تاريخ الإرسال (01-09-2022)، تاريخ قبول النشر (06-10-2022)

 

الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين: الواقع والتحديات

Doi:

اسم الباحث الأول:                                                                                 

اسم الباحث الثاني (إن وجد):                                                                 

اسم الباحث الثالث (إن وجد):                                                               

 

ميساء محمود بشارات

 

 

1 اسم الجامعة والبلد (للأول)

2 اسم الجامعة والبلد (للثاني)

3 اسم الجامعة والبلد (للثالث)

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:

 

       E-mail address:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وزارة التربية والتعليم، مديرية التربية والتعليم طوباس

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



المقدمة

يُعدّ الإبداع من أهم القضايا العالمية في مجال التعليم ( Liu & Chang, 2017؛ Deng et al, 2020 ؛ Huang et al., 2017؛Xiong et al., 2020). ففي ظل التحديات التي تواجهها دول العالم في الميادين المعرفية والتنموية ووعياً بضرورة تطوير النظم التربوية والتعليمية وتحديثها وتجويدها، فإن العديد من هذه الدول غدت تولي موضوع المتفوقين والمبدعين أهمية أساسية ضمن برامجها ومشاريعها التربوية والتعليمية، خاصة وأن العالم يعيش تحولات كبرى تجتاح معظم الدول التي عرفت تقدماً وتطوراً علمياً وتكنولوجياً كبيراً ( أوزي، 2013).

تهدف الأنظمة التعليمية الجديدة إلى إنشاء بيئة تعليمية وتعلمية جاذبة قادرة على إنتاج طلاب مميزين  ومبدعين قادرون على الإندماج في تعليم القرن الحادي والعشرين. تمثل التغييرات الحالية في التعليم في القرن الحادي والعشرين تحدياً كبيراً لجودة التعليم. لاسيما مع التطور الكبير والثورة الرقمية والتكنولوجية التي أثرت بشكل مباشر على العملية التعليمية  (Tanjung, 2019; Pazin & Mahmud, 2022).

يُعدّ التدريس الإبداعي للمعلمين عاملاً اساسياً، واتجاهاً مهماً في تطوير التعليم (Davis et al., 2017; Sharma, 2013). ويمكننا القول بأنه من أهم المهارات اللازمة للمعلمين، حيث يمكن لطريقة التدريس هذه أن تحسن بشكل فعال من مدى حساسية الطلاب ومهاراتهم في التعلم. كما يمكن للتدريس الإبداعي أن يجعل التعلم نشطاً وذا معنى وتجريبياً بشكل كبير، مما يساعد الطلاب على تطوير المهارات المعرفية والعاطفية اللازمة بشكل أفضل Rankin & Brown, 2016) ؛ Hu et al., 2016؛ Simplicio, 2000). لذا يجب أن يكون معلم العلوم متمكناً من مهارات التدريس الإبداعي، بسبب التغير في الدور الذي يقوم به، فهو لم يعد ناقل للمعرفة فحسب بل تغير دوره ليصح معلم مبدع ومبتكر، يشكل اتجاهات ايجابية لدى طلابه، ويعتني بإمكاناتهم العقلية لمواجهة وحل المشكلات المحيطة بهم (يحيى، 2013)، على الرغم من ذلك، في تعليم العلوم لا يزال الطلاب يكتسبون المعرفة العلمية، ولا يولدون معرفة جديدة بأنفسهم (Roth & Bogner, 2021 ).

ويبقى الاهتمام بالإبداع كظاهرة بشرية يستحق المزيد من المتابعة والفحص والتدقيق، ويستحث جهود الباحثين والمتخصصين، برغم الكم الهائل من البحوث والدراسات التي تسجلها الدوريات العلمية المتخصصة حول ظاهرة الإبداع، إلا أننا لا نزال نكتشف جديداً كل يوم، ونعرف عن الإبداع ما لم نعرفه. فكل بحث جاد هو خطوة على الطريق (عاشور، 2019). لذا جاءت هذه الدراسة للإجابة عن أسئلة الدراسة الآتي: ما هو واقع الأداء الإبداعي لدى معلمي العلوم في فلسطين؟ وما تحديات الأداء الإبداعي التي تواجه معلمي العلوم في فلسطين؟

 

أهداف الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على واقع الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين، والوقوف على أهم التحديات التي تحول دونه. بالإضافة إلى تقديم توصيات ومقترحات لتقليل التحديات التي تحد من الإبداع لدى معلمي العلوم.

 

 

أهمية الدراسة

تكمن أهمية الدراسة في ما يأتي:

-        زيادة الوعي بأهمية الإبداع في مجال تدريس العلوم، ولفت انتباه الإدارة التعليمية والمدرسية لضرورة توفير المناخ التعليمي الذي يسهم في زيادة الأداء الإبداعي لدى معلمي العلوم.

-        تفيد القائمين على برامج إعداد وتأهيل المعلمين، وذلك بضرورة تدريب المعلمين على استخدام استراتيجيات إبداعية في تدريس العلوم.

-        قد تكون هذه الدراسة إضافة علمية للأبحاث التربوية في مجال الإبداع والأداء الإبداعي، لاسيّما أنّ هناك قلة في الدراسات حول هذا الموضوع.

 

حدود الدراسة

    اقتصرت الدراسة على الحدود الآتية:

الحدّ الموضوعي: اقتصر موضوع الدراسة على دراسة الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين: الواقع والتحديات.

الحد المكاني: اقتصر تطبيق الدراسة في فلسطين.

الحد البشري: تتناول هذه الدراسة تصورات مديري المدارس والمشرفين التربويين ومعلمي العلوم في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

الحد الزماني: أجريت هذه الدراسة في العام 2022.

 

المصطلحات والتعريفات الإجرائية للدراسة

الإبداع: هو امتلاك فكرة جديدة، والقدرة على الخيال والتصور السريع لمختلف الحلول الأصلية في مواجهة المشكلات (البرجاوي، 2015).

الأداء الإبداعي: عملية عقلية هدفها إيجاد شيء جديد وفريد يتصف بالجدة وقابلية استخدامها في مجالات أوسع وأشمل متضمنة الأساليب التكنولوجية الحديثة (الخصاونة، 2001).

 التحديات: يعرفها البعض: بأنها قوة خلاقة تبعث على التغيير والتجدد الاجتماعي والثقافي وهي اشكاليات تحتاج إلى مواجهتها وحلها (القحطاني، 2016). وتظهر في الدراسة على أنها المعوقات والمشكلات التي تَحدُّ من الأداء الإبداعي في فلسطين.

تعرف الدراسة الأداء الإبداعي لمعلم العلوم بأنه: قدرة معلم العلوم المميزة على تحقيق الأهداف التربوية والخروج بنتائج إبداعية، من خلال الاستخدام الذكي والمدروس للموارد المادية والبشرية، وهي القدرة على حل المشكلات والتغلب عليها بأساليب جديدة.

أما تحديات الأداء الإبداعي فتعرف إجرائياً في هذه الدراسة بأنها: الظروف التي تقف عائقاً في طريق معلم العلوم وتحول دون تطور أداءه الإبداعي وتتمثل في هذه الدراسة في (القيادة التعليمية، الإدارة المدرسية، المنهاج، الطلبة، والمعلم).

 

 

الإطار النظري والدراسات السابقة

بدأت برامج التدريب وتنمية الإبداع في ثلاثينيات القرن العشرين في قطاع الصناعة، ثم انتقل إلى الجامعات على يد عالم النفس بلوم على شكل مشروعات مناهج ومقررات دراسية، وانتقل فعلياً إلى المدارس في سبعينات القرن على شكل برامج تعليم مهارات التفكير بصورة مباشرة (جروان، 2002).

مفهوم الإبداع

يعرف جيلفورد (Guilford) الإبداع بأنه مجموعة من السمات الاستعدادية التي  تتضمن الطلاقة في التفكير والمرونة والأصالة والحساسية للمشكلات وإعادة تعريف المشكلة وإيضاحها بالتفصيل (Guilford,1986).

ويعرف أيضاً: بأنه التجاوب مع الجديد وبالتالي القدرة على الخلق والتحويل، وعيش حالة توق دائمة لمعرفة جديدة (Wright, 2010).

الأداء الابداعي

يعرف إبراهيم (2005) الأداء الإبداعي بأنه التدريس الذي تتكاثف فيه الإمكانات والظروف المادية والفنية السائدة في المدرسة والتي تشجع على الإبداع مع طبيعة المنهج الدراسي ونزعة المعلم الإبداعية، بهدف اكتشاف وتنمية مواهب وقدرات الطلبة.

أهمية الأداء الإبداعي

تبرز أهمية الأداء الإبداعي من خلال ما أوردته الهمص (2015) بأنه:

-       يسهم في تطوير الذات الإبداعية.

-       يسهم في تطوير منتجات إبداعية.

-       تحفيز المدارس لتكون بيئة مناسبة لاكتشاف المواهب، والعمل على تنميتها من خلال تقديم برامج متخصصة

-       الانفتاح على الأفكار الجديدة، والتكيف مع المتغيرات.

-       تطوير قدرة المعلم على استنباط أفكار جديدة.

-       يساعد الفرد على الوصول إلى حل ناجح للمشكلة.

مكونات الأداء الإبداعي

تورد عبد الرحمن (2008) أربع مكونات للأداء الإبداعي وهي:

1.     العمل الإبداعي أو الإنتاج الإبداعي: وهي عبارة عن مخرجات ملموسة للعملية الإبداعية التي تخرج على شكل أفكار.

2.     العملية الإبداعية: هي العملية التي تمر بها الفكرة الجديدة من بدايتها حتى تصبح فكرة ناضجة.

3.     المبدع: هو الشخص الذي يتمتع بخصائص وسمات  شخصية مميزه تؤهله للإبداع.

4.     المواقف الإبداعية: هي المواقف التي تفاعل معها الفرد وأظهر لها حلولاً غير مألوفة.

 

 

 

مراحل الأداء الإبداعي

تتكون  مراحل الأداء الإبداعي كما أشار لها عثمان( 2009) حسب ما أوردها والاس إلى أربع مراحل هي:

1-      مرحلة الاعداد: وهي المرحلة الأولى من مراحل العملية الإبداعية عند والاس، ومن المفروض أن يكون الشخص متمتعاً بحساسية للمشكلات والقدرة على حلها، فهي مرحلة تبدأ بمعرفة المشكلة، ومن ثم جمع المعلومات عنها، وبعدها يتم الاستعداد للخوض فيها.

2-      مرحلة الاختيار: يرى والاس أن يتم فيها ترك الشخص المبدع لفترة راحة دون أن يشغل عقله بالتفكير في المشكلة لكي تعمل عند هذا الشخص العمليات العقلية اللاشعورية والتي تقوم بدورها في محاولة حل المشكلة.

3-      مرحلة الإشراق: ويتم فيها ولادة الأفكار الجديدة التي تؤدي إلى الحل.

4-      مرحلة التحقيق: يتم فيها تنفيذ الفكرة وتعديلها والإضافة والمراجعة للأداء الإبداعي.

 

الدراسات السابقة

أجرى روث وآخرون (Roth et al., 2021) دراسة هدفت إلى استكشاف الإمكانات الإبداعية في فصل العلوم من خلال تطبيق اختبارات الإبداع والشخصية على عينة مقدارها (538) طالباً، تمّ تطبيق مقياسين فرعيين للإبداع، ومقياس لتقييم الشخصية. وتوصلت الدراسة إلى أن الخصائص الشخصية كانت مرتبطة بشكل كبير. كما أشارت النتائج إلى أن الفروق المتوقعة على أساس الجنس والعمر كانت واضحة فقط عند مقارنة المجموعات المتطرفة، يتأثر بها الطلاب الذكور الأصغر سناً والطالبات الأكبر سناً. وأوصت الدراسة بتوفير مناهج تربوية لتوفير فرص للإبداع في فصول العلوم.

 

وفي دراسة أجراها جيليك وأكيلديز (Çelik & Akyıldız, 2021) هدفت إلى معرفة مواقف معلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أثناء الخدمة في تركيا تجاه الإبداع. وفحص أفكارهم العامة حول الإبداع، ولتحديد ما إذا كان الجنس والعمر والخبرة التدريسية ومجال الدراسة الجامعي تؤثر على مواقفهم تجاهه. استخدمت الدراسة التصميم التوضيحي المتسلسل وهو تصميم بحث متعدد الأساليب. شارك في الدراسة الكمية (200) معلم للغة الإنجليزية كلغة أجنبية، بينما شارك (20) معلماً في الجزء النوعي من الدراسة. أظهرت النتائج أن معظم المعلمين يظهرون اتجاهات إيجابية تجاه الإبداع. ومع ذلك، هناك بعض النقاط التي لا يكون بعض المعلمين على دراية بها ولديهم معرفة أو تصورات خاطئة محدودة كما يفهم من أفكارهم حول مفهوم الإبداع  وخصائص المعلم الإبداعية والأنشطة الإبداعية. كما أظهرت الدراسة أن هناك عدة عوامل تقيد ممارسات التدريس الإبداعية لدى معلمي اللغة الإنجليزية. ويتفقون على الحاجة إلى تدريب المعلمين لتعزيز الإبداع بشكل فعال في اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية. وأظهرت النتائج أن جنس معلمي اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية وعمرهم وخبراتهم التدريسية ومجال دراستهم الجامعية لا تؤثر على مواقفهم تجاه الإبداع.

 

كما أجرت القاضي (2020) دراسة هدفت إلى معرفة أثر استراتيجيات إدارة المواهب في الأداء الإبداعي في الجامعة العربية المفتوحة في الأردن. تكونت عينة الدراسة من (71) موظف في الجامعة العربية المفتوحة. استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي. وقد توصلت الدراسة إلى وجود أثر ذو دلالة إحصائية لاستراتيجيات إدارة المواهب على الأداء الإبداعي في الجامعة العربية المفتوحة، ووجود أثر ذو دلالة إحصائية لكل من استراتيجية استقطاب المواهب، والاحتفاظ بالمواهب، وتنمية المواهب على الأداء الإبداعي في الجامعة العربية المفتوحة. وأوصت الدراسة على أهمية العمل على بناء أنظمة متطورة في مجال الأداء الإبداعي.

وأجرى هلال (2019) دراسة هدفت إلى التعرف على معوقات الأداء الإبداعي لدى مدرسي مادة التاريخ في المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المدرسين، تكونت عينة الدراسة من (113) مدرس ومدرسة، استخدم الباحث استبانة تكونت من (44) فقرة في أربعة مجالات، استخدم الباحث المنهج الوصفي. أظهرت النتائج وجود معوقات بدرجة مرتفعة في كل المجالات، عدا مجال المعلم جاء بدرجة متوسطة.

 

كما أجرت الهمص (2015) دراسة هدفت للتعرف إلى معوقات الأداء الإبداعي لمعلمي التربية الفنية في المرحلة الأساسية بمحافظات غزة وسبل الحد منها، واتبعت الدراسة المنهج الوصفي الأسلوبي التحليلي. تمثل مجتمع الدراسة من جميع معلمي ومشرفي التربية الفنية في المدارس الحكومية بمحافظات قطاع غزة و البالغ عددهم (184)  معلماً ومعلمة ومشرفاً، استخدمت الدراسة الاستبانة كأداة، والتي تكونت من محورين، المحور الأول يتضمن أهم معوقات الأداء الإبداعي لمعلمي التربية الفنية، والمحور الثاني تناول سبل الحد من معوقات الأداء الإبداعي لمعلمي التربية الفنية. أظهرت النتائج أن المعوقات المادية احتلت المرتبة الأولى بدرجة كبيرة، كما أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين تقديرات معلمي التربية الفنية لمعوقات الأداء الإبداعي لمجال (المعوقات المادية، المعوقات المتعلقة بالطالب، سبل الحد من المعوقات) تعزى لمتغير الجنس، ووجدت فروق لمجالات (المعوقات التنظيمية، المعوقات الإدارية، المعوقات المتعلقة بالمعلم، المعوقات المرتبطة بالمنهاج) لمعلمي التربية الفنية لصالح الذكور. وأوصت الدراسة بضرورة إتاحة الفرصة أمام الأفكار الإبداعية للمعلمين والطلبة ورعايتها.

 

وفي دراسة أجراها الشعبي (2009) بعنوان "معوقات الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم الطبيعية بالمراحل المتوسطة"، هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أهم المعوقات التي تقف في طريق معلم العلوم الطبيعية. حيث استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي وتكون أفراد الدراسة من جميع معلمي ومشرفي العلوم الطبيعية بالمراحل المتوسطة وعددهم (75) معلماً. استخدم الباحث لاستبانة كأداة لجمع البيانات الإحصائية. وخلصت الدراسة إلى أن أبرز المعوقات المتعلقة بالمعلم هي ضعف الإعداد والتدريب، والأعباء الوظيفية العالية، وتفضيل طرق التدريس التقليدية، فضلاً عن ضعف الدوافع الداخلية. كما توصلت الدراسة إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد مجتمع الدراسة حول المعوقات التي يواجهونها بسبب متغيرات المؤهل العلمي وسنوات الخدمة والدورات التدريبية والعمل الحالي.

 

تعقيب على الدراسات السابقة

من خلال استعراض الدراسات السابقة والتي تناولت بعض الدراسات ذات العلاقة بموضوع الأداء الإبداعي ومعوقات الأداء الإبداعي جاءت الدراسة الحالية منسجمة مع العديد من أهداف الدراسات السابقة من حيث فحص واقع الأبداع واستخدام الاستراتيجيات الإبداعية في التدريس دراسة (Roth et al., 2021)، دراسة (Çelik & Akyıldız, 2021) ودراسة القاضي (2020)، ووجود بعض التحديات التي تقلل من الأداء الإبداعي سواء كان لدى معلمي العلوم أو غيرهم من معلمي المباحث الأخرى حيث اتفقت الدراسة مع دراسة كل من هلال (2019)، الهمص (2015) ، والشعبي (2009) في هذا الموضوع.

وتختلف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في المنهج المستخدم حيث استخدمت الدراسة المنهج النوعي باستخدام المقابلة كأداة لجمع البيانات، فيما كانت جميع الدراسات السابقة هي دراسات كمية استخدمت المنهج الوصفي باستخدام الاستبانة كأداة للدراسة عدا دراسة (Çelik & Akyıldız, 2021) التي استخدمت المنهج المختلط (الكمي والنوعي معاً).

 

طريقة الدراسة وإجراءاتها

منهجية الدراسة

  لغرض التعرف على واقع الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين، والوقوف على أهم التحديات التي تحول دونه، استخدمت الدراسة المنهج النوعي الذي اعتمد على دراسات الحالة المتعددة للتنبؤ بنتائج مماثلة، أو لمقارنة النتائج، وفهم الاختلافات واستكشاف أوجه التشابه بين الحالات المختلفة ولكن لأسباب يمكن التنبؤ بها (Yin, 2003). وقد تمّ اختيار هذه الطريقة كونها الأكثر ملاءمة لموضوع الدراسة حيث تتيح للمشاركين سرد تصوراتهم حول واقع الأداء الإبداعي، والتحديات التي يواجهها معلمي العلوم في فلسطين، ومناسبتها لموضوع الدراسة من حيث اختيار العينة.

المشاركون في الدراسة

اشترك في هذه الدراسة مجموعتان؛ المجموعة الأولى تتضمن مشرفين ومدراء مدارس في مديريات التربية والتعليم. أما المجموعة الثانية تضمنت معلمي مبحث العلوم والحياة في المدارس الفلسطينية. شارك في الدراسة (12) شخص: وقد اشتملت العينة على: مديرتين، وثلاثة مشرفين، بالإضافة إلى سبعة معلمين من مديريات مختلفة وهي: طوباس، نابلس، جنوب نابلس، جنين، أريحا، قلقيلية، طولكرم، جنوب الخليل، والقدس حيث كان توزيعهم كما يظهر في الجدول 1.

الجدول1  تفاصيل المشاركين.

الرقم

اسم المشارك/ة المستعار

المسمى الوظيفي

مكان العمل

1

آية

مديرة مدرسة

طوباس

2

ملك

مديرة مدرسة

طولكرم

3

شهد

مشرفة تربوية

طوباس

4

سلام

مشرفة تربوية

نابلس

5

محمد

مشرف تربوي

طوباس

6

أحمد

معلم

أريحا

7

ليث

معلم

جنوب الخليل

8

أحلام

معلمة

طولكرم

9

مدلين

معلمة

جنين

10

تقى

معلمة

جنوب نابلس

11

أسماء

معلمة

قلقيلية

12

ختام

معلمة

القدس

 كانت عينة الدراسة عينة عمدية أو غرضية (Purposive Sample) ـ إذ اعتمدت الباحثة على إرادتهما ورغبتهما في اختيارها؛ لأنها تعرف مسبقاً مجتمع البحث الأصليّ، وما يتوفر لديهم من معلومات أو معارف خاصة تجعل منهم أفراداً مهمين للباحثة. وقد اختيرت العينة بسبب توفرها وسهولة الحصول عليها. ولم تترك الباحثة الأمر للصدفة والاحتمال والعشوائية (در، 2017).

 

أدوات جمع البيانات

          تمّ استخدام المقابلة كأداة لجمع البيانات في هذه الدراسة. فبعد تحديد موضوع الدراسة وصياغة أسئلتها، تمّ إجراء (12) مقابلة فردية من (9) مديريات تربية وتعليم، حيث تم الاعتماد على بروتوكول المقابلة بعد التحقق من موثوقيته، وأجريت المقابلات بعد الحصول على موافقة المشاركين لإجراء المقابلات، وتحديد موعد مسبق لكل مشارك بما يتلاءم مع وقت فراغه. تمّ تحديد الهدف من إجراء المقابلة للمشاركين، وبيان أهمية استجاباتهم، والتأكيد على سرية المعلومات التي يتم الإدلاء بها، وأنها لن تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي. استمر جمع البيانات لمدة (8) أيام، في شهر حزيران من عام 2022. وقد تم إجراء مقابلة منظمة ومقابلات شبه منظمة بشكل متزامن عبر منصة الزووم، تضمنت أسئلة مفتوحة موجهة للمشاركين عينة الدراسة، مدة كل منها يتراوح بين (30-45) دقيقة.

جرى تطوير أسئلة المقابلة بعد مراجعة الأدب التربوي المتعلق بإجراءات المقابلات وأنواعها، والرجوع إلى أهداف هذه المقابلات. وجرى كتابة الأسئلة بصورة أولية، وعرضت على أهل الاختصاص من ذوي الخبرة لإبداء الملاحظات والمقترحات حول الصياغة والدقة اللغوية، ومدى ارتباط الأسئلة بموضوع الدراسة وهدفها، وفي ضوء ذلك، عُدلت صياغات لغوية، وحذفت عبارات لا تمت بصلة بموضوع الدراسة.

صيغت مقابلة موحدة لمدراء المدارس ومشرفي العلوم، والمعلمين: حيث صيغت أسئلة تكون ملائمة للجميع. وقد صيغت في محورين اثنين: في المحور الأول: صيغ (6) أسئلة ركزت في مضمونها على واقع الأداء الإبداعي لدى معلمي العلوم في فلسطين. المحور الثاني، ضم (7) أسئلة ، تمحورت حول تحديات الأداء الإبداعي التي تواجه معلمي العلوم في فلسطين.

 

طريقة تحليل البيانات

جرى التحليل النوعي للبيانات التي جمعت من المقابلات بناء على التحليل النمطي Analysis) (Thematic

وفق سيرورة لبراون وكلارك (2006 Clarke, & Barun):

-       تحليل المحتوى عن طريق قراءة المقابلات عدة مرات لأخذ تصور مبدئي عما تشمله من معلومات وأفكار، وتطوير قائمة من الاستجابات والقراءة من جديد لإعادة تصنيف الاستجابات في مجموعات وتلخيص التصنيفات التي تمّ التوصل إليها.

-       رمّز المحتوى (كلمات/عبارات/جمل) بكتابة كلمة أو عبارة تدل عليها بهدف الإجابة عن أسئلة الدراسة (قراءة عمودية(.

-       جمعت الإجابات المتشابهة في فئات ملائمة.

-       روجعت الفئات ومدى ملاءمتها لمحاور المقابلة (من خلال إيجاد علاقات منطقية بين الرموز) تنضوي تحت محورين: واقع الأداء الإبداعي لدى معلمي العلوم في فلسطين، وتحديات الأداء الإبداعي التي تواجه معلمي العلوم في فلسطين.

-       كتابة النتائج وفق المحاور المقررة.

 

نتائج الدراسة ومناقشتها

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على واقع الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين، والوقوف على أهم التحديات التي تحول دونه. وستعرض نتائج الدراسة وفق محورين رئيسيين، يسرد من خلالهما المشاركين أفكارهم ووجهات نظرهم حول واقع الأداء الإبداعي وتحديات الأداء الإبداعي.

 

أولاً: نتائج تتعلق بواقع الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين

- إدراك مفهوم الإبداع

لمعرفة مدى إدراك المشاركين لمفهوم الإبداع تم توجيه سؤال مباشر لهم "ماذا يعني الإبداع بالنسبة لك؟"

تتباين ردود المشاركين في تعريفهم للإبداع فقد اعتبرها الكثير منهم بأنها عملية تهدف إلى الوصول "لشيء جديد"، قد يكون أفكاراً إبداعية، وهو ما ذكرته المشرفة التربوية سلام (اسم مستعار):" من الممكن أن أعرف الإبداع بأنه إيجاد أفكار جديدة أو تطوير أفكار قديمة بثوب جديد يتلائم مع المرحلة"، وما أكده المعلم ليث (اسم مستعار) حين قال:" مفهومي للإبداع أنه هو التفكير بأمور جديدة ومختلفة تخطف الأذهان وتشعرك بالحماس وأنك قد عملت شيئاً لا يستطيع أحد عمله إلا أنت، شيء جديد ومختلف وجميل".

           بينما بعضهم ذهب لتعريف الإبداع من خلال إنتاج شيء جديد حيث تقول المديرة آية: "أنا أرى الإبداع أن تأتي بشئ لا نظير له من الجودة والإتقان، ولم يقوم به غيرك من قبل".

- معلم العلوم المبدع

أما فيما يتعلق بمعلم العلوم المبدع، يمكن سرد النتائج من خلال إجابات المشاركين على السؤال الثاني " كيف تعرف معلم العلوم كمعلم مبدع (صفات التي تجعل من معلم العلوم معلم مبدع من وجهة نظرك؟)

انقسم المشاركون إلى فئتين: الفئة الأولى والتي ركزت على شخصية المعلم من خلال سرد السمات الشخصية للمعلم المبدع، تقول المعلمة تقى: "الثقه بالنفس، واسع المعرفه والإطلاع، قادر على إيصال الفكرة، ملهم للطالب، يتحدى الظرف والامكانيات". وتقول المعلمة أحلام (اسم مستعار): "معلم العلوم يجب أن يكون متجدد دائماً، لا يمكن أن يكون هناك معلم مبدع إذا كان يكرر نفسه أو يكرر الآخرين".

الفئة الثانية ركزت على أداء معلم العلوم الذي يجعل منه معلم مبدع، تقول المديرة ملك (اسم مستعار): "يجب على معلم العلوم أن يستخدم طرق جديدة في التدريس، لها تأثير على الطلاب سهلة ومحببة لهم من أجل أن أصنفه معلم مبدع، وأيضاً أن يكون قادر على اقتراح أفكار تطور من قدراته وقدرات طلابه، وأن يقترح مشاريع عملية لطلابه مبتكرة تنمي قدرات طلابه على الإبتكار والنقد وحل المشكلات، ومعلم العلوم المبدع الذي يطور مع طلابه ويقدم حلولاً مبتكرة لحل مشاكل مجتمعية وبيئية".

ويجمع المشرف التربوي محمد (اسم مستعار) الفئتين بقوله: "المعلم المبدع يعرض الموضوعات بطريقة مختلفة، يخطط بإبداع، يصمم أنشطة بطرق مختلفة ومبتكرة، يدرس بإبداع، شغفه الدائم وانشغاله بالتحضير لدروسه، مبادر دائماً، محب لعمله، واثق من عمله، واسع المعرفة ويحاول التغير والتطوير في الطرق التي يستخدمها".

وعندما سُئل المشاركين "هل تعتقد أن معلمي العلوم في فلسطين هم معلمون مبدعون في أدائهم؟ أجاب غالبية المشاركين بأن نسبة لا بأس بها من معلمينا مبدعون. تقول المشرفة التربوية سلام التي تعمل في سلك التعليم منذ (23) سنة منها (10) سنوات في الإشراف التربوي: "معظم معلمينا مبدعين بطريقة أو بأخرى، هناك تفاوت بالتأكيد، هذا ما نلمسه عند حضور حصص العلوم". ويؤكده محمد الذي يعمل أيضاً مشرفاً تربوياً حيث يقول: "يوجد نسبة جيدة من معلمي العلوم مبدعون، والدليل النجاحات التي حققها معلمو الوطن من الضفة وغزة مثل أفضل معلم على مستوى العالم وغيرها من النجاحات لمعلمينا وطلابنا لأن الطالب المبدع هو نتاج معلم مبدع".

- الاستراتيجيات الإبداعية

يمكن عرض النتائج من خلال إجابات المشاركين عند سؤالهم ما هي الاستراتيجيات الإبداعية التي تستخدمها داخل حصة العلوم أو التي ترى أنها تعزز الإبداع داخل حصة العلوم؟

ذكر المشاركون عدداً من الاستراتيجيات التي يرونها أنها تعزز الإبداع في حصص العلوم منها: العصف الذهني، اللعب، السرد القصصي، التعليم التعاوني، التعليم الإلكتروني، الصف المقلوب، التفكير الناقد، لكن هناك استراتيجيات تكررت عند عدد كبير من المشاركين وهي: التعلم بالمشاريع، العروض العلمية.

يقول المعلم أحمد (اسم مستعار): " أهم الاستراتيجيات التي أستخدمها والتي ينجذب إليها الطلبة هي: السرد القصصي، العرض العلمي، والتعلم بالمشاريع لأنها تربط العلوم بالواقع".

وتقول المعلمة أماني (اسم مستعار): "استراتيجيات التدريس التعاونية، التطبيق العملي، المشاريع، وحل المشكلات".

- العوامل التي تجعل معلم العلوم مبدعاً

هناك الكثير من العوامل ذكرها المشاركون أدت إلى خلق معلم مبدع، يمكن تقسيمها إلى ثلاثة عوامل: أولها: عوامل شخصية حيث تقول المشرفة التربوية شهد (اسم مستعار): " المعلم المبدع يجب أن يكون صبوراً، ومثابراً، اجتماعياً، لديه القدرة على التعامل مع طلابه، باحثاً، ذو شخصية قوية قادر على ضبط الصف وإدارة الحصة، مستقلاً، لديه اتجاهات إيجابية نحو مهنة التعليم، بالإضافة إلى تأثيرات البيئة المحيطة فيه".

العامل الثاني: دافعية المعلم للتدريس تقول المديرة ملك: "دافعية المعلم، دافع الإنجاز، والإنتماء، والتفوق والتميّز ودافع تحقيق الذات واثبات وجهة نظره وقدراته، هي أهم العوامل التي تجعل المعلم مبدعاً"

أما أسماء (اسم مستعار) فتحدثت عن عامل الثالث وهو البيئة الخارجية التي تجعل من المعلم مبدعاً: "عوامل داخلية وخارجية .... العوامل الخارجية مهمة جداً عندما تكون البيئة التي يعمل بها المعلم مبدعة، وتقدر تفانيه في أداء واجباته، أنا أقصد المدرسة المبدعة التي تتمثل بمدير مبدع، وإدارة تعليمية تكافئ المعلم المبدع وتحفزه، وتقدم له كل التدريب الذي يحتاجه وتنمي قدراته المهنية بالتأكيد المعلم سوف يبدع أكثر وأكثر".

 

ثانياً: نتائج تتعلق بتحديات الأداء الإبداعي التي تواجه معلمي العلوم في فلسطين

بعد استقراء التحديات التي تواجه معلمي العلوم وتحد من الإبداع لديهم وفق ما صرح به المشاركون في الدراسة، هنالك عدة تحديات: منها ما يتعلق بالقيادة التعليمية ودعم الإبداع، ومنها ما يتعلق بالإدارة المدرسية، ومنها ما يتعلق بالمنهاج، وتحديات تتعلق بالطالب، بالإضافة إلى تحديات تتعلق بالمعلم.

 

- تحديات تتعلق بالقيادة التعليمية

حدد غالبية المشاركين أن القرارات الوزارية الكثيرة وغير المدروسة، بالإضافة إلى كثرة الأعباء والأنشطة والمسؤوليات الملقاة على عاتق المعلم هي أهم المعيقات التي تحد من الإبداع لدى المعلم، تتحدث المعلمة ختام (اسم مستعار) في هذا السياق وتقول: " أنا كمعلمة لا يوجد لدي وقت كافي لتنفيذ أنشطة ومبادرات إبداعية، رغم ما يكون لدي دائماً من أفكار جديدة لكل مشروع يطرح في مدرستي، لكن بسبب نصابي العالي من الحصص لا أستطيع أن أستمر، كما وأن وزارة التربية والتعليم تقوم وفي  كل فترة بإصدار قرارات جديدة، وتغييرات مستمرة، كتغيير آلية التحضير أو الأمور الإدارية في المدرسة والتي تستوجب على المعلم انجازها، والإشتراك في أي من المبادرات يكون على حساب وقت فراغ المعلم المحدود جداً في المدرسة، والجزء الأكبر يتم إنجازه بالبيت خارج أوقات الدوام، وكل ذلك دون الحصول على مكافئات أو ترقيات للمعلم المبادر".

- تحديات تتعلق بالإدارة المدرسية

ذكر بعض المشاركين أن  للإدارة المدرسية دور في الحد من الإبداع لدى معلمي العلوم بالمدرسة حيث تقول المعلمة مدلين (اسم مستعار): "نعم فعندما لا يكون المدير متفهم ومقدّر لقدرات معلميه ولا يوفر لهم ما يحتاجون من دعم مادي أو معنوي، وان كان صارماً وتقليدياً في إدارته وتعامله مع ما يطرحه معلموه فان ذلك سيحد من إبداعهم ويقلل الدافع لديهم". والمدير كما يقول ليث: "موظف للوزارة، ويعمل كل ما بجهده لينفذ كل ما تطلبة الوزارة بجميع تفاصيله وهو ما يجعله يفرض القوانين ويضيق حدود المعلم ويحد من تحركاته، بالإضافة إلى عدم وجود تعزيز من المدرسة بشكل مناسب ومرضٍ، أضف إلى ذلك عدم تعاون مدير المدرسة مع معلم العلوم في بعض الأحيان وعدم توفير المتطلبات الازمة لتنفيذ التجارب العلمية المنهجية واللا منهجية".

- تحديات تتعلق بالمنهاج

أما التحديات التي صرح بها المشاركون فيما يتعلق بالمنهاج فكان أهمها كثافة المنهاج، وتقييد المعلم بالمحتوى. تشكو المعلمة مدلين من " اكتظاظ المناهج بكم هائل من المعلومات" والتي " لا يتناسب مع عدد الحصص المتاحة للصف الواحد". بينما تتقول ملك أن التحدي الأكبر هو بـ " تقيد المعلم بالمنهاج والالتزام الحرفي يحد من إبداعه لأنه لن يحاول البحث أو اقتراح طرق مبتكرة ، وسيكون كل ما يفكر به هو إنهاء المقررات الدراسية والإلتزام بكل ما جاء بها".

بينما يؤكد المشرف التربوي محمد أن " المناهج الحديثة تواكب التطور وتشجع المعلم على الإبداع في تطوير ذاته".

- تحديات تتعلق بالطلبة

يكاد يكون هناك اجماع بين المشاركين على أن اهتمام الطلبة بعلامات الاختبارات هو العامل الأساسي الذي يحد من إبداع المعلم يقول أحمد: " القليل من الطلاب مستعدون للمشاركة في مبادرات أو أنشطة سواء كانت منهجية أو لامنهجية، وفي النهاية الطالب أهم شيء لديه هي العلامة" ويعلل ذلك "هذه ثقافة شعبنا وهكذا تربينا، وأولياء أمورهم دائماً يطالبوهم بتحصيل أعلى العلامات بغض النظر عن الأمور الأخرى". بينما تؤكد أحلام " العبء ليس فقط على المعلمين، الطلاب يعانون من كثافة المناهج ومتطلباتها الكثيرة، التي تستنزف وقت الطالب وجهده ".

- تحديات تتعلق بالمعلم

يشير المشاركين في الدراسة إلى أن هناك الكثير من التحديات التي تتعلق بالمعلم يسرد ليث جزء منها "الاتجاهات السلبية نحو مهنة التعليم تولدت نتيجة الضغط الواقع على المعلم، قد يكون بسبب النصاب العالي من الحصص أو المهام الموكلة إليه". بالإضافة إلى ما قاله المعلم ليث توضح المعلمة ختام " أنا نصابي 25 حصة في الأسبوع، ويطلب مني تحضير ورقي وإعداد خطط وأوراق عمل وامتحانات وسجلات المختبر وسجلات اللجنة العلمية والكثير الكثير من الأمور، ليس هذا فقط وإنما توثيق المبادرات والإنجازات والمبادرات هو أمر مرهق بالنسبة لي، يحبط المعلم ويقتل الإبداع داخله".

ويشير أحمد إلى ما يعتبره فجوة في النظام التعليمي قائلاً: "هناك فجوة كبيرة بين مدير المدرسة من جهة والمشرف التربوي من جهة أخرى، دائما ًنلمسها ولها تأثير كبير على المعلم وتحد من الإبداع لديه".

 

اقتراحات المشاركين لتقليل التحديات وتنمية الأداء الإبداعي لدى معلمي العلوم

قدم المشاركون مجموعة من المقترحات لتقليل التحديات وتنمية الأداء الإبداعي لدى معلمي العلوم يمكن تلخيصها من خلال النقاط الآتية:

-       أن يستخدام المعلم استراتيجيات وطرق تدريس متنوعة لتنمية التفكير الإبداعي لدى طلبته.

-       إعطاء صلاحيات أوسع للمعلم وإدارة المدرسة يزيد من الأداء الإبداعي.

-       أن تتضمن المناهج المدرسية أنشطة تعليمية تكشف مواهب الطلبة وتنمي الإبداع لديهم، تكون قائمة على أسس البحث العلمي والتعلم الذاتي.

-       أن توفر المدرسة كل ما يلزم لمعلم العلوم من أدوات، أجهزة، مختبرات، وقاعات.

-       أن توفر المدرسة المناخ الملائم الذي يشجع المعلمين والطلبة على الإبداع.

-       أن تستثير المدرسة مواهب الطلبة من أجل الكشف عن مواهبهم وتنميتها، ومن ثم إتاحة الفرصة لهم لممارسة الأنشطة الإبداعية.

 

مناقشة النتائج

هدفت الدراسة الحالية إلى تسليط الضوء على واقع الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين، والوقوف على أهم التحديات التي تحول دونه وسيتم مناقشة النتائج كما يأتي:

أظهرت النتائج الحالية وجود تباين في نظرة المشتركين للإبداع حيث  اعتبرها الكثير منهم بأنها عملية تهدف إلى الوصول "لشيء جديد"، قد يكون هذا الشيء الجديد أفكاراً إبداعية، بينما بعضهم ذهب لتعريف الإبداع من خلال إنتاج شيء جديد. وهذا يتفق مع ما أكده سترنبرج (2006) حيث أوضح أن هناك خمسة قواسم مشتركة في بحوث الإبداع في كل أنحاء العالم. منها أن الإبداع يتضمن التفكير الذي يهدف إلى إنتاج أفكار أو منتجات تكون جديدة نسبيّاً في بعض الجوانب ومقنعة. ركز المشتركون على عناصر مهمة من عناصر الأداء الإبداع وهي الجدة والأصالة ولكن لم يتطرق أحد إلى أهمية هذه الأفكار أو المنتجات بالنسبة للطالب أو العملية التعليمية ومدى إقناعها Wang & Kokotsaki, 2018))، (Kurt & Önalan, 2018)، و القاضي (2020).

وأظهرت نتائج تحليل المقابلات أن هناك نظرة ايجابية من قبل المشاركين في الدراسة حول واقع الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم، تعزوها الباحثة إلى طبيعة مبحث العلوم كونه يقوم على فكرة التجريب والإكتشاف لا على الحفظ والتلقين، حيث اعتقد المشاركون أن معلم العلوم هو معلم مبدع بدرجات متفاوته، وإن انقسم المشاركون إلى فئتين: الفئة الأولى والتي ركزت على شخصية المعلم من خلال سرد السمات الشخصية للمعلم المبدع، بينما ركزت الفئة الثانية على أداء معلم العلوم الذي يجعل منه معلم مبدع وهو ما يتوافق مع ما جاء في الدراسات الأدبية كدراسة (Constantinides, 2015).  كما أشارت النتائج أن جميع المشاركين لديهم معرفة بالاستراتيجيات التي تجعل من معلم العلوم معلماً مبدعاً ويظهر ذلك من خلال سرد المشتركين لاستراتيجيات حديثة أكدت الدراسات العلمية أنها تساهم في تنمية التفكير الإبداعي، وهذا يتوافق مع دراسة كل من  (Roth et al., 2021)، (Çelik & Akyıldız, 2021)، (Kurt & Önalan, 2018)، (Wang & Kokotsaki, 2018)) و القاضي (2020).

وفي سياق العوامل التي تجعل من معلم العلوم معلماً مبدعاً، أظهرت النتائج ثلاثة عوامل: أكد جميع المشاركين على أن الشخصية المبدعة هي من أهم العوامل التي تجعل من معلم العلوم مبدعاً. وهذا يتوافق مع نظرية ستيرنبرج في الإبداع والذي تناول الإبداع من ثلاث جوانب وهي القدرات العقلية والذكاء، وأسوب التفكير، والجانب المتعلق بالشخصية (جروان، 2002 ؛ الهمص، 2015). كما أن دافعية المعلم شكلت عاملاً مهماً من عوامل الإبداع لدى معلمي العلوم تدفع المعلم إلى الاقبال على التعليم بحماس وشغف مما يزيد من دافعية طلبته. كما ذكر المشاركون عوامل خارجية تؤثر على الأداء الإبداعي لدى معلمي العلوم مثل البيئة الخارجية الداعمة للمعلم والمتمثلة بالبيئة المدرسية، أو دعم المجتمع المحلي للمعلم )نبهان، 2006)، (ابراهيم، 2005).

ونظراً لأن المعلم هو العنصر الأساسي من عناصر العملية التعليمية جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على واقع الأداء الإبداعي لديه، والوقوف على أهم التحديات والمعيقات التي من شأنها أن تحد من أداءه الإبداعي، والتي من الممكن أن يكون لها اسهاماً في بناء خطط جديدة من قبل القيادة التربوية وإدارات المدارس وتحسين رؤية التعليم في فلسطين.

 

التوصيات

وفقاً للنتائج، توصي الدراسة بما يأتي:

- العمل على تهيئة مناخ مناسب وفعال لتنمية الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم.

- ضرورة التنسيق بين الإدارة المدرسية من جهه والإشراف التربوي من جهة أخرى في مجال تعزيز الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم.

- التقليل من الأعباء التدريسية الملقاة على عاتق المعلم والتي تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الإبداع لدى معلم العلوم.

- عمل دورات تدريبية لمعلمي العلوم لتدريبهم وتنمية مهاراتهم حول استخدام استراتيجيات التدريس الإبداعية.

- إعادة النظر في محتوى مناهج العلوم والحياة الفلسطينية من حيث حجم المحتوى ونوع المحتوى.

- استخدام البحث الكمي لاستكشاف واقع الأداء الإبداعي لمعلمي العلوم في فلسطين.

- عمل دراسات واقتراح استراتيجيات من شأنها التقليل من معيقات الإبداع لدى معلمي العلوم.

 

الخاتمة

يُعدّ الإبداع في وقتنا الحاضر من أكثر الموضوعات حداثةً وخاصة في ظل الانفجار المعرفي وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبهذا أصبح  ضرورة ملحة وأساسية وخصوصاً داخل المؤسسات التعليمية حيث يُعدّ الإبداع أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، ولأن العلوم من أهم المجالات التي يبنى عليها التطور العلمي والإقتصادي لدول العالم؛ حُمل معلم العلوم مسؤولية كبيرة في إعداد واكساب المتعلمين مهارات القرن الحادي والعشرين.

لذا يتعين على المعلمين إيجاد طرق لتشجيع الإبداع، وتطوير مناهج إبداعية لا سيما في تدريس العلوم، حتى يتمكن الطلبة الخريجون من تلبية متطلبات سوق العمل والتطور الإقتصادي. لذا يجب أن يتجذر دمج الإبداع في تعليم العلوم، وعلى المعلمين أن يبتكروا أساليب جديدة مناسبة لاحتياجات الطلاب وقدراتهم تسمح  بالعمليات الإبداعية.


 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

ابراهيم، عزيز. (2005). التدريس الإبداعي وتعلم التفكير. عالم الكتاب

أوزي، أحمد. ( 2013). رعاية ثقافة التفوق والإبداع في الأسرة والمدرسة. جامعة محمد الخامس السويسي كلية علوم التربية، 5، 9-24.

البرجاوي، مولاي (2015). الإبداع والتربية الإبداعية. مجلة البيت العربي، 1(5)، 45-61.

جروان، فتحي. (2002). الإبداع مفهومه- معاييره- نظرياته- قياسه- تدريبه-ومراحل العملية الإبداعية. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

الخصاونة، فاتن. (2001). درجة ممارسة معلمي التاريخ للمرحلة الأساسية لمظاهر سلوكية ذات صلة بالإبداع ومستوى الإبداع لدى الطلبة. رسالة ماجستير (غير منشورة)، جامعة اليرموك، الأردن.

در، محمد. (2017). أهم مناهج وعينات وأدوات البحث العلمي. مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية، 9، 309-325. https://search.emarefa.net/detail/BIM-760126

الشعبي، وليد. (2009). معوقات الاداء الإبداعي لمعلمي العلوم الطبيعية بالمرحلة المتوسطة من وجهة نظر المعلمين والمشرفين التربويين (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.

عاشور، قياتي. (2019). قراءة نظرية في مفهوم الإبداع. مجلة جيل العلوم الانسانية والاجتماعية، 57، ص29.

عبد الرحمن، نادية. (2008). مقدمة الإبداع. دار وائل للطباعة.

عثمان، فاروق. (2009). سيكولوجية الإبداع. مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع.

القاضي، عرين. (2020). أثر استراتيجيات إدارة المواهب في الأداء الإبداعي: دراسة حالة على الجامعة العربية المفتوحة في الأردن (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة آل البيت، الأردن.

القحطاني، مبارك. (2016). أبرز التحديات المستقبلية التي تواجه القيادات التربوية في المملكة العربية السعودية وسبل مواجهتها. مجلة كلية التربية: جامعة الأزهر، 35(170)، 475-532.

نبهان، يحيى. (2006). طرائق تدريس الاجتماعيات. دار يافا العلمية للنشر والتوزيع.

هلال، عاصم. (2019). معوقات الأداء الإبداعي لدى مدرسي مادة التاريخ في المرحلة المتوسطة من وجهة نظر المدرسين. مجلة كلية التربية الجامعة المستنصرية، 20(4)، 201-220.

الهمص سوزان. (2015). معوقات الأداء الإبداعي لمعلمي التربية الفنية في المرحلة الأساسية بمحافظات غزة وسبل الحد من منها. رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية التربية، جامعة الأزهر، غزة.

يحيى، سعيد. (2013). فاعلية برنامج تدريبي مقترح قائم على معايير الجودة لتنمية مهارات التدريس الإبداعي لدى الطلاب المعلمين تخصص العلوم بكليات التربية، كلية التربية- جامعة بنها 42(4)، 135-168.

 

 

المراجع العربية الإنجليزية

Ibrahim, p. (2005). Creative Teaching and Learning to Think. (in Arabic), Alam Al-Kitab

Ozzie, A.; (2013). Fostering a culture of excellence and creativity in the family and school. (in Arabic) Mohamed V University Souissi Faculty of Education Sciences, 5, 9-24.

Al-Berjawi, M. (2015). Creativity and creative education. (in Arabic) Al-Bayt Al-Arabi Magazine, 1 (5), 45-61.

Jarwan, F. (2002). Creativity: its concept, criteria, theories, measurement, training, and the stages of the creative process. (in Arabic). Dar thought for printing, publishing and distribution.

Khasawneh, F. (2001). The degree of practicing history teachers in the basic stage of behavioral manifestations related to creativity and the level of creativity among students. (in Arabic). Master's thesis (unpublished), Yarmouk University, Jordan.

Der, m. (2017). The most important scientific research methods, samples and tools. (in Arabic). Al-Hikma Journal of Educational and Psychological Studies, 9, 309-325. https://search.emarefa.net/detail/BIM-760126

popular, f. (2009). Obstacles to the creative performance of teachers of natural sciences in the intermediate stage from the point of view of teachers and educational supervisors. (in Arabic). (Unpublished master's thesis), Umm Al-Qura University, Saudi Arabia.

Ashour, F. (2019). A theoretical reading of the concept of creativity. (in Arabic). Generation Journal of Humanities and Social Sciences, 57, p. 29.

Abdul Rahman, N. (2008). Introduction to creativity. (in Arabic). Dar Wael for printing.

Othman, F. (2009). The psychology of creativity. (in Arabic). Good Foundation for Publishing and Distribution.

Judge, p. (2020). The Impact of Talent Management Strategies on Creative Performance: A Case Study on the Arab Open University in Jordan. (in Arabic). (A magister message that is not published). Al al-Bayt University, Jordan.

Al-Qahtani, M. (2016). The most prominent future challenges facing educational leaders in the Kingdom of Saudi Arabia and ways to confront them. (in Arabic). Journal of the Faculty of Education: Al-Azhar University, 35 (170), 475-532.

Nabhan, Y. (2006). Methods of teaching social studies. (Arabic). Dar Jaffa Scientific for Publishing and Distribution.

Hilal, A. (2019). Obstacles to the Creative Performance of History Teachers in the Intermediate Stage from the Teachers' Point of View. (in Arabic). Journal of the College of Education, Al-Mustansiriya University, 20 (4), 201-220.

Alhams, S. (2015). Obstacles to the creative performance of teachers of art education in the basic stage in the governorates of Gaza and ways to reduce them. (in Arabic). Master's thesis (unpublished), Faculty of Education, Al-Azhar University, Gaza.

Yahya, S. (2013). The effectiveness of a proposed training program based on quality standards to develop creative teaching skills among student teachers majoring in science in the faculties of education, (in Arabic). Faculty of Education - Benha University 42 (4), 135-168.

المراجع الأجنبية:

Braun, V., & Clarke, V. (2006). Using thematic analysis in psychology. Qualitative Research in Psychology, 3(2), 77–101. https://doi.org/10.1191/1478088706qp063oa

Constantinides, M. (2015). Creating creative teachers. In A. Maley, & N. Peachey (Eds.), Creativity in the English language classroom (pp. 115-122). London: British Council.

Deng, Q., Zheng, B., & Chen, J. (2020). The relationship between personality traits, resilience, school support, and creative teaching in higher school physical education teachers. Frontiers in Psychology, 11, 2397. https://www.frontiersin.org/article/10.3389/fpsyg.2020.568906

Guilford, j. p. (1986). Creative talents: Their nature, uses and development, New York: bearly cimited.

Huang, X., Lee, J. C. K., & Dong, X. (2019). Mapping the factors influencing creative teaching in mainland China: An exploratory study. Thinking Skills and Creativity, 31, 79–90. https://doi.org/10.1016/j.tsc.2018.11.002

Hu, R., Wu, Y. Y., Shieh, C. J. (2016). Effects of virtual reality integrated creative thinking instruction on students’ creative thinking abilities. Eurasia Journal of Mathematics, Science & Technology Education, 12(3), 477–486. https://doi.org/10.12973/eurasia.2016.1226a

Kind, M., & Kind, V. (2007). Creativity in science education: Perspectives and challenges for developing school science. Studies in Science Education, 43(1), 1–37.

Kurt, G., & Önalan, O. (2018). Turkish Pre-service EFL Teachers’ Perceptions of Creativity. International Online Journal of Education and Teaching (IOJET), 5(3). 636-647. http://iojet.org/index.php/IOJET/article/view/444/258

Liu, H. Y., & Chang, C. C. (2017). Effectiveness of 4Ps creativity teaching for college students: A systematic review and meta-analysis. Creative Education. https://doi.org/10.4236/ce.2017.86062

Pazin, A.H., Maat, S.M., & Mahmud, M.S. (2022). Factors influencing teachers’ creative teaching: A systematic review. Cypriot Journal of Educational Science. 17(1), 240-254. https://doi.org/10.18844/cjes.v17i1.6696

Rankin, J., Brown, V. (2016). Creative teaching method as a learning strategy for student midwives: A qualitative study. Nurse Education Today, 38, 93–100. https://doi.org/10.1016/j.nedt.2015.12.009

Roth, T., Conradty, C., & Bogner, F. X. (2021). Testing creativity and personality to explore creative potentials in the science classroom. Research in Science Education, 1-20.

Simplicio, J. S. C. (2000). Teaching classroom educators how to be more effective and creative teacher. Education, 120(4), 675–680. https://shorturl.at/oFTX1

Tanjung, R. F. (2019). Answering the challenge of industrial revolution 4.0 through improved skills use of technology college. International Journal for Educational and Vocational Studies. https://doi.org/10.29103/ijevs.v1i1.1374

Wang, L., & Kokotsaki, D. (2018). Primary school teachers’ conceptions of creativity in teaching English as a foreign language (EFL) in China. Thinking Skills and Creativity, 29, 115-130

Wright, S. (2010). Understanding Creativity in Early Childhood: Meaning-Making and Children′ s Drawing. Sage.

Xiong, Y., Sun, X. Y., Liu, X. Q., Wang, P., & Zheng, B. (2020). The influence of self-efficacy and work input on physical education teachers’ creative teaching. Frontiers in Psychology, 10(January), 1– 13. https://doi.org/10.3389/fpsyg.2019.02856