تاريخ الإرسال (10-07-2022)، تاريخ قبول النشر (25-08-2022)

المعيقات التي تواجه بناء برنامج اثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين

Obstacles facing building an enrichment program for gifted students in Palestine

Doi:

اسم الباحث الأول:                                                                                 

اسم الباحث الثاني (إن وجد):                                                                 

اسم الباحث الثالث (إن وجد):                                                               

 

ميسون صالح توم Myson Saleh Tom

 

 

1 اسم الجامعة والبلد (للأول)

2 اسم الجامعة والبلد (للثاني)

3 اسم الجامعة والبلد (للثالث)

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:

 

       E-mail address:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ماجستير مناهج وأساليب تدريس-العلوم التربوية-فلسطين

Master's degree in Curriculum and Teaching Methods - Educational Sciences - Palestine

 

myson.saleeh@gmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 



جسم البحث:

المقدمة

بُذلت الكثير من الجهود المهمة في العقود الأخيرة في جميع أنحاء العالم لتوسيع نطاق الاحتياجات الخاصة في سياسات التعليم، فقد تم إنشاء البرامج اللامنهجية لتوفير فرص إثراء للطلاب الموهوبين؛ ومع ذلك، فإن العديد من هذه البرامج تطبق خارج النظام المدرسي وحوالي 1٪ فقط من الطلاب الموهوبين قادرون على حضور هذه البرامج. لذلك، يقضي معظم الطلاب الموهوبين وقتهم التعليمي في الفصول الدراسية العادية. على الرغم من أن الأحكام التعليمية مثل البرامج الجامعية قد طورت طريقة التعامل مع الطلاب الموهوبين، إلا أنه لا يُعرف سوى القليل عما يحدث كل يوم في تعليمهم بالطريقة لتقليدية، على الرغم من وجود مجموعة واسعة من الأدبيات والأدلة التجريبية حول كيفية تقديم خدمات فعالة للطلاب الموهوبين لتعزيز مشاركتهم وتعلمهم، فهناك إجماع على أن المؤسسات التعليمية هي من يقع على عاتقها الأدوار الرئيسية في تحقيق ذلك، وبالتالي على المدارس والجامعات القيام بدورهم في تحفيز الإبداع والموهبة، وتقديم دعم إضافي خاص لتطوير قدرات الطلبة الموهوبين (Waddani, 2019)، من خلال بيئة مؤدية إلى تنمية مهارات التفكير والإبداع من خلال الاستماع للطلبة وتشجيعهم على المناقشة والتعبير عن آرائهم وتزويدهم بالتغذية الراجعة الايجابية (Johnsen, et al, 2015).

وسعياً لتحقيق احتياجات الطلبة الموهوبين فلا بد من بناء نظام تعليمي ومناهج تربوية يتلاءم مع كفاءات ومواهب تلك الفئة، يبدأ من إعادة صياغة المناهج التربوية، مرورا بإعادة تأهيل المعلمين لطرق التعامل مع الموهوبين ضمن برامج الإعداد، إلى جانب التدريب المستمر أثناء الخدمة لتلبية احتياجات تلك الفئة، سواء بتدريسهم في فصول منفصلة أو عبر دمجهم مع الطلبة العاديين (حمادنة، 2020).

وبناءً على ما سبق وباعتبار الطلبة الموهوبين والمتفوقين ثروة وطنية حقيقية، فمن الواجب رعايتهم وتقديم الفرص التربوية المناسبة لهم، والتي من الممكن أن تساعد كل طفل للوصول إلى أقصى طاقاته، خاصة في ظل الصراع الحالي والمستقبلي بين الدول يعتمد على تقدمها في المجالات العلمية والتقنية والتكنولوجية، وهذا لن يحصل دون الاهتمام بأصحاب المواهب والعقول التي تلعب دورا بارزا في تحقيق تلك الانجازات (عرفة، 2019).

وهدف البحث الحالي للتعرف على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين.

مشكلة الدراسة وأسئلتها:

ترى الباحثة بأن النظام التربوي في فلسطين لا يشجع على الإبداع والموهبة والتفوق، كونه يرتكز بشكل أساسي على طريقة التلقين والحفظ في العملية التدريسية، وعدم توافر المناهج التدريسية التي تدعم الموهبة وتعمل على تعزيزها، وبالتالي فعملية النهوض بالموهوبين تحتاج لتوافر برامج تعليمية خاصة بهم ومعلمين وإدارات لديها الخبرة في التعامل مع الموهوبين وتطوير إبداعهم وموهبتهم.

ومن هنا وفي ظل مشكلة عدم توافر نظام تعليمي في الأراضي الفلسطينية خاص بالموهوبين، ترى الباحثة بضرورة دراسة تلك المشكلة من خلال فحص المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين، وأبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين، ومن هنا جاءت مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة عن السؤال الرئيس الآتي:

ما المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين؟

ويتفرع عنه الأسئلة الفرعية التالية:

1.     ما الأهداف المرجوة من برامج الطلبة الموهوبين في المدارس؟

2.     ما أهمية البرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين؟

3.     ما هي أبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين؟

4.     كيف يمكن بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية؟

5.     ما هي أبرز المعيقات التي تحد من تطوير وبناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين؟

أهداف الدراسة:

يسعى البحث الآتي إلى التعرف على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين.

ويتفرع عنه الأهداف الفرعية الآتية:

1.     فحص الأهداف المرجوة من برامج الطلبة الموهوبين في المدارس.

2.     دراسة أهمية البرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين.

3.     إيضاح أبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين.

4.     دراسة كيف يمكن بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية.

5.      فحص أبرز المعيقات التي تحد من تطوير وبناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين.

أهمية الدراسة:

أولاً: الأهمية النظرية:

  1. ترى الباحثة أن أهمية الدراسة تكمن في الفجوة العلمية حول الموضوع، حيث لم يتوفر دراسات سابقة تناولت تلك القضية – حسب علم الباحثة-.

2.     تشير الباحثة إلى الأهمية التي تكمن في فحص ومعرفة أبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين، وبالتالي كيفية بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية.

ثانياً: الأهمية العملية:

-       تبرز أهمية البحث في المجال العملي من خلال سعي الباحثة لتقديم اقتراحات وتوصيات تساعد في النهوض بالعملية التعليمية الخاصة بالموهوبين.

-       وبالتالي تأمل الباحثة الخروج بنتائج تسهم في التغلب على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين.

-       ويمكن إضافة أهمية أخرى للبحث تبرز في أمل الباحثة أن تكون نتائج البحث وتوصياته مفيدة للمعنيين من هذه الدراسة كوزارة التربية والتعليم الفلسطينية والعاملين على بناء المناهج التعليمية ومسئولي العملية التعليمية برمتها في الأراضي الفلسطينية.

حدود الدراسة:

الحد البشري: مدراء ومديرات المدارس في محافظة قلقيلية.

الحد المكاني: محافظة قلقيلية.

الحد الزماني: خلال العام 2022

مصطلحات البحث:

مفهوم الموهبة

تعددت التعريفات التي تطرقت إلى مفهوم الموهبة، فمنها ما يصور الموهبة كعملية مستمرة نحو تنمية المواهب، بحيث تشير الموهبة إلى امتلاك واستخدام القدرات أو المواهب المتطورة، والتي يتم التعبير عنها بشكل طبيعي على مستوى يضع الفرد الموهوب من بين أعلى 10٪ من فئته العمرية (Inmaculada, et al, 2021).

ويعرّف مكتب التربية الأمريكي الطلبة الموهوبين بأنهم الأشخاص الذين يتم التعرف عليهم من قبل أشخاص مهنيين مؤهلين، والذين يتصفون بقدرات عقلية عالية، ويستطيعون القيام بأداء عال، وذلك في ضوء برامج تربوية وخدمات مساندة إضافية تقدم لهم لإيجاد أنفسهم، وتحقيق مساهمات جلية تخدم مصلحة مجتمعهم (اسمري، 2019)

برنامج الإثراء:

ويقصد بالإثراء أو الإغناء للبرنامج التربوي أو التعليمي، تزويد الطفل الموهوب - أيا كانت المرحلة التعليمية - بنوع جديد من الخبرات التعليمية، تعمل على زيادة خبرته في البرنامج التعليمي، حيث تختلف تلك الخبرات عن الخبرات المقدمة للطفل العادي في الصف العادي، ويقسم الإثراء إلى نوعين: الإثراء الأفقي والإثراء العمودي، ويقصد بالإثراء الأفقي، تزويد الموهوب بخبرات غنية في عدد من الموضوعات المدرسية، في حين يقصد بالإثراء العمودي، تزويد الموهوب بخبرات أوسع في موضوع ما من الموضوعات المدرسية. ويشير مفهوم الإثراء التعليمي إلى تلك الترتيبات التي يتم بمقتضاها تجويد المنهاج المعتاد للطلبة غير الموهوبين بطريقه مخططه وهادفة، وذلك بإدخال خبرات تعليمية إضافية تجعله أكثر اتساعا وتنوعا وعمقا وتعقيدا، بحيث يصبح أكثر ملائمة لاستعدادات الطلبة الموهوبين والمتفوقين (الزيود، 2019)


الدراسات السابقة:

جاءت دراسة ودعاني (2018) للتعرف على فاعلية برنامج تدريبي لإدراك أبعاد الموهبة في تحسین اتجاهات المعلمین قبل الخدمة نحو التعلیم والرعایة الخاصة للموهوبين، وقد أثبتت نتائج الدراسة فاعلية البرنامج بأثر إيجابي كبير في تصحيح المفاهيم وتعزيز الاتجاهات الايجابية، حيث أظهرت قيمة ت للفرق بين متوسطي اتجاهات المجموعة التجريبية قبل وبعد تنفيذ البرنامج دلالة إحصائية لصالح الاختبار البعدي كما كانت قيمة ت للفرق بين متوسطي الاتجاهات للمجموعة التجريبية والضابطة في الاختبار البعدي دالة إحصائيا أيضاً لصالح المجموعة التجريبية.

أما دراسة العميري (2019) فتناولت بناء معايير مناهج الجغرافيا للطلبة الموهوبين في التعليم العام السعودي وتقنينها، واشتمل مجتمع الدراسة في جانبه الميداني على الخبراء والمختصين في حقلي الموهبة والجغرافيا التربوية بالجامعات السعودية الحكومية، والبالغ عددهم (30) فرداً، واقتصرت العينة على (10) مشاركين. واتبعت الدراسة المنهج المختلط والمتمثل في المنهج الوصفي الوثائقي واستخدمت له المعايير العالمية، والمنهج النوعي واستخدمت لجمع بياناته أسئلة المقابلة شبه المقننة، وقد تم التحقق من صدق وثبات الأداتين وفق الأساليب المتبعة. وكشفت النتائج أن عينة الدراسة لديهم معرفة بأسباب التوجه العالمي نحو توظيف المعايير في بناء مناهج الجغرافيا للطلبة الموهوبين، ومنها الممارسات الخاطئة عند التأليف وما نتج عنها من مخرجات تعليمية ضعيفة. كما كشفت النتائج عن وجود تصورات واضحة لدى العينة بأهمية دور المعايير في تحسين تعلم الجغرافيا للطلبة الموهوبين بما يعكس القيمة العظيمة للجغرافيا في معالجة المشكلات والتصدي للتحديات التي تواجه المجتمع. وأوضحت النتائج ضرورة توافر أربعة موجهات لبناء المعايير، وهي: (5) مبادئ، و (5) أسس، و(7) أهداف، و(5) متطلبات.

وجاءت دراسة مجمعي (2019) للبحث في الأبعاد الشخصية لدى الطلبة الموهوبين والعاديين وفق تصنيف آيزنك، وتكونت عينة الدراسة من (259) طالباً وطالبة من طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية في المدارس الحكومية التابعة للإدارة العامة للتعليم بمنطقة جازان، منهم (116) من الطلبة الموهوبين، و(143) من الطلبة العاديين، ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام المنهج الوصفي الكمي، واستخدام مقياس آيزنك المعدل لأبعاد الشخصية وقد أظهرت نتائج الدراسة أن بُعد الذهانية هو البُعد السائد لدى الطلبة الموهوبين والعاديين، يليه بعد الانبساط، ثم بعدي الكذب والعصابية على التوالي. كما لم تظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية على أبعاد المقياس تعزى لنوع الطالب (موهوب، عادي)، بينما بينت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغير الجنس على بُعد الذهانية لصالح الذكور الموهوبين، وعلى بعد الكذب لصالح الذكور العاديين، وعلى بُعد العصابية لصالح الإناث العاديين. كما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائيا بين أبعاد الشخصية لدى الطلبة الموهوبين والعاديين وفقا لمتغير المرحلة التعليمية على بُعد الانبساط لصالح الطلبة الموهوبين بالمرحلة المتوسطة، بينما لم تظهر النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى للمرحلة التعليمية على أبعاد المقياس لدى الطلبة العاديين

وهدفت دراسة الشبلي (2019) للتعرف على تقييم مدى تلبية الحاجات الاجتماعية والانفعالية للطلبة الموهوبين: دراسة ميدانية للطلبة الموهوبين بالأردن، وتكونت عينة الدراسة من ثلاثمائة وأربعة طالبا وطالبة حيث أظهرت النتائج أن أبرز الحاجات الاجتماعية تتجسد في حاجة الموهوبين إلى المهارات القيادية والتعامل مع الآخرين بالإضافة إلى الدافعية واستثمار وقتهم بشكل جيد والراحة والاستجمام والعمل التطوعي. كما وتبين الدراسة أن أبرز الحاجات الانفعالية للطلبة الموهوبين تتمثل بحاجتهم إلى فهم وتقدير الذات والحد من المشكلات الانفعالية كالشعور بالملل والفشل بالإضافة إلى الغضب والحاجة إلى التخطيط للمستقبل. وكان مستوى تقييم مدى تلبية الحاجات للطلبة الموهوبين متوسطا حيث أشارت النتائج بأنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى تقييم مدى تلبية الحاجات لصالح الطلبة الذكور والمرحلة الأساسية على العلامة الكلية للاستبانة وبعديها الاجتماعي والانفعالي.

أما دراسة الغامدي (2019) فهدت إلى التعرف على درجة ممارسة التعليم المتمايز لرعاية الطالبة الموهوبة فنيا في الصف العادي من وجهة نظر معلمات التربية الفنية بمدينة مكة المكرمة، اتبعت الدراسة المنهج المسحي الوصفي. وتكونت عينة الدراسة من (228) معلمة. واستخدمت الدراسة الاستبانة أداة لجمع البيانات، وأظهرت نتائج الدراسة أن درجة ممارسة معلمات التربية الفنية للتعليم المتمايز لرعاية الطالبة الموهوبة فنيا في الصف العادي كانت متوسطة في جميع محاوره. كما وجدت الدراسة فروقا ذات دلالة إحصائية لدرجة ممارسة التعليم المتمايز في محور المحتوى تعزي لمتغير سنوات الخبرة، ومحور المنتج تعزى لمتغير التخصص، ومحور تمايز عمليات التعلم والمنتج تعزى لمتغير المرحلة التدريسية. كما أظهرت الدراسة أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية تعزى لمتغيري المؤهل العلمي والدورات التدريبية.

في حين تناول الباحث عطية في دراسته (2020) بناء مقياس الاستثارات الفائقة لتشخيص الأطفال الموهوبين في الروضة، وكانت عينة البحث (300) طفل وطفلة من المديريات العامة لمحافظة بغداد الرصافة /321 والكرخ/321 واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي من اجل تحقيق هدف البحث قام الباحث ببناء مقياس لاستثارة الفائقة للكشف عن الموهوبين لأطفال الروضة وعلى وفق نظرية المتبناة لدابروسكي وبايشوسكي واستعمل الباحثان الحقيبة الإحصائية SPSS لتحقيق هدف البحث وبلغ متوسط الزمن المستغرق للإجابة (10) دقائق وأعلى درجة يستطيع أن يحصل عليها الطفل الموهوب هي (225) درجة واقل درجة هي (75) درجة.

وهدفت دراسة اوغورلو وايمير (Ogurlu & Emir, 2014) إلى التعرف على فاعلية برنامج تطوير مهارات القيادة للطلبة الموهوبين والطلبة غير الموهوبين. تكونت عينة الدراسة من (21) طالبا منهم (7) طلاب موهوبين في المجموعة التجريبية والباقي في المجموعة الضابطة. أظهرت نتائج الدراسة فاعلية البرنامج في تحسين مهارات القيادة للطلاب الموهوبين وغير الموهوبين لصالح المجموعة التجريبية.

فيما أجرى ريلي وآخرون (Riley, Moltzen & Roger, 2014) دراسة هدفت إلى معرفة فعالية البحث الإجرائي لتقييم التشريعات لرعاية الموهوبين والمتفوقين، من خلال تقييم ثلاثة برامج لرعاية الموهوبين والمتفوقين مما جعل الباحثون قادرون على دراسة كيفية وماهية التغذية الراجعة التكوينية وتأثيراتها على تنفيذ وتحسين وتقييم تشريعات الطلاب الموهوبين وبالاعتماد على ملاحظات اجتماعات فريق العمل واتصالاتهم المستمرة والمناقشات الجماعية المركزة. استنتج الباحثون أن طريقة البحث الإجرائية تمثل طريقة مفيدة وأداة للتطوير المستمر للتشريعات الخاصة بالموهوبين والمتفوقين.

التعقيب على الدراسات السابقة:

تعتبر الدراسات السابقة إطاراً مهماً لمعرفة المشكلات التي تواجه تطور الموهوبين ورفع كفائتهم، لهذا فقد مثلت تلك الدراسات معززاً نظرياً من جهة ومركزاً على الموهبة من جهة أخرى، حيث اتفقت معظم الدراسات السابقة مع الدراسة الحالية في تناولها الموهوبين، ولكن كان في متغيرات أخرى غير تلك التي تم تناولها في الدراسة الحالية، ولم تتطرق أي من الدراسات السابقة للمعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين، وهو ما تتميز به الدراسة الحالية.

اتفقت الدراسة من حيث منهجية البحث مع عدة دراسات سابقة، ولكنها تختلف في مجتمع الدراسة والعينة، ومن خلال ما تم عرضه من دراسات تتعلق بموضوع الدراسة الحالية، تبرز أهمية الحاجة إلى إجراء دراسة منهجية بشأن المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين فلسطين.

منهجية الدارسة

يندرج هذا البحث ضمن الأبحاث الكيفية، أي السياقات والأبعاد الكيفية للمعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين، وتعد هذه الدراسة أقرب للمنهج الوصفي، إذ اعتمدت الباحثة على المنهج التحليلي الذي يدرس العلاقة بين متغيرات الدراسة، ويصف درجة العلاقة بين هذه المتغيرات وصفاً كمياً ويقارن بين نتائجها وذلك باستخدام مقاييس كمية من خلال أداة الدراسة (المقابلة)، لهذا فقد اعتبر المنهج التحليلي هو الأنسب لهذه الدراسة ويحقق أهدافها بالشكل الذي يضمن الدقة والموضوعية.

مجتمع وعينة الدراسة:

يتمثل مجتمع الدراسة في أداة الدراسة من المديرين والمديرات في مدارس محافظة قلقيلية، وبلغ حجم عينة الدراسة (8) من المديرين والمديرات في مدارس محافظة قلقيلية، وتناولت المقابلات مجموعة من القضايا المتعلقة بموضوع الدراسة والتي تجيب عن أسئلتها وفرضياتها، حيث تناولت آراء عينة الدراسة حول الأهداف المرجوة من برامج الطلبة الموهوبين في المدارس، وأهمية البرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين، وكذلك أبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين، وإمكانية بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية، من خلال توضيح أبرز المعيقات التي تحد من تطوير وبناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين، ومن ثم اقتراح مجموعة من الحلول التي يمكن من خلالها التغلب على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين، حيث سيتم عرض إجابات العينة المتعلقة بأسئلة الدراسة التي شملتها المقابلات وذلك بهدف تحديد نسب موافقتهم عليها والخروج بنتائج توضح المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين وتقديم الحلول الممكنة لهذه المعيقات اعتماداً على هذه النتائج.

أداة الدراسة: استخدمت الباحثة (المقابلة) كأداة للدراسة، وذلك من خلال مقابلة عينة الدراسة والبالغة (8) من المديرين والمديرات في مدارس محافظة قلقيلية، وتكونت أداة الدراسة من ستة أسئلة على النحو التالي:

  1. برأيكم ما الأهداف المرجوة من برامج الطلبة الموهوبين في المدارس؟
  2. كيف ترى أهمية البرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين؟
  3. من وجهة نظرك ما أبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين؟
  4. كيف يمكن بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية؟
  5. ما هي أبرز المعيقات التي تحد من تطوير وبناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين؟
  6. ما هي اقتراحاتك للتغلب على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين؟

تحليل نتائج الدارسة

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين، ولتحقيق أهداف الدراسة قامت الباحثة بتحليل إجابات عينة الدراسة لبيان المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي للطلبة الموهوبين في فلسطين من خلال الاعتماد على معايير تحليل آراء العينة التي شملتها المقابلات، وفيما يلي توضيح هذه النتائج:

أولا: الأهداف المرجوة من برامج الطلبة الموهوبين في المدارس

يوضح الجدول التالي أبرز الأهداف المرجوة من برامج الطلبة الموهوبين في المدارس التي وردت في إجابات عينة الدراسة على السؤال الأول بالإضافة إلى تكراراتها ونسبتها المئوية.

جدول (1): نتائج السؤال الأول المتعلق بالأهداف المرجوة من برامج الطلبة الموهوبين في المدارس

الرقم

الإجابة

التكرار

النسبة

1

صقل مواهبه الطلبة وتنميتها ودعمهم بمعلومات إثرائية تناسب موهبتهم

2

20%

2

كشف المواهب ورعايتها وتوجيهها نحو التميز والإبداع

2

20%

3

ترغيب الطلبة الموهوبين في مجالات مواهبهم للاستمرار في ممارستها وتطويرها

3

30%

4

تعويدهم على الجرأة وإبراز ما لديهم من مواهب

1

10%

5

اكتشاف المواهب لدى الطلبة بغض النظر عن مستواهم الأكاديمي والعمل على صقل هذه المواهب وتنميتها

2

20%

كما أشارت إجابات عينة الدراسة إلى انه يمكن تصنيف الأهداف المرجوة من برنامج الطلبة الموهوبين إلى أربعة محاور رئيسة وهي أهداف تتعلق بالقدرات الإبداعية وأهداف تتعلق بالمناخ الإبداعي وأهداف تتعلق بالسلوك الإبداعي وأهداف تتعلق بالتنفيذ الإبداعي. فعلى سبيل المثال للأهداف التي تتعلق بالقدرات الإبداعية:

-        حصر أعداد الموهوبين في المدارس.

-        تصنيف الموهوبين بالاعتماد على مجالات الإبداع لديهم.

-        تصنيف الموهوبين في نفس المجال الإبداعي إلى مستويات وفق درجة الموهبة لديهم.

ومن أمثلة الأهداف التي تتعلق بالمناخ الإبداعي:

-        توفير الاحتياجات المادية للموهوبين من قرطاسية وأجهزة حاسوب وقاعات.

-        توفير الاحتياجات النفسية للموهوبين.

-        توفير الاحتياجات التدريبية للموهوبين.

-        توفير الاحتياجات البشرية للموهوبين من مدربين لهم ومرشدين وموجهين وغيرهم.

ومن أمثلة الأهداف التي تتعلق بالسلوك الإبداعي

-        متابعة أعمال الموهوبين وتحفيزهم عليها.

-        تشجيع الموهوبين على ممارسة موهبتهم أثناء ممارسة حياتهم وأعمالهم اليومية.

-        تكريم الطلبة الموهوبين الذين يمارسون مواهبهم في ممارساتهم اليومية.

ومن أمثلة الأهداف التي تتعلق بالتنفيذ الإبداعي:

-        تنفيذ الطلبة واجباتهم اليومية واستثمار مواهبهم فيها.

-        إعداد الطلبة مشاريعهم الريادية باستثمار مواهبهم فيها.

-        إعداد الطلبة الموهوبين ورش تدريبية لزملائهم فيما يتعلق بمواهبهم. 

واعتماداً على إجابات عينة الدراسة نلاحظ بأنه من المهم فهم القدرات والاستعدادات وتوجيهها التوجيه السليم وتوسيع مدارك الطلاب الموهوبين في مجالات مواهبهم وتوظيفها لخدمة أهداف التنمية، والعمل على تفجير المواهب الكامنة لديهم وتشجيعهم على الإبداع والابتكار.

ثانياً: أهمية البرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين

يوضح الجدول التالي أهمية البرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين التي وردت في إجابات عينة الدراسة على السؤال الثاني بالإضافة إلى تكراراتها ونسبتها المئوية

جدول (2): نتائج السؤال الثاني المتعلق بأهمية البرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين

الرقم

الإجابة

التكرار

النسبة

1

تتحدى قدراتهم وتنمي موهبتهم وتوسع آفاقهم المعرفية والعقلية

4

33.3%

2

دعم الطلبة الموهوبين كلاً منهم اعتماداً على طبيعة موهبته الخاصة.

3

25%

3

رفع كفاءة الطلبة وتنمية ثقتهم بأنفسهم

3

25%

4

ورفع مستوى مواهبهم وإيمانهم بها

2

16.7%

واعتماداً على إجابات العينة الواردة في الجدول السابق يتضح لنا بأن للبرامج الإثرائية للطلبة الموهوبين لها الدور الأكبر في توفير الرعاية اللازمة للطلاب كل حسب موهبته، وإعطاؤهم فرصة الممارسة والتعرف بشكل أعمق على مواهبهم، في وقت أطول من الفرصة المتاحة حالياً داخل الفصل الدراسي وتهيئة مقار تنفيذ الأنشطة، وتزويدها بالوسائل والإمكانات اللازمة، وتقديم التوجيه المركز والمتخصص بشكل فردي أو جماعي، مما يحقق النمو لكل طالب موهوب طبقاً لقدراته.

وقد أكدت إجابات عينة الدراسة على أن الإنسان الموهوب في العادة لديه شغف بالتعرف على كل المستجدات التي تتعلق بموهبته، ولذلك فهو بحاجة دائما إلى إثرائه بما هو جديد حول موهبته، وهذا يشعره بالرضا وبأهمية موهبته بالإضافة إلى أنه يساعده على تطوير موهبته وفق المستجدات التي طرأت عليها.

ثالثاً: أبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين

يوضح الجدول التالي أبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين التي وردت في إجابات عينة الدراسة على السؤال الثالث بالإضافة إلى تكراراتها ونسبتها المئوية

جدول (3): نتائج السؤال الثالث بأبرز التحديات التي تواجه بناء برامج خاصة بالموهوبين في فلسطين

الرقم

الإجابة

التكرار

النسبة

1

قلة الدعم المادي وعدم وجود جهات تتابعهم وعدم وجود برامج تناسب موهبتهم

4

30.8%

2

ضيق الوقت

2

15.3%

 

اكتظاظ المناهج الدراسية بالمواد النظرية

1

7.7%

3

استخدام فنيات ومحكمات غير كافية مثل تقديرات المعلمين والاختبارات المدرسية

1

7.7%

4

انخفاض مستوى الاهتمام بتنمية المواهب لدى الوزارات المعنية

3

23%

5

قلة التخطيط فيما يتعلق بتنمية شخصية الطالب وتنمية مواهبه

1

7.7%

6

غياب التشبيك والتنسيق بين المؤسسات الشريكة للتربية والتعليم من اجل التقاط هؤلاء الطلاب وتحضير برامج خاصة بهم والعمل معهم حاضرا ومستقبلا

1

7.7%

وتشير النتائج الواردة في الجدول السابق إلى أن المدارس حتى الوقت الحاضر لم تطور نفسها بالقدر اللازم لتهيئة المناخ المناسب لتفجير طاقات الموهوبين وتوجيهها في المسار الصحيح ولإشباع حاجاتهم النفسية والتعليمية الخاصة، إذ أن عدم وجود تعريف موحد للطالب الموهوب واختلاف الطرق المستخدمة في تحديدهم وعدم توافر الأماكن الخاصة بكل نشاط يمارس فيه الطلاب هواياتهم، بالإضافة إلى إهمال إنتاج الطلاب وإبداعاتهم وعدم إبرازها والإشادة بها تعد من أبرز التحديات التي تواجه بناء برنامج خاص بهذه الفئة في المدارس الفلسطينية.

رابعاً: إمكانية بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية

يوضح الجدول التالي إمكانية بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية التي وردت في إجابات عينة الدراسة على السؤال الرابع بالإضافة إلى تكراراتها ونسبتها المئوية

جدول (4): نتائج السؤال الرابع المتعلق بإمكانية بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين في المدارس الفلسطينية

الرقم

الإجابة

التكرار

النسبة

1

حصر الموهوبين وتحديد نوع الموهبة وتوفير ما يلزم لهذه الاحتياجات لتحديد خطة عمل تناسب وتطور موهبتهم.

2

20%

2

بالاستعانة بمعلمين الميدان أنفسهم لأنهم الأقدر على وضع البرنامج الإثرائي

1

10%

3

تخصيص مشرفين مهمتهم اكتشاف المواهب لدى طلبة المدارس يعملون ضمن خطة تفصيلية بكل مجال

2

20%

4

التنسيق مع إدارات المدارس ومعلمي لجان المباحث المختلفة يتم ترشيح الطلبة المستهدفين والعمل معهم من خلال وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الشريكة

2

20%

5

تخصيص صندوق وطني لتمويل برامج الطلبة الموهوبين وتطويرها

3

30%

توضح النتائج الواردة في الجدول أعلاه إلى وجود إمكانية عالية لبناء برنامج إثرائي خاص بالطلبة الموهوبين في المدارس الفلسطينية من خلال التركيز على تطويرهم وتخصيص مشرفين قادرين على التعامل معهم في ظل توفير تمويل مادي مناسب لهذه البرامج.

 

خامساً: أبرز المعيقات التي تحد من تطوير وبناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين

يوضح الجدول التالي المعيقات التي تحد من تطوير وبناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين التي وردت في إجابات عينة الدراسة على السؤال الخامس بالإضافة إلى تكراراتها ونسبتها.

جدول (5): نتائج السؤال الخامس المتعلق بأبرز المعيقات التي تحد من تطوير وبناء البرنامج الإثرائي

الرقم

الإجابة

التكرار

النسبة

1

وضع برنامج مدعوم من الوزارة لتنفيذ مشروع تنمية الموهوبين

2

14%

2

الإمكانيات المادية وضيق الوقت

2

14%

3

الاحتلال ومعيقات الوصول للمدارس

1

7%

4

ثقافة المجتمع التي تفرض على الطالب توجها معينا من الناحية الأكاديمية

3

21%

5

النظام التعليمي الذي يحدد مصير الطالب من خلال امتحان الثانوية العامة

3

21%

5

قلة المختصين في مجال علم الموهوبين

2

14%

6

قلة الدراسات العلمية في مجال الموهوبين في فلسطين

1

7%

واعتماداً على النتائج السابقة يتضح لنا أن هناك العديد من المعيقات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية وتربوية، بالإضافة إلى الافتقار لوجود البرامج والدعم اللازمين لتبني الموهوبين والبشرية ووجود معلمين على وعي تام بجميع جوانب موهبة الطالب وآلية تبنيها والإجراءات اللازمة لتطويرها إلى بجانب دور المدرسة والمدير أيضا الداعم لذلك واجتماعية دور الأسرة والمجتمع لإبراز هذه الموهبة ودعمها وتوفير البرامج والمناهج الأزمة لتطويرها.

سادساً: الاقتراحات الممكنة للتغلب على المعيقات التي تواجه بناء البرنامج إثرائي

يوضح الجدول التالي الاقتراحات الممكنة للتغلب على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين التي وردت في إجابات عينة الدراسة على السؤال السادس بالإضافة إلى تكراراتها ونسبتها المئوية.

جدول (6): نتائج السؤال السادس المتعلق بالاقتراحات الممكنة للتغلب على المعيقات التي تواجه بناء برنامج إثرائي خاص بالموهوبين

الرقم

الإجابة

التكرار

النسبة

1

عدم توافر المواد المطلوبة والأجهزة والمناخ المناسب والأماكن اللازمة لدعم الموهوبين وعدم تفاعل الأهل والمجتمع المحلي مع المدرسة.

2

16.7%

2

ضرورة دعم البرامج من الوزارة مما يعمل على تقليص المادة الدراسية العادية للطلاب وعمل خطط موحدة على مستوى الوطن

2

16.7%

3

تكون بتغيير النظام التعليمي الحالي لجعله أكثر مرونة وتكيفا واهتماما بالنواحي الوجدانية وبناء وصقل الشخصية

3

25%

4

عقد دورات تثقيفية للأهل لتهيئتهم وزيادة وعيهم بالنواحي النفسية والاهتمام بمواهب أبنائهم ودعمهم لهم

1

8.3%

5

توفير برامج جامعية متنوعة في مجال علم الموهوبين

1

8.3%

6

توفير دورات تأهيل وتمكين في مجال علم الموهوبين

1

8.3%

7

إجراء دراسات نوعية وكمية للموهوبين في فلسطين على وجه الخصوص

2

16.7%

واعتماداً على النتائج الواردة في الجدول أعلاه يتبين لنا ضرورة وجود دعم حقيقي من وزارة التربية والتعليم لهذه الفئة الموهوبة إلى جانب توفير كادر تعليمي قادر على التعامل معها، بالإضافة إلى أهمية تحديث المناهج التعليمية لتتناسب مع مهاراتهم وقدراتهم.

 


نتائج الدراسة

أشارت إجابات عينة الدراسة والتي تم تحليلها في الأسئلة السابقة إلى وجود مجموعة من النتائج التي تؤكد ضرورة التخطيط للمناهج بما يساعد على تنمية مهارات التفكير والإبداع في ظل يتقبل المعلمون الأفكار التي يطرحها المتفوقون والابتعاد عن أساليب الغرس والتلقين، والتركيز على أساليب التدريس المفتوح كالمناقشة والعصف الذهني، والاعتماد على حل المشكلات باستخدام خطوات التفكير العملي، مما يضمن تنمية قدرات التلاميذ على التفكير الناقد والنقد البناء، وتنمية حب الاستطلاع لدى التلاميذ وإكسابهم مهارات متصلة بالبحث والاطلاع والتعلم الذاتي.

وأكدت نتائج الدراسة على انه ينبغي أن تهدف طرائق التدريس وأساليب التعلم المستخدمة إلى تحويل المتعلم المتفوق إلى المشاركة بصورة فعالة في عمليات التعلم، وإعداد الشخصية القادرة على الإبداع وحل المشكلات، ومساعدة المتفوق على الاستمرار في مواصلة أدائه المتميز، بالإضافة إلى مساعدة المتعلم على اكتساب صفات العلماء والأبطال مثل المثابرة والصبر وتكرار المحاولة والثقة بالنفس، دعم مكتبات هذه المدارس وتحويلها إلى مراكز مصادر للتعلم وربطها بشبكات المعلومات المحلية والعالمية. كما يتضح لنا من خلال نتائج الدراسة وجود تتنوع التحديات ويمكن تصنيفها في ثلاث محاور رئيسة:

1.     الموارد البشرية وتتمثل بالمعلمين والإدارات والمرشدين والمشرفين وكل الجهات الشريكة في رعاية وتوجيه واستثمار الموهوبين، حيث يتطلب منها أن تكون على قدر كاف من الكفاءة العلمية والعملية في التعامل مع هذه الفئة.

2.     البيئة المادية والنفسية والاجتماعية وتتمثل بيئة المدرسة والحي والأسرة وما يحيط بالموهوب من إمكانات مادية تؤثر في إبراز موهبته، بالإضافة إلى المناخ النفسي الذي يلعب دورا كبيرا في رفع الروح المعنوية لدى الموهوبين وتحفيزهم وزيادة دافعيتهم، وأيضا تلعب الثقافة المجتمعية والمعتقدات الدينية وغيرها مما يحمله المجتمع دورا رئيسا في دعم الموهوبين، ويعد غياب البيئة المناسبة للموهوبين تحديا كبيرا لهم. 

3.     التشريعات والقوانين: التشريعات والقوانين هي إطار يخدم الإنسان في مجال حياته، ولذلك تعد التشريعات والقوانين مهمة بالنسبة للموهوبين في دعم مواهبهم، وعدم توفر التشريعات والقوانين والنصوص في مجال الموهوبين يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لهم، فالإجراءات في المؤسسات والمدارس مرتبطة بالقوانين والتشريعات.

 


التوصيات

اعتماداً على النتائج السابقة تقدم الباحثة مجموعة من التوصيات وهي كما يلي:

1.     ضرورة وضع خطة لرعاية الطلاب الموهوبين وتدارسها من قبل المعنيين ووضعها موضع التنفيذ خلال العام الدراسي.

2.      الاطلاع على كل جديد في هذا المجال لإفادة طلابه الموهوبين وتشجيعهم وحفز الهمم لديهم لاستمرار وتنمية تلك المواهب التي أوردها الخالق سبحانه وتعالى لدى بعض الطلاب.

3.     توفير الجوّ التربوي الملائم لنمو الموهبة وإشعار الطلاب الموهوبين بمكانتهم وأهميتهم، وذلك من خلال عقد لقاءات دورية منتظمة بهؤلاء الطلاب لمعرفة احتياجاتهم وأفكارهم والإسهام في حل مشكلاتهم الاجتماعية بالتعاون مع المرشد الطلابي بالمدرسة.

4.     توفير الأدوات والتجهيزات وأماكن ممارسة الأنشطة لمعرفة المواهب وتنميتها وتطويرها.

5.     الاطلاع على خطط مشرفي الأنشطة ومعلمي المواد ومعرفة مدى عنايتهم بهذه الفئة، وأن يُعطى الطلاب الموهوبون أهمية خاصة في الزيارات الميدانية في الفصول وأماكن ممارسة الأنشطة، والاطلاع على أعمالهم وتوجيه النصح والإرشاد إليهم وتقديم الحوافز المادية والمعنوية لهم.

6.     وضع خطة تتضمن تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلاب الموهوبين وفتح قنوات للاتصال مع المشرف التربوي والمسئولين في إدارة التعليم عن رعاية الموهوبين وتزويدهم بالتقارير اللازمة والاحتياجات لتوفير ما يمكن توفيره من إمكانات بشرية ومادية من أجل النهوض بالطلاب الموهوبين والحفاظ على مواهبهم.

7.     الاتصال بأولياء الأمور وتعريفهم بمواهب ليتحقق التكامل بين دور الأسرة ودور المدرسة في رعايتهم.

8.     توجيه المعلمين إلى استخدام أساليب تدريسيّة فعاله ومشوقة، ووضع مَلزمة لكل موهبة تتضمن تعريفاً بالموهبة وأساليب رعايتها والمراجع التي يمكن للطالب الاستعانة بها – أساليب البحث العلمي السليم – إنجازات العلماء والمبدعين في مجال هذه الموهبة – أبرز الطلاب الموهوبين – مجالات التخصص وفرص العمل – كيفية الاستفادة من مصادر التعلم والبحث.

 

 

 

 


 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

1.     اسمري، احمد (2019) التوافق المدرسي وعلاقته بمهارات التفكير الإبداعي لدى الطلاب الموهوبين، مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، مجلد35، عدد9، ص31-59.

2.     حمادنة، برهان (2020)، تقييم كفايات معلمي الطلبة الموهوبين في ضوء معايير مجلس الأطفال غير العاديين من وجهة نظر المعلمين وقادة المدارس في جنوب المملكة العربية السعودية. المجلة السعودية للتربية الخاصة، مجلد5، عدد13، ص141-178.

3.     الزهراني، علي (2018) تقييم واقع الخدمات الإرشادية للطلبة الموهوبين في المنطقة الشرقية استناداً للمعايير العالمية، المجلة الدولية لعلوم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، المؤسسة العربية للبحث العلمي والتنمية البشرية، مجلد3، ع11، ص132-219

4.     الزيود، صابرين (2019) الدور الإداري لمديري المدارس الحكومية الثانوية في محافظة المفرق في رعاية برامج الموهوبين من وجهة نظر المعلمين (رسالة ماجستير غير منشورة) جامعة جرش: الأردن.

5.     الشبلي، رأفت (2019) تقييم مدى تلبية الحاجات الاجتماعية والانفعالية للطلبة الموهوبين: دراسة ميدانية للطلبة الموهوبين بالأردن، المجلة الدولية للأبحاث التربوية، جامعة الإمارات العربية المتحدة، مج43, ع1، ص31-57.

6.     العاجز، فؤاد (2012) استراتيجية مقترحة لتطوير نظام تربية الطلاب الموهوبين بمحافظات غزة في ضوء التجربة الألمانية، المؤتمر العلمي العربي التاسع لرعاية الموهوبين والمتفوقين، المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين، عمان، مجلد2، ص 193 – 245.

7.     عرفة، سلوى (2019) متطلبات تحسين أساليب العمل مع الأطفال الموهوبين بمراحل التعليم المصرية، جمعية الثقافة من أجل التنمية، مجلد 19, ع138، ص 62 – 96.

8.     العميري، فهد (2019) بناء معايير مناهج الجغرافيا للطلبة الموهوبين في التعليم العام السعودي وتقنينها، مجلة القادسية في الآداب والعلوم التربوية، المجلد 19، العدد 2، الصفحات 285-322.

9.     الغامدي، فاطمة (2019) درجة ممارسة التعليم المتمايز لرعاية الطالبة الموهوبة فنيا في الصف العادي من وجهة نظر معلمات التربية الفنية بمدينة مكة المكرمة، مجلة دراسات - العلوم التربوية، الجامعة الأردنية، مج46, ع2، ص 279 - 301

10. مجمعي، علي (2019) الأبعاد الشخصية لدى الطلبة الموهوبين والعاديين وفق تصنيف آيزنك، مجلة كلية التربية، مجلد35، عدد4، ص601-619.

11. المطيري، ثامر (2016) إطار إرشادي مقترح في برامج الموهوبين وفق منظور دابراوسكى، العلوم التربوية، جامعة القاهرة، مج24, ع3، ص345-276.

12. ودعاني، ماجد (2020) تحفيز الإبداع ودعم الموهوبين: استقصاء تحليلي للممارسات التعليمية في المدارس العامة، المجلة السعودية للتربية الخاصة، مجلد7، عدد13، ص51-78.

المراجع العربية الإنجليزية

Ismari, A. (2019). School compatibility and its relationship to creative thinking skills among gifted students. (In Arabic) Journal of Education, Assiut University, 35(9), 31-59.

Hamadneh, B. (2020). Evaluating the competencies of teachers of gifted students in light of the exceptional children's council criteria from the perspective of teachers and school leaders in southern Saudi Arabia. (In Arabic) Saudi Journal of Special Education, 5(13), 141-178.

Al-Zahrani, A. (2018). Evaluating the status of counseling services for gifted students in the Eastern Region based on global standards. (In Arabic) International Journal of Special Needs Education, Arab Research and Human Development Institute, 3(11), 132-219.

Al-Ziyoud, S. (2019). The administrative role of principals in government secondary schools in Al-Mafraq Governorate in supporting gifted programs from the perspective of teachers. (Unpublished master's thesis) Jerash University, Jordan. (In Arabic)

Al-Shibli, R. (2019). Evaluating the satisfaction of social and emotional needs of gifted students: A field study on gifted students in Jordan. (In Arabic) International Journal of Educational Research, United Arab Emirates University, 43(1), 31-57.

Al-Ajaz, F. (2012). A proposed strategy for developing the education system for gifted students in Gaza Governorates in light of the German experience. (In Arabic) The 9th Arab Scientific Conference for the Care of the Gifted and Talented, Arab Council for the Gifted and Talented, Amman, 2, 193-245.

Arfa, S. (2019). Requirements for improving working methods with gifted children in Egyptian educational stages. (In Arabic) Culture for Development Association, 19(138), 62-96.

Al-Umairi, F. (2019). Developing geography curriculum standards for gifted students in the Saudi public education system. (In Arabic) Al-Qadisiyah Journal for Arts and Educational Sciences, 19(2), 285-322.

Al-Ghamdi, F. (2019). The extent of implementing differentiated education to cater to gifted female students in regular classrooms from the perspective of art education teachers in Mecca. (In Arabic) Studies Journal - Educational Sciences, University of Jordan, 46(2), 279-301.

Majmawi, A. (2019). Personality dimensions among gifted and non-gifted students according to the Eysenck classification. (In Arabic) Journal of Education, 35(4), 601-619.

Al-Mutairi, T. (2016). A proposed counseling framework in gifted programs according to Dabrowski's perspective. (In Arabic) Educational Sciences, Cairo University, 24(3), 345-276.

Waddani, M. (2020). Stimulating creativity and supporting the gifted: An analytical investigation of educational practices in public schools. (In Arabic) Saudi Journal of Special Education, 7(13), 51-78.

ثانياً: المراجع الأجنبية:

1.     Johnsen, S., VanTassel-Baska, J., Robinson, A., Cotabish, A. & Admas, C. (2015). Using national gifted education standards for teacher preparation (2nd ed.). Texas: Prufrock press Inc

2.     Ogurlu Ü., & Emir S. (2014). Effects of a leadership development program on gifted and non-gifted students’ leadership skills. Eurasian Journal of Educational Research, 55, 223- 242

3.    Riley, T., Moltzen, R., & Roger, A. (2014). Learning by Doing: Action Research to Evaluate Provisions for Gifted and Talented. KAIRARANGA, 12 (1), 87- 109

4.     Wadaani, M. R. (2019). A proposed model for understanding and supporting creativity and mathematical talent development. Universal Journal of Educational Research 7 (9) 1917 - 1925.