تاريخ الإرسال (08-03-2022 تاريخ قبول النشر (07-04-2022)

 

آثار عمالة الأطفال بمدينة كسلا شرق السودان- دراسة تحليلية

The Effects of Child Labor in the City of Kassala, Eastern in Sudan- Analytical Study

1 اسم الجامعة والبلد (للأول)

 

 

 

* البريد الالكتروني للباحث المرسل:

 

       E-mail address:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أستاذ مشارك - جامعة كسلا - كلية التربية - قسم الجغرافيا – السودان Associate Professor - University of Kassala - Faculty of Education - Department of Geography - Sudan

اسم الباحث الأول:                                                                                 

 

د. إبراهيم عبد اللطيف خوجلي Dr.. Ibrahim Abdul Latif Khojali

 

 

 

 

 

 

 

 



جسم البحث:

المحور الأول: أساسات الدراسة:

مقدمة:

ان الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها البلاد ألقيت بظلالها علي حياة الأسر فدفعت هي الاخري بأبنائها عن طريق قصد او غير قصد الي سوق العمل للمساهمة في اقتصاديات الأسرة حيث هنالك تأكل لقيمة الجنية السوداني في ظل ظروف تضخم اقتصادي طاحن وقاتل ومع مجابهة ارتفاع الأسعار للسلع والخدمات ومع كل ذلك وجود سيولة أمنية وتفشي ظاهرة العنف المجتمعي.

 مشكلة الدراسة:

ان الظروف الاجتماعية(التصدع الأسري ووجود هدر سكاني والعنف المجتمعي) والاقتصادية(تأكل قيمة الجنية السوداني وتسارع وتفاقم وتيرة التضخم الاقتصادي) والسياسية(اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة والفراغ الدستوري بالبلاد) القي بظلاله علي رفاه الأسر وجعلها عاجزة عن تلبية مطالبات واحتياجات أطفالها الضرورية في ظل وجود نوع من الهشاشة والضعف وانعدام الحول والتعرضية لتلك الأسر مما دفعت بهم الي سوق العمل في سن مبكرة في القطاع الاقتصادي غير الرسمي بمدينة كسلا شرق السودان ولذا تحاول الدراسة سبر أغوار الآثار عمالة الأطفال بمدينة كسلا شرق السودان- كدراسة تحليلية الي معرفة وتشخيص وتقصي للعوامل المساهمة في تفاقم الظاهرة علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي ونطرح السؤال الرئيسي التالي:

ماهي الأسباب المحفزة والكامنة ووراء عمالة الأطفال بمدينة كسلا؟

ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية:

1- ماهي الأسباب المؤدية والفعلية لعمالة الأطفال بمدينة كسلا؟

2-ماهي الآثار الناتجة المتحصلة من عمالة الأطفال بمدينة كسلا؟

أهداف الدراسة:

1- معرفة وتحديد الأسباب الرئيسية والفعلية التي دفعت الأطفال الي لولوج سوق العمل  بمدينة كسلا.

2-التعرف الآثار السلبية المتحصلة من عمالة الأطفال علي من الأسرة والمجتمع والدولة.

3- التعرف علي المحددات والانعكاسات التي تواجه الأطفال العاملين بأسواق مدينة كسلا.

4- تحديد المعالجات لظاهرة عمالة الأطفال والوقاية منها مستقبلا .

أهمية الدراسة:

1- سبر أغوار الدراسة من خلال التوصل الي نتائج تلك التساؤلات

2- تشخيص وتقصي للعوامل المساهمة في تفاقم الظاهرة علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي

3- التعرف علي اتجاهات ظاهرة الأطفال في الشوارع بمدينة كسلا كما ونوعا.

4- توضيح الدور الذي تقوم به العوامل الاخري المختلفة في عملية انتشار وتوطن ظاهرة عمالة أطفال.

فرضيات الدراسة:

 تضافرت عدة عوامل مجتمعة ساهمت بدرجات متفاوتة في الدفع بالأطفال الي سوق العمل بمدينة كسلا  السودان في ظل غياب واضح للدور الحكومي والرقابي وحماية مجتمعية اتجاه تلك الظاهرة.


 

 

حدود الدراسة:

الحدود المكانية : :مدينة  كسلا بحدودها الإدارية المعروفة وذلك حسب تقسيم الولايات في ديوان الحكم المحلي لعام (1993م)

الحدود الزمانية: (2020ـــــ 2022م)

الحدود البشرية: يتكون مجتمع الدراسة من عينة لعمالة الأطفال العاملين بمدنية كسلا بشرق السودان والبالغ عددهم  (160) طفل وطفلة كجموعه متجانسة ومتقاربة في (العمر والنوع والاتجاهات والميول) حيث ان العدد الكلي يتراوح مابين (2000 الي 2050) حسب الملاحظات والمشاهدات اللاصقة لهولاء الأطفال.

المناهج المستخدمة في الدراسة:

لبلوغ أهداف الدراسة بناء علي فرضيات الدراسة شكلت منهجية الدراسة كما يلي وتمت الاستعانة بالمناهج التالية:

1- منهج دراسة الحالة :

يقوم علي دراسة حالة قائمة وذلك من خلال جمع المعلومات والبيانات التفصيلية عن تلك الظاهرة من خلال الأوضاع السابقة والحالية والرهانات المستقبلية التي توثر فيها.

2- المنهج التحليلي الوصفي:

تعد من الأساليب التحليل المرتكز علي معلومات كافية ودقيقة عن موضوع الدراسة وذلك للوصول الي نتائج عملية تم تفسيرها بطرائق موضوعية تنسجم مع معطيات الظاهرة المراد دراستها.

3- منهج تحليل المضمون:  

يساعد في الدراسة علي قراءة وتحليل مضمون البيانات الواردة في التقارير المتعلقة بالوجود عمالة الأطفال داخل مدينة كسلا بشرق السودان الذي استخدمه الباحث في تحليل معطيات الدراسة.

طرق جمع المعلومات:

تم إجراء عدة مقابلات مع بعض الأشخاص المعنيين بالأمر في مجتمع الدراسة بالإضافة المجموعات البؤرية والتي يقصد بها التفكير بعقل جمعي من خلال المناقشة والتعليق في حلقات نقاشية مخططة ومنظمة عن موضوع الدراسة ذو الطبيعية النوعية ويتم خلالها إجراء مجموعة من التفاعلات البينية بين جميع الأعضاء المشاركين في المناقشة تحت قيادة باحث رئيسي يقوم بتنظيم التفاعل والنقاش وتستمر الحلقة النقاشة من (30 ــ 60) دقيقة (الشيخ، 2017م) ص (8)

.ومن مزايا المجموعة البؤرية انها:

1- توفر تفاصيل أدق من مايو فرها المسح الميداني.

2- تساعد علي الفهم العميق للموضوع أو المشكلة

3- تتسم بمرونتها التي تسمح ببحث مواضيع غير متوقعة او لتوضيح  الأسباب في موضوعات فرعية

4- أسلوبها سهل الفهم وتتمتع نتائجها بالمصداقية.

5- تعد أسلوبا مهما لفهم أراء الجماعات المستفيدة من البرامج التي تواجه المشكلة (المبحوثة) كما تسهم في الحل المشكلة بالمشاركة المجتمعية

6- تفيد في تقويم السياسيات الشعبية وتعد طريقة فعالة في التزويد بتغذية راجعة مباشرة ومن ثم تنقل الانطباعات الشعبية علي نحو فعال تم إجراء عدد حوالي سبعة جلسات مناقشة مع عمالة ألأطفال بمدينة كسلا السودان. وبالإضافة إلي ذلك اعتمد الباحث علي البيانات والإحصاءات المطلوبة للدراسة من عدة مصادرها الثانوية فرضتها الدراسة مثل  الكتب المنهجية الجغرافية والتقارير والنشرات العلمية التي صدرت من جهات ذات الصلة ذات الصلة بالولاية وكذلك مصادرها الأولية مثل الملاحظة المباشرة والمسوحات الميدانية.

تحديات الدراسة: تمثلت صعوبات الدراسة في الآتي:

1- عملية حصر عمالة الأطفال بمدنية كسلا السودان.

2- لكثرة أعدادهم وانعدام التلاشي المسافي بينهم

3- التحرك الدائم والمستمر لهم من مكان لأخر مما جعل صعوبة في تقدير حجم الظاهرة.

4- موسمية التواجد

5- إخفاء بعض المعلومات لديهم

6- الاستعانة بالمنظمات لإجراء تلك الدراسة.

7- عدم تعاون عمالة أطفال بسبب التعطيل عن العمل لابد من وتمت المعالجة بمقابل مالي

مبررات اختيار موضوع الدراسة:

تتمثل أسباب اختيار موضوع الدراسة في الأتي:

1- إن تزايد الإهمال بموضوع عمالة أطفال بمدينة كسلا من قبل المسئولين والإداريين جعلنا نطرق ناقوس الخطر.

2- موضوع عمالة أطفال تعاني منه دول عديدة في العالم خاصة دول العالم الثالث علي وجه العموم  ودول جنوب الصحراء في إفريقيا والتي من ضمنها منطقة الدراسة.

3- علي الرغم من الرعاية التي يتلقاها هذا الموضوع علي مستوي المنظمات الإقليمية والوطنية فان ظاهرة تفاقم عمالة أطفال أخذت في الازدياد وبالتالي لابد من تضافر الجهود للتصدي لها.

4- التقصير الإعلامي عن اتجاه تلك الظاهرة لتعدد تصنيفاتها.

5- الشعور بالمشكلة وإبعادها بحكم انها أصبحت متفشية في المجتمع بالإضافة الي معاناة هولاء الأطفال من بعض إفراد المجتمع بصورة غير لائقة ولا إنسانية.

المحور الثاني: إطار المفاهيم ذات الصلة بموضوع الدراسة:

عمالة الأطفال:

يعتبر الأطفال العاملون فئة من الأطفال الذين ينخرطون في عمل غير مناسب لقدراتهم كأطفال او في عمل قد يضر صحتهم او تعليمهم او تطورهم الأخلاقي يستند التعريف الي اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم (183) حول السن الادني،  واتفاقية منظمة العمل الدولية (182)المتعلقة باسواء إشكال عمل الأطفال،  وبالأخذ الاعتبار السن الادني للعمل في السودان (18) سنة وتعريف العمل الخطر فان الأطفال العاملين هم الذين:

1- الأطفال الذين يعملون في الأعمار دون الثانية عشر من العمر

2- الأطفال الذين أعمارهم (12ــ 15) سنة الذين يعملون (14) ساعة او أكثر في كل أسبوع.

3-الأطفال الذين أعمارهم دون الثامنة ويعملون في عمل يتميز بالخطورة(دياعلو،  ملم، (2007م).ص (10)

 

أنواع عمالة الأطفال:

تنقسم أنواع عمالة الأطفال الي نوعين وهما:كما ذكرها (عبد الله وعرار، 2019م) ص(127)

1- عمالة الأطفال السلبي:

هو العمل الذي يضع أعباء ثقيلة علي الطفل الذي يهدد سلامته وصحته ورفاهيته،  العمل الذي يستفيد من ضعف الطفل وعدم قدرته عن الدفاع عن حقوقه،  العمل الذي يستغل عمالة الأطفال لعمالة رخيصة بديلة عن عمل الكبار،  العمل الذي يستخدم وجود الأطفال ولا يساهم في تنميتهم،  العمل الذي يعيق تعليم الطفل وتدريبه ويغير حياته ومستقبله

2- عمالة الأطفال الايجابي:

يتضمن كافة الإعمال التطوعية او حتي المأجورة التي يقوم بها والمناسبة لعمره وقدراته،  ويمكن ان تكون لها تأثيرات ايجابية تنعكس علي نموه العقلي والجسمي والذهني وخاصة إذا قام بها الطفل باستمتاع للحفاظ علي حقوقه الأساسية لأنه من خلال العمل يتعلم المسؤولية والتعاون والتسامح والتطوع مع الآخرين.

فقر الأطفال:

تنعكس جوانب الفقر علي فئة الأطفال وهذه الأخيرة أجبرتها الظروف علي التوقف عن اللعب والتخلي عن الطفولة والسعي وراء لقمة العيش ومقاومة الفقر وعلي الرغم من قسوة الظاهرة وتزايد إعداد الأطفال إلا ان لاتوجد حتي ألان إحصائيات دقيقة عن إعداد الأطفال الفقراء وهذا راجع الي ان البعض يري ان تعداد الفقراء وتقتصر فقط علي الكبار الذي يعكس أثارا علي الأطفال ،  بينما يري البعض الأخر انه يشمل كل فئة داخل نطاق الأسرة إذ حذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بشكل دوري من فقر الأطفال تزايد منذ التسعينات في (17من أصل 24) دولة غنية كما تشير تقارير أخري ان طفلا واحدا في كل ستة أطفال هم أطفال عاملون ،  ومعظمهم هولاء يعملون في القطاع الزراعي وفي حين يبقي الآخرون إما أطفال شوارع او يعملون في المصانع او في المنازل وجمع القمامات،  علما ان النشاط الذي يسجل توجه عدد كبير من الأطفال نحوه وفي مختلف إنحاء الوطن يتمثل في بيع السجائر والإعمال الهامشية ، وتدعو منظمة اليونيسيف الدول المعنية الي التحرك إذ اثبت ان الفوائد الاقتصادية التي تتحقق بالقضاء علي عمل الأطفال ستبلغ قرابة سبعة إضعاف كلفة هذه العملية وقد تعدد وجهات النظر والآراء إلا ان هنالك عدد من الآثار التي استقر عليها الجميع علي انها مخلقات الفقراء:

1- أوضحت الدراسات ان السبب الرئيسي في انخراط الأطفال في سوق العمل لكسب المال لزيادة دخل الأسرة للبقاء علي قيد الحياة ، وذلك علي الرغم من ان عمل الأطفال يزيد من فقر الأسرة لأنه يحرم الطفل من فرصة تعليم مناسبة او قد يخلق له فرصة عمل أفضل في المستقبل.

2- الفقر يجعل من عمل الطفل سلعة رخيصة مما يجذب اصحاب العمل لاستخدامهم وقد حددت منظمة العمل الدولية ثلاث مستويات لاسواء إشكال الأطفال.

أ- الفئة الأولي: الأنشطة الخطيرة والتي تتعرض من خلالها الطفل للإخطار البدنية والنفسية والأخلاقية.

ب – الفئة الثانية: وشكل الاتجار بالأطفال واستخدامهم في إعمال الرق والمتاجرة.

ج- الفئة الثالثة: وتضم كل عمل يقوم به الطفل من بلوغه السن القانونية والذي تعوقه من النمو الجسدي والعقلي السليم ويحرمه من التعليم الأفضل(ابن دراوة، 2009م): (27)

الدراسات السابقة:

ذكرشينار،  (2022م) ص(304ــ 305):ان هنالك العديد من الدراسات الخاصة العربية منها التي تناولت هذه الفئة وبحثت عما يميزها من خصائص كدراسة عاطف خليفة(2002م)والتي توصلت الي ان مشكلة أطفال الشوارع علي الرغم من وجودها منذ فترة بعيدة إلا انها في تزايد مستمر وغير ثابتة وتختلف باختلاف الجنس والعمر والمستوي الاقتصادي والبيئة الاجتماعية وتوصلت الي:

1- شعور أطفال الشوارع بالرفض من قبل المجتمع

2- شعور أطفال الشوارع بالقهر والظلم والدونية.

3- شعور أطفال الشوارع بعدم الانتماء للمجتمع.

وقد اجري مدحت ابو النصر (1992م)دراسة استهدفت المشكلات التي يتعرض لها أطفال الشوارع والتي توصل الي ان من أهمها:

1-الانقطاع عن التعليم

2- انقطاع صلة أطفال الشوارع بأسرهم

3- التعرض للاعتداء البدني والتعذيب

4- نقص الرعاية والحماية ومن ثم سوء الحالة الصحية والبدنية لأطفال الشوارع

5- الحرمان خاصة من الغذاء

وتوصلت الدراسة في نتائجها أيضا الي ان أطفال الشوارع طاقة مفقودة كما وكيفا وان رعايتهم ضرورة إنسانية ومجتمعية تحتمها النظرة الإنسانية حولهم كما تفرضها مصلحة المجتمع نفسه.

ويري سوسن شاكر مجيد(2012م) ان أطفال الشوارع يتميزون بمجموعة من خصائص هي:

1- هم أطفال مهشمون يحتاجون الي رعاية خاصة.

2- تتراوح أعمارهم بين(7ــ 14) سنة

3- مستوي تعليمي متدني وغالبيتهم لم تكمل المرحلة الابتدائية

4- نسبة الأمية مرتفعة بسبب تركهم المدرسة.

5- ينتمون لأسر ذات مستوي اقتصادي وتعليمي متدني

6- أسرهم كبيره العدد وتعيش في منازل ضيقة تتراوح عدد غرفها مابين (1ــ 2) غرفة مما يخلق درجة تراحم الذي بدوره له أثاره الصحية خاصة علي الجهاز التنفسي.

ومن هذا تتسم شخصية طفل الشوارع بعدة سمات:

1- فقدان الشعور بالأمن : حيث ان أطفال يحتاجون الي الشعور بالرعاية والحماية والانتماء الي المحيط الذي يعيشون فيه، حيث يري ابر يكسون "ان الشعور بالأمن عند الطفل هو الأساس فيما اسماه الثقة".

2- فقدان القيمة والكرامة الإنسانية: الطفل بحاجة التقدير ذاته واحترامه وهذا من البحث علي وسط يتم تقبله وإبراز دوره ومكانه داخليا وخارجيا.

3- النظرة العدوانية : ان أطفال العاملين كثير منهم تظهر عليهم نوع من العدوانية والتي كانوا قد اكتسبوها من العالم الداخلي(الأسرة) والخارجي (سوق العمل).

5- غياب السلطة الأسرية وضعفها: فالطفل العمل إذا تنازلت عليه أسرته كلية وعدم التحكم فيه يولد الضياع والقلق والارتباك (شينار،  2022م) ص(304ـ 305).

 

المحور الثالث: الملامح الرئيسية لمنطقة الدراسة:

نشأت مدينة كسلا عام (1840م) إبان حكم الأتراك كوحدة إدارية عرفت باسم إقليم التاكا،  تعد مدينة كسلا حاضرة الولاية وهي تبعد عن العاصمة القومية الخرطوم حوالي  (480) كلم وترتفع مدينة كسلا عن سطح البحر حوالي (496) متر وتقدر مساحة مدينة كسلا (3042) كلم2 ونهر القاش يفصل المدينة الي نصفين شرقي وغربي وهذا النهر ينحدر من المرتفعات الاريترية والذي يبلغ إيراده السنوي حوالي(650) مليون متر مكعب وتتراوح فترة جريانه مابين(114-163) يوما، بينما يفوق أقصي ارتفاعه ( المترين)، وفي الظروف الطبيعية تتوفر مياه كافية لتغذية الخزان الجوفي

إما مناخيا:يتمثل مناخ الولاية في صورته العامة نمط انتقالي بحكم موقع الولاية الجغرافي بين الإقليم الصحراوي في الشمال والإقليم المداري السوداني في الجنوب حسب تصنيف كوين المناخي.

إما من ناحية السكان: فيبلغ تعداد سكان الولاية (2.519.071) نسمة حسب إسقاطات (2019م ) ويشكلون (58%) من سكان السودان والمعدل السنوي للنمو(2.8%) وهو يماثل معدل النمو في السودان ويشكل الذكور (55.4%) من مجموع السكان بنيما الإناث يشكلن (44.6%) ويعيش (73.9% ) الإسقاطات السكانية للعام (2020م) من السكان الولاية في المناطق الريفية  بينما

( 26.1%) من السكان يعيشون في المناطق الحضرية وتحتل كسلا المرتبة السادسة بين المناطق الحضرية في السودان ومتوسط حجم الأسرة حوالي(5.5) فردا بينما يمثل سكان مدينة كسلا(420166) نسمة حسب إسقاطات (2019م) وكذلك ساهم اللجوء من دول الجوار في عمليات الزيادة السكانية بالمدنية خصوصا والولاية عموما،  (الجهاز المركزي للإحصاء ، (2019م) ص(28) والخريطة (1)توضح ذلك

خريطة (1) مدينة كسلا

المصدر:وداعة الله، 2019م ص5

 

المحور الرابع:آثار عمالة الأطفال بمدينة كسلا شرق السودان

عمالة الأطفال في السودان:

ويتركز عمالة الأطفال في السودان بنسب كبيرة جدا فهنالك 45.6%من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم مابين(10ــ14)سنة ينخرطون في العمل ولا يذهب سوي 31.5% من الأطفال الي المدرسة مما يتراوح أعمارهم مابين(6ــ 14) سنة ويعمل حوالي 60% من الأطفال العاملين في السودان في قطاع الزراعة بينما يعمل 38.2%في قطاع الخدمات ونسبة ضئيلة جدا منهم تعمل في قطاع الصناعة(فريد 2020م) ص(2).

أسباب دخول الأطفال للسوق العمل بمدنية كسلا:

ان هنالك تعدد واختلاف في أسباب وعوامل عمالة الأطفال فهنالك أكثر من سبب واحد يدفع بالطفل الي الخروج الي سوق العمل وتختلف منبين أسباب اجتماعية وأخري اقتصادية وغيرها فالطفل يجد نفسه مجبرا علي الخروج الي العمل والتعرض الي مختلف المخاطر التي تضعف نموه وتحرمه من الحصول علي التنشئة السليمة وان أسباب عمالة الأطفال عند الحديث عنها ف ما يختص بالعوامل المسببة لعمالة الأطفال لا تفوتنا ان لكل مجتمع خصوصيته ولكل حقبة تاريخية وملابساتها ولكل تطور اجتماعي واقتصادي وبناءاه وملامحه المتميزة ولذلك تختلف العوامل المسببة لعمالة الأطفال من مجتمع لأخر ومن زمن لأخر حسب طبيعة وظروف وزمان ومكان المجتمع وان خصوصية المجتمع وظروفه سهمان في تشكيل ونوعية الحياة(سوميه وبسمة، 2016م)ص( 62 و67)

وهنالك أسباب خاصة بالطفل نفسه وتدفعه الي الشارع والتي ذكرها(شينار،  2022م) ص(306):وتمثل في الأتي:

1- الميل الي الحرية والهروب من الضغوط الأسرية.

2- غياب الاهتمام باللعب والترفية في داخل الأسرة والبحث عنه في الشارع

3- اللامبالاة من جانب الأسرة وعدم الاستماع الي الطفل والتحاور معه وتلبية حاجاته

4- حب التملك فالشارع يتح له نوع من العمل أيا كان ولكنه يدر عليه دخلا قد يكون هذا العمل تسولا او إتيان إعمال منافية للحشمة والآداب والأخلاق.

5- عند أطفال الشوارع يكون عنصر جذب بمافيه من خبرات جديدة ومغامرات للإشباع العاطفي

6- الجيرة فقد تودي الإقامة في الإحياء الشعبية ذات الطابع خاص الي معاشرة مجموعة من الأشخاص المنحرفين (شينار،  2022م)ص(306).

وتبين لنا من خلال مناقشات المجموعات البؤرية مع أطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم مابين (8- 14) سنة وهذه المعلومات مستقاة منهم ان أسباب وجودهم متعددة ومتشابكة ومتداخلة يصعب فصلها من بعضها البعض ساهمت بدرجات متفاوتة في وجودهم في سوق العمل في سن مبكرة ومن هذه الأسباب ماهو اقتصادي ومنها اجتماعي ومنها من ماهو إهمال حكومي ونحن هنا نأخذها جملة وتفصيلا وهي علي النحو التالي: والجدول(1) يوضح أسباب خروج الطفل الي سوق العمل.

 

الجدول(1) يوضح أسباب خروج الطفل الي سوق العمل

أسباب ذاتية بالطفل

أسباب اقتصادية

أسباب ثقافية

أسباب قانونية

1- عدم الرغبة في مواصلة التعليم

2- تدني التحصيل الدراسي (الرسوب المتكرر)

3- كراهية الطفل للمدرسة لأنها بيئية غير جاذبة من حيث المدرسة والمعلم والمنهج وغياب الأنشطة غير الصفية

1- الفقر

2- البطالة

3- عمل الأطفال يعد مصدر اقتصادي للأسرة

1- العادات والتقليد التي تشجيع عمل الأطفال

2- الجهل والأمية

3- التصدعات الأسرية

(الطلاق وظاهرة تأنيث الأسر)

1- ضعف النصوص القانونية (متناقضة ومركبة وتحتوي علي الكثير من الثغرات القانونية)

2- ضعف الأجهزة الرقابية ذات الصلة بعمل الأطفال

3- انعدام تفعيل القوانين المتعلقة بحقوق الطفل

المصدر: عمل الباحث، (2022م) مستقاة من سوميه وبسمة، (2016م).

آثار عمالة الأطفال بمدينة كسلا شرق السودان

يتضح لنا إن عمالة ألأطفال لهم نتائج متحصلة عن ظاهرة مع وجودهم في الشوارع وتنقسم هذه الظواهر الي أمنية واجتماعية وصحية وهنالك نتائج متداخلة منها بعضها البعض مثل الخروج علي قيم المجتمع وعاداته وتقاليده المعروفة  تعدد الآثار الناتجة عن عمالة الأطفال بمدينة كسلا شرق السودان وهي كلها ساهمت بدرجات متفاوتة في ضاع الطفل من انخراطه في المنظومة الاجتماعية كآخذ حقوقه في التنشئة والتربية والرعاية والتدرج العمري والحياتي بصورة طبيعة مقارنة بإقرانه في المجتمع وتقسم تلك الآثار الي عدة محاور هي علي النحو التالي:

اولا: آثار صحية : والتي تبدو مؤشراتها في الآتي:

1- الوضع الصحي للطفل العامل نفسه من خلال الملاحظة الواضحة للعيان والثابتة مظهرياً تتمثل في معاناة هولاء الأطفال من خلال الهزال الصحي والجسدي وذلك نتيجة للعمل لساعات طويلة والتي تفوق المعدل المسموح به عالميا وهو(6) ساعة/اليوم

2- تعرض بعض الأطفال العاملين للإيذاء البدني والنفسي وذلك من خلال مخالطتهم واحتكاكهم  للأكبر سنا منهم مما يجعلهم عرضة لذلك الإيذاء والنتيجة الحتمية هي

أ- ظهور السلوك العدواني من الطفل اتجاه الآخرين

ب- انعدام الثقة في النفس والآخرين

ج-  الضعف النفسي في عدم القدرة علي المواجهة تلك الأفعال ومواجهة الفاعلين لتلك الأفعال ضدهم وذلك لضعفهم وصغر سنهم وقلة تجاربهم المجتمعية علي والتصدي لها.

3- انعدام عمليات انتظام النمو الجسمي طبيعيا من خلال اختلال الوظائف الحيوية للجسم وسوء التغذية ونوبات الأمراض السارية والمتوطنة

ثانيا:آثار اجتماعية: والتي تبدو مؤشراتها في الأتي:

1- التسرب الدراسي:

يتبن لنا من( المجوعة البؤرية 2022م) إن من أعمارهم مابين (10ــــ 17) سنة وهم في سن التمرس الدراسي  ونجد إن أسباب التسرب الدراسي حسب أراء المجموعة النقاشية في الأتي:

 النظرة غير الاقتصادية للتعليم

      أ‌-        إن يكون الابن الأكبر في الأسرة وهذه قدره في تحمل المسئولية الاقتصادية مع الأب في الصرف علي الأسرة(المساندة الأسرية)

    ب‌-      النظرة الاقتصادية للعمل في المكاسب المالية

    ت‌-      انعدام الرغبة في التعليم والاستمرار فيه.

    ث‌-      الفشل التعليم في استقطاب هولاء التلاميذ والطلاب.

    ج‌-       الفقر نفسه عامل محفز ودافع للعمل

    ح‌-       تكاليف العملية التعليمية نفسها العالية(الرسوم الدراسة)

    خ‌-       اصطياد البيئة الخارجية بما فيها من مغريات  كالألعاب التسلية  الموبايلات وغيرها

     د‌-       خاصة بعض الأسر تنظر الي اقتصاديات أبنائهم من خلال مرودية الإعمال من القطاع الاقتصادي غير الرسمي.

2- اكتساب مفاهيم وأساليب سلبية جديدة: ويعزي ذلك من اجل إثبات الذات او المحاكاة او عوامل فترة المراهقة وهذه الأساليب مثل تعاطي المخدرات وشرب الخمر وممارسة الجنس

3- الإهمال العائلي: هو متمثل في الإهمال الوجداني والجفاف ألمشاعري وانعدام الاحتواء الأسري وعدم الاهتمام الأبوي مما يعمل علي إيجاد شعور بالوحدانية والفردية الذاتية  لدي الطفل مما يفقده الأمل في الحياة مما يعمل علي تكوين بور للتشرد الجزئي او التشرد الكلي مستقبلا.

4- تنامي مشكلات سلوكية متعددة: تبدو دلالات المظاهر فيها مثل المشاغبة والعناد وعدم التكيف والاندماج الاجتماعي

5 - الهدر الديمغرافي: يقصد به الخسارة والضياع والتبدد التي تصيب المجتمع  وجميع مفاصلة الهدر هو متعدد  الجوانب كالهدر التعليمي والاجتماعي والتعسفي والصحي وتضافرت جميعها في أثارها لتولد الهدر الديمغرافي كالرسوب والتسرب الدراسي والجريمة والعنف وعمالة الأطفال وزواج القاصرات والمرض والإعاقة التي من نتائجها هدر الطاقات وضياع الثروات وفقدان التنمية المستدامة والمستقبل مما يوثر سلبا علي المجتمع ولاسيما صغار السن منهم وان الهدر الديمغرافي لتلك الشريحة يعد من من اخطر المشكلات التي تعيق التنمية البشرية فهي من العوامل القادرة علي شل حركة المجتمع وتطورهــ وهي عائدة الي الجهل والتخلف والانعزالية مؤدية به الي الهدر الديمغرافي (الصالحي، 2020م)ص(15)

ثالثا:آثار ثقافية: والتي تبدو مؤشراتها في الأتي:

1- العادات والتقاليد:

أحيانا قد يلزم الأطفال علي دعم عمل الإباء مثلا في المزارع وفي المنازل وفي هذه الحالات يحمل الأطفال عبء المسؤولية في سن مبكرة دون مساءلة الأهل من جيل الي جيل وبذلك هم يعززون تقبل واستمرار الممارسات الاجتماعية الضارة(التقييم السريع ، 2015م)

2- الطلب علي عمالة الأطفال:

يبدوان احد الأسباب الرئيسية يعمل الأطفال وهو سبب غير اقتصادي وهذا يمكن في انه يمكن النظر الي الأطفال كإفراد تسييرهم بسهولة لأنهم اقل إدراكا لحقوقهم واقل إثارة للمشاكل لأصحاب العمل وأكثر إطاعة لهم وهم أكثر جدارة بالثقة وقلما يتغيبون عن العمل كما يكمن التخلص منهم بالاستغناء عنهم في أي وقت ممكن وعدم مطالبة بأي نوع من أنواع الرعاية والضمان الاجتماعي (التقييم السريع ، 2015م)

رابعا:آثار أمنية: والتي تبدو مؤشراتها في الأتي:

1- تنامي ظاهرة التنمر: لدي الطفل وهى نتيجة حتمية للمضايقات والاهانات التي يتلقاهــ الطفل عن طريق القصد او غير القصد من إفراد المجتمع، وانعدام مراعاة التعامل الكريم والأخلاقي من قبل الأشخاص الآخرين مع عمالة الأطفال بمدينة كسلا معاملة ذات إبعاد أخلاقية واجتماعية وإنسانية من الدرجة الأولي.

2- ظهور العمالة المتسللة: الأمر الذي ادي بدوره الي تفاقم بور العطالة وسط الشباب. وإكساب النشء عادات وتقاليد جديدة ودخيلة من العمل في المنازل ومساهمة في تصدع الأسر

3- زيادة الإصابات وتفشي الإمراض: القاتلة مثل الايدز والكبد الوبائي (فيروس سي)

4 -انتشار أبناء الشوارع المتشردين: واتساع دائرة التسول والمهددات المجتمعية كالبطالة والتفكك العائلي والمخدرات

5ــ - العصابات الإجرامية (أطفال الشوارع):التي تعد مهدد امني خطير وخاصة ووقوع السودان في منطقة القرن الإفريقي ومحبط بدول فيها المشكلات الأمنية والسياسية التي يمكن إن يكون  السودان ملاذا أمانا لهم كحركات  المعارضة وايضا ظهور مظاهر العنف الحضري الذي أصبح آلية يومية مشاهدة في المستوطنات الحضرية من خلال المنفذين وهم النقيرز([1]) لصوص الشوارع الذين يطلقون عليهم (9 طويلة).

خامسا:آثار نفسية: وهذه آلا ثار واقعة علي الطفل نفسه: وان هذه المشكلات التي يواجها الطفل نفسه من تواجده إثناء العمل في الشارع والتي تبدو مؤشراتها في الأتي:

تتمثل في الأتي:

1- البعد عن الخصوصية

2- عدم الإحساس بالأمن والأمان

3- عدم إمكانية الحصول علي الخدمات الصحية او التعليمية

4- مشكلة تناؤل الطعام

5- التعرض للعنف والاستغلال والاعتداء الجنسي

   6- تعاطي المخدرات (عجمي و محمد رسول، 2017م)ص(39).والجدول(2) الآثار المتحصلة من عمالة أطفال يغزز ذلك

 

جدول(2) الآثار المتحصلة من عمالة أطفال

الرقم

الأمنية

الاجتماعية

الصحية

1

انعدام الضبط الاجتماعي

انتشار الأمية

الهزال الجسدي

2

فقدان الهوية

البطالة المقنعة

بؤرة للأمراض

3

الاتجار بالأطفال

التلوث البصري

تعاطي المخدرات

4

الجرائم المختلفة

اللامباة

التحرش الجنسي

المصدر:خوجلي وآخرون، 2020م، ص(158)

الآثار المترتبة علي عمل الأطفال:

ان هناك جوانب أساسية يتأثر فيها الطفل نتيجة توجهه لسوق العمل في مرحلة عمرية مبكرة وهي:

1- النمو والتطور الجسدي:

تتأثر صحة الطفل بطبيعة العمل وبيئية نظرا لمخاطر التي تعوق نموه ما ينطوي عليها من مخاطر من شانها النيل من صحته والإضرار بنموه الجسدي فهناك مخاطر مرتبطة بالسقوط من أماكن مرتفعة،  و التعرض للجروح والكدمات الجسدية او التعرض لبعض الغازات الضارة.

2- التطور المعرفي:

يتأثر التطور المعرفي  للطفل الذي يترك المدرسة ويتوجه الي سوق العمل من خلال تأثر قدرته علي القراءة والكتابة،  مما يوثر علي تحصيله العلمي والذي يقلل من الفرص المتاحة له مستقبلا في تحسين تطوره المعرفي كما ان العمل الخطر الذي يتم تحت ظروف صعبة ولا تتناسب مع قدراته الطفل،  ويمكن ان تسبب بالأذى له،  ويحرمه من حقوقه في التعليم والتطور ويعرضه للاستغلال وهذا يتناقض مع القيمة الاجتماعية للعمل ويمكن تحديد مدي كون عمل الأطفال استغلاليا أم لا أذا اشتمل علي الآتي:

1- العمل وهم صغار السن

2- العمل لساعات طويلة

3- العمل بأجور قليلة جدا

4- العمل في ظروف خطرة

5- العمل ضمن ترتيبات تتسم بالعبودية(عبد الله و عرار، 2019)ص(128)

*     سؤال جوهري:من هو المسئول عن عمالة الأطفال:تتعدد الأسباب المسوؤلة المودية عن عمالة الأطفال في المجتمع؟

أولا:خلل في وظائف الأسرة: أن تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال في المجتمع لا يوشر فقط علي اتساع حجم هذه الظاهرة وانتشارها واستمرارية أسبابها ودوافعها بل ان عمالة الأطفال تعد موشرا هاما علي وجود خلل في قدرة الأسرة في القيام بدورها وظائفها اختلالا في نسقها وموشرا لفقدانها مزيدا من وظائفها التقليدية والنتاج الصافي ما اصابها من التفكك والتصدع وعدم مقدرتها علي إشباع حاجات عناصرها الأساسية(الملكاوي، 2018) ص (45)

ثانيا: أجهزة الحكم بالدولة: من خلال فرض هيبة الدولة وتجريم اصحاب العمل الذين يستقدمون هؤلاء الأطفال دون السن القانونية وساعات العمل المسموح بها عالميا وغياب الرؤية الواضحة بخصوص برامج التنمية التي لا تضع في الحسبان عمالة الأطفال من ضمن أولوياتها

ثالثا الأجهزة الإعلامية: هي من الأشياء المسكوت عنها لا يجب الخوض فيها ولكن يجب ان يحدث العكس لذلك وهو العمل بنظرية الطرق المستمر علي تنامي وتفاقم ومشكلات عمالة الأطفال

وأسبابها وإفرازاتها وأساليب حلها.

رابعا: سلوكيات المجتمع الخاطئة: اتجاه عمالة الأطفال التي لا تراعي أنهم ضحية منظومة دولة ومجتمع وأسرة

المحور الخامس: النتائج والتوصيات:

أولا: النتائج:

1 إن أسباب وجود عمالة الأطفال بمدينة كسلا نتاجا لعدة عوامل متداخلة  في شكل حلقة دائرية يصعب فصلها من بعضها البعض منها الظروف الاقتصادية والتي تأخذ نصيب الأسد من حيث التأثير وكذلك العوامل الاجتماعية المتعددة الجوانب.

2- إن وجود عمالة لأطفال بمدينة كسلا افرز العديد من النتائج المتحصلة لذلك الوجود منها ما هو امني واجتماعي وصحي كانت نتائجه علي الأطفال أنفسهم وعلي المجتمع الذي يوجد فيه هؤلاء الأطفال.

3- انعدام تحديد الآليات والأدوات والأساليب والخطط الإستراتيجية المنوط بها تقليل هذه الظاهرة إلا انها ساهمت في حد ذاتها في تفاقم الظاهرة نفسها نتيجة للإهمال الأسري والخرس الوظيفي والرقابي من الجانب الحكومي.

4- انعدام وضع إن عمالة  أطفال بمدينة كسلا في الحسبان من قبل برامج التنمية المجتمعية بالولاية.

5- عدم وجود إحصاءات دقيقة لحجم ظاهرة عمالة أطفال بمدينة كسلا 

ثانيا: التوصيات:

1- لابد من تتضافر الجهود الرسمية والشعبية لمحاولة تقليل وجود الظاهرة والمساهمة في حل الظاهرة داخل مدينة كسلا خاصة إن مدينة كسلا تعج بالمنظمات الأجنبية والوطنية.

3- لابد من اعتماد جزء من ميزانية الولاية تصب في البرامج التي تستهدف تقليل الفجوة مابين البرامج الإنسانية وظروف الفقر المتفشية بالولاية

4- لابد من تضمين الخطط التنموية السنوية للولاية برنامج خاص للأطفال العاملين بسوق مدينة كسلا (تأهيلا وتدريبا وتعليميا) وكذلك سن قوانين وتشريعات صارمة لتحديد ساعات العمل الرسمية بالنسبة لعمالة الأطفال وفق الاتفاقيات الدولية المسموح بها

 5- لابد من التعامل بمبدأ الاحتواء العائلي من عدم ابتعاد الوالدين عن أبنائهم والتفكير معهم بصوت عالي في حل مشكلاتهم ودعم الأطفال معنويا وماديا ودعم الأسر الفقيرة في الإحياء الطرفية والشعبية لمحاولة تقليل وجود الظاهرة والمساهمة في حل الظاهرة اقتصاديا واجتماعيا داخل مدينة كسلا .

6- لابد من الطرق المستمر حول قضايا عمالة الأطفال عبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة وكذلك الإعلام البديل ومنصات التواصل الاجتماعي.

7- مراعاة التعامل الكريم والأخلاقي من قبل الأشخاص الآخرين مع عمالة الأطفال بمدينة كسلا معاملة ذات إبعاد أخلاقية واجتماعية وإنسانية من الدرجة الأولي.

8- لابد من عمل بيئات جاذبة في المدرسة والمنهج والمعلم للترغيب الأطفال العاملين في أسواق مدينة كسلا بحيث تساهم في عملية رجوع هولاء الأطفال الي البيئات التعليمية


 

المصادر والمراجع

أولاً: المراجع العربية:

 

1.     ابن دراوة،  نادية، (2009م): قياس الفقر ومحافظته (دراسة حالة الجزائر). جامعة العلوم التجارية والاقتصادية وعلوم التسيير،  رسالة ماجستير غير منشورة،  نظريات الكمية المطبقة،  الجزائر.

2.     الجهاز المركزي للإحصاء، (2019م):حجم وإسقاطات سكان ولاية كسلا ، السودان.

3.     خوجلي،  إبراهيم ،  وآخرون(2021م)أطفال في الشوارع دراسة ميدانية على أطفال منظمة من الطريق الي الأمان بمدنية كسلا شرق السودان،  مجلة القلزم للدراسات الجغرافية والبيئية ، العدد الثالث،  دورية مارس للعام2021م، ص(141ــ 164)، سنار،  السودان.

4.     دياعلو،  ملم، (2007م): الأطفال العاملون في المملكة الأردنية الهاشمية،  نتائج مسح عمالة الأطفال 2007م ، منظمة العمل الدولية ،  إصدار(2009م) ، جنيف،  سويسرا.

5.     السريع ، لاسواء (2015م)، إشكال عمالة الأطفال، جمهورية العراق.

6.     سومية ،  بوختر ، بسمة ، بن نوار، (2016):عمالة الأطفال وعلاقتها بالتسرب المدرسي ، دراسة ميدانية علي عينة من التلاميذ بموسطتي غديري عمار بولقربيات فرحات،  دائرة السعقة ولاية جيجل ،  رسالة ماجستير غير منشورة في علم الاجتماع ، تخصص تربية، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية،  جامعة محمد الصديق بن يحي،  الجزائر.

7.     الشيخ،  احمد ، (2017م):مرونة النظم المحلية في التكيف مع الجفاف في ولاية شمال كردفان ، مجلة جامعة بخت الرضا ، العدد العشرين ابريل 2017م ، ص ص 11ــــ 26، الدويم ، السودان.

8.     شينار، سامية(2022م): أطفال الشوارع بين مثالب التهميش والانحراف والاستغلال،  مجلة العلوم القانونية والاجتماعية ، المجلد السابع،  العدد الأول جامعة زيان عاشور، ص(301ــ 315)،  الجلفة،  الجزائر.

9.     الصالحي،  ماجد (2020م):الهدر الديمغرافي لفئات صغار السن في مدينة الزبير وسبل معالجتها،  رسالة ماجستير غير منشورة،  جامعة البصرة،  كلية الآداب،  قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية،  العراق.

10. عبد الله، تسير وعرار ، رشيد(2019م):أسباب ظاهرة عمالة الأطفال مدينة القدس،  مجلة العلوم النفسية والتربوية 5(4) ص( 122ــ 143) ، جامعة الوادي،  الجزائر.

11. عجمي،  سجاد ،  محمد رسول ، قاسم (2017م):المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لعمالة الإحداث،  دراسة اجتماعية ميدانية في الديوانية،  بحث تخرج بكالوريوس غير منشور،  جامعة القادسية ، كلية الآداب،  قسم علم الاجتماع ، العراق.

12. فريد،  سالي ، 2020م:عمالة الأطفال في إفريقيا: الإبعاد والآثار الاقتصادية ودور     ا  لمنظمات الإقليمية والدولية،  مركز فاروس للاستشارات والدراسات الإستراتيجية،  مصر 

13. الملكاوي،  نور الدين ، (2018م): المشكلات النفسية والاجتماعية لدي عينة من عمالة الأطفال السوريين في الأردن،  رسالة ماجستير غير منشورة،  جامعة اليرموك،  كلية التربية،  قسم علم النفس الإرشادي والتربوي،  الأردن.

14. وداعة الله،  عصام الدين ،  (2019م):تحليل وتقييم الصرف السطحي بمدينة كسلا ،  الورشة الاستهلالية،  مشروع مدعوم من هيئة البحث والابتكار العلمي ،  مكان الانعقاد جامعة كسلا،  كلية الهندسة،  قاعة رقم (2) بتاريخ (13مارس2019م)،  ولاية كسلا،  السودان.


 

المراجع العربية الإنجليزية

 

1.      Ibn Droua, N. (2009). Measurement and Preservation of Poverty (A Case Study of Algeria). (In Arabic). Unpublished Master's thesis, Faculty of Commerce, Economics, and Management Sciences, University of Quantitative Theories, Algeria.

2.      Central Bureau of Statistics. (2019). Population Size and Projections for Kassala State, (In Arabic). Sudan.

3.      Khogali, I., et al. (2021). Street Children: A Field Study on Children from the Road to Safety Organization in Kassala City, Eastern Sudan(In Arabic). Al-Qalzam Journal of Geographical and Environmental Studies, Issue 3, March 2021, pp. 141-164, Sinnar, Sudan.

4.      Diaalo, M. (2007). Working Children in the Hashemite Kingdom of Jordan: Findings from the 2007 Child Labor Survey. (In Arabic) International Labour Organization, Geneva, Switzerland.

5.      Al-Saree, L. (2015). Child Labor Challenges, (In Arabic) Republic of Iraq.

6.      Soumia, B., et al. (2016). Child Labor and Its Relationship to School Dropout: A Field Study on a Sample of Students from Ghediri Ammar Boulkerbiet Middle School, Saqqa District, Guelma Province. (In Arabic) Unpublished Master's thesis in Sociology, Education specialization, Faculty of Humanities and Social Sciences, Mohammed Seddik Ben Yahia University, Algeria.

7.      Al-Sheikh, A. (2017). Flexibility of Local Systems in Adapting to Drought in North Kordofan State. (In Arabic) Bukhat Al-Rida University Journal, Issue 20, April 2017, pp. 11-26, Duiem, Sudan.

8.      Shinara, S. (2022). Street Children: Between the Clutches of Marginalization, Deviation, and Exploitation. (In Arabic)Journal of Legal and Social Sciences, Volume 7, Issue 1, Ziane Achour University, pp. 301-315, Jelfa, Algeria.

9.      Al-Salehi, M. (2020). Demographic Waste of Young Age Groups in Al-Zubair City and Ways to Address It. (In Arabic) Unpublished Master's thesis, University of Basrah, College of Arts, Department of Geography and Geographic Information Systems, Iraq.

10.   Abdullah, T., & Arar, R. (2019). Causes of Child Labor in Jerusalem City. (In Arabic) Journal of Psychological and Educational Sciences, 5(4), pp. 122-143, Al-Wadi University, Algeria.

11.   Ajeemi, S., Mohammed, R., & Qasim, R. (2017). Social and Economic Problems of Adolescents Labor: A Field Study in Diwaniyah. (In Arabic) Unpublished Bachelor's research paper, University of Al-Qadisiyah, College of Arts, Department of Sociology, Iraq.

12.   Fareed, S. (2020). Child Labor in Africa: Dimensions, Economic Effects, and the Role of Regional and International Organizations. (In Arabic) Faros Center for Consulting and Strategic Studies, Egypt.

13.   Al-Malkawi, N. (2018). Psychological and Social Problems among a Sample of Syrian Child Laborers in Jordan. (In Arabic) Unpublished Master's thesis, Yarmouk University, Faculty of Education, Department of Counseling and Educational Psychology, Jordan.

14.   Wadaa Allah, I. (2019). Analysis and Evaluation of Surface Drainage in Kassala City: Preliminary Workshop, (In Arabic) a Project Supported by the Scientific Research and Innovation Authority, Venue: Kassala University, Faculty of Engineering, Hall 2, March 13, 2019, Kassala State, Sudan.



.1.النقيرز: هم مجموعة من الشباب يميزون أنفسهم بملابس خارجة عن المألوف في المجتمع يتحركون في مجموعات ليلا وانهارا يعترضون للمواطنين بشكل عشوائي لنهب ممتلكاتهم والانقضاض علي فريستهم حتي يمكن ان تصل الي القتل بدم بادر ونهب كل مايملكه الشخص.