) لاستعمال هيئة التحرير ) تاريخ الإرسال (01-09-2024)، تاريخ قبول النشر (12-12-2024)

القدرة التنبؤية للتعلم القائم على المشاريع في معالجة آثار الحروب وإعادة هيكلة المجتمعات المتضررة: تحليل معمق للحالة الفلسطينية

اسم الباحث الأول باللغتين العربية والإنجليزية

فلسطين عزات محمود طه

Falesteen Izzat Mahmoud Taha

اسم الباحث الثاني باللغتين العربية والإنجليزية:

محمد كامل يوسف سلامة

Mohammed Kamel Youssef Salama

اسم الباحث الثالث باللغتين العربية والإنجليزية:

/

/

The Predictive Power of Project-Based Learning in Addressing the Effects of Wars and Restructuring War-Affected Communities: An In-Depth Analysis of the Palestinian Case

1 اسم الجامعة والدولة (للأول) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي فلسطين

Ministry of Education and Higher Education, Palestine

2 اسم الجامعة والدولة (للثاني) باللغتين العربية والإنجليزية

وزارة التربية والتعليم العالي فلسطين

Ministry of Education and Higher Education, Palestine

3 اسم الجامعة والدولة (للثالث) باللغتين العربية والإنجليزية

/

/

Doi: لاستعمال هيئة التحرير

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:       E-mail address:

falasteensalamah1982@gmail.com

 

الملخص:

 

 

هدف البحث معرفة أثر الحروب على العملية التعليمية، والتعرف إلى مزايا استراتيجيات التعلم بالمشروع، والتعرف إلى القدرة التنبؤية للتعلم بالمشروع في معالجة آثار الحروب وانعكاساتها في فلسطين، واستخدم البحث المنهج الوصفي الذي يقوم على إجراء مراجعة للأدبيات التربوية التي تناولت موضوع الدراسة، واستقراء نتائج الدراسات السابقة للوصول إلى نتائج عامة، وتوصل إلى العديد من النتائج منها: للحروب تداعيات سلبية على العملية التعليمية سواء من حيث الأضرار الكلية أو الجزئية التي تلحقها بالبنية التحتية اللازمة للتعليم والمدارس، أو من حيث انقطاع الطالب عن العملية التعليمية، أو من حيث فقدان الأمن والاستقرار وما يحدثه من تأثير سلبي على الحالة النفسية للطالب، وأن استراتيجية التعلم القائم على المشروع تساعد في التقليل من الآثار السلبية للحروب في فلسطين من خلال استمرار ربط الطالب بالعملية التعليمية، وتشجيعه على الابتكار والتفكير، والتعاون في التغلب على المشكلات، وتوظيف القدرات والإمكانات في استمرار التعلم، وخرج البحث بمجموعة من التوصيات منها: تعزيز العمل باستراتيجية التعلم القائم على المشروع في المدارس الفلسطينية.

 

 

  كلمات مفتاحية:  (التعلم القائم على المشاريع، الحروب، إعادة الهيكلة، المجتمعات المتضررة، الحالة الفلسطينية)

 

 

Abstract:

 

 

The aim of the research is to investigate the impact of wars on the educational process, explore the benefits of project-based learning strategies, and examine the predictive ability of project-based learning in addressing the effects and repercussions of wars in Palestine. The research employed a descriptive approach, conducting a review of educational literature related to the study topic and analyzing the results of previous studies to draw general conclusions. The research found several results, including: wars have negative repercussions on the educational process, both in terms of the total or partial damage to the infrastructure necessary for education and schools, student disruption from the educational process, and the loss of security and stability, which negatively affects the student's psychological state. Additionally, the project-based learning strategy helps reduce the negative effects of wars in Palestine by maintaining the student's connection to the educational process, encouraging innovation and critical thinking, promoting collaboration to overcome challenges, and utilizing available resources to continue learning. The research concluded with several recommendations, including strengthening the use of project-based learning strategies in Palestinian schools.

 

 

Keywords: (Project-based learning, wars, restructuring, affected communities, Palestinian case)

 

 

مقدمة

إن طبيعة الإنسان تميل إلى الأمن والاستقرار، والسعي الدؤوب إلى تحقيق مستوى أفضل وأكثر تقدماً، وقد يضطر الإنسان إلى التعايش مع الطبيعة الكونية والبشرية المتقلبة كالكوارث الطبيعية، والكوارث البشرية الملازمة للحروب، والتي تؤدي بدورها إلى سيطرة أجواء الفوضى، وفقدان أهم مقومات الحياة، ومنها التعليم، فالحروب تؤدي إلى وجود عدد متزايد من المشردين واللاجئين الذين يتركون منازلهم، وأوطانهم بحثا عن أماكن آمنة تمنحهم المأوى المؤقت، مثل هذه الأوضاع الطارئة تحول دون حصول عدد كبير من الأطفال على حقهم في التعليم(عبد التواب وآخرون، 2023).

وقطاع التعليم من أهم قطاعات الحياة، وفي الوقت نفسه يعد أكثر القطاعات تضررا في ظل الحروب والأزمات، فعلى سبيل المثال لا الحصر، كان الهاجس الأول لوزارة التربية والتعليم اليابانية بعد الحرب العالمية الثانية هو كيفية إعادة النظام التعليمي في أقل وقت ممكن بعد أن تضررت البنية التحتية للتعليم، وأصبح ثمانية عشر مليون طالب خارج مقاعدهم الدراسية(محسن وجعفر، 2018).

وكانت فلسطين ومازالت من أكثر الدول تضررا بسبب الحروب، وليس أدل على ذلك مما تشهده غزة والضفة الغربية اليوم من أحداث مدمرة لكل مقومات الحياة، فمنذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر 2023ُ، سلب ما كان قد تبقى من مقومات الحياة في غزة بعد سبعة عشر عاما من الحصار الخانق المتواصل، ففي حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الصهيوني على غزة، اقتصرت الحياة فيها على محاولات مستمرة للنجاة وصراع يومي من أجل البقاء، وفي ظل التدمير الشرس غير المسبوق للأعيان وتوقف مناحي الحياة كافة بفعل الهجمات الكثيفة والمتواصلة لجيش الاحتلال الصهيوني تضعنا غزة أمام مجموعة كبيرة من التحديات والأسئلة الصعبة، منها سؤال التعليم، الذي أدت الحرب إلى توقفه بشكل كامل، الأمر الذي سيترك آثارا طويلة المدى قد يصعب تداركها(ناصر، 2024).

والتعلم بالمشروع في سياق معالجة آثار الحروب وانعكاساتها يمكن أن يكون أداة فعّالة لتحفيز الطلاب على التفكير النقدي وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات المعقدة التي تنشأ عن النزاعات.

 

مشكلة البحث

فرضت قضية التعليم في حالات الطوارئ نفسها كحق إنساني أساسي، وأثارت اهتمام المنظمات الإنسانية المختلفة، التي عملت على إنشاء شبكة مشتركة لوكالات التعليم في حالات الطوارئ (INEE) وتعمل هذه الشبكة من أجل  الحد الأدنى لمعايير التعليم بتيسير وتنفيذ تلك المعايير المنصوص عليها في التعليم في حالة الطوارئ، وهي : الجهوزية والاستجابة والتعافي، وتأمين فرص تعليمية لكل الأعمار، وتأمين التعليم الجيد، والحماية الجسدية، والنفس اجتماعية، والمعرفة بدءا من حالة الطوارئ وصولا لحالة التعافي(عبد التواب وآخرون، 2023)،من بين التوجهات التربوية الحديثة لتطوير التعليم بشكل عام وجعله قادرا على الاستجابة مع متغيرات العصر التعلم بالمشروع، فقد أثبتت دراسة مخامرة ومنشار (2024) أن تبني مدارس مديرية التربية والتعليم في يطا ساهم في تطور التعليم من وجهة نظر المشاركين في المشروع من خلال الاعتماد بدرجة كبيرة على تبني مشروع المشاركة المجتمعية، ومن بين الاستراتيجيات التي نوقشت في سبيل التعليم في حالة الحروب استخدام التعلم بالمشروع، الذي يمكن الطلاب اكتساب فهماً أعمق لآثار الحروب وتطوير حلول مبتكرة ومؤثرة، مما يساهم في معالجة الانعكاسات المعقدة للنزاعات بطريقة عملية ومستدامة. وبناء على ما سبق فإن هذه الورقة البحث تحاول الإجابة عن السؤال الرئيس: ما القدرة التنبؤية للتعلم بالمشروع في معالجة آثار الحروب وانعكاساتها في فلسطين؟

أهداف البحث

حدود البحث

الحد المكاني: فلسطين.

الحد الزماني: العام الدراسي 2024.

الحد الموضوعي: القدرة التنبؤية للتعلم بالمشروع في معالجة آثار الحروب وانعكاساتها.

أهمية البحث

يعدّ قطاع التعليم من القطاعات الرئيسية في أي مجتمع، فهو حق من حقوق الانسان ويعد الأساس المتين الذي ترتكز عليه تقدم المجتمعات، إذ تسعى الدول كافة لتزويد الأطفال بالمعارف والمهارات في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي وذلك من أجل ضمان تقدم مجتمعاتهم وخاصة في فترة الأزمات ومن هنا تنبع أهمية هذا البحث، وتكمن أهمية البحث من الناحية النظرية في تسليط الضوء على أثر الحروب على العملية التعليمية، ودور التعلم بالمشروع في معالجة آثار الحروب وانعكاساتها، ومن الناحية التطبيقية من الممكن أن تساهم نتائج البحث في زيادة القدرة التنبؤية للتعلم بالمشروع في معالجة آثار الحروب وانعكاساتها في فلسطين إذا ما أخذت بعين الاعتبار من قبل القائمين على العملية التعليمية في فلسطين.

منهج البحث

يتبع البحث المنهج الوصفي الذي يقوم على إجراء مراجعة للأدبيات التربوية التي تناولت موضوع الدراسة، واستقراء نتائج الدراسات السابقة للوصول إلى نتائج عامة.

 

مصطلحات البحث:

الحرب: الحرب هي ظاهرة العنف الجماعي المنظم التي تؤثر إما على العلاقات بين مجتمعين أو أكثر أو تؤثر على علاقات القوة داخل المجتمع(حسن وحسان، 2024: 17).

استراتيجية التعلم القائمة على المشروع: هي إحدى الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تمثل نمطا من أنماط التعلم المتمركز حول المتعلم، حيث يستطيع الطالب الاعتماد على نفسه في عملية التعلم، فهي عبارة عن نظام يشتمل على كافة المواد التعليمية، والتي تساعد المتعلمين على تحقيق الأهداف التعليمية وفق قدراتهم وإمكانياتهم كما يراعي الفروق الفردية بينهم(مرسي وحناوي، 2023: 227).

 

 

الإطار النظري

أثر الحروب على العملية التعليمية وطرق مواجهة آثارها السلبية

يتعرض التعليم العام أو المدرسي في فلسطين للتدمير المنهجي المستمر من قبل دولة الاحتلال، وهو ما وصفته مجلة "الغارديان" "بإبادة المدارس (scholasticide )في تقرير لها صدر عام 2009 بعنوان " في غزة المدارس تموت أيضا"، ويأتي هذا التمير للتربية والتعليم والتعلم، باعتبارها من مرتكزات الهوية والوجود الفلسطيني، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فلم يكن التعليم يوما بمنأى عن استراتيجياتها  الاستعمارية الاستيطانية الهادفة إلى محو الفلسطينيين وروايتهم وتاريخهم، وإخضاع من يبقى منهم، وتحويلهم إلى رعايا في الدولة الاستعمارية، لتتمكن من استكمال مشروعها في السيطرة على الأرض، ونزع الصفة الاستعمارية عنه وتطبيعه(ناصر، 2024).

وعلى المستوى العربي توصلت دراسة علي والشريقي(2022) إلى مجموعة من النتائج منها: انخفاض أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم ما قبل الجامعي خلال سنوات الحرب على سورية، كما ظهرت تداعيات الأزمة على التعليم المهني في التوجه نحو أنواع محددة من التعليم وانخفاض جودة التعليم ما قبل الجامعي وازدياد معدلات فقر التعلم بين الطلاب السوريين وخاصة في مخيمات النزوح.

وعلى المستوى العالمي توصلت دراسة أومويفا وآخرين (Omoeva et al، 2018) إلى عدد من النتائج منها أنّ النزاع يقلل من متوسط التحصيل الدراسي بنسبة 7% من السنة الدراسية ويخفض نسبة التكافؤ بين الجنسين بنسبة 5%، ويقلل النزاع من متوسط سنوات الدراسة بمقدار 14% ويوسع الفجوة بين الذكور والإناث بنحو 8%. كما وجدت الدراسة أنّ النزاعات العرقية أكثر ضرراً من النزاعات الأخرى التي تؤدي إلى انتشار حالات عدم المساواة في التعليم في البلدان التي تتصف بالهشاشة، بينما تنخفض حالات عدم المساواة في التعليم في سنوات ما بعد النزاع وتميل مستوياته إلى الاستقرار أو الانحدار ببطء وربما لا تصل إلى ما قبل النزاع.

وخاضت العديد من الدول تجربة معالجة الضرر الذي أصاب العملية التعليمة بسبب الحروب، وقدمت حلولا ومشاريع بهدف إعادة التعليم والحد من الآثار السلبية التي لحقت به، ومن هذه التجارب التجربة اليابانية لإعادة التعليم عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وقدمت وزارة التربية والتعليم خطة لذلك بعنوان(سياسة التعليم في بناء اليابان الجديدة(، ومن بين ما تضمنته الخطة: إعادة النظر في الكتب المدرسية من جديد، لكي تتفق مع السياسة التعليمية الجديدة للدولة، وإعادة تأهيل الكوادر التدريسية للمؤسسات التعليمية كافة لكي يتحقق التلاؤم مع متطلبات المرحلة الجديدة، والتركيز في هذه المرحلة على التعليم ذي المواصفات العلمية، وتطوير معاهد ومراكز البحوث، بدلا من التركيز على التعليم المهني الذي كان سائدا في سياسات الحكومات السابقة، والالتزام بالقيم الدينية للشعب الياباني، والاهتمام بدروس التربية البدنية ذات الطابع الرياضي، وإصلاح الهيكل الإداري لوزارة التربية والتعليم بما يتلاءم مع الاصلاحات التعليمية الجديدة(محسن وجعفر، 2018).

وهدفت دراسة عبد التواب وآخرين(2023) التعرف على معايير جودة التعليم في حالات الطوارئ في ضوء الأدبيات التربوية المعاصرة، ومن بين ما أوصت به الدراسة تفعيل المشاركة المجتمعية للمساهمة في تنفيذ خطة التعليم في حالات الطوارئ، ورفع كفاية أولياء الأمور في آليات التعامل مع أبنائهم من خلال تدريبهم على كيفية متابعتهم ومراقبتهم خلال حالة الطوارئ، وإعداد خطة للتعليم تتفق مع معايير التعليم في حالات الطوارئ العالمية.

وينتج عن الحروب الكثير من الأضرار المادية التي تلحق البنية التحتية للتعليم، فالكثير من المدارس تتهدم بشكل كلي أو جزئ بسبب الحروب، وهنا يأتي دور المشاركة المجتمعية في إعادة تأهيل البيئة التعليمية، وتضافر الجهود الرسمية والشعبية في الحد أو التقليل من الآثار السلبية الناجمة عن الحروب(مخامرة ومنشار، 2024).

ويتجاوز التعليم العام بمعناه الشمولي الأبعاد المرتبطة بتلقي المعارف والمهارات، ليهتم بجميع أبعاد حياة المتعلم العقلية والجسدية والنفسية والثقافية والاجتماعية، من خلال عملية تكاملية وثيقة الصلة بالمجتمع والبيئة، وفي غزة وخلال الأحداث المدمرة التي شهدتها منذ السابع من شهر أكتوبر فإن ناصر(2024) ترحب بالمبادرات المحدودة والمهمة في الوقت ذاته، والتي يقوم بها بعض أفراد المجتمع في غزة؛ ففي خضم هذه الحرب المستمرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المدونات العديد من القصص عن مبادرات طوعية يقوم من خلالها المعلمون والناشطون بتنفيذ نشاطات تعليمية ونشاطات الدعم النفسي والاجتماعي في مراكز الإيواء في غزة، وعلى الرغم من اختلاف السياق والظروف والمعطيات بشكل كبير، فإن هذه المبادرات تعيد إلى الذاكرة بعضا من قيم العمل التطوعي والجماعي والتكافل الاجتماعي خلال الانتفاضة الأولى.

ثم تقدم ناصر(2024) بعض التدخلات لإعادة التعليم، ومنها:

وبعد الحرب في فلسطين، يحتاج المعلمون إلى اتباع أساليب تعليمية موجهة لدعم الطلاب المتضررين من الصراع وتعزيز إعادة بناء المجتمع، وهذه بعض الأساليب التي يمكن أن تكون فعالة:

  1. التعليم الموجه نحو الدعم النفسي:
  1. استخدام الفن والعلاج بالفن:
  1. التعلم من خلال المشاريع:
  1. التعليم التعاوني والمجتمعي:
  1. استخدام التكنولوجيا والتعليم عن بعد:
  1. إعادة إدماج الأطفال الذين تأثر تعليمهم:

التعلم بالمشروع مفهومه ومميزاته

التعلم بالمشروع في سياق معالجة آثار الحروب وانعكاساتها يمكن أن يكون أداة فعّالة لتحفيز الطلاب على التفكير النقدي وتطوير حلول مبتكرة للمشكلات المعقدة التي تنشأ عن النزاعات، وهناك العديد من الاختلافات حول تعريف التعليم القائم على المشروع، ولكن معظم التعريفات أجمعت على أن التعليم القائم على المشاريع هو مهمة منظمة أو المنتج المنسق والموجه للتعلم،  الذي عادة ما يركز على خبرات تعلم أصيلة، ويقتضي التحقيق المتعمق، ويشجع التفكير متعدد التخصصات، ويستثمر فوائد من التعاون، ويشمل التقييم المستمر.وتكمن قوة التعلم القائم على المشروع في الأصالة وتطبيق البحوث في واقع الحياة وتعتمد فكرته الأساسية على إثارة اهتمام الطلاب بمشاكل العالم الحقيقي والدعوة للتفكير الجاد فيها وتحفيزهم على اكتساب وتطبيق المعرفة الجديدة في سياق حل المشكلة، ويلعب المعلم دور المُيسِّر، والعمل مع الطلاب يتركز حول تأطير المسائل الجديرة بالاهتمام وهيكلة المهام ذات المغزى، والتدريب على تطوير المعرفة والمهارات الاجتماعية، ويتم هذا التعلم وفق نموذج قرص بلوم للتعلم، حيث ينتقل الطلاب أثناء تطبيق المشروع والتعلم منه من مرحلة المعرفة إلى الفهم، ثم التطبيق، ثم التحليل، فالتركيب، فالتقويم، مما يعزز تعلمهم وينمي قدراتهم العقلية العليا ويعرض الطلاب نتائج مشاريعهم في معرض خاص لعرض نتائج التعلم ويصاحب ذلك اكتساب معارف ومهارات وتنمية قدرات متنوعة تساعد الطالب على التوافق مع متطلبات الحياة في القرن الحادي والعشرين(التعبان وناجي، 2022).

فالتعلم يالمشروع إحدى الاستراتيجيات التعليمية الحديثة التي تمثل نمطا من أنماط التعلم المتمركز حول المتعلم، حيث يستطيع الطالب الاعتماد على نفسه في عملية التعلم، فهي عبارة عن نظام يشتمل على كافة المواد التعليمية، والتي تساعد المتعلمين على تحقيق الأهداف التعليمية وفق قدراتهم وإمكانياتهم كما يراعي الفروق الفردية بينهم(مرسي وحناوي، 2023: 227).

فالمتعلمون في أمس الحاجة إلى استراتيجيات تدريسية تساعدهم على تنمية مهاراتهم الحياتية المختلفة، وتدريبهم على الإبداع ومواجهة المشكلات والأزمات، وهذا لن يحدث دون استخدام استراتيجيات التعليم الحديثة، وتعد استراتيجية التعليم القائمة على المشروع إحدى هذه الاستراتيجيات الحديثة التي تركز على المتعلم، وتزيد من قدرته في الاعتماد على نفسه، وتحقيق الأهداف التعليمية وفق قدرات الطلبة والفروق الفردية لهم(يونس، 2023).

وفيما يلي بعض الجوانب التي يمكن أن تعزز من فعالية هذه المنهجية في هذا السياق:

  1. فهم السياق التاريخي والاجتماعي:يمكن أن يبدأ المشروع بفهم الطلاب للسياق التاريخي والسياسي للنزاع. من خلال البحث وجمع المعلومات، يمكن للطلاب تحليل الأسباب والجذور التاريخية للحرب، مما يساعدهم على التنبؤ بالاحتياجات المستقبلية للمجتمعات المتأثرة.
  2. إعادة الإعمار والتنمية:يمكن للطلاب العمل على مشاريع تتعلق بإعادة بناء البنية التحتية المتضررة، مثل المدارس والمستشفيات والمساكن. من خلال تخطيط وتنفيذ مشاريع افتراضية أو حقيقية صغيرة، يمكنهم استكشاف أفضل الممارسات في إعادة الإعمار والتنبؤ بتأثير هذه المشاريع على المدى الطويل.
  3. الدعم النفسي والاجتماعي:يمكن أن تتضمن المشاريع مبادرات لدعم الناجين من النزاعات، مثل برامج التعليم للأطفال المتضررين، أو ورش عمل لتعزيز الصحة النفسية للمجتمعات. هذه المشاريع يمكن أن تساعد في تنبؤ كيفية تحسين الحالة النفسية والاجتماعية للأفراد على المدى الطويل.
  4. الحفاظ على التراث الثقافي:تتسبب الحروب غالباً في تدمير التراث الثقافي. يمكن للطلاب تطوير مشاريع لحفظ التراث الثقافي وإعادة إحيائه، مثل توثيق الأماكن التاريخية أو إعادة بناء المواقع الأثرية. هذه الجهود تسهم في التنبؤ بكيفية استعادة الهوية الثقافية للمجتمعات المتضررة.
  5. التفاعل مع الخبراء والمجتمعات المحلية:يمكن إشراك الطلاب في ورش عمل مع خبراء في إعادة الإعمار أو في لقاءات مع أفراد من المجتمعات المتأثرة بالحرب. هذا التفاعل يعزز فهمهم للواقع ويساعدهم على تطوير حلول قابلة للتطبيق والتنبؤ بتأثيرها.
  6. استخدام التكنولوجيا والابتكار:يمكن للطلاب استخدام التكنولوجيا، مثل الواقع الافتراضي أو الذكاء الاصطناعي، لمحاكاة أو دراسة تأثيرات الحروب على المدى الطويل. هذا يمكن أن يسهم في تطوير نماذج تنبؤية تساعد في فهم كيفية تعامل المجتمعات مع آثار النزاعات.
  7. تقييم الأثر المستدام:من خلال متابعة نتائج مشاريعهم وتحليل البيانات المستخرجة منها، يمكن للطلاب تقييم الأثر المستدام لمبادراتهم والتنبؤ بالتحسينات المحتملة في المستقبل.
  8. التركيز على التعليم الناجع والمستدام: يجب أن يكون التركيز على بناء نظم تعليمية قائمة على المهارات والمعرفة التي يحتاجها الطلاب لمواجهة التحديات المستقبلية. يجب أن تكون هذه النظم مستدامة وقادرة على التكيف مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

ومن خصائص التعلم القائم على المشروع أنه يعتبر المتعلم محور العملية التعليمية، ويراعي قدرات الطلاب والفروق الفردية بينهم، ويمد الطلاب بمعرفة أعمق بالموضوعات التي يدرسونها، ويبث روح الاستكشاف في الطلبة، والمشاركة البناءة في فريق العمل، وتنمية الابداع وتقديم حلول للمشكلات تتميز بالأصالة، ويحقق النمو العقلي والمهارات لدى الطلاب، ويركز على الأسئلة المفتوحة والمهام التي تثير التحدي، يتيح فرصة التوصل إلى جديد(داود، 2018).

واستراتيجية التعلم بالمشروع من الطرق الحديثة في العملية التعليمية والتي تقوم على مبدأ التعلم الذاتي الذي يركز على المتعلم بشكل أساسي بما توفره للمتعلم من المواد التعليمية التي تعمل على ايصال المتعلم للأهداف التعليمية مع أخذ الفروق الفردية في الاعتبار وقدرات وإمكانيات المتعلمين، وهي مجموعة من الأنشطة التي تقود الطلبة لأداء مهمات تعليمية بشكل فردي أو مجموعات من أجل تحقيق أهداف معينة، فالتعلم القائم على المشروع يعتبر نشاطا اجتماعيا يتم تنفيذه بهدف إنتاج شيء أو صناعة منتج ويكون محكوم بحكم زمني(التعبان والتاجي، 2020).

دور التعلم بالمشروع في التخفيف الآثار السلبية للحروب على الطلاب

وأسلوب التعلم القائم على المشروع يمكن أن يكون له تأثير كبير في التخفيف من آثار الحرب على طلاب فلسطين من خلال مجموعة من الطرق التي تعزز الدعم النفسي والاجتماعي، وتمكن الطلاب من مواجهة التحديات التي خلفتها الحرب. ويمكن لهذا الأسلوب أن يسهم في التخفيف من آثار الحرب من خلال:

الدراسات السابقة

دراسة حسن وحسان(2024)

هدفت الدراسة إلى تقديم تصور مقترح لتفعيل دور مؤسسات التعليم المستمر في تنمية وعي طلابها بمخاطر حروب الجيل الحديثة وخاصة حروب الجيل الرابع والخامس والسادس والسابع، وذلك من خلال تناول الإطار المفاهيمي والفلسفي لحروب الجيل الحديثة، ويشمل: نشأة وتطور حروب الجيل الحديثة ومفاهيمها، والعوامل التي أدّت لظهور حروب الجيل الحديثة، وأهداف وأساليب وأدوات حروب الجيل الحديثة، وأهم الوسائل المستخدمة في هذه الحروب، كما تناول مخاطر حروب الجيل الحديثة وانعكاسها على مؤسسات التعليم المستمر، ويشمل: كيفية مواجهة حروب الجيل الحديثة، ودواعي اهتمام مؤسسات التعليم المستمر بالتربية الإعلامية، وأهم المداخل التربوية الحديثة في مواجهة مخاطر حروب الجيل الحديثة، ولتحقيق هذه الأهداف تم الاعتماد علي المنهج الوصفي التحليلي، كما تم إستخدام الاستبيان – كأحد أدوات البحث – لرسم خطوط عريضة لمستقبل دور مؤسسات التعليم المستمر في تنمية وعي طلابها بمخاطر حرروب الجيل الحديثة في ظل الأوضاع المجتمعية المتغيرة التى يشهدها العالم، وتم تطبيقها على عينة من الخبراء والمتخصصين فى الجامعات المصرية مكونةٍ من (102) عضو هيئة تدريس ومتخصصاً تم اختيارهم بطريقة عشوائية، وقد قدم البحث الحالي تصور مقترح لتفعيل دور مؤسسات التعليم المستمر في تنمية وعي طلابها بمخاطر حروب الجيل الحديثة ومن بين ما تضمنه المقترح تنفيذ أنشطة تنمي التفكير الحر للطلاب، وتوصي الدراسة بضرورة تطوير أدوار المؤسسة التعليمية لتكون قادرة على مواجهة متغيرات العصر.

دراسة مرسي وحناوي(2023)

هدفت الدراسة إلى التعرف على مدى تأثير استخدام استراتيجية التعلم القائم على المشروعات في تدريس الرياضيات لطلاب الصف الثاني الثانوي العلمي، ولتحقيق ذلك استخدم الباحث المنهج التجريبي ذا التصميم شبه التجريبي ذي المجموعتين التجريبية والضابطة، وتكونت مجموعة البحث من (60) طالباً وطالبة من طلاب الصف الثاني الثانوي العلمي بمدرسة مير الثانوية المشتركة بمحافظة أسيوط، حيث تم توزيعهم إلى مجموعتين متساويتين إحداهما ضابطة درست بالطريقة المعتادة والأخرى تجريبية درست باستخدام استراتيجية التعلم القائم على المشروعات، وطبِّق البحث في وحدة الدوال الحقيقية ورسم المنحنيات في مقرر الرياضيات البحتة للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي 2022/2023م، وتمثلت مواد البحث وأدواته في: قائمة بالمهارات الحياتية، ودليل المعلم، وكراسة الأنشطة للطلاب، واختبار حل المشكلات الرياضية، وبطاقة ملاحظة مهارة الاتصال والتواصل، وطبِّقت الأدوات قبلياً وبعدياً بعد التأكد من خصائصها السيكومترية، وأسفرت نتائج البحث عن وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لاختبار حل المشكلات الرياضية، وبطاقة الملاحظة، لصالح المجموعة التجريبية، وكذلك وجود حجم تأثير مرتفع في المتغير التابع (المهارات الحياتية)، ومن بين ما أوصت به الدراسة توجيه القائمين على إعداد مناهج الرياضيات إلى تضمين فلسفة التعلم القائم على المشروعات في جميع المراحل الدراسية.

دراسة عبد التواب(2023)

هدفت الدراسة التعرف على مدى تأثير استخدام استراتيجية التعلم القائم على المشروعات في تدريس الرياضيات لطلاب الصف الثاني الثانوي العلمي، كما هدفت إلى تنمية بعض المهارات الحياتية (حل المشكلات الرياضية - الاتصال والتواصل)، ولتحقيق ذلك استخدم الباحث المنهج التجريبي ذا التصميم شبه التجريبي ذي المجموعتين التجريبية والضابطة، وتكونت مجموعة البحث من (60) طالباً وطالبة من طلاب الصف الثاني الثانوي العلمي بمدرسة مير الثانوية المشتركة بمحافظة أسيوط، حيث تم توزيعهم إلى مجموعتين متساويتين إحداهما ضابطة درست بالطريقة المعتادة والأخرى تجريبية درست باستخدام استراتيجية التعلم القائم على المشروعات، وطبِّق البحث في وحدة الدوال الحقيقية ورسم المنحنيات في مقرر الرياضيات البحتة للصف الثاني الثانوي العلمي للعام الدراسي 2022/2023م، وتمثلت مواد البحث وأدواته في: قائمة بالمهارات الحياتية، ودليل المعلم، وكراسة الأنشطة للطلاب، واختبار حل المشكلات الرياضية، وبطاقة ملاحظة مهارة الاتصال والتواصل، وطبِّقت الأدوات قبلياً وبعدياً بعد التأكد من خصائصها السيكومترية، وأسفرت نتائج البحث عن وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسطات درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لاختبار حل المشكلات الرياضية، وبطاقة الملاحظة، لصالح المجموعة التجريبية، وكذلك وجود حجم تأثير مرتفع في المتغير التابع (المهارات الحياتية)، ومن بين ما أوصت به الدراسة تشجيع المعلمين على استخدام التعليم القائم على المشروع في الحصص الدراسية، وتدريبهم على كيفية إعداد المشاريع التعليمية.

دراسة علي(2023)

هدفت الدراسة التعرّف على واقع التعليم ما قبل الجامعي في سورية في ظل الأزمات (الحرب على سورية وجائحة كورونا) خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2021، تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي استناداً لبيانات المكتب المركزي للإحصاء ووزارة التربية السورية واليونيسف، من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: انخفاض أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم ما قبل الجامعي خلال سنوات الحرب على سورية، كما ظهرت تداعيات الأزمة على التعليم المهني في التوجه نحو أنواع محددة من التعليم وانخفاض جودة التعليم ما قبل الجامعي وازدياد معدلات فقر التعلم بين الطلاب السوريين وخاصة في مخيمات النزوح، هذا وكان إغلاق المدارس خلال فترة تفشي جائحة كوفيد-19 قد تسبب بتعميق التفاوتات التعليمية بين الأغنياء والفقراء، كما كشف التوجه العالمي نحو اعتماد التعليم عن بعد خلال فترة انتشار الجائحة عن حجم الفجوة الرقمية التي تعاني منها سورية عموماً وقطاع التعليم ما قبل الجامعي بشكل خاص، وقدّمت الدراسة عدداً من التوصيات منها: إنشاء مدارس جديدة للتخلص من ظاهرة زيادة أعداد الطلاب في الشعب الصفية لتحسين نوعية التعليم، وإحداث قاعدة بيانات محلية وربطها بكافة المدارس من أجل سهولة الحصول على المعلومة من مصادر موثوقة تؤمنها وزارة التربية.

دراسة التعبان وناجي(2020)

هدفت الدراسة الكشف عن فاعلية استراتيجية التعلم القائم على المشروع في تنمية مهارات التفكير المنظومي وإنتاج المشروعات الالكترونية لدى طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى، وتحقيقا لأهداف الدراسة استخدم الباحثان منهج تطوير المنظومات التكنولوجي الذي يتضمن المنهج الوصفي والمنهج التجريبي وباستخدام النموذج العام للتصميم التعليمي ADDIE، كما قام الباحثان بتصميم أداتين للدراسة هما (اختبار التفكير المنظومي، وبطاقة تقييم المنتج)، كما تم اعتماد التصميم التجريبي ذو المجموعتين (ضابطة وتجريبية) وبعد التحقق من تكافؤ المجموعتين تم تطبيق التجربة وأدوات الدراسة على عينة الدراسة المتمثلة بـ (22 طالبة للمجموعة التجريبية، 22 طالبة للمجموعة الضابطة) توصلت الدراسة إلى أنه: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطالبات في مهارات التفكير المنظومي البعدية لدي طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى تعزى لمتغير التطبيق (قبلي – بعدي ) لصالح التطبيق البعدي، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطالبات في مهارات التفكير المنظومي لدي طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى تعزى لمتغير المجموعات (ضابطة – تجريبية) لصالح المجموعة التجريبية، وتوجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الطالبات في مهارات إنتاج المشروع البعدية لدي طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى تعزى لمتغير المجموعات(ضابطة – تجريبية ) لصالح المجموعة التجريبية، وتتصف استراتيجية التعلم بالمشروع بفاعلية في تنمية مهارات التفكير المنظومي لدي طلبة كلية التربية وفقاً للكسب بمعامل بلاك، وفي ختام الدراسة قدم الباحثان مجموعة من التوصيات والمقترحات منها إعداد دراسات لقياس أثر استراتيجية التعلم القائمة على المشروع على أنواع التفكير المختلفة.

دراسة داود(2018)

هدفت الدراسة التعرف إلى کفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات لدى طالبات جامعة الملك فيصل؛ في ضوء المتغير المستقل المتمثل في طريقة التدريس وهي طريقة التعلم القائم على المشروعات، ولتحقيق هذا الهدف استخدمت الدراسة المنهج الوصفي في مراجعة نتائج البحوث والدراسات السابقة والأدبيات التربوية والاستفادة منها في إعداد أدوات البحث، کما استخدم المنهج شبه التجريبي لتعرف أثر التعلم القائم على المشروعات على کفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات لدى طالبات جامعة الملك فيصل، وتم بناء مقياس کفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات لدى طلبة الجامعة اعتمادا على الدراسات السابقة والأطر النظرية للأدبيات التربوية، وتألف المقياس في صورته النهائية من (36) فقرة وزعت بين ستة مجالات: (الحفظ والتخزين، التصنيف والربط، التوليف والتلخيص، الاشتقاق والتوليد، التوظيف والاستخدام، التقويم). وطبق المقياس على عينة قوامها (50) طالبة من طالبات کلية التربية في جامعة الملك فيصل، وتوصلت الدراسة إلى تحديد قائمة مشروعات تناسب المستوى الجامعي وتسهم في رفع مستوي التمثيل المعرفي للمعلومات، وتحديد قائمة المؤشرات التي تعبر عن معايير تقييم الطلبة في هذه المشروعات، کما أظهرت قوة العلاقة بين المتغيرين المستقل والتابع والذي يعزي ارتفاع کفاءة التمثيل المعرفي لدي مجموعة البحث إلى تأثير إستراتيجية التعلم القائم على المشروعات، وتأثير کفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات في مستوي ناتج التعلم (التحصيل الدراسي)، ومن بين ما أوصت به الدراسة تدريب المعلمين والمتعلمين على استراتيجية التعلم القائمة على المشروع.

دراسة العزيزي(2018)

هدفت الدراسة التعرف على أثر الحروب والصراعات المسلحة على التحصيل الدراسي لطلبة المرحلة الأساسية من وجهة نظر المعلمين في المدارس المتضررة بأمانة العاصمة، استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهداف البحث، وصممت استبانة لجمع البيانات تم توزيعها على 135 معلم ومعلمة في المدارس الأساسية المتضررة في أمانة العاصمة حيث تم اختيار أربع مدارس مختلطة بطريقة عشوائية من أربع مديريات في أمانة العاصمة الاكثر تضررا (مديرية آزال، مديرية السبعين، مديرية الوحدة، مديرية شعوب)، وأظهرت نتائج البحث أن أفراد عينة البحث يرون أن الصراع والحرب له أثر كبير على التحصيل الدراسي للتلاميذ في مدارس التعليم الأساسي في أمانة العاصمة صنعاء، كما يرى أفراد عينة البحث أن الصراع والحرب له أثر كبير على سلوكيات التلميذ في مدارس التعليم الأساسي في العاصمة صنعاء، كما أن معلمي المرحلة الأساسية المشاركين في البحث يرون أن الصراع والحرب له أثر كبير على اهتمام الاهل بالطالب في مدارس التعليم الأساسي في العاصمة صنعاء، بينما يرى أفراد العينة أن الصراع والحرب له أثر متوسط نحو دافعية التلميذ في مدارس التعليم الأساسي في العاصمة صنعاء، كما يرى أفراد العينة أن الصراع والحرب له أثر متوسط في نشاط التلميذ في مدارس التعليم الأساسي في العاصمة صنعاء، ومن بين ما أوصت به الدراسة ضرورة البحث عن استراتيجيات تعليمية قادرة على ضمان استمرار تعلم الطلبة في ظل الأزمات والحروب.

التعقيب على الدراسات السابقة

من حيث الهدف تناولت بعض الدراسات السابقة فاعلية استراتيجية التعلم القائم على المشروع، ومن هذه الدراسات دراسة مرسي وحناوي(2023) التي هدفت إلى التعرف على مدى تأثير استخدام استراتيجية التعلم القائم على المشروعات في تدريس الرياضيات لطلاب الصف الثاني الثانوي العلمي، ودراسة عبد التواب(2023) التي هدفت التعرف على مدى تأثير استخدام استراتيجية التعلم القائم على المشروعات في تدريس الرياضيات لطلاب الصف الثاني الثانوي العلمي، ودراسة التعبان وناجي(2020) التي هدفت الكشف عن فاعلية استراتيجية التعلم القائم على المشروع في تنمية مهارات التفكير المنظومي وإنتاج المشروعات الالكترونية لدى طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى، ودراسة داود(2018) التي هدفت التعرف إلى کفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات لدى طالبات جامعة الملك فيصل؛ في ضوء المتغير المستقل المتمثل في طريقة التدريس وهي طريقة التعلم القائم على المشروعات، وبعضها تناول أثر الحروب والأزمات على العملية التعليمية وتحصيل الطلبة، ومن هذه الدراسات دراسة علي(2023) التي هدفت التعرّف على واقع التعليم ما قبل الجامعي في سورية في ظل الأزمات (الحرب على سورية وجائحة كورونا) خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2021، ودراسة العزيزي(2018) التي هدفت التعرف على أثر الحروب والصراعات المسلحة على التحصيل الدراسي لطلبة المرحلة الأساسية من وجهة نظر المعلمين في المدارس المتضررة بأمانة العاصمة، وانفردت دراسة حسن وحسان(2024) في هدفها حيث تقديم تصور مقترح لتفعيل دور مؤسسات التعليم المستمر في تنمية وعي طلابها بمخاطر حروب الجيل الحديثة.

ومن حيث المنهج استخدمت بعض الدراسات المنهج الوصفي التحليلي، ومن هذه الدراسات دراسة حسن وحسان(2024) ودراسة العزيزي(2018)، وبعضها استخدم المنهج التجريبي ومن هذه الدراسات دراسة مرسي وحناوي(2023) ودراسة عبد التواب(2023) ودراسة علي(2023)، وجمعت دراسة التعبان وناجي(2020) ودراسة داود(2018) بين المنهج الوصفي والمنهج التجريبي.

أما بالنسبة للنتائج فقد أظهرت الدراسات السابقة أن للحروب والأزمات تداعيات سلبية على العملية التعليمية واستمرارها وكذلك على تحصيل الطلاب، كما أثبتت وجود أثر إيجابي لاستراتيجية التعلم القائم على المشروع في تحصيل الطلاب.

وتتفق الدراسة الحالية مع الدراسات السابقة التي هدفت إلى دراسة فاعلية التعلم بالمشروع في العملية التعليمية، كما تتفق مع الدراسات التي استخدمت المنهج الوصفي الذي يقوم على مراجعة الأدبيات التربوية المتعلقة بالموضوع والدراسات السابقة، واستفادت منها في بناء الإطار النظري والتعرف على مناهج البحث العلمي واستخلاص النتائج، وتميزت عنها في أنها تتناول القدرة التنبؤية للتعلم بالمشروع في معالجة آثار الحروب وانعكاساتها في فلسطين.

أثر الحرب على التعليم في فلسطين

ستترك الحرب أثرها على التعليم وخاصة في قطاع غزة لمدة طويلة، فقد سلبت الطلبة حقهم في الحياة وليس فقط في التعليم وسببت طول فترة الحرب إلى هدم البينة التحتية للمؤسسات التعليمية وتدني مستوى التحصيل وزيادة الفاقد التعليمي، مما يستدعي تدخلاً لاستئناف العملية التعليمية بعد توقف الحرب وتدخل الجهات الرسمية في إعادة الإعمار ، فاستئناف التعليم يشمل أساليب تدريس وتكييف المنهاج للتركيز على المهارات الأساسية ،وتنفيذ أنشطة الدعم النفسي والاستفادة من التجارب الناجحة كالتعليم الشعبي (ناصر، 2024).

كما أشارت بعض التقارير إلى الآثار النفسية والإنسانية للحرب في فلسطين التي تحول دون حصول عدد كبير من الأطفال على حقهم في التعليم، حيث أكد التقرير الذي أعدته وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن العدد الإجمالي للشهداء 30365 شهيدًا، من بينهم أكثر من 5000 طالب و240 معلمًا، وقد أغلقت 563 مدرسة، مما حرم ما يقرب من 620 الف طالب من حقهم في التعليم، كما يبرز الحاجة الملحة لإعطاء الأولوية لجهود التعافي في قطاع التعليم، وبناء استراتيجيات تعليمية فعّالة (مركز ابداع المعلم وبالشراكة مع الهيئة الوطنية للمؤسسات الاهلية والائتلاف التربوي الفلسطيني، 2024)

النتائج

التوصيات


 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

التعبان، مهند وناجي، انتصار. (2022). فاعلية استراتيجية التعلم القائم على المشروع في تنمية مهارات التفكير المنظومي وإنتاج المشروعات الإلكترونية لدى طلبة كلية التربية بجامعة الأقصى. مجلة الجامعة الإسلامية للدراسات التربوية والنفسية، 26(2): 400-423.

حسن، عمرو وحسان، محمود. (2024). تصور مقترح لتفعيل دور مؤسسات التعليم المستمر في تنمية وعي طلابها بمخاطر حروب الجيل الحديثة. مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، 40(1): 1-84.

داود، هيا. (2018). فاعلية استخدام التعلم القائم على المشروعات وأثره على کفاءة التمثيل المعرفي للمعلومات لدى طالبات جامعة الملک فيصل. مجلة البحوث في مجال التربية النوعية، (16): 161-203.

عبد التواب، عبد التواب وآخرون. (2023). معايير ضمان جودة التعليم في حالة الطوارئ. مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، 5(2): 30-61.

العزيزي، محمود. (2018). أثر الحروب والصراعات المسلحة على التحصيل الدراسي لطلبة المرحلة الأساسية بأمانة العاصمة من وجهة نظر المعلمين. مجلة الأندلس للعلوم الإنسانية والاجتماعية، 17(17): 36-68.

علي، راما وشريقي، مدى. (2022). التعليم في أوقات الأزمات: تأثير الحرب على سورية وجائحة كورونا في التعليم ما قبل الجامعي في سورية (2011-2021).مجلة جامعة البعث للأبحاث العلمية، 44(10): 1-41.

محسن، كاظم وجعفر، جعفر. (2018). سياسة التعليم الجديدة في اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. مجلة أبحاث البصرة للعلوم الإنسانية، 43(1): 103-120.

المخامرة، أنعام ومنشار، منال. (2024). مدى مساهمة مشروع تبني المدارس في مديرية تربية وتعليم يطا في تحقيق تطور التعليم من وجهة نظر المشاركين في المشروع. المجلة العربية لعلوم الإعاقة والموهبة، 8(29): 173-194.

مرسي، حمدي وحناوي، زكريا. (2023). استخدام استراتيجية التعلم القائم على المشروعات في تدريس الرياضيات في تنمية بعض المهارات الحياتية لدى طلاب الصف الثاني الثنوي العلمي. مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، (5(2): 224-253.

ناصر، خلود. (2024). من فضاءات للتعلم إلى مساحات مستباحة:  الحرب والتعليم المدرسي في قطاع غزة. مجلة ورقة سياسات، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، (44): 1-13.

يونس، مصطفى. (2023). استخذام استراتيجية لتعلم القائمة على المشروعات في تدريس الرياضيات في تنمية بعض المهارات الحياتية لدى طلاب الصف الثاني الثانوي العلمي. مجلة كلية التربية، جامعة أسيوط، 5(2): 224-255.

 

ثانياً : المراجع العربية الإنجليزية

·  Muahand, N., & Najy, I. (2022). The effectiveness of the project-based learning strategy in developing systemic thinking skills and producing electronic projects for students of the Faculty of Education at Al-Aqsa University (In Arabic). Islamic University Journal of Educational and Psychological Studies, 26(2), 400–423.

·  Hasan, A., & Hassan, M. (2024). A proposed framework for activating the role of continuing education institutions in raising student awareness of the risks of modern generation wars (In Arabic). Journal of the Faculty of Education, Assiut University, 40(1), 1–84.

·  Dawood, H. (2018). The effectiveness of using project-based learning and its impact on the efficiency of cognitive representation of information among female students at King Faisal University (In Arabic). Journal of Research in the Field of Specific Education, (16), 161–203.

·  Abd Al-Tawab, A., et al. (2023). Quality assurance standards in education during emergencies (In Arabic). Journal of the Faculty of Education, Assiut University, 5(2), 30–61.

·  Al-Azizi, M. (2018). The impact of wars and armed conflicts on the academic achievement of basic education students in the capital's Secretariat from teachers’ perspectives (In Arabic). Al-Andalus Journal of Humanities and Social Sciences, 17(17), 36–68.

·  Ali, R., & Shreiki, M. (2022). Education in times of crisis: The impact of the Syrian war and the COVID-19 pandemic on pre-university education in Syria (2011–2021) (In Arabic). Al-Baath University Journal for Scientific Research, 44(10), 1–41.

·  Mohsen, K., & Jaafar, J. (2018). The new education policy in Japan after the end of World War II in 1945 (In Arabic). Basra Research Journal for Human Sciences, 43(1), 103–120.

·  Al-Makhamrah, A., & Minshar, M. (2024). The contribution of the school adoption project in the Yatta Directorate of Education in achieving educational development from the participants’ perspective (In Arabic). Arab Journal of Disability and Gifted Sciences, 8(29), 173–194.

·  Morsi, H., & Hanawi, Z. (2023). Using project-based learning in teaching mathematics to develop some life skills among second-grade scientific secondary students (In Arabic). Journal of the Faculty of Education, Assiut University, 5(2), 224–253.

·  Naser, K. (2024). From learning spaces to violated areas: War and school education in the Gaza Strip (In Arabic). Policy Paper Journal, Institute for Palestine Studies, (44), 1–13.

·  Younis, M. (2023). Using project-based learning in teaching mathematics to develop some life skills among second-grade scientific secondary students (In Arabic). Journal of the Faculty of Education, Assiut University, 5(2), 224–255.*

 


 

ثالثاً: المراجع الأجنبية:

Omoeva, C., Moussa, W., & Hatch, R. (2018). The effects of armed conflict on educational attainment and inequality. Washington, D.C.: Education Policy and Data Center.