تاريخ الإرسال (19-08-2022)، تاريخ قبول النشر (13-10-2022)

 

تصور مقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية

 

Doi:

اسم الباحث الأول:                                                                                 

 

محمد عبدالكريم القاسم

1 اسم الجامعة والبلد (للأول)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:

 

       E-mail address:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وزارة التربية والتعليم - مديرية التربية والتعليم/طوباس-فلسطين

moh.alqasim1979@gmail.com

 

 

 

 

 

 

 

 



مقدمة

يعيش العالم اليوم في ظل تغيرات كبيرة ومتلاحقة لم يشهدها من قبل في شتى مجالات الحياة الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية والتعليمية فرضتها العديد من التحديات والأزمات، كما يشهد العالم تغيرات سريعة نتيجةً للتطور المعرفي والاقتصادي والتكنولوجي الذي يعتبر سمة العصر، وأمام هذه التغيرات لا بد للنظام التربوي، السعي نحو التجديد والتطوير المستمر لكي يتسنى له مواكبة مستجدات العصر.

إن العصر الذي يعيشه العالم بكل تحدياته، الإدارية والثقافية والتكنولوجية، والتي انعكست آثارها على مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بصورة عامة، والتربوية بصورة خاصة، تتطلب السعي لمواكبة هذه التحديات، وهذا لا يكون إلا من خلال التوجه نحو الإبداع في المؤسسات التربوية، وخاصة في المدارس التي تعتبر الركيزة الأساسية في حركة التطوير التربوي، لأن تحقيق الإبداع يعني تحقيق التربية لأهدافها وغاياتها (الكوني، 2017).

          ويشكل الإبداع أساس جميع جوانب الحياة البشرية والتنمية البشرية (DEMİR KAÇAN & ŞAHİN, 2015)، ويُنظر للإبداع على أنه مركز مثلث المعرفة: التعليم - البحث - الابتكار (European Council, 2009). كما يُعدّ الاهتمام بالإبداع والمبدعين من مقومات الحضارة الإنسانية، فالحضارات وجدت بالعقول المبدعة، والأمم ترتقي وتزدهر بما لديها من عقول نيرة مفكرة (عمري، 2020). ويُعدّ الإبداع أحد أهم الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية المتقدمة إلى تحقيقها، فالأفراد المبدعون يلعبون دوراً مهماً وفعالاً في تنمية مجتمعاتهم في جميع المجالات التربوية والاجتماعية والفنية والتقنية ومجتمعنا اليوم بأمس الحاجة إلى الاهتمام بالطلاب المبدعين، الذين يبنون الحضارات ويصنعون التقدم لأوطانهم (عبد، 2016). فالمدارس التي تسعى إلى تحقيق الإبداع أصبحت أكثر سرعة ونجاحاً في تحقيق أهدافها (Maurer, 2012).

          ويمكن للمؤسسات التعليمية تشجيع وتبني الإبداع، وتنمية القدرات الإبداعية لدى أفرادها عن طريق القيام بالإجراءات والخطط السليمة، وخلق جو يسوده التنافس من جهة، وزيادة قوة وفاعلية العمل من جهة أخرى، كما أن الإبداع هو سر نجاح وبقاء المؤسسات حالياً، فالإبداع دعم قوي لإدارات المؤسسات التعليمية، ويعطيها الثقة للصمود أمام المؤسسات المنافسة والتحديات المستقبلية (عبابنة والشقران، 2013).

          وتُعدّ المدرسة ركيزة مهمة في بناء المجتمع في عصرنا الحالي حيث تقوم هذه المدارس بدورها في إعداد الفرد لأداء دوره في المجتمع بشكل مناسب، حيث تشير التوجهات التربوية الحديثة إلى الدور المهم الذي تلعبه المدرسة في تنمية الإبداع لدى طلبتها. وتتجلى مسؤولية المدرسة في تربية الإبداع وتكوين المبدعين وأول ما تتجلى في المعلم الذي يقوم بدور مهم وأساسي في تنمية ورعاية الطاقات الإبداعية للطلاب، وفي تشكيل عقولهم ونفوسهم على نحو مبدع، والمعلم بلا شك هو مفتاح صناعة الإبداع، أو بمعنى أدق هو العمود الفقري لصناعة الإبداع في المدرسة (عبد، 2016؛ عبد العال، 2005). ويؤكد كلاً من ميلز (Mils, 2014) على أن من أهم السمات المهنية التي يجب أن تتوفر في معلم القرن الواحد والعشرين أن يكون على درجة عالية في التعامل مع التقنيات الالكترونية، مهارات الاتصال، ومهارات التفكير والإبداع.

وتواجه المدرسة العديد من المعوقات في تنمية الإبداع والتي من أبرزها: طرائق التدريس التقليدية، أساليب التقويم المعتمدة على الحفظ، شح الإمكانات التربوية، المناخ التسلطي داخل المدرسة، والمناهج الدراسي بمفهومه الضيق (جروان، 2002).

ويرى الباحث بأن الإبداع لا يمكن أن ينمو ويتطور إلا عن طريق عملية منظمة ومخطط لها تخطيطاً سليماً لمنظومة المدرسة بصورة تكاملية وشاملة بجميع عناصرها: المنهاج الدراسي، الإدارة المدرسية، المعلم، الطالب، البيئة المدرسية بحيث تساعد الطالب على النمو والتطور حتى يصل إلى قمة الإبداع.

مشكلة الدراسة

يُعدّ الإبداع أحد الأهداف التربوية التي تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها، وأصبح تطوير التعليم وتربية الإبداع لدى الطلبة مسار اهتمام الكثير من التربويين والباحثين (السلاموني وآخرون، 2017). فلم تعد الأساليب التقليدية في العملية التربوية قادرة على إيجاد جيل قادر على مسايرة التغيرات المتلاحقة في هذا العصر، وليس من المنطق أن يطلب من الطالب أن يكون مبدعاً إذا كان مديره ومعلمه يفتقدان سمة الإبداع والابتكار والتميز؛ ومن هنا أصبح وجود المدير المبدع والمعلم المبدع القادرين على الإبداع والابتكار ضرورة مهمة من ضرورات العملية التربوية الناجحة (المفرجي، 2003). وفي عصر تزايد الانفجار المعرفي، وتطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في القرن الحادي والعشرين، لا تستطيع المناهج الدراسية المدرسية في مدارس التعليم العام تغطية الثورات العلمية والتكنولوجية، وهذا يتطلب توفير الأنشطة والتدريبات المنهجية وغير المنهجية التي يكون فيها الطلبة محور العملية التعليمية/التعلمية ليتمكنوا من الإبداع في جميع مجالات الحياة، وتعليمهم كيف يتعلمون، وكيف يفكرون، وكيف يبدعون، وصقل شخصياتهم المبدعة والمبتكرة التي تسهم في تحقيق تنمية مجتمعاتنا (أبو شمالة، 2013). وتتمثل مشكلة الدراسة بمحاولة الإجابة عن السؤال الرئيس الآتي: ما التصور المقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية من وجهات نظر المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين؟

أسئلة الدراسة

تحاول هذه الدراسة الإجابة عن الأسئلة الآتية:

1- ما واقع الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية من وجهات نظر المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين؟

2- ما هي المعوقات التي تواجه تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية من وجهات نظر المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين؟

3- ما التصور المقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية؟

أهداف الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى :

- التعرف على واقع الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية من وجهات نظر المشرفيين التربويين ومديري المدارس والمعلمين.

- التعرف على أبرز المعوقات التي تواجه الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية من وجهات نظر المشرفيين التربويين ومديري المدارس والمعلمين، والاستفادة من تجربتهم وخبراتهم في تنمية الإبداع.

-  تقديم تصور مقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

- تقديم توصيات ومقترحات من أجل تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

 

أهمية الدراسة

تكمن أهمية الدراسة فيما يأتي:

- تكتسب الدراسة الحالية أهميتها من أهمية الموضوع الذي يتصف بالحداثة وهو تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

- تُعدّ الدراسة الحالية من الدراسات الأولى من نوعها –في حدود علم الباحث- التي تتناول موضوع تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

- تمثل هذه الدراسة استجابة ضرورية لواقع المستجدات التي فرضتها التحديات والتطورات والتغييرات على النظام التربوي لتطويره وفق الاتجاهات التربوية المعاصرة.

- اقتراح تصور لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية يكون أساساً يستند إليه المسؤولين والمخططين التربويين في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية لتنمية الإبداع في مدارسها.

حدود الدراسة

اقتصرت الدراسة على الحدود الآتية:

الحدّ الموضوعي: اقتصر موضوع الدراسة على تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

الحد المكاني: أجريت هذه الدراسة في مديرية التربية والتعليم-طوباس.

الحد البشري: اقتصرت الدراسة الحالية على المشرفين التربويين، مديري المدارس، والمعلمين.

الحد الزماني: أجريت هذه الدراسة في العام الدراسي 2021-2022.

الحد الإجرائي: تتحدد نتائج الدراسة بما وفرته من شروط فيما يتعلق باختيار العينة، وأدوات الدراسة. كما تتحدد النتائج بالطريقة التي تمّ استخدام المنهج النوعي والطريقة التي تم تطبيق أدوات الدراسة بموجبها، وكذلك لطبيعة تحليل نتائجها للإجابة عن أسئلتها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإطار النظري والدراسات السابقة

الإطار النظري

تسعى المدرسة كمؤسسة تربوية اجتماعية إلى تحقيق النمو المتكامل لشخصية التلميذ معرفياً، ووجدانياً، ومهارياً، وعليه فإن المدرسة تعّلم التلميذ كيف يفكر، وكيف يكون باحثاً عن المعلومات لا مستقبلاً لها فحسب، ولذلك فإنه يجب ألا يقتصر دورها على تلقين المعلومات، والمعارف، بل يجب أن تتجاوز ذلك إلى الاهتمام بتنمية الجوانب المختلفة في شخصية الفرد، ليصبح قادراً على التعّلم والبحث والإبداع والابتكار (العاجز وشلدان، 2009).

تعريف الإبداع

الإبداع: هو امتلاك فكرة جديدة، والقدرة على الخيال والتصور السريع لمختلف الحلول الأصلية في مواجهة المشكلات (البرجاوي، 2015).

ويعرفه طراد (2012) بأنه ظاهرة ذهنية متقدمة يعالج فيها الفرد الأشياء والمواقف، والخبرات والمشاكل بطريقة فريدة أو غير مألوفة (طراد، 2012).

عناصر الإبداع

يرى كل من (جلدة  وعبوي2006 ؛ (Cropley & et al., 2011  أنه يمكن تحديد عناصر الإبداع في المنظمات كما يأتي:

- القدرة على التخطيط والتفكير الاستراتيجي: من خلال وضع الخطط المستقبلية للتطور والتغيير ووسائل التعامل معها في ظل أهداف محددة وثابتة ومكتوبة.

- بناء ثقافة تنظيمية: للثقافة التنظيمية دور كبير في التأثير على سلوكيات الأفراد واتجاهات المنظمة وصياغة الاستراتيجيات والخطط الإدارية.

- التركيز على الأداء والعاملين: تتميز المنظمات المبدعة بتركيزها على الأداء واهتمامها بالعاملين وإشعارهم بأهميتهم وأنه لا يمكن الاستغناء عن جهودهم وأنهم جزء هام في المنظمة، ويتم ذلك بتقديم الحوافز المادية والمعنوية عندما يبذلون جهود غير عادية ويتصفون بأداء متميز وإنتاجية عالية.

- خلق مناخ تنظيمي صحي: يعتبر المناخ التنظيمي أحد أهم العناصر المشجعة على الإبداع ويمكن تعريفه بأنه مجموعة خصائص البيئة الداخلية التي تتمتع بدرجة الاستقرار أو الثبات النسبي وتنعكس آثارها على اتجاهاتهم وسلوكهم في المنظمة التي يعملون بها.

- مرونة الأنظمة واللوائح: إن مرونة الأنظمة واللوائح عنصر مهم من عناصر المنظمة المبدعة، إذ أن الهيمنة القانونية والرسمية على كثير من القيادات الإدارية يعتبر أهم محدد لتقييم كفاءة الموظفين وانتظامهم بغض النظر عن مدى كفاءتهم الإنتاجية فعلاً وبغض النظر عن مدى قدراتهم وفعالياتهم الإبداعية.

- الولاء التنظيمي: يُعدّ أحد العناصر الأساسية للإبداع فهو ذات تأثير واضح على الأداء وعلى إنتاجية المنظمات وتحسن الأداء وزيادة الإنتاجية وتشجيع الإبداع.

الأدوار التي تقوم بها المدرسة في إعداد المبدعين

يرى الباحثون أن مسؤولية المدرسة في إعداد المبدعين، تتحدد في أدوار تقوم بها لتنمية القدرات الإبداعية لدى الطلبة، وتوفير الإمكانات التي بها تظهر هذه القدرات، وهي كالآتي:

1- تنمية القدرات الإبداعية وتحسينه لدى الطلبة، وتوفير الإمكانات التي تسمح بإظهار هذه القدرات.

2- قيام المعلم أو المرشد في المدرسة بدور الراعي لهذه القدرات.

3- مساعدة المعلم الطالب على أن يدرك ذاته، وأن يشعر بفرديته ومدى اختلافه عن الآخرين.

4- ترك مساحة من الحرية للطالب للتعبير عن أفكاره بطلاقة وحرية.

5- تعمق المدرسة إدراك الطالب بأن ما لديه من قدرات إبداعية مطلوبة وهي مهمة في حد ذاتها.

6- مساعدة الآباء على فهم الإبداع وعملياته ومقوماته، وعلى رعاية الشخصية المبدعة (البلوشي، 2010).

المؤشرات الدالة على نجاح المدرسة على تنمية الإبداع

هناك العديد من المؤشرات الدالة على نجاح المدرسة وفعاليتها في تنمية الإبداع والتي تعكس إمكانات مختلف أطراف العملية التربوية وعلاقتها الإيجابية نحوه، ومن أهم هذه المؤشرات وضوح رسالة المدرسة التربوية واستراتيجيتها، خاصة بعد أن أصبح من الضروري أن يكون للمدرسة التربوية رسالة واضحة، تعبر عن رؤية مشتركة لأهدافها وتطلعاتها، ويشارك الطلبة والمعلمون فيها وفي بلورتها، وتأخذ على عاتقها تنفيذ برامج رعاية الطلبة المبدعين. وتظهر بوضوح ما تركز عليه المدرسة وما تسعى لتحقيقه، وما تهتم باحترامه وتقديره، فيكون للعاملين فيها، من إداريين ومعلمين وطلبة ومجتمع محلي توقعات واضحة عن الأدوار التي عليهم تأديتها والجهود التي يجب أن يبذلونها، وأنواع السلوك التي تتقبلها المدرسة، والتي ترفضها (السعدية، 2011).

 

الدراسات السابقة

          أجرى أبو عيادة والعبابنة (2021) دراسة هدفت إلى التعرف على مدى تطبيق القيادة الإبداعية لدى قيادات المدارس. تكونت عينة الدراسة من (110) معلماً ومعلمة. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، واستخدمت الاستبانة كأداة لها. وأظهرت نتائج الدراسة أن مدى تطبيق القيادة الإبداعية في الأردن جاء بدرجة متوسطة، وأظهرت عدم وجود فروق دالة إحصائياً تبعاً لمتغيري الجنس وسنوات الخبرة، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير المؤهل العلمي ولصالح حملة درجة البكالوريوس.

وقام شانغ وآخرون (Chang & et al., 2021) بدراسة هدفت إلى فحص العلاقة بين القيادة التحويلية للمدير والسلوك التدريسي الإبداعي لمعلمي التربية البدنية في المدارس الإعدادية والثانوية في تايوان. واستخدمت الدراسة الاستبانة كأداة لها. وتكونت عينة من (800) معلماً ومعلمة. أظهرت نتائج الدراسة أن القيادة التحويلية للمدير لها تأثير إيجابي على سلوكيات التدريس الإبداعية لمعلمي التربية البدنية، وعلى مستوى المدرسة، كما أظهرت الدراسة بأن المناخ المدرسي المبتكر له تأثير إيجابي على سلوكيات التدريس الإبداعية. وأن المناخ المدرسي المبتكر على مستوى المدرسة ليس له آثار معتدلة على العلاقة بين القيادة التحويلية للمدير وسلوكيات التدريس الإبداعية لمعلمي التربية البدنية.

وأجرى جاو (Gao, 2020) دراسة هدفت إلى التعرف على العلاقات بين المناخ المدرسي والشخصية الاستباقية ودوافع الإنجاز وسمة الإبداع لدى طلاب المرحلة الابتدائية. تكونت عينة الدراسة من (603) من طلاب المدارس الابتدائية الصينية من حيث تصوراتهم لمناخ المدرسة والعلاقات مع المعلمين والأقران. أشارت النتائج إلى أن المناخ المدرسي كان له تأثير مباشر وكبير على السمات الإبداعية لدى الطلاب. توسطت كل من الشخصية الاستباقية ودافع الإنجاز في العلاقات بين مناخ المدرسة وإبداع السمات. تشير النتائج إلى أن المدارس يجب أن تعزز مناخاً منفتحاً ومتسامحاً يشجع الابتكار ويكون على دراية بقيمة العلاقات الجيدة بين المعلم والطالب والأقران في هذا الصدد.

          وهدفت دراسة المطيري (2019) التعرف إلى درجة توافر ثقافة الإبداع الإداري لدى مديري المدارس في دولة الكويت وعلاقتها بدافعية الإنجاز لدى المعلمين، وأظهرت النتائج أن توافر ثقافة الإبداع الإداري لدى مديري المدارس جاء بدرجة (متوسطة)، وأظهرت النتائج عدم وجود فروق تعزى لمتغير: المرحلة التعليمية وعدد سنوات الخدمة.

          وقام مصطفى (2018) بدراسة هدفت إلى التعرف على الأسس النظرية للإبداع الإداري بالحلقة الأولى من التعليم الأساسي، وكذلك الوقوف على دور الإبداع الإداري في إدارة مدارس هذه الحلقة، وكذلك التعرف على الوضع الراهن للإبداع الإداري في هذه الحلقة أيضاً ووضع تصور مقترح لتطوير إدارة هذه الحلقة، وقد توصلت الدراسة إلى أن معوقات الإبداع الإداري مثل غلبة البيروقراطية، وقلة الموارد المادية والبشرية، والخوف من التغيير، وجمود اللوائح والقوانين شكلت أعلى نسبة استجابة موجهة إلى مدير المدرسة والمعلمين.

          وهدفت دراسة سويطي (2015) التعرف إلى دور الإدارة المدرسية في تنمية الإبداع في المدارس الحكومية في محافظتي الخليل وبيت لحم في فلسطين. وقد تكونت عينة الدراسة من (196) مديراً ومديرة. واستخدم الباحث المنهج الوصفي. وأظهرت نتائج الدراسة أن دور الإدارة المدرسية في تنمية الإبداع في المدارس الحكومية كان كبيراً جداً.

 

التعقيب على الدراسات السابقة:

          سلطت الدراسات السابقة الضوء على موضوع الإبداع في المؤسسات التعليمية، وتناولت الكثير من القضايا التي يمكن من خلالها الإفادة منها في تنمية الإبداع في المدارس الفلسطينية، حيث اقترب بعضها من موضوع الدراسة جزئياً، وارتبط عدد منها بموضوع الدراسة ارتباطاً وثيقاً، واتفقت هذه الدراسة مع غالبية الدراسات السابقة من حيث مجتمع الدراسة؛ حيث كان مجتمع الدراسة في معظم الدراسات من مديري المدرس، المعلمين، والطلبة ولكن أضافت الدراسة الحالية بالإضافة إلى مديري المدارس والمعلمين المشرفين التربويين. وفيما يتعلق بأدوات الدراسة استخدمت معظم الدراسات الاستبانة كأداة للدراسة ولكن الدراسة الحالية استخدمت المقابلة كأداة لها، كما تختلف هذه الدراسة في منهجها مع معظم الدراسات حيث اعتمدت معظم الدراسات السابقة المنهج الكمي، ولكن الدراسة الحالية استخدمت المنهج النوعي.

وتأتي هذه الدراسة في الوقت الذي تفتقر فيه الدراسات إلى موضوع تنمية الإبداع في المدارس، فهو من المواضيع التي شحت الكتابة فيها، حيث قام الباحث بمراجعة للدراسات السابقة، ووجد أنّ هناك نقصاً في الدراسات العربية التي تتطرق إلى هذا الموضوع بالشمولية التي تناولتها هذه الدراسة. وتعدّ هذه الدراسة الوحيدة حسب علم الباحث التي تناولت تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية، حيث جاءت هذه الدراسة لتسدّ النقص في الدراسات العلمية الخاصة بتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام. وتتميز هذه الدراسة عن الدراسات السابقة بأنها قامت بإعطاء تصور عن تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية، كما تميزت عن الدراسات السابقة في اختيارها لعينة الدراسة من مشرفيين تربويين ومديري مدارس ومعلمين.

 

 طريقة الدراسة وإجراءاتها

هدفت هذه الدراسة إلى تقديم تصور مقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية. وفيما يأتي وصفاً للمنهج المستخدم، وعينة وأدوات الدراسة وخطواتها.

منهجية الدراسة

لغرض بناء تصور مقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية استخدم الباحث منهج البحث النوعي الذي يدرس الظاهرة في سياقها الطبيعي؛ معتمداً عليها كمصدر للبيانات، وتقوم على جمع المعلومات من الأشخاص المرتبطين بالظاهرة بشكل مباشر، ثم تحليلها وتفسيرها. وتمّ استخدام أسلوب دراسات الحالة المتعددة.

عينة الدراسة

          ولتحقيق هدف الدراسة المتمثل في تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية تمّ اختيار (4) من المشرفين التربويين، و(4) من مديري المدارس، و(4) من المعلمين.

وصف المشاركين في الدراسة: شارك في الدراسة (12) مشارك من بينهم (4) من المشرفين التربويين: مشرفان ومشرفتان تراوحت سنوات خبراتهم (5-20) عام، و(4) من مديري المدارس مديران ومديرتان حيث تراوحت سنوات خبراتهم الإدارية ما بين (1-16) عام، و(4) من المعلمين معلمان ومعلمتان تراوحت خبراتهم ما بين (6-18) عام. أمّا فيما يتعلق بمؤهلات المشاركين العلمية فكانت (5) من المشاركين يحملون درجة البكالوريوس، و(7) يحملون درجة الماجستير. 

أدوات الدراسة

للإحاطة بجميع جوانب موضوع الدراسة، وفهم تفاصيلها بعمق وطريقة تعاطي المشرفين التربويين، ومديري المدارس، والمعلمين تمّ استخدم منهج البحث النوعي، وتمّ استخدام المقابلة كأداة للدراسة وهي أداة من أدوات جمع البيانات، والتي تستخدم للحصول على بيانات تتعلق بوجهات نظر المبحوثين وتفسيرها بطريقة نوعية، وتمّ إجراء (12) مقابلة شبه منظمة مع المشرفين التربويين، ومديري المدارس، والمعلمين. وتمّ تحليل المقابلات التي أجريت بطريقة تحليل الموضوعات (Thematic Analysis).

إجراءات المقابلة

بعد تحديد موضوع الدراسة وصياغة أسئلتها، تمّ إجراء (12) مقابلة فردية لعينة الدراسة، حيث تم الاعتماد على بروتوكول المقابلة بعد التحقق من موثوقيته، وأجريت المقابلات بعد الحصول على موافقة المشاركين لإجراء المقابلات، وتحديد موعد مسبق لكل مشارك بما يتلاءم مع وقت فراغه. تم تحديد الهدف من إجراء المقابلة للمشاركين، وبيان أهمية استجاباتهم، والتأكيد على سرية المعلومات التي يتم الإدلاء بها، وأنها ستعامل بسرية تامة ولن تستخدم إلا لأغراض البحث العلمي. أجريت المقابلات عبر استخدام تطبيق Zoom بشكل فردي للمشاركين، حيث تمّ طرح أسئلة المقابلة، وتلقي الاستجابات، وتراوحت مدة المقابلات بين (45-60 دقيقة). وحفاظاً على مصداقية المقابلات ونزاهتها تم تسجيلها بعد موافقة المشاركين، ومن ثم أجري تحليل لبيانات المقابلات من خلال اتباع منهجية تحليل البيانات النوعية. وجرى تفريغ كل مقابلة على حدة. ولضبط إجراءات المقابلة والتأكد من مؤشرات الصدق المتبادلة تم الابتعاد عن الاستنتاجات في وصف ما يقوله المشاركون في الدراسة عند المقابلة، وجرى الاستيضاح عن بعض الأفكار التي يطرحها المشاركون لتوحيد فهمها.

تحليل المقابلات

تم تحليل المقابلات التي أجريت بطريقة طريقة تحليل الموضوعات (Thematic Analysis) حيث مرت مرحلة تحليل البيانات بمرحلتين: مرحلة التحليل العمودي (الترميز)، ومرحلة التحليل الأفقي (تكوين الفئات)، وبعد تكوين الفئات الرئيسية تمّ إيجاد علاقات وروابط بينها حيث تم الحصول محاور رئيسية.

 

نتائج الدراسة

هدفت هذه الدراسة إلى تقديم تصور مقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية. وفيما يلي عرض لنتائج الدراسة وفقاً لتسلسل أسئلتها.

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول والذي نصه: ما واقع الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية من وجهات نظر المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين؟

أظهر تحليل المقابلات اتفاقاً للمشاركين في الدراسة من مشرفين تربويين ومديري مدارس ومعلمين على أن واقع الابداع في المدارس الفلسطينية ليس بالمستوى المطلوب فتتفاوت تقييم المشاركين لواقع الإبداع في المدارس بين الدرجة الضعيفة والمتوسطة، ولكن جاء تقييم غالبية المشاركين لواقع الإبداع بدرجة متوسطة.

تقول المشرفة التربوية سمر (اسم مستعار): "مستوى الابداع في مدراسنا الفلسطينية مستوى ضعيف" وتؤكد على ذلك مديرة المدرسة هدى (اسم مستعار): "تفتقر مدارسنا للابداع في جميع محاور العملية التعليمية؛ لذا أرى بأن درجة تقييمي لواقع الابداع درجة ضعيفة".

 بينما يرى المشرف التربوي محمود (اسم مستعار): "تقييمي لمستوى الابداع في المدارس الفلسطينية مستوى متوسط".

وأضافت معلمة المدرسة هبة (اسم مستعار): "أرى أن تقييمي لواقع الإبداع في المدارس متوسطاً".

ووضح المشرف التربوي سمير (اسم مستعار) "الإبداع في المدارس بحاجة الى تطوير في منظومة المدرسة بشكل متكامل بجميع محاورها". 

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني والذي نصه: ما هي المعوقات التي تواجه تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية من وجهات نظر المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين؟

توزعت المعوقات التي قدمها المشرفون التربويون ومديري المدارس والمعلمون التي تواجه تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية على خمسة محاور، وهي:

أولاً: معوقات المنهاج الدراسي

أشار المشرفون التربويون ومديرو المدارس والمعلمون إلى العديد من المعوقات التي تواجه الإبداع في المدارس فيما يتعلق بالمنهاج الدراسي أبرزها: كثافه المنهاج واعتماد المعلم على الكتاب المدرسي، وآليات تطبيق المنهاج، تركيز المناهج والكتب المدرسية على فلسفة مفادها الاهتمام بتراكم المعرفة، قلة الأنشطة الإبداعية في المناهج الدراسية، أساليب التقويم التقليدية في المناهج، غياب الأهداف المتعلقة بمهارات التفكير الإبداعي، افتقار المحتوى لمواضيع تشجع على البحث والتعلم الذاتي.

 يقول المشرف التربوي أحمد (اسم مستعار): "يُعد طول المنهاج معوقاً رئيسياً للإبداع فيما يتعلق بالمنهاج الدراسي مما يدفع بالمعلمين إلى تقديم ملخصات سريعة دون الوقوف وإعطاء الوقت الكافي للإبداع والتفكير".

وتشير مديرة المدرسة ليان (اسم مستعار): "عدم وجود أرضية لدى المعلمين في كيفية تطبيق المنهاج، فهم يغيبون دور الطالب، ويقدمون ملخصات جاهزة أحياناً".

ويؤكد المعلم محمود (اسم مستعار): "من أبرز المعوقات التي تحد من الإبداع في المدارس توافر الأنشطة الإبداعية في المناهج الدراسية بشكل خجول، ويتباين ذلك من مادة إلى أخرى".

ثانياً: معوقات الإدارة المدرسية

أشار المشرفون التربويون ومديرو المدارس والمعلمون إلى العديد من المعوقات التي تواجه الإبداع في المدارس فيما يتعلق بالإدارة المدرسية أبرزها: عدم تبني الإدارة المدرسية لثقافة الإبداع، اتباع الإدارة المدرسية أنماطاً قيادية تحد من الإبداع، محدودية الصلاحيات التي تمنحها الإدارة المدرسية للمعلمين، عدم تقدير الإدارة المدرسية لأعمال المعلمين الإبداعية وتدعيمها، عدم تخصيص الإدارة المدرسية لميزانية كافية لتمويل الأنشطة الإبداعية.

تقول المشرفة التربوية وداد (اسم مستعار): "أعتقد أن أبرز المعوقات التي تحد من الإبداع في المدارس عدم وجود ثقافة الإبداع لدى مديري المدارس نتيجة استخدامهم أنماط تقليدية في إدارتهم للمدرسة".

ويضيف المشرف التربوي سمير (اسم مستعار):" يفتقر معظم مديري المدارس إلى المهارات المناسبة في رعاية الإبداع ويعزى ذلك إلى قلة البرامج التدريبية".

ويؤكد مدير المدرسة خالد (اسم مستعار): " أعتقد أن أبرز المعوقات هو غياب الرؤية الواضحة لمدير المدرسة لأهداف المدرسة الحديثة".

ويرى المعلم محمد (اسم مستعار): " في رأيي فإن عدم تقدير الإدارة المدرسية للمعلم المبدع الذي يقدم مبادرات وأعمال إبداعية يحد من الإبداع في المدارس".

 ثالثاً: معوقات المعلم

أشار المشرفون التربويون ومديرو المدارس والمعلمون إلى العديد من المعوقات التي تواجه الإبداع في المدارس فيما يتعلق بالمعلم أبرزها: ضعف تأهيل المعلمين فيما يتعلق بتنمية التفكير لدى الطلبة، عدم استخدام المعلم لاستراتيجيات تدريسية متنوعة لتنمية التفكير الإبداعي، عدم ربط المعلم المهام الدراسية والمنهجية بالأنشطة الإبداعية، يستخدم المعلم أدوات تقويم تقليدية لا تتناسب مع المستويات العقلية للمبدعين، قلة استخدام المعلم لوسائل تعليمية وتكنولوجية متنوعة لتنمية الإبداع.

يقول المشرف التربوي سمير (اسم مستعار): "يفتقر معظم المعلمين إلى المهارات المناسبة الكافية في مجال تخصصه في تناول ورعاية الجوانب الإبداعية، وكذلك الكشف عن الإبداع والمبدعين".

ويتساءل المشرف التربوي أحمد (اسم مستعار): "غياب مهارات التفكير ومهارات البحث لدى العديد من المعلمين، فكيف ينقلها إلى الطلاب؟".

ويضيف مدير المدرسة سعيد (اسم مستعار): " أعتقد أن اقتصار المعلمين لاستخدام استراتيجيات وطرق تدريس تقليدية ومحددة يحد من الإبداع في مدراسنا".

وتشير المعلمة رغد (اسم مستعار): "أعتقد أن ضعف تأهيل وتدريب المعلمين في موضوع الإبداع ومفاهيمه ونظرياته واستراتيجياته يسهم بشكل كبير إلى عدم تبنيه في المدارس بالشكل المطلوب".

رابعاً: معوقات الطالب

أشار المشرفون التربويون ومديرو المدارس والمعلمون إلى العديد من المعوقات التي تواجه الإبداع في المدارس فيما يتعلق بالطالب أبرزها: ارتفاع أعداد الطلبة في الصف الواحد، ضعف في أساليب التعزيز، عدم التركيز على اكتشاف الجانب الإبداعي لدى الطلبة ورعايتهم، ضعف في إكساب الطالب مهارات التعلم الذاتي والسعي نحو التعلم معتمداً على نفسه متفاعلاً مع مصادر التعلم المختلفة، تنصب أولويات الطلبة في اجتياز الاختبارات فقط وليس الإبداع، قصور المدرسة في اتاحة الفرصة للطلبة في ممارسة الأنشطة التي تنمي الإبداع لديهم.

يقول المشرف التربوي أحمد (اسم مستعار): "إن عدم وجود تعزيز حقيقي، بل إن معظم أشكال التعزيز شكلية قائمة على الثناء والمدح يشكل عائقاً أمام الإبداع".

وتضيف مديرة المدرسة ليان (اسم مستعار): "من وجهة نظري فإن اكتشاف ورعاية الطاقات الإبداعية لدى الطلبة هو الأهم، فالطاقات الإبداعية موجودة ولكن بحاجة إلى من يكتشفها ويرعاها".

وتؤكد المعلمة هبة (اسم مستعار): "من خلال عملي كمعلمة فاني أرى أن الطلبة يركزون بشكل كبير على نتائج الاختبارات، فهي الأهم بالنسبة لديهم وهذا يقلل من تركيزهم على ممارسة المهارات والأنشطة الإبداعية".

ويضيف المعلم محمود (اسم مستعار): "أرى أن هناك تقصير من قبل المدرسة في اتاحة الفرصة للطلبة في ممارسة أنشطة ومهام إبداعية تنمي الإبداع لديهم".

خامساً: معوقات البيئة المدرسية

أشار المشرفون التربويون ومديرو المدارس والمعلمون إلى العديد من المعوقات التي تواجه الإبداع في المدارس فيما يتعلق بالبيئة المدرسية أبرزها: عدم توفر البيئة التعليمية الصفية والمدرسية المحفزة والمشوقة والمشجعة الملائمة لتنمية الإبداع، عدم تفعيل المرافق التطويرية في المدرسة كالمكتبة ومختبر العلوم ومختبر الحاسوب في عمليات التعلم، عدم تنظيم المدرسة لمسابقات ومعارض لما ينتجه الطلبة على مستوى المدرسة بالشكل المطلوب.

تقول المشرفة التربوية سمر (اسم مستعار): "يحتاج الإبداع بالدرجة الأولى لبيئة تعليمية محفزة على الإبداع، وهذا ما تفتقده كثير من مدارسنا".

ويشير مدير المدرسة خالد (اسم مستعار): "غالبية مدارسنا يتوافر فيها مرافق تطويرية كالمكتبات والمختبرات ولكن آليات تفعيل هذه المرافق بالشكل المطلوب والحقيقي لتنمية الإبداع هو المطلوب".

أما المعلمة رغد فتقول: "أعتقد أن هناك قصور في عرض نتاجات وأعمال الطلبة، فالطالب عندما يقوم بعمل إبداعي فهو بحاجة إلى تقديره وعرضه عن طريق تنظيم المسابقات والمعارض حتى يشعر بأهمية هذا العمل ويعزز الإبداع لديه".

 

 

 

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث والذي نصه: ما التصور المقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية؟

التصور المقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية

أظهرت نتائج تحليل المقابلات للمشاركين في الدراسة عدداً من التصورات والمقترحات لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية. وتمّ بناء التصور المقترح حسب الخطوات الآتية:

أولاً: الهدف العام للتصور المقترح:

تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

ثانياً: أهداف التصور المقترح:

يمكن تحقيق الهدف العام للتصور المقترح من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية الآتية:

- تحديد واقع الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

- تحديد أبرز المعوقات التي تواجه الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية في مجالات: المناهج الدراسية، الإدارة المدرسية، المعلم، الطالب، البيئة المدرسية.

- تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية في مجالات: المناهج الدراسية، الإدارة المدرسية، المعلم، الطالب، البيئة المدرسية.

ثالثاً: مقترحات لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية

أ- تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية في مجال المناهج الدراسية:

-       تطوير وتعديل المناهج بحيث تركز أهداف المناهج الدراسية على تنمية القدرات الإبداعية لدى الطلبة.

-       تركيز المناهج الدراسية على تنمية مهارات التفكير العليا.

-       تركيز محتوى المناهج الدراسية على مواقف ومشكلات تتحدى تفكير الطلبة وتحفزهم لحلها.

-       تضمين المناهج الدراسية أنشطة تعليمية تعلمية تسهم في تنمية الإبداع.

-       تصميم الأنشطة في المناهج الدراسية بصورة تظهر مواهب وقدرات الطلبة.

-       تضمين المناهج الدراسية على مواضيع تشجع على البحث والتعلم الذاتي.

ب- تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية في مجال الإدارة المدرسية:

-       تبني إدارة المدرسة نشر ثقافة الإبداع لدى كلٍ من الطلبة والمعلمين والعاملين في المدرسة.

-       إتباع الإدارة المدرسية أنماطاً قيادية تزيد من الإبداع.

-       إتاحة الإدارة المدرسية لوجود حوار مع المعلمين ومناقشتهم في العمل التربوي يزيد من دورهم الابداعي.

-       منح الإدارة المدرسية صلاحيات للمعلمين تساعدهم على تنمية الإبداع.

-       تقدير الإدارة المدرسية لأعمال المعلمين الإبداعية والعمل على تدعيمها.

-       تشجيع الإدارة المدرسية المعلمين على استخدام أساليب تربوية ابداعية في التدريس.

-       تخصيص الإدارة المدرسية لميزانية كافية لتمويل الأنشطة الإبداعية.

ج‌-    تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية في مجال المعلم:

-       استخدام المعلم استراتيجيات تدريسية وطرق تدريس متنوعة لتنمية التفكير الإبداعي.

-       استخدام المعلم لوسائل تعليمية وتكنولوجية متنوعة لتنمية الإبداع.

-       ربط المعلم المهام الدراسية والمنهجية بالأنشطة الإبداعية.

-       تركيز المعلم على الأنشطة اللاصفية الإبداعية.

-       استخدام المعلم لأدوات تقويم تتناسب مع المستويات العقلية للمبدعين.

-       توفير برامج خاصة لإعداد المعلمين المبدعين والاستمرار في تدريبهم ونموهم المهني.

د‌-    تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية في مجال الطالب:

-       استثارة قدرات الطلبة ومواهبهم.

-       تنظيم المدرسة لقاءات لنشر ثقافة الإبداع لدى الطلبة.

-       تنظيم المدرسة معارض لإنتاج الطلاب في شتى المجالات الإبداعية.

-       اكساب المدرسة الطالب مهارات التعلم الذاتي والسعي نحو التعلم معتمداً على نفسه متفاعلاً مع مصادر التعلم المختلفة.

-       إتاحة المدرسة للطلبة الفرصة لممارسة الأنشطة التي تنمي الإبداع لديهم.

-       ترسيخ القيم الروحية والخلقية والمعايير السلوكية التي تساعد الطالب على الانسجام مع مجتمع المدرسة والزملاء لإنتاج أنشطة إبداعية.

هـ- تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية في مجال البيئة المدرسية:

-       توفير المدرسة مناخ يحفز المعلمين والطلبة وجميع العاملين في المدرسة على الإبداع.

-       توفير المدرسة بيئة مدرسية مشوقة ومشجعة ومحفزة على الإبداع.

-       توفير المدرسة الامكانات والتجهيزات اللازمة لتنمية الإبداع (مراسم، وسائط متعددة، قاعات عرض، مراجع، ملاعب).

-       تفعيل المرافق التطويرية في المدرسة (مختبرات، مكتبة) بشكل يساعد على تنمية الإبداع لدى الطلبة.

-       إنشاء المدرسة نوادي طلابية لاكتشاف المبدعين.

-       تنظيم المدرسة مسابقات ومعارض لما ينتجه الطلبة على مستوى المدرسة.

 

مناقشة النتائج

هدفت الدراسة إلى بناء تصور مقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية. وأشارت نتائج الدراسة اتفاقاً للمشاركين فيها من مشرفين تربويين ومديري مدارس ومعلمين إلى أن واقع الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية ليس بالمستوى المطلوب وبحاجة ماسة وحقيقية لتنميته في جميع محاور المنظومة المدرسية. وبينت نتائج تحليل المقابلات إلى أن تقييم غالبية المشاركين في الدراسة للإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية جاء بدرجة متوسطة. ويعزو الباحث هذه النتيجة إلى النمط العام السائد في مدارس التعليم العام الفلسطينية القائم على النمط التقليدي في جميع محاور المنظومة المدرسية واقتصارها على الأعمال الروتينية والتقليدية وقد يرجع السبب في هذا إلى القوانين والتعليمات الروتينية التي ينشغل بها جميع العاملين في المدرسة بصورة تستغرق معظم وقتهم مما يحول دون تبني مفهوم الإبداع في المدرسة. واتفقت هذه النتيجة مع نتائج دراسات عيادة والعبابنة (2021)، ودراسة المطيري (2019)، واختلفت مع دراسة سويطي (2015).

كما أجمع المشاركون في الدراسة بشكل كبير على تحديد المعوقات التي تواجه الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية حيث صنفت المعوقات في خمسة مجالات: المنهاج الدراسي، الإدارة المدرسية، المعلم، الطالب، والبيئة المدرسية. وقد أظهر نتائج تحليل المقابلات أن هناك اتفاقاً كبيراً من قبل عينة الدراسة في كثير من المعوقات التي تتعلق في كل مجال، ويعزو الباحث هذا الاتفاق إلى أن عينة الدراسة المكونة من المشرفين التربويين ومديري المداس والمعلمين على صلة وثيقة بجميع مكونات المنظومة المدرسية بحكم طبيعة عمل كل منهم، وأظهرت النتائج أن المعوقات تشمل جميع مجالات المنظومة المدرسية، وهي معوقات جوهرية وتؤثر بشكل كبير على واقع الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية. ويعزو الباحث هذه النتيجة إلى أن النمط السائد في المدارس نمط تقليدي وروتيني يقوم على تنفيذ تعليمات وقوانين، وأن تطبيق مفهوم الإبداع في المدارس محدود. واتفقت هذه النتيجة مع دراسة شانغ وآخرون (Chang & et al., 2021)، ودراسة مصطفى (2018).

وأظهرت نتائج الدراسة المتعلقة بالتصور المقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية أن التصور المقترح اعتمد وبشكل أساسي على تحديد المعوقات والاستفادة منها في بناء هذا التصور بمجالاته الخمسة: المنهاج الدراسي، الإدارة المدرسية، المعلم، الطالب، والبيئة المدرسية.

ويمكن أن يكون لهذه الدراسة عدة إسهامات في تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية، تكون أساساً تستند إليه وزارة التربية والتعليم ومديرياتها في بناء خطط واضحة لتنمية الإبداع.

 

التوصيات

في ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة، تمّ تقديم التوصيات الآتية:

- نشر ثقافة الإبداع بين جميع العاملين في المدرسة وتعزيز المفاهيم الإبداعية لديهم.

- تطوير المناهج الدراسية وتضمينها أنشطة إبداعية، ومراعاة كثافة المنهاج بشكل يتلائم ويتيح تبني وتطبيق المناهج بصورة داعمة للإبداع.

- اختيار قيادات مدرسية واعية، تؤمن بأهمية الإبداع في البيئة المدرسية، وتسعى لتنميته لدى المعلمين والمتعلمين، والاهتمام بالمديرين المبدعين وتحفيزهم وتنشيط الإبداع لديهم وتنميته.

- تدريب المعلمين على استخدام الاستراتيجيات التي تنمي الإبداع مثل: حل المشكلات، والاكتشاف والألعاب، والعصف الذهني، والاستقصاء.

- توفير برامج خاصة لإعداد المعلمين المبدعين والاستمرار في تدريبهم ونموهم المهني.

- إجراء دراسات معمقة بجميع أنواعها تكون أساساً في تنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

- اهتمام وزارة التربية والتعليم بالتصور المقترح لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية.

 

 

 

الخاتمة

يُعدّ الإبداع سمة من سمات التطور والتميز التي يقاس بها التقدم والرقي في مختلف الدول، ويعد كذلك مطلباً رئيساً ومؤشراً يستدل من خلاله على نجاح المؤسسات أو فشلها في تحقيق أهدافها وهذا يتطلب إلى ضرورة الاهتمام بالإبداع وتنمية القدرات المؤثرة فيه، وإلى ضرورة توجيه العملية التربوية نحو الهدف الذي تسعى إليه، وهو تكوين الإنسان المبدع القادر على مواجهة موجة من التحديات والتغيرات التي يشهدها العالم؛ نتيجةً للتطور المعرفي والاقتصادي والتكنولوجي؛ مما يدفع المؤسسات التربوية وخصوصاً المدرسة التي تعتبر أهم هذه المؤسسات إلى تبني مفهوم الإبداع بحيث تكون قادرة على التغيير والتطوير لاستيعاب هذه التحديات والأزمات ومواكبتها بطريقة إبداعية تمكنها من مواجهة هذه التحديات والأزمات بكفاءة واقتدار.

وانطلاقاً من أن تنمية الإبداع هو أحد الأهداف التربوية التي تسعي المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقها قدمت هذه الدراسة تصوراً مقترحاً لتنمية الإبداع في مدارس التعليم العام الفلسطينية، من خلال دراستها لأبرز المعوقات التي تواجه الإبداع تمّ الاستفادة منها في بناء التصور المقترح الذي يمكن تلخيصه بأن التعليم الجيد في عصر المعرفة يتطلب تنمية الإبداع في المدرسة، وأن الإبداع لا يمكن أن ينمو ويتطور إلا عن طريق عملية منظمة ومخطط لها تخطيطاً سليماً لمنظومة المدرسة بصورة تكاملية وشاملة بجميع عناصرها: المنهاج الدراسي، الإدارة المدرسية، المعلم، الطالب، البيئة المدرسية بحيث تساعد الطالب على النمو والتطور حتى يصل إلى قمة الإبداع.

 


 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

البرجاوي، مولاي. (2015). الإبداع والتربية الإبداعية. مجلة البيت العربي، 1(5)، 45-61.

البلوشي، مريم. (2010). واقع ممارسة معلمي التربية الإسلامية أساليب تنمية مهارات التفكير الإبداعي في تدريس طلبة الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة مؤتة، الأردن.

جروان، فتحي. (2002). أساليب الكشف عن الموهوبين ورعايتهم. عمان: دار الفكر.

جلدة، سليم وعبوي، زيد. (2006). إدارة الإبداع والابتكار. عمان: دار كنوز المعرفة.

السعدية، حمدة. (2011). متطلبات تطبيق الإبداع الإداري في مدارس ولاية الرستاق بمنطقة الباطنة جنوب. مجلة اتحاد الجامعات العربية للتربية وعلم النفس، ع.(3)، 39-66.

السلاموني، ريهام، جورجيت، مرجان، أحمد، رانيا. (2017). واقع دور المعلم في رعاية الطلاب المبدعين بالمرحلة الابتدائية بمحافظة بورسعيد. مجلة كلية التربية، جامعة بورسعيد، ع.(22)، 463-482.

سويطي، عبد الناصر. (2015). دور الإدارة المدرسية في تنمية الإبداع في المدارس الحكومية في محافظتي الخليل وبيت لحم ومعيقاتها من وجهة نظر مديريه. مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية، ع.(22)، 27-50.

أبو شمالة، فرج. (2013). دور الإدارة المدرسية في تنمية الإبداع لدى معلمي التعليم العام بمحافظات غزة من وجهة نظرهم. المؤتمر السنوي الخامس (تنمية ثقافة الإبداع)، وزارة الثقافة / دولة فلسطين.

طراد، حيدر. (2012). أثر برنامج )كوستا وكاليك( في تنمية التفكير الإبداعي باستخدام عادات العقل لدى طلبة المرحلة الثالثة في كلية التربية الرياضية. مجلة علوم التربية الرياضية، 1(5)، 25-264.

العاجز، فؤاد وشلدان، فايز. (2009، 26-27 تموز). دور القيادة المدرسية في تنمية الإبداع لدى معلمي المرحلة الثانوية في قطاع غزة. دراسة مقدمة للمؤتمر العلمي العربي السادس لرعاية الموهوبين والمتفوقين- رعاية الموهوبين ضرورة حتمية لمستقبل عربي أفضل، الأردن: المجلس العربي للموهوبين والمتفوقين.

عبابنة، رامي والشقران، رامي. (2013). درجة ممارسة للإبداع الإداري لدى القادة التربويين في مديريات التربية والتعليم في محافظة إربد. مجلة العلوم التربوية والنفسية، 14(2)، 459-486.

عبد، خنساء. (2016). معوقات الإبداع لدى المدرسين والمدرسات في مدارس المتميزات والمدارس المطورة في العراق من وجهة نظرهم. دراسات عربية في التربية وعلم النفس، ع.(74)، 301-319.

عبد العال، حسن. (2005). التربية الإبداعية: ضرورة وجود. عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون.

عمري، عاشور. (2020). دور الأنشطة التربوية في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الدارسين الكبار بفصول محو الأمية: تصور مقترح. مجلة جامعة الفيوم للعلوم التربوية والنفسية، 14(6)، 1-78.

أبو عيادة، هبة وعبابنة، صالح. (2021). درجة تطبيق القيادة الإبداعية لدى القيادات التربوية في المدارس الأردنية. مجلة دراسات لجامعة عمار ثليجي الإواط-الجزائر، ع.(99)، 63-88.

الكوني، عصام. (2017). الإدارة المدرسية ودورها في تنمية الإبداع لدى المعلمين في مدارس مرحلة التعليم الأساسي بليبيا. مجلة كليات التربية، ع.(7).

مصطفي، ناهد. (2018).  تصور مقرح لتطوير إدارة مدارس الحلقة الأولي من التعليم الأساسي بمحافظة الفيوم في ضوء مدخل الإبداع الإداري (رسالة ماجستير غير منشورة). كلية التربية، جامعة الفيوم، جمهورية مصر العربية.

المطيري، عبد الله. (2019). درجة توافر ثقافة الإبداع الإداري لدى مديري المدارس في دولة الكويت وعلاقتها بدافعية الإنجاز لدى المعلمين (رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة آل البيت، الأردن.

المفرجي، خليفة. (2003). معوقات التفكير الإبداعي في مادة الدراسات الاجتماعية) رسالة ماجستير غير منشورة). جامعة مؤتة، الأردن.

المراجع العربية الإنجليزية

Al-Barjawi, M. (2015). Creativity and Creative Education. (in Arabic) Al-Bayt Al-Arabi Magazine, 1 (5), 45-61.

Al Balushi, M. (2010). The reality of Islamic education teachers practicing methods of developing creative thinking skills in teaching students of the second cycle of basic education (in Arabic) (unpublished master's thesis). Mutah University, Jordan.

Jarwan, F. (2002). Methods of identifying and caring for the gifted. (Arabic) Amman: Dar Al-Fikr.

Lashes, S and Abwe, G. (2006). Creativity and innovation management. (Arabic) Amman: Knowledge Treasures House.

Saadia, h. (2011). Requirements for the application of administrative creativity in the schools of the state of Rustaq in the Al Batinah region, South, (in Arabic) Journal of the Association of Arab Universities for Education and Psychology, p. (3), 39-66.

Al-Salamouni, R, Georgette, M, Ahmed, R. (2017). The reality of the teacher's role in caring for creative students in the primary stage in Port Said Governorate. (in Arabic) Journal of the Faculty of Education, Port Said University, p. (22), 463-482.

Sweiti, A. (2015). The role of the school administration in developing creativity in public schools in the governorates of Hebron and Bethlehem and its obstacles from the point of view of principals. (In Arabic) Journal of the College of Basic Education for Educational and Human Sciences, p. (22), 27-50.

Abu Shamala, F. (2013). The role of the school administration in developing creativity among general education teachers in the governorates of Gaza from their point of view. (Arabic) The Fifth Annual Conference (Developing a Culture of Creativity), Ministry of Culture / State of Palestine.

Trad, h. (2012). The effect of the (Costa and Kalik) program on developing creative thinking using habits of mind among third-stage students in the College of Physical Education. (in Arabic) Journal of Physical Education Sciences, 1 (5), 25-264.

Helpless, F and Sheldan, F. (2009, July 26-27). The role of school leadership in developing creativity among secondary school teachers in the Gaza Strip. (Arabic) A study presented to the Sixth Arab Scientific Conference for the Gifted and Talented - Caring for the Gifted is an Imperative Necessity for a Better Arab Future, Jordan: Arab Council for the Gifted and Talented.

Ababneh, R. and Al-Shaqran, R. (2013). Degree of practice of administrative creativity among educational leaders in the directorates of education in Irbid governorate. (in Arabic) Journal of Educational and Psychological Sciences, 14(2), 459-486.

Abdul, K. (2016). Obstacles to creativity among male and female teachers in distinguished schools and developed schools in Iraq from their point of view. (in Arabic) Arabic Studies in Education and Psychology, p. (74), 301-319.

Abdel-Aal, H. (2005). Creative Education: The Necessity of Existence. (in Arabic) Amman: Dar Al-Fikr Publishers and Distributors.

Omri, A. (2020). The role of educational activities in developing creative thinking skills among adult learners in literacy classes: a proposed concept. (in Arabic) Fayoum University Journal of Educational and Psychological Sciences, 14 (6), 1-78.

Abu Ayada, H. and Ababneh, p. (2021). The degree of application of creative leadership among educational leaders in Jordanian schools. (In Arabic) Studies Journal of Ammar Thaliji Al-Awat University - Algeria, p. (99), 63-88.

Al-Koni, A. (2017). School administration and its role in developing creativity among teachers in primary education schools in Libya. (in Arabic) Journal of Colleges of Education, p. (7).

Mostafa, N. (2018). A proposed vision for the development of the management of schools of the first cycle of basic education in Fayoum Governorate in the light of the entrance to administrative creativity. (in Arabic) (unpublished master's thesis). Faculty of Education, Fayoum University, Arab Republic of Egypt.

Al-Mutairi, A. (2019). The degree of availability of a culture of administrative creativity among school principals in the State of Kuwait and its relationship to teachers' achievement motivation. (Arabic) (unpublished master's thesis). Al al-Bayt University, Jordan.

Al-Mafarji, K. (2003). Obstacles to creative thinking in social studies. (Arabic) unpublished master's thesis). Mutah University, Jordan.

المراجع الأجنبية:

Chang, C. M., Hsieh, H. H., Chou, Y. H., & Huang, H. C. (2021). The relationship between physical education teachers’ perceptions of principals’ transformational leadership and creative teaching behavior at junior and senior high schools: A cross-level moderating effect on innovative school climates. Sustainability (Switzerland), 13(15). https://doi.org/10.3390/su13158184

Cropley, D. H., Kaufman, J. C., & Cropley, A. J. (2011). Measuring creativity for innovation management. Journal of technology management & innovation, 6(3), 13-30.

DEMİR KAÇAN, S., ŞAHİN, F. (2015). An Inquiry Concerning the Characteristics of the Creative Person, Journal of Education and Practice, 6(27), 86-89.

European Council (2009). Council conclusions of 12 May 2009 on a strategic framework for European cooperation in education and training (‘ET 2020’) (No. (2009/C 119/02)).

Gao, Q., Chen, P., Zhou, Z., & Jiang, J. (2020). The impact of school climate on trait creativity in primary school students: The mediating role of achievement motivation and proactive personality. Asia Pacific Journal of Education, 40(3), 330-343.    https://doi.org/10.1080/02188791.2019.1707644

Maurer, A. B. (2012). The Impact of Positive Traits on Teacher Performance Within A Systems Driven Charter School Management Organization. Master of Applied Positive Psychology (MAPP) Capstone Projects.

Mills, J. J. (2014). Preparing Students with 21st Century Skills:   Educator Training and Preparedness to Integrate into Curriculum. Published Edgewood College, Madison.