) لاستعمال هيئة التحرير ) تاريخ الإرسال (22-07-2024)، تاريخ قبول النشر (12-09-2024)

التأطير الإيماني الموجه للنهضة في القرآن الكريم : تحيل للآثار التربوية والبعد الاستراتيجي المحفز للنهوض والدفع الحضاري

اسم الباحث الأول باللغتين العربية والإنجليزية

د.عماد محمد أبو غوري

Dr. Emad Mohamed Abu Ghori

اسم الباحث الثاني باللغتين العربية والإنجليزية:

د.محمد حسن أبورحمة

Dr.Mohammed Hasan Aburahma

اسم الباحث الثالث باللغتين العربية والإنجليزية:

/

/

The Faith-based Framework for Renaissance in the Quran: Educational Impacts and the Strategic Dimension for Civilizational Advancement

1 اسم الجامعة والدولة (للأول) باللغتين العربية والإنجليزية

كلية الدعوة الإسلامية غزة فلسطين"

Faculty of Islamic Dawa, Gaza, Palestine

2 اسم الجامعة والدولة (للثاني) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية

"Palestinian Ministry of Education and Higher Education".

3 اسم الجامعة والدولة (للثالث) باللغتين العربية والإنجليزية

/

/

Doi: لاستعمال هيئة التحرير

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:       E-mail address:

emadabughoury@gmail.com

 

الملخص:

 

 

هدفت الدراسة للتعرف إلى التأطير الإيماني الموجه للنهضة في القرآن الكريم وأثره التربوي في الدفع الحضاري، وذلك من خلال استقراء آيات القرآن، وتوضيح أثرها في الدفع الحضاري والنهضوي للأمة الإسلامية والارتقاء بهم في مقدمة الأمم، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي. وتوصلت الدراسة لنتائج منها: يعدُّ التوحيد اطاراً مرجعياً شاملاً ووحيداً للنهوض الحضاري، المقومات الإيمانية تعدُّ موجهاً للفكر والسلوك الإنساني، تؤكد أن الإسلام دين حركة وديمومة تنبع من فكره وعقيدته وشريعته الإيجابية المعطاءة، للمقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم آثار مهمة في الدفع الحضاري، يستفاد منها ويُهتدى بها، سواء للأفراد والمجتمع الإسلامي. وتوصلت الدراسة لنتائج منها: توصي الدراسة وزارة التربية والتعليم الاهتمام بالنهضة الإيمانية في مؤسساتها ومحاضنها التربوية، الاهتمام بدور المحاضن التربوية في ترسيخ النهضة الإيمانية في نفوس المسلمين.

 

 

  كلمات مفتاحية:  (النهضة، الإيمان، القرآن الكريم، الحضارة، التربية)

 

 

Abstract:

 

 

The study aimed to identify the religious framing guiding the renaissance in the Holy Qur’an and its educational impact on advancing civilization , by extrapolating the verses of the Qur’an, and clarifying their impact on the civilizational and renaissance push of the Islamic nation and elevating them to the forefront of nations. The study used the descriptive and analytical approach. The study reached results including: Monotheism is considered a comprehensive and single frame of reference for civilizational advancement, confirming that Islam is a religion of movement and permanence that stems from its thought, doctrine, and law. The faith-based components guiding renaissance in the Holy Qur’an have important effects in advancing civilization, for individuals and Islamic society. The study reached results including: The study recommends that the Ministry of Education pay attention to the religious renaissance in its institutions and educational incubators.

 

 

Keywords: (Renaissance, faith, Quran, civilization, education)

 

 

 

المقدمة:

إن أي حضارة في التاريخ لابد لها من موجهات تحدد مسارها، ومنطلقها في الوجود، ولا يمكن أن يُتصور قيام حضارة أو نهضة في مكان ما جزافاً، إن لم تكن بناءً على فكر إلهي أو وضعي سبقها، فبه ترتقي أو تسقط.

      لذلك كانت العقيدة الإسلامية تمثل الفكر الذي انطلق منه المسلم ليدخل أعماق قلبه فصحح له ذلك المعتقد وما تراكم في الإنسان من رواسب الجاهلية وأثقالها، فجعلت منه إنساناً مبدعاً في كل مجالات الحياة النظرية والعملية فأصبح منهلاً ومعيناً لا ينضب على مرِّ العصور والأزمنة.

          وحصول هداية المسلم في حياته نابع من إيمانه بالله تعالى، لقوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱜ ﱝ  ﱞ ﱟ ﱠ (سورة التغابن:آية،11).

          وجعل لله سبحانه وتعالى الكفر والجحود والإشراك من محبطات العمل وحرمانه من التوفيق الإلهي، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﳊ ﳋ  ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ  (سورة المائدة :آية،5),

          فالإيمان في الآية يقصد به التوحيد، وكذلك ومن يأبَ الإيمان بالله، ويمتنع من توحيده والطاعة له فيما أمره به ونهاه عنه، فقد حبط عمله. وذلك أن "الكفر" هو الجحود (الطبري، 2000: 9/594).

          والحضارة لا تظهر في أمة من الأمم إلا في صورة وحي يهبط من السماء يكون للناس شرعة ومنهاجاً أو على الأقل تقوم أسسها في توجيه الناس نحو معبود غيبي" (ابن نبي، 1978: 56)

       وترتبط النهضة والحضارة الإسلامية بمبادئ الإسلام والعلم به ومناحي العلوم الأخرى، وفهم كليات الحياة التي جهلها غيرهم، فمناهج الاستدلال العلمي في أي مجال من مجالات العلم الصحيحة ستوصل الباحث لإثبات حقيقة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى: ﭐﱡﭐ    ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ  ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ (سورة فصلت:آية،53)، سيطلع الناس على دلائل وحدانيتنا وقدرتنا في أقطار السموات والأرض، وسيطلعهم على مظاهر قدرته في هذه الأشياء الخارجية التي يرونها بأعينهم، كما سيطلعهم على آثار قدرته في أنفسهم عن طريق ما أودعه فيهم من حواس وقوى، وعقل، وروح، وكلها تدل على وحدانيته، - تعالى- وقدرته، وعلى صحة دين الإسلام الذي جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام (طنطاوي: 1997، 12/ 366).

         ومما يدل على ارتباط النهضة والازدهار بالإيمان: قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ   ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ   ﱒ ﱓ (سورة الأعراف: آية،96)، ففي هذه الآية الكريمة، بيان أن الإيمان والتقوى أهم أسباب الازدهار في الحياة، وهما سببان للرخاء وحصول البركات.

إن الاعتقاد إذا ضعف وخار أدى إلى تغيير المفاهيم وانسلاخ الإسلام من مكانه وواقعه، فستصبح الأوضاع الاجتماعية والآثار المدنية تصدر عن غير ما كانت تصدر عنه فصارت هي في واد والعقيدة في واد، حتى أصبح المبدأ النظري والواقع العملي عنده متبايناً وتولدت من ذلك نظرية تفكيك الدين عن الدنيا باعتبار أن الدين خير غير واقع والدنيا شر واقع (ابن عاشور،2003: 12).

وتحدث العلماء قديماً وحديثاً عن أهمية ووجوب التزام المسلم بعقيدته قولاً وعملاً، انطلاقاً من قول الله تعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله﴾ (سورة محمد، آية: 19)، وقد كتبت سلسلة دراسات علمية من رسائل الماجستير في الجامعة الإسلامية - بغزة بعنوان " منهجيات الإصلاح والتغيير في سور القرآن الكريم كاملاً "، منها، دراسة أبو حليمة (2012)، بعنوان" منهجيات الإصلاح والتغيير في سور الذاريات والطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد".

مشكلة الدراسة:

إن التوحيد هي الركيزة الأساسية في حظيرة الإيمان، وقنطرة الإسلام، وبدونها لا ينهض العبد بمسؤولية ولا يتصف بأمانة، ولا يعرف لرعاية، ولا يعمل لمثل أعلى أو هدف أو غاية (المدري،2013: 1/38).

ومن مشاهدة الواقع ومعايشته الذي نحياه نجد أن كثيراً من الناس يجهلون مقومات النهضة الإيمانية وترسيخها والالتزام بها في حياتهم وواقعهم، ومن هنا جاءت الدراسة لتبين المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم وأثرها في الدفع الحضاري والتي من خلالها يسترشد بها المسلم.

ومن خلال العرض السابق تتحدد مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية:

أسئلة الدراسة:

1-    ما المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم؟

2-    ما الأثر التربوي للمقومات الإيمانية في الدفع الحضاري؟

أهداف الدراسة:

1-    بيان المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم.

2-    استنتاج الأثر التربوي للمقومات الإيمانية في الدفع الحضاري.

أهمية الدراسة:

1-    تعدُّ الدراسة تأصيلاً للمجالات التربوية.

2-    الإفادة من الدراسة للتربويين والمعنيين في الإصلاح التربوي والنهضوي لدى الأجيال.

حدود الدراسة:

تتحد الدراسة من خلال استقراء آيات القرآن الكريم وخاصة التي تتحدث عن المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم، ومن ثَم تصنيفها، واستنتاج أثرها التربوي في الدفع الحضاري، ومن خلال الاستعانة بالأدب التربوي.

مصطلحات الدراسة:

التأطير الإيماني: يمكن تعريفه إجرائياً بأنه:" اختيار الجانب الإيماني (عقيدة، عبادات، وقيم) الموجه للنهوض الحضاري والتركيز عليه دون غيره، وذكر الأدلة القرآنية والنبوية عليه، وتفسيرها وتحليلها، وفهم أبعادها النهضوية، وأثرها في الدفع الحضاري للأمة الإسلامية".

النهضة: السعي الجاد لتفعيل الطاقات، والقدرات، والعمل الدؤوب في سبيل التقدم بالأمة في كل مجالات الحياة، وامتلاك أسباب القوة، ومغادرة مربع الضعف، وتقديم الجديد النافع مع الاستفادة من الماضي (ناجي،2014: 423).

الحضارة: " مجموعة من المفاهيم الموجودة عند مجموعة من البشر وما ينبثق عن هذه المفاهيم من مثل، وتقاليد وأفكار، ونظم وقوانين تعالج المشكلات المتعلقة بأفراد هذه المجموعة البشرية، وما يتصل بهم من مصالح مشتركة" (الرحيم، 1995: 28).

الدفع الحضاري: يمكن تعريفه إجرائياً بأنه:" تحريك الحياة نحو الأكمل والأفضل لصالح الأمة الإسلامية، ودفع الضعف والانهزام والسلبية الذي يسيطر عليها، واستثمار طاقاتها، وتنمية قدراتها في شتى مجالات الحياة لاستعادة مجدها وسيادتها وصدارتها في مقدمة الأمم".

- منهج الدراسة:

استخدم الباحث في دراسته أسلوب تحليل المحتوى من الناحية الكيفية، كأحد مداخل المنهج الوصفي، والذي يعتمد على تجميع الآيات المتعلقة بالمقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم، وتصنيفها، وتحليلها، وتفسيرها للوصول إلى مقترحات، وأثرها في الدفع الحضاري لتلك المقومات.

الدراسات السابقة:

1-   دراسة عبد الرحمن (2018)،" دور العقيدة في بناء الحضارة أركان الإيمان نموذجاً".

هدفت الدراسة لبيان وإبراز دور العقيدة الإسلامية في بناء الحضارة والوقوف على العوامل الحقيقية لبناء الحضارات، وبيان الدور الحقيقي للعقيدة الإسلامية من خلال أركان الإيمان في بناء الحضارة. وقد سلك الباحث لتحقيق هذا الهدف دراسة أركان الإيمان الستة ودورها في بناء الحضارة، ومن المعلوم أن العقيدة من العوامل المهمة في بناء الحضارات عموما، إذ الحضارة بدون عقيدة تدفع إلى بناء تلك الحضارة. واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وأبرز نتائج الدراسة: ضرورة توسيع مدلولات مصطلح العقيدة لتشمل مصطلح التسخير، وعمارة الكون، والبناء القيمي الحضاري. وأوصت الدراسة: الدعوة إلى عقد المؤتمرات والندوات لبيان الدور العقدي والإسهام الحقيقي للعقيدة في بناء الحضارة، وبيان خصائص الإسلام ودوره في الشهود الحضاري للأمم.

2-   دراسة الجبوري (2016)،" الإيمان وأثره في تحقيق النهضة الحضارية".

هدفت الدراسة لبيان مفهوم الإيمان وأثره في تحقيق النهضة الحضارية، وتلمس عوامل النهوض الحضاري من خلال معرفة أثر الإيمان في مرتكزات الحضارة الإسلامية ومجالاتها المختلفة، واستخدم الباحث في دراسته المنهج الوصفي التحليلي، وتوصلت الدراسة لنتائج من أبرزها: أن الإنسان الصالح يبني الحضارة الإنسانية السامية، التحضر الإسلامي مبني على العقيدة الإسلامية لأنها هي التي تحرك المسلمين للتفوق في مختلف الميادين. وأوصت الدراسة بتوصيات منها: أن تتجه العناية في مناهجنا التربوية والتعليمية إلى الاهتمام بالجوانب العلمية لقضايا الإيمان التي تصب في تزكية النفوس والنزوع إلى النشاط الإيجابي والتعمير وهو عامل في بناء الأمم والحضارات.

3-   دراسة ناجي (2014)،" سنن النهضة في القرآن الكريم".

هدفت الدراسة لبيان معاني النهضة، ومعانيها المتعلقة بها في القرآن وغيره، وبينت الدراسة عوامل نهوض الأمة الإسلامية، من توفر الإنسان الصالح، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، والشمول، والتوازن، وامتلاك أسباب القوة وغيرها، ثم ذكرت أسباب ضعف النهوض، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي. وتوصلت الدراسة لنتائج من أبرزها: للنهضة الإسلامية عوامل إذا توافرت مجتمعة تحققت النهضة المنشودة فإذا تحققت العوامل انتفت الموانع وتحقق المطلوب، والانطلاق من الوحي إلى العصر هو مفتاح الانطلاق نحو المستقبل المنشود.

4-    دراسة أبو حليمة (2012)، بعنوان" منهجيات الإصلاح والتغيير في سور الذاريات والطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد".

هدفت الدراسة للتعرف على منهجيات الإصلاح والتغيير في تلك السور، وبيان الطريق الصحيح للنهوض بالأمة الإسلامية، ورفعتها من خلال منهجيات الإصلاح والتغيير، وذكرت الدراسة مقومات الإصلاح والتغيير العقدي، والدعوي، والأخلاقي، والاجتماعي في تلك السور، واستخدم الباحث المنهج الاستقرائي الاستنباطي، وتوصلت الدراسة إلى نتائج من أبرزها: التأكيد على أهمية بناء الإنسان عقائدياً على أساس الإيمان والتقوى، عندما تكون حياة الإنسان كلها لله عز وجل في حركاته وسكناته وحله وترحاله يملأ الإصلاح نفسه.

التعقيب على الدراسات السابقة:

تتفق الدارسات جميعها على أهمية بناء الإنسان عقائدياً وإيمانياً لتحقيق الحياة المنشودة للمسلم، وأن أي نهضة لا تنطلق من الوحي ومن مصدره وهو القرآن الكريم والسنة النبوية لا يكتب لها النجاح في بناء المجتمعات والرقي بها، وهذا ما أكدته الدراسة الحالية.

ما تميزت به الدراسة:

1-    تعدُّ الدراسة تأصيلاً لمجالات التربية.

2-    ربطت بين المقومات الإيمانية الموجهة للنهوض الحضاري وآثارها التربوية في الدفع الحضاري وذلك للاستفادة منها للارتقاء بالأمة الإسلامية.

- خطوات الدراسة:

قام الباحث بالخطوات التالية:

1-                 جمع الآيات القرآنية التي تتحدث عن المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة.

2-                 تصنيف الآيات التي تتحدث عن المقومات الإيمانية.

3-                 توضيح الأثر التربوي للمقومات الإيمانية في الدفع الحضاري.

4-                 الرجوع إلى الأدب التربوي للاستفادة منه في إثراء المقومات الإيمانية، وآثارها التربوية في الدفع الحضاري.

الفصل الثاني

المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم وأثرها التربوي في الدفع الحضاري

1-    توحيد الله عز وجل وعدم الإشراك به.

2-    افراد الحاكمية لله تعالى.

3-    تحديد الغاية العظمى.

4-    التخلص من المشتتات الفكرية والعقدية.

5-    الاستجابة لأمر الله تعالى.

6-    تنمية القيم الإيمانية.

7-    القيام بالعبادات الشرعية.

8-    موالاة المؤمنين.

9-    الهجرة بالدين لإقامته.

10-العمل الصالح النابع من عقيدة الاستخلاف في الأرض.

11-إقامة الحدود التي شرعها الله تعالى للمخالفين.

12-الأثر التربوي للمقومات الإيمانية في الدفع الحضاري.

وأما المقومات الإيمانية المُوَجِّهة للنهضة في القرآن الكريم وأثرها التربوي في الدفع الحضاري، فهي كما يلي:

1- توحيد الله - عز وجل- وعدم الإشراك به:

        أرسل الله تعالى الرسل وشرع الشرائع لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومن عبادة العباد لعبادة رب العباد، ومن جَور الأديان لعدل الإسلام، فكانت وصية الله تعالى لأنبيائه، ﭧ ﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ  ﱍ ﱎ ﱏ (سورة الأنبياء،آية:25)

 فالتوحيد هو قاعدة العقيدة منذ أن بعث الله الرسل للناس. لا تبديل فيها ولا تحويل. توحيد الإله وتوحيد المعبود. فلا انفصال بين الألوهية والربوبية ولا مجال للشرك في الألوهية ولا في العبادة.. قاعدة ثابتة ثبوت النواميس الكونية، متصلة بهذه النواميس وهي واحدة منها                               ( قطب،1412: 4/ 2374).

        وحذر الله سبحانه وتعالى من الإشراك به، فقال سبحانه: ﱡﭐ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ  ﲋ ﲌﲍ ﲩ (سورة النساء،آية:36)

        والله – سبحانه وتعالى- لفتنا إلى قضية يجب أن نلحظها دائما في كل تصرفاتنا؛ هي أن نأتمر بأمر الله في منهجه، وألا نشرك به شيئاً؛ لأن الشرك يضر قضية الإنسان في الوجود، فإذا ما كنت كذلك أيها العبد المؤمن قد ارتحت في الوجود وتوافرت لك طاقتك لأمر واحد ونهي واحد، هنا تصبح سيداً في الكون، فلا تجد في الكون من يأخذ منك عبوديتك للمكون. وتلك هي راحتنا في تنفيذ الآية (الشعراوي، 1997: 4/ 2208).

            ومن الآيات التي تربط بين عمارة الأرض كأحد المعاني المقاربة للنهوض الحضاري، وتوحيد الله - سبحانه وتعالى-، قوله تعالى: ﱡﭐ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾﲿ ﳀ  ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ  ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ  (سورة هود ،آية :61)، فالدَّيْنُونَة لله وحده في مجتمع من شأنها أن تصون جهود الناس وطاقاتهم وتخلع عليها شيئاً من خصائص الألوهية حتى تخضع لها الرقاب! ومن شأن هذا أن يوفر هذه الجهود والطاقات للبناء في الأرض والعمارة والنهوض بتكاليف الخلافة فيكون الخير الوفير للناس (قطب،1412: 4/ 1907).

          ويقصد بالتوحيد اصطلاحاً: البراءة من عبادة غير الله، والتوحيد لله وحده بجميع أنواع العبادات (العقل، 2017: 89).

         إن حدوث أي خلل في الإسلام إنما في توقف عقيدة الإسلام من أن تكون روح الحضارة، وانكماش الإرادة الاعتقادية لبناء الحضارة وغربة الحضاري عن الديني وتفكيك الدين عن الدنيا، وإن تبين الناحية من العقيدة التي أصابت العلة هو الذي يكشف عن الأسباب التي قضت بضعف الحضارة وتهلهلها، إن الذي حدث في العقيدة الدينية وقضى بتضعضع الحضارة إنما هو انكماش صدها عن أن تخلع من روحها على الحضارة فأصبحت الحضارة خائرة جامدة لا تتقدم وما كان ذلك الانكماش إلا أثراً من آثار الضعف الذي أصاب العقيدة في جوهرها (ابن عاشور2003: 12).

    فالنهضة الحضارية الأولى للمسلمين فما كانت لتحصل بدون دفعة عقائدية تجعل منه سبباً للتحضر وخلافة وتعمير الأرض. 

·      الأثر التربوي لتوحيد الله تعالى في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-يجمع الكثير من القيم التصورية كالربانية والشمولية والتوازن والثبات والتوحيد والحركية والواقعية، تلتئم وتتداخل لكي تشكل نسقاً عقيدياً، ما بلغت عشر معشاره أية عقيدة أخرى في العالم، وضعية كانت أم دينية، (خليل، د.ت: 134).

2-يعدُّ اطاراً مرجعياً شاملاً ووحيداً للنهضة الإيمانية.

3-النهوض الإيماني والعقدي وفق ما يريده الله تعالى، سبب وأكثر تأثيراً في الإرادة، ودفعاً للعمل والنهوض.

4-فالنهضة الحضارية الأولى للمسلمين فما كانت لتحصل بدون دفعة إيمانية وعقائدية تجعل منه سبباً للتحضر وخلافة وتعمير الأرض، فأي حضاري لا تنبثق من عقيدة صحيحة لن يكتب لها الدوام وستنتهي قبل أن توجد.

5-التوحيد الصحيح يعدُّ موجهاً للفكر والسلوك الإنساني.

6-يتوافق مع الفطرة السليمة التي فطر الله تعالى الناس عليها.

7-يمتاز بالثبات في أسسه وقواعده فلا يتغير ولا يتبدل.

8-يؤثر إيجابياً في قلوب أتباعه.

9-تحقيق الراحة النفسية للعبد، لانتفاء تعدد الآلهة، ووحدة المصدر.

10- يحظى باهتمام وطاعة وإذعان الناس لها.

11- ينمي العزة والكبرياء والشجاعة في قلوب أتباعها، إذ إنهم يعلمون أن آجالهم بيد الله تعالى.

12- يوحد الغايات والأهداف في الأمة المسلمة.

13- يضمن الحرية في تلقي أوامرها ونواهيها، فلا تكره أحداً على الدخول في الإسلام، تنطلق من قوله تعالى: ﱡﭐ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ     ﱫ ﱬ    (سورة الكهف، آية:29)

14-دليل على أن الضعف الإيماني إذا دخل على الأمة المسلمة، أدى لضعفها في كل مجالات الحياة الأخرى.

2- إفراد الحاكمية لله تعالى:

          فالحاكمية تعتبر الترجمة العملية للتوحيد، وهي من صميمه لأن إفراد الله تعالى بالتشريع للخلق - وهو من أفعاله- سبحانه وتعالى - من توحيد الربوبية، وأن إفراده سبحانه بالحكم بشريعته والتحاكم إليها، وهي من أفعال العباد من توحيد الألوهية.

         والمراد من كلمة التوحيد، وهى شهادة أن لا إله إلا الله، وإفراد الله بالعبادة أي بالتشريع، والحكم بشرعه والتحاكم إليه، والإسلام يهدف من خلال الحاكمية استبدال حكم الجاهلية بحكم الإسلام، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ    ﳎ ﳏ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ ﳖ ﳗ ﳘ  (سورة المائدة،آية:50)

        وأما المقصود بالحاكمية: " فهي إفراد الله سبحانه بالحكم والتشريع، وأنه سبحانه هو الحكَمُ والمشرع، وأنه لا يشرك في حكمه أحداً (الشحود،2011: 40)

         فيجب على المسلم أن يؤدي حق هذا التوحيد، بتحكيم شريعة الله، فإن الله - سبحانه وتعالى - هو الحاكم؛ ومن توحيده الإيمان، والتصديق بذلك، فهو الحاكم في الدنيا بشريعته، وفي الآخرة بنفسه - سبحانه وتعالى -، كما في قوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ  ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ  ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ  ﲈ ﲉ ﲊ (سورة يوسف،آية:40)، وﭧﭐ  ﭨﭐﱡﭐ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ  ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲌ ﲍ ﲎ  ﲏ ﲐ (سورة غافر ،آية:12)، وﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ  ﳄ ﳅ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ ﳍ ﳎ (سورة الشورى،آية:10).

        والتحاكم للطواغيت من نواقض الإيمان، وأن الكفر بالطواغيت من الإيمان، وركن من الإيمان، لا يتم الإيمان إلّا به؛ وهي قول الله - سبحانه وتعالى -: ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ  ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱚ ﱛ ﱜ  ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ (سورة النساء،آية:60).

      وإزالة أسبابها ومظاهرها من كافة مجالات الحياة، ونهي الإسلام عن ابتغاء العزة والتمكين ممن يتخذ الجاهلية منهجا وحكماً، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ    ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ  ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ (سورة النساء،آية:139).

     فلا يمكن أن يُتصور مسلم لا يتحاكم لمنهج الله تعالى ويكون سبباً للنهضة أو الدفع بها، إذ إنه شرط لازم لها.

·      الأثر التربوي لإفراد الحاكمية لله تعالى في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-    إفراد الله تعالى بالحاكمية لهو الترجمة الحقيقية لإذعان المسلم لمنهج ربه –سبحانه وتعالى- واتباعه أوامره.

2-    تعدّ ثورة على حاكمية البشر أو الجاهلية في كل صورها وأشكالها وأنظمتها، والتمرد عليها متى كانت.

3-    تأكيد لحكم الله تعالى وكلمته في الأرض.

4-    تأكيد لقانون العدل الإلهي المطلق، والذي ينعدم عند البشر.

5-    محددة لفكر وسلوك المسلم في حياته.

6-    تحدد صدق الانتماء لهذا الدين.

7-    تكوين الشخصية المتزنة والمنضبطة بشرع الله تعالى.

8-    تمنح صاحبها قوة النفس، والثقة بالله تعالى، والتوكل عليه.

9-    حصول الأمن والطمأنينة، فلا يخاف من شيء غير الله تعالى.

3 - تحديد الغاية العظمى:

         تحديد الغاية التي من أجلها خلق الله تعالى الإنسان له أهمية عظيمة في توجيه السلوك الإنساني، والذي من خلاله ينطلق في حياته ونهضته الشاملة في الحياة، وهي عبادة الله تعالى، فهي شرف المسلم بأن يرتقي في مدارج العبودية الخالصة لله تعالى.

       وقد حدده بقوله تعالى: ﭐﱡﭐ    ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ (سورة الذاريات ،آية :56)،  فمن أجلها بعث الله - عز وجل - الأنبياء والرسل لتبصير أقوامهم بها والسير في  حياتهم وفق منهجها، والعمل بمقتضاها ومتطلباتها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ  ﱭ ﱮ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ  ﱶ ﱷ ﱸ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ  ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ (سورة النحل،آية:36).

        وكانت وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم - لصحابته - رضي الله عنهم- فقد أوصى معاذ بن جبل عندما أراد سفراً، فقال: يا رسول الله أوصني، قال: (اعبد الله ولا تشرك به شيئاً) (مستدرك الحاكم- 7825 - باب: التوبة والإنابة)، واعتبرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حقاً خالصاً لله تعالى، لقوله: فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)                ( صحيح مسلم- 30 - باب: من لقي الله بالإيمان).

      فالإيمان بالله تعالى أساس متين من أسس موجهات الفكر والسلوك لدى المسلم، فهي البوصلة التي من خلالها يهتدي لطريقه، وقد قرن الله تعالى بينه وبين الاستقامة، فقال سبحانه وتعالى:     ﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ  ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ  ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ (سورة فصلت،آية:30).

          وكان النبي- صلى الله عليه وسلم – من منهجه غرس طريق الاستقامة في نفوس أصحابه رضي الله عنهم، كما في حديث سفيان بن عبد الله الثقفي، قال قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحد بعدك، قال: (قُلْ: آمَنْتُ بالله، ثم اسْتَقِمْ) (مسلم، د.ت: 1/ 47). والاستقامة درجة بها كمال الأمور وتمامها وبوجودها حصول الخيرات ونظامها ومن لم يكن مستقيما في حالته ضاع سعيه وخاب جهده (النووي، 1392: 9/ 2).

        وكذلك قرن الله تعالى بين الإيمان بالله تعالى، والعمل الصالح في أكثر من موضع في القرآن الكريم منها، قوله تعالى: ﱡﭐ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ  (سورة العصر،آية:2-3).

        وقد وعد الله - سبحانه وتعالى - عباده المؤمنين بخلافة الأرض والتمكين فيها، وذلك أن الإيمان بالله تعالى يدفع المسلم للامتثال لأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه لذلك استحقوا هذا الوعد، ﭧﭐﭨﭐ ﱡﭐ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ  ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ  ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ  ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ  ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ  (سورة النور،آية:55)، وهذا وعد الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات من أمة محمد ﷺ أن يستخلفهم في الأرض، وأن يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وأن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا، وحقيقة الإيمان التي يتحقق بها وعد الله حقيقة ضخمة تستغرق النشاط الإنساني كله؛ وتوجه النشاط الإنساني كله، والاستخلاف في الأرض قدرة على العمارة والإصلاح، لا على الهدم والإفساد، فقد وعدهم الله إذن أن يستخلفهم في الأرض، وأن يجعل دينهم الذي ارتضى لهم هو الذي يهيمن على الأرض، ودينهم يأمر بالإصلاح، ويأمر بالعدل، ويأمر بعمارة هذه الأرض، والانتفاع بكل ما أودعها الله من ثروة، ومن رصيد، ومن طاقة، مع التوجه بكل نشاط فيها إلى الله (قطب، 1412: 4/ 2529).

       وهذا هو المنهج الإلهي لعباده المؤمنين، والذي يستهدف فكر الإنسان وسلوكه، ليجعل منه إنساناً صالحاً لنفسه، مصلحاً لغيره، قادراً على القيام بأعباء خلافة الأرض، وهذه غاية التربية الإسلامية والتي تسعى لترسيخها لدى المسلم.

·         الأثر التربوي لتحديد الغاية العظمى في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-    غاية ما يريده الإسلام من المسلم تجمع بين متطلبات الروح والجسد.

2-    الغايات التي يريدها الإسلام من أتباعه تستهدف الفكر والسلوك الإنساني.

3-    تستهدف صلاح المسلم لنفسه وأن يكون مصلحاً لغيره.

4-    توجيه النشاط الإنساني نحو تحقيق الاستخلاف في الأرض.

5-    أن يكون قادراً على القيام بأعباء تلك الغايات من خلافة للأرض واعماراً لها.

6-    تستهدف مجالات الحياة المتعددة.

7-    يستهدف صلاح المسلم وتنمية شخصيته من كل جوانبها.

8-    يسعى الإسلام لأن يكون المسلم متميزاً عن غيره محافظاً على شخصيته الفريدة.

9-    سبب للتضحية والبذل والعطاء والإرادة والصبر.

10-تجعل المؤمن متحفزاً دائماً، قوياً في همته.

11-الحرص على كل لحظة أو فعل أو قول لتحقيق ذلك الغاية.

12-الحرص على العمل الجماعي لتحقيق تلك الغاية، إذ إن الفردية لا تكفي وحدها دون إشراك الجماعة.

13-تلك الغاية سبب لصد الطغيان والحيلولة من انتشار الدين وتأثيره على العالمين.

4- التخلص من المشتتات الفكرية والعقدية:

         التخلص من المشتتات الفكرية والعقدية التي تصرف المسلم عن قضيته الأولى، وغاية خلقه والتي تحيد به عن النهج القويم والصراط المستقيم؛ لهي أهم أسباب الخلاص والوصول لمبتغاه وما أمر الله به في كتابه.

        فعن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خطاً ثم قال: هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله، ثم قال: هذه سبل. قال: يزيد متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعوا إليها، ثم قرأ قوله تعالى: ﱡﭐ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱰ ﱱ ﱲ  ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ  ﱼ ﱽ (سورة الأنعام،آية :153)      (ابن حنبل، د.ت: 1/ 453)، أي هذا ديني المستقيم شرعته لكم فتمسكوا به ولا تتبعوا الأديان المختلفة والطرق الملتوية فتفرقكم وتزيلكم عن سبيل الهدى (الصابوني، 1997: 1/398).

والمشتتات الفكرية والعقدية التي تمنع الإنسان عن المنهج الذي أراده الله تعالى للمسلمين، تتعدد في كل زمان ومكان، لكن الذي يجمعها مشترك واحد؛ ألا وهو الانحراف عن منهج الله تعالى، من أهواء ونزعات تخالف الدين، وطرق ومذاهب وعقائد متعددة في الدين، وتجزئة لفهمه، وعصبية مقيتة، وهذا التشتت كان عاملاً ومعطلاً لدفعها عن النهوض والانشغال بأحوالها وتراجعها وانحسارها عن النهضة في بعض أزمانها.

وحينما يُتخذ النص القرآني والحديثي مصدراً وحيداً لفهم العقيدة الإسلامية، ومنطلقاً أولياً لتبين مدلولاتها، فإن الخلاف في تصورها ستؤول إلى زوال إلى حد كبير، وستلتقي الأفهام على قدر ما في طاقة الإنسان من القدرة على المطابقة بين مراد المُخاطِب وتصور المتلتقي، حينئذٍ فإن الأمة تتجاوز أوضاع الفرقة المستنزفة للطاقات، وتتوحد جهودها في محاولة النهضة، وسيكون التصور الصحيح الدافع لتلك الجهود الموحدة في طريق الحل والإنجاز (النجار، 1995: 62).

فإصلاح ذلك الفهم والخلل يحتم على المسلم الرجوع إلى حقائق العقيدة وضبط تصورها؛ من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، وفهم الصحابة وسلف الأمة لهما، بذلك لن يكون أمام الأمة عوائق تضرب بها شرقاً وغرباً؛ بل ستدفع الأمة لممارسة مهمتها الحضارية في العالم. 

·         الأثر التربوي للتخلص من المشتتات الفكرية والعقدية في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-   حصر فكر وعقيدة المسلم في إطاره الصحيح وضبط تصورها.

2-  عدم الوقوع والانحراف في البدع والأفكار التي تخالف العقيدة والدين.

3-  فهم العقيدة الإسلامية وشرع الله تعالى فهماً كما يريده الله تعالى من المسلم.

4-  عدم صرف الأمة عما أراده الله تعالى منها وممارستها لدورها الديني والحضاري.

5-  التأكيد على عقيدة المسلم وترك ما يخالفها.

6-  تحقيق الأمن الفكري للأفراد وللأمة مما يدخل عليها من مخالفات للعقيدة والدين.

7-  تربية المسلم على القدرة للتميز بين الحق والباطل.

8-   التأكيد على قوة البنيان الإسلامي للمجتمع.

9-  الحفاظ على طاقات الأفراد في المجتمع والحيلولة دون هدرها في غير ما أراده الله تعالى.

10-تحقيق الاتزان النفسي والاستقرار المجتمعي.

5- الاستجابة لأمر الله تعالى:

         حث الله - سبحانه وتعالى - عباده المؤمنين بالاستجابة والامتثال لأوامره، واجتناب وترك نواهيه، لما يحقق لهم النفع والصلاح في الدنيا والآخرة، ومن مقتضيات الاستجابة لأمر الله - سبحانه وتعالى - الاستجابة لأمر رسوله – صلى الله عليه وسلم- وهذا ما يميز المسلم عن غيره   بسرعة استجابته لداعي الخير، وإذا كان الأمر بذلك من الله فما كان قولهم إلا السمع والطاعة، والله سبحانه وتعالى يقول: ﭐﱡﭐ ﲩ ﲪ  ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ  ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ  ﲽ ﲾ (سورة الأنفال،آية:24)

          فهي دعوة إلى الحياة بكل معاني الحياة، إن هذا الدين منهج حياة كاملة، لا مجرد عقيدة مسترسلة، منهج واقعي تنمو الحياة في ظله وتترقى، ومن ثم هو دعوة إلى الحياة في كل صورها وأشكالها، وفي كل مجالاتها ودلالاتها (قطب، 1412: 3/ 1494).

          وجاءت نصوص السنة النبوية لتؤكد على أهمية المسارعة في تطبيق أمر رسوله – صلى الله عليه وسلم- لقوله: (فما أمرتكم به من أمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فانتهوا) (البيهقي- 13721 – باب: وأنكحوا الأيامى) يشير إلى أن المأمور قد يستطاع منه الشيء دون الشيء، فينبغي أن يأتي المأمور بالقدر المستطاع؛ وأما المنهي فحقه أن يترك كله فإنه مستطاع (القزويني، 2007: 3/387)

        ووضحت آيات القرآن الكريم أن الإعراض عن أوامر الله تعالى سبب للضنك والخذلان والسقوط، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﳂ ﳃ ﳄ  ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ  ﳍ ﳎ (سورة طه،آية:124)

         فإن لهذا المعرض معيشة ضيقة مليئة بالهم والغم والأحزان وسوء العاقبة، حتى ولو ملك المال الوفير، والحطام الكثير. فإن المعيشة الطيبة لا تكون إلا مع طاعة الله، وامتثال أمره، واجتناب نهيه. والضنك في الدنيا لا طمأنينة له، ولا انشراح لصدره، بل صدره ضيق لضلاله، وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى. فهو في قلق وحيرة وشك، فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة (طنطاوي، 1997: 9/ 165)

ومن علامات تعظيم الأمر والنهي؛ ألا يحمل الأمر على علة تضعف الانقياد والتسليم لأمر الله عز وجل، بل يسلم لأمر الله تعالى وحكمه ممتثلاً ما أمر به سواء ظهرت له حكمته أو لم تظهر، فإن ظهرت له حكمة الشرع في أمره ونهيه حمله ذلك على مزيد الانقياد والتسليم، ولا يحمله ذلك على الانسلاخ منه وتركه (ابن القيم، 1999: 17).

        ولما استجابت الأمة لهذا النداء الإلهي في بداية عصرها تحقق لهم من التقدم والرقي في مجالات الحياة المتعددة مالا حصل لغيرهم من الأمم السابقة واللاحقة، فما من سبيل خير إلا دخلوه، وبرعوا وذاع صيتهم في الآفاق، فتهافتت الأمم من كل حدب لتنهل من علومهم وتحضرهم، ولكن عندما تخلت عن أمر الله تعالى رتعوا في براثن الذل والتخلف في أبسط مجالات الحياة، وما نراه من الواقع المشاهد خير دليل وبرهان.

·         الأثر التربوي للاستجابة لأمر الله تعالى في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-    الترجمة الفعلية لحقيقة الإيمان بالله تعالى.

2-    تميز المؤمن الصادق عن غيره.

3-    سبب لحصول الخير في الدنيا والآخرة.

4-     تحقيق للحياة الروحية والجسدية النافعة للعبد.

5-    فيها صلاح حال الفرد والمجتمع.

6-    تحقيق لطاعة الله والامتثال لأمره.

7-    تمد العبد قوة التميز بين النافع والضار في العلوم والإرادات والأعمال.

8-    نجاة للعبد في الدنيا والآخرة.

 

6- تنمية القيم الإيمانية:

   من خلال ما يلي:

أ- ترسيخ مفهوم تقوى الله تعالى:

فرض الله تعالى كثيراً من العبادات على المسلمين وكان الهدف منها تحصيل تقوى الله تعالى، وهي سبب لفعل كل خير، وتمنع صاحبها من ارتكاب ما نهى الله عنه، وهي الحارس لأحكام الدين من أن تنتهك.

        والتقوى هي وصية الله تعالى للأولين وللآخرين، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲈ ﲉ ﲊ  ﲋ ﲌ ﲍ ﲎﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ  ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ  ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ  (سورة النساء،آية:131)، وهي وصية الله تعالى لنبيه- صلى الله عليه وسلم- بأن يتق الله ولا يطع أعداء الدين، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ  ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ (سورة الأحزاب،آية:1)، كما أمره بأن يتزود منها في أمره، وهو خير ما يتزود به، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝﱞ ﱟ  ﱠ ﱡ ﱢ (سورة البقرة،آية:197)، وهي أمر من الله تعالى بترسيخه في حياة المؤمنين، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ (سورة آل عمران،آية:102)، وقد فرضت عبادات لأجل تحقيق التقوى، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ  ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ (سورة البقرة، آية :183)

          ومن الأحاديث النبوية التي تحث على تحقيق التقوى في حياة الناس، وصية رسول الله ﷺ لأبي ذر - رضي الله عنه – قال فيها: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) (ابن حنبل- 21750 – مسند حكيم بن حزام)، لفظةٌ وجِيزةٌ جامعة لكل خير ديني ودُنيوي؛ لأنها: امتثال الأوامر واجتنابُ النواهي (ابن الملقن،2012: 241).

ويقصد بالتقوى اصطلاحاً: أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية وتقيه منه، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من وغضبه وسخطه وعقابه (ابن رجب،2004: 468)، وقيل: هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وقيل: ألا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أَمرك (ابن الملقن،2012: 241).

          ومن فوائد تحقيق التقوى في الدنيا وهي كثيرة منها: أنها سبب لتذكر الله في وقت غفلة المسلمين من فعل المحرمات، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ    ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ  ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ (سورة الأعراف،آية:201)، وهي سبب لمعية الله تعالى لعباده من المؤمنين، ﭧﭐﭨﭐ   ﱡﭐ ﳍ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳒ ﳓ ﳔ ﳕ  (سورة النحل،آية:128)، كما وأنها مرتبطة بالقيم الأخلاقية كالصدق، ﭧﭐﭨﭐ   ﱡﭐ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ  ﱩ ﱪ (سورة التوبة،آية:131)، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ (سورة الأحزاب،آية:70)، والتقوى  سبب لتفريج هموم المؤمن ، ومن أسباب الحصول على الرزق، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  ﲒ ﲓ ﲔ ﲕﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜﲝ ﲞ ﲟ  ﲠ ﲡﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ (سورة الطلاق،آية:2-3).

          أما عن فوائدها في الآخرة، منها: فهي سبب لرحمة الله تعالى، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ    ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ  (سورة يس،آية:45)، يأمن على نفسه فلا يدخل لقلبه الحزن، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ  ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ (سورة الزمر،آية:61).

        والمتقي دائماً فوق المؤمن والطائع، وهو الذي يتقي بصالح عمله وخالص دعائه غضب الله تعالى، وهو مأخوذ من اتقاء المكروه بما تجعله حاجزاً بينك وبينه، والتقوى فيها جماع كل خير، وهي وصية الله في الأولين والآخرين، وهي خير ما يستفيده الإنسان (القرطبي،2003: 1/ 162).

        وتتناول التقوى العقائد، والعبادات، والآداب، وسائر الأعمال الصالحة، وأنه لا يتصف بها إلا من امتحن الله قلوبهم للتقوى، وأعدهم للقيام بمواريث النبوة، وأعباء الرسالة، وهيأهم للعبودية الحقة، وهذه المنزلة لا يصل إليها إلا من راض نفسه بترك الشهوات والشبهات، وجاهدها في ذات الله، وحتى تذوق حلاوة الإيمان، وطعم اليقين (سابق، د.ت :83)

        وقد روى عن أبي الدرداء – رضي الله عنه- أنه قال: إنما التقوى أن يتقي الله العبد في مثقال ذرة، حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أنْ يكون حراماً، ويكون حجاباً بينه وبين الحرام، وهذا المعنى يستفاد مما روي عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: كنا نترك سبعين باباً من الحلال مخافة باب واحد من الحرام (الحارثي ،2005: 2/ 486).

         لذلك تتضح الحكمة في دعوة الله تعالى لعباده المؤمنين في تحقيق مفهوم التقوى في حياتهم؛ فهي المحددة لفكر الأفراد وسلوكهم، وتسعى لترسيخها في مجالات الحياة المتعددة لنهضة الأمة.

·         الأثر التربوي لترسيخ مفهوم تقوى الله تعالى في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-    التقوى جامعة لكل خير وفضيلة.

2-    حارسة للفكر وما ينتج عنها من سلوك.

3-    تنمية الجوانب الإيجابية في شخصية المسلم.

4-    تعدّ دليلاً تربوياً يسترشد به المسلم لكل خير.

5-    تنظم حياة المسلم سواء في أقواله أو أفعاله الظاهرة أو الباطنة.

6-    التزام المسلم بها تقيه من الوقوع المحرمات والموبقات.

7-    يميز من خلالها بين الخير والشر.

8-    سبب لصلاح الأعمال الدينية والدنيوية.

9-    سبب لحصول العبد على العلم النافع.

10-حصول الأمن من الخوف والحزن.

11-سبب لقبول العمل عند الله تعالى.

12-سبب للعصمة من كيد الشيطان.

13-الحفظ من كيد الأعداء ومكرهم.

    

ب- شكر الله تعالى على نعمه:

خلق الله الإنسان وأنعم عليه بالنعم الكثيرة، الظاهرة والباطنة، والتي تدل على صاحبها المنعم- سبحانه وتعالى- وكل ذلك يتطلب من المسلم أن يقابلها بالشكر، سواء الشكر باللسان، أو بالقلب، والذي ينعكس بعد ذلك على السلوك.

        وقد أعطى الله تعالى الإنسان من كل ما سأل، ولكنه في أكثر أحواله قابل هذه النعم بكفرها، وعدم شكر المنعم عليها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ (سورة إبراهيم،آية:34)، أي: لا تطيقوا إحصاء عددها والقيام بشكرها إلا بعون الله لكم عليها. وإن الإنسان الذي بدل نعمة الله كفراً لظلوم، يقول: لشاكر غير من أنعم عليه، فهو بذلك من فعله واضع الشكر في غير موضعه، وذلك أن الله هو الذي أنعم عليه بما أنعم واستحق عليه إخلاص العبادة له، فعبد غيره وجعل له أندادا ليضلّ عن سبيله، وذلك هو ظلمه (الطبري، 2000: 17/ 16)

        وأخرج الله تعالى الإنسان من بطون الأمهات وقد أمدهم بما يحتاجونه من مقومات العلم والتعلم من السمع والبصر، وكل ذلك لأجل تحقيق شكر الله تعالى عليها من الإنسان، ﭧﭐﭨﭐ       ﱡﭐ    ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ  ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ  (سورة النحل،آية:78)، كي تعرفوا ما أنعم سبحانه به عليكم طورا غب طور فتشكروه، وقيل: المعنى جعل ذلك كي تشكروه تعالى( الألوسي، 1415: 7/ 439)

        ومن آيات التمكين في الأرض في القرآن الكريم التي تستوجب شكر الله تعالى، ﭧﭐﭨﭐ        ﱡﭐ ﲟ ﲠ  ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ  (سورة الأعراف ،آية:10)

وأمر الله عباده بشكره على نعمه عليهم، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇﱈ ﱉ ﱊ ﱋ  ﱌ ﱍﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ (سورة لقمان،آية:12)، ولما أعطاه الله هذه المنة العظيمة، أمره أن يشكره على ما أعطاه، ليبارك له فيه، وليزيده من فضله، وأخبره أن شكر الشاكرين، يعود نفعه عليهم، وأن من كفر فلم يشكر الله، عاد وبال ذلك عليه( السعدي، 2000: 648)

        وشكر الله تعالى في حقيقته نعمة يطلبها المؤمن من ربه ليتقبلها منه، وهي دأب أنبياء الله تعالى، وعباد الله الصالحين، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ  ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣ  ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ  (سورة النمل ،آية :19)، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ  ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ  ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ  ﱪﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ          ( سورة الأحقاف،آية:15)، واتصف نبي الله نوح – عليه السلام – بالشكر، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ  (سورة الإسراء،آية:3)، إنما سمي نوح عبداً شكوراً أنه كان إذا أمسى وأصبح سبح الله تعالى( ابن الملقن، 2008: 22/ 545)، وأمر آل داود بالشكر، ﭧﭐﭨﭐ      ﱡﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ  ﲺ ﲻﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀﳁ ﳂ ﳃ ﳄ  ﳅ ﳆ (سورة سبأ،آية:13).

       ومن السنة ما يحث على شكر الله تعالى على نعمه، فقد ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يقوم من الليل حتى ترم قدماه أو ساقاه، فيقول: (أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا)    (صحيح البخاري- 1130- باب: قيام النبي حتى ترم قدماه)، أي: مثنياً علي ربي بنعمته علي، ومتقلداً لها بالازدياد من طاعته ( ابن قرقول، 2012: 6/47)، فمن عظمت عليه نعم الله، وجب عليه أن يتلقاها بعظيم الشكر، لاسيما أنبياؤه وأصفياءه من خلقه الذين اختارهم( ابن بطال ،2003: 3/ 365 ) .

          ويقصد بالشكر: الثناء باللسان. وقيل: الشكر معرفة الإحسان والتحدث به. وقيل: الشكر بالقلب وهو التسليم، وباللسان، وهو الاعتراف، وبالعمل وهو الدوام على الطاعة (ابن قرقول، 2012: 6/47)، وقيل: مقابلة النعمة قولاً بذكرها، والثناء الحسن عليها، وعملاً بالجوارح بمكافأتها حسب الطاقة، أو اعتقادًا بتصور نعمة المنعم (ابن فرشتا،2012: 3/ 123).

         ومن فوائد الشكر أنه سبب لزيادة النعم ودوامها على صاحبها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ ﱢﱣ ﱤ ﱥ ﱦ  ﱧ ﱨ ﱩ (سورة إبراهيم،آية:7)، لئن شكرتم فأطعتموني بالشكر، لأزيدنكم من أسباب الشكر ما يعينكم عليه (الطبري، 2000: 16/ 527)، لئن آمنتم لأزيدنكم من نعيم الآخرة إلى نعيم الدنيا (الماوردي، د.ت: 3/ 123).

      وشكر لله يهدم أول لبنة من لبنات الاغترار، فالذي يفسد خلافة الإنسان في الأرض أن يغتر بما أعطاه الله وبما وهبه، وينسى أنه خليفة، ويعتبر نفسه أصيلاً في الكون، والشكر لله تعالى يكون على ما قدَّم لك من نعم (الشعراوي،1997: 19/ 11632).

      يريد الإسلام من المسلم أن يكون حب الله أحب إليه من كل شيء، ويؤدي شكر الله تعالى بلسانه؛ وذلك بحفظه عن كل قول محرم، فلا يخرج منه إلا الطيب من القول، وشكر الله تعالى بجوارحه، بحفظها عن الآخرين، فيكون بذلك إنساناً صالحاً.

·        الأثر التربوي لشكر الله تعالى على نعمه في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-                  تحقيق غاية وحقيقة الشكر في حياة المسلم، والتي تتعلق باللسان والقلب والجوارح.

2-                  ينعكس شكر الله تعالى على سلوك المسلم.

3-                  تحقيق أعلى المراتب في شكر الله تعالى.

4-                  تعدد شكر الله باللسان أو الجوارح.

5-                  يستهدف الإسلام من شكر المسلم لربه صلاحه في الدنيا من خلال لسانه وجوارحه.

6-                  تحقيق محبة الله تعالى في قلب المسلم الشاكر.

7-                  فيه اظهار للأدب مع الله تعالى على أنه صاحب النعم كلها.

8-                  سبب لاستجلاب نعم الله تعالى لعباده الشاكرين.

9-                  سبب لاستنهاض الهمم والقيام بالعمل المفيد.

10-              الشكر سبب لتعزيز روابط الأخوة بين المسلمين.

11-              للشكر أثر مهم على المجتمع فهو سبب لإتقان العمل، كل في مكانه الذي يعمل فيه.

12-              والشكر سبب لتحمل مسؤولية كل فرد في مكانه وأدائها على أفضل ما يكون.

ت- التوكل على الله تعالى:

        من أعظم صفات المؤمن أنه يعتمد على الله تعالى، ويتوكل عليه في أمور حياته كلها، لعلمه أن الله تعالى قد أمره بذلك، فهو يفوض أمره له، ومع عظم وعلو مكانة التوكل على الله تعالى فهو لا يغفل عن الأخذ بالأسباب، وعدم تجاهلها في تحقيق مطالبه الدنيوية.

        ومن الآيات التي حثت على التوكل على الله تعالى، وبين الله تعالى بان محبته وجبت للمتوكلين، ﭧﭐﭨﭐﱡ  ﱡ ﱢ  ﱣ ﱤ ﱥﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ (سورة آل عمران،آية:159)، ولأن الله عزيز حكيم، فإنه قادر على قضاء حوائج من يتوكل عليه، حكيم بمصالح العباد المتوكلين عليه، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲋ ﲌ  ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ ﲓ ﲔﲕ  ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ (سورة الأنفال،آية:49).

        وقرن الله تعالى التوكل عليه بالإيمان به، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ  ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ  ﱼ ﱽ (سورة الشورى،آية:36)، وقرنه كذلك بعبادته- سبحانه وتعالى- ليبين أهميته في حياة المؤمن، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ  ﲈ ﲉ ﲊﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ  (سورة هود،آية:123)،

        والتوكل على الله تعالى دأب الأنبياء جميعاً فقد حكى القرآن الكريم قولهم لأقوامهم، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩﱪ  ﱫ ﱬ ﱭ ﱮﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ  (سورة إبراهيم،آية:12)

ويستفاد من خلال الآيات السابقة ما يلي:

أ- إن التوكل على الله عبادة، وعلى أنه فرض، فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان، ولجميع أعمال الإسلام، فلا يقوم الإيمان ومقوماته إلا على التوكل (ابن عبد الوهاب، 2002: 428)

ب- وجب إخلاصه لله وترك التوكُّل على مَن سواه، لأن العبادة حقٌّ لله، فإذا صُرفت لغيره صار ذلك شركاً؛ فالتوكُّل على غير الله شرك (الفوزان، 2002: 2/60)

     وعن التوكل في السنة النبوية، قال ﷺ في الحديث: ( لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ, تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا )( ابن حنبل-  376 – مسند عمر بن الخطاب)، أي لو أنكم اعتمدتم على الله حق التوكل عليه وكامله؛ بأن تعلموا يقيناً أن لا فاعل إلا الله وأن لا معطي ولا مانع إلا هو، ثم تسعوا في الطلب بوجه جميل وتوكل لرزقكم الله تعالى؛ الرزق بسهولة لا كلفة فيها ولا تعب كما يرزق الطير رزقًا كرزق الطير بسهولة، وقيل: لرزقكم كل يوم رزقاً جديداً من غير أن تحتاجوا إلى حفظ المال، ولا يلزم منه ترك السعي في تحصيل ذلك الرزق بالخروج والحركة( البويطي، 2018: 25/ 269)، وقيل: هذا الحديث ليس لمنع الناس عن الاكتساب والاحتراف، بل لتعليمهم وتعريفهم أن الرازق هو الله تعالى( ابن فرشتا، 2012: 5/ 437).

        ويقصد بالتوكل على الله: صدق اعتماد القلب على الله – سبحانه وتعالى - في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وكِلَةُ الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه (ابن رجب،2004: 3/ 1266).

       ومواقف الناس عن التوكل على الله تعالى والأخذ بالأسباب، فهي على نوعين:

أ- منهم قوم تعلقت قلوبهم بالأسباب المادية دون توكل على الله تعالى، فهم يفعلون الأسباب الموصلة إلى مصالحهم الدنيوية، وقلوبهم لاهية عن ربهم – سبحانه وتعالى- فهؤلاء أبعد الناس عن التوكل على الله تعالى.

ب- ومنهم قوم يدعون التوكل على الله تعالى ويعرضون عن الأسباب، ويقولون: إن التوكل على الله تعالى لا يتحقق إلا بمحو الأسباب، يعني بتركها، أو اعتقاد عدم تأثيرها (ابن الفراء،2014: 38).

فمن ترك الاخذ بالأسباب عجزاً ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه، ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب، وإلا كان معطلاً للحكمة والشرع، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً ولا توكله عجزاً (ابن القيم، د.ت: 10).

        فيتضح بذلك حرص الإسلام على ترسيخ مفاهيم التوكل على الله تعالى، فآثاره تظهر على سلوك المسلم في الحياة.

·          الأثر التربوي للتوكل على الله تعالى في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-      حرص الإسلام على غرس وترسيخ حقيقة التوكل على الله تعالى في قلوب المؤمنين.

2-      التوكل يختص بالجوانب القلبية، وآثاره تظهر على سلوكه في الحياة.

3-      توكل المسلم على الله تعالى وأخذه بالأسباب فيه كمال الطاعة والانقياد لله تعالى.

4-   ترسخ عند المسلم أن ثمرات ونتائج الأعمال ومآلها مرتبط بمقدماتها وأسبابها الموصلة إليها.

5-   تمد المسلم بالقوة المعينة على أداء أعماله.

6-   التوكل على الله تعالى بمثابة زاد روحي للتغلب على الخوف وما يصيب العبد.

7-   النجاة من الفقر الذي قد يقع العبد فيه، وذلك بدفعه للأخذ بالأسباب.

8-   شعور المسلم بمعية الله تعالى، وأنه يرعاه برعايته.

9-    سبب لحصول النصر، والرزق، وتحقيق المنافع.

10-                       التوكل على الله تعالى بمثابة أمل متجدد للعبد في كل ما يصبو إليه في الحياة.

11-                       زيادة في الهداية وحصول الوقاية مما يخافه، والكفاية من كل حاجة.

12-                       تحقيق الطمأنينة وراحة البال للعبد.

13-                       سبب لتحقيق العزة والكرامة للعبد والاستعلاء بإيمانه.

ث- التفكر في خلق الله تعالى:

         إن من أجلِّ العبادات في حياة المسلم أن يشغل فكره في آيات الله تعالى المبثوثة في الكون، والتعرف على عجائب صنعته وخلقته، ومن ثم يزداد قلب المسلم إيماناً بالله تعالى، وتعلقاً به، فيقبل على الأعمال وقد ملأ قلبه حباً لخالقه- سبحانه وتعالى- وإخلاصاً له.

والتفكر هو مبدأ ارتقاء البشر، وبقدر جودته يكون تفاضلهم فيه. وكانت التقاليد الدينية قد حجرت حرية التفكر واستقلال العقل على البشر، حتى جاء الإسلام فأبطل بالقرآن هذا الحجر، وأعتقهم من هذا الرق، وقد تعلم هذه الحرية أمم الغرب من المسلمين (رضا، 2005: 177)

         ويقصد بالتفكر: جولان تلك القوة بحسب نظر العقل. وقيل: بحث الأمور طلباً للوصول إلى حقيقتها، والمشهور أنه ترتيب أمور معلومة لتؤدي إلى مجهول (الألوسي، 1415: 7 /97)

         والله سبحانه وتعالى يدعو عباده للتفكر في آياته من اختلاف الليل والنهار، والبحار ووسائل ركوبه، وإحياء الأرض بما أنزله من المطر، وكل ذلك يقود الإنسان لمعرفة خالق هذا الكون، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ  ﱉ ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ  ﱔ ﱕ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ  ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ (سورة البقرة، آية: 164)

          ومن الآيات التي تحث على التفكر في الكون، وقرن التفكر بأصحاب العقول للدلالة على انتفاعهم بها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱹ ﱺ  ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ  ﲂ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ  ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﲐ  ﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ  (سورة آل عمران،آية:190-191)،  ويخبر النبي ﷺ عن هذه الآيات بقوله: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها( الألباني ، 2002: 1/ 254).

         إن هذا الكون بذاته كتاب مفتوح، يحمل بذاته دلائل الإيمان وآياته ويشي وراءه من يد تدبره بحكمة ويوحي بأن وراء هذه الحياة الدنيا آخرة، وحساباً وجزاء، وإنما يدرك هذه الدلائل، ويقرأ هذه الآيات، ويرى هذه الحكمة، ويسمع هذه الإيحاءات «أولوا الألباب» من الناس، الذين لا يمرون بهذا الكتاب المفتوح، وبهذه الآيات الباهرة مغمضي الأعين غير واعين! وهذه الحقيقة تمثل أحد مقومات التصور الإسلامي عن هذا «الكون» والصلة الوثيقة بينه وبين فطرة «الإنسان» والتفاهم الداخلي الوثيق بين فطرة الكون وفطرة الإنسان ودلالة هذا الكون بذاته على خالقه من جهة وعلى الناموس الذي يصرّفه وما يصاحبه من «غاية» و «حكمة» و «قصد» من جهة أخرى.. وهي ذات أهمية بالغة في تقرير موقف «الإنسان» من «الكون» و «إله» الكون سبحانه وتعالى (قطب، 1412: 1/ 543).

         وعلى قائد النهضة أن يُعمِل عقله وفكره لاستخلاص القوانين الأخرى من الكون ومن التجارب التاريخية من خلال الأمم، فهي فرصة عظيمة لتفعيل عبادة التفكر. سواءً كانت تفكراً في القرآن وتجارب السابقين، أو في الكون المنظور والآيات المنثورة فيه.

           والتفكر هو أصل الخير والشر، وفن الفكر مبدأ الإرادة والطلب في الزهد والترك والحب والبغض. وأنفع الناس فكراً، الفكر في مصالح المعاد وفي طرق اجتلابها وفي دفع مفاسد المعاد وفي طرق اجتنابها، فهذه أربعة أفكار من أجلِّ الأفكار. ويليها أربعة: فكّر في مصالح الدنيا وطرق تحصيلها، وفكّر في مفاسد الدنيا وطرق الاحتراز منها، فعلى هذه الأقسام الثمانية دارت أفكار العقلاء (ابن القيم، 1973: 198).

      وبالتفكر وإعمال العقل استطاع المسلم من الوصول لكل ما يفيده ويحتاجه من مصالح عيشه ونهضته في مجالات حياته.

·         الأثر التربوي للتفكر في خلق الله تعالى في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-    التفكر هو المنهج الرباني لقراءة الكون الفسيح.

2-    زيادة قوة إيمانه، بمعرفة خالقه حق المعرفة.

3-    تثبيت لعقيدته الراسخة.

4-    وهو طريق المعرفة الصحيحة وسبيل الهداية.

5-    ومن خلاله يتوصل لمعرفة الحق من الباطل.

6-    الوصول لقناعات راسخة مبنية على المشاهدة والاستدلال والاستنباط وغيرها.

7-    وبالتفكر وإعمال العقل استطاع الإنسان الوصول لكل ما يفيده ويحتاجه من مصالح عيشه ونهضته.

8-    ترسيخ لمحبة الله تعالى.

9-    شعور المسلم بتلك الخاصية تشعره بمراقبة الله تعالى، فتبعده عن كل محرم، وتقربه من كل خير.

10-التواضع أمام عظمة الله تعالى، ومعرفة خلقه.

11-وكلما ازداد العبد تأملاً ازداد علماً وعملاً.

12-التفكر في الخَير يدعو الى العمل به.

13-يدفع المؤمن لإتقان عمله، حيث يرى العبد مظاهر الإتقان في خلق الله تعالى. 

14-تفكر العبد بخلق الله تعالى يزاد به خروجاً من حوله إلى حول الله وقوته.

7- القيام بالعبادات الشرعية:

فرض الله تعالى على عباده المؤمنين أحكاماً شرعية، وقد تنوعت هذه العبادات ما بين عملية يؤديها من خلال حركات وأفعال مخصوصة وبأوقات محددة، كالصلاة والصيام والحج، ومنها المالية كالزكاة، وجعل هذه العبادات يسيرة على الناس بحيث يؤديها المكلف الصغير وكذلك الكبير، وتراعي رفع الحرج عن بعض المكلفين، ومن هذه العبادات ما يلي:

أ- الصلاة:

وهي من أكثر العبادات التي يمارسها المسلم في يومه، وقد أمر الله تعالى بأن تقام في أوقاتها، وأن تستكمل واجباتها وسننها وآدابها، وبتحقيق الخشوع القلبي، والسكن النفسي أثناء أدائها، فيحقق مراد الله تعالى من خلالها.  

         ويقصد بالصلاة اصطلاحاً: عبارة عن أركان مخصوصة، وأفعال معلومة وأذكار معهودة (المَرْوَرُّوْذِيّ، د.ت: 2/612)

وأما عن حكم الصلاة: فهي واجبة، وفرض على كل مسلم بالغ عاقل طاهر (الشيرازي، د.ت: 1/99)

        ومن أدلة فرضية الصلاة على المسلمين، ﭧﭐﭨﭐ  ﱡﭐ ﲋ ﲌ ﲍ  ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ (سورة البقرة:آية،43).

 وجعل الله تعالى الفلاح لمن حقق خشوعها وأكملها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  (سورة المؤمنون،آية:1-2)، وحث على المداومة والمحافظة عليها، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ  (سورة المعارج،آية:34).

           كما وتوعد الله – سبحانه وتعالى - من أضاعها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ  ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﲡ ﲢ ﲣ ﲤ  (سورة مريم،آية:59)، وكذلك الانشغال عنها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ  (سورة الماعون،آية:5).

        ومن فوائد الصلاة، أن الله تعالى وعدهم بالبشارة، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ  ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ  ﲰ ﲱﲲ ﲳ ﲴ ﲵ (سورة يونس، آية :87)، وبشرهم – سبحانه وتعالى- بعقبى الدار، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ  ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ  ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼ (سورة الرعد، آية :22).

ومن الأحاديث الدالة على فرضية الصلاة، قوله ﷺ: (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (صحيح البخاري- 8 - باب: بني الإسلام على خمس)، والصلاة قد يكفر تاركها، لقوله: (العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر) (سنن الترمذي- 2621 - باب: ما جاء في ترك الصلاة).

·         ومن الأعمال المعينة على إتمامها والخشوع في الصلاة، ما يلي:

أ- إن الخشوع مرتبط بمعنى الإحسان أعظم الارتباط، والإحسان من أعلى مراتب العبودية.

ب- ومما يساعد على الخشوع التفكير في أعمال الصلاة وأقوالها وتدبُّر ذلك.

ت- ومما يساعد على الخشوع أن يستقلّ العبد عبادته ويعترف بالتقصير، ويتواضع لله.

ث- الالتزام بأحكام الصلاة وآدابها، وتمتنع عن محظوراتها؛ فلا تسابق الإمام، ولا تنظر إلى السماء.

ج- ألا تتعجل في أداء الصلاة. فهو سبب في لإفساد الصلاة (الصباغ، 1999: 47).

ح- قطع جميع ما يشغله في صلاته كالصور في الملابس أو أي شيء أمامه يشغله أو يلفت انتباهه.

خ- تسوية الصفوف. فإنها من تمام الصلاة.

د- الإتيان بكل سبب من مكملات الصلاة من الشرائط والأركان والسنن، فيقصد من الوضوء أكمله، ومن الوقت أوله، ومن الصفوف أولها (التركي، د.ت: 10).

      فالإسلام يسعى لتحقيق آثارها النفسية والاجتماعية على المسلم، وعلى المجتمع، لتظهر مضامينها وآثارها سلوكاً عملياً.

·         الأثر التربوي للصلاة في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-    فالصلاة تنمي عند المسلم مراقبة الله تعالى، فيبتعد عن كل ما حرم ونهى من الفواحش والمنكرات، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ  ﲯ ﲰ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ  ﲹ ﲺ ﲻ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ  (سورة العنكبوت، آية :45).

2-    تمد المسلم بالقوة الروحية التي من خلالها يواجه متاعب الحياة ومشاقها، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲠ ﲡ ﲢ ﲤ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ  (سورة البقرة، آية :45).

3-    تقاوم حظوظ النفس من الجزع وقت الشدة، والشح عند الغنى، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ  ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ  ﱻ ﱼ (سورة المعارج، آية :19-22).

4-    محو الذنوب والخطايا، لقوله – صلى الله عليه وسلم: (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا، مَا تَقُولُ: ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ " قَالُوا: لاَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا، قَالَ: «فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الخَطَايَا) (صحيح البخاري- 528- باب: الصلوات الخمس كفارة).

5-    انتزاع حظوظ النفس من ماديات الحياة وآلامها، وتوجيه لها إلى الله بالذكر، وهذا يشعر النفس بالسعادة، وهي تشد من أواصر الصلات بين الجماعة، ويشعر كل واحد بأنه أخ لكل من في المسجد، فتنتفي فوارق اللون والدم والثراء، فيشعر الفرد بأنه للجماعة، وتشعر الجماعة بأنها للفرد (سابق، د.ت: 116).

6-    هي تمارين متكررة لتعويد المرء أن يحيا بأخلاق صحيحة، وأن يظل مستمسكاً بهذه الأخلاق، مهما تغيرت أمامه الظروف، والصلاة الواجبة عندما أمر الله بها أبان الحكمة من إقامتها، فالإبعاد عن الرذائل، والتطهير من سوء القول وسوء العمل، هو حقيقة الصلاة (الغزالي، د.ت:4).

7-    تحقيق مصالح اجتماعية وخلقية كالوحدة والاجتماع، والتعارف والتعاون.

8-     تحقيق مصالح دينية أخروية، ومنها أن إخلاص المخلصين وخشوع الخاشعين يؤثر في الجماعة كلها، ويرى نوره من خلاها فيوقظ النفوس الخامدة، ويحرك الهمم الفاترة، وقد كانت عاملاً كبيراً من عوامل وحدة المسلمين في العبادات وعاصما لأحكام الدين من التحريف، كما كانت سببا عظيما في تضامنهم، وجمع كلمتهم (منصور، 1404: 124).

9-    تسبب اليقظة المبكرة والنشاط لجميع الجوارح، فالجسم في الصلاة يعمل قائماً وقاعداً وراكعاً، واللسان يعمل قارئاً مكبراً مسبحاً مهللاً، والعقل يعمل متدبراً متفكراً فيما يتلى عليه من القرآن، والقلب يعمل مستحضراً رقابة الله تعالى وحشيته والشوق إليه (شيخون، 1977: 91).

10-ترقق قلب المؤمن وتملأه رحمة وقناعة فيرحم الضعفاء، ويواسي البؤساء.

11-تدرب المسلم على النظام وتعويد له على الطاعة.

12-مظهر من مظاهر المساواة الرائعة إذ يقف الأمير إلى جانب الفقير والغني في جوار المسكين، والسيد في محاذاة الخادم.

13-دعم لعاطفة الأخوة وتقوية لروابط المحبة وإظهار الوحدة والقوة.

14-كذلك تعود على البدن بنفع عظيم فهي تقوى العضلات.

ب- الزكاة:

         وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، ومورد اقتصادي دائم له، ومن العبادة المالية التي أوجبها الإسلام؛ لتعلقها بإخراج المال لطائفة مخصوصة من الناس، وهي عبادة خاصة بمن استخلفهم الله على ماله، وبلغ النصاب فيه.  

        والزكاة يقصد بها: إخراج مال مخصوص، من مال مخصوص، لجهة مخصوصة     (الصاوي، د.ت: 1/ 581)

         أما عن حكمها وسبب وجوبها: فهي فريضة مكتوبة وجبت بإيجاب الله تعالى، فإنها في القرآن ثالثة الإيمان، فأصل الوجوب ثابت بإيجاب الله تعالى، وسبب الوجوب ما جعله الشرع سببا؛ً وهو المال (السرخسي، 2000: 2).      

         ودليل وجوبها على المسلمين، ﭧﭐﭨﭐﱡ ﭐ ﲋ ﲌ ﲍ  ﲎ ﲏ ﲐ ﲑ ﲒ (سورة البقرة:آية،43)، و ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ    ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ  ﲏ ﲐﲑ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ (سورة التوبة،آية:11)

        ومن السنة النبوية قوله – صلى الله عليه وسلم: (مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ)   (الطبراني، د.ت: 5/26).

        وأما مصارف الزكاة فهي ثمانية، وقد حددها الله – سبحانه وتعالى- بقوله: ﱡﭐ  ﲑ ﲒ  ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ  ﲙ ﲚ ﲛ ﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠﲡ  ﲢ ﲣ ﲤﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ (سورة التوبة،آية:60)، لا يجب أن تقسم الصدقات على ثمانية أصناف فيعطى لكل صنف قسم، بل لو أعطيت لصنف واحد أجزأ، وإنما تصرف بحسب الاجتهاد. فالتعبد هاهنا إخراجها إلى من يستحقها من هذه الأصناف (المهدوي، 2007: 2/ 845)

         والمتأمل في آيات الزكاة يرى ما ينطوي عليه نظام الصدقة من تكافل اجتماعي بين أبناء المجتمع الإسلامي، بمواساة الغني للفقير والمسكين، ومراعاة المجتمع للذين يتفرغون لشئون المجتَمع، وإعانتهم على القيام بما ندبوا إليه من ذلك خير قيام، ثم إعطاء المؤلفة قلوبهم وهم الذين دخلوا في الدين ولم يتمكن من نفوسهم التمكن الكامل، ثم يعطى المكاتبون لاستخلاص رقابهم، وشراء حريتهم، وفي هذا دليل على أن الإسلام توّاق إلى الحرية، معين عليها، مرغب في منحها، وهذا ملحظ سياسي واجتماعي عظيم، ثم من أحاطت به المكاره والديون، جعل الله له في ذلك المال نصيبا، يسدد به دَيْنه، ويستأنف به حياته، أما ابن السبيل وهو المسافر الذي نفد ماله أوضاع فينبغي أن يعان من الزكاة حتى يبلغ أهله، فإنه في هذه الحالة أخو الفقير والمسكين (منصور، 1404: 128)

          والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح بها صدره فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلما تصدق اتسع وانفسح وانشرح وقوي فرحه وعظم سروره، ولو لم يكن في الصدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقاً بالاستكثار منها والمبادرة إليها (ابن القيم، 1999: 33).

         فالزكاة عبادة تتجلى فيها قيم الإنسانية ومعانيها بكافة مظاهرها، وترتبط فيها المعاني الدينية والروحية بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية، لتدفع لتحقيق النهوض الحضاري.

·          الأثر التربوي للزكاة في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-             تثبيت أواصر المحبة بين الغني والفقير؛ لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها.

2-             تطهير النفس وتزكيتها، والبعد بها عن خُلُق الشح والبخل.

3-             تعويد المسلم على صفة الجود، والكرم، والعطف على ذوي الحاجات؛ والرحمة للفقراء.

4-             حفظ النفس عن الشح.

5-             استجلاب البركة والزيادة والخلف من الله تعالى.

6-             برهان على صدق إسلام مخرجها (القحطاني، د.ت: 30).

7-             توقظ في نفس معطيها معنى الشكر لله تعالى والاعتراف بفضله عليه وإحسانه إليه.

8-             تحقيق شكر ربهم الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.

9-             الزكاة تدعو آخذها للعمل والجد والمثابرة وإثبات وجوده في الحياة عضواً فعالاً يعطي للمجتمع ويساهم في بنائه لأنه يشعر حينما يأخذ نصيبه من المال أن ينبغي ألا يبقى كل عام تمد له يد الحاجة بل يجب أن يكون ممن يعمل وينتج ويكافح ويكابد وبهذا يحقق عائداً كبيراً على المجتمع المسلم (الطيار، 1405: 97).

10-         وللزكاة دور في معالجة آفة التخاصم وفساد ذات البين فيتمثل في المخصصات المعتمدة من موارد الزكاة تحت بند الغارمين- وهم الفقراء المدينين (المصري، 2005: 2).

11-         تعدُّ من أهم أسباب تحريك الحياة والنهوض به من خلال التكافل الاقتصادي وإحداث التنمية للطبقات المحتاجة. 

12-         عبادة تتجلى فيها قيم الإنسانية ومعانيها بكافة مظاهرها.

13-         ترتبط فيها المعاني الدينية والروحية بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية.

14-         يتجلى من خلالها التوازن بين مصالح الفرد في الملكية وتملك المال.

ت- الصيام:

          أوجب الله – سبحانه وتعالى- الصوم على المسلمين شهراً واحداً مخصوصاً في العام، يمتنعون فيه عن سائر المفطرات طاعة لله تعالى، وقد رفع الحرج عن بعض الفئات من المسلمين وأصحاب الأمراض، بأن يفتدي عن كل يوم أفطره.

         ويقصد بالصوم في الاصطلاح: الإمساك عن المفطر على وجه مخصوص (البلقيني، 2012: 1/ 337)

وأما دليله من القرآن الكريم، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱓ ﱔ ﱕ ﱖ  ﱗ ﱘ    ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ (سورة البقرة،آية:183)، وقوله تعالى:    ﱡﭐ   ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ  ﲘﲙ ﲶ (سورة البقرة،آية:185)

         ودليل الصيام من السنة النبوية، قوله – صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (صحيح البخاري- 8 - باب: بني الإسلام على خمس).             

وشروط وجوبه: الإسلام، والبلوغ، والعقل؛ والقدرة على الصوم؛ فلا يجب الصوم على المتصف بأضداد ذلك (الغزي، 2005: 136).

      لذلك فالصوم يعد مدرسة تربوية نهضوية عظيمة، ووسيلة مهمة للارتقاء بالنفس البشرية، وتزكيتها، والذي ينعكس ذلك على تنمية ونهضة المجتمع ككل.

·         الأثر التربوي للصيام في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-  الصوم وسيلة لتحقيق التقوى.

2-  وهو وسيلة إلى شكر النعم؛ لأن كفّ النفس عن الأكل، والشرب، وسائر المفطرات من أجلِّ النعم وأعلاها؛ لأن الامتناع عن هذه النعم زماناً معتبراً يعرف قدرها؛ لأن النعم مجهولة، فإذا فقدت عُرفت.

3-  ويجعل القلب يتخلى للذكر والفكر؛ لأن تناول الشهوات يوجب الغفلة، وربما يقسي القلب، ويعمي عن الحق.

4-  وبه يعرف الغني قدر نعم الله تعالى عليه وقد حُرمها كثير من الخلق.

5-  الصوم سبب في التمرّن على ضبط النفس والسيطرة عليها، حتى يتمكن المسلم من قيادة نفسه لما فيه سعادتها في الدنيا والآخرة.

6-  الصوم يضبط النفس ويقلل من كبريائها.

7-  وفيه موافقة للفقراء بتحمل ما يتحملون (القحطاني، د.ت: 35)

8-  المقصود من الصيام حبس النفس عن الشهوات، وفطامها عن المألوفات، وتعديل قوتها الشهوانية، لتستعد لطلب ما فيه غاية سعادتها ونعيمها، وقبول ما تزكو به مما فيه حياتها الأبدية، ويكسر الجوع والظمأ من حدتها وسورتها، ويذكرها بحال الأكباد الجائعة من المساكين (ابن القيم، 1994: 2/ 27)

9-  وفيه غض البصر، وكف اللسان عما حرم الله من الكلام، وكف السمع عن الإصغاء لكل مكروه من الكلام، وكف الجوارح كاليد والرجل، وكذلك البطن عن أكل الحرام.

10-تعلق القلب بعد الإفطار وإضرابه بين الخوف والرجاء، إذ ليس يدري أيقبل فهو من المقربين أم يرد فهو من الممقوتين (حوى، د.ت: 63).

11-الصوم مدرسة تربوية نهضوية عظيمة ينعكس آثارها إيجابياً على تنمية ونهضة المجتمع.

ث- الحج:

         يعتبر الحج من الفرائض التي يتعلق بها عبادة مالية في تكاليف أدائها، وأخرى بدنية تتعلق في أداء مناسكه وإتمامه، وهي من العبادات التي تنصهر فيها الفوارق بين الناس، فلا يرى الغني فيه من الفقير، فالكل سواء في الملبس والمحظورات. 

      ويقصد بالحج اصطلاحاً: قصد الكعبة للنسك الآتي (المعبري، د.ت: 282)             

       ودليل مشروعيته من القرآن الكريم، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲒ ﲓ ﲔ ﲕ  ﲖﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛﲜ ﲝ ﲞ ﲟ ﲠ ﲡ  ﲢ ﲣ ﲤ ﲥﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ  (سورة آل عمران، آية:97)، وقوله تعالى: ﭐﱡﭐ ﲠ ﲡ ﲢ ﲣﲤ    (سورة البقرة، آية:196).

وأما دليله من السنة النبوية، قوله ﷺ: (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (صحيح البخاري- 8 - باب: بني الإسلام على خمس).

          وشروط وجوب الحج: الإسلام، والتكليف، والحرية، والاستطاعة، والمقصود بالاستطاعة: مؤنة السفر، والراحلة، أمن الطريق، ومحرم مع المرأة أو ثقات من النساء، ووجود مأمن إن خشي على نفسه، وقائداً إن كان أعمى (الدَّوْعَنِيُّ، 2004: 603).

         وأركان الحج ستة - على المذهب الشافعي- وهي: الأول: الإحرام أي: نية الدخول في الحج. والثاني: الوقوف بعرفة، ويجب الحضور بجزء من أرضها، ويجمع بين الليل والنهار. الثالث: طواف الإفاضة، وهو الواقع بعد الوقوف. الرابع: السعي بين الصفا والمروة سبعاً. الخامس: إزالة شعر الرأس بحلق أو قص أو نتف أو غيرها. السادس: ترتيب الأركان (الجاوي، د.ت: 204) 

·         الأثر التربوي للحج في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-  الحج غذاء روحي كبير تمتلئ فيه جوانح المسلم خشية وتقى لله.

2-  تدريب على ركوب الأخطار وتحمل المشقات ومفارقة الأهل والتضحية.

3-  تدريب للمسلم على المبادئ الإسلامية كالمساواة.

4-  تدريب المسلم على الوحدة الإسلامية، لا عنصرية ولا عصبية للون أو جنس.

5-  تقوية رابطة الإيمان والإسلام، فيتجمعون من كل العالم، تحت رابطة الدين (شيخون، 1977: 98).

6-  وتعويده على الإنفاق، فالحج فيه تكاليف مالية كبيرة.

7-  ربط المسلم بأحداث الماضي، والتأسي بالنبي ﷺ ففي كل موقف ومكان يتوجه إليه له فيه عبر وأحداث.

8-  ربط المسلم بأماكن النهضة الأولى للإسلام وانطلاقه، ليستمد الطاقة المحركة لتحقيق النهضة كُلٌّ في مجتمعه وبلده.

9-  الحج ثورة نهضوية لتصحيح الحياة وفق ما يريده الله تعالى.

8- موالاة المؤمنين:

        إن المولاة للمؤمنين وترك مولاة أعداء الله تعالى من أوثق عرى الإيمان التي حثنا الإسلام عليها والعمل بمقتضاها، والعمل الجماعي بين أفراد الأمة الواحدة، من خلالها تتوحد الجهود وتتكاثف للسير قدماً نحو العمل الجاد للنهوض وإقامة أهداف خلافة الأرض.

         والله – سبحانه وتعالى- أمر بموالاة المؤمنين لبعضهم، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲳ ﲴ ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ  ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ ﳂ ﳃ  ﳄ ﳅ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ ﳌ (سورة المائدة،آية:55-56)، كما وقد نهانا من قبل عن ولاية أهل الكتاب، وعن ولاية كل من لا توجد عنده مودة أو محبة تعين المؤمن على مهمته الإيمانية، فلو كان عند أحد من أهل الكتاب أو الملاحدة محبّة ومودة تعين المؤمن على أداء مهمته لما بقي هذا الإنسان على منهجه( الشعراوي، 1997: 6/3234).

        إن الإسلام يكلف المسلم أن يقيم علاقاته بالناس جميعاً على أساس العقيدة. فالولاء والعداء لا يكونا في تصور المسلم وفي حركته على السواء إلا في العقيدة، ومن ثم لا يمكن أن يقوم الولاء- وهو التناصر- بين المسلم وغير المسلم إذ أنهما لا يمكن أن يتناصرا في مجال العقيدة، ولا حتى أمام الإلحاد مثلا- كما يتصور بعض السذج منا وبعض من لا يقرأون القرآن! وكيف يتناصران وليس بينهما أساس مشترك يتناصران عليه، وإذا تقررت هذه البديهية، فإنه لا يكون منطقياً مع عقيدته إذا دخل في ولاء، أو تناصر للتمكين للدين في الأرض، مع من لا يدين بالإسلام، إن هذه القضية في الإسلام قضية اعتقاديه إيمانيه (قطب،1412: 2 /916).

        والمرء لا يكون مؤمناً إلا بعد أن يكفر بالطاغوت؛ وبأن يبرأ ويعادي ويبغض كل متبوع أو مرغوب أو مرهوب من دون الله، فالنجاة فقط بالإستمساك بالعروة الوثقى، فإن الكفر بالطاغوت أول شروط  قبل الإيمان بالله، ﭧﭐ      ﭨﭐﱡﭐ ﳎ ﳏ ﳐ ﳑ ﳓ ﳔ ﳕ  ﳖ ﳗ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ  ﳟ ﳠ ﳡ ﳢ ﳣ ﳤ ﳦ ﳧ ﳨ ﳩ    (سورة البقرة،آية:256)، والعروة  الوثقى هي عروة الإيمان التي يجب أن تجمع بين الناس أو تفرقهم، وإن كانوا أولي قربى، فرابطة العقيدة أعظم من روابط الدم إن تعارضت، ﭧﭐﭨﭐ                   ﱡﭐ ﱖ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ ﱛ  ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ  ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ (سورة التوبة،آية:23)، وﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ  ﱊ ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ  ﱒ ﱓ ﱔ ﱕ ﱗ ﱘ ﱙ ﱚ  ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ ﱠ ﱡ ﱢ  ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ  ﱯ ﱰ ﱱ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ  (سورة المجادلة،آية:22).

        كما ونهى الإسلام عن موالاة غير المؤمنين، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ  ﲵ ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ  ﳂ ﳃ ﳄ ﳆ ﳇ ﳈ ﳉ (سورة آل عمران،آية:28)

         نهي من الله تعالى للمؤمنين عن موالاة الكافرين بالمحبة والنصرة والاستعانة بهم على أمر من أمور المسلمين، وتوعد على ذلك، وانقطع عن الله، وليس له في دين الله نصيب، لأن موالاة الكافرين لا تجتمع مع الإيمان، لأن الإيمان يأمر بموالاة الله وموالاة أوليائه المؤمنين المتعاونين على إقامة دين الله وجهاد أعدائه، وفي الآية دليل على الابتعاد عن الكفار وعن معاشرتهم وصداقتهم، والميل إليهم والركون إليهم، وأنه لا يجوز أن يولى كافر ولاية من ولايات المسلمين، ولا يستعان به على الأمور التي هي مصالح لعموم المسلمين (السعدي: 2000، 127).

والحضارات تفترق وراء ذلك في قيمها بين الجماعية والفردية، وأيًا كانت المنطلقات النظرية للحضارة، فإنها مهدَّدَة بالتآكل والتفكّك إذا لم تحرص على خلق الحس الجماعي، وتعزيز الشعور بالولاء لدى الأمة، وقد استعانت الحضارة الإسلامية لبلوغ هذا المأرب بتأييد أخلاقيات الرعاية والطاعة وزرع واجب الولاء للأمة والفكرة الإسلامية، في حين أن الحضارة الغربية التي أطلقت الحريات وعزّزت الفردية (جندية،2011، 41).

يتضح مما سبق أهمية تحقيق الموالاة بين المسلمين لضمان وحدتهم وقوة تماسكهم، في وقاية ضد أي تربص بهم أو استهدافهم.

·         الأثر التربوي لموالاة المؤمنين في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-    والمولاة للمؤمنين سبب من أسباب التمكين بما تحققه من وحدة وتماسك صف وربط جأش، والموالاة تؤدى إلى الترابط والتعاضد والتناصر بين المؤمنين، والموالاة بين المؤمنين هي أساس تماسك الجبهة الداخلية في الدولة الإسلامية (أبو زيد،2006: 396).

2-    أساس العلاقات بين المسلمين وغيرهم قائمة على موالاة المؤمنين والبراء من الكافرين.

3-    رابطة الدين والعقيدة أقوى من غيرها من الروابط.

4-    تؤكد أن المسلمين أمة واحدة.

5-    موالاة المؤمنين سبب ودافع يُسترشد به في نهضة الأمة الإسلامية وتحقيق خلافة الأرض.

6-    تفعيل الأخلاق الإسلامية بين المؤمنين، منها: الإحسان إليه، التواضع له، الشفقة، ووكف الأذى عنه.

7-     من موالاة المؤمنين إعطاء كل ذي حق حقه، وخاصة حق المسلم على المسلم.

8-    من معاني موالاة المؤمنين أن يسلم المسلم من ظلمه وشره.

9-    إغاثة المؤمنين وتفريج الكربات عنهم، ونصرتهم، والقيام على مصالحهم.

10- تأكيد للمعنى الحقيقي للأخوة في الدين.

9- الهجرة بالدين لإقامته:

        الهجرة في سبيل الله من أولويات عوامل النهضة والتمكين لدعوة الحق، والانتقال بها إلى أماكن الأمن والسعة، وهي قبل ذلك فريضة واجبة على كل فرد مسلم تعذر عليه إقامة دينه في أي بقعة كانت، ووجد الوسيلة للهجرة.

        ويقصد بالهجرة: الانتقال من موضع إلى موضع، وسميت بذلك؛ لأنه يهجر فيها ما ألفه من وطن وأهل، وقيل: لأنه يهجر فيها العادة من عمل وكسب. وهي على القولين مأخوذة من "الهجر"؛ وهو الترك (ابن الرفعة، 2009: 16/ 350)، والهجرة سبب للتحصل على المنافع الدنيوية والأخروية،  ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ  ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﲻ ﲼ ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ  ﳁ ﳂ ﳃ ﳄ ﳅ ﳇ ﳈ ﳉ ﳊ ﳋ (سورة النساء،آية:100)، من هاجر في سبيله يجد في الأرض مضطرَبًا ومتَّسعًا. وقد يدخل في "السعة"، السعة في الرزق، والغنى من الفقر، ويدخل فيه السعة من ضيق الهمِّ والكرب الذي كان فيه أهل الإيمان بالله (الطبري، 2000 :9/122)

         فإذا هاجر في سبيل الله تمكن من إقامة دين الله وجهاد أعداء الله ومراغمتهم، فإن المراغمة اسم جامع لكل ما يحصل به إغاظة لأعداء الله من قول وفعل، وكذلك ما يحصل له سعة في رزقه، وقد وقع كما أخبر الله تعالى (السعدي، 2000: 196)

هذه هي الهجرة المعتبرة في الإسلام. فليست هجرة للثراء، أو هجرة للنجاة من المتاعب، أو هجرة للذائذ والشهوات، أو هجرة لأي عرض من أعراض الحياة. ومن يهاجر هذه الهجرة- في سبيل الله- يجد في الأرض فسحة ومنطلقاً فلا تضيق به الأرض، ولا يعدم الحيلة والوسيلة. للنجاة وللرزق والحياة، والله يقرر الحقيقة الموعودة لمن يهاجر في سبيل الله.. إنه سيجد في أرض الله منطلقاً وسيجد فيها سعة (قطب، 1412: 2/745)

        وفي دين الله اقترنت الهجرة في سبيل الله بتأسيس الدولة، وإقامة المجتمع وتطبيق القانون، وإقامة نسيج اجتماعي بين الرعية يحقق المؤاخاة لا في الحقوق الدينية المجردة فقط؛ وإنما في أمور المعاش الدنيوية أيضاً؛ بل لقد امتد هذا النسيج بمعايير المواطنة وحق الاختلاف حتى في الدين إلى حيث ضم هذا النسيج غير المسلمين، فالهجرة إلى الله ليست رهبانية فيها وبها الذات وبمعزل عن الحياة والناس؛ بل إن رهبانية الأمة الإسلامية هي الجهاد الذي هو فريضة اجتماعية تستلزم وجود الأمة والوطن والاجتماع (ابن عاشور،2003: 7).

         وأما تغيير البيئة لا يقل أهمية عن الأسس الأخرى في إصلاح الفرد والمجتمع وهدايته وتربية الأبناء وإعداده، وإلا فلماذا أذن الله لرسوله بالهجرة إلى المدينة المنورة؟ أليس من أجل إقامة دولة تحت ظل التشريع المنزلي وتحت راية الوحدة الشاملة؟ أليس من أجل إصلاح الفرد المسلم في مجتمع يحكمه الإسلام (علوان، 1996: 506).

·   الأثر التربوي للهجرة بالدين لإقامته في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-             وهي من عوامل تمكين دعوات المرسلين لتمكين دين الله تعالى في الأرض، ليكون الحكم بين الناس في حياتهم.

2-             هجرة للدين لا للترف.

3-             تؤكد أن الإسلام دين حركة وديمومة تنبع من فكره وعقيدته وشريعته الإيجابية المعطاءة.

4-             الإسلام دين الواقع والفعل لا حبيس العقول ومحاريب العبادة.

5-             الإسلام يريد من أتباعه ممارسته بالعلن دون السر، وبجهر به دون الخوف.

6-             دليل على أن الإسلام دين للبشرية والإنسانية جمعاء.

7-              سعي الإسلام لنشر الدين في الأرض.

8-             يسعى الإسلام لتحقيق خلافة الأرض وعبادة الله تعالى.

9-             توفير الاستقرار والأمن والأمان في ممارسة شعائر الإسلام.

10- العمل الصالح النابع من عقيدة الاستخلاف في الأرض:

        جعل الله - سبحانه وتعالى - الإيمان مقياساً لقبول الأعمال، ولا يقبل العمل ولو كان صالحاً إن لم يوافق من صاحبه الإيمان بالله تعالى، وكذلك لا يُتصور الإيمان من إنسان دون أن يُتبعه بالعمل الدال على إيمانه، فلا غرابة أن نجد القرآن الكريم قد قرن بين الإيمان والعمل الصالح في كثير من الآيات، منها قوله تعالى: ﱡﭐ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈ ﱉ ﱊ  ﱋ ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ  (سورة العصر،آية:2-3)، وقوله تعالى:     ﲷ ﲸ ﲹ      ﲽ ﲾ ﲿ  ﳀ ﳁ (سورة المائدة ،آية:9).

        وقد جعل الله - سبحانه وتعالى - الإيمان به والعمل الصالح سبباً للاستخلاف والتمكين في الأرض، واستحقاق خلافة الأرض، فوعد الله لا يُعطى لمن تقاعس عن أخص حقوق الخلافة في الأرض، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱜ ﱝ ﱞ ﱟ ﱠ ﱡ  ﱢ ﱣ ﱤ ﱥ ﱦ ﱧ  ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ  ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ  ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﲃ ﲄ  (سورة النور،آية:55)، أي أن الذين جمعوا مع الإيمان الصادق، العمل الصالح، وعدهم ليستخلفهم في الأرض، أي: ليجعلنهم فيها خلفاء يتصرفون فيها تصرف أصحاب العزة والسلطان والغلبة، بدلا من أعدائهم الكفار            (طنطاوي، 1997: 10 /147).

         فإنه وعد لمن قام بالإيمان والعمل الصالح من هذه الأمة، أن يستخلفهم في الأرض، يكونون هم الخلفاء فيها، المتصرفين في تدبيرها، وأنه يمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وهو دين الإسلام، الذي فاق الأديان كلها، ارتضاه لهذه الأمة، لفضلها وشرفها ونعمته عليها، بأن يتمكنوا من إقامته، وإقامة شرائعه الظاهرة والباطنة، في أنفسهم وفي غيرهم، والتمكين من إقامة الدين الإسلامي، والأمن التام، فقام صدر هذه الأمة، من الإيمان والعمل الصالح بما يفوقون على غيرهم، فمكنهم من البلاد والعباد، ولا يزال الأمر إلى قيام الساعة، مهما قاموا بالإيمان والعمل الصالح، فلا بد أن يوجد ما وعدهم الله، وإنما يسلط عليهم الكفار والمنافقين، ويذلهم في بعض الأحيان، بسبب إخلال المسلمين بالإيمان والعمل الصالح (السعدي، 2000: 573).

         ويوجهنا النجار(1995: 78) لأهمية التأطير العقدي للعمل، ولعل هذا ما تحتاجه فهمه الأمة؛ وخاصة أن هذا العلم المرتبط بالعمل فيه انفصام عن بعضهما البعض، وزهادة وتهميش في تعلمه ضمن الثقافة الإسلامية، وضرورة إحيائه ليكون لهم دوراً فعالاً لا ادعاءً في النهوض الحضاري بقوله: "ذلك أن العمل إن لم يكن موجهاً توجيهاً عقدياً مباشراً فإنه قد يطرأ عليه انقطاع عن مفاهيم العقيدة، حتى وإن كان الفكر الذي هو امتداد له مبنياً بناءً عقدياً، فما أيسر ما ينحرف السلوك العملي الصورة الذهنية الحاصلة بالفكر، وهذا هو أحد معاني الحديث النبوي الذي تعوّذ من علم لا ينفع، فصورته الذهنية العقدية صحيحة، لكن العمل منحرفاً عنها، وربما كان الخلل هو انقطاع الأعمال عن موجهاتها العقدية، ولا ينصلح هذا الخلل إلا بتعدية التوجيه العقدي إلى العمل بعد تعديه إلى الفكر، وأن تكون التعدية بحضور المعاني العقدية حضوراً دائماً في ضمير المسلم حال مباشرته للعمل سواء كان تعبدياً بالمعنى الخاص، أو تعميرياً عاماً".

·   الأثر التربوي للعمل الصالح النابع من عقيدة الاستخلاف في الأرض في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-          سبب لتحقيق غايات الإسلام من عبادة الله تعالى وخلافة الأرض.

2-          أهمية العمل الجماعي.

3-          العمل الصالح سببه ودافعه الإيمان بالله تعالى.

4-          لا انفصام بين العمل والإيمان.

5-          ارتباط الإيمان بالعمل الصالح وهو دليل على ربطه بالواقع والسعي الدنيوي.

6-          توجيه العمل نحو تحقيق خلافة الأرض.

7-          من أهم موجهات العمل هو الجانب الإيماني، وإلا دخل على العمل الفساد وحاد عن مقصده.

8-          ارتباط العمل بالإيمان بالله تعالى دليل على جودته وتحقيق نفعه للمسلمين.

9-          العمل الصالح يشمل كل عمل سواء دينياً أو دنيوياً؛ وذلك إذا ارتبط بالنية الصالحة له.

10-                       العمل الصالح هو الذي يتعدى نفعه للآخرين، وليس أفضل من العمل الذي يستهدف نهضة الأمة وقيام حضارتها.

11- إقامة الحدود الرادعة التي شرعها الله تعالى للمخالفين:

         إن وجود أي نظام يتعلق بالإنسان ويراد تطبيقه في الأرض ستجد له من يتفاعل معه، والبعض الآخر من يتنكب طريق سيره، بل ويهدد ذلك النظام، لذلك وجب على واضعي النظام بأن يوجدوا القوانين الرادعة لمخالفيه بما يضمن العودة لتطبيقه، وهذا ما نجده في الشريعة الإسلامية، فالشرع يعلم حقيقة الإنسان من تقصير أو سهو أو عناد أحياناً، فوضع العقوبات التأديبية للمخالفين ليسلكوا طريق الرشاد، وصيانةً لأمن المجتمع الإسلامي من الانحراف عن الجادة، وحتى لا ينصرف عن مقصده الأوحد في إقامة الحضارة الإسلامية.

        ومن هذه العقوبات الشرعية والتي في مجملها جاءت لتصون للمسلم كُليّاته الخمس في الحياة، وهي: (النفس، والمال، والعرض، والدين، والعقل)، فمن اعتدى على واحدة منها وأصاب منها شيئاً عوقب بقدرها.

ونذكر هنا على سبيل المثال عقوبة قتل المسلم والتي تقدر حسب الجرم الواقع، إن كان خطئاً فله عقوبته، أو كان عمداً فله ما يماثل فعله من القصاص، فعن عقوبة القتل الخطأ، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﱁ ﱂ ﱃ ﱄ ﱅ ﱆ ﱇ ﱈﱉ ﱊ ﱋ  ﱌ ﱍ ﱎ ﱏ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ  ﱔ ﱕ ﱖ ﱗﱘ ﱙ ﱚ ﱛ ﱜ ﱝ ﱞ  ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣﱤ ﱥ ﱦ  ﱧ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ  ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲﱳ ﱴ ﱵ ﱶ  ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ ﱻ ﱼﱽ ﱾ  ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ (سورة النساء،آية:92)، إلا خطئاً لفظًا عاماً لجميع الأحوال، وأنه لا يصدر منه قتل أخيه بوجه من الوجوه، استثنى تعالى قتل الخطأ فقال: {إِلا خَطَأً} فإن المخطئ الذي لا يقصد القتل غير آثم، ولا مجترئ على محارم الله، ولكنه لما كان قد فعل فعلا شنيعًا وصورته كافية في قبحه وإن لم يقصده أمر تعالى بالكفارة والديّة أو يتصدق ورثة القتيل بالعفو عن الديّة، فإنها تسقط (السعدي، 2000: 192).

        وأما عقوبة القتل العمد، فقد شنع فيها الشرع لفظاعتها وعظيم جرمها في حق المسلم، فقد أوقع عليه عقوبة مماثلة لما فعله من القصاص مساواةً له، ﭧﭐﭨﭐﱡﭐ ﲣ ﲤ ﲥ ﲦ  ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ (سورة البقرة،آية:179)، فتقتصوا من القاتل بمثل ما فعل في القتيل، ولا يبغين بعضكم على بعض، فالعدل مطلوب في القصاص، والمساواة شرط فيه، فلا يقتل الكثير بالقليل، ولا السيد بالمسود، وإنما ينحصر بالقاتل، لا يتجاوزه إلى أحد أفراد قبيلته، أو أقاربه، أو عشيرته، فإذا علم القاتل بأنه إذا قتل غيره قتل به، امتنع عن القتل، فحافظ على الحياتين: حياة القاتل والمقتول (الزحيلي، 1418: 2/106).

         ومن العقوبات والحدود التي تقام على الجاني بعد استيفاء شروط إقامتها، عقوبة الاعتداء على المال بالسرقة، فأوجب الشرع على فاعلها قطع اليد، ومن العقوبات كذلك حد الحرابة وقطع الطريق على المسلمين ونشر الفساد في الأرض، وغيرها من العقوبات المقررة شرعاً والموجودة في مظانها من كتب الفقه الإسلامي.

·     الأثر التربوي لإقامة الحدود الرادعة التي شرعها الله تعالى للمخالفين في الدفع الحضاري، منها ما يلي:

1-                  تشفي غليل المظلوم، وتطفئ نار غيظه، وتستأصل من نفسه نار الشر والحقد والتفكير بالثأر كما في القتل العمد، وبقاء المهج وصونها، لأنه إذا علم القاتل أنه يقتل، انكف عن صنيعه، فكان في ذلك حياة للنفوس (الزحيلي، 1418: 2/106).

2-                  تعدُّ سبباً مهماً للاستقرار من خلال تحقيق للأمن والأمان في المجتمع الإسلامي.

3-                  الحفاظ على المسلم في مجالات حياته.

4-                  تقمع العدوان.

5-                  الحد من الجرائم في المجتمع ومهددات أمنه.

6-                  تعدُّ بمثابة إصلاح للناس وتهذيب لهم.

7-                  عامل مهم للحد من منع انتشار دين الإسلام.

8-                  أهمية الإنسان في الدين الإسلامي باعتباره خليفة الله في أرضه.

9-                  تساهم في منع الظلم والبغي وتجاوز الحدود.

10-              تزجر المخالفين وأمثالهم.

 

 

 


 

 

النتائج والتوصيات

أولاً: النتائج:

من خلال دراسة المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم وأثرها في الدفع الحضاري، فقد توصلت الدراسة للنتائج الآتية:

1-    يعدُّ التوحيد اطاراً مرجعياً شاملاً ووحيداً للنهوض الحضاري.

2-    المقومات الإيمانية تعدُّ موجهاً للفكر والسلوك الإنساني.

3-    تؤكد أن الإسلام دين حركة وديمومة تنبع من فكره وعقيدته وشريعته الإيجابية المعطاءة.

4-    للمقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم آثار مهمة في الدفع الحضاري، يستفاد منها ويُهتدى بها، سواء للأفراد والمجتمع الإسلامي.

ثانياً: التوصيات:

بعد البحث في المقومات الإيمانية الموجهة للنهضة في القرآن الكريم وأثرها في الدفع الحضاري، وفي ضوء نتائج الدراسة توصي الدراسة بمجموعة من التوصيات وهي كما يلي:

1-    توصي الدراسة وزارة التربية والتعليم الاهتمام بالمقومات الإيمانية في مؤسساتها ومحضنها التربوي.

2-    الاهتمام بدور المحاضن التربوية المتعددة في ترسيخ المقومات الإيمانية للنهوض الحضاري في نفوس المسلمين.

3-    توصي الدراسة وزارة الأوقاف بالاهتمام بالمقومات الإيمانية للنهوض الحضاري من خلال المساجد والدورات والتثقيف.

4-    توصي المهتمين بالإصلاح في المجتمعات الإسلامية بالاهتمام وتطبيق آثار مقومات النهضة في الدفع الحضاري.

ثالثاً: المقترحات:

توصلت الدراسة لمقترحات منها:

1-    اجراء دراسات ميدانية يقاس من خلالها مدى تطبيق المقومات الإيمانية للنهضة في القرآن الكريم على الأسرة الفلسطينية.

2-    اجراء دراسات ميدانية يقاس من خلالها مدى تطبيق آثار مقومات الإيمانية في الدفع الحضاري على طلاب مرحلة معينة من المراحل التعليمية أو الجامعية.


 

المصادر والمراجع

القرآن الكريم: تنزيل الحكيم الخبير.

  1. ابن حنبل، أحمد. (2010). مسند أحمد بن حنبل. جمعية المكنز الإسلامي.
  2. الألوسي، شهاب الدين محمود. (1415 هـ). روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني. دار الكتب العلمية – بيروت.
  3. البخاري، محمد بن إسماعيل. (1422 هـ). الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري. دار طوق النجاة.
  4. البيهقي، أحمد بن الحسين. (2011). السنن الكبرى. دار هجر – القاهرة.
  5. الترمذي، محمد بن عيسى. (2014). سنن الترمذي. مركز البحوث بدار التأصيل.
  6. الحاكم النيسابوري، الحاكم محمد بن عبد الله. (2014). المستدرك على الصحيحين. دار التأصيل، ط1.
  7. الطبراني، سليمان بن أحمد. (د.ت). المعجم الكبير. مكتبة ابن تيمية – القاهرة، ط2.
  8. الطبري، محمد بن جرير. (2000). جامع البيان في تأويل القرآن. مؤسسة الرسالة.
  9. النيسابوري، مسلم بن الحجاج. (د.ت). المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. دار إحياء التراث العربي – بيروت.

أولاً: المراجع العربية:

  1. ابن الرفعة، أحمد بن محمد. (2009). كفاية النبيه في شرح التنبيه. دار الكتب العلمية.
  2. ابن الفراء، محمد بن الحسين. (2014). التوكل. دار الميمان للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية.
  3. ابن القيم، محمد بن أبي بكر. (1973). الفوائد. دار الكتب العلمية – بيروت.
  4. ابن القيم، محمد بن أبي بكر. (1994). زاد المعاد في هدي خير العباد. مؤسسة الرسالة- بيروت.
  5. ابن القيم، محمد بن أبي بكر. (1999). الوابل الصيب من الكلم الطيب. دار الحديث – القاهرة.
  6. ابن القيم، محمد بن أبي بكر. (د.ت). مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة. دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع.
  7. ابن الملقن، سراج الدين. (2012). المعين على تفهم الأربعين. مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، حولي – الكويت، ط1.
  8. ابن بطال، علي بن خلف. (2003). شرح صحيح البخاري. مكتبة الراشد- السعودية.
  9. ابن رجب، زين الدين عبد الرحمن. (2004). جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم. دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع.
  10. ابن عاشور، محمد الفاضل. (2003). روح الحضارة الإسلامية. نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.
  11. ابن عبد الوهاب، سليمان بن عبد الله. (2002). تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. المكتب الإسلامي- بيروت، دمشق.
  12. ابن فرشتا، محمد بن عزالدين. (2012). شرح مصابيح السنة للإمام البغوي. إدارة الثقافة الإسلامية، ط1.
  13. ابن قرقول، إبراهيم بن يوسف. (2012). مطالع الأنوار على صحاح الآثار. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - دولة قطر.
  14. ابن نبي، مالك. (1987). شروط النهضة. دار الفكر، دمشق- سوريا.
  15. الألباني، محمد ناصر الدين. (2002). صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان. دار الصميعي للنشر والتوزيع - الرياض.
  16. البلقيني، صالح. (2012). تدريب المبتدي وتهذيب المنتهي. دار القبلتين، الرياض - المملكة العربية السعودية.
  17. البويطي، محمد الأمين. (2018). شرح سنن ابن ماجه المسمى مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه والقول المكتفى على سنن المصطفى. دار المنهاج، المملكة العربية السعودية – جدة.
  18. التركي، عبد الرحمن. (د.ت). خمسة وسبعون أدباً في الصلاة. دار الوطن.
  19. الجاوي، محمد بن عمر. (د.ت). نهاية الزين في إرشاد المبتدئين. دار الفكر- بيروت.
  20. جندية، بتول. (2011). على عتبات الحضارة - بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار. دار الملتقى للطباعة والنشر والتوزيع، سورية، ط1.
  21. الحارثي، محمد بن علي. (2005). قوت القلوب في معاملة المحبوب ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد. دار الكتب العلمية – بيروت.
  22. حوى، سعيد. (د.ت). المستخلص في تزكية الأنفس. دار عمار – الأردن.
  23. خليل، عماد الدين. (د.ت). صفحات من حضارة الإسلام "العلوم التطبيقية" دراسة في المعطيات وعوامل الازدهار والتوقف. كلية التربية- جامعة الموصل.
  24. الدَّوْعَنِيُّ، سعيد بن محمد. (2004). شرح المقدمة الحضرمية المسمى بشرى الكريم بشرح مسائل التعليم. دار المنهاج للنشر والتوزيع – جدة.
  25. الرحيم، عبد الحسين. (1995). الحضارة العربية والإسلامية. كلية الآداب والتربية، الجامعة المفتوحة- طرابلس.
  26. رضا، محمد رشيد. (2005). الوحي المحمدي. دار الكتب العلمية – بيروت.
  27. الزحيلي، وهبة بن مصطفى. (1418 هـ). التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج. دار الفكر المعاصر – دمشق، ط2.
  28. سابق، سيد. (د.ت). إسلامنا. دار الكتاب العربي – بيروت.
  29. السرخسي، محمد بن أحمد. (2000). كتاب المبسوط. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت.
  30. السعدي، عبد الرحمن بن ناصر. (2000). تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان. مؤسسة الرسالة، ط1.
  31. الشحود، علي بن نايف. (2011). الخلاصة في أركان الإيمان. دون دار طباعة.
  32. الشعراوي، محمد متولي. (1997). تفسير الشعراوي. مطابع أخبار اليوم.
  33. الشيرازي، إبراهيم بن علي. (د.ت). المهذب في فقه الإمام الشافعي. دار الكتب العلمية.
  34. الصابوني، محمد على. (1997). صفوة التفاسير. دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة.
  35. الصاوي، أحمد بن محمد. (د.ت). بلغة السالك لأقرب المسالك المعروف بحاشية الصاوي على الشرح الصغير. دار المعارف.
  36. الصباغ، محمد بن لطفي. (1999). الخشوع في الصلاة. دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة- القاهرة، دار الوراق للنشر والتوزيع - الرياض.
  37. طنطاوي، محمد سيد. (1997). التفسير الوسيط للقرآن الكريم. دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، ط1.
  38. الطيار، عبد الله بن محمد. (1405 هـ). الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة. دون دار طباعة.
  39. العقل، عبد الرحمن بن عبد العزيز. (2017). غاية المريد شرح كتاب التوحيد. مركز النخب العلمية، مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع، ط3.
  40. علوان، عبد الله. (1996). تربية الأولاد في الإسلام. دار الفكر المعاصر- بيروت.
  41. الغزالي، محمد. (د.ت). خلق المسلم. دار نهضة مصر.
  42. الغزالي، محمد بن محمد. (د.ت). إحياء علوم الدين. دار المعرفة- بيروت.
  43. الغزي، محمد بن قاسم. (2005). فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب = القول المختار في شرح غاية الاختصار. دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع- بيروت.
  44. الفوزان، صالح بن فوزان. (2002). إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد. مؤسسة الرسالة.
  45. القحطاني، سعيد بن علي. (د.ت). عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسُّنَّة - المفهوم، والفضائل، والمعنى، والمقتضى، والأركان، والشروط، والنواقص، والنواقض. مطبعة سفير- الرياض.
  46. القحطاني، سعيد بن علي. (د.ت). فضائل الصيام وقيام صلاة التراويح - مفهوم، وفوائد، وفضائل، وخصائص. مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان- الرياض.
  47. القرطبي، محمد بن أحمد. (2003). الجامع لأحكام القرآن. دار عالم الكتب- الرياض.
  48. القزويني، عبد الكريم بن محمد. (2007). شرح مسند الشافعي. وزارة الأوقاف والشؤون الإِسلامية إدارة الشؤون الإِسلامية- قطر، ط1.
  49. قطب، سيد. (1412 هـ). في ظلال القرآن. دار الشروق – بيروت، ط17.
  50. الماوردي، علي بن محمد. (1421 هـ). أدب الدنيا والدين. دار ومكتبة الهلال – بيروت.
  51. المدري، أمير بن محمد. (2013). موسوعة وصايا للدعاة الى الله. دار الكتب اليمنية –صنعاء.
  52. المَرْوَرُّوْذِيّ، الحسين بن محمد. (د.ت). التعليقة للقاضي حسين "على مختصر المزني". مكتبة نزار مصطفى الباز - مكة المكرمة.
  53. المعبري، زين الدين أحمد بن عبد العزيز. (د.ت). فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين. دار ابن حزم- بيروت.
  54. المهدوي، إبراهيم بن عبد الصمد. (2007). التنبيه على مبادئ التوجيه. دار ابن حزم- بيروت.
  55. النووي، محيي الدين بن شرف. (1392 هـ). المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج. دار إحياء التراث العربي – بيروت.

الدراسات الجامعية:

  1. أبو حليمة، عائدة. (2012). منهجيات الإصلاح والتغيير في سور الذاريات والطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد (رسالة ماجستير). كلية أصول الدين، الجامعة الإسلامية- غزة.

الدوريات العلمية:

  1. أبو زيد، نائل. (2006). التربية والتغيير الاجتماعي. مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية، 1-2.
  2. شيخون، محمود السيد. (1977). العبادات في الإسلام وأثرها في إصلاح المجتمع. مجلة الجامعة الإسلامية، 1.
  3. عبد الرحمن، رائد. (2018). دور العقيدة في بناء الحضارة أركان الإيمان نموذجاً. مجلة الدراسات الإسلامية والفكر للبحوث التخصصية، 1.
  4. المصري، رفيق. (2005). مصرف الغارمين وأثره في التكافل الاجتماعي. مجلة جامعة الملك عبد العزيز، الاقتصاد الإسلامي، 1.
  5. منصور، علي عبد اللطيف. (1404 هـ). العبادات في الإسلام وأثرها في تضامن المسلمين. مجلة الجامعة الإسلامية، 61.
  6. ناجي، فرحان. (2014). سنن النهضة في القرآن الكريم. مجلة جامعة الناصر، 4.
  7. النجار، عبد المجيد. (1995). دور الإصلاح العقدي في النهضة الإسلامية. مجلة إسلامية المعرفة، 1.

المؤتمرات العلمية:

  1. الجبوري، عوض. (2016). الإيمان وأثره في تحقيق النهضة الحضارية. المؤتمر العلمي العاشر- المشروع الحضاري الإسلامي المسارات والتجارب، كلية العلوم الإسلامية- جامعة بغداد.

ثانياً : المراجع العربية الإنجليزية

  1. Ibn Hanbal, A. (2010). Musnad Ahmad ibn Hanbal (In Arabic). Islamic Lexicon Society.
  2. Al-Alusi, S. A. M. (1415 AH). Ruh al-Ma'ani fi Tafseer al-Quran al-Azeem wa al-Sab' al-Mathani (In Arabic). Dar al-Kutub al-Ilmiyyah – Beirut.
  3. Al-Bukhari, M. I. (1422 AH). Al-Jami' al-Musnad al-Sahih al-Mukhtasar min Amour Rasul Allah (S.A.W) wa Sunanihi wa Ayamihi = Sahih al-Bukhari (In Arabic). Dar Tawk al-Najat.
  4. Al-Bayhaqi, A. I. H. (2011). Al-Sunan al-Kubra (In Arabic). Dar Hajr – Cairo.
  5. Al-Tirmidhi, M. I. (2014). Sunan al-Tirmidhi (In Arabic). Research Center at Dar al-Tawseel.
  6. Al-Hakim al-Naysaburi, M. I. A. (2014). Al-Mustadrak ala al-Sahihayn (In Arabic). Dar al-Tawseel, 1st ed.
  7. Al-Tabarani, S. I. A. (n.d.). Al-Mu'jam al-Kabir (In Arabic). Ibn Taymiyyah Library – Cairo, 2nd ed.
  8. Al-Tabari, M. I. J. (2000). Jami' al-Bayan fi Ta'weel al-Quran (In Arabic). Al-Risalah Foundation.
  9. Al-Naysaburi, M. I. H. (n.d.). Al-Musnad al-Sahih al-Mukhtasar bin Naql al-Adl 'an al-Adl ila Rasul Allah (S.A.W.) (In Arabic). Dar Ihya al-Turath al-Arabi – Beirut.

First: Arabic References:

  1. Ibn al-Rafa'ah, A. I. M. (2009). Kifayat al-Nabeeh fi Sharh al-Tanbeeh (In Arabic). Dar al-Kutub al-Ilmiyyah.
  2. Ibn al-Farra', M. I. H. (2014). Al-Tawakkul (In Arabic). Dar al-Maiman for Publishing and Distribution – Riyadh, Saudi Arabia.
  3. Ibn al-Qayyim, M. I. A. B. (1973). Al-Fawaid (In Arabic). Dar al-Kutub al-Ilmiyyah – Beirut.
  4. Ibn al-Qayyim, M. I. A. B. (1994). Zad al-Ma'ad fi Hadi Khayr al-‘Ibad (In Arabic). Al-Risalah Foundation – Beirut.
  5. Ibn al-Qayyim, M. I. A. B. (1999). Al-Wabil al-Sayyib min al-Kalim al-Tayyib (In Arabic). Dar al-Hadith – Cairo.
  6. Ibn al-Qayyim, M. I. A. B. (n.d.). Miftah Dar al-Sa'adah wa Munchir Wilayat al-‘Ilm wal-Iradah (In Arabic). Dar Alam al-Fawaid for Publishing and Distribution.
  7. Ibn al-Mulaqqin, S. D. (2012). Al-Mu'in 'ala Tafahum al-Arba'in (In Arabic). Library of Ahl al-Athar for Publishing and Distribution – Hawalli, Kuwait, 1st ed.
  8. Ibn Batil, A. I. K. (2003). Sharh Sahih al-Bukhari (In Arabic). Al-Rashed Library – Saudi Arabia.
  9. Ibn Rajab, Z. D. A. R. (2004). Jami' al-‘Uloom wal-Hikam fi Sharh Khamsin Hadithan min Jawami' al-Kalim (In Arabic). Dar al-Salam for Printing, Publishing, and Distribution.
  10. Ibn Ashur, M. F. (2003). Ruh al-Hadharah al-Islamiyyah (In Arabic). Nahdat Misr for Printing, Publishing, and Distribution.
  11. Ibn Abd al-Wahhab, S. I. A. D. (2002). Taysir al-‘Aziz al-Hamid fi Sharh Kitab al-Tawhid al-Ladhi Huwa Haqq Allah ‘ala al-‘Ibad (In Arabic). Islamic Office – Beirut, Damascus.
  12. Ibn Farishta, M. I. A. D. (2012). Sharh Musabih al-Sunnah li Imam al-Baghawi (In Arabic). Islamic Culture Administration, 1st ed.
  13. Ibn Qarqoul, I. I. Y. (2012). Matalib al-Anwar ‘ala Sahih al-Athar (In Arabic). Ministry of Endowments and Islamic Affairs – Qatar.
  14. Ibn Nabi, M. (1987). Shorout al-Nahda (In Arabic). Dar al-Fikr – Damascus, Syria.
  15. Al-Albani, M. N. D. (2002). Sahih Mawa’id al-Dhaman ila Zawa'id Ibn Hibban (In Arabic). Dar al-Sami’i for Publishing and Distribution – Riyadh.
  16. Al-Balqini, S. (2012). Tadreeb al-Mubtadi wa Tahdhib al-Muntahi (In Arabic). Dar al-Qiblatayn – Riyadh, Saudi Arabia.
  17. Al-Buyuti, M. A. (2018). Sharh Sunan Ibn Majah al-Misma al-Murshid Dhawi al-Haja ila Sunan Ibn Majah wa al-Qawl al-Muktafa ‘ala Sunan al-Mustafa (In Arabic). Dar al-Minhaj – Jeddah, Saudi Arabia.
  18. Al-Turki, A. R. (n.d.). Khamsa wa Sabe'un Adaban fi al-Salah (In Arabic). Dar al-Watan.
  19. Al-Jaawi, M. I. A. (n.d.). Nihayat al-Zayn fi Irshad al-Mubtadi'in (In Arabic). Dar al-Fikr – Beirut.
  20. Jundiyyah, B. (2011). Ala Atabat al-Hadharah: Bahth fi al-Sunan wa Awamil al-Takhalluq wal-Inhiyar (In Arabic). Dar al-Multaqa for Printing, Publishing, and Distribution – Syria, 1st ed.
  21. Al-Harthi, M. I. A. (2005). Qut al-Qulub fi Mu'amalat al-Mahboub wa Wasf Tariq al-Murid ila Maqam al-Tawhid (In Arabic). Dar al-Kutub al-Ilmiyyah – Beirut.
  22. Hawwa, S. (n.d.). Al-Mukhtasar fi Tazkiyat al-Nafs (In Arabic). Dar Ammar – Jordan.
  23. Khalil, I. D. (n.d.). Safahat min Hadharat al-Islam "Al-Uloom al-Tatbiqiyyah" Dirasah fi al-Ma'ati wa Awamil al-Izdihar wal-Tawaqquf (In Arabic). Faculty of Education – University of Mosul.
  24. Al-Daw’ani, S. I. M. (2004). Sharh al-Muqaddimah al-Hadramiyyah al-Misma Bishri al-Kareem bi Sharh Masail al-Taleem (In Arabic). Dar al-Minhaj for Publishing and Distribution – Jeddah.
  25. Al-Rahim, A. H. (1995). Al-Hadharat al-‘Arabiyyah wal-Islamiyyah (In Arabic). Faculty of Arts and Education, Open University – Tripoli.
  26. Rida, M. R. (2005). Al-Wahi al-Muhammadi (In Arabic). Dar al-Kutub al-Ilmiyyah – Beirut.
  27. Al-Zuhaili, W. B. M. (1418 AH). Al-Tafseer al-Muneer fi al-Aqidah wal-Shari'ah wal-Manhaj (In Arabic). Dar al-Fikr al-Mu'asir – Damascus, 2nd ed.
  28. Sabik, S. (n.d.). Islamuna (In Arabic). Dar al-Kitab al-Arabi – Beirut.
  29. Al-Sarkhsi, M. I. A. (2000). Kitab al-Mabsut (In Arabic). Dar al-Fikr for Printing, Publishing, and Distribution – Beirut.
  30. Al-Saadi, A. R. B. N. (2000). Taysir al-Karim al-Rahman fi Tafseer Kalam al-Mannan (In Arabic). Al-Risalah Foundation, 1st ed.
  31. Al-Shahhoud, A. I. N. (2011). Al-Khulasah fi Arkan al-Iman (In Arabic). No Printing House.
  32. Al-Sha'rawi, M. M. (1997). Tafseer al-Sha'rawi (In Arabic). Akhbar al-Youm Printing House.
  33. Al-Shirazi, I. I. A. (n.d.). Al-Muhadhdhab fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i (In Arabic). Dar al-Kutub al-Ilmiyyah.
  34. Al-Sabouni, M. A. (1997). Safwat al-Tafaseer (In Arabic). Dar al-Sabouni for Printing, Publishing, and Distribution – Cairo.
  35. Al-Sawi, A. M. (n.d.). Bulugh al-Salik li Aqrab al-Masalik ma' Hashiyat al-Sawi ‘ala al-Sharh al-Saghir (In Arabic). Dar al-Ma'arif.
  36. Al-Sabbagh, M. I. L. (1999). Al-Khushu' fi al-Salah (In Arabic). Dar al-Salam for Printing, Publishing, and Translation – Cairo, Dar al-Waraq for Publishing and Distribution – Riyadh.
  37. Tantawi, M. S. (1997). Al-Tafseer al-Waseet li al-Quran al-Kareem (In Arabic). Nahdat Misr for Printing, Publishing, and Distribution, Fajalah – Cairo, 1st ed.
  38. Al-Tayar, A. M. I. (1405 AH). Al-Zakah wa Tatbeeqatihal Mu'asirah (In Arabic). No Printing House.
  39. Al-Aql, A. R. B. A. (2017). Ghayat al-Murid Sharh Kitab al-Tawhid (In Arabic). Scientific Elite Center, Ma'lim al-Huda Printing and Publishing House, 3rd ed.
  40. Al-‘Alwan, A. B. (1996). Tarbiat al-Awlad fi al-Islam (In Arabic). Dar al-Fikr al-Mu'asir – Beirut.
  41. Al-Ghazali, M. (n.d.). Khuluq al-Muslim (In Arabic). Nahdat Misr.
  42. Al-Ghazali, M. M. (n.d.). Ihya' 'Uloom al-Din (In Arabic). Dar al-Ma'rifah – Beirut.
  43. Al-Ghazi, M. I. Q. (2005). Fath al-Qareeb al-Mujeeb fi Sharh Alfaz al-Taqreeb = Al-Qawl al-Mukhtar fi Sharh Ghayat al-Ikhtisar (In Arabic). Dar Ibn Hazm for Printing, Publishing, and Distribution – Beirut.
  44. Al-Fawzan, S. B. F. (2002). I'anat al-Mustafeed bi Sharh Kitab al-Tawhid (In Arabic). Al-Risalah Foundation.
  45. Al-Qahhtani, S. B. A. (n.d.). Aqidat al-Muslim fi Dhaw al-Kitab wal-Sunnah: Al-Mafhoom, Al-Fadhail, Al-Ma'na, Al-Muqaddaa, Al-Arkan, Al-Shuroot, Al-Nawaqis, wal-Nawaqidh (In Arabic). Safeer Printing – Riyadh.
  46. Al-Qahhtani, S. B. A. (n.d.). Fadail al-Siyam wa Qiyam Salat al-Tarawih: Mafhoom, Fawa'id, Fadhail, wa Khusais (In Arabic). Al-Jarisi Foundation for Distribution and Advertising – Riyadh.
  47. Al-Qurtubi, M. I. A. (2003). Al-Jami' li Ahkam al-Quran (In Arabic). Dar Alam al-Kutub – Riyadh.
  48. Al-Qazwini, A. K. I. M. (2007). Sharh Musnad al-Shafi'i (In Arabic). Ministry of Endowments and Islamic Affairs, Islamic Affairs Administration – Qatar, 1st ed.
  49. Qutb, S. (1412 AH). Fi Zilal al-Quran (In Arabic). Dar al-Shuruq – Beirut, 17th ed.
  50. Al-Mawardi, A. M. (1421 AH). Adab al-Dunya wal-Din (In Arabic). Dar wa Maktabah al-Hilal – Beirut.
  51. Al-Madari, A. M. (2013). Mawsu'ah Wasaya li al-Du'aat ila Allah (In Arabic). Dar al-Kutub al-Yamaniyyah – Sana’a.
  52. Al-Marwarudi, H. I. M. (n.d.). Al-Ta'leeqah li al-Qadi Husayn "Ala Mukhtasar al-Muzani" (In Arabic). Nizar Mustafa al-Baz Library – Mecca.
  53. Al-Ma'ibri, Z. D. A. (n.d.). Fath al-Mu'in bi Sharh Qurat al-‘Ayn bi Muhimma al-Din (In Arabic). Dar Ibn Hazm – Beirut.
  54. Al-Mahdawi, I. B. A. S. (2007). Al-Tanbeeh ‘ala Mabaadi' al-Tawjih (In Arabic). Dar Ibn Hazm – Beirut.
  55. Al-Nawawi, M. I. S. (1392 AH). Al-Minhaj Sharh Sahih Muslim ibn al-Hajjaj (In Arabic). Dar Ihya al-Turath al-Arabi – Beirut.

University Studies:

  1. Abu Halimah, A. (2012). Manhajiyat al-Islah wal-Taghayyir fi Soor al-Dhariyat wa al-Tur wa al-Najm wa al-Qamar (In Arabic). Ph.D. dissertation, Department of Islamic Studies, Al-Quds University.

Journal Articles:

  1. Abu Zaid, N. (2006). Al-Tarbiyah wa al-Taghyir al-Ijtima‘i (In Arabic). Journal of Damascus University for Arts and Humanities, 1-2.
  2. Shaykhun, M. S. (1977). Al-‘Ibadat fi al-Islam wa Atharuha fi Islah al-Mujtama‘ (In Arabic). Islamic University Journal, 1.
  3. Abdul Rahman, R. (2018). Dawr al-‘Aqidah fi Bina’ al-Hadara: Arkan al-Iman Namudhajan (In Arabic). Journal of Islamic Studies and Thought for Specialized Research, 1.
  4. Al-Masri, R. (2005). Masraf al-Gharamin wa Atharuha fi al-Takafil al-Ijtima‘i (In Arabic). Journal of King Abdulaziz University, Islamic Economics, 1.
  5. Mansour, A. A. L. (1404 H). Al-‘Ibadat fi al-Islam wa Atharuha fi Tadhamun al-Muslimin (In Arabic). Islamic University Journal, 61.
  6. Naji, F. (2014). Sunan al-Nahdah fi al-Quran al-Kareem (In Arabic). Journal of Al-Nasser University, 4.
  7. Al-Najjar, A. M. (1995). Dawr al-Islah al-‘Aqidī fi al-Nahdah al-Islamiyyah (In Arabic). Islamic Knowledge Journal, 1.

Conference Papers:

  1. Al-Juburi, A. (2016). Al-Iman wa Atharuh fi Tahaqiq al-Nahdah al-Hadarīyah (In Arabic). In The 10th Scientific Conference: The Islamic Civilizational Project, Paths and Experiences, College of Islamic Sciences, University of Baghdad.