضرر بمجمل
مؤسسات
التعليم الفلسطينية
وطالت
الكوادر
والبنية
التحتية
التعليمية قتلا
وجرحا
وتدميرا،
فمنذ بداية
عملية طوفان
الأقصى في (7/10/2023)
شنت طائرات
الاحتلال
العديد من
الغارات
الجوية على المنشآت
التعليمية
بما في ذلك
الجامعات كجزء
من عملياتها
العسكرية في
الحرب والتي
تأتي في إطار
جريمة
الإبادة
الجماعية لكل
ما هو فلسطيني،
فقد تم تدمير
أكثر من (103)
جامعات
ومدارس بشكل
كلي، وأكثر من
(311) بشكل جزئي وتحويل
ما تبقى منها
إلى مراكز
إيواء للنازحين[xviii].
ومن الجامعات
التي تم استهدافها
الجامعة
الإسلامية
وجامعة
الأزهر،
وجامعة الإسراء
التي تم
تدميرها بعد
تحويلها
لثكنة عسكرية
لجيش
الاحتلال. إلى
جانب تدمير
الطرق وشبكات
الماء
والكهرباء،
مما خلق نقصا
في البنية
التحتية
للتعليم
الفلسطيني[xix].
وفي
إحصائية
للمرصد الأور
متوسطي لحقوق الإنسان
تشير إلى أن
إسرائيل
استهدفت (90%) من
الأبنية
المدرسية
الحكومية، وأن
(65%) من المدارس
المستخدمة لإيواء
للنازحين،
تعرضت للقصف
المباشر.
وفي
هذا السياق
يقدر صندوق
النقد الدولي
خسائر قطاع
التعليم
الفلسطيني
بسبب الهدم
والتدمير بأكثر
من (720) مليون
دولار[xx].
ثالثا: القيود
على البنية
التحتية لمؤسسات
التعليم
الفلسطينية
وتمويلها
* القيود
على بناء
المدارس
وتوسيعها
تخصص
إسرائيل
ميزانيات أقل
للتعليم
الفلسطيني
مقارنة
بالتعليم
الإسرائيلي
في المدارس
التي تقع تحت
سيطرتها
مباشرة مما
يخلق فجوة في
التعليم بين
الطلاب
الفلسطينيين
والإسرائيليين.
كما أنها تتشدد
في منح
التراخيص
لبناء مدارس
جديدة، أو
توسيع
المدارس
الفلسطينية
القديمة أو
ترميمها، وفي
بعض الأحيان
حرمان بعض
المدارس من
الماء والكهرباء.
وهذا التعنت
في منح
التراخيص
لبناء مدارس
جديدة أو
توسيع
المدارس
القديمة
وترميمها
ينعكس سلبا
على مستويات
التعليم. ففي
القدس مثلا
هناك نقص حاد
في الغرف
الصفية ما
يزيد عن (1200) غرفة
صفية[xxi].
مما يترتب
عليه اكتظاظ
في الصفوف، وحرمان
أعداد كبيرة
من الطلاب
المقدسيين من
التعليم لعدم
وجود شواغر
لهم، وزيادة
نسبة تسرب
الطلاب من
المدارس[xxii].
ولسد
النقص في
الغرف الصفية
تضطر المدارس لاستئجار
مباني غير
مناسبة
للتعليم أو
حشر أعداد
كبيرة من
الطلاب في غرف
صغيرة،
يتجاوز عددهم
أحيانا في
الغرفة
الواحدة (50)
طالبا، وقد يصل
أحيانا (60)
طالبا، وفي
بعض المدارس
قد يجمع في
الغرفة صفين
أو ثلاثة
صفوف. مما
يساهم في عرقلة
العملية
التعليمية
واجهاضها[xxiii].
* تقييد
الدعم الدولي
للتعليم.
وإلى
جانب منع بناء
المدارس
وترميمها وضعت
إسرائيل
العراقيل
والشروط التي
تحد من الدعم
الذي تقدمه
المؤسسات
الدولية
الداعمة
للتعليم
الفلسطيني.
عبر الضغط عليها
لتوجيه المساعدات
التي تقدمها للفلسطينيين
وفق شروط معينة،
أو عبر تأخير
المشاريع
التعليمية
الممولة
دوليا بسبب
إجراءات
بيروقراطية. علما
بأن بعض
الجهات
الدولية
تتردد هي في
الأساس في
تقديم الدعم
المالي
والمساعدات
اللازمة
لإعادة بناء
النظام
التعليمي
الفلسطيني في
ظل الحصار
والحرب
المستمرة عليه.
وإن توفرت
مساعدات
تعليمية هناك
صعوبة في
وصولها إلى
المناطق
المتضررة
تجعل من
توزيعها
تحديا كبيرا. الأمر
الذي يدفع بعض
الجهات
للعزوف عن
تقديم تلك المساعدات.
* محاربة
المؤسسات
الدولية
الداعمة
للتعليم
ولم
تكتف إسرائيل بتقييد
تمويل
التعليم
الفلسطيني، بل
حاولت في
حربها
المستمرة على
غزة محاربة
المؤسسات
الدولية
الداعمة
للتعليم كالأونروا
واليونسكو، عبر
التحريض
عليها
واتهامها
بدعم الإرهاب
لإنهاء
خدماتها في
فلسطين وإغلاقها
وحرمان
الآلاف من
الأطفال
والطلاب
الفلسطينيين
من حقهم في
التعليم.
فعدم
وجود مصادر
تمويل ثابتة
ومستقرة تغطي
احتياجات
التعليم
الفلسطيني
أدى إلى نقص
في عدد
المدراس
لعدم إمكانية
بناء مدارس
جديدة، أو
توسيع المدارس
القديمة وترميمها،
وإلى نقص في
الغرف الصفية،
واكتظاظ
الصفوف،
واستئجار
مباني
للدراسة غير
صالحة للتعليم
لافتقارها
للمرافق
التعليمية
المناسبة. الأمر
الذي ينعكس
سلبا على جودة
التعليم، وعلى
التنمية
الاقتصادية
والاجتماعية
للمجتمع
الفلسطيني
على المدى
الطويل[xxiv].
رابعا: القيود
على مؤسسات
التعليم العالي
الفلسطينية
تستهدف
إسرائيل
مؤسسات
التعليم
العالي الفلسطينية،
وتحاول فرض
العزلة عليها،
ووضع القيود
على حرية
الحركة
والسفر
للطلاب والأكاديميين
والعاملين فيها،
وفي الآونة
الأخيرة صعدت
إسرائيل من
استهدافها
للجامعات
الفلسطينية
بقيامها في 22/5/2022
بتنفيذ خطة
جديدة
لمحاصرة
الجامعات
الفلسطينية من
خلال فرض
أحكام
وتعليمات
جديدة للحد من
دخول الأجانب
سواء
الأساتذة أو
الطلبة الذين
يرغبون بالعمل
أو الدراسة فيها[xxv]،
لمنعها من الانفتاح
على العالم
لتطوير
برامجها
وخططها بما
ينعكس على
إثراء خبرات
الأكاديميين
ومعارف
الطلبة
وتعزيز
التبادل
الأكاديمي
والشراكة مع
الجامعات[xxvi].
إلى جانب
تقييد البحث
العلمي بوضع
قيود على
الموارد والانترنت
والوصول الى
المعلومات
والتكنولوجيا
الحديثة إلى
الضفة
الغربية وغزة ما
يؤثر على جودة
البحث العلمي
لدى الطلاب
والأكاديميين
الفلسطينيين
وعدم قدرتهم
على مواكبة
التطورات
العلمية والتكنلوجية.
كما أن
استهداف
إسرائيل
لمختبرات البحث
العلمي
ومرافقها
يؤدي إلى
تعطيل البحث
العلمي،
والحد من
الابتكار
والتقدم
الأكاديمي في
فلسطين بهدف
جعل
الفلسطينيين
في حالة من
الفقر
التعليمي لتعزيز
السيطرة
الإسرائيلية
عليهم، والحد من
قدرتهم على
تكوين طبقة
متعلمة
وقيادية يمكن
أن تقود
المجتمع نحو
التحرر
والاستقلال والتنمية.
خامسا:
الضغط النفسي
والاجتماعي
على الطلاب والأكاديميين الفلسطينيين
خلقت
إسرائيل في
حربها على
التعليم
الفلسطيني
منذ نشأتها وحتى
الآن بيئة
تعليمية غير
مستقرة
وآمنة، عبر
استهدافها
المباشر للطلاب
والأكاديميين
الفلسطينيين،
بالاعتقال
والتعذيب
والقتل
والإقامة
الجبرية. فمنذ
حرب عام 1967
واحتلالها
للأراضي
الفلسطينية تم
اعتقال الآلاف،
واستشهاد
المئات منهم،
في مواجهات مع
جيش الاحتلال
أو مستوطنيه[xxvii].
وفي غزة
وأثناء الحرب
الدموية
الدائرة الآن
تستهدف
إسرائيل
الطلاب
والأكاديميين
الفلسطينيين
بشكل مباشر
حيث تم اعتقال
المئات منهم،
أو قتلهم بغارات
استهدفت
منازلهم أو مراكز
ايوائهم أو
خيامهم. ويشير
تقرير
للجزيرة نت بتاريخ
(16\5\2024) إلى أن
إسرائيل قامت
بقتل أكثر من مئة
من العلماء
والأكاديميين
وأساتذة الجامعات
والباحثين،
ومن بينهم البرفسور
(سفيان تايه)
رئيس الجامعة
الإسلامية، وعالمة
الفيزياء الدكتورة
ختام الوصيفي
وغيرهم
الكثيرين من
الطلاب
والأكاديميين[xxviii].
وفي إحصائية لوزارة
التربية
والتعليم الفلسطينية
تفيد أن حوالي
(6000) ستة الآلاف
طالب وطالبة
استشهدوا منذ
بداية الحرب
حتى نيسان 2024.
وفي تقرير
لليونسف
أواخر آذار 2024،
قدر عدد الأطفال
الذين قتلوا
بالحرب
الدائرة على
غزة بنحو (13) ألف
طفل،
بالإضافة إلى
دفن الآلاف
تحت الأنقاض،
وقد وصف نائب
مدير
اليونيسيف
أوضاع الأطفال
في غزة بأنها
الأكثر فظاعة
التي شهدها
على الإطلاق.
وبسبب
استمرار الحرب
والنزوح
المتكرر
تعطلت
العملية
التعليمية في
قطاع غزة
بأكملها،
وفقد الطلاب
والأكاديميين
الفلسطينيين
الشعور
بالأمان،
فالعنف الذي
يمارسه
المحتل ضدهم
أدى إلى صدمات
نفسية خاصة
عند الأطفال،
وخلق بيئة من
الخوف والخلق
تؤثر على
قدرتهم على
التركيز
والتحصيل
الدراسي، كما
أن الاعتقال
والقتل
المتعمد
للأكاديميين
الفلسطينيين
والعلماء
وهجرة بعضهم
بحثا عن
الأمان أدى
إلى نقص في
الكوادر
التعليمية. وفي
إحصائية
نشرتها
الجزيرة نت
حرمت إسرائيل
نحو (608) الآلاف
طالب وطالبة
من حقهم في
التعليم
المدرسي،
وأوقفت مسيرة
(90) ألف طالب
جامعي[xxix].
لذا تشكل
الحرب
الإسرائيلية
على التعليم
الفلسطيني
عامة وفي غزة
خاصة تحديا
كبيرا أمام النظام
التعليمي،
وتستدعي
جهودا كبيرة
من المجتمع
الدولي
والمنظمات
الإنسانية
لدعم إعادة
البناء
والتعافي. الأمر
الذي سينعكس
سلبا على جودة
التعليم لاحقا.
وعلى تطوير
مهارات قيادية
إبداعية لدى
الشباب
تمكنهم من لعب
دور فعال في
بناء المجتمع
الفلسطيني.
*
الحواجز
العسكرية وجدار
الفصل
العنصري.
أثرت
الحواجز
العسكرية
المقامة على
مداخل القرى
والمدن
الفلسطينية، وجدار
الفصل
العنصري الذي
قطع أوصال
الأراضي
الفلسطينية
تأثيرا كبيرا
على التعليم
الفلسطيني[xxx].
فقد أدت إلى
صعوبة وصول
الطلاب
والأكاديميين
إلى مؤسساتهم
التعليمية،
لا بل حرمت
بعضهم من
الالتحاق
بها، وعطلت
العملية
التعليمية.
ففي القدس عزل
الجدار أكثر
من (154) ألف مقدسي
عربي خارج
المدينة
وجعلهم يوميا
يضطرون لدخول
المدينة عبر
البوابات
والحواجز
العسكرية،
والانتظار
لساعات قد لا
تكون بعدها
محاولة الدخول
ناجحة بسبب
تعسف سلطات
الاحتلال، ومن
بين هؤلاء الطلاب
والمعلمين
والعاملين في
مؤسسات التعليم
الفلسطينية
الذين
يتعرضون
أحيانا
للاحتجاز
لعدة ساعات،
أو منعهم من
الدخول[xxxi].
أهداف
إسرائيل من
حربها على
التعليم
الفلسطيني
تسعى
إسرائيل من
خلال
سياساتها الممنهجة
لإضعاف التعليم
الفلسطيني، إلى
تحقيق مجموعة
من الأهداف السياسية
والاجتماعية
والاقتصادية. ضمن
أهداف استراتيجية
طويلة الأمد. على
رأسها تحقيق
السيطرة
والسيادة على
الفلسطينيين،
عبر سيطرة إسرائيل
على مناهج التعليم
الفلسطينية لإضعاف
هُوية
الفلسطينيين
الوطنية
والثقافية،
والتحكم في
وعيهم
السياسي
والاجتماعي،
وتجهيلهم
بتاريخ
القضية
الفلسطينية
وتطوراتها،
وحق العودة،
واللاجئين
وظروف
تهجيرهم، وسلخهم
عن هُويتهم
العربية. لأن التعليم
يلعب دورًا
رئيسيًا في
تطوير الوعي السياسي
والثقافي. أما
تهويد
التعليم في
القدس فهو مقدمة
لتهويد
المدينة
والسيطرة
عليها. كما أن
تدمير
المؤسسات
التعليمية، ومنع
وصول المواد
التعليمية
التي تعزز
الوعي
بالحقوق
الوطنية
والسياسية،
يؤدي إلى
تقليل مستوى
الوعي بين
الأجيال الجديدة
حول حقوقهم
وتاريخهم، وتقويض
محاولات بناء
دولة
فلسطينية، مما
يسهم في
استدامة
السيطرة
الإسرائيلية.
ومن
أهداف سياسة
إسرائيل أيضا
تعزيز التبعية
للاقتصاد الإسرائيلي،
وزيادة نسبة
الفقر في
المجتمع
الفلسطيني، لأن
التعليم ركيزة
أساسية من
ركائز التنمية
الاقتصادية، وبإضعاف
التعليم
الفلسطيني،
تسعى إسرائيل
إلى الحد من
فرص العمل لدى
الفلسطينيين،
ومن قدرتهم
على تحقيق
تنمية
اقتصادية
مستقلة.
ومن
ضمن أهداف السياسة
الإسرائيلية ضد
التعليم
الفلسطيني، إضعاف
قدرة
الفلسطينيين
على التخطيط
لمستقبل أفضل،
فالتدمير
المتعمد
للمدارس
والجامعات
يشتت الجهود
الفلسطينية
نحو إعادة
الاعمار
بدلاً من
البناء والتطوير
والتنمية. فعندما
يكون تركيز الفلسطينيين
على التعامل
مع الأزمات
التعليمية
المستمرة،
يصبح من الصعب
عليهم تطوير
مؤسساتهم التعليمية
وتحقيق
التنمية. كما
أن إضعاف
إسرائيل للتعليم
العالي الذي يلعب
دورًا هامًا
في إنتاج
المعرفة، يعيق
تقدم الأبحاث
والتطور
العلمي
الفلسطيني
الذي يمكن أن
يقود المجتمع
نحو التطور.
وهناك
هدف آخر للسياسة
الإسرائيلية
ضد التعليم
الفلسطيني
يتعلق
بالسيطرة
والسيادة. فالتعليم
هو أساس بناء
القادة
والمفكرين،
وبإضعاف
التعليم
الفلسطيني،
تعطل إسرائيل
تكوين جيل
جديد من
القادة
والمفكرين
القادرين على
قيادة
المجتمع
الفلسطيني
نحو تحقيق أهدافه
الوطنية
والسياسية.
وإلى
جانب ذلك تسعى
إسرائيل إلى تعزيز
الرواية
الصهيونية في
مواجهة الرواية
الفلسطينية، لأن
جزء كبير من
التعليم
يتعلق بتكوين
الرواية التاريخية
والهُوية
الثقافية. وتقييد
التعليم
الفلسطيني، (المناهج)
وخاصة المواد
الدراسية
التي تتناول
التاريخ
والجغرافيا
الفلسطينية،
تحاول
إسرائيل الحد
من تأثير
الرواية
الفلسطينية
حول الصراع
وتاريخ
الاحتلال
والنكبة، وتقديم
رواية جديدة
تتماشى مع
المصالح الإسرائيلية[xxxii].
ومن
أهداف
السياسة
الإسرائيلية
ضد التعليم
الفلسطيني
تعزيز الهجرة
وافراغ الأرض
الفلسطينية من
أصحابها ومن
الكفاءات
العلمية، فالاعتقال
والتدمير
والقتل
المتعمد يؤدي
إلى الهجرة،
وإلى نقص في
الكفاءات
الفلسطينية
المتخصصة
القادرة على
تغيير الواقع
والمساهمة في
التنمية المحلية.
وعليه
يمكننا القول إن
هدف إسرائيل
من حربها ضد
التعليم
الفلسطيني،
هو فرض
سيطرتها
الكاملة على
الشعب الفلسطيني،
وتفتيت
المجتمع عبر
استهداف أهم
مصادر قوته
ألا وهو
التعليم.
الخاتمة:
حاول
هذا البحث
تقديم فهم
شامل
للسياسات الإسرائيلية
الممنهجة
التي تهدف إلى
إضعاف
التعليم
الفلسطيني
وتقويض مؤسساته،
وتسليط الضوء
على التحديات
التي يوجهها النظام
التعليم
الفلسطيني،
وتأثير هذه
السياسات على
مؤسساته وعلى
الطلاب
والعاملين
فيها.
وبناء
على ما سبق
أظهر البحث أن
سياسة إسرائيل
الممنهجة ضد
التعليم
الفلسطيني
لها تأثيرات عميقة
وطويلة الأمد
على المجتمع
الفلسطيني،
فهي لا تستهدف
النظام
التعليمي بحد
ذاته، بل تسعى
إلى تقويض
إمكانيات
الفلسطينيين
لبناء مجتمع
قوي متقدم،
قادر على
التطور
والاعتماد
على ذاته،
متمسك
بهُويته
الوطنية. فهجرة
العقول ونقص
الكفاءات
العلمية،
وزيادة الفقر
وتعزيز
التبعية
الاقتصادية
لإسرائيل، يجعل
تحقيق
الأهداف
الوطنية أكثر
صعوبة أمام
الفلسطينيين.
نتائج
البحث:
من
خلال مناقشة سياسة
إسرائيل
الممنهجة
لإضعاف
التعليم الفلسطيني
وأهدافها توصل
البحث إلى مجموعة
من النتائج
تعكس تأثير
هذه السياسة
على واقع
الإنسان الفلسطيني
ومستقبله، وأهمها:
1. إضعاف
الهُوية
الوطنية
الفلسطينية:
التعليم
يلعب دورا
كبيرا في
تشكيل الهوية
الوطنية،
وإضعاف
إسرائيل
للتعليم
الفلسطيني بالسيطرة
على المناهج
وتشويهها،
يضعف قدرة الفلسطينيين
في الحفاظ على
هُويتهم
الثقافية
والتاريخية
والسياسية،
ويقلل من
ارتباط
الأجيال
الشابة
بقضيتهم
ووطنهم
فلسطين، يسهل
على إسرائيل
إحكام
السيطرة عليهم.
2. إضعاف
المؤسسات
الفلسطينية:
تسعى
إسرائيل إلى
إضعاف
المؤسسات
الفلسطينية، من
خلال حرمان
الفلسطينيين
من تكوين
كوادر قيادية
متعلمة، تقدم
خدمات أساسية
في الصحة
والتعليم
والسياسة
والاقتصاد،
وتقود
المجتمع نحو
التحرر والاستقلال
والتنمية.
3. هجرة
العقول
وإفراغ الأرض
الفلسطينية
من أهلها:
سياسة
الاعتقال
والقتل
المتعمد
للعلماء والأكاديميين
الفلسطينيين،
وهجرة بعض
العقول بحثا
عن الأمان، جعلت
المجتمع
الفلسطيني في
حالة من الفقر
التعليمي،
وأفقدته
القدرة على
بناء مؤسساته
الوطنية
وتطويرها.
4. تدني
جودة التعليم
الفلسطيني:
القيود
الإسرائيلية
على البنية
التحتية للتعليم
وتمويله،
والتدمير
الممنهج
لمؤسساته،
والحواجز
والإغلاقات،
والنقص في
الموارد
والبيئة غير
المستقرة
الآمنة، أدت
إلى تدني جودة
التعليم وصعوبة
الحفاظ على
مستوى علمي
متقدم في
الجامعات
والمدارس
الفلسطينية.
5. زيادة
الضغوطات
النفسية
والاجتماعية:
الحرب
والتدمير
والعنف الذي
تمارسه
إسرائيل بحق
الطلاب
والأكاديميين
الفلسطينيين،
خلق بيئة من
الخوف والقلق
وعدم
الاستقرار،
وصدمات
النفسية،
وضغوطات
اجتماعية
يصعب تجاوزها،
والتطلع
لمستقبل أفضل.
6. إضعاف
مقاومة
الفلسطينيين
وتعزيز السيطرة
الإسرائيلية
عليهم:
التعليم
أداة مقاومة
مهمة تعزز
الوعي الوطني
وتساهم في خلق
جيل قادر على
مواجهة
التحديات،
وإضعاف
إسرائيل
للتعليم
الفلسطيني
يحد من قدرتهم
على النضال
والمقاومة
ويعزز السيطرة
الإسرائيلية عليهم.
7. زيادة
الفقر في
المجتمع
الفلسطيني،
وتعزيز التبعية
الاقتصادية
لإسرائيل:
إضعاف
التعليم
الفلسطيني،
يؤدي تسرب
الطلاب من
المدارس،
وعزوفهم عن التعليم،
والحد من فرص
الشباب في
تطوير مهارات
تؤهلهم لسوق
العمل، مما
يفاقم الفقر في
المجتمع
الفلسطيني،
ويزيد من
حاجتهم للعمل
في إسرائيل، ومن
تبعيتهم
للاقتصاد
الإسرائيلي.
8. حرمان
الفلسطينيين
من تطوير
مؤسساتهم
التعليمية:
تدمير
مؤسسات
التعليم
الفلسطينية،
وإعاقة المساعدات
الدولية
للتعليم
الفلسطيني،
شتت جهود
الفلسطينيين
التعليمية
وأجبرهم على الإغاثة
وإعادة
الإعمار بدلا
من البناء والتطوير.
التوصيات:
Ø 1-
دعوة المجتمع
الدولي
والمنظمات
الإنسانية لدعم
التعليم
الفلسطيني
وحمايته
وضمان استمراريته.
Ø
2-
إعادة هندسة
المناهج
الفلسطينية
بما يتناسب مع
الواقع.
Ø 3-
إنتاج برامج
تعليم
للأطفال غير
تقليدية من خلال
اللعب والرسم.
Ø 4-
دعوة
المختصين في
مجال علم
النفس لوضع برامج
وخطط للتعافي
النفسي
للطلاب خاصة
الأطفال
الذين تعرضوا
لصدمات نفسية
نتيجة العنف
والقتل
والدمار.
Ø 5-
توثيق جرائم
إسرائيل بحق
مؤسسات
التعليم الفلسطيني
والطلاب
والأكاديميين
الفلسطينيين،
وفضحها أمام
الرأي العام
الدولي.
المصادر
والمراجع
أولاً:
المراجع
العربية:
[i]
انظر داعس أبو
كشك (1983):
الأوضاع
التربوية
والأكاديمية
في الأراضي
المحتلة،
منشورات
الوحدة، د.م، ص30-46.
[ii]
انظر حول
الوضع
التعليمي في
الأراضي
المحتلة بعد
عام1967، داعس
أبو كشك (1983):
الأوضاع
التربوية والأكاديمية
في الأرض
المحتلة،
مصدر سابق، ص93-95.
[iii]
انظر: انظر
البيادر
السياسي (1983):
أضواء على
أوضاع
التعليم في
الضفة
الغربية، ع56،
سنة3، ص30.
[iv] انظر:
جميل عمر
نشوان (2003):
التعليم في
فلسطين منذ
العهد
العثماني وحتى
السلطة
الوطنية
الفلسطينية،
جمعية البحوث
والدراسات
التربوية
الفلسطينية،
دار المنارة،
ص265، ص287-295.
-
وانظر: صالح
عبد الله سرية
(1973): تعليم العرب
في إسرائيل.
منظمة
التحرير
الفلسطينية،
مركز
الأبحاث، بيروت،
ص200.
[v] إحسان
عطية وآخرون (1987):
التعليم في
القدس بيت لحم
أريحا حقائق
وأرقام، نشرة
إحصائية،
جمعية الدراسات
العربية،
القدس، ص6.
[vi] صالح
عبد الله سرية
(1973): تعليم العرب
في إسرائيل.
منظمة
التحرير الفلسطينية،
مركز
الأبحاث،
بيروت، ص82.
[vii] انظر: -
يحيى محمد
إسماعيل (2007):
عسكرة
التعليم في إسرائيل،
مركز
الدراسات
الشرقية،
القاهرة، ع34،
ص5.
-
مؤتمر
القدس السادس
(2012)، التعليم في
القدس تحت الاحتلال
الإسرائيلي،
مؤسسة القدس
الدولية،
وزارة
التربية
والتعليم العالي،
ص57.
-
ماجد
الحاج (2006)،
التعليم
الفلسطيني
بين الضبط
وثقافة الصمت،
مركز دراسات
الوحدة،
بيروت، ص219.
[viii] انظر: https:\\www.palestine-studies.org\ar\node\1653307
-
انظر: صالح عبد
الله سرية (1973):
تعليم العرب
في إسرائيل.
منظمة
التحرير
الفلسطينية،
مركز الأبحاث،
بيروت، ص200.
[ix]
انظر: خالد
أحمد دعوس:
الممارسات
الاحتلالية
تجاه التعليم
الفلسطيني،
مركز بيت
المقدس
للدراسات
التوثيقية،
30\12\2023 https://aqsaonline.org
[x]
انظر: https://moe.edu.ps
[xi] انظر:
حول أكثر المدارس
الفلسطينية
عرضة
للاعتداءات
الإسرائيلية
خلال
الأعوام2011-2013.
الانتهاكات
الإسرائيلية
بحق المدارس
الفلسطينية،
الإدارة العامة
للمتابعة
الميداني،
وزارة
التربية والتعليم
العالي، ص11.
[xii][xii]
انظر التعليم
خلال
الانتفاضة
الفلسطينية الأولى1987-1994https://ar.wikipedia.org/wiki
[xiii] : https:\\www.mofa.pna.ps وكالة
وفا
الإخبارية.
[xiv] وزارة
التربية
والتعليم
العالي
الفلسطينية:
الانتهاكات
الإسرائيلية
بحق المدارس
الفلسطينية
ما بين (2011-2013)، ص34-51.
[xv]
انظر: عبد
القادر يوسف (1989)
تعليم
الفلسطينيين
ماضيا وحاضرا
ومستقبلا،
منظمة
التحرير الفلسطينية،
دار الجليل
للنشر، عمان،
ص141.
[xvi] انظر:
مدارس
التحدي..
مدارس
فلسطينية صامدة
ضد الهدم
والتهجير. https://doc.aljazeera.net/people/2024/2/27
[xvii]
انظر:
الاحتلال
هدم11مدرسة
تحدي منذ عام
2016. https://www.wafa.ps/pages/details/70684
[xviii] انظر:
مجلة بيت
المقدس
للدراسات، ع
8، إسرائيل
قتلت أكثر من 100
عالم
وأكاديمي في
غزة، 16/5/2024.
[xix] وكالة
معا
الإخبارية:
الاحتلال
يدمر جامعة الإسراء
جنوب غزة،
بتاريخ9/5/2024
[xx] انظر: حول
الاستهداف
المباشر
للمؤسسات
التعليمية في قطاع
غزة.
https:\\www>algazeera.net\news\16\5\2024
[xxi] انظر:
حول القيود
على البنية
التحتية
لمؤسسات
التعليم
الفلسطيني،
عبد القادر
يوسف (1989): تعليم
الفلسطينيين
ماضيا وحاضرا
ومستقبلا، دار
الجليل
للنشر، عمان،
ص 138-146.
[xxii] انظر حول
التسرب
الدراسي لدى
طلبة المدارس
الحكومية
والخاصة في
القدس ما بين
(2008-2011)، مؤتمر
القدس السادس
(2012)، التعليم في
القدس تحت الاحتلال
الإسرائيلي،
مصدر سابق، 147-190.
[xxiii] انظر:
حول النقص في
الغرف
الدراسية في
مدن الضفة
الغربية، عبد
القادر يوسف (1989)
تعليم
الفلسطينيين
ماضيا وحاضرا
ومستقبلا،
مصدر سابق، ص142.
[xxiv] انظر:
مؤتمر القدس
السادس (2012):
التعليم في
القدس تحت
الاحتلال،
مصدر سابق، ص294.
[xxv]
انظر حول
السلطات
الإسرائيلية
ومحاولة ضرب مؤسسات
التعليم
العالي، داعس
أبو كشك (1983):
الأوضاع
التربوية
والأكاديمية
في الأرض
المحتلة،
مصدر سابق، ص
121-134.
[xxvi] انظر:
الجامعة
العربية:
استهداف
التعليم في فلسطين
هدفه تجهيل
المجتمع وطمس
الهوية وتشويه
الحقائق. http://www.wafa.ps\pages\details\50553
[xxvii] انظر:
حول
الاعتداءات
التي يتعرض
لها الطلاب والمعلمون
على يد جيش
الاحتلال،
عبد القادر يوسف،
مصدر سابق،
ص132-134. وانظر:
داعس أبو كشك
(1983): الأوضاع
التربوية
والأكاديمية
في الأرض المحتلة،
منشورات
الوحدة، ص75-77،
وص95-97.
[xxviii] انظر: بالأسماء...أكاديميون
ومحاضرون
جامعيون قتلتهم
إسرائيل
بغزة، samanews.ps\ar\post\587459 بتاريخ11\أغسطس\2024.
[xxix] انظر: Aljazeera.net\news\19\4\2024
[xxx] انظر:
حول أثر
الحواجز
العسكرية
ونقاط التفتيش،
الانتهاكات
الإسرائيلية
بحق المدارس الفلسطينية،
مصدر سابق، ص67.
[xxxi] انظر:
مؤتمر القدس
السادس (2012):
التعليم تحت
الاحتلال
الإسرائيلي،
مؤسسة القدس
الدولية، ص178.
[xxxii] انظر:
ماجد الحاج (2006):
التعليم
الفلسطيني في
إسرائيل بين
الضبط وثقافة
الصمت، مركز
دراسات
الوحدة،
بيروت، ص219.
ثانيا: المراجع
العربية الإنجليزية
· Abu Kashk, D. (1983). The Educational and
Academic Conditions in the Occupied Territories. Al-Wahda Publications,
N.P., pp. 30-46.
·
Abu Kashk, D. (1983). The Educational and Academic Conditions in the
Occupied Territories. Previous source, pp. 93-95.
· Al-Bayader
Al-Siyasi (1983). Highlights on the Educational Conditions in the West
Bank. Issue 56, Year 3, p. 30.
·
Nashwan, J. O. (2003). Education in Palestine from the Ottoman Era to
the Palestinian Authority. Palestinian Association for Educational Research
and Studies, Dar Al-Manara, pp. 265, 287-295.
·
Sariya, S. A. (1973). Education of Arabs in Israel. Palestine
Liberation Organization, Research Center, Beirut, p. 200.
·
Attia, I., et al. (1987). Education in Jerusalem, Bethlehem, and
Jericho: Facts and Figures. Statistical Bulletin, Arab Studies Society,
Jerusalem, p. 6.
·
Ismail, Y. M. (2007). The Militarization of Education in Israel.
Oriental Studies Center, Cairo, Issue 34, p. 5.
· Sixth
Jerusalem Conference (2012). Education in Jerusalem under Israeli
Occupation. Al-Quds International Foundation, Ministry of Education and
Higher Education, p. 57.
·
Haj, M. (2006). Palestinian Education: Between Control and the
Culture of Silence. Center for Arab Unity Studies, Beirut, p. 219.
·
Palestinian Ministry of Education and Higher Education (2013). Israeli
Violations against Palestinian Schools (2011-2013), pp. 34-51.